الايمان النابع من القلب 2024.

يقول الشيخ العريفي:
قبل عشر سنوات..
[img][/img] في ايام الربيع …وفي ليلة بارده كنت في البر مع اصدقاء
تعطلت احدى السيارات ..فاضطرنا الى المبيت في العراء [img][/img].. اذكر انا اشعلنا نارًا تحلقنا حولها …وما اجمل احاديث
الشتاء في دفيء النار ..طال مجلسنا فلاحظت أحد الأخوه انسل من بينا..كان رجلا صالحا ..كانت له عبادات خفيه …
كنت اراه يتوجه الى صلاة الجمعه مبكرا ..بل احيانا

وباب الجامع لم يفتح بعد..!!
قام واخذ اناءً من ماء..ضنت انه ذهب ليقضي حاجته ..
ابطأ علينا قمت اترقبه…فرأيته بعيدا عنا ..
قد لف جسده برداء من شدة البرد وهو ساجد على التراب …
في ظلمة اليل …وحده ..يتملق ربه ويتحب اليه ..
.كان واضحًا انه يحب الله تعالى…واحسب أن الله يحبّه ايضًا…
ايقنت ان لهذه العبادة الخفيه …عزاً في الدنيا قبل الأخره..
مضت السنوات …واعرفه اليوم …
قد وضع الله له القبول في الارض ..له مشاركات في الدعوه
وهداية الناس …اذا مشى في السوق او المسجد…
رأيت الصغار قبل الكبار يتسابقون اليه.. مصافحين .. ومحبين ..
كم يتمنى الكثيرون من تجار …

.وامراء ..ومشهورين ..ان ينالو في قلوب الناس مثل مانال..
ولكن هيهات…

مشكوره
بارك الله فيك
خليجية
خليجية

تجديد الايمان فى القلب 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم
عَنْ عَبْدِ اللهِ بن عَمْرو بن العَاص رَضِيَ الله عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :"إِنَّ الإِيمَانَ لَيخلق فِي جَوْفِ أَحَدكُمْ

كَمَا يَخلقُ الثَّوْبُ فَاسْأَلُوا الله أَنْ يُجَدِّدَ الإِيمَانَ فِي قُلُوبِكُمْ". أخرجه الحاكم ( 1 / 4 )، وحَسَّنَه الألباني (السلسلة الصحيحة، 4/ 113).
هكذا جعل الله العبد المؤمن، لكي يظل في جهاد مستمر، قال بعض السلف: جاهدت نفسي أربعين سنة حتى استقامت، فبلغت بعضهم فقال: طوبى له! أوقد استقامت؟ ما زلت أجاهدها ولم تستقم بعد أربعين سنة!

وهم في أفضل جيل وأفضل بيئة، فكيف بنا اليوم ونحن في عصر المغريات وفي عصر الشهوات؟! فمن أعظم أسباب قسوة القلب: طول الأمد عن ذكر الله، وعن تقوى الله، وعن مجالس وحلق الذكر والخير، وعدم التفكر في ملكوت السماوات والأرض وعدم التفكر في الموت، وقراءة القرآن وتدبره والعمل به، هي من أعظم ما يزيد الإيمان؛ لأن الإنسان إذا قرأ كتاب رب العالمين سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فإنه يجد فيه الشفاء والحق والمواعظ والحث على التفكر وعلى التدبر
ومع ذلك أيضاً يدعو الإنسان ربه عز وجل، فندعو الله أن يمنَّ علينا بالإيمان، وأن يمنَّ علينا بالهداية، وأن تلين قلوبنا لذكر الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، والله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لا يخيب من دعاه.

والحمد لله رب العالمين

خليجية

خليجية

خليجية
جزاك الله الجنان

مغنيه الراب الفرنسيه ديامس تخبر عن خروجها من سجنها بفضل الايمان 2024.

خليجية

قررت مغنية الراب الفرنسية ديامس أخيرا الخروج عن صمتها والتكلم عن اعتناقها اﻻ‌سﻼ‌م وقرارها بارتداء الحجاب، موضحة بالتفصيل كيف خرجت من جحيم اﻻ‌كتئاب ومن سجن النجاح الذهبي في كتاب سيرة ذاتية سيصدر الخميس.
في تشرين الثاني/نوفمبر 2024، نشرت مجلة "باري ماتش" اﻷ‌سبوعية تقريرا مطوﻻ‌ عن ديامس أرفقته بصورة لها وهي ترتدي الحجاب وتخرج من جامع برفقة زوجها.
وفي ظل الجدل المحتدم حول منع الحجاب في اﻷ‌ماكن العامة، أثارت هذه الصور ضجة كبيرة.
وكانت المغنية المتحدرة من أورساي قد أصبحت في نظر الكثيرين المتحدثة باسم فتيات الضواحي ونموذجا لهن، بعد صدور ألبومها "دان ما بول" (في فقاعتي) سنة 2024 الذي بيعت منه مليون نسخة.
ونظرا إلى ردود الفعل السلبية، رفضت المغنية التكلم عن قرارها في وسائل اﻻ‌عﻼ‌م، طالبة الرجوع إلى كلمات ألبومها "أس.أو.أس" الذي صدر في كانون اﻷ‌ول/ديسمبر 2024.
وبعد ثﻼ‌ث سنوات، خرجت مغنية الراب أخيرا عن صمتها فأصدرت كتاب سيرة ذاتية حمل عنوان "ديامس، السيرة الذاتية".
وفي هذا الكتاب، تشرح ديامس واسمها الحقيقي ميﻼ‌ني جورجيادس قراراتها بالتفصيل، علما أنها تبلغ من العمر 32 عاما ولديها ابنة تدعى مريم عمرها أربعة أشهر.
فتخبر المغنية المتحدرة من أصول فرنسية قبرصية عن طفولتها التي تأثرت بغياب اﻷ‌ب وعن معاناتها في فترة المراهقة التي دفعتها إلى محاولة اﻻ‌نتحار للمرة اﻷ‌ولى في سن الخامسة عشر وعن اكتشافها لموسيقى الراب.
وفي ذروة مسيرتها الفنية، عاشرت ديامس كﻼ‌ من سنوب دوغ وجمال دبوز وأدارت ثﻼ‌ث شركات واختبرت لذة الشهرة وحب الجمهور… لكن سقوطها كان عينفا.
ففي الثامن من آذار/مارس 2024، غنت مباشرة من باريس بمناسبة حفل توزيع جوائز "فيكتوار دو ﻻ‌ موزيك".. لكن قلة من الناس كانت تعرف أنها خرجت لتوها من عيادة للطب النفسي وأنها ستعود إليها بعد بضعة أيام.
وبعد أن أنهكتها اﻷ‌دوية وعجزت عن اﻻ‌ستفادة من مساعدة اﻷ‌طباء النفسيين، غرقت المغنية في اﻻ‌كتئاب إلى أن تناولت "جرعة مفرطة من المنومات".
وقالت المغنية الكاثوليكية التي لم تتلق تربية دينية فعلية أنها وجدت الخﻼ‌ص في الصﻼ‌ة أوﻻ‌، ثم في قراءة القرآن خﻼ‌ل رحلة لها إلى جزيرة موريشيوس في كانون اﻻ‌ول/ديسمبر 2024.
وهناك، اعتنقت اﻻ‌سﻼ‌م بمفردها وقررت ارتداء الحجاب وإصدار ألبوم جديد من دون التكلم إلى وسائل اﻻ‌عﻼ‌م وإنشاء جمعية لﻸ‌يتام.
وكتبت "شعرت بأنه من الصعب علي أن أتكلم في الدين مع أناس ليسوا في غالبيتهم مؤمنين. فقررت أن أعبر عن كل ما أريد قوله في ألبومي. أما الباقي فأحتفظ به لنفسي كحديقة سرية".
لكن مجلة "باري-ماتش" أفسدت خطتها، واعتبرت ديامس أن ما فعلته المجلة هو سرقة وتدخل" في مسألة "شخصية".
واعتبرت المغنية أن "الحجاب أزعج اﻵ‌خرين أكثر من تغييرها لدينها".
وأكدت قائلة أن "قراري بارتداء الحجاب هو ثمرة تأمل شخصي وناضج وثمرة قراءاتي وقناعاتي. لم يمل علي أحد من محيطي يوما ما علي فعله".
وتتوخى الشابة التي أعادت اطﻼ‌ق جمعيتها الخاصة باﻷ‌يتام اﻷ‌فارقة الغموض في ما يتعلق بمستقبلها الموسيقي.
فقد كتبت "أنا أدرك أنني هربت من سجن ذهبي".

حلو الله يكثر الداخلين بالاسلام

رووعه

يعطيك الف عاافيه
على الطرح الجميلل

الفرق بين الاسلام والايمان 2024.


الإسلام بالمعنى العام هو: "التعبد لله تعالى بما شرعه من العبادات التي جاء بها رسله- عليهم السلام، منذ أن أرسل الله الرسل – عليهم السلام – إلى أن تقوم الساعة، فيشمل ما جاء به نوح – عليه الصلاة والسلام – من الهدى والحق، وما جاء به موسى- عليه السلام -، وما جاء به عيسى – عليه السلام- ويشمل ما جاء به إبراهيم – عليه الصلاة والسلام – إمام الحنفاء، كما ذكر الله – تبارك وتعالى – ذلك في آيات كثيرة تدل على أن الشرائع السابقة كلها إسلام لله – عز وجل-.
والإسلام بالمعنى الخاص بعد بعثة النبي – صلى الله عليه وسلم – يختص بما بعث به محمد – صلى الله عليه وسلم – لأن ما بعث به – صلى الله عليه وسلم – نسخ جميع الأديان السابقة فصار من اتبعه مسلماً، ومن خالفه ليس بمسلم؛ لأنه لم يستسلم لله بل استسلم لهواه، فاليهود مسلمون في زمن موسى – عليه الصلاة والسلام – والنصارى مسلمون في زمن عيسى -عليه الصلاة والسلام-، وأما حين بعث محمد – صلى الله عليه وسلم – فكفروا به؛ فليسوا بمسلمين، ولهذا لا يجوز لأحد أن يعتقد أن دين اليهود والنصارى الذين يدينون به اليوم دين صحيح مقبول عند الله مساو لدين الإسلام، بل من اعتقد ذلك فهو كافر خارج عن دين الإسلام؛ لأن الله – عز وجل – يقول: "إن الدين عند الله الإسلام" [آل عمران: 19] ويقول: "ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه" [آل عمران: 85]، وهذا الإسلام الذي أشار الله إليه هو الإسلام الذي امتن الله به على محمد – صلى الله عليه وسلم – وأمته، قال الله تعالى: "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً" [المائدة: 3]، وهذا نص صريح في أن من سوى هذه الأمة بعد أن بعث محمد – صلى الله عليه وسلم – ليسوا على الإسلام، وعلى هذا فما يدينون الله به لا يقبل منهم ولا ينفعهم يوم القيامة، ولا يحل لنا أن نعتبره ديناً قائماً قويماً، ولهذا يخطئ خطأ كبيراً من يصف اليهود والنصارى بقوله إخوة لنا، أو أن أديانهم اليوم قائمة لما أسلفناه آنفاً.
وإذا قلنا إن الإسلام هو التعبد لله – سبحانه وتعالى – بما شرع شمل ذلك الاستسلام له ظاهراً وباطناً، فيشمل الدين كله عقيدة وعملاً وقولاً، أما إذا قرن الإسلام بالإيمان؛ فإن الإسلام يكون الأعمال الظاهرة: من نطق اللسان وعمل الجوارح، والإيمان الأعمال الباطنة: من العقيدة وأعمال القلوب، ويدل على هذا التفريق قوله تعالى: "قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْأِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ" [الحجرات: من الآية14]، وقال تعالى في قصة لوط: "فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ" [الذاريات:35-36]، فإنه فرق هنا بين المؤمنين والمسلمين لأن البيت الذي كان في القرية بيت إسلامي في ظاهره، إذ إنه يشمل امرأة لوط التي خانته بالكفر وهي كافرة، أما من أخرج منها ونجا فإنهم المؤمنون حقاً الذين دخل الإيمان في قلوبهم، ويدل لذلك – أي للفرق بين الإسلام والإيمان عند اجتماعهما – حديث عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – وفيه أن جبريل سأل النبي – صلى الله عليه وسلم – عن الإسلام والإيمان؟ فقال له النبي – صلى الله عليه وسلم – : الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت" وقال في الإيمان: "أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره" رواه مسلم (8).
فالحاصل أن الإسلام عند الإطلاق يشمل الدين كله ويدخل فيه الإيمان، وأنه إذا قُرن مع الإيمان فُسِّر الإسلام بالأعمال الظاهرة من أقول اللسان وعمل الجوارح، وفُسِّر الإيمان بالأعمال الباطنة من اعتقادات القلوب وأعمالها.

تحيـــــــــــــــــــــــــاا ااتي.

ضعف الايمان 2024.

خليجية
مظاهر ضعف الإيمان

محمد صالح المنجد

يتناول الدرس ظاهرة ضعف الإيمان حيث إنها مما عم وانتشر في المسلمين، وعدد من الناس يشتكي من قسوة قلبه وتترد عباراتهم: أحس بقسوة في قلبي لا أجد لذة للعبادات فتعرض الدرس لأعراض ومظاهر ضعف الإيمان مع بيان أهمية القلب في هذا الباب .

إن الحمد لله نحمده نستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهديه الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله:

}يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ[102]{ سورة آل عمران . {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا[1]{ سورة النساء . }يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا[70]يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [71] سورة الأحزاب، أما بعد،،،

فإن ظاهرة ضعف الإيمان مما عم وانتشر في المسلمين، وعدد من الناس يشتكي من قسوة قلبه وتترد عباراتهم: أحس بقسوة في قلبي لا أجد لذة للعبادات أشعر أن إيماني في الحضيض لا أتأثر بقراءة القرآن ، أقع في المعصية بسهولة ، وكثيرون: آثار المرض عليهم بادية، وهذا المرض أساس كل مصيبة، وسبب كل نقص وبلية .

وموضوع القلوب موضوع حساس ومهم، وقد سمي القلب قلباً لسرعة تقلبه قال عليه الصلاة والسلام: [إِنَّمَا سُمِّيَ الْقَلْبُ مِنْ تَقَلُّبِهِ إِنَّمَا مَثَلُ الْقَلْبِ كَمَثَلِ رِيشَةٍ مُعَلَّقَةٍ فِي أَصْلِ شَجَرَةٍ يُقَلِّبُهَا الرِّيحُ ظَهْرًا لِبَطْنٍ] رواه أحمد وهو في صحيح الجامع 2364 . وفي رواية: [مَثَلُ الْقَلْبِ مَثَلُ الرِّيشَةِ تُقَلِّبُهَا الرِّيَاحُ بِفَلَاةٍ] رواه ابن ماجه . وهو شديد التقلب كما وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: [ لَقَلْبُ ابْنِ آدَمَ أَشَدُّ انْقِلَابًا مِنْ الْقِدْرِ إِذَا اجْتَمَعَتْ غَلْيًا] رواه أحمد وهو في صحيح الجامع رقم 5147.

والله سبحانه وتعالى هو مقلب القلوب ومصرفها فعن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: [إِنَّ قُلُوبَ بَنِي آدَمَ كُلَّهَا بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ كَقَلْبٍ وَاحِدٍ يُصَرِّفُهُ حَيْثُ يَشَاءُ ] ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [اللَّهُمَّ مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ] رواه مسلم وأحمد . وحيث أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ}[24] سورة الأنفال وأنه لن ينجو يوم القيامة {إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [89] سورة الشعراء وأن الويل {لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ} [22] سورة الزمر وأن الوعد بالجنة لـ {مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ } [33] سورة ق كان لابد للمؤمن أن يتحسس قلبه، ويعرف مكمن الداء، وسبب المرض، ويشرع في العلاج قبل أن يطغى عليه الران؛ فيهلك، والأمر عظيم، والشأن خطير؛ فإن الله قد حذرنا من القلب القاسي، والمقفل، والمريض، والأعمى، والأغلف، والمنكوس، والمطبوع، المختوم عليه . وفيما يلي محاولة للتعرف على مظاهر مرض ضعف الإيمان وأسبابه وعلاجه، أسأل الله أن ينفعني بهذا العمل، وإخواني المسلمين وأن يجزي بالجزاء الأوفى من ساهم في إخراجه وهو سبحانه المسؤول أن يرقق قلوبنا ويهدينا إنه نعم المولى وهو حسبنا ونعم الوكيل .

إن مرض ضعف الإيمان له أعراض، ومظاهر متعددة، فمنها:

1- الوقوع في المعاصي وارتكاب المحرمات:وكثرة الوقوع في المعصية يؤدي إلى تحولها عادة مألوفة، ثم يزول قبحها من القلب تدريجياً حتى يقع العاصي في المجاهرة بها ويدخل في حديث: [ كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلَّا الْمُجَاهِرِينَ وَإِنَّ مِنْ الْمُجَاهَرَةِ أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ عَمَلًا ثُمَّ يُصْبِحَ وَقَدْ سَتَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ فَيَقُولَ يَا فُلَانُ عَمِلْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عَنْهُ] رواه البخاري ومسلم.

2- الشعور بقسوة القلب وخشونته: حتى ليحس الإنسان أن قلبه قد انقلب حجراً صلداً لا يترشح منه شيء ولا يتأثر بشيء، والله يقول{ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً} [74] سورة البقرة وصاحب القلب القاسي لا تؤثر فيه موعظة الموت، ولا رؤية الأموات ولا الجنائز، وربما حمل الجنازة بنفسه وواراها بالتراب، ولكن سيره بين القبور كسيره بين الأحجار.

3- عدم إتقان العبادات: ومن ذلك: شرود الذهن أثناء الصلاة وتلاوة القرآن والأدعية ونحوها، وعدم التدبر والتفكر في معاني الأذكار، فيقرؤها بطريقة رتيبة مملة، هذا إذا حافظ عليها، ولو اعتاد أن يدعو بدعاء معين في وقت معين أتت به السنة، فإنه لا يفكر في معاني هذا الدعاء والله سبحانه وتعالى: [لَا يَسْتَجِيبُ دُعَاءً مِنْ قَلْبٍ غَافِلٍ لَاهٍ] رواه الترمذي وهو في السلسة الصحيحة 594 .

4- التكاسل عن الطاعات والعبادات، وإضاعتها: وإذا أداها فإنما هي حركات جوفاء لا روح فيها، وقد وصف الله المنافقين بقوله: {وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى} [142] سورة النساء . ويدخل في ذلك عدم الاكتراث لفوات مواسم الخير وأوقات العبادة وهذا يدل على عدم اهتمام الشخص بتحصيل الأجر، فهو راغب عن الأجر، مستغن عنه على النقيض ممن وصفهم الله بقوله:{إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} [90] سورة الأنبياء .

5- ضيق الصدر وتغير المزاج وانحباس الطبع:حتى كأن على الإنسان ثقلاً كبيراً ينوء به، فيصبح سريع التضجر والتأفف من أدنى شيء، ويشعر بالضيق من تصرفات الناس حوله وتذهب سماحة نفسه، وقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم الإيمان بقوله: [الصَّبْرُ وَالسَّمَاحَةُ] رواه أحمد، وهو في الصحيحة رقم 554. ووصف المؤمن بأنه: [الْمُؤْمِنُ يَأْلَفُ ويُؤْلَفُ وَلَا خَيْرَ فِيمَنْ لَا يَأْلَفُ وَلَا يُؤْلَفُ]السلسلة الصحيحة رقم 427 ورواه أحمد.

6- عدم التأثر بآيات القرآن: لا بوعده ولا بوعيده، ولا بأمره ولا نهيه، ولا في وصفه للقيامة، فضعيف الإيمان يمل من سماع القرآن، ولا تطيق نفسه مواصلة قراءته، فكلما فتح المصحف؛ كاد أن يغلقه .

7- الغفلة عن الله عز وجل في ذكره ودعائه:فيثقل الذكر على الذاكر، وإذا رفع يده للدعاء سرعان ما يقبضهما ويمضي، وقد وصف الله المنافقين بقوله: { وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا} [142] سورة النساء .

8- عدم الغضب إذا انتهكت محارم الله: لأن لهب الغيرة في القلب قد انطفأ فتعطلت الجوارح عن الإنكار فلا يأمر صاحبه بمعروف ولا ينهى عن منكر ولا يتمعر وجهه قط في الله، والرسول صلى الله عليه وسلم يصف هذا القلب المصاب بالضعف بقوله: [ تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا- أي: دخلت فيه دخولاً تاماً- نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ- أي: نقط فيه نقطة حتى يصل الأمر إلى أن يصبح كما أخبر عليه الصلاة والسلام في آخر الحديث – أَسْوَدُ مُرْبَادًّا – بياض يسير يخالطه السواد- كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا – مائلاً منكوساً- لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا إِلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ]رواه مسلم وأحمد . فهذا زال من قلبه حب المعروف وكراهية المنكر واستوت عنده الأمور فما الذي يدفعه إلى الأمر والنهي؟

9- ومنها حب الظهور: وهذا له صور منها:

– الرغبة في الرئاسة والإمارة وعدم تقدير المسئولية والخطر: وهذا الذي حذر منه رسول الله صلى الله عليه وسلم، بقوله: [ إِنَّكُمْ سَتَحْرِصُونَ عَلَى الْإِمَارَةِ وَسَتَكُونُ نَدَامَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَنِعْمَ الْمُرْضِعَةُ وَبِئْسَتْ الْفَاطِمَةُ] رواه البخاري والنسائي وأحمد . وقوله: [فَنِعْمَ الْمُرْضِعَةُ] أي: أولها؛ لأن معها المال والجاه واللذات، وقوله وَبِئْسَتْ الْفَاطِمَةُ] أي: آخرها؛ لأن معه القتل والعزل والمطالبة بالتبعات يوم القيامة. ولو كان الأمر قياماً بالواجب وحملاً للمسئولية في موضع لا يوجد من هو أفضل منه مع بذل الجهد والنصح والعدل كما فعل يوسف عليه السلام إذاً لقلنا أنعم وأكرم، ولكن الأمر في كثير من الأحيان رغبة جامحة في الزعامة، وتقدم على الأفضل، وغمط أهل الحقوق حقوقهم، واستئثار بمركز الأمر والنهي .

– محبة تصدر المجالس والاستئثار بالكلام: وفرض الاستماع على الآخرين وأن يكون الأمر له، وصدور المجالس هي المحاريب التي حذرنا منها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: [اتقوا هذه المذابح – يعني المحاريب – ] رواه البيهقي وهو في صحيح الجامع 120 .

– محبة أن يقوم له الناس إذا دخل عليهم: لإشباع حب التعاظم في نفسه المريضة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [من سره أن يمثل- أي ينتصب ويقوم- له عباد الله قياماً فليتبوأ بيتاً من النار] رواه البخاري في الأدب المفرد، وانظر:الصحيحة 357 . ومثل هذا النوع من الناس يعتريه الغضب لو طبقت السنة، فبدئ باليمين، وإذا دخل مجلساً فلا يرضى إلا بأن يقوم أحدهم ليجلس هو رغم نهيه صلى الله عليه وسلم عن ذلك بقوله: [ لَا يُقِيمُ الرَّجُلُ الرَّجُلَ مِنْ مَجْلِسِهِ ثُمَّ يَجْلِسُ فِيهِ] رواه البخاري ومسلم والترمذي والدارمي وأحمد .

10- الشح والبخل: ولقد مدح الله الأنصار في كتابه فقال: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} …[9] سورة الحشر وبين أن المفلحين هم الذين وقوا شح أنفسهم، ولا شك أن ضعف الإيمان يولد الشح بل قال عليه الصلاة والسلام: [ لَا يَجْتَمِعُ الشُّحُّ وَالْإِيمَانُ فِي قَلْبِ عَبْدٍ أَبَدًا] رواه النسائي: المجتبي وهو في صحيح الجامع. أما خطورة الشح وآثاره على النفس فقد بينها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: [ إِيَّاكُمْ وَالشُّحَّ فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِالشُّحِّ أَمَرَهُمْ بِالْبُخْلِ فَبَخِلُوا وَأَمَرَهُمْ بِالْقَطِيعَةِ فَقَطَعُوا وَأَمَرَهُمْ بِالْفُجُورِ فَفَجَرُوا ] رواه أبو داود وأحمد وهو في صحيح الجامع . وأما البخل فإن صاحب الإيمان الضعيف لا يكاد يخرج شيئاً لله ولو دعى داعي الصدقة وظهرت فاقة إخوانه المسلمين وحلت بهم المصائب، ولا أبلغ من كلام الله في هذا الشأن قال عز وجل: {هَاأَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ} [38] سورة محمد .

11- أن يقول الإنسان ما لا يفعل: قال الله تعالى: { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ[2]كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ} [3] سورة الصف . ولا شك أن هذا نوع من النفاق، ومن خالف قوله عمله صار مذموماً عند الله، مكروهاً عند الخلق، وأهل النار سيكتشفون حقيقة الذي يأمر بالمعروف في الدنيا ولا يأتيه، وينهاهم عن المنكر ويأتيه .

12- السرور والغبطة بما يصيب إخوانه المسلمين من فشل أو خسارة أو مصيبة أو زوال نعمة: فيشعر بالسرور؛ لأن النعمة قد زالت، ولأن الشيء الذي كان يتميز عليه غيره به قد زال عنه.

13- النظر إلى الأمور من جهة وقوع الإثم فيها أو عدم وقوعه فقط: وغض البصر عن فعل المكروه، فبعض الناس عندما يريد أن يعمل عملاً من الأعمال لا يسأل عن أعمال البر وإنما يسأل: هل هذا العمل حرام أم أنه مكروه فقط ؟ وهذه النفسية تؤدي إلى الوقوع في الشبهات والمكروهات، مما يؤدي إلى الوقوع في المحرمات يوماً ما، فصاحبها ليس لديه مانع من ارتكاب عمل مكروه أو مشتبه فيه ما دام أنه ليس محرماً، وهذا عين ما أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: [ وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ…]رواه البخاري ومسلم والترمذي وأبوداود والنسائي وابن ماجه والدارمي وأحمد- واللفظ لمسلم- .

14- احتقار المعروف، وعدم الاهتمام بالحسنات الصغيرة: وقد علمنا صلى الله عليه وسلم أن لا نكون كذلك، فعن أبي جري الهجيمي قال: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ فَعَلِّمْنَا شَيْئًا يَنْفَعُنَا اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِهِ قَالَ: [ لَا تَحْقِرَنَّ مِنْ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا وَلَوْ أَنْ تُفْرِغَ مِنْ دَلْوِكَ فِي إِنَاءِ الْمُسْتَسْقِي وَلَوْ أَنْ تُكَلِّمَ أَخَاكَ وَوَجْهُكَ إِلَيْهِ مُنْبَسِطٌ] رواه أحمد وهو في الصحيحة.

15- عدم الاهتمام بقضايا المسلمين ولا التفاعل معها: بدعاء ولا صدقة ولا إعانة، فيكتفي بسلامة نفسه، وهذا نتيجة ضعف الإيمان، فإن المؤمن بخلاف ذلك، قال النبي صلى الله عليه وسلم: [ إِنَّ الْمُؤْمِنَ مِنْ أَهْلِ الْإِيمَانِ بِمَنْزِلَةِ الرَّأْسِ مِنْ الْجَسَدِ يَأْلَمُ الْمُؤْمِنُ لِأَهْلِ الْإِيمَانِ كَمَا يَأْلَمُ الْجَسَدُ لِمَا فِي الرَّأْسِ] رواه أحمد وهو في الصحيحة .

16- انفصام عرى الأخوة بين المتآخيين: يقول عليه الصلاة والسلام: [ مَا تَوَادَّ اثْنَانِ فَفُرِّقَ بَيْنَهُمَا إِلَّا بِذَنْبٍ يُحْدِثُهُ أَحَدُهُمَا] رواه أحمد وهو في الصحيحة . فهذا دليل على شؤم المعصية قد يطال الروابط الأخوية ويفصمها.

17- عدم استشعار المسئولية في العمل لهذا لدين: فلا يسعى لنشره ولالخدمته على النقيض من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين لما دخلوا في الدين شعروا بالمسئولية على الفور، وهذا الطفيل بن عمرو رضي الله عنه كم كان بين إسلامه وذهابه لدعوة قومه إلى الله عز وجل ؟! لقد نفر على الفور لدعوة قومه، وبمجرد دخوله في الدين أحس أن عليه أن يرجع إلى قومه فرجع داعية إلى الله سبحانه وتعالى، والكثيرون اليوم يمكثون فترات طويلة ما بين التزامهم بالدين حتى وصولهم إلى مرحلة الدعوة إلى الله… كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يقومون بما يترتب على الدخول في الدين من معاداة الكفار والبراءة منهم ومفاصلتهم، فهذا ثمامة بن أثال رضي الله عنه – رئيس أهل اليمامة – لما أسر وجيء به فربط إلى المسجد وعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسلام ثم قذف الله النور في قلبه فأسلم وذهب إلى العمرة فلما وصل مكة قال لكفار قريش: [ وَاللَّهِ لَا يَأْتِيكُمْ مِنْ الْيَمَامَةِ حَبَّةُ حِنْطَةٍ حَتَّى يَأْذَنَ فِيهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ] رواه البخاري ومسلم وأحمد. فمفاصلته للكفار ومحاصرته لهم اقتصادياً وتقديم كافة الإمكانات المتاحة لخدمة الدعوة حصلت على الفور، لأن إيمانه الجازم استوجب منه هذا العمل .

18- الفزع والخوف عند نزول المصيبة أو حدوث مشكلة: فتراه يحار في أمره عندما يصاب بملمة أو بلية، وتركبه الهموم، فلا يستطيع مواجهة الواقع بجنان ثابت، وقلب قوي وهذا كله بسبب ضعف إيمانه، ولو كان إيمانه قوياً لكان ثابتاً، ولواجه أعظم الملمات وأقسى البليات بقوة وثبات .

19- كثرة الجدال والمراء المقسي للقلب: قال عليه الصلاة والسلام: [ مَا ضَلَّ قَوْمٌ بَعْدَ هُدًى كَانُوا عَلَيْهِ إِلَّا أُوتُوا الْجَدَلَ] رواه الترمذي وابن ماجه وأحمد وهو في صحيح الجامع . ويكفي دافعاً لترك هذه الخصلة الذميمة قوله صلى الله عليه وسلم: [ أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا] رواه أبو داود وهو في صحيح الجامع .

20- التعلق بالدنيا، والشغف بها، والاسترواح إليها: فيتعلق القلب بالدنيا إلى درجة يحس صاحبه بالألم إذا فاته شيء من حظوظها كالمال والجاه والمنصب والمسكن، ويعتبر نفسه مغبوناً سيء الحظ لأنه لم ينل ما ناله غيره، ويحس بألم وانقباض أعظم إذا رأى أخاه المسلم قد نال بعض ما فاته هو من حظوظ الدنيا، وقد يحسده، ويتمنى زوال النعمة عنه، وهذا ينافي الإيمان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم[ لَا يَجْتَمِعَانِ فِي قَلْبِ عَبْدٍ الْإِيمَانُ وَالْحَسَدُ] رواه النسائي، وهو في صحيح الجامع .

21- أن يأخذ كلام الإنسان وأسلوبه الطابع العقلي البحت ويفقد السمة الإيمانية:حتى لا تكاد تجد في كلام هذا الشخص أثراً لنص من القرآن، أو السنة، أو كلام السلف رحمهم الله .

22-المغالاة في الاهتمام بالنفس مأكلاً ومشرباً وملبساً ومسكناً ومركباً: حتى يغرق في التنعم والترفه المنهي عنه كما في حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه لما بعث به النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، وأوصاه، فقال: [ إِيَّاكَ وَالتَّنَعُّمَ فَإِنَّ عِبَادَ اللَّهِ لَيْسُوا بِالْمُتَنَعِّمِينَ ] رواه أبو نعيم في الحلية واللفظ له وأحمد وهو في السلسلة الصحيحة.

خليجية

الايمان بين الزيادة والنقصان 2024.

الحمد لله الذي جعل لنا دينًا قيمًا ملة أبينا إبراهيم فقال جل وعز: ] ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ [ .
الحمد لله الذي ارتضى لنا الحنيفية السمحة فسمانا مسلمين وما جعل علينا في الدين من حرج.
الحمد لله الذي جعلنا أمة وسطًا، لنكون شهداء على الناس ويكون الرسول علينا شهيدًا.
الحمد الله الذي فطرنا على التوحيد فقال سبحانه: ] فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا [ .
اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك.. لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك عدد خلقك، ورضا نفسك، وزنة عرشك، ومداد كلماتك، نشهد أن الحق ما شرعته، والهدى ما حكمت به، ونشهد أن محمدًا عبدك ورسولك وصفيك من خلقك، رسم لنا بهديه منهجًا بينًا لا عوج فيه، وأضاء لنا الدروب قولًا وعملًا.

وبعد: أخواتي..
من سبل الخير التي يسرها الله لنا حلق الذكر ومجالس العلم، وما يحصل فيها من زيادة إيمان وترقيق قلوب، ولما فيها من ذكر الله، وغشيان الرحمة، ونزول السكينة، وحف الملائكة للذاكرين، وذكر الله لهم في الملأ الأعلى، ومباهاته بهم الملائكة.
ولكن:
ولكن ينقطع البعض عن هذه الحلق بسبب سفر أو إجازة أو ظرف من الظروف العائلية حتى نسمع الشكوى من قسوة القلوب وتردد عبارات (أحس بقسوة في قلبي) (لا أجد لذة للعبادة) (أشعر أن إيماني في الحضيض) (لا أتأثر بقراءة القرآن) (أقع في المعصية بسهولة) إلى غير ذلك.
ومما لا شك فيه أخواتي أن الابتعاد عن الأجواء الإيمانية مدعاة لضعف الإيمان في النفس يقول الله تعالى: ] أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ [ .
فدلت الآية الكريمة على أن طول الوقت في البعد عن الأجواء الإيمانية مدعاة لفتور النفس وتكاسلها عن الطاعات لافتقارها إلى الجو الإيماني الذي كانت تنعم في ظلاله وتستمد منه قوتها وعزيمتها، وهذا الابتعاد إذا استمر يخلف وحشة تنقلب بعد حين إلى نفرة من تلك الأجواء الإيمانية، فيقسو على أثرها القلب، ويظلم ويخبو فيه نور الإيمان وقد يؤدي إلى حدوث انتكاسة لدى البعض.
قال ابن مسعود عندما نزلت الآية: ما كان بين إسلامنا وبين أن عاتبنا الله بهذه الآية إلا أربع سنين.
ولهذا حذر رسول الله r من هذا المظهر فقال: «إن لكل عمل شرة، والشرة إلى فترة، فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى، ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد ضل» وفي رواية «فقد هلك».
وروي أبو هريرة – رضي الله عنه – عن النبي r أنه قال: «لكل شيء شرة ولكل شرة، فترة، فإن صاحبها سدد وقارب فارجوه، وإن أشير إليه بالأصابع فلا تعدوه.. » وقد استعاذ عليه الصلاة والسلام صباحًا ومساءً من العجز والكسل فقال: «اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل والبخل والجبن، وضلع الدين، وقهر الرجال»
قوله r « شرة» قال المناوي: (الشرة) الحرص على الشيء والنشاط فيه (ولكل شرة فترة) أي وهنًا وضعفًا وسكونًا.
يعني أن العابد يبالغ في العبادة أولًا، وكل مبالغ تسكن حدته وتفتر مبالغته بعد حين. قال المناوي: قال القاضي: المعني أن من اقتصد في الأمور سلك الطريق المستقيم واجتنب جانبي الإفراط (الشرة) والتفريط (الفترة).
(فارجوه) يعني أرجو الصلاح والخير معه.
(وإن أشير إليه بالأصابع فلا تعدوه) لا تعتدوا به ولا تحسبوه من الصالحين لكونه مرائيًا.
وقيل: هو داء يصيب العاملين يؤدي في أسوأ أحواله إلى الانقطاع بعد الاستمرار، وفي أحسن أحواله يظهر السكون والكسل والتراخي والتباطؤ بعد الحركة.
من الحديثين السابقين يتبين لنا أهمية الحديث عن هذه الظاهرة التي تسمى بالفتور – أو بضعف الإيمان – وتنبثق هذه الأهمية من خلال ما يأتي:
(1) أن الله ذم المنافقين: لتثاقلهم عن الصلاة وكسلهم فيها، وعن الإنفاق كراهية فقال سبحانه: ] وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلَا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ [ . وذمهم كذلك حين كرهوا الجهاد في سبيله: ] فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ [
وعاتب المؤمنين فقال: ] مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ [ والتثاقل هو الفتور بعينه.
(2) أن الكسل والفتور لا يختص بطائفة معينة من الناس: بل إنه يسري في الناس على مختلف طبقاتهم وأعمارهم وأحوالهم.
(3) ما للفتور من خطورة: حيث يؤدي بكثيرة من الناس إلى الانحراف ولا أدل على خطورته من كثرة استعاذة رسول الله r منه. وقد بين رسول الله r نوعين من الفتور: فمنه ما هو مستديم، ومنه ما هو طارئ (عارض):
أ) فأما المستديم: كأن يكون المرء دائم الكسل عن أداء الطاعات متثاقلًا عنها، لا يجد في نفسه رغبة عند أدائها وهذا سببه مرض في القلب، وقد يكون يحب هذه العبادات ويحزن إذا فاتته، ولكنه مستمر في كسله وفتوره تمر عليه الليالي وهو يريد قيام الليل وختم القرآن ولكنه لا يفعل، وهذا أخف درجة من الأول.
وهذه حال كثير من المسلمين الآن، وهذا النوع من الفتور هو الذي أشار إليه رسول الله r بقوله: «ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد ضل».
ب) وأما الفتور العارض: الذي لا يوقع في معصية ولا يخرج من طاعة – وهذا لا يسلم منه أحد – إلا أن الناس يتفاوتون فيه فهو الذي قصده رسول الله r : «فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى» .
* وهو الذي أبكى ابن مسعود – رضي الله عنه – في مرض موته لأنه أصابه في حال فترة ولم يصبه في حال اجتهاد.
* وهو الذي جعل حنظلة – رضي الله عنه – يظن النفاق في نفسه حين لقيه أبو بكر الصديق – رضي الله عنه – فقال: كيف أنت يا حنظلة ؟ قال: نافق حنظلة. لأنه حين يكون عند رسول الله r فيذكرهم بالنار والجنة حتى كأنهم رأي العين، فإذا خرجوا من عنده عافسوا الأزواج والأولاد والضيعات فنسوا كثيرًا.
يقول ابن القيم رحمه الله: فتخلل الفترات للسالكين أمر لازم لابد منه، فمن كانت فترته إلى مقاربة وتسديد، ولم تخرجه من فرض، ولم تدخله في محرم: رُجي له أن يعود خيرًا مما كان، مع أن العبادة المحببة إلى الله سبحانه وتعالى هي ما داوم العبد عليها.
ولذا: كان من حديث رسول الله r لعائشة حين سأل عن امرأة كانت عندها، قالت هذه فلانة تذكر من صلاتها.. قال: «مه، عليكم بما تطيقون فوالله لا يمل الله حتى تملوا وكان أحب الدين إليه ما دام عليه صاحبه».
قال الإمام النووي شارحًا الحديث: فيه الحث على الاقتصار في العبادة، والنهي عن التعمق، والأمر بالإقبال عليه بنشاط، وأنه إذا فتر فليعقد حتى يذهب الفتور.
من صور الفتور
الصورة الأولى:
السرف ومجاوزة الحد في تعاطي المباحات والاهتمام الزائدة بالدنيا، والدنيا حلوة خضرة فقلَّ أن ينجو منها من وقع فيها، لذلك لما سئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن بعض المباح قال رحمه الله: (هذا يتنافى مع أصحاب الهمم العالية ولذلك قيل (همك على قدر ما يهمك، خواطرك من جنس همك) فاهتمامات الإنسان عنوان على ما في داخله من عزم أو خور.
الصورة الثانية:
وهي نتيجة للصورة الأولى تبدأ بالتكاسل عن أعمال الخير والعبادات، مع ضعف وثقل أثناء أدائها ثم يقسو القلب فلا يعود يتأثر بالقرآن، وبالمواعظ، حتى يصل من قسوة قلبه ألا يتأثر بموت ولا ميت.
وأعظم من ذلك عدم تأثره بآيات الله وهي تتلى عليه.
ويصل الفتور إلى درجة أبعد إذا ألف الوقوع في المعاصي والذنوب وقد يصر على بعضها ولا يحس بخطورة ما يفعل وهو يقول هذه صغيرة وتلك أخرى وهلم جرا، وقد يصل به الأمر إلى المجاهرة.
وأود أن أشير إلى أن هناك فرقًا بين الفتور والانحراف، ولكن الفتور قد يصل بصاحبه إلى الانحراف إن لم يتداركه الله بمنة منه وفضل.
الصورة الثالثة:
ومما يترتب على الصورة الثانية من المظاهر الغلو في الاهتمام بالنفس مأكلًا ومشربًا وملبسًا ومركبًا، فبعد أن كان لا يلقي لهذه الأشياء بالا إلا في حدود ما شرع الله إذا هو ينفق الوقت والمال والاهتمام بأمور كمالية، فتضيع الأوقات بما لا ينفع. قال تعالى: ] يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ [ .
الصورة الرابعة:
ومع ظهور الصورتين الثانية والثالثة تظهر صورة رابعة هي جد خطيرة، ألا إنها انطفاء الغيرة وضعف جذوة الإيمان وعدم الغضب إذا انتهكت محارم الله، فيرى المنكرات ولا تحرك فيه ساكنًا، وقد يكتفي بالحوقلة والاسترجاع إن كان فيه بقية من غيرة.
ومن يَهُن يسهلِ الهوان عليه

ما لجرحٍ بميّتٍ إيلامُ

الصورة الخامسة:
انفصام عرى الأخوة بين المتحابين وضعف العلاقة بينهم، وقد ورد عنه r أنه قال: «ما تواد اثنان في الله عز وجل، أو في الإسلام فيفرق بينهما أول ذنب وفي رواية: ففرق بينهما إلا بذنب يحدثه أحدهما».
فيا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك واجعلنا من المتحابين في جلالك: ] الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ [ .
الصورة السادسة:
ومن الصورة الخفية للفتور: الاهتمام بالحوار العقلي في تفنيد شبه الملاحدة والعلمانيين، والاكتفاء بالترف العلمي على حساب الهمم والحركة ودون عمل يفيد الأمة وبالتالي ضياع الوقت وعدم الإفادة منه، وتزجيته بما لا يعود عليه بالنفع.
أسباب الفتور والعلاج
للفتور أسباب كثيرة ومتنوعة إذا سلم المسلم من بعضها فقل أن يسلم من بعضها الآخر، وسأذكر مع كل سبب العلاج لما له من وقع خاص وتأثير لا ينكر وإذا عرف السبب بطل العجب، «وما أنزل الله من داء إلا وأنزل له دواء»:
1) عدم الإخلاص أو عدم مصاحبته: قال تعالى: ] وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ [ ، والإخلاص يدفع المسلم إلى الجد الاجتهاد وعدم الملل والسآمة، أما إذا ضعف الإخلاص أو دب الرياء فسرعان ما يخبو الحماس وتضعف العزيمة، وأنبه هنا إلى حالتين مهتمين في عدم الإخلاص وهو:
أ) إما أن يكون أساس العمل غير مقرون بالإخلاص كما قيل:
صلى المصلي لأمر كان يطلبه

فلما انقضى لا صلى ولا صاما

ب) أن يكون أساس العمل خالصًا ثم طرأت عليه صوارف أضعفت الإخلاص. (رياء – سمعة – حب جاه – طلب دنيا)، لذلك وجب على المسلم تعاهد إخلاصه وتجديده، عند كل عمل يرجو به وجه الله فهذا أبقى وأنقى.
2) ضعف العلم الشرعي: والجهل داء قاتل، فكلما ضعف العلم الشرعي كان صاحبه أكثر عرضة لأن يصاب بداء الفتور فهو لا يعلم الأثر المترتب على العمل مما يضعف من عزيمته، قال تعالى: ] قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ [ . وقال تعالى: ] إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ [ .
والعلم نور يرفع صاحبه إلى الدرجات العلا، قال تعالى: ] يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ [ وعلى قدر زيادة علم المرء تزداد معرفته بالله وبحقه وما أعده للعاملين، ولذلك كان فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، والعلاج بالمواظبة على الدروس والمحاضرات وحلق الذكر.
3) غلبة هم الدنيا على هم الآخرة: حتى يصبح القلب عبدًا لها والرسول r يقول: «تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم».
نرقع دنيانا بتمزيق ديننا
فلا ديننا يبقى ولا ما نرقع من وجد لذته وسلواه في الدنيا وحطامها نسي الآخرة أو كاد، فيضعف الإيمان شيئًا فشيئًا حتى تصبح العبادة ثقيلة ومن ثم يدب الفتور. وعلاج هذا المظهر إنما يكون: بقصر الأمل.

يقول ابن القيم رحمه الله: ومن أعظم ما فيها هذه الآية: ] أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ * ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ * مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ [ وقوله تعالى: ]كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ [ فهذه كل الدنيا.
قال بعض السلف لرجل : صل بنا الظهر، فقال الرجل: إن صليت بكم الظهر لم أصل بكم العصر. كذلك التفكر في حقارة الدنيا قال تعالى: ]وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ [ يقول: r : «إن مطعم ابن آدم قد ضرب للدنيا مثلًا، فانظر ما يخرج من ابن آدم وإن قزحه وملحه، قد علم إلى ما يصير».
4) الحياة في الأجواء الفاسدة ومن ثم الوقوع في المعاصي والمنكرات: كأن يعيش في وسط يعج بالمعاصي ويتفاخرون بالآثام. إن هذا المجتمع الصغير الذي يحيط بالمسلم يضعفه وقد لا يستطيع المقاومة فيدب الفتور إلى أوصاله، ويسري التراخي إلى عبادته وأعماله. ومن ثم الوقوع في المعاصي والمنكرات التي تكون بمثابة أثقال معنوية في الدنيا تثقل قلب صاحبها ونفسه، وهي يوم القيامة أثقال حسية قال تعالى: ]وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ [ . ولا يتوقف أثر المعاصي على الفتور فحسب، بل تؤدي في غالب الأحيان إلى الانحراف.
5) صحبة ذوي الإرادات الضعيفة والهمم الذاتية: وهذا السبب وإن خالف في مفهومه السبب السابق فقد يحاول المسلم الابتعاد عن الأجواء الفاسدة، ولكنه يصحب ذوي الهمم الضعيفة والعزائم الواهنة، فلا يحس بأثرهم عليه ويضعف شيئًا فشيئًا حتى يتلاشى نشاطه أو تكاد تفتر همته وتخبو عزيمته.
لا تصحب الكسلان في حالاته
كم صالح بفساد آخر يفسدعدوي البليد إلى الجليد سريعة كالجمر يوضع في الرماد فيخمد

6)عدم وضوح الهدف: الكثير من الناس يطلبون العلم، أو يدعون إلى الله، ونلحظ منهم نشاطًا وجدية حتى قد يحتقر الإنسان نفسه عند هؤلاء. ثم نفاجأ بأنهم لم يعودوا كما كانوا، ولو دققنا النظر لوجدنا من أهم الأسباب التي أوصلتهم إلى هذه الحالة أنهم كانوا يعملون دون أهداف واضحة فقد تكون فترة طفرة أو حماس بعد سماع محاضرة أو قراءة كتاب أو تأثير صديق، لذلك سرعان ما ينقطعون.
7) العقبات والمعوقات: قد يكون في طريق بعض السالكين مثبطات وعقبات تعيق السير إلى الله بجد وعزيمة، ولهذا ركز القرآن الكريم على هذه القضية تبصيرًا للسائرين وتثبيتًا للعالمين قال تعالى: ]أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ [ والآيات في هذا الباب كثيرة جدًّا.
والأحاديث تؤكد هذه الحقيقة وتجليها، منها حديث خباب عندما جاء إلى رسول الله r وهو متوسد بردة في ظل الكعبة فقال: ألا تدعو لنا؟ ألا تستنصر لنا؟ فقال: «إن الرجل قبلكم كان يمشط بأمشاط الحديد ما دون عظمه من لحم وعصب. ويُنشر بالمنشار فرقتين ما يصرفه ذلك عن دينه، والذي نفسي بيده ليظهرن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون».
8) الفردية: الإسلام دين جماعي لا مكان للفردية فيه. ولا أقصد هنا بعض العبادات الخاصة كقيام الليل والنوافل وإنما باعتبار الغالب. كصلاة الجماعة للرجال، وأما الزكاة فإنما هي تعبير عن تضامن جماعي بين الأغنياء والفقراء، والصيام، والحج، حتى في الأمور المألوفة عند الناس، كالنسل فهو نتاج تزاوج وتصاهر ونسب، مع أن الله قادر على أن يخرج النسل من أحدهما دون الآخر كما خلق حواء من آدم، وأخرج عيسى من مريم.
وحتى في أمور العادات حث الرسول rعلى أدائها جماعية كالأكل حيث قال: «اجتمعوا على طعامكم يبارك لكم فيه» والسفر حيث قال: «والثلاثة ركب» والآيات تؤصل هذا الباب قال تعالى: ] وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا [ والجماعة هي الأصل قال r : «عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، ومن أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة».
قال علي بن أبي طالب: (كدر الجماعة خير من صفوها) وهي الطائفة المنصورة والفرقة الناجية وهي من كان على مثل ما كان عليه رسول الله r وأصحابه. من شذَّ عن هذا الأصل العظيم، وآثر الفردية، أو حياة التفرد، فإنه منقطع أثناء الطريق، وستخور قواه، وتضعف عزيمته وتتكالب عليه شياطين الإنس والجن ويكون كالمنبت الذي لا أرضًا قطع، ولا ظهرًا أبقى، وصدق رسول الله r حيث قال: «إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية».
9) الجهل بفقه الأولويات: إن عدم إدراك فقه الأولويات يجعل المرء في حيرة من أمره، فتتزاحم أمامه مجموعة من المصالح والأهداف يصعب عليه القيام بها جميعًا فيقدم هذه ويؤخر تلك دون ضابط أو قيد، ومن ثم تنشأ عن هذه مجموعة من المشكلات تصيبه بالفتور مما يلهيه بالمفضول والمرجوح، ليبدأ بالتخلص من الفاضل وتنقلب عنده الأسس والموازين، كمن يتحرز من رشاشة النجاسة، ولا يتحاشى من غيبة وبهتان، أو يكثر من الصدقة ولا يبالي بمعاملات الربا، أو يتهجد بالليل ويؤخر الفريضة عن الوقت.
10) ضعف التربية: فهي الحقيقة التي لا يمكن إنكارها، وهي أن هناك ضعفًا ظاهرًا في تربية رجال الأمة ومن ثم شبابها ونسائها، وأصبح التدين مظهرًا عامًا في داخله دخن عند كثير من المؤمنين، فالصلة بالله ضعيفة، والعلم قليل، والتجربة محدودة، بينما المشاعر فياضة، والحماس طاغ وقد يرى الناظرين كالسراب يحسبه الظمآن ماءً حتى إذا جاءه لم يجده شيئًا إلا من عصم الله ووفق وثبت.
وهناك إشارات يجب الإشارة إليها في باب ضعف التربية:
ضعف البدايات: حيث تخلو التربية من الأصول والمنهج السليم بل تعتمد على العواطف والعلاقات الشخصية التي لا يمكن أن تورث ثباتًا. فصفاء الانتهاء من صفاء الابتداء ومن يقصر في البدايات يذهل عن الغايات، والعلاج يكون أحيانًا بتذكر أوقات البداية وجمع الهمة على السير إلى الله، فالسائر تعرض له فترة فيشتاق في تلك الفترة إلى حالة وقت الطلب والاجتهاد.
هذا أبو بكر الصديق – رضي الله عنه – يمر على رجل وهو يبكي من خشية الله فيقول: (هكذا كنا حتى قست قلوبنا).
أ) ضعف الثقة بالنفس والخوف من الفشل.
ب) الغفلة عن مبدأ الثواب والعقاب.
ج) التعنيف في المحاسبة وتضخيم الأخطاء وكثرة العتاب.
د) الإمعة والتقليد والسلبية.
وأخيرًا لا شك أن التربية المتوازنة المستقاة من الكتاب والسنة اللذين هما المنهج الشامل المتكامل الذي يربي المسلم التربية الجيدة ويبني الشخصية القوية في انطلاقها، القادرة على الاستمرار، البعيدة عن التراجع والاضطراب، وكلما كانت التربية أشمل وأكمل كانت أبقى وأنقى وأدوم، ومع قدر الخلل يكون التقصير.لقد ربى رسول الله r صحابته خير تربية عرفتها البشرية ولم يكن هذا بالأمر السهل والهين، بل مكث سنوات طويلة في مكة وبعد ذلك في المدينة يتعاهد صحابته ويربيهم على عينه حتى تخرج على يديه الكريمتين تلك الصفوة المباركة التي ما عرف التاريخ مثلها.
واجهوا المشكلات والعقبات فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ذلوا وما استكانوا.
11) عدم الواقعية: وهو عدم التناسب بين الإمكانات الذاتية وبين مقدار العطاء من عبادة، وعلم، ودعوة. وهذه قد يكون منشؤها الفرد، وقد يكون المجتمع الذي يعيش فيه ومن هذه الأمثلة:
أ) الغلو والتشدد.
ب) الحماس الزائد لطلب العلم أو الدعوة إلى الله مع إهمالٍ لحق الأهل والبيت أو التقصير بحق النفس من النوم والطعام ومتطلبات الجسد.
ج) عدم تناسب الأهداف مع ظروف الزمان أو المكان.
د) الفوضوية في طلب العلم والبداية بحماس دون النظر إلى بداية الطريق من أوله وعلو السلم من أسفله.
هـ) الفتور في علاج الفتور.
من الأسباب عدم استشعار خطورة الفتور والتقصير في علاجه، فالفتور مرض من الأمراض تكون بداياته غالبًا يسيرة فإذا ما تساهل فيه المسلم ولم يبادر إلى علاجه والبحث عن أسبابه سرعان ما يزداد ويتأصل ويصبح علاجه أشد وأقسى، ويحتاج إلى جهد مضاعف ووقت أطول، ولنتذكر حديث المصطفى r في أول المحاضرة «إن لكل شيء شرة».
12) أمراض القلوب: كالحسد، وسوء الظن، والغل، مما يشغل المرء بالخلق عن الخالق لذلك امتن الله على نبيه r بأن شرح له صدره، ووصف أهل الجنة فقال تعالى: ] وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا [ وأثنى على المؤمنين الذين يقولون في دعائهم: ]وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا

13) التقصير في العبادة: أو النظر إلى ما هو دونه في الطاعة والعبادة والدعوة.
14) أحاديث النفس ووساوس الشيطان:
فهذه مجموعة من أسباب الفتور وبعض طرق علاجها، وبقي أن نشير إلى أهم وسيلة من سبل العلاج ولهذا أفردتها وأخرتها ألا وهي:
تعاهد الإيمان وتجديده:
فإن قضية الإيمان ليست أمرًا على هامش الوجود، يجوز لنا أن نغفل أو نستخف بها، كيف وهي أمر يتعلق بوجود الإنسان ومصيره؟
إنها سعادة الأبد أو شقوته، إنها لجنة أبدًا أو لنار أبدًا فكان لزامًا على كل ذي عقل أن يفكر فيها.
مثال هذا القصة التي رواها الإمام مسلم في صحيحه برهانًا مبينًا على مبلغ أثر الإيمان ذلك أن رجلًا كان ضيفًا على النبي r فأمر له بشاة فحلبت، فشرب حلابها، ثم أمر بثانية فشرب حلابها، ثم بثالثة فرابعة حتى شرب حلاب سبع شياه، وبات الرجل، وتفتح قلبه للإسلام، فأصبح مسلمًا، معلنًا إيمانه بالله ورسوله، وأمر الرسول له في الصباح بشاة فشرب حلابها ثم أخرى لم يستتمه، وهنا قال الرسول r كلمته المأثورة: «إن المؤمن ليشرب في معي واحد والكافر ليشرب في سبعة أمعاء».
والشاهد من الحديث أن الإيمان الجديد أشعر الرجل بغاية ورسالة، وفروض وواجبات، ونفذ ذلك إلى أعماقه نفوذًا. وليست هذه حادثة فردية، أو واقعة شاذة، فهل يمكن أن ننكر أو ننسى ما فعله الإيمان بأمة العرب جميعًا؟
* هذا الإيمان: الذي جعل عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – ينتقل من جاهلية عبد فيها صنمًا من الحلوى ثم أكله، ووأد بنتًا له في الجب –كانت تمسح الغبار عن لحيته وهو يحفر لها مكانها في التراب– إلى الإسلام – حتى يقطع شجرة الرضوان التي بايع النبي r أصحابه يوم الحديبية تحتها خشية أن يطول الزمن بالناس فيقدسونها.
* هو الإيمان الذي جعل الخنساء التي فقدت أخاها لأبيها (صخرًا) فملأت الآفاق عليه بكاءً وعويلًا، وشعرًا حزينًا، ثم هي بعد الإيمان امرأة أخرى، تقدم فلذات أكبادها إلى الميدان أي إلى الموت راضية مطمئنة بل محرضة دافعة… فقالت مقولتها الشهيرة: الحمد لله الذي شرفني بقتلهم، وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته.
الإيمان حقيقة يقينية قاطعة، وقوة مؤثرة عجيبة، وهو أساس الخير، ومنبع العزة، ومصدر الكرامة، ولا توجد إلا معه ولا تتولد الكرامة إلا منه، الإيمان نور، وهدى، ونعمة غامرة من أجل نعم هذه الحياة، الإيمان هو الوجود وهو الحياة.
الإيمان منحة ربانية وفيض إلهي غامر، ونور هادٍ مضيء، الإيمان زينة جميلة حبيبة لطيفة، يهبها الله سبحانه لعبادة المؤمنين: ] حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ [ .
إن الإيمان على قوته ومتانته أشبه ما يكون بالشجرة التي تغرس في الأرض فإذا أراد لها صاحبها حياة قوية وثمرًا وعطاء فلا بد أن يتعاهدها منذ غرسها، وأن يهيئ لها الوسط الملائم والتربة الخصبة، وأن يبعد عنها الشوائب الضارة، وأن يديم خدمتها حتى تضرب جذورها في أعماق الأرض وتمد فروعها في السماء… ثم تقدم ثمرًا طيبًا وعطاء نافعًا… إنها لا تعطيه إلا بعد ما يعطيها، ولا تمنحه إلا بعد ما يمنحها، ولا تقدم له زادًا إلا بعد ما يقدم لها زادها.
وهكذا طبيعة الحياة خدمة متبادلة وعطاء متبادل وهكذا الإيمان الراسخ النامي، الذي يرسخ جذوره في قلب المؤمن ويثمر ثمارًا يانعة هي الطاعات والحسنات ويعطي ظلالًا وارفه هي الطمأنينة والرضا والسكينة.
الإيمان يزيد في قلب وحياة صاحبه، يزيد ويزيد حتى يملأ من صاحبه قلبه ووجوده ويكون نورًا يضيء له حياته، ويكون هو قد تمثل الإيمان عمليًّا في حياته، وتجسد الإيمان به وحل كيانه؛ كلامه إيمانه، نومه ويقظته إيمان، حركته وسلوكه إيمان، أنفاسه ودقات قلبه إيمان، خواطره وخيالاته إيمان… أو قل إنه إيمان.
وبما أن الله عز وجل قدر للإيمان أن يتأثر بالظروف والملابسات والأجواء المحيطة به وبصاحبه كما قال رسول الله r : «إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب، فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم».
وفي حديث آخر قال رسول الله r : «ما من قلب إلا وله سحابة كسحابة القمر، بينما القمر مضيء إذ علته سحابة فأظلم، إذا تجلت عنه فأضاء».
يعني بذلك أن الإيمان يبلى في القلب كما يبلي الثوب إذا اهترأ وأصبح قديمًا وكذلك القلب يعتريه في بعض الأحيان سحابة من سحب المعصية فيظلم فتحجب نوره فيبقى الإنسان في ظلمة ووحشة، فإذا سعى لزيادة إيمانه واستعان بالله عز وجل انقشعت تلك السحب وعاد نور قلبه يضيء كما كان يقول بعض السلف: من فقه الإيمان أن يتعاهد العبد إيمانه، وما ينقص منه، ومن فقه العبد أن يعلم أيزداد إيمانه أم ينقص؟ وإن من فقه العبد أن يعلم نزعات الشيطان أني تأتيه؟.
ومما يزيد الإيمان أمور عدة أسردها سردًا:
(1) كثرة العبادات وتنوعها: والمحافظة على الفروض والسنن والنوافل وتعاهد الخشوع فيها (صلاة، صيام، صدقة)لأن هذا الإيمان يعطي القلب نفحات إيمانية، ودفعات قوية، وزادًا في الطريق.
(2) مراقبة الله والإكثار من ذكر: فالله ناظر إليك فلا تجعله أهون الناظرين إليك، ومن هنا تتولد استشعار عظمته سبحانه وتولد الخوف والخشية والمحبة والرجاء.
(3) كثرة الذكر: والمحافظة على الأذكار الواردة صباحًا ومساءً وفي كل حال: يقول ابن القيم: إن الذكر يعطي الذاكر قوة، حتى إنه ليفعل مع الذكر ما لم يطق فعله بدونه.
وخص رسول الله r ذكرًا يعين كثيرًا فقال لأبي موسى الأشعري: «يا عبد الله بن قيس قل لا حول ولا قوة إلا بالله فإنها كنز من كنوز الجنة».
قال ابن القيم: وهذه الكلمة لها تأثير عجيب في معاناة الأشغال الصعبة وتحمل المشاق والدخول على الملوك، ومن يخاف ركوب الأهوال.
(4) تدبر القرآن العظيم: والتفاعل مع الآيات الكونية.
(5) تذكر منازل الآخرة.
(6) مناجاة الله: والانكسار بين يديه.
(7) محاسبة النفس: في تجديد الإيمان قال تعالى: ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ [ .
وختامًا: فإن دعاء الله عز وجل من أقوى الأسباب التي ينبغي على العبد أن يبذلها.
اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلا أن تجدد الإيمان في قلوبنا.
اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين.
اللهم إنا نعوذ بك من العجز والكسل والجبن والهرم والبخل، وثبتنا وثقل موازيننا، وحقق إيماننا، وارفع درجتنا، ونسألك الدرجات العلا من الجنة.آمين..

المراجع
(1) كتاب الفتور، ناصر العمر.
(2) كتاب ظاهرة ضعف الإيمان، محمد المنجد.
(3) كتاب الإيمان والحياة، القرضاوي.
(4) كتاب في ظلال الإيمان، صلاح الخالدي.

ربي يعطيك العافية..
بارك الله فيك

الايمان بالعرش 2024.

تعريف العرش:

معنى "عرش" في اللغة:

قال ابن فارس (395 هـ) : ( «عرش» العين والراء والشين أصل صحيح واحد، يدل على ارتفاع في شيء مبني، ثم يستعار في غير ذلك) (1)

والعرش في كلام العرب يطلق على عدة معان منها:

– سرير (2) المَلِك:
قال الخليل الفراهيدي (170 هـ) : (العرش: السرير للمَلِك.) (3)
وقال أبو منصور الأزهري (370 هـ) : "والعَرش في كلام العرب: سرير المَلِك، يدلُّك على ذلك سرير مَلِكة سبأ، سمَّاه الله- جل وعز- عرشًا فقال:{إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ} [النمل، آية: 23] (4)
وفي حديث بدء الوحي: قال النبي صلى الله عليه وسلم ”ثُمَّ نُودِيتُ فَنَظَرْتُ فَلَمْ أَرَ أَحَدًا ثُمَّ نُودِيتُ فَرَفَعْتُ رَأْسِى فَإِذَا هُوَ عَلَى الْعَرْشِ فِى الْهَوَاءِ -يَعْنِى جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ- “ [صحيح البخاري] أي رأى جبريل على سرير في الهواء.

– سقف البيت:
قال الخليل: (وعرش البيت: سقفه.) (5)
قال ابن فارس: (ويُقال لسقف البيت: عَرش. قال الله تعالى: {أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا} [البقرة : 259]، والمعنى أنّ السقف يسقُط ثم يَتهافت عليه الجُدرانُ ساقطةً.) (6)

– قِوامُ أمرِ الرجُل:
قال الخليل: (وعَرشُ الرجل: قِوامُ أمرِه، وإذا زال عنه ذلك قيل: ثُلَّ عرشُه.) (7)
وقال الجوهري (393 هـ) : (وقولهم ثل عرشه: أي وهى أمره وذهب عزه.) (8)

وغير ذلك من المعاني.
وكل معنى من تلك المعاني يتحدد بحسب ما أُضيف إلى الكلمة، أي بحسب سياق الكلام.

عرش الله عز وجل

وعرش ربنا عز وجل المذكور في القرآن في آيات كثيرة كقوله تعالى:
{وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ * ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ} [البروج : 14 ، 15]
وقوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه : 5] وغيرها من الآيات
فقد بيَّن أهل العلم أن معناها هو: السرير.

قال ابن قتيبة (276 هـ) عند الرد على متأولي العرش : (وطلبوا للعرش معنى غير السرير، والعلماء باللغة لا يعرفون للعرش معنى إلا السرير وما عرش من السقوف وأشباهها.) (9)
قال ابن جرير الطبري (310 هـ) في تفسير قوله تعالى: (وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ) [الزمر : 75] : (يقول تعالى ذكرُه: وترى يا مُحمد الملائكة مُحْدِقين مِن حولِ عرشِ الرحمن، ويعني بالعرش: السرير.) (10)
وقال: ({ذُو الْعَرْشِ} [غافر : 15] . يقولُ: ذو السرِير المُحيط بما دونه.) (11)
قال محمد الكرجي القصّاب (360 هـ) : (وأن عرش الله أيضا – جل جلاله- هو سريره الذي استوى عليه لا العلم كما يزعم الجهلة من الجهمية.) [نكت القرآن للقصاب (ج1 ص626)]
قال البيهقي (458 هـ) بعد ذكر قوله تعالى: {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ} [الحاقة : 17] : (وأقاويل أهل التفسير على أن العرش هو السرير، وأنه جسم مجسم، خلقه الله تعالى وأمر ملائكته بحمله وتعبدهم بتظيمه والطواف به، كما خلق في الأرض بيتا وأمر بني آدم بالطواف به واستقباله في الصلاة.) (12)
وقال: (قال الله تبارك وتعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه : 5] والعرش هو السرير المشهور فيما بين العقلاء.) (13)
قال أبو المظفر السمعاني (489 هـ) في تفسيرقوله تعالى: {قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} [المؤمنون : 86] : (أي: السرير الضخم.) (14)
قال أبو محمد البغوي (510 هـ) في تفسير قوله تعالى: {فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ} [المؤمنون : 116] : (يعني السرير الحسن.) (15)
وقال في تفسير قوله تعالى {ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ} [البروج : 15] : (قرأ حمزة والكسائي: "المجيدِ" بالجَر، على صفة العرش أي السرير العظيم.) (16)
قال أبو عبد الله القرطبي (671 هـ) : (والعرش مخلوق عظيم شريف كريم ليس فوقه مخلوق. يلي صفحته العُليا العَدَم. ويلي صفحته السُّفلى الجنة. فإنه سقفها، كما في حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم وفيه «فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة وفوقه عرش الرحمن ومنه تنفجر الجنة) خرجه البخاري وابن ماجه وغيرهما.) (17)
قال ابن كثير (774 هـ) في مقدمة كتابه "البداية والنهاية" : (ورَفَع السماوات بغير عَمَدٍ، وزيَّنها بالكواكب الزَّاهِرَات، وجعل فيها سِراجًا وقمرًا منيرًا، وسوَّى فوقهُنَّ سَرِيرًا، شَرْجَعًا (18) عاليًا مُنِيفًا مُتَّسِعًا مُقَبَّبًا مُستَديرًا، هو العرش العظيم، له قوائِمُ عِظامٍ، تحمِلُه الملائكة الكرام) (19)

أما تفسير بعض الفرق المبتدعة للعرش بأنه المُلْك، وأنه السماوات والأرض وكل خلق الله، فقد رد عليه الإمام الحافظ عثمان الدارمي (280 هـ) فقال في كتابه "الرد على الجَهميَّة" في «باب الإيمان بالعرش» :
(وما ظَنَنَّا أنَّا نضطر إلى الاحتجاج على أحد ممن يدعي الإسلام في إثبات العرش والإيمان به حتى ابتلينا بهذه العصابة الملحدة في آيات الله فشغلونا بالاحتجاج لما لم تختلف فيه الأمم قبلنا وإلى الله نشكو ما أوهت هذه العصابة من عرى الإسلام وإليه نلجأ وبه نستعين.)
ثم قال: (فادعت هذه العصابة أنهم يؤمنون بالعرش ويقرون به لأنه مذكور في القرآن فقلت لبعضهم ما إيمانكم به إلا كإيمان {الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ} [المائدة : 41] وكالذين {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُون}َ [البقرة : 14]، أتقرون أن لله عرشا معلوما موصوفا فوق السماء السابعة تحمله الملائكة والله فوق كما وصف نفسه بائن من خلقه ؟ فأبَى أن يقر به كذلك، وتردد في الجواب، وخلط ولم يُصرِّح … فقال لي زعيم منهم كبير: لا، ولكن لما خلق الله الخلق، يعني السموات والأرض وما فيهن، سمَّى ذلك كله عرشا له واستوى على جميع ذلك كله.
قلتُ: لم تَدَعُوا مِن إنكار العرش والتكذيب به غاية، وقد أحاطت بكم الحُجج من حيث لا تدرون، وهو تصديق ما قلنا إن إيمانكم به كإيمان {الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ} [المائدة : 41]. فقد كَذَّبَكم الله تعالى به في كتابه، وكذَّبكم به الرسول صلى الله عليه وسلم. أرأيتم قولكم: إن عرشه سماواته وأرضه وجميع خلقه، فما تفسير قوله عندكم: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ} [غافر : 7] ؟ أحَمَلَةُ عرش الله أم حَمَلةُ خلقه ؟ وقوله{وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ} [الحاقة : 17] أيحملون السموات والأرض ومن فيهن أم عرش الرحمن ؟ فإنكم إن قلتم قولكم هذا، يلزمكم أن تقولوا: عرش ربك خَلْقُ ربك أجمع، وتُبطِلون العرش الذي هو العرش، وهذا تفسير لا يشك أحد في بُطوله واستِحالَته، وتكذيب بعرش الرحمن تبارك وتعالى.
فقال الله تبارك وتعالى {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء} [هود : 7] وقال رسول الله: ”كان الله ولم يكن شيء قبله، وكان عرشه على الماء“ [صحيح البخاري] ففي قول الله تعالى، وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم دلالة ظاهرة، أن العرش كان مخلوقا على الماء، إذ لا أرض ولا سماء، فَلِمَ تُغالِطُون الناس بما أنتم له مُنكِرون ؟! ولكنكم تُقِرّون بالعرش بألسنتكم تحَرُّزًا من إكفار الناس إيّاكم بِنَص التنزيل، فتُضرَبَ عليه رِقابُكُم، وعند أنفسكم أنتم به جاحدون. ولعمري لئن كان أهل الجهل في شكٍّ من أمْرِكُم، إن أهل العلم من أمركم لَعَلَى يقين.)
ثم ذكر مجموعة من الأحاديث وقال: (ففي ما ذكرنا من كتاب الله عز و جل، وفي هذه الأحاديث بَيَانٌ بَيَّن أن العرش كان مخلوقا قبل ما سواه من الخلق وأن ما ادَّعى فيه هؤلاء المعطلة، تكذيبٌ بالعرش وتخرصٌ بالباطل، ولو شئنا أن نجمع في تحقيق العرش كثيرا من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين لجَمَعنا. ولكن عَلِمنا أنه خَلُص عِلْم ذلك والإيمان به إلى النساء والصبيان إلَّا إلى هذه العصابة الملحدة في آيات الله، طَهَّر الله منهم بلاده وأراح منهم عباده.) (20)

الإيمان بالعرش:

قال خُشَيش بن أصرم (253 هـ) في كتابه "الاستقامة" : (من كفر بآية من كتاب الله فقد كفر به أجمع، فمن أنكر العرش فقد كفر به أجمع، ومن أنكر العرش فقد كفر بالله، وجاءت الآثار بأن لله عرشا وأنه على عرشه.) (21)
قال أبو جعفر الطحاوي (321 هـ) في عقيدته المشهورة : (والعرش والكرسي حق)
قال ابن أبي زَمَنِين (399 هـ) : «باب في الإيمان بالعرش» قال: (ومِن قول أهل السنة: أن الله عز وجل خَلق العرش واختصه بالعلو والارتفاع فوق جميع ما خَلَق، ثم استوى عليه كيف شاء، كما أخبر عن نفسه في قوله: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى * لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى} [طه: 5 ، 6] وفي قوله: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا} [الحديد : 4]، فسبحان مَن بَعُدَ فلا يُرى، وقرُب بِعِلمِه وقدرته فسَمِع النَّجوى.) (22)

صفة العرش:

ما يلي بعض صفات العرش:
1. خلق الله عرشه على الماء:
قال الله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} [هود : 7]
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ”كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ قَبْلَهُ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ ثُمَّ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ“ الحديث [صحيح البخاري]

2. أنه سقف الجنة:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ”فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَسَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الْجَنَّةِ وَأَعْلَى الْجَنَّةِ وَفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ“ [صحيح البخاري، ومسند أحمد وغيرهما]

3. أنه فوق السماوات، فوق جميع المخلوقات:
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: «بين سماء الدنيا والتي تليها مسيرة خمس مئة عام وبين كل سماءين مسيرة خمس مئة عام وبين السماء السابعة وبين الكرسي مسيرة خمس مئة عام وبين الكرسي وبين الماء مسيرة خمس مئة عام والعرش فوق الماء والله تبارك وتعالى فوق العرش وهو يعلم ما أنتم عليه» إسناده حسن. (23)

4. له قوائم:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ”النَّاسُ يَصْعَقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يُفِيقُ فَإِذَا أَنَا بِمُوسَى آخِذٌ بِقَائِمَةٍ مِنْ قَوَائِمِ الْعَرْشِ فَلَا أَدْرِي أَفَاقَ قَبْلِي أَمْ جُوزِيَ بِصَعْقَةِ الطُّورِ.“ [صحيح البخاري]

5. له حَمَلة من الملائكة يحملونه:
قال الله تعالى: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ} [غافر : 7]
وقال سبحانه: {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ} [الحاقة : 17]

يسعدك ربي
أبدعتي فـ طرحك

كرم الايمان 2024.

تزف عروس الاسلام على ايقاع كرم الايمان
………………………… ………………………… ………تتحاشى بريق وزيف ركود الوديان
تمر على جسر المحبة وفي قلبها كل الاشجان
………………………… ………………………… ………..رحلة حياتها تنقل على ايقاع كل الاوطان
ان نظرت اليها خلتها زهرة من ازهار الاقحوان
………………………… ………………………… ………….غير انها مرت هنالك تحت شجر غض الافنان
قد تكون كلماتي بعثرت هنا دون ميزان
………………………… ………………………… ..ليتها تقرا وتصفف وتلون مسامعكم بالوان
اولى مشاركاتي هنا زخة في جنان
………………………… ………………………… جنان نصف المجتمع خلقها الرحمان
………………………… ………………………فطو بى لمن اكرمها وجعلها ملئ الاجفان

بقلم كرم الايمان فاقبلوها مني

تسلم يمين كاتبتها ..

ماننحرم من قلمك المبدع .. وجديدك المميز ..

تقبلي زحلطتي ..

الله يسلمك اسعدني مرورك
كانت اولى مشاركاتك (كرم اليمان)
وفخرا اجعل اولى بصماتي خلف الاحلام

كلمات تنبع رقة وشوق وحنان
وهدوء نسبي يتراوح من خلفه زين الاقلام

فلتدم كلماتك دوما بذاك الصدح الرنان
وليكن الى الجنة دوما سير الاقدام

اختك ماجدة

اختي ماجدة زادة كلماتك نحتا على الذاكرة
ذاكرة رسمت بانامل باردة
غير ان حر احساسك جعلها خالدة
شرا لتعطيرك صفحتي حبيبتي ماجدة