الايمان بالرسل 2024.

بعد نزول الوحي على النبي ( في غار حراء، عاد النبي مسرعًا خائفًا إلى بيته يقول: زملوني، زملوني. فاستقبلته زوجته الوفية المخلصة السيدة خديجة -رضي الله عنها- وهَدَّأَتْ من روعه، وخفَّفت عنه ما هو فيه، فقالت له: (كلا يابن العم، والله ما يخزيك الله أبدًا، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكَلّ، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتصدق الحديث، وتعين على نوائب الحق).
ثم أخذته وذهبت مسرعة إلى ابن عمها ورقة بن نوفل، وقصَّت عليه ما حدث لزوجها محمد، وكان (ورقة) قد اعتنق النصرانية في الجاهلية، ودرس الإنجيل، فقال ورقة للنبى (: هذا الناموس الذي نزل على موسى، وإنك لنبي هذه الأمة. [البخارى].
فالإيمان بالرسل هو الركن الرابع من أركان الإيمان التي وضحها النبي ( عندما سأله جبريل -عليه السلام- عن الإيمان، فقال: (أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله…) [متفق عليه].
وقد أرسل الله -سبحانه- الكثيرين من الرسل، ذكر بعضَهم القرآنُ الكريم ولم يذكر الآخرين، وعلينا أن نؤمن بهم جميعًا، يقول تعالى: {فآمنوا بالله ورسله} [النساء: 171]. ويقول أيضًا: {والذين آمنوا بالله ورسوله ولم يفرقوا بين أحد منهم أولئك سوف يؤتيهم أجورهم وكان الله غفورًا رحيمًا} [النساء: 152].
النبي والرسول:
النبي رجل حر من بني آدم أُوحِيَ إليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه، والرسول رجل حر من بني آدم أوحِىَ إليه بشرع وأمر بتبليغه، فكل رسول نبي، وليس كل نبي رسولا.

عدد الرسل:
أرسل الله تعالى رسلا وأنبياء كثيرين، وذكر الله سبحانه في القرآن أسماء خمسة وعشرين نبيًّا ورسولا وهم: آدم، ونوح، وإدريس، وصالح، وهود، وإبراهيم، ولوط، وإسماعيل، وإسحاق، ويعقوب، ويوسف، وأيوب، وشعيب، ويونس، وموسى، وهارون، واليسع، وذو الكفل، وداود، وزكريا، وسليمان، وإلياس، ويحيى، وعيسى، ومحمد -(-. قال تعالى: {لقد أرسلنا رسلاً من قبلك مهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك} [غافر: 78].
وظيفة الرسل:
لما أنزل الله تعالى قوله: {وأنذر عشيرتك الأقربين} [الشعراء: 214]. صعد الرسول ( جبل الصفا ثم نادى: (يا صباحاه!) فاجتمع الناس إليه، فقال (: (يا بني فلان! يا بني فلان! يا بني فلان! يا بني عبد مناف، يا بني عبد المطلب!) فاجتمعوا إليه، فقال لهم: (أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلا تخرج بسفح (أسفل) هذا الجبل أكنتم مُصدِّقِىَّ؟) قالوا: ما جربنا عليك كذبًا. قال: (فإنى نذير لكم بين يدى عذابٍ شديد) [مسلم].
فالله سبحانه قد أرسل الرسل لدعوة الناس إلى توحيده وطاعته، فيبشرونهم برضوان الله وجنته إن آمنوا وأطاعوا، وينذرونهم من عذاب الله إن خالفوا وعصوا. قال تعالى: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون} [الأنبياء: 25].
وقال تعالى: {وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين فمن آمن وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون. والذين كذبوا بآياتنا يمسهم العذاب بما كانوا يفسقون} [الأنعام: 48-49].
الأنبياء بشر:
والأنبياء بشر مثل باقي البشر يأكلون ويشربون، ويفرحون ويحزنون، ويمشون في الأسواق، وعندما كان المشركون يطلبون من الرسول ( أشياء لا يقدر عليها، كان ( يتعجب منهم، ويذكر لهم دائمًا أنه بشرٌ: {قل سبحان ربي هل كنت إلا بشرًا رسولاً} [الإسراء: 93]. ويقول تعالى: {قل إنما أنا بشر مثلكم يوحي إلي} [الكهف: 110].
عصمة الأنبياء:
اختار الله الرسل وفضَّلهم على خلقه، ونزَّههم عن السيئات، وعصمهم من ارتكاب المعاصى كبيرها وصغيرها، وميَّزهم بالصفات الكريمة، والأخلاق العظيمة من حلم وصدق وأمانة؛ حتى يكونوا قدوة لغيرهم، فيسير الناس على نهجهم ويقتفوا آثارهم، لذلك فقد عصمهم الله من الإثم، ونزَّههم عن الوقوع في المعاصي، فهم خيرة خلق الله، وأفضل من عبد الله -عز وجل- وأطاعه، وهم المثل الأعلى الذي يسترشد به الناس. يقول تعالى: {أولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة فإن يكفر به هؤلاء فقد وكلنا بها قومًا ليسوا بها بكافرين. أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده} [الأنعام: 89-90].
صفات الأنبياء:
هناك صفات واجبة في حق الرسل، يتساوون فيها وإن كانوا يتفاضلون في غيرها، والصفات الواجبة في حق الرسل هي:

الصدق:
فيجب أن نعتقد بصدق الرسل جميعًا، وأنه يستحيل عليهم الكذب
والله -عز وجل- يقول: {وصدق المرسلون} [يس: 52] وسيرة الأنبياء جميعًا وصفاتهم تشهد لهم بالصدق؛ فقد كانت قريش تلقب الرسول ( قبل البعثة بالصادق الأمين.
الأمانة:
الرسل يتصفون بالأمانة، ويستحيل عليهم الخيانة؛ فهم محفوظون ظاهرًا وباطنًا من فعل أي معصية سواء أكانت صغيرة أم كبيرة، والله سبحانه وتعالى يقول: {وما كان لنبي أن يغل} [آل عمران: 361].
الذكاء:
فالرسل يخاطبون كلَّ البشر على اختلاف عقولهم ودرجات ذكائهم، ويواجهون أصعب المواقف، وهو مطالب بدعوة كل هؤلاء والتأثير فيهم والتغيير من سلوكهم، ولذا فضل الله الرسل بنعمة الذكاء.
وفي قصة الحجر الأسود خير دليل على فطنة نبينا محمد (، فعندما تنازع زعماء القبائل من قريش فيمن يحمل الحجر الأسود ليضعه مكانه، لأن كلا منهم يريد الحصول على هذا الشرف العظيم، كادت أن تقع مشاجرة بينهم، ولكنهم اقترحوا أن يحكِّموا بينهم أول من يدخل عليهم، فكان الداخل هو الرسول (، فاطمأن الجميع لعلمهم بصدقه ورجاحة عقله. وتتجلى فطنة النبي ( وذكاؤه حينما خلع رداءه ووضع الحجر عليه، وجعل كل واحد من رؤساء القبائل يمسك من الثوب طرفًا؛ فحملوه جميعًا وانتهي الموقف دون اختلاف أو مشاجرة بذكاء نبينا محمد (.
وهذا إبراهيم ( يدعو الملك الكافر النمروذ ويقول له: {ربي الذي يحيي ويميت}. فيقول هذا المعاند: أنا أحيي وأميت. ويحضر رجلين سجينين فيقتل أحدهما ويطلق الآخر ولكن ذكاء إبراهيم -عليه السلام- قد فاجأ النمروذ بأمر لا جدال فيه فقال له: {فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب} فوقف النمروذ عاجزًا حائرًا لا يستطيع أن يفعل هذا الأمر الذي لا يقدر عليه إلا الله. قال تعالى: {ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال أنا أحيي وأميت قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأتي بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين} [البقرة: 258].
التبليغ:
يجب على الرسل إيصال كل ما أمرهم الله به وتبليغه إلى الناس، لأنه يستحيل عليهم أن يكتموا شيئًا من شرع الله سبحانه. وقد قام الرسل بدورهم خير قيام فجزاهم الله عنَّا خير الجزاء. قال تعالى: {ما على الرسول إلا البلاغ}
[المائدة: 99] وقال أيضًا: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك}
[المائدة: 67].
وقال الله عن نوح: {ولكني رسول من رب العالمين. أبلغكم رسالات ربي وأنصح لكم وأعلم من الله ما لا تعلمون} [الأعراف: 61-62].
وعندما نزل قوله تعالى: {وأنذر عشيرتك الأقربين}، وقف الرسول ( خطيبًا، فقال: (يا معشر قريش، اشتروا أنفسكم، لا أُغني عنكم من الله شيئًا. يا بني عبد مناف،لا أُغني عنكم من الله شيئًا. يا عباس بن عبد المطلب،لا أُغني عنكَ من الله شيئًا) [البخارى].
أولو العزم من الرسل:
فضّل الله -سبحانه- بعض الأنبياء، لأنهم صبروا وتحملوا الإيذاء والتكذيب في سبيل الدعوة إلى الله والجهاد في سبيله أكثر من غيرهم من بقية الرسل، وهؤلاء سماهم الله -عز وجل- بـأولى العزم من الرسل وهم: محمد، وإبراهيم، ونوح، وموسى، وعيسى صلوات الله وسلامه عليهم، يقول تعالى: {فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل} [الأحقاف: 35] . ويقول تعالى: {وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم وأخذنا منهم ميثاقًا غليظًا} [الأحزاب: 7].
الصفات المستحيلة في حق الرسل هي:
يستحيل على الرسل كل نقص يُخل برسالتهم، أو يؤدى إلى نفور الناس منهم، فيستحيل عليهم أن يتصفوا بالصفات الآتية:
الكذب:
فقد أرسل الرسول ( إلى هرقل ملك الروم يدعوه إلى الإسلام، وكان بالشام حينئذ أبو سفيان وبعض قريش، فأرسل هرقل في طلب من كان في بلده من العرب، فجاءه أبو سفيان وذلك قبل أن يسلم، فسأله هرقل عن النبي (، وكان مما سأله: هل يكذب؟ قال أبو سفيان: لا. فقال هرقل: ما كان ليدع الكذب على الناس، ثم يكذب على الله. فالرسل لا يجوز في حقهم الكذب، بل كيف يصطفي الله ويؤيد من هو كاذب. فالرسل صادقون مصطفون، وعندما أُسْرِيَ بالنبي ( وأخبر المشركين بذلك، جاءوا إلى أبي بكر وقالوا له: إن صاحبك يزعم أنه ذهب إلى بيت المقدس ورجع في ليلة واحدة، والناس يذهبون في شهر، ويرجعون في شهر، فقال أبو بكر: إن قال ذلك فقد صدق.
الخيانة:
والخيانة لا تجوز في حق الرسل، فكيف يأتمن الله -عز وجل- من ليس أمينًا، فالله -سبحانه- اصطفي الرسل ليقوموا بأعظم مهمة، ألا وهي الدعوة إلى الله، قال تعالى: {إن الله اصطفي آدم ونوح وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين}
[آل عمران: 33] .
عدم التبليغ (الكتمان):
كتمان الرسالة لا يجوز في حق الرسل، لأن الله -عز وجل- يأمر بأداء الأمانة، وهذا رسولنا ( يقول في حجة الوداع وهو يودع أمته: (ألا هل بلغت؟! اللهم فاشهد) [متفق عليه].
البلادة:
أرسل الله -عز وجل- الرسل لهداية الناس إلى صراط الله المستقيم، فيستحيل عليهم أن يتصفوا بالغباء والبلادة لأن الرسول لو كان بليدًا؛ فلن يؤثر في قومه، ولن يهدي الضالين، ولن يقتنع أحد بحجته، فلابد إذن أن يكون الرسول ذكيًّا، يدعو الناس، ويفتح قلوبهم للإيمان. قال تعالى: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن} [النحل: 125].

معنى الايمان باليوم الاخر 2024.

معنى الإيمان باليوم الآخر :
التصديق الجازم بوقوع هذا اليوم، فيؤمن كل واحد منا بأن الله تعالى يبعث الناس من القبور، ثم يحاسبهم ويجازيهم على أعمالهم، حتى يستقر أهل الجنة في منازلهم، وأهل النار في منازلهم .
والإيمان باليوم الآخر أحد أركان الإيمان، فلا يصح الإيمان إلا به.
والإيمان باليوم الآخر يتضمن ثلاثة أمور :
1- الإيمان بالبعث والحشر :
وهو إحياء الموتى من قبورهم، وإعادة الأرواح إلى أجسادهم، فيقوم الناس لرب العالمين، ثم يحشرون ويجمعون في مكان واحد، حفاة غير منتعلين، عراة غير مستترين، غرلا غير مختونين.
ودليل البعث قوله تعالى: { ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ }{ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ } (1) .
ودليل الحشر قوله : « "يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلا » (2) .
2- الإيمان بالحساب والميزان :
يحاسب الله الخلائق على أعمالهم التي عملوها في الحياة الدنيا، فمن كان من أهل التوحيد ومطيعا لله ورسوله فإن حسابه يسير، ومن كان من أهل الشرك والعصيان فحسابه عسير.
وتوزن الأعمال في ميزان عظيم، فتوضع الحسنات في كفة، والسيئات في الكفة الأخرى، فمن رجحت حسناته بسيئاته فهو من أهل الجنة، ومن رجحت سيئاته بحسناته فهو من أهل النار.
ودليل الحساب قولَه تعالى: { فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ }{ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا }{ وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا }{ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ }{ فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا }{ وَيَصْلَى سَعِيرًا } .
ودليل الميزان قوله تعالى : { وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ } .
3- الجنة والنار:
الجنة هي دار النعيم المقيم، أعدها الله للمؤمنين المتقين، المطيعين للّه ورسوله، فيها جميع أنواع النعيم الدائم من المأكولات والمشروبات والملبوسات وجميع أنواع المحبوبات.
وأما النار فهي دار العذاب المقيم، أعدها الله للكافرين الذين كفروا بالله وعَصَوا رُسله، فيها من أنواع العذاب والآلام والنكال ما لا يخطر على البال.
ودليل الجنة قوله تعالى: { وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ } .
وقوله تعالى: { فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } .
وأما الدليل على النار فقوله تعالى: { فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ } .
وقوله تعالى: { إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالًا وَجَحِيمًا }{ وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا } .
اللهم إنا نسألك الجنة وما قرّب إليها من قول وعمل، ونعوذ بك من النار وما قرّب إليها من قول وعمل.
بارك الله فيك……..}
طرح رااااائع……}

لا تحرمينا من جديدكـ……}
تحيتي…}

موقع الشيخ نبيل العوضي طريق الايمان 2024.

جزاك الله خيرا حبيبتى
’’’’’’’جزاك الله خيرا

خليجية
خليجية

جزاك الله الفردوس

الفرق بين الاسلام والايمان 2024.

السؤال:
الفرق بين الإيمان والإسلام

المفتي: شيخ الإسلام ابن تيمية
الإجابة:

اعلم أن ‏[‏الإيمان‏]‏ و‏[‏الإسلام‏]‏ يجتمع فيهما الدين كله، وقد كثر كلام الناس في ‏[‏حقيقة الإيمان والإسلام‏]‏، ونزاعهم،واضطرابهم‏.‏وقد صنفت في ذلك مجلدات، والنزاع في ذلك من حين خرجت الخوارج بين عامة الطوائف‏.

‏‏ ونحن نذكر ما يستفاد من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، مع ما يستفاد من كلام الّه تعالى فيصل المؤمن إلى ذلك من نفس كلام الّه ورسوله، فإن هذا هو المقصود‏.

‏‏ فلا نذكر اختلاف الناس ابتداء، بل نذكر من ذلك في ضمن بيان ما يستفاد من كلام الّه ورسوله ما يبين أن رد موارد النزاع إلى الّه وإلى الرسول خير وأحسن تأويلا، وأحسن عاقبة في الدنيا والآخرة‏.

‏‏ فنقول‏:‏ قد فرق النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل عليه السلام بين مسمى ‏[‏الإسلام‏]‏ ومسمى ‏[‏الإيمان‏]‏ ومسمى ‏[‏الإحسان‏]‏‏.‏

فقال‏ "الإسلام‏:‏ أن تشهد أن لا إله إلا الّه، وأن محمداً رسول الّه، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا‏"‏‏‏.

‏‏ وقال "‏‏الإيمان‏:‏ أن تؤمن بالّه، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره" .

والفرق مذكور في حديث عمر الذي انفرد به مسلم، وفي حديث أبي هريرة الذي اتفق البخاري ومسلم عليه، وكلاهما فيه‏:‏ أن جبرائيل جاءه في صورة إنسان أعرابي فسأله‏.‏

وفي حديث عمر‏:‏ أنه جاءه في صورة أعرابي‏

.‏ وكذلك فسر ‏[‏الإسلام‏]‏ في حديث ابن عمر المشهور، قال "بني الإسلام على خمس‏: ‏شهادة أن لا إله إلا الّه، وأن محمداً عبده ورسوله، و إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان‏"‏‏‏.‏

وحديث جبرائيل يبين أن الإسلام المبني على خمس هو الإسلام نفسه ليس المبني غير المبني عليه، بل جعل النبي صلى الله عليه وسلم الدين ثلاث درجات أعلاها‏:‏الإحسان، وأوسطها‏:‏ الإيمان، ويليه‏:‏الإسلام، فكل محسن مؤمن، وكل مؤمن مسلم، وليس كل مؤمن محسناً، ولا كل مسلم مؤمنا، كما سيأتي بيانه إن شاء الّه في سائر الأحاديث، كالحديث الذي رواه حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن رجل من أهل الشام، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال له" ‏‏أسلم تسلم‏‏‏. ‏قال‏: ‏وما الإسلام‏؟‏ قال‏:‏‏ ‏أن تسلم قلبك للّه، وأن يسلم المسلمون من لسانك ويدك‏‏‏. ‏قال‏:‏ فأي الإسلام أفضل‏؟‏ قال‏:‏‏‏الإيمان‏‏‏.‏ قال‏:‏ وما الإيمان ‏؟‏ قال‏:‏ ‏أن تؤمن بالّه وملائكته، وكتبه ورسله، وبالبعث بعد الموت‏‏‏.‏ قال‏:‏ فأي الإيمان أفضل‏؟‏ قال‏:‏الهجرة‏‏‏. ‏قال‏:‏ وما الهجرة‏؟‏قال‏:‏‏‏أن تهجر السوء‏‏‏.‏قال‏:‏ فأي الهجرة أفضل‏؟‏ قال‏:‏ ‏‏الجهاد‏‏‏.‏قال‏: ‏وما الجهاد‏؟‏ قال‏:‏‏‏أن تجاهد، أو تقاتل الكفار إذا لقيتهم، ولا تَغْلُل، ولا تَجْبُن‏‏‏.‏ ثم قال رسول الّه صلى الله عليه وسلم‏:‏عملان هما أفضل الأعمال، إلا من عمل بمثلهما قالها ثلاثا حجة مبرورة، أو عمرة‏"‏‏ رواه أحمد، ومحمد بن نصر المروزي‏.

‏‏ ولهذا يذكر هذه ‏(‏المراتب الأربعة‏)‏ فيقول "المسلم من سَلِم المسلمون من لسانه ويده، والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم، والمهاجر من هجر السيئات، والمجاهد من جاهد نفسه للّه‏".

وهذا مروي عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث عبد الّه بن عمرو، وفَضَالة بن عبيد وغيرهما بإسناد جيد، وهو في السن، وبعضه في الصحيحين‏.‏

وقد ثبت عنه من غير وجه أنه قال "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والم، ولولا أمنه الناس على دمائهم وأموالهم‏"‏‏‏.

‏ومعلوم أن من كان مأموناً على الدماء والأموال؛ كان المسلمون يسلمون من لسانه ويد، ولولا سلامتهم منه لما ائتمنوه‏.‏

وكذلك في حديث عبيد بن عمير، عن عمرو بن عَبَسة‏.

‏‏ وفي حديث عبد الّه بن عبيد بن عمير أيضاً عن أبيه، عن جده؛ "أنه قيل لرسول الّه صلى الله عليه وسلم‏:‏ ما الإسلام‏؟‏ قال‏:‏‏‏إطعام الطعام، وطِيبُ الكلام‏‏‏.‏ قيل‏:‏ فما الإيمان‏؟‏ قال‏:‏ ‏‏السَّمَاحة والصبر‏.‏ قيل‏:‏ فمن أفضل المسلمين إسلاماً‏؟‏ قال‏:‏‏‏من سَلِم المسلمون من لسانه ويده‏‏‏.‏قيل‏:‏ فمن أفضل المؤمنين إيماناً‏؟‏ قال‏:‏أحسنهم خُلُقاً‏‏‏.‏ قيل‏:‏ فما أفضل الهجرة‏؟‏ قال‏:‏‏‏من هَجَر ما حَرَّم الّه عليه‏‏‏.‏ قال‏:‏أي الصلاة أفضل‏؟‏ قال‏:‏‏‏طول القُنُوت‏.‏ قال‏:‏أي الصدقة أفضل‏؟‏ قال‏:‏‏‏جُهْد مُقل‏‏‏.‏ قال‏:‏ أي الجهاد أفضل‏؟‏ قال‏:‏ ‏‏أن تجاهد بمالك ونفسك، فيُعَقْرُ جَوَادُك، ويُراق دَمُك‏‏‏.‏ قال أي الساعات أفضل‏؟‏ قال‏:‏ ‏‏جَوْف اليل الغَابِر‏"‏‏‏.‏

ومعلوم أن هذا كله مراتب، بعضها فوق بعض، وإلا فالمهاجر لابد أن يكون مؤمناً، وكذلك المجاهد؛ ولهذا قال‏ الإيمان‏:‏ السماحة والصبر‏"‏‏، وقال في الإسلام‏:‏ ‏ ‏‏"إطعام الطعام، وطيب الكلام‏"‏‏‏.‏

والأول مستلزم للثاني؛ فإن من كان خلقه السماحة، فعل هذا بخلاف الأول؛ فإن الإنسان قد يفعل ذلك تَخَلُّقاً، ولا يكون في خلقه سماحة وصبر‏.‏

وكذلك قال‏:‏‏ ‏‏"أفضل المسلمين من سلم المسلمون من لسانه ويده‏"‏‏‏.

‏وقال‏:‏‏"‏‏أفضل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً‏"‏‏، ومعلوم أن هذا يتضمن الأول؛ فمن كان حسن الخلق فعل ذلك‏.‏

قيل للحسن البصري‏: ‏ما حُسْن الخلق‏؟‏ قال‏:‏ بَذْل النَّدَى، وكَفُّ الأذى، وطلاقة الوجه‏.‏ فكف الأذى جزء من حسن الخلق‏.

‏‏ وستأتي الأحاديث الصحيحة بأنه جعل الأعمال الظاهرة من الإيمان كقوله "الإيمان بِضْعٌ وسبعون شُعْبَة، أعلاها قول لا إله إلا الّه، وأدناها إمَاطَة الأذى عن الطريق‏".

‏‏ وقوله لوَفْد عبد القَيْس‏ "‏‏آمركم بالّه وحده، أتدرون ما الإيمان بالّه وحده‏؟‏شهادة أن لا إله إلا الّه وحده لا شريك له، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وأن تؤدوا خُمُسَ ما غَنِمْتُم"‏‏‏.‏

ومعلوم أنه لم يرد أن هذه الأعمال تكون إيماناً بالّه بدون إيمان القلب؛ لما قد أخبر في غير موضع، أنه لابد من إيمان القلب، فعلم أن هذه مع إيمان القلب هو الإيمان، وفي المسند عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‏ ‏‏"الإسلام عَلاَنِيَة، والإيمان في القلب".

‏‏ وقال صلى الله عليه وسلم‏ "‏‏إن في الجسد مُضْغَة، إذا صَلُحَت صلح لها سائر الجسد، وإذا فسدت فسد لها سائر الجسد،ألا وهي القلب‏"‏‏‏.‏

فمن صلح قلبه صلح جسده قطعاً، بخلاف العكس‏.

‏‏ وقال سفيان بن عُيَيْنَة‏:‏ كان العلماء فيما مَضى يكتب بعضهم إلى بعض بهؤلاء الكلمات‏:‏ من أصلح سَرِيرَته، أصلح الّه علانيته، ومن أصلح ما بينه وبين الّه، أصلح الّه ما بينه وبين الناس، ومن عمل لآخرته، كَفَاه الّه أمر دنياه‏.

‏ رواه ابن أبي الدنيا في كتاب ‏[‏الإخلاص‏]‏‏.

‏‏ فعلم أن القلب إذا صلح بالإيمان، صلح الجسد بالإسلام، وهو من الإيمان؛ يدل على ذلك أنه قال في حديث جبرائيل "‏‏هذا جبريل جاءكم يعلمكم دينكم‏"‏‏‏.

فجعل الدين هو الإسلام، والإيمان، والإحسان‏.

‏فتبين أن ديننا يجمع الثلاثة، لكن هو درجات ث، لكن:‏ مسلم ثم مؤمن ثم محسن، كما قال تعالى‏:‏‏{‏‏ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ الَّهِ}‏‏ ‏[‏فاطر‏:‏32‏]‏، والمقتصد والسابق كلاهما يدخل الجنة بلا عقوبة، بخلاف الظالم لنفسه‏.‏وهكذا من أتى بالإسلام الظاهر مع تصديق القل، لكن لم ، والمحسنونب عليه من الإيمان الباطن، فإنه معرض للوعيد، كما سيأتي بيانه إن شاء الّه‏.‏

وأما ‏[‏الإحسان‏]‏ فهو أعم من جهة نفسه، وأخص من جهة أصحابه من الإيمان‏.

‏‏ و‏[‏الإيمان‏]‏أعم من جهة نفسه،وأخص من جهة أصحابه من الإسلام‏.‏فالإحسان يدخل فيه الإيمان، والإيمان يدخل فيه الإسلام،والمحسنون أخص من المؤمنين،والمؤمنون أخص من المسلمين‏.‏

وهذا كما يقال‏:‏ في ‏[‏الرسالة والنبوة‏]‏، فالنبوة داخلة في الرسالة، والرسالة أعم من جهة نفسها، وأخص من جهة أهلها؛ فكل رسول نبي، وليس كل نبي رسولاً، فالأنبياء أعم، والنبوة نفسها جزء من الرسالة، فالرسالة تتناول النبوة وغيرها بخلاف النبوة؛ فإنها لا تتناول الرسالة‏.

‏‏ والنبي صلى الله عليه وسلم فسر ‏[‏الإسلام والإيمان‏]‏ بما أجاب به، كما يجاب عن المحدود بالحد، إذا قيل‏: ‏ما كذا‏؟‏ قيل‏:‏ كذا، وكذا‏.

‏‏ كما في الحديث الصحيح، لما قيل" ما الغِيبَة‏؟‏ قال‏:‏ ‏‏ذِكْرُك أخاك بما يَكْرَه‏"‏‏‏.‏

وفي الحديث الآخر‏ "‏‏الكِبْر بَطَر الحق، وغَمْط الناس‏"‏‏‏.‏

وبَطَر الحق‏:‏ جحده ودفعه‏.

‏ وغَمْط الناس‏:‏ احتقارهم وازدراؤهم‏.‏

وسنذكر إن شاء الّه تعالى سبب تنوع أجوبته، وإنها كلها حق‏.‏

ولكن المقصود أن قوله‏ "‏‏بُنِي الإسلام على خمس‏"‏‏، كقوله‏ ‏‏ كما ذكر في حديث جبرائيل؛ فإن الأمر مركب من أجزاء، تكون الهيئة الاجتماعية فيه مبنية على تلك الأجزاء ومركبة منها؛ فالإسلام مبني على هذه الأركان وسنبين إن شاء الّه اختصاص هذه الخمس بكونها هي الإسلام، وعليها بني الإسلام، ولم خصت بذلك دون غيرها من الواجبات‏؟‏

بارك الله فيك وادخلك جنات النعيم

الحجاب وسام الايمان 2024.

الحجاب’’ وسام الايمان

أختي الغالية … يا زهرة هذه الدنيا … يا فتاة الإيمان …. و يا وردة الإسلام …. يا مصنع الرجال … و يا زوجة الأبطال …. و أخت الكرام … إليك و كلانا لا يعرف الآخر إلا من ربه
قال تعالى " و المؤمنون و المؤمنات بعضهم أولياء بعض " بهذه الآية الكريمة أخاطبك لأني مشفقة عليك ، أريد صالحك و مصلحتك في الدنيا و الآخرة كما أريدها لنفسي تماما .
أختي الكريمة … هذه الكلمات القليلة إليك لن يكون لها أي معنى إذا لم تجد منك الاستقبال اللائق …. لابد أن تصفي نفسك من الهوى أولا … ثم أقرئي فإن وجدتي منطقا واضحا … و كلمات حريصة عليك .. فافعلي ما يميل إليه قلبك ..ز و ما يشير به عليك عقلك .. قرري انك إن اقتنعت ووافقك كلامي فستأخذين قرارك بلا تردد ….. و الآن لنبدأ :
يا حفيدة خديجة و فاطمة ، ها هو حبيبك النبي (صلى الله عليه وسلم )يخاف عليك و يشفق و هم بك رؤوف رحيم يقول :" صفتان من أمتي من أهل النار لم أرهما : قوم معهم أسياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ، و نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات ، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة … لا يدخلن الجنة و لا يجدون رائحتها و إن رائحتها لتوجد من مسيرة خمسمائة عام "
( رواه مسلم)
أظن انك تهتفين الآن " بل أنا مع الله و رسوله .. فبم أمر الله ؟ و ماذا أراد رسوله ؟
هل أمر الله بالحجاب ؟!
حين يخبر الله عن الأسلوب الأمثل للتعامل مع نساء النبي (صلى الله عليه وسلم ) يقول : " و إذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلك اطهر لقلوبكم و قلوبهن " (الأحزاب آية53 )
مع أنهن أمهات لكل المؤمنين و اشرف النساء و أنقاهن !!
كما قال الله تعالى "يا أيها النبي قل لأزواجك و بناتك و نساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين "(الأحزاب آية59 ) . و إذا كان الإيذاء قديما أن يتكلم عليهن الكفار أو يتعرضوا للمؤمنات بالضرر ، فإن الإيذاء الآن هم ما نراه في شوارعنا من غير الملتزمين من الشباب يلاحقون فتاة بالمعاكسة أو الغزل الفاضح أو الألفاظ الجارحة… و انهم في الغالب لا يبدءون بالمحجبة لكنهم يبدءون بمن يرون فيها كشفا لعورة ، و إظهارا لفتنة . و أخشى عليك يا أختي من الوقوع في الكبائر لمجرد مخالفة بسيطة ، فالعطر الذي يفوح من فتياتنا و يضعنه بكل بساطة … و يتنافسن في أن يكون مثيرا …!!
هذا العطر يحذر منه الرسول (صلى الله عليه وسلم ) :" أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا من ريحها فهي زانية" ( رواه النسائي ) …
كيف ستقابلين النبي (صلى الله عليه وسلم ) يوم القيامة؟!! .، فكما يروى في حديث الأثر أن النبي (صلى الله عليه وسلم ) يوم القيامة يسقى المؤمنين من يده الشريفة شربة هنيئة لا يظمأوا بعدها أبدا و هو سعيد بهم ، فعندما تذهبين إليه تأخذك الملائكة بعيدا عنه ، فيقول النبي ( صلى الله عليه وسلم) :دعوها إنها من أمتي ، فيقولون : يا محمد إنك لا تدري ماذا فعلت بعدك . فيقول النبي (صلى الله عليه و سلم ):سحقا سحقا بعدا بعدا . فكيف سترجينه أن يشفع لكي ؟ وقد خالفته حتى احمر وجهه الشريف وهو يزجر النساء حتى لا يتبرجن أو يتعطرن .
شروط الحجاب الشرعي :
1 – أن يكون واسعا لا يشف ما تحته ولا يظهر تفاصيل الجسد .

2 – ألا يكون معطرا ولا صارخا في الألوان .
3 – أن يستر الجسد كله عدا الوجه والكفين .
شبهات يوردها البعض (أنا غير مقتنعة )
قال الله تبارك وتعالى : " وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم "( الأحزاب : 36 ) . فإذا قلتي إن إرداتى ضعيفة ولا اقدر على تحمل تبعات الحجاب ، فان ذلك اصدق وافضل لان عدم الاقتناع يشكك في اقتناعك بالإسلام ككل . فهو أمر إلهي لا أمر بشرى .
( الدين ليس بالحجاب …… الدين في القلب )
إن الجوهر والمظهر لا ينفصلان لأنهما من نفس المصدر من عند الله سبحانه وتعالى ، فالذي أمر بإصلاح القلوب والنوايا هو الذي أمر بزي معين للمرأة المسلمة ، وإذا قلنا إن الإسلام ليس بالحجاب سيقول البعض وليس بالصلاة ولا بالصيام .
( التبرج من الصغائر )
ربما لأنك لا تدرين اثر التبرج على الشباب …. كم مرة خرجتى متعطرة متزينة تبدين مفاتنك ؟ أختي …. كم من شاب ذاهب إلى الصلاة تتبعك بنظرة فامتلأ حسرة انه لا ينالك فذهب عن صلاته ؟ كم من حلاوة إيمان في قلب شاب ذهبت بنظرة إليك ؟ اجمعي عدد المرات التي خرجتى فيها بزينتك واحسبي سيئة واحدة لكل شاب نظر إليك في ميزانك وميزانه . ستجدينها كثيرة جدا

خليجية[/IMG]

خليجية
الحمدلله على نعمه الاسلام:rmadeat-55943b70d4:

حلاوة الايمان تكون فى قلب المؤمن 2024.

حلاوة الايمان تكون فــــــــــــي قلب المؤمـــــــــــــن

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعـد:
فحلاوة الإيمان حقيقة معنوية يجعلها الله في قلوب الصالحين من عباده.
قال الإمام النووي في شرحه لمسلم: قال العلماء: معنى حلاوة الإيمان استلذاذه الطاعات وتحمله المشاق في رضى الله ورسوله وإيثار ذلك على عرض الدنيا.

ولا ريب أن للإيمان لذة كما في الحديث: ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار. رواه البخاري ومسلم.

وفي الحديث: ذاق طعم الإيمان: من رضي بالله ربا وبالإسلام ديناً وبمحمد نبياً ورسولاً. رواه مسلم.

والذي يريد أن يذوق طعم الإيمان يحافظ على الفرائض ثم يكثر من النوافل والطاعات كما في الحديث: ما تقربإلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به.
فإذا اتصف العبد بهذه الصفات وتقرب إلى الله تعالى بالطاعات فلا شك أنه سيجد حلاوة الإيمان كما أخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم.

ولذة الإيمان لا تشبه لذة الحرام لأن لذة الإيمان لذة قلبية روحية.

أما لذة الحرام فهي لذة شهوانية جسدية ويعقبها من الآلام والحسرات أضعاف ما نال صاحبها من المتعة ولله در من قال:تفتى اللذات ممن نال صفوتها من الحرام ويبقى الإثم والعار
تبقى عواقب سوء في مغبتها لا خير في لذة من بعدها نارارجوا الدعاء لي و لكم بان نكون ممن يلتمسون هذه الحلاوة و اللذة الربانية في قلوبنا
خليجية[/IMG]

خليجية
مشكورة خيتو
بارك الله فيكي

الايمان والثقة والأمل 2024.

الإيمان والثقة والأمل
في يومٍ من الأيام قرر جميع أهل القرية أن يصلوا صلاة الاستسقاء
تجمعوا جميعهم للصلاة
لكن أحدهم كان يحمل معه مظلّة
•..•«هذا هو.. الإيمان»•..•
*******
يجب أن تكون كالإحساس الذي يوجد عند الطفل الذي عمره سنة عندما تقذفه في السماء يضحك
لأنه يعرف أنك ستلتقطه
ولن تدعه يقع..
•..•«تلك هي.. الثقة»•..•
*******
في كل ليلة نستعد للخلود إلى النوم
ولسنا متأكدين من أننا سننهض من الفراش في الصباح
لكننا مازلنا نخطط للأيام القادمة..
•..•«هذا هو.. الأمل»•..•


مشورة اختي علي تلك الكلمات الراقية

مشكوووووورة وتسلم أيديكي فعلا" الأيمان والأمل والثقه أهم شيء بحيايتنا ولولاهم لوصل الأنسان لأعلى درجات الأحباط

القلوب المحطمة وعلاقتها بالايمان 2024.


القلوب المحطمة: كيف نقرأ هذا البحث على ضوء القرآن
القلب يتأثر بالحب والكره والعلاقات العاطفية، وقد وجد العلماء أن العلاقات العاطفية الفاشلة تؤدي إلى حقيقية أمراض في القلب، ولكن هل من إشارات قرآنية؟ لنقرأ….

خبر طبي جديد
في خبر طبي جديد اكتشف العلماء أنه من الممكن مداواة القلوب المحطمة و"المكلومة". وأجرى باحثون أمريكيون تجارب على سبعين من المرضى يعانون "ظاهرة القلب المحطم"، وهي ظروف صحية ناجمة عن الضغوط التي تسببها متاعب عاطفية ونفسية. والعينة التي خضعت للبحث مكونة من مرضى من ولاية رود آيلند الأمريكية، عانى أفرادها من أعراض الظاهرة ما بين سنتين 2024 و 2024.
وتبين أن هؤلاء المرضى يتماثلون للشفاء بمجرد تناولهم للأسبرين أو للعقاقير التي توصف عادة للمرضى بالقلب، على الرغم من أن نسبة 20 في المئة كانوا في حال حرجة. وقال هؤلاء الخبراء في تقرير نشر بالمجلة الأمريكية لطب القلب إن ارتفاعاً في هرمون الضغط والقلق قد يكون السبب في "ظاهرة القلب المحطم".
وتعرف هذه الظاهرة علمياً باسم تاكوتسوبو كارديوميوباثي، وكان باحثون يابانيون هم أول من اكتشفها في تسعينيات القرن الماضي. وعلى الرغم من أن أعراض الظاهرة تشبه إلى حد ما أعراض الأزمة القلبية من قبيل آلام الصدر وضيق التنفس، فإنها تظل ظاهرة مؤقتة يمكن الشفاء منها تماماً إذا ما عولجت على وجه السرعة.
كيف نقرأ هذه الدراسة على ضوء القرآن الكريم؟
إن الدراسة الجديدة تؤكد أن الحالة العاطفية للإنسان وبخاصة حالة الحب التي يمر بها تؤثر على القلب، وتُنتج الأعراض ذاتها التي يعاني منها مرضى القلب. ماذا يدل ذلك؟ إنه يدل ببساطة على أن القلب ليس مجرد مضخة للدم! بل يتأثر ويتفاعل مع الحالة العاطفية للإنسان، وربما ندرك لماذا قال تعالى: (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى) [النازعات: 40-41]. فقد أمرنا بعدم الانجراف باتجاه العلاقات غير المشروعة والتي قد تنتهي بتحطيم القلوب، وبشرنا بالجنة كجزاء للالتزام بهذه التعاليم الكريمة، وفي الدنيا نضمن لقلوبنا السلامة والاطمئنان.
كذلك فإن القرآن تحدث في أكثر من خمسين موضعاً عن عمل القلوب، فالقلب يحزن ويفرح ويخاف ويتعلم ويدرك ويحب ويكره ويشمئز… وصفات أخرى كثيرة، لا يزال العلماء يكتشفونها شيئاً فشيئاً.
إذاً القلب يتأثر بالحب، ويمكننا أن نقول إن القلب هو خزان للعلاقات العاطفية، فإما أن تكون علاقاتنا قائمة على محبة الله ورضوانه، فلا نحب أحداً إلا في الله ومن أجل الله، ولا نكره أحداً إلا من أجل الله، وهذا ما يمنحنا الاطمئنان الكامل تصديقاً لقوله تعالى: (الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرعد: 28].
يقول تعالى: (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) [الحج: 46]. هذه الآية العظيمة تدل على أن القلب يعقل ويعمى فكيف ذلك؟
إن العلماء للأسف لم يدرسوا حتى الآن علاقة الإلحاد بالقلب، ولذلك فإن العلم لا يعترف بأهمية الإيمان في سلامة القلب واستقرار عمله. ونحن المسلمين لدينا الأساس القرآني الذي يؤكد لنا أن قلب الملحد هو قلب مريض!! يقول تعالى: (فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ) [البقرة: 10]. ونقول إن القلب يمرض مرضاً حقيقياً، فكما أن الحب والهيام والعلاقات العاطفية الفاشلة كل ذلك يؤدي إلى مرض القلب مرضاً حقيقياً فإن الإلحاد يؤدي إلى مرض في القلب أيضاً.
ولكن هذه القضية تحتاج لمزيد من البحث، ولو أن بعض الدراسات العلمية الحديثة تؤكد أن الإيمان ضروري لصحة القلب، بعد أن وجد العلماء أن المؤمن يتماثل للشفاء بصورة أسرع من الملحد، ولذلك بدأوا ينادون بضرورة الإيمان كوسيلة للعلاج من الأمراض المستعصية!
ولذلك ندعو أطباءنا للقيام بتجارب علمية (وهي تجارب سهلة جداً ولا تكلف الكثير، تحتاج فقط للتوكل على الله تعالى)، وذلك بهدف اختبار القلب وعلاقته بالإيمان أو الإلحاد، وأظن بأن مثل هذه الأبحاث سيكون لها أثر كبير في الدعوة وإقناع غير المسلمين بحقيقة الإسلام الرائعة!

خليجية
خليجية
خليجية
خليجية

الايمان بالقدر سواء كان خير او شر 2024.

——————————————————————————-

بأقل أهمية من حرصك على أمور دنياك فلا تحتج على أمور دينك بالقدر وترك أمور دنياك, روى الشيخان عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما منكم من أحد إلا قد كتب مقعده من النار أو من الجنة, فقال رجل من القوم: ألا نتكل يا رسول الله؟ قال: كل ميسر لما خلق له, ثم قرأ: (من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى), فالنبي صلى الله عليه وسلم أمر بالعمل ونهى عن القعود والاتكال.
3- والإيمان بالقضاء والقدر لا يعني ترك فعل الأسباب, والقعود, وإن كان هذا الأمر جزءاً ما سبق ولكن يفرد لأهميته وحاجته للبيان, فمن المعلوم أن الله سبحانه وتعالى هو الذي يقدر المقادير كلها, وتم وفق تقديره سبحانه ولكنه من حكمته سبحانه أن جعل لكل نتيجة وثمرة سبباً فمن أراد النسل الصالح فلابد أن يتخذ لذلك سبباً, ومن أراد الرزق فعليه بالعمل والجد وهكذا, ومباشرة الأسباب وفعلها عزم وجد, وتركها قعود وتخاذل, قال شارح العقيدة الطحاوية: (وقد ظن بعض الناس أن التوكل ينافي الاكتساب وتعاطي الأسباب وأن الأمور إذا كانت مقدرة فلا حاجة إلى الأسباب وهذا فاسد فإن الاكتساب منه فرض ومنه مستحب ومنه مكروه ومنه محرم, وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أفضل المتوكلين, يلبس لامة الحربة ويمشي في الأسواق للاكتسب, ومن هذا يجب أن نعلم أنه يجب على العبد المؤمن أن يؤمن بقضاء الله تعالى وقدره, ومع هذا يعمل ويجد فيما يرى أنه تودي إلى ثمرة ونتيجة طيبة في أمور دينه ودنياه, ويسأل الله تعالى التوفيق والتسديد ولا يتعلق بهذه الأسباب ويترك التعلق بالله سبحانه وتعالى فإنه إذا جاء عن هذا الطريق فقد أخطأ السبيل, وضل واحتار

بارك الله فيك وادخلك جنات النعيم

اسباب زيادة الايمان تدبر القرأن 2024.

ومن أهم أسباب زيادة الإيمان تلاوة القرآن الكريم بتفكر وتدبر؛ فهذا القرآن هو كتاب هداية ،آياته البينات هي النور الذي يستضيء به العبد فيهتدي للتي هي أقوم: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ )(الإسراء: من الآية9).
فبه يخرج العبد من الظلمات إلى النور: ( قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ. يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) (المائدة:15ـ 16).
إنه الشفاء لأمراض الصدور من الشبهات والشهوات: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) (يونس:57) .وقال الله تعالى : (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ)(الإسراء: من الآية82).
وقال سبحانه: ( قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفَاءٌ)(فصلت: من الآية44)
إنه الروح الذي تحيا به القلوب والأرواح: (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الْأِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) (الشورى:52).
إنه الكتاب الذي أحيا الله به قلوبا كانت ميتا وجعلها به في مصاف المؤمنين الصادقين :(أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (الأنعام:122).
إن تدبر القرآن يزيد العبد إيمانا ونورا وبصيرة ؛ فهذا لتدبر يعينه على الفهم والعمل بما علم ، وهذا الذي كان عليه الأسلاف رضي الله عنهم وأرضاهم ، كما قال الحسن البصري رحمه الله تعالى : إن من قبلكم رأوا القرآن رسائل من ربهم ، فكانوا يتدبرونها بالليل وينفذونها بالنهار.
وكان يعتب على من جعل همه مجرد القراءة ، وإن كان القارىء يؤجر بمجرد قراءته ، لكن الذي لا شك فيه أن القراءة النافعة للقلب المؤثرة في زيادة الإيمان هي القراءة المتدبرة الخاشعة ، ولهذا يقول الحسن رحمه الله:يا ابن آدم :كيف يرق قلبك وإنما همك في آخر سورتك؟! .
إن الله تعالى دعانا إلى تدبر آيات كتابه العزيز ، وبين سبحانه أن التدبر من أعظم المقاصد فقال: (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) (صّ:29).وقال: (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً) (النساء:82) .
ويقول الله عز وجل: (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) (محمد:24).
وقد استجاب العلماء والصالحون لهذا التوجيه الرباني الكريم فرأينا منهم عجبا.
هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم بكى وكانت عيناه تذرفان حين قرأ عليه ابن مسعود من سورة النساء قوله تعالى: (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً) [النساء:41] فهل تتوقع أن يكون ذلك من غير تدبر؟
وكان يدعو الأمة إلى التدبر وفهم معاني القرآن، فحين نزل قوله تعالى: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآياتٍ لأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [آل عمران:190، 191]. قال صلى الله عليه وسلم: "ويلٌ لمن قرأها ولم يتفكر فيها".
أما أصحابه فكان الواحد منهم ربما قام الليلة بآية واحدة يرددها ويتدبرها فلا يتجاوزها ،؛ لما فيها من العجائب أو الوعد والوعيد،يقول محمد بن كعب القُرَظِي قال: "لأن أقرأ في ليلتي حتى أصبح بـ(إذا زلزلت) و(القارعة) لا أزيد عليهما، وأتردد فيهما، وأتفكر أحبُّ إليَّ من أن أَهُذَّ القرآن (أي أقرأه بسرعة)".
وإذا قرأ العبد القرآن لتدبر ازداد إيمانا وفاز بالعديد من الثمرات التي ذكر الإما ابن القيم رحمه الله شيئا منها حين قال: "فليس شيء أنفع للعبد في معاشه ومعاده، وأقرب إلى نجاته: من تدبر القرآن، وإطالة التأمل، وجمع الفكر على معاني آياته؛ فإنها تطلع العبد على معالم الخير والشر بحذافيرهما. وعلى طرقاتهما وأسبابهما وغاياتهما وثمراتهما، ومآل أهلهما، وتَتُلُّ في يده(تضع) مفاتيح كنوز السعادة والعلوم النافعة. وتثبت قواعد الإيمان في قلبه. وتحضره بين الأمم، وتريه أيام الله فيهم. وتبصره مواقع العبر. وتشهده عدل الله وفضله. وتعرفه ذاته، وأسماءه وصفاته وأفعاله، وما يحبه وما يبغضه، وصراطه الموصل إليه، وما لسالكيه بعد الوصول والقدوم عليه، وقواطع الطريق وآفاتها. وتعرفه النفس وصفاتها، ومفسدات الأعمال ومصححاتها وتعرفه طريق أهل الجنة وأهل النار وأعمالهم، وأحوالهم وسيماهم. ومراتب أهل السعادة وأهل الشقاوة، وأقسام الخلق واجتماعهم فيما يجتمعون فيه. وافتراقهم فيما يفترقون فيه.
وبالجملة تعرِّفُهُ الرب المدعو إليه، وطريق الوصول إليه، وما له من الكرامة إذا قدم عليه.
وتعرفه في مقابل ذلك ثلاثة أخرى: ما يدعو إليه الشيطان، والطريق الموصلة إليه، وما للمستجيب لدعوته من الإهانة والعذاب بعد الوصول إليه".
نسأل الله تعالى أن يرزقنا تدبر كتابه ، وأن يزيدنا إيمانا.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

خليجية

جزاكي الله خيراً
خليجية
جزآك الله خيرا
خليجية