التربية على الثقة بالنفس 2024.


قال الله تعالى حكاية عن قول ابنة شعيب لأبيها : ( قالت إحداهما ….. ) ( القصص : 26 ) : يا أبت استأجره .. ) الفتاة العفيفة النظيفة القلب السليمة الفطرة الثاقبة النظر العميقة التربية تتأذي وتضيق من مزاحمة الرجال والاحتكاك الذي يفرضه العمل خارج البيت فغايتها الا يحتك بالرجال ولا تزاحمهم بل تأوي الى بيتها فتستقر فيه ومع ذلك اذا اضطرت الى العمل والخروج من بيتها فهي تخرج فتنتظر الفرصة لكي تأوي الى بيتها فلنلتمس ايها المربي وايتها المربية في هذه الفتاة القدوة الصالحة لفتياتكم لا المغنيات الكاسيات العاريات

" إن خير من استأجرت القوي الأمين " فمثل هذه الفتاة لم تتربى على العفة والطهارة وحسن الادب فقط بل تربت على الثقة بالنفس وعلى اعمال العقل والحكمة فنراها تربط بين المواقف لتستخلص منها الاحكام التي تحتاج الى ان تدرس للمربين قبل الاولاد في دور مءسسات التعليم فما فعلته الفتاة يسميه النفسيون والمختصون بالذكاء " التركيب " فهذا الاسلوب من اعلى مراتب الذكاء فبالرغم من انها كانت تعيش في بيئة صحراوية بدوية الا انها تربت تربية عقلية في اعلى المراتب والدرجات فاعتبروا يا أولى الابصار من القائمين على التربية بجميع مؤسساتها .

كما أن الفتاة وهي تعرض على أبيها رأيها لا تتلعثم ولا تضطرب ولا تخشى من ابيها سوء الظن والتهمة فهي تعلم من ثقة ابيها فيها ومن اتاحته لها فرصة التعبير عن الرأي ولذلك فهي تعرض رأيها في ثقة تامة وثبات منقطع النظير لأنها قد تربت تربية قائمة تفتح العقل وتوسيع مداركه لذلك اتت بهذه المقوله الشهيرة والحكيمة البليغة والقاعدة الاصيلة والشروط التي لابد ان تتوافر فيمن يتولى امرأ من الامور وبه أخذ عمر بن الخطاب حين قال : اشك والى الله ضعف الامين وخيانة القوي فهو يسأل الله ان ييسر له القوي الامين الذي يستعين به في ادارة شئون دولته

خليجيةخليجيةخليجية

مشكوووووووووورة
تسلمى
نورتى

اهم وسائل التربية بالحب 2024 كيفيه التربية بالحب 2024 2024.

هي

ثمانية …

1- كلمة الحب ،،،، 2- نظرة الحب ،،،، 3- لقمة الحب 4-لمسة الحب ،،،،

5- دثار الحب ،،،، 6- ضمة الحب 7- قبلة الحب ,,,, 8-بسمة الحب

خليجية

الأولى : كلمة الحب

كم كلمة حب نقولها لأبنائنا( في دراسة تقول أن الفرد إلى أن يصل إلى عمر

المراهـقة يكون قد سمع مالا يقل عن ستة عشر ألف كلمة سيئة ولكـنه لا يسمع إلا

بضع مئات كـلمة حسنة )

إن الصور التي يرسمها الطفل في ذهنه عن نفسه هي أحد نتائج الكلام الذي يسمعه

، وكأن الكلمة هي ريشة رسّام إمّا أن يرسمها بالأسود أو يرسمها بألوان جميلة ..

فالكلمات التي نريد أن نقولها لأطفالنا إمّا أن تكون خـيّـرة وإلا فلا

بعض الآباء يكون كلامه لأبنائه : ( حط من القيمة ، تشنيع ، استهزاء بخلقة الله )

ونتج عن هذا لدى الأبناء [ انطواء عدوانية ، مخاوف ، عـدم ثـقة بالنفس ]

خليجية

الثانية : نـظـرة الحـب

اجعل عينيك في عين طفلك مع ابتسامة خفيفة وتمتم بصوت غير مسموع بكلمة

( أحبك يا فلان ) 3 أو 5 أو 10 مرات ، فإذا وجدت استهجان واستغراب من ابنك

وقال ماذا تفعل يا أبي فليكن جوابك { اشتقت لك يا فلان }فالنظرة وهذه الطريقة

لها أثر ونتائج غير عادية

خليجية

الثالثة : لقمة الحـب

لا تتم هذه الوسيلة إلاّ والأسرة مجتمعون على سفرة واحدة [نصـيحة .. عـلى

الأسرة ألا يضعوا وجبات الطعام في غرفة التلفاز ] حتى يحصل بين أفراد الأسرة

نوع من التفاعل وتبادل وجهات النظر . وأثناء تناول الطعام ليحرص الآباء على

وضع بعض اللقيمات في أفواه أطفالهم . [ مع ملاحظة أن المراهقين ومن هم في

سن الخامس والسادس الابتدائي فما فوق سيشعرون أن هذا الأمر غير مقبول ] فإذا

أبى الابن أن تضع اللقمة في فمه فلتضعها في ملعقته أو في صحنه أمامه ،

وينبغي أن يضعها وينظر إليه نظرة حب مع ابتسامة وكلمة جميلة وصوت

منخفض ( ولدي والله اشتهي أن أضع لك هذه اللقمة ، هذا عربون حب ياحبيبي )

بعد هذا سيقبلها

خليجية

الرابعة : لمـسـة الحـب

يقول د. ميسرة : أنصح الآباء و الأمهات أن يكثروا من قضايا اللمس . ليس من

الحكمة إذا أتى الأب ليحدث ابنه أن يكون وهو على كرسين متقابلين ، يُـفضل أن

يكون بجانبه وأن تكون يد الأب على كتف ابنه (اليد اليمنى على الكتف الأيمن) .

ثم ذكر الدكتور طريقة استقبال النبي لمحدثه فيقول : { كان النبي صلى الله عليه

وسلم يلصق ركبتيه بركبة محدثه وكان يضع يديه على فخذيْ محدثه ويقبل عليه

بكله }. وقد ثبت الآن أن مجرد اللمس يجعل الإحساس بالود وبدفء العلاقة يرتفع

إلى أعلى الدرجات . فإذا أردتُ أن أحدث ابني أو أنصحه فلا نجلس في مكانين

متباعدين .. لأنه إذا جلستُ في مكان بعيد عنه فإني سأضطر لرفع صوتي [ ورفعة

الصوت ستنفره مني ] وأربتُ على المنطقة التي فوق الركبة مباشرة إذا كان الولد

ذكراً أمّا إذا كانت أنثى فأربتُ على كتفها ، وأمسك يدها بحنان . ويضع الأب

رأس ابنه على كتفه ليحس بالقرب و الأمن والرحمة ، ويقول الأب أنا معك أنا

سأغفر لك ما أخطأتَ فيه

خليجية

الخامسة : دثار الحب

ليفعل هذا الأب أو الأم كل ليلة … إذا نام الابن فتعال إليه أيها الأب وقبله وسيحس

هو بك بسبب لحيتك التي داعبت وجهه فإذا فتح عين وأبقى الأخرى مغمضة وقال

مثلاً : ( أنت جيت يا بابا ) ؟؟ فقل له ( إيوه جيت ياحبيبي )وغطيه بلحافه

في هذا المشهد سيكون الابن في مرحلة اللاوعي أي بين اليقظة والمنام ،

وسيترسخ هذا المشهد في عقله وعندما يصحو من الغد سيتذكر أن أباه أتاه بالأمس وفعل وفعل

بهذا الفعل ستقرب المسافة بين الآباء و الأبناء .. يجب أن نكون قريبين منهم بأجسادنا وقلوبنا

خليجية

السادسة : ضمة الحب

لاتبخلوا على أولادكم بهذه الضمة ، فالحاجة إلى إلى الضمة كالحاجة إلى الطعام

والشراب والهواء كلما أخذتَ منه فستظـلُ محتاجاً له

خليجية

السابعة : قبلة الحب

قبّل الرسول عليه الصلاة والسلام أحد سبطيه إمّا الحسن أو الحسين فرآه الأقرع بن

حابس فقال : أتقبلون صبيانكم ؟!! والله إن لي عشرة من الولد ما قبلتُ واحداً

منهم !! فقال له رسول الله أوَ أملك أن نزع الله الرحمة من قلبك

أيها الآباء إن القبلة للابن هي واحد من تعابير الرحمة ، نعم الرحمة التي ركّز

عليها القرآن وقال الله عنها سرٌ لجذب الناس إلى المعتقد ،، وحينما تُفقد هذه

الرحمة من سلوكنا مع أبنائنا فنحن أبعدنا أبناءنا عنا سواءً أكنا أفراداً أو دعاة لمعتقد وهو الإسلام

خليجية

الثامنة : بسمة الحب

هذه وسائل الحب من يمارسها يكسب محبة من يتعامل معهم وبعض الآباء و

الأمهات إذا نُصحوا بذلك قالوا

( إحنا ما تعودنا ) سبحان الله وهل ما أعتدنا عليه هو قرآن منزل لا نغيره !!؟

وهذه الوسائل هي ماء تنمو به نبتة الحب من داخل القلوب ، فإذا أردنا أن يبرنا

أبناءنا فلنبرهم ولنحين إليهم ،

مع العلم أن الحب ليس التغاضي عن الأخطاء

الله يعطيكي العافية

افكار لمادة التربية الفنية 2024.

انا معلمة فنية ابتدائي تكفون اعطوني افكار للاعمال الفنية
عندي فكره بس يعني عاديه اذكر اخذنها في الابتدايه دقتر للذكاريات ورق مقوه(ملون) صوف صمغ صور ورود قلم رصاص

يقص الورق الملون مربع متوسط الطول يطوي من النصف يصبح كا الدفتر يسطر بي الالوان

ويزين من الخارج بي الصور الصوف يلف الصوف علي القلم كله

اتمنا الاستفاده هذا العمل للصف1 234 5 فقط

»|[₪ دروس التربية الاسلامية للاصحاب السنة الاولى باك ₪]|« 2024.

حصري من وزارة التربية و التعليم قبلونى لو فلحوا 2024.

حصري من وزارة التربية و التعليم ….

هذه بعض أجوبة الطلاب الحقيقية في الاختبارات

(الله يخلف بس)

V

V
V
V

سؤال : لماذا تشرق الشمس بالرياض قبل مكة المكرمة

الجواب

: لأن الرياض عاصمة المملكة

….ممكن

سؤال : عرف البراكين

الجواب: هي مثل الزلزال بس بنار سائلة

انظر الكتاب الصورة في صفحة 104

..بَطَل.. حافظ الصفحة

كتب أحد الطلبة موضوع عن الوطن ودعم موضوعه ببيت من الشعر قائلاً

كما قال الشاعر طلال مداح : وطني الحبيب وهل أحب سواه.

..يا عيني عليك يال وطني

في مادة اللغة الإنجليزية

وضعت صورة طماطم وتحتهااسمها بالإنجليزي

tomatoes

ثم وضعت صورة تفاحة وطلب المدرس اسمهابالإنجليزي

كتب أحد الطلبة : توفيحتوس (tofahtoes)

..ههههههه ممتازوووس

أما العلوم حدّث ولاحرج..

في سؤال عن تعريف الجاذبية الأرضية.. أجاب أحد الطلبة..

هو انك لا تستطيع القفز مسافة عاليه

..أنا من جهتي اقتنعت

في مادة النحو

أعرب … يا تركي اجتهد..

أجاب الطالب:

يا : حرف نداء


.

تر


: اسم وهو مضاف.

كي: مضاف إليه مستعار من الحرف الإنجليزي

وهو أعجمي ممنوع من الصرفK

اجتهد : خبر بمعنى أبذل قصارى جهدك


.

لو أني من المدرس أعطيه درجة كاملة بصراحة إجابة متعوب عليها ههههه

في مادةالأدب

سؤال :خطبة البتراء من قائلها؟ وما سبب التسمية؟

الجواب: خطبة البتراء … قالتها البتراء

وسبب التسمية .. لأنها بترت يديها وقدميها

ليش لا

في مادة الإنجليزي

كان السؤال يطلب كتابة تعبير عن عادات الأكل

في المملكة العربية السعودية وكانت صيغته

Write a paragraph about the eating customs in Saudi Arabia ?

The eating customs in Saudi Arabia is very good..
The eating customs in Saudi Arabia is very very good…
The eating customs in Saudi Arabia is very and very and very good..

..من أروع الإجابات اللي شفتها بحياتي ههههههههههههههه

في مادة الفقه

السؤال : ما تعريف قتل العمد؟ وقتل الخطأ؟

الجواب :قتل العمد : هو القتل بالعامود سواءً من الخشب أوالحديد ..

قتل الخطأ :أن يقصد قتل رجلٍ فيقتل آخر

ياجعلك تصك بعامود

خليجيةخليجيةخليجيةخليجيةخليجيةخليجيةخليجيةخليجيةخليجية
شكرا لكي حبيبتي
احلى شئ اجابة الانجليش

يسلموووووووووو ياقمر

مسوغات المطالبة بالتربية المتكاملة المتوازنة 2024.

مسوغات المطالبة بالتربية المتكاملة المتوازنة:
إننا نطالب أن تكون التربية متكاملة، وأن تكون متوازنة في الوقت نفسه، سواء على مستوى الأفراد أو على المجتمع ككل. وحين نطالب بذلك فإن الذي يدعونا إلى هذا الأمر مسوغات عدة :
الأول طبيعة الإنسان:
فالله سبحانه وتعالى خلق الإنسان بجوانب كثيرة متنوعة (جسم، وعقل، ومشاعر…) وحينئذ فالمنهج التربوي الذي يريد أن يرقى بهذا الإنسان ينبغي أن يكون متوافقاً مع فطرة هذا المرء، ولهذا صار أي تشريع للبشر من غير المصدر الشرعي محكوماً عليه بالفشل والبوار؛ لأنه تشريع صادر من البشر والله – سبحانه وتعالى – هو الذي خلقهم  ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير  وغالباً ما ترى تشريعات البشر وآراءهم تأخذ جانباً على حساب جانب آخر، وغالباً ما تخل بـهذا التكامل أو هذا التوازن في شخصية المرء، إذن فالتكامل والتوازن هو الذي يتوافق أصلاً مع خلق الإنسان ومع فطرته التي فطره الله عليها.
ولأضرب على ذلك مثلاً .. إننا حين نربي الناس على الخضوع وعلى التسليم لكل الآراء التي تطرح عليهم أيا كان مصدرها، ونطلب من الناس أن يعطلوا عقولهم، وألاّ يفكروا مطلقاً فيما يُقال لهم، إننا حينئذ نعطل هذا العقل الذي خلقه الله – عز وجل – له، وما خلقه الله – سبحانه وتعالى – إلا لحكمة، ولو كانت أمور الناس تستقيم على التقليد والتبعية لخلق الله – عز وجل – لنخبة من الناس عقولاً دون عقول سائر الناس حتى يخضع بعضهم لبعض ويكونوا تابعين لغيرهم.
أما وقد خلق الله العقول للناس جميعاً فهذا يعني أن تربى العقول، وهذا يعني أن يربى الناس على أن يستخدموا عقولهم ويحكّموا عقولهم داخل الدائرة الشرعية التي لا تخرجهم عن حدودها. وأي تربية تسعى إلى تكتيم حريات الناس وعقولهم وتفكيرهم فإنـها تعارض الفطرة، وأي منهج يخالف الفطرة فإنه يحمل بين طياته الهلاك والبوار.
وحين نأخذ منهجاً تربويًّا يتعامل مع جانب العقل والمعرفة وحدها ويغفل عن جانب الوجدان في نفس الإنسان، يعيش في تناقض يحكم عليه بالفشل والبوار، كما هو الحال في المجتمعات الغربية المعاصرة، وقل مثل ذلك في أي منهج يتعامل مع جانب واحد من جوانب الإنسان.
التوازن والتكامل سنة الله في الحياة:
فالجنون مثلاً نتيجة لعدم توازن القدرات العقلية والحسية ولهذا يقال عن المجنون : " إنسان غير موزون "، " والصرع العضوي من أسباب زيادة الكهرباء في دماغ الإنسان "، " وفقر الدم أو ضعفه يحصل عن عدم توازن كريات الدم الحمراء والبيضاء في الدم "، " ثم إن زيادة سائل الأذن قد يتسبب في حالة إغماء لدى الإنسان "، " كما يتسبب ضغط العين أو القلب على انعكاسات صعبة خطيرة ". هذه بعض النتائج التي يخلّفها عدم التوازن في الكائن البشري، وهناك عشرات الأمثلة الأخرى على ذلك.
أما عدم التوازن في الكون والحياة فهي أكثر من أن تحصى .. " إن تغير نسبة الأكسجين في الهواء تجعله ملوثاً وقد تجعله سمًّا قاتلاً "، " وتغير المعادلة المتوازنة في دوران الأرض والشمس والأفلاك ينتج عنه كثيرٌ من الأمور أقلها اختلال نظام الليل والنهار، وتعاقب الفصول وما يؤدي ذلك من أضرار على الإنسان والحيوان والنبات وعلى الحياة بكاملها ".
وما يصنعه الإنسان من آلات وما يشترون من بنايات فجميعه محكومٌ بقاعدة التوازن وأي خلل في المقادير والمعايير يتسبب بنتائج خطيرة ومأساوية.
وجوانب الشخص نفسها حين لا تكون متوازنة ولا متناسقة فإنها تخرج إنساناً غير متناسق، فجمال الوجه – مثلاً – به توازن نسبي بين حجم الأنف والعينين والفم والرأس؛ بحيث لو اضطربت هذه النسب لكانت صورة مشوهة هزيلة أو ناقصة، وقيمة الطعام تكمن في مختلف عناصره الرئيسة بحيث تتحقق النسبة المتوازنة لسلامة الجسم من مختلف الدهون والسكريات والفيتامينات والأملاح والمعادن .. إلى غير ذلك، والحديث في هذا يطول.
والإخلال بالتوازن حتى في المظهر الجمالي أمر يدعو الناس إلى النفور؛ فحين يسعى الإنسان لتجميل منـزله فيبالغ فيه أو يجعله بصورة غير متوازنة يصبح أمراً مرفوضاً.
وتقرأ في كتاب الله – عز وجل – الحديث عن هذا الكون وأنه محكوم بهذه السنة، قال تعالى : وخلق كل شيء فقدَّره تقديراً ، ويقول :  إنا كل شيء خلقناه بقدر ،  ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه ،  لاالشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون ، الذي خلق سبع سماوات طباقاً ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور* ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئاً وهو حسير  .
الشرع قائم على الوسطية والتكامل:
إن شرْع الله – عز وجل – قائم على الوسطية في كل الأمور: الوسط في الاعتقاد، الوسط في العبادة، الوسط في السلوك، فشرْع الله – عز وجل – قائم على هذه القاعدة .
وهو كذلك تبدو فيه ظاهرة التكامل معلماً بارزاً فما من مجال من مجالات الحياة إلا وللشرع فيه حُكم، فإنك ترى للشرع حُكماً في معتقد الإنسان، وترى للشرع حُكماً في تعامل الإنسان مع غيره، وترى للشرع حُكماً في عبادة الإنسان، ترى له حُكماً في سلوكه، وترى له حُكماً في أخلاقه، وفي الاقتصاد والسياسة وحياة الناس الاجتماعية وعلاقاتـهم…. إنك لا تجد باباً من أبواب الحياة إلاّ وفيه حُكم واضح للشرع، وهذا يعني أننا أمام شرع متكامل.
إذاً حينما نريد أن نربي الناس على هذا الشرع ينبغي أن نربيهم تربية متكاملة ومتوازنة؛ ولهذا أنكر الله على بني إسرائيل الذين يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض :  أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ،  إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلاً * أولئك هم الكافرون حقاً  .
ومن إعجاز القرآن أن حذَّر الله – سبحانه وتعالى – نبيه من صورة نراها في واقعنا فحين أمر الله نبيه أن يحكم بشرع الله قال بعد ذلك : واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك  وكأن هذه الآية تنطق بواقع القرون المتأخرة، وأن هناك من يساوم على بعض شرع الله فيأخذ بعض شرع الله ويرفض بعضه، فينادي بالاحتكام إلى شرع الله – عز وجل – في باب من أبواب الحياة، ويرفض بعد ذلك سائر الأبواب.
إن هذا دليل على أن هذا الشرع جاء للحياة كلها، وهذا يعني أن أي منهج تربوي يريد تربية الناس على خلاف هذا المنهج فهو منهج غير متكامل وغير متوازن، ومعارض لهذه القاعدة الشرعية التي لا تنخرم وتراها في كل حكم شرعي في سائر أبواب الحياة .
كثرة التحديات التي تواجه الأمة:
خامساً : الأمة الإسلامية تواجه تحدياً تربويًّا من أبواب شتى؛ فالشباب يعانون من تخطيط ماكر وغزو مدبر، وكذلك الرجال والنساء، والصغير والكبير بل حتى الطفل المسلم تُعد له أفلامٌ وتُكتب له قصصٌ ومجلاّت يقصد منها تربيته تربية تحرفه عن المنهج الشرعي.
وحياة الناس في عقيدتـهم، وحياتـهم الاقتصادية والاجتماعية والسياسية فيها تحديات؛ فنحن نواجه تحدياً شاملاً، تحدياً متكاملاً في جوانب الحياة كلها؛ لخلع الأمة عن دينها ثم تربيتها على غير شرع الله – عز وجل –؛ فالتربية التي تـهدف إلى إنقاذ جيل الأمة، والوقوف في وجه هذا التيار الوافد ما لم تكن آخذةً بالتكامل والتوازن فإنـها حينئذٍ لن تكون مؤهلة للمواجهة، ولن تكون مؤهلة لصدّ هذا السيل الجارف من الغزو الذي تواجَه به الأمة .
خليجية

السبيل الى التربية الاسلامية بالقران 2024.

قال الله تعالى: "يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأمُورِ" "لقمان 17".

القرآن الكريم هو دستور الحياة وكتاب نور وعلم وهداية، ومنهج شامل وبيان لكل جوانب الحياة وما يحتاجه الإنسان من معرفة تحدد له أطر العلاقة بربه ونفسه ومجتمعه، وهو كتاب تربية وإعداد سماوي انطلاقا من الإيمان بالله الواحد الأحد رب العالمين، فالله تعالى هو رب العالمين، وكلمة الرب مشتقة من التربية وهي تحمل معاني العناية والرعاية والإصلاح والتأديب، وعليه فإن الله الخالق تعالى ذكره هو المربي والمؤدب الإنسان من خلال الأنبياء والرسالات السماوية التي تضمنت أسمى وأرفع القيم الأخلاقية التي ترتقي بالإنسان وتجعله مؤهلا لمسؤولية خلافة الله في الأرض، والى هذا يشير رسول الله عليه الصلاة والسلام بقوله: "أدبني ربي فأحسن تأديبي".

ورسول الله عليه الصلاة والسلام هو المربي الأول لهذه الأمة بالقرآن، فقد أشرف على تربية جيل من الناس، فكان ذلك الجيل ظاهرة فريدة عجيبة لم يشهد التاريخ لها مثيلا حتى الآن، بحيث استطاع هذا الرجل العظيم أن يعيد بناء الإنسان العربي الجاهلي ويخرجه من ظلمات التصحر الفكري والعقائدي والأخلاقي والإجتماعي إلى نور الإيمان والمعرفة وسمو الخلق وسماحة الذات "هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ" "الجمعة 2".

وفي القرآن الكريم نجد أهداف التربية ومواضيعها ة وهي: التربية العقيدية، والتربية الخُلقية، والتربية الجسمية، والتربية العقلية، والتربية النفسية، والتربية الاجتماعية، والتربية الجنسية. وسوف نفرد بحثا مفصلا لكل موضوع من مواضيع التربية القرآنية وأهدافها إن شاء الله لاحقا.

والشواهد القرآنية على أهداف التربية ومواضيعها كثيرة، ولكن قبل استعراضها لا بد من الإشارة الى أمرين أساسيين: الأمر الأول، العبادات وآثارها التربوية. والأمر الثاني، الأسلوب التربوي في القرآن الكريم.

أولا : العبادات وآثارها التربوية:

مما لا شك فيه أن العبادات التي افترض الله على عباده تأديتها والتزامها لا تخلو من أهداف انطلاقا من حكمة الله المتعالية في التدبير والتشريع، وقد ننظر إلى حكمة التشريع وغاياته والمصالح المرجوة منه من زوايا متعددة إلا أننا قد نغفل أحيانا النظر إلى الجانب التربوي الذي أراد الله تعالى تعزيزه من خلال العبادة أو التشريع. فلو أخذنا الصلاة على سبيل المثال وهي رأس العبادات وعامود الدين وقربان المؤمن ومعراج كل تقي، فقد ننظر إليها من زاوية معينة على أنها عبادة يراد من خلالها التواصل مع الله وإظهار الخضوع والعبودية له، ولكن لو تأملنا في حكمة هذا التشريع وأبعاده أكثر لوجدنا أن الصلاة هي عبادة تربوية بامتياز، فهي:

أولا، شكر لله تعالى على نعمه الجليلة، والشكر هو سلوك تربوي إيجابي تتبناه الفطرة السليمة ويفرضه العقل ويستحسنه العرف "وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ" "لقمان 12".

وثانيا، تهذيب للنفس وتطويع لها على طاعة الله والابتعاد عن المعاصي والموبقات الأخلاقية، "اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ" "العنكبوت 45".

وهي ثالثا، سمة الصالحين والأتقياء الموصوفين بالخلق العالي والسمعة الطيبة والأفعال الحميدة "وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً، وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً" "الفرقان 63- 64".

وهكذا بالنسبة لعبادة ثانية، وهي الصوم الذي بين الله تعالى الغاية والهدف منه بقوله "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" "البقرة 183". فالصوم عبادة روحية تربوية تهذيبية ليس المراد منها صيام البطون عن الطعام- وإن كان للجسد نصيبه من فوائد الصوم "صوموا تصحوا"– وإنما المطلوب صيام الجوارح عن الحرام وإلى هذا الهدف تشير الأحاديث الشريفة الواردة عن النبي الأكرم عليه الصلاة والسلام والأئمة الهداة "ع"، فعن الإمام الصادق "ع": "إن الصيام ليس من الطعام والشراب وحدهما، فإذا صمتم فاحفظوا ألسنتكم عن الكذب، وغضوا أبصاركم عما حرم الله عليكم، ولا تنازعوا، ولا تحاسدوا، ولا تغتابوا، ولا تماروا، ولا تخالفوا، ولا تسابوا، ولا تشاتموا، ولا تظالموا، ولا تسافهوا، ولا تضاجروا، ولا تغفلوا عن ذكر الله".

وقد أشار النبي الكريم عليه الصلاة والسلام في خطبة استقبال شهر رمضان وفضله إلى العديد من المضامين التربوية التي لا بد أن تصاحب الصوم والتي تستهدف الفرد والمجتمع على حد سواء، فقد اعتبر عليه الصلاة والسلام أن عبادة الصوم لا بد أن تكون منطلقا لحسن الخلق "من حسن منكم في هذا الشهر خلقه كان له جواز على الصراط يوم تزل فيه الأقدام"، ومنطلقا للإلتفات إلى الناس بالمحبة والخير "وتصدقوا على فقرائكم ومساكينكم ووقروا كباركم وارحموا صغاركم وصلوا أرحامكم". إلى غير ذلك من الأبعاد التربوية التي تحفل بها عبادة الصوم.

واذا أخذنا عبادة الحج أيضا وحاولنا أن ندرس أبعادها التربوية فإننا نجد أنها تستهدف الشخصية الإنسانية وتتعاهدها بالتربية انطلاقا من كون الحج محطة للرجوع إلى الله ومراجعة الذات، فالمناسك الواجبة في الحج بدءا بالإحرام فالطواف ثم السعي والرجم وغيرها تريد للإنسان المسلم أن يخرج من كل ولاء أو تبعية لغير الله تعالى وأن يطوف داعيا ملبيا نداء الفطرة نداء التوحيد، ثم تريد له أن يخرج من كبريائه وعلوه وأن يتواضع لله ثم للناس الذين تجمعه بهم وحدة الخلق، إن لم نقل وحدة الدين، وتريد له هذه العبادة العظيمة أن يرجم شيطان نفسه ويتبرأ من كل الشياطين أينما وجدوا وحلوا!.. "الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ" "البقرة 197".

ثانيا: الأسلوب التربوي في القرآن الكريم:

نجد في القرآن الكريم الأساليب التربوية الكثيرة والمتعددة الأنماط والأشكال والتي تراعي أحوال الفئات المستهدفة وإمكانياتهم وقدراتهم العلمية والإستيعابية، نذكر منها:

1. التربية بالترغيب: "وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَـذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ" "البقرة 25".

2. التربية بالترهيب: "قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَاباً نُّكْراً" "الكهف 87".

3. التربية بالترغيب والترهيب معا: "فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزيدُهُم مِّن فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنكَفُواْ وَاسْتَكْبَرُواْ فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً أَليماً وَلاَ يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ اللّهِ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً" "النساء 17".

4. التربية بالعقوبة الدنيوية: "إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ" "المائدة 33".

5. التربية بالعقوبة الأخروية: "إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَاراً كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَزِيزاً حَكِيماً" "النساء 56".

6. التربية بالقصة: "نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ" "يوسف 3".

7. التربية بالمثل: "مثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ" "البقرة261".

8. التربية بالجدل "الحوار": "وَقَالَ اللّهُ لاَ تَتَّخِذُواْ إِلـهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلهٌ وَاحِدٌ فَإيَّايَ فَارْهَبُونِ" "النحل51".

9. التربية بالموعظة: "إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ" "النحل90".

10. التربية بالقدوة: "لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً" "الأحزاب21".

11. التربية بالعبادة: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" "البقرة183".

12. التربية بالأحداث: "فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ" "فصلت13".

13. التربية بتدرج الأحكام: "يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ" "البقرة219".

14. التربية بالملاحظة والنظر: "أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ" "الغاشية17".

15. التربية بالصحبة: "قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً" "الكهف66".

16. التربية من خلال تغيير البيئة: "إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيراً" "النساء97"… وغير ذلك من الوسائل التربوية.

ولا بد من الإشارة إلى الأسلوب الوعظي الهادئ الذي يقدمه القرآن الكريم ويدعو إلى امتثاله والأخذ به، وذلك عندما يحدثنا عن لقمان "ع" وتعاهده لولده بالوعظ والتربية "يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ، وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ" "لقمان 17-18".

وبالعودة إلى الشواهد القرآنية على المنهج التربوي في القرآن الكريم نستعرض مجموعة من الآيات القرآنية ونبين الهدف التربوي منها:

1. "وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً" "الإسراء34". الهدف التربوي: الوفاء بالعهود والالتزام بالمواعيد.

2. وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ" "الرعد21". الهدف التربوي: صلة الرحم التزاور والألفة بين الأقارب.

3. "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ" "الحجرات12". الهدف التربوي: النهي عن سوء الظن والتجسس والغيبة.

4. "يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ" "الأعراف 31". تتضمن هذه الآية هدفين تربويين: الأول، الاهتمام بالمظهر والنظافة البدنية الشخصية، والهدف الثاني الإعتدال في الأكل والشرب وتجنب الإسراف والتبذير.

5. "وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً" "الفرقان72". الهدف التربوي: النهي عن شهادة الباطل والزور والابتعاد عن مجالس اللغو والإثم.

6. "وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً" "الإسراء23". الهدف التربوي: بر الوالدين والإحسان إليهما وعدم الإساءة اليهما بالقول أو الفعل.

إلى غير ذلك من الآيات القرآنية الغنية بالفوائد والأهداف التي تريد للإنسان- شرط الأخذ بها- أن يسلك سبل الكمال في الدنيا ليصل إلى مرتقى الفوز في الآخرة.
والحمد لله رب العالمين.

م ن
خليجية

خليجية

خليجية

جزاك الله خيرا

}في التربية والسلوك: الحاجة إلى "خطة عملية" و"مخطِّط نبيه" 2024.

في التربية والسلوك: الحاجة إلى "خطة عملية" و"مخطِّط نبيه"

د.أحمد زقاقي

بسم الله الرحمن الرحيم

تأسيسا على ما سلف من التأكيد على أن مطلق الإنسان هو مادة التغيير والفاعل فيه،فإن أي عمل أو خطة أو استراتيجية لا تنطلق من الإنسان لإحداث تغيير في عالم الأنفس والآفاق فإنما تحاول عبثا الحرث في الماء أو الإمساك بالهواء،ودونكم المئات من تجارب الأمم والأمبراطوريات التي سخرت الإنسان لأجل مطامحها ومطامعها،ولم تفقه طبيعة النفس البشرية التي هي نفخة من روح الله تقتضي الاستجابة لمطالبه الروحية مع الحذر من السقوط في مهاوي الخرافة والدجل والنصب لقضاء"مآرب روحية موهومة"،وقبضة من طين الأرض تقتضي الاستجابة لمطالبه المادية وفق ضوابط الشرع والقانون مع الحذر من الدوران في"فلك الأشياء" على حد تعبير مالك بن نبي رحمه الله،وتكفي الإشارة إلى آخر الامبراطوريات ونعني بذلك"الاتحاد السوفياتي" البائد،فلم يكن سبب انهياره خللا تقنيا يرتبط بالكم الشيئي ،بل كان أصل الخلل يرتبط بالكيف الإنساني حيث ضرب سياج من المنع والقهر حول المطالب الروحية للإنسان،وقد لخصت مقولة"الدين أفيون الشعوب" بجلاء فحوى ذلك السياج ومعناه ومبناه،ولما أدرك بعض المفكرين الاشتراكيين هذا الخلل نادوا باشتراكية ذات"وجه إنساني"،ولكن بعد فوات الأوان، إذ انطلقت شعوب أوروبا الشرقية في حركة ثورية قوية لاسترجاع إنسانيتها وحريتها وكرامتها.
القدوة الهادية والمُخطِّط النبيه
وتأتي خصوصية التغيير الإسلامي من التركيز على الإنسان،والفعل المنصب على الإنسان يسمى "تربية"،والجذر اللغوي للكلمة يحيل على معاني النمو والترقي، والتربية هي "التزكية التي تصقل الفطرة وتُسْكِنُ في النفس مخافة الله"[1]، والجميل في علم التربية الإسلامية الذي أرسى معالمه صاحب الرسالة عليه الصلاة والسلام أنه مرتبط بالمسابقة والمسارعة والمنافسة،فلا جمود ولا سكون،بل حركية مستمرة ومستأنفة،ميدانها "الأرض" موطن الاستخلاف وميدان السباق والابتلاء،حتى الدين نفسه هو مجال للمنافسة،لأنه مراتب أولها الإسلام الذي يشترك معك في النسبة إليه حتى المنافق العليم اللسان، وأوسطها الإيمان الذي يتميز به التدين الصادق من التدين المغشوش،وأعلاها الإحسان الذي يراعي صاحبه الله تعالى في جميع حركاته وسكناته(أن تعبد الله كأنك تراه) ،وليس عبثا أن الصحابة رضي الله عنهم أدركوا هذه المراتب في صورة تمثيلية واقعية تمثل فيها جبريل عليه السلام دور الأستاذ المربي وتمثل فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم دور التلميذ المتلقي،الأول يسأل والثاني يجيب(ما الإسلام…ما الإيمان…ما الإحسان…)ليعلمه في الأخير بأن تلك المراتب كلها من الدين،وليرسي مبدأ واضحا في التربية وهو أن"العلم يأخذ من أفواه الرجال"،وهذا المعنى هو الذي كان حاضرا بقوة في تسمية من أحاطوا برسول الله صلى الله عليه وسلم"صحابة"،وإلا ما كان أغناهم بتسمية"المسلمين" عن إي تسمية أخرى،والمعنى نفسه استحضرته التنظيمات البشرية بمختلف مرجعياتها وأشكالها فلا ماركسيين بدون "ماركس"،ولا ماويين بدون"ماو"،ولا وجوديين بدون"سارتر"،ولا استقلاليين بدون"علال"، ولا جماعة إسلامية(سابقا) بدون"بنكيران"،ولا "عدل وإحسان" ممانعة بدون"ياسين"، ولا جنوب إفريقيين أحرار بدون "مانديلا"، ولا خلص أشرار بدون"شيطان".
ولقد قص علينا القرآن الكريم العشرات من قصص الأفراد والجماعات التي تنكبت طريق الهداية والحق والعدل بسبب الصداقات الفاسدة أو انحراف القيادات وتجبرها:فمن الضرب الأول المتعلق بالصداقات الفاسدة يقول الله سبحانه وتعالى:
– ويوم يعض الظالم على يديه يقول ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلا،ياويلتى ليتني لم اتخذ فلانا خليلا،لقد أضلني عن الذكر إذا جاءني[2]
– فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون،قال قائل منهم إني كان لي قرين،يقول أئنك لمن المصدقين،أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما إنا لمدينون،قال هل أنتم مطلعون،فاطلع فرآه في سواء الجحيم[3]:هذا القرين كان يقول له:يا صاحبي هل تؤمن "بخرافة" البعث والنشور والحساب،وبلغة"حداثية":يا صاحبي إنها رجعية ما بعدها رجعية.
ومن الضرب الثاني المتعلق بانحراف القيادات وتجبرها،يقول عز وجل:
– وأضل فرعون قومه وما هدى[4]
– وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا،ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كثيرا[5]
– يقول الذين استضعفوا للذين استكبروا لولا أنتم لكنا مومنين[6][7]
ويكتسي أمر القيادات في السلك الديني أهمية قصوى،وخطورة كبيرة إن لم تكن تلك القيادات على مستوى كبير من اليقظة الروحية وسعة الأفق، والحكمة التنظيمية والتدبيرية والنظرية،وإن لم يتم وضع الآليات والضوابط والمساطر التي تحول بينها وبين التجبر والفردية والاستبداد لتكون التربية على هدى من الله،ووفق منهاج رسول الله،فليس من شأن التربية أن تكون إغراقا في التنظير على حساب العمل،ولا مجرد إحالة على"الكتب" المصنفة في الموضوع من القدامى والمحدثين،وإنما الشأن أن توضع لها "خطة عملية" ترمي إلى تحقيق سعادة الفرد والمجموع في الدنيا والآخرة،والتحقق بالعبودية لله عز وجل ،وهي عبودية تنطوي على المعنى الحقيقي للحرية والتحرر من الطواغيت ولوبيات الضغوط سواء كانت في عالم الضمير أم في عالم الواقع ،وتظهر مصاديقها في أعمال يرضى عنها رب الناس في الآخرة، ويراها الناس في الدنيا وتنفعهم – حتى لا يتحجج أحد بالمقولة المحرفة عن حقيقتها(الإيمان في القلب)-،وتظهر أيضا في الثبات على المبادئ وعدم المساومة عليها.
وأحسب أن"العدل والإحسان" قدمت-لأعضائها على الأقل- "خطة عملية" :
– أولا:بها استطاعوا تمتين روابط ومشاعر الأخوة فيما بينهم الشيء الذي أكسبهم انضباطا تنظيميا لا طريق إلى نكرانه،ولا سبيل إلى الاعتقاد بأن تلك"الأخوة" ذات طابع فئوي عصبوي أو طائفي أناني،وإنما هي واجب ديني،وحكمة تنظيمية تجمع أشخاصا من ذوي تصور مشترك ليسلكوا سلوكا مشتركا يرضون به ربهم ويسعون لنفع مواطنيهم وأمتهم كافة.
– ثانيا:بها استعصوا على كل محاولات التدجين والاحتواء والاختراق .

– ثالثا:بها يحاولون ما وسعهم الجهد وأسعفتهم الهمة أن يبقوا على قلوبهم حية بذكر الله لتنشط الأعضاء للعبادة، وأن يقاربوا الحق والصواب الديني والتقني،وإن حدث وصدر منهم تقصير أو قصور،وخطأ أو خطيئة-وهم بشر- "فالخطة العملية" ترشدهم إلى طرائق تجديد "التوبة".
في إبان الدعوة الأولى شاهد العالم كيف بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم،وكيف صدع بكلمة الحق كلمة التوحيد(لا إله إلا الله) فكانت بساطتها دافع الناس إلى التغيير قبل أن تتعقد وتتحول إلى مجرد مجادلات كلامية تفسد ذات البين وتشعل الحروب وتهدم أكثر مما تبني،تلك الكلمة نظرا لقوتها التغييرية أدرك"الملأ القرشي الشركي" خطورتها على امتيازاتهم التجارية،وعلى سلطتهم الرمزية المتمثلة في استعباد الناس واسترقاقهم، إذ سعى عليه الصلاة والسلام إلى اقتلاع الأصنام الصخرية واللحمية من قلوب من توجه إليهم بالدعوة مما سهل عليه اقتلاعها- بعد سنوات- من واقعهم،وكيف ربى في"دارابن الأرقم"،وكيف انتقل بمن رباهم من طور الكمون إلى طور الظهور ومخالطة الناس والصبر على أذاهم بصحبة راشدة مرشدة وقلوب ذاكرة متفكرة،وصدق وإخلاص وعلم وعمل وسمت وتؤدة وحكمة ورحمة ورفق وطول نفس وجهاد (لم يختزله في القتال كما يفعل كثير من جهاديي اليوم)،فأثمرت جهود الليل والنهار تأسيس دولة نقلتهم من محاور الولاء القبلي والعشائري إلى معاني النسبة إلى الله ورسوله،ومعاني المواطنة في تدبير الاختلاف وإقرار الحقوق بموجب دستور مدني مكتوب جسدته"وثيقة المدينة"،واستمر مع تأسيس الدولة تنزل الآيات التي تضع الكليات التشريعية والاعتقادية، وتغرس في القلوب معاني الخشية الكاملة لله عز وجل وحده.
وانتقل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى بعد أن أفلح في أداء وظائف التزكية والتعليم وقد خلف وراءه رجالا ونساء تمثلوا رسالته واتخذوه قدوة حسنة،يعتبرون سلفا لمليار ونصف من المسلمين العرب والأتراك والفرس والأكراد والهنود والأمازيغ والشركس…يتقاسمون اليوم بينهم قناعة راسخة وهي أنهم عباد مخلوقون لله،وأنهم مكلفون وميتون ومقبورون ومحاسبون ومجزيون على أعمالهم يوم يقوم الناس لرب العالمين،إن خيرا فخير وإن شرا فشر،وإن أول خلل دخل على"التربية" كان له تعلق بالانقلاب على "الخلافة الراشدة" لصالح"الملك العضوض"،قد يقول قائل:كيف وما دخل السياسة في الخلل التربوي،وما الداعي إلى إقحامها هنا؟ ويزول الإشكال بإدراك المسألة التالية:إن أعظم الإثم الذي يبوء به الحكم الفاسد هو أنه ينزع من القلوب الخوف من الله ويحل محله الخوف من الحاكم ومن الناس، وبذلك ينفلت الإخلاص من القلوب وتنتشر آفات النفاق والتملق والمجاملة والوشاية والتلذذ بالخضوع والقبول بالاستعباد والاستبداد،ومظاهر الدروشة الطرقية واعتزال الشأن العام لأن الخائفين يفقدون الثقة في الجميع،ولذلك فالحكم الفاسد "لم يُسقط من أيدينا الشورى والعدل فقط، بل أذهب من قلوبنا معنى الإحسان الذي به يعبد المحسن ربه كأنه يراه. احتل الخوف من الناس، وهو جبن سافل، مكان المزية العظيمة : مزية الخوف من الله العلي العظيم"[8]. وفي الطريق نحو الحكم الراشد "لن نستعيد الوحدة الضائعة، ولا الشوكة المخضودة المكسورة، ولا الشورى ولا العدل إن لم نُعِدْ تربية أنفسنا على الإيمان والإحسان"[9].
التصوف الذي هم فيه مختلفون
ولقد شكل التصوف إحدى الإجابات الكبرى عن سؤال التربية والسلوك،واختلفت الآراء وتضاربت المواقف حوله قديما وحديثا فوجد الرافض له بإطلاق،ووجد القابل له بإطلاق،ووجد الرافض له من وجه القابل له من وجه آخر،ولم أجد أحسن ولا أجمع في توضيح هذه المواقف كلها من كلام ابن تيمية رحمه الله إذ قال:"طائفة ذمت الصوفية والتصوف، وقالوا إنهم مبتدعون خارجون عن السنة(…). وطائفة غَلت فيهم وادعوا أنهم أفضل الخلق وأكملهم بعد الأنبياء، وكِلا طرفي هذه الأمور ذميم، والصواب أنهم مجتهدون في طاعة الله، كما اجتهد غيرهم من أهل طاعة الله، ففيهم السابق المقرب بحسب اجتهاده. وفيهم المقتصد الذي هو من أهل اليمين. وفي كل من الصنفين من قد يجتهد فيُخطئ، وفيهم من يذنبُ فيتوب أو لا يتوب. ومن المنتسبين إليهم من هو ظالم لنفسه، عاص لربه.(…) فهذا أصل التصوف"[10]،وارتبط تطور التصوف أيضا في أغلب مراحله"بالعزلة" واعتزال الشأن العام لظروف تاريخية وسياسية إذ "رأى التابعون ومن تبعهم زهد الصحابة، ورووا أحاديث التحذير من الدنيا، وقرأوا آيات الصرف عن الدنيا، وتغلغل الإيمان في قلوبهم، ورأوا فساد الدنيا وإفسادها متجسدا في لعب أبناء الدنيا بالدنيا من أمراء السيف وعتاة الحكام، ولعبها بهم. فانصرفوا عن الدنيا جماعات ووُحدانا، واعتزلوا الفتنة كما اعتزلها الصحابة، إذ كانت السياسة دنيا، وكانت السياسة فتنة، وكان الأمر العام لا مجال فيه لقول كلمة الحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،نشأت حركة الزهد، وما لبثت أن تولد عنها علم التربية الانعزالية المسمى تصوفا"[11].
مِطبات اللغة
والكثير من الاختلاف حول التصوف له ارتباط قوي باللغة،سواء من حيث تسمية"التصوف"نفسها،أو من حيث التعابير التي يفصح بها المنتسبون إليه عن مشاعرهم وأفكارهم،ولقد استُحدثت في تاريخنا عدة مصطلحات شكلت متاريس مفهومية حالت دون النفاد إلى حقيقة ولب كثير من العلوم،وهذا ما يسميه الأستاذ عبد السلام ياسين بجناية المصطلحات،ومنها مصطلح "التصوف"،والمعروف أن الخلاف التاريخي الذي استحكم بين الفقهاء والمتصوفة من أهم أسبابه "جناية المصطلحات" وهو ما أكده الإمام السيوطي رحمه بقوله:"واعلم أن دقائق علم التصوف لو عرضت معانيها على الفقهاء بالعبارة التي ألفوها في علومهم لاستحسنوها كل الاستحسان،وكانوا أول قائل بها،وإنما ينفرهم منها إيرادها بعبارة مستغربة لم يألفوها"،هذا بالإضافة إلى جناية أخرى خطيرة وهي جناية "التعميم" أي مؤاخدة الكثرة بجرائر القلة،والغفلة عما يوجد عند المخالفين من حق يقتضي الإنصافُ الاعترافَ به لتحقيق التواصل بين مختلف طوائف ومذاهب وفرق وأحزاب الأمة،ونتيجة لآفة "التعميم" حدث أن كُفر أهل السنة جميعُهم لأنه وجد من بينهم نواصب ومنحرفين عن أهل البيت،وكُفر الشيعة جميعهم لأن من بينهم روافض يسبون الصحابة،وكفر المتصوفة جميعهم لأن من بينهم الممخرقين والقائلين بالاتحاد والحلول والتعطيل وأصحاب الشطحات.
والانحراف الذي طال اللغة التي عبر بها بعض المتصوفة عن المعاني التي يرومونها هو"الشطح"، وقد قال حجة الإسلام أبو حامد الغزالي في تعريفه: "الشطح نَعْنِي به صنفين من الكلام أحدثه بعض الصوفية، أحدُهما الدعاوي الطويلة العريضة في العشق مع الله تعالى والوصال المُغني عن الأعمال الظاهرة، حتى ينتهِي قوم إلى دعوَى الاتحادِ وارتفاعِ الحجابِ والمشاهدةِ بالرؤية والمشافهة بالخطاب. فيقولون: قيل لنا كذا، وقلنا كذا، ويتشبَّهون بالحلاج الذي صُلِبَ لأجل إطلاقِه كلماتٍ من هذا الجنسِ، ويستشهدون بقوله: أنا الحق، وبما حُكِي عن أبي يزيد البسطامي أنه قال: سبحاني سبحاني(…) الصنف الثاني من الشطح كلماتٌ غير مفهومة، لها ظواهر رَائِقَةٌ، وفيها عبارات هائلة، وليس وراءَها طائل(…) ولا فائدة لهذا الجنس من الكلام إلا أنه يُشَوِّشُ القلوب، ويُدهش العقول، ويحيِّرُ الأذهان"[12]،ولزجر المعجبين بهذه الشطحات قال الإمام الرفاعي:" أي سادة! تقولون: قال الحرث! قال أبو يزيد! قال الحلاج! ما كان الحال قبل هذه الكلمات؟! قولوا: قال الشافعي، قال مالك، قال أحمد، قال نعمان. صححوا المعاملات البَيْنِيَّة، وبعدها تفكهوا بالمقالات الزائدة. قال الحرث وأبو يزيد لا ينقص ولا يزيد! وقال الشافعي ومالك أنجح الطرق وأقرب المسالك. صححوا دعائم الشريعة بالعلم والعمل وبعدها ارفعوا الهمة للغوامض من أحكام العلم وحكم العمل…لا أقول لكم:تفلسفوا، ولكن أقول لكم : تفقهوا؛ من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين"[13] .
ولذلك فالأستاذ ياسين لا يريد أن يثير معركة حول الأسماء فيقول:" لست أدعو إلى التصوف، ولا أحب الاِسم والشكل لأني لا أجدهما في كتاب الله وسنة رسوله"[14]،ويستعيض عنه بالمصطلح النبوي"الإحسان"،فالتصوف الحقيقي والخالص من الزوائد البدعية ليس شيئا غير مجاهدة النفس للترقي في مدارج الإيمان والسعي إلى تحصيل المرتبة الثالثة في الدين:مرتبة "الإحسان" التي هي "أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك"،وذلك السعي يتطلب حركة جماعية مقتحمة هاجمة على الواقع بأدوات الوقت،يحدو أفرادها تحقيق خلاصين اثنين:خلاص فردي يهم الفرد،وخلاص جماعي يهم الأمة والمجتمع.
التربية بين التبرك والسلوك
إلا أن تطورا خطيرا وقع آل بمعاني الإحسان والتطهر والتزكية إلى نوع من "تصوف الرسم" كما سماه ابن تيمية،ويقصد بصوفية الرسم المتشبهين والمتبركين والمنتسبين بالآداب واللباس والزي فقط،وهذا هو التصوف الذي تريد الكثير من الدول الإسلامية ومنها المغرب نشره والترويج له،أي التصوف التبركي المنعزل عن الاهتمام بالشأن العام للناس،والمزكي بإطلاق لسياسات الحاكمين وإن خالفت الشريعة والحقيقة،وهو تصوف أوصى كذلك معهد"راند" الأمريكي في أحد تقاريره بإشاعته ودعم طُرقه في إطار الحرب على الإرهاب وقطع الطريق على حركات الإحياء الإسلامي الجادة،والتبرك هو"التصور المُغْلَق لدائرة التربية، والتبرُّك غير السلوك، التبرك سجّادة ومجلس كان يتصدره الشيخ المؤسس، فلما توفاه الله جلس مجلسه على سجادته "وارث" من أبنائه الدينيين أو الطينيين، واستمر في تقليد الأب الروحي للجماعة، وحافظ على التقاليد، واجتهد داخل المذهب التربوي، واتخذ لنفسه ولمن معه سقفا بشريا بينه وبين الله ورسوله، وحرص ألا يُزاد حرف على "وظيفة" الشيخ الراحل وأذكاره. وهكذا تكونت مدارس وطرق، في طيها العارفون بالله أحيانا، وفي طيها المريدون، وفي طيها أصحاب الأحوال والكرامات، وفي طيها كل شيء إلا التجديد "[15]وأضيف :وفي طيها الدراويش الذين تستغلهم الثعالب الشابة والعجوزة في دوائر الحكم "ليحجوا" إلى الدار البيضاء يرددون "ورد": "الله..الله نعم للدستور"،وهذا التصوف"التبركي" نال من "العدل والإحسان" انتقادا للكثير من تصوراته وممارساته:
– انتقدته لأنه وظف سياسيا في القديم والحديث لذلك " تتميَّز نفوسُنا غضبا على الدكاكين المتاجرة في الدين باسم التصوف"[16]
– وانتقدته لأن"بعض المنتسبين للتصوف انزلقوا في الدروشة والمسكنة، وبعض النصابين باسم التصوف لبَّسوا على الناس بتواضع كاذب"[17]
– وانتقدته لأنه استحدث أشكالا غير شرعية أدت إلى ظهور انحرافات "فدخل تحت المرقعة التي كانت شعارا للزهد مرتزقةٌ باسم الطريق. وتبدأ الزاوية أو الخانقاه مدرسة علم وتربية في حياة الرجال المؤسسين، فلا تلبث أحيانا أن يدخلها بعدهم الانحراف"[18].
وهكذا وعلى هذا المنوال سارت"العدل والإحسان" في وضع هذه المقدمات لتوضيح معالم تصورها لقضية التربية والسلوك،فبدأت بمراجعة شاملة لمسألة التصوف لتنصرف بعد ذلك إلى "خطتها العملية" السلوكية (سنفصل القول فيها في الحلقة القادمة)،فالسلوك غير التبرك كما أسلفنا،والسلوك لا ينتظر توفر الجو المعقم من الجراثيم للشروع في التربية،بل يعتبر الواقع وابتلاءاته محكات حقيقية للتدين واختبارا لنجاعة"الخطة العملية"،وثنت بمراجعة الخطاب الإسلامي والسياسي لبعض الحركات الإسلامية التي يوجد عند سوادها الأعظم "شعور غامضٌ بالحاجة إلى تربية روحية، وقلق، وملل"[19]، كما أن واجبات التحرك السياسي، والتكوين الفكري، والتفرغ التنظيمي ردت التربية الروحية ردا، وهدتها هدّا، فعسر على القيادات القائمة بتلك الواجبات الجمع بين الجهاد العملي اليومي المتشعب القضايا وبين التطلع الدائم للملإ الأعلى والتخلق السامي بأخلاق أهل الله[20] ،وبالرغم من ذلك تضخم عندها الخطاب السياسي وتركت واجهة التربية مكشوفة،ونسيت حتى مبرر وجودها الذي هو تجديد الدين في حياة المسلمين ،ولا تستقر على حال في المواقف والأقوال بشكل أظهرها حزبا من الأحزاب ،فآل الأمر إلى "تسطيح الإسلام" والحديث عنه كبديل من البدائل الثقافية والحضارية والاقتصادية والاكتفاء بالكلام العام عن التقوى ومجالس الإيمان وتربية الفرد ثم الأسرة ثم المجتمع ،وهذا ما يسميه عبد السلام ياسين "الإسلام السياسي" واعتبره خطرا جسيما يجب التحذير منه،ونادى بأن تكون"الخطة العملية" متماسكة" تلتحم فيها العقيدة والشريعة، الرحمة بالحكمة، السلوك إلى اللّه تعالى بالسلوك في الناس، الأخلاق بالنشاط في الأرض"[21] وتفضي إلى وجود مؤمن ذي قلب مع الله،مفعم بالمحبة لمخلوقات الله جميعا،ويد تعمل في البيئة الملوثة تصلحها.
الهوامــش

[1] عبد السلام ياسين،تنوير المومنات،ص 267

[2] الفرقان/27- 28

[3] الصافات/50- 56

[4] طه/79

[5] الأحزاب/67- 68

[6] سبأ/31

[8] عبد السلام ياسين،نظرات في الفقه والتاريخ ص 49

[9] نفسه

[10] ابن تيمية، الفتاوي ج 10 ص 18- 19

[11] عبد السلام ياسين،تنوير المؤمنات،ص 277

[12] الغزالي …

[13] الرفاعي،البرهان المؤيد،ص 86- 87

[14] الإحسان،

[15] الإحسان

[16] الإحسان1/345

[17] نفسه 1/489

[18] رجال القومة والإصلاح 94

[19] الإحسان

[20] نفسه،1/242

[21] عبد السلام ياسين،مقدمات في المنهاج

م/ن
خليجية