جانب من الإعجاز العلمي فى سورة النحل 2024.

منقول

خليجية

بقلم أحمد عباس أحمد
""" وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (69)"""" سورة النحل الأيتان 68-69.
هاتان الآيتان الكريمتان تبين لنا أدق التفاصيل العلمية التي أكتشفها العلم الحديث في أسلوب حياة هذا النوع من الحشرات ذات النظام الرائع، نظام لا نملك تجاهه إلا أن نقول "تبارك الله أحسن الخالقين" وفيما يلي جانب من التعبيرات القرآنية الرائعة التي جاءت في تناسق واتفاق تام مع ما أثبته العلم الحديث القائم على الملاحظات الدقيقة بالتقنيات والأدوات الحديثة.
– ورد لفظ النحل في الآيات الكريمة مؤنثاً (اتَّخِذِي، كُلِي، فَاسْلُكِي، بُطُونِهَا) بَيْد أنه في اللغة العربية مذكر,حيث نقول هذا النحل وليس هذه النحل،ومثله تماما لفظ النمل، وفى قوله تعالى " يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ" جاء لفظ النمل مذكراً,ولم يأتي مؤنثاً مثل الحال مع النحل, ولكنه كلام الله بلسان عربي مبين، فكيف يصح ذلك ؟؟!!

هذا الوحي الرباني موجه لمجموعة من النحل داخل الخلية النحلية مهمتها الكشف والبحث عما تحتاجه الخلية، تسمى هذه المجموعة بالنحل الكاشف، وهى إناث وليست ذكور,بل إن كل الأعمال داخل الخلية وخارجها يقتصر فقط على الإناث دون الذكور وينحصر دور الذكور فقط في تلقيح ملكة النحل،بل قد تلجأ الخلية إلى طرد الذكور خارجها بعد تمزيق أجنحتها لضمان عدم العودة إلى الخلية, وذلك فى حالات ندرة الغذاء توفيرا لطاقة الخلية، ولهذا وردت الألفاظ مؤنثة مطابقةً لما أثبته العلم الحديث، منافيةً لما اعتادت عليه ألسنة العرب، حتى ندرك أن كلام الله صالح لكل مكان وزمان .
مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ, حرف الجر "من" أفضل وأدق من حرف الجر" في" حمل معنى الجزئية والكيفية والمكانية, فحشرات النحل تستخدم الأجزاء المحيطة بالعش كدُعمات له،تقيها قسوة الظروف المناخية، وتبني عليه أقراص العسل، فمثلا فى حال الجبال،أفاد لفظ "من الجبال" أن مكان السكن هو الجبال وجزءً من المسكن مشتق من الجبال, وهو ما يفعله النحل فعلاً, لكن حرف الجر "في" يفيد المكانية فقط (مكان السكن) .

خليجية

صورة لمربي نحل وهو يفحص أحد خلايا النحل

خليجية

صورة لعش نحل على جذع أحد الأشجار

وَمِمَّا يَعْرِشُونَ، معنى يشمل جذوع الأشجار المفرغة والاسطوانات الطينية، التي كانت معروفة في زمن نزول القران وحتى وقتنا القريب وهى السكن الوحيد الذي أخترعه الإنسان للنحل حتى ذلك الحين, بالإضافة للخلايا الخشبية الحديثة المختلفة في الشكل والمحتوى الداخلي من تجهيزات) التي ظهرت حديثاً بعد اكتشاف المسافة النحلية ( المسافة اللازمة للمرور النحل بين أقراص العسل). فكلمة يعرشون شملت كل أنواع المساكن الحديثة والقديمة, ولو كان الكلام من عند غير الله لجاء على غير هذا النحو، مثلا" مما يكورون" كما كان معروف آنذاك من تكوير لاسطوانات الطين.
– ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ، حرف الجر "ثم" يفيد الترتيب والتعقيب مع التراخي في تسلسل الأحداث، ما سبق "ثم " هو اتخاذ السكن و ما تلها هو النشاط وأكل الثمار, وهذا ما يحدث تماماً، فبعد اسقرار مجموعة النحل في المسكن الجديد يمكث النحل مدة قد تطول أو تقصر لا يزاول فيها نشاطه المعتاد حتى يتأكد من آمان مكان السكن ثم يبدأ فى مزاولة حياته طبيعيا من جمع للرحيق وصناعة العسل.
– لفظ " كُلِي " يبدو غريبا, لأن الحاضر في الذهن عند ذكر النحل هو العسل، والعسل يُشرَب، وتصنعه النحلة من الرحيق وهو سائل ؟؟!!
ولكن المعنى ليس لذلك، بل المعنى لما أثبته العلم الحديث, أن النحل يأكل ويشرب ( ذو أجزاء فم قارض ماص) والأكل يكون لحبوب اللقاح (المصدر البروتينى للنحل) التي يجمعها من الأزهار، والشرب يكون للرحيق (المصدر الكربوهيدراتي) ولهذا اقترنت كلمة (كلي) بكلمة الثمرات و الثمرة أصلها حبة اللقاح وهو ما يأكله النحل !!!!!!

خليجية

صورة لنحلة وهي تمتص رحيق أحد الزهور

– وقوله تعالى (كُلِّ الثَّمَرَاتِ ) أفاد عموم الثمر دون استثناء،وما من ثمرة إلا وكانت حبة لقاح،وما من حبة لقاح إلا ويأكلها النحل، ولو كان القرآن من عند غير الله لقيل الثمرات الحلوة مثلا أو لم تُذكَر كلمة الثمرات أصلا،لأنها حقيقة مكتشفة حديثا بعد تطور الميكرسكوبات وأجهزة الرؤية الدقيقة ً… ولكنه هو الخالق وهو القائل، وجاءت شبه الجملة " مِنْ كُلِّ " للتبعيض على مستوى النوع الواحد ( نوع الثمرة) لإن النحل لا يأكل كل الثمرة، بل جزءً من أصل الثمرة، في حين انه يأكل جميع أنواع الثمار وليست الثمار الحلوة فقط.
– فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلا،الفاء للترتيب والسرعة، لأن النحل في هذه اللحظة التي تصفها الآية (بعد الأكل من كل الثمرات) لا يتلكأ في العودة إلى الخلية بل يعود بسرعة وفى نشاط ليفرّغ ما جمعه فى خليته ليعود ثانيةً للجمع وهكذا حتى ينتهي النهار.
– " فَاسْلُكِي سُبُلَ " هذه الجملة تدل على أن النحل له مسالك محددة فى الهواء كتلك الخاصة بالطائرات، وهذا ما دل عليه العلم الحديث، أن النحل قد يبعد عن خليته مسافات طويله تصل إلى ثلات كيلو مترات وحتى لا يتوه في العودة (لأن صغر حجم النحلة, مع كبر حجم النباتات، وطول المسافة،قد يزيد فرص توهان النحل عن مقصده) ولذلك يستخدم الشمس (علامات جوية) في تحديد اتجاهاته بالإضافة لأنواع معينة من الروائح يفرزها على النباتات (علامات أرضية) وبذلك تكون عنده طرق ومسالك خاصة به، بين الخلية وموقع النشاط، فلا يخطئ مقصده أبداً .
– يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ،هذه الآية لا تشير إلى العسل فقط كما يعتقد البعض, بل لكل منتجات النحل النافعة الشافية بإذن الله وكل هذه المنتجات سائلة (شراب) كما عبرت عنه الآية الكريمة، فمثلا العسل سائل، و سم النحل سائل، والغذاء الملكي (الرويال جلى) سائل، وشمع النحل أصله عند الخروج من الحلقات البطنية لشغالات النحل سائلا، ثم يتصلب عن ملامسة الهواء)، وكلها سوائل ذات منافع طبية منها ما عُرِفت فائدته منذ القِدَم، ( مثل العسل ) ومنها ما هو عُرِف حديثا ( مثل الغذاء الملكي)،ومنها ما عُرِفت فائدته قديماً وازدادت المعرفة بقيمته الطبية حديثاً مثل سم النحل، وكلمة ألوانه تصف الشراب فكل هذه الأشربة (السوائل) في مجملها مختلفة في الألوان ( بمعنى الأنواع, فهي عسل، وغذاء ملكات، و سم نحل …… ) وكل نوع منها مختلف فى الألوان (بمعنى الشكل،فهو فاتح، أو قاتم، أو أبيض، عديم اللون ….) على حسب مصدر الرحيق وسلالة النحل، فجملة " شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ " شملت ما هو معروف قديما وحديثا، فالمعنى مستقيم على مر العصور.

جــــــــزاااااااك الله الفردوس الاعلى
ونفع بك
وجعله في ميزان حسناكِ
بااااارك الله فيــــــــــكِ
خليجية
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
خليجية

جزاك الله الجنـــــــه

يخرج من بين الصلب والترائب} بين دعاوى الإشكال والاقتباس والإعجاز العلمي! 2024.

أخبر القرآن الكريم أن الماء -المني- الذي يُخلق منه الإنسان يخرج من بين عظام الظهر وعظام الصدر، قال تعالى: {فلينظرا لإنسان مم خلق * خلق من ماء دافق * يخرج من بين الصلب والترائب} (الطارق:5-7). إنّه ذلك الماء الجاري الذي خرج من بين العظام الصلبة الثابتة، فتكون منه الحياة، فلا تعجب أن يُرجع الله الإنسان يسعى بعد أن دُفن ميتًا في بطن الأرض.

وقد استشكل بعضُ الناس وصف الماء الدافق الذي خُلق منه الإنسان، بأنّه {يخرج من بين الصلب والترائب}، ذلك أنّ المني يأتي من الخصية، والبويضة تأتي من المبيض، بينما {الصلب} هو عظم الظهر ذو فقراتٍ تمتد من أعلاه إلى أسفله، {والترائب} عظام الصدر، فكيف؟!

دعوى الإشكال!

جواب هذا الإشكال يعتمد على مقدمتين؛ إذ إن هذا الإشكال يصح لو أنّ الآية الكريمة كانت تنفي أي مصدرٍ للماء الدافق غير {الصلب والترائب}، أو لو كان العلم الطبيعي توصّل إلى نفي أيّ دورٍ للصلب والترائب في خروج الماء الدافق، فالمقدمة الأولى في بيان أن الآية الكريمة لا تنفي خروج الماء الدافق من الخصية، والمقدمة الثانية في إفادة أن العلم الطبيعي لا ينفي أيّ دورٍ للعظام في خروج الماء الدافق الذي يكون منه الولد.

المقدمة الأولى: الآية الكريمة لا تنفي خروج الماء الدافق من الخصية

المشهود أنّه لا يمتنع تعدد العلل للمعلول الواحد، وأنّ المنتج الواحد قد يكون حصيلة لأكثر من علة، وعليه فإنّ الفعل الذي يجري على عملياتٍ متعددة تشترك أو تتوالى، هذا الفعل يمكن وصفه بإحدى هذه العمليات، دون أن يلزم من ذلك نفي سائر العمليات، فلو كان هناك منتجٌ (ص) يصدر عن العملية (أ)، ثم (ب)، ثم (ج)، ووصفتُه بأنه ينتج من (أ) لا يعني ذلك أنني أنفي صدوره من (ب) و (ج)، أو وصفت (ص) بأنه ينتج من (ج) لم يكن ذلك نفياً لدور (أ) و (ب)!

مثال (1): الكلام يكون منتجًا (ص) من الفكر (أ) الذي يعمل عن طريق الأعصاب (ب) التي تحرّك أعضاء النطق (ج) وهي اللسان والشفاه وغيرها… فأنت مثلًا ترى أحد الناس يتكلم بكلمةٍ (ص) أغضبت من حوله، تلومه قائلاً: "هذه عاقبة فكرك (أ) السقيم!"، مع أنّه يكون باشر هذا الفعل بلسانه (ج)، واختيارك نسبة الخطأ في الكلام (ص) للفكر (أ) لا يعني أنّك تنفي نسبته لللسان (ج) مثلاً. ونظير ذلك حين سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مؤاخذة الناس بكلامهم (ص)، أجاب أن الذي يكب الناس على وجوههم في النار هو "حصائد ألسنتهم (ج)"، دون أن يعني ذلك عند أحدٍ أن الكلام لا ينتج من بقية أعضاء النطق بخلاف اللسان، ودون أن يعني هذا أن الكلام لا يحتاج للفكر (أ) فيه قبل أن يخرج من اللسان!

تكمن البلاغة في اختيار الوصف المناسب للمقام، فأنت حين ترد الكلام وقت الملام إلى الفكر وتقول: "هذه عاقبة فكرك السقيم"، تطلب من المخاطَب أن يراجع فكره، الذي أنتج هذه الكلمات التي أوجبت الاعتذار، وحين قال صلى الله عليه وسلم: (وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم)، كان ذلك للفت النظر إلى خطورة الكلام وعاقبته مع يسره وإمكانه للجميع، فهو قد يكون أسهل شيءٍ حتى يلقيه المتكلم من لسانه دون فكر، وفي الوقت نفسه هناك من يحصد هذا الخارج من الكلمات، ليُحاسَب عليها المرء بعد ذلك، ثم قد تكبه على منخاره في النار!

مثال (2): المطر ينزل من السحاب الذي يجري في السماء بأمرٍ من الله تعالى، فيوصف المطر بأنّه ينزل من السحاب بقوله تعالى: {وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا} (النبأ:14)، وقوله تعالى: {حتى إذا أقلت سحابا ثقالاً سقناه لبلد ميت فأنزلنا به الماء} (الأعراف:57)، وقوله تعالى: {أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون} (الواقعة:59)، ويوصف بأنّه ينزل من السماء بقوله تعالى: {وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها} (البقرة:164)، وينزل بأمر الله تعالى كما في قوله تعالى: {إن اللَّه عنده علم السَّاعة وينزل الغيث} (لقمان:34)، وهكذا فلا ينفي وصفٌ وصفاً آخر، وإنما يكون الماء بأمر الله، فينزل من السماء من السحاب، ولا يعني أيّ من هذه الأوصاف عند أحدٍ ممن يطالعها أنّها تمنع من إثبات الطرق المختلفة لتكون الأمطار عن طريق التبخر أو التكثف أو الرياح أو غير ذلك!

فعلى وِزان هذين المثالين، فإنّ قوله تعالى: {يخرج من بين الصلب والترائب} لا ينفي أنّ للخصية دوراً في خروج المني، كما لا ينفي أنّ لفرج الرجل دوراً في خروج المنيّ أثناء الجماع، وفي الآية ما يشير إلى أن المقصود يسبق ما يظهر للناظر في شأن هذا الماء، وهو لفظ {يخرج}، قال ابن عاشور رحمه الله في تفسيره: "والخروج مستعملٌ في ابتداء التنقل من مكانٍ إلى مكانٍ ولو بدون بروز، فإن بروز هذا الماء لا يكون من بين الصلب والترائب"!

ولا شك أنّ جميع الأمم تعرف أن هذا الماء يخرج من فرج الرجل أثناء الجماع، ولا شك أنّ جميع الأمم علمت أنّ للخصية دوراً في خروج المنيّ، سواءً بكونها ممرًّا، أو مخزناً للمنيّ، حتى ولو لم يتقفوا على أنّها محلٌ لتوليد المني، والدليل على معرفة كافة الأمم بما فيهم العرب بذلك تتحصل من عدة وجوه:

الوجه الأول: قد عُلم أنّ قوماً من الصحابة رضي الله عنهم، سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأذن لهم في الاستخصاء، ونُهوا عن ذلك، وحديث ابن مسعودٍ -رضي الله عنه- في ذلك متفقٌ عليه(1)، قال الحافظ ابن حجر: "الحكمة في منع الخصاء أنه خلاف ما أراده الشارع من تكثير النسل"، وقال النووي: "تحريم الخصي لما فيه من تغيير خلق الله، ولما فيه من قطع النسل وتعذيب الحيوان والله أعلم"!

الوجه الثاني: قد عُلم أن خصاء الحيوان Neutering كان ممارسةً معروفةً عند العرب وغيرهم من الأمم منذ القدم، مع تحريم بعض أهل العلم في الإسلام لخصاء الحيوان لغير مصلحةٍ لما فيه من المثلة وقطع النسل، إن عُلِم ذلك جزمنا أنّ معرفة علاقة الخصية بالماء الذي يكون منه النسل كانت معروفةً للأمم، فضلًا عن العرب الذين يعمل كثيرٌ منهم برعي الغنم، فضلًا عن العلم بها عند رسول الله صلى الله عليه وسلم!

الوجه الثالث: أن كافة المدارس الطبية التي وُجدت في اليونان والإسكندرية ومصر القديمة، باختلاف أقوالها في محال توليد المني وتكونه أهو الدماغ، أم نخاع العظم، أم الدم، أم جميع الجسم، كلها ذكرت أنّ الخصية ممر أو مخزن للمني، فضلًا عن أنّ منهم من جعلها مشاركةً في توليده، ومنهم من جعلها مؤثرةً في تحديد جنس الجنين، والذي يرى الحجج التي بنى عليها هؤلاء استنتاجاتهم تلك مثل أن المني والدم يتخثران، أو أن الإكثار من الجماع يخرج دماً في الاستدلال على الأصل الدموي للمني، أو في كون الحجامة خلف الأذن تُضعف الإخصاب؛ لكونه يقطع الأوعية الدموية الحاملة للمني من المخ في الاستدلال على الأصل الدماغي للمني، من رأى مثل هذه الاستدلالات وأضعف منها، علم لا محالة أنهم علموا بدور الخصية في الإنجاب، ولو كان هذا الدور مقتصراً على الممر والمخزن!

فتحصل من المقدمة الأولى أنّ الآية الكريمة لا تنفي دور الخصية في خروج المني، بل إن لفظ "الخروج" يشير إلى أنّ المقصود أمراً وراء المنظور المتبادر إلى الأذهان، كما قال ابن عاشور، خصوصاً وكافة الأمم كانت تثبت للخصية والفرج دوراً في خروج المني، والمجبوب الذي عُدِم الذكر والأنثيين -أي الخصيتين- يستحيل عند أهل الفقه أن يكون له ولدٌ، ولو جاءته امرأته بولدٍ فلا يُنسب إليه!

المقدمة الثانية: العلم الطبيعي لا ينفي أيّ دورٍ للعظام في خروج الماء الدافق!

هل الخصية وحدها هي المسؤولة عن تكوين الحيوانات المنوية؟

الجواب العلمي هو: لا، وهذا مشتهر لا خلاف فيه، والدليل أنّك قد تجد المرء مصاباً بانعدام الحيوانات المنوية Azospermia ومرد ذلك إلى أسبابٍ غير متعلقةٍ بالخصية Pre-testicular azospermia وهي حالاتٌ نادرة الحدوث؛ لكون الخلل في هذه الأعضاء نادراً في الجملة(2)، ومن النادر أن يظهر هذا الخلل في هذه الأعضاء في صورة انعدام الحيوانات المنوية فحسب! فالمقصود أنّه ليست الخصية وحدها هي المسؤولة عن تكوين الحيوانات المنوية حصراً! هناك أعضاء غير الخصية تؤثر في تكوين المني وخروجه، والعلم لا ينفي أن يكون هناك دورٌ للعظام، وليس المقصود هنا أن نبحث عن إعجازٍ علمي في القرآن -كعادة إخواننا في جواب كل شبهة- وإنما المقصود بيان أن العلم الطبيعي لا يثبت للخصية دوراً حصريًّا في توليد المني!

ولو أنّ العلم الطبيعي سكت عن دور العظام في توليد المنيّ لكان هذا رافعاً للتعارض؛ لأن الشرع لم يُثبت شيئًا نفاه العلم الطبيعي، لو وقفنا عند هذا الحد لكان كافيًا (3)، غير أننا نجد أن العلم الطبيعي يحمل لنا ما يُستأنس به في هذا الصدد، ففي مجلة البحوث الإكلينيكية The Journal of Clinical Investigation ذي معامل التأثير (13.765) في سنة (2015م)، نُشر بحثٌ عن هرمونٍ ينتج من الخلايا العظمية Osteoblast-derived hormone واسم هذا الهرمون هو Osteocalcin يقترح أنّ له دوراً في تنظيم الخصوبة في الإنسان من خلال محورٍ هرمونيٍّ يشمل البنكرياس والعظم والخصية Pancreas-bone-testis axis، نُشِر هذا البحث في مايو (2015م)، وقام بحثهم على دراسة تعرضية Cohort study لمجموعة من الذكور المصابين بفشل أولي في وظائف الخصية Primary testicular failure، فوُجد أن اثنين منهم سبب مشكلتهم هو خلل في هذا الهرمون، ويمكن مراجعة هذا البحث ومراجعه من العاشر حتى الثالث عشر للوقوف على حقيقة ذلك!

من المقدمة الأولى والثانية يظهر أنّه لا يلزم من وصف الماء الدافق بأنّه {يخرج من بين الصلب والترائب} نفي كونه يخرج من الخصية، كما لا يلزم من وصف الكلام بأنّه من اختراع دماغ المتكلم نفي كونه من مخرجات اللسان وأعضاء النطق، خصوصاً إذا استحضرنا أنّ المتكلم والمبلِّغ والمخاطبين جميعاً يعلمون دور الخصية في خروج الماء الدافق والإنجاب! فإنْ وقفنا عند هذا الحد كان الوصف بأنّ الماء {يخرج من بين الصلب والترائب} زيادة علمٍ، لا تنفي العلم الثابت بعلاقة الماء بالخصيتين، وبالتالي فزيادة العلم هذه مصدر ثبوتها هو الوحي، ولا يوجد من العلم الطبي ما ينفيها، وعليه فلا يوجد تعارض بين ثابتٍ من الشرع وثابتٍ من العلم الطبيعي؛ لأن الثابت من الشرع لا ينفيه شيءٌ من العلم الطبيعي، بل يوجد في المقالات العلمية المنشورة حديثاً ما يُستأنس به، ووجود مثل هذه المقالات يجعل المبادرة بالجزم برفض هذا العلم الزائد الثابت بالنص الشرعي ليس فقط تهجماً لنفي ما لا ينفيه العلم الطبيعي، بل تهجماً على نفي ما يلوح في الأفق بوادر من العلم الطبيعي في اتجاه إثباته.

سؤال: لم اختِير أن يوصف الماء الدافق بأنّه يخرج من بين الصلب والترائب على وجه التحديد؟!

ذلك لأنّ طبيعة الماء الدافق تنافي طبيعة العظام الثابتة، فالذي أخرج الماء السائل من هذه العظام القوية الصلبة صلابة حروفها القوية المقلقلة {الصلب} و{الترائب}، والذي أخرج هذا الماء الجاري من عظام الظهر والصدر وهي أقل عظام الجسم من جهة نطاق الحركة مقارنةً بعظام اليدين والرجلين، الذي أخرج هذا الماء الدافق من بين هذه العظام الصلبة قليلة الحركة، لقادرٌ على أن يرجع الإنسان مرةً أخرى يسعى لمحشره، بعد أن حواه جوفُ الأرض ساكناً لا حياة فيه! ولذا عندما ينظر الإنسان مم خلق، سيعلم أنّ الله على رجعه قادر!

حوارٌ تخيلي يلخص ما مضى

* هل في قوله سبحانه: {يخرج من بين الصلب والترائب} ما ينفي دور الفرج في خروج الماء أثناء الجماع؟

– لا!

* هل في قوله سبحانه: {يخرج من بين الصلب والترائب} ما ينفي دور الخصية في تخزين أو تمرير أو توليد المني؟

– لا!

*هل المقصود بالآية خروجٌ أوليٌّ سابقٌ على الظاهر للعين؟

– نعم!

* هل لإثبات أثر العظام في خروج الماء الذي يكون منه الولد دلالة في سياق الآية؟

– نعم! مناسبة إثبات البعث!

* فتحصل أن النص الذي معنا يثبت للعظام دوراً في خروج المني وتوليده، ولا ينفي دور الخصية ولا دور الفرج في عملية خروج الماء الدافق؟

– نعم!

* فهل في العلم الطبيعي ما ينفي دور العظام في خروج المني وتوليده؟

– لا!

* فهذا يعني أنه ليس هناك تعارض بين الشرع والطب، وإنما زيادة علم من جهة الشرع ليس هناك ما ينفيها من جهة الطب؟

– نعم!

* فهل في العلم الطبيعي ما يستأنس به ليثبت دوراً للعظام في توليد المني؟

– نعم!

* فتُقبل هذه الزيادة برباطة جأش وهدوء؛ لأن نصوص الشرع مصدرٌ من مصادر العلم، ويستأنس بالبحث الذي ظهر مؤخراً في المجلات العلمية يقترح دوراً للعظام في توليد المني!

– نعم!

وصفوة القول: إنّ قوله تعالى: {فلينظرا لإنسان مم خلق * خلق من ماء دافق * يخرج من بين الصلب والترائب} لا ينفي المصدر المتعارف عليه للماء الدافق وهو الخصية، وقد كانت العرب تعرف دور الخصية في خروج هذا الماء، وإنما تثبت دوراً لـ {الصلب والترائب} في الماء الدافق الذي يكون منه الإنسان، فهذا الدور هو علمٌ زائدٌ، ليس في العلم الطبي ما ينفيه، وعليه فليس هناك تعارض بين النص الشرعي وما ثبت طبيًّا، بل هناك إرهاصاتٌ لمقالاتٍ طبيةٍ حديثةٍ تقترح دوراً لهرمونات تفرزها خلايا العظام تلعب دوراً في الخصوبة، والله تعالى أعلى وأعلم.

دعوى الاقتباس

اختلفت الأقوال عند مدارس اليونان والإسكندرية ومصر القديمة في الطب في كيفية تولد المني إلى عدة مدارس منها(8):

– أن المني يخرج من الدماغ Encephalogenetic school أو أنّه ينشأ من نخاع العمود الفقاري Myelogenetic school وهو قولٌ فارسي المنشأ، انتقل لليونان فيما بعد، يقول بخروج المني من المخ، ويمر عبر الأوعية الدموية حتى يصل إلى أعضاء التناسل الخارجية في أثناء عملية الجماع، والخصية في هذه المدرسة تلعب دور المخزن أو الممر.

– أن المني يخرج من جميع أجزاء الجسم Pangenetic or panspermic school، وفيها كذلك تلعب الخصية دور المخزن أو الممر.

– أن المني يخرج من الدم Hematogenetic school، ثم كان من هؤلاء من يجعل للخصية دوراً كهيروفيليس، ومنهم من لا يجعل لها دوراً ويجعلها كالممر والمخزن كأرسطو.

وبالنسبة لتحديد جنس الجنين فقد كان هناك من يعتقد دوراً للخصية في هذا التحديد، فيخرج الذكور من الخصية اليمنى والإناث من الخصية اليسرى!

وقد بدأت أعمال أرسطو تترجم للعربية في عهد الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك (724-743م)(9) وبدأت ترجمة أعمال أبقراط وجالينوس للعربية على يد حنين بن إسحاق (808-873م)(10)، ومن يراجع هذه المذاهب المتخالفة المختلفة ويجمعها كل منها في مذهبٍ واحد، ثم ينظر فيما ورد في النصوص الشرعية لن يجد تشابهاً بين أيٍّ من هذه المذاهب وما ورد في الإسلام حتى يُتوهم الانتحال والاقتباس، يقول ابن حجر: "وزعم كثير من أهل التشريح أن مني الرجل لا أثر له في الولد إلا في عقده، وأنه إنما يتكون من دم الحيض"(11)، بمعنى أنّه حتى بعد حصول الترجمة وانتشار المؤلفات العربية في ذلك كان السائد أن طريقة الشرع تخالف طريقة اليونان وأهل التشريح.

بل تخالف النصوص في بعض المواضع هذه المذاهب المتخالفة مجتمعةً، وهذا بابٌ أعلى في نفي وقوع الاقتباس، ففرقٌ بين أن تنفي وقوع الاقتباس بعدم وقوع التشابه التام مع مذهب من المذاهب، فقد يكون الاقتباس بتلفيق مذهبٍ جديدٍ من هذه المذاهب مجتمعة، أما أن تخالف هذه المذاهب مجتمعةً فيما اجتمعت عليه، بل تخالفها فيما يظهر بادي الرأي أنّه في صالح ما اجتمعت عليه هذه المذاهب، فهذا يقضي على دعوى الاقتباس والانتحال بصورة تامة، والذي أعنيه بذلك هو موقف النصوص من العزل coitus interruptus!

فقد أجمعت كافة مدارس اليونان ومصر والإسكندرية الطبية أن العزل يؤدي لقطع النسل، بل قال بعضهم: إنّه لو قامت المرأة بعد أن ألقى الرجل نطفته في رحمها فطردتها بحركة جسمها، لم يحدث حمل، بل قالوا: لو أن المرأة أثناء الجماع أخذت نفساً عميقاً وسحبت نفسها بعيدًا كي لا ينزل ماء الرجل عميقًا في رحمها لكان ذلك مانعًا للحمل(Soranus)(12)، بل ذكر بعض المؤرخين أنها كانت الوسيلة المعتمدة النافعة الوحيدة التي عرفها القدماء(13)!

في هذا الإطار نجد قوله صلى الله عليه وسلم لما سئل عن العزل: (ما من كل الماء يكون الولد، وإذا أراد الله خلق شيء لم يمنعه شيء) رواه مسلم، ويقول: (لا عليكم ألا تفعلوا، ما كتب الله خلق نسمة هي كائنة إلى يوم القيامة إلا ستكون) رواه مسلم! وقد توصل العلم الحديث -بعد أن دخل فيه البحث العلمي بتسجيل البيانات وجمعها وتحليلها إحصائيًّا- إلى أن العزل ليس أكيد النتيجة، وأن نسبة الحمل بعده Failure rate أعلى من غيرها من وسائل منع الحمل الحديثة!

فإن اجتمع تأخر الترجمة مع عدم المشابهة مع مذهبٍ من المذاهب مع عدم تلفيق مذهب من المذاهب، دل ذلك على أن دعوى الانتحال والاقتباس ليست إلا شبهةً لا تؤثر إلا من جهةٍ نفسيةٍ فحسب، دون أي تعلقٍ علميٍّ أو عقليٍّ يمكن تناوله بالرد العلمي المفصل، وإنما هو توهمٌ نفسيٌّ لا حقيقة له ولا دليل يدعمه!

هذا، وقد أورد بعض النصارى جملاً من الكتاب المقدس، يزعم أن القرآن اقتبس منها، مثل (مَعَ أَنَّهُمْ قَدْ خَرَجُوا مِنْ صُلْبِ إِبْرَاهِيمَ) (رسالة للعبرانيين 7:5) ومثل (أَنَّهُ كَانَ بَعْدُ فِي صُلْبِ أَبِيهِ حِينَ اسْتَقْبَلَهُ مَلْكِي صَادِقَ) (رسالة للعبرانيين 10:5) وإنما هذا وهمٌ من قائله؛ لأن مترجِم الإنجيل للعربية هو الذي اقتبس هذا اللفظ من القرآن الكريم، وليس هذا اللفظ في النسخة الإنجليزية ولا غيرها "though they also are descended from Abraham." و "because when Melchizedek met Abraham, Levi was still in the body of his ancestor" .. وحتى لو وقع هذا، فنحن لا نقول بتحريف جميع نصوص الكتاب المقدس، وما يرد من تشابهٍ محمولٍ على أنه يخرج من مشكاةٍ واحدة، غير أن هذا البعض تصور أن الكتاب المقدس كان مترجماً للعربية بهذا اللفظ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم"!

وكتطبيقٍ عمليّ على نفي موضوع الاقتباس أو إثباته، انظر إلى قول الشاعر:

من الأصلابِ ينزل لؤم تيم وفي الأرحام يخلقُ والمشيم!

فهل يصح أن يقال فيما قاله الشاعر: إنّ المعنى متشابه مع الذي في قوله تعالى: {وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم} (النساء:23) وقوله سبحانه: {يخرج من بين الصلب والترائب}، هذا من جهة المعنى، أمّا من جهة حدوث الاقتباس أو الانتحال فيُنظر في هذا الشاعر، هل وقف على هذه الآية الكريمة فاقتبس معناها، أو كان شاعرًا جاهليًّا، فيثير ذلك شبهة أن يكون الاقتباس منه!!

وعندما نعلم أن الشاعر هو جرير الكلبي (648-728م)، وأنه شاعرٌ عربيٌّ نشأ في الدولة الأموية بعد ظهور الإسلام وانتشاره، ولم يُنقل عنه اطلاعه على كتب اليونان أو غيرهم من الأمم، نعلم أنه اقتبس المعنى من الآية الكريمة وصاغه بطريقته، وليس لأحد أيًّا كان أن يقول: إنّه اقتبس المعنى من أبقراط أو أرسطو؛ لأن ترجمة أعمال هؤلاء للعربية تأخرت إلى ما بعد زمان جرير، وجرير نشأ عربيًّا في البادية، ولا يُعلم عن جرير أنّه تعلم لسان اليونان، ولا يُعلم عنه أنه سافر لهم أو وقف على كتبهم، ومذهبهم غير محرر، وفي قولهم اختلاف، فنجزم جزماً يقينًا أنه لم يقتبس من اليونان..إلى هنا الكلام معقولٌ مقبولٌ سهلٌ لا اشتباه فيه!!

وعلى وزن هذا الكلام المعقول المقبول السهل الذي لا اشتباه فيه نقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقتبس من اليونان شيئًا؛ لأن ترجمة أعمال هؤلاء للعربية تأخرت إلى ما بعد زمان النبوة بكثير، ورسول الله صلى الله عليه وسلم نشأ عربيًّا في البادية، ولا يُعلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه تعلم لسان اليونان ولا تعلم القراءة والكتابة أصلًا، ولا يُعلم عنه أنه سافر إليهم، أو وقف على كتبهم، ومذهبهم غير محرر وفي قولهم اختلاف، وقوله صلى الله عليه وسلم لا يتناسب مع مذهب من مذاهبهم، ولا ينسجم معها ولو بمذهب ملفق، فنجزم جزماً يقينًا أنه لم يقتبس من اليونان!!

دعوى الإعجاز العلمي!

يزيد بعض الناس قولًا يعتمد على قوله تعالى: {بين} في {يخرج من بين الصلب والترائب} فيجعلونه مثل قوله تعالى: {وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبنا خالصا سائغا للشاربين} (النحل:66) ويعتمدون على تكوّن الخصية والمبيض في أعلى البطن، واستمداد تغذيتها الدموية والعصبية من هذه المنطقة، ويستأنسون بأن هذه التغذية العصبية المسؤولة عن دفق المني تأتي من منطقة بين الصلب والترائب(5)، وهذا معروف عند دارسي التشريح البشري، أنّ التغذية الدموية للأعضاء التناسلية الذكرية مثلًا تُستمد من الأوعية الدموية المحيطة القريبة، ما عدا الخصية فإنّ شريانها testicular artery يأتي من الأورطى نفسه من أعلى تجويف البطن، وكذلك الأوردة الخاصة بالخصية testicular veins تنتهي في الوريد الكلوي left renal vein على الجهة اليسرى، وفي الوريد الأجوف السفلي inferior vena cava على الجهة اليمنى، قلتُ: ومسألة تكون الخصية والمبيض في تجويف البطن ونزولها إلى أماكنها بعد ذلك لم يُعرف إلا سنة (1749م) ولم يستقر العلم بتفاصيلها إلا سنة (1987م)(6).

يقول الدكتور محمد علي البار: "تقول الآية الكريمة: إن الماء الدافق {يخرج من بين الصلب والترائب} ونحن قد قلنا: إن هذا الماء (المني) إنما يتكون في الخصية وملحقاتها، كما تتكون البويضة في المبيض لدى المرأة… فكيف تتطابق الحقيقة العلمية مع الحقيقة القرآنية. إن الخصية والمبيض إنما يتكونان من الحدبة التناسلية بين صلب الجنين وترائبه.. والصلب هو العمود الفقري.. والترائب هي الأضلاع. وتتكون الخصية والمبيض في هذه المنطقة بالضبط، أي: بين الصلب والترائب، ثم تنزل الخصية تدريجياً حتى تصل إلى كيس الصفن (خارج الجسم) في أواخر الشهر السابع من الحمل… بينما ينزل المبيض إلى حوض المرأة ولا ينزل أسفل من ذلك.

ومع هذا فإن تغذية الخصية والمبيض بالدماء الأعصاب واللمف تبقى من حيث أصلها.. أي من بين الصلب والترائب، فشريان الخصية أو المبيض يأتي من الشريان الأبهر (الأورطي البطني) من بين الصلب والترائب، كما أن وريد الخصية يصب في نفس المنطقة.. يصب الوريد الأيسر في الوريد الكلوي الأيسر، بينما يصب وريد الخصية الأيمن في الوريد الأجوف السفلي.. وكذلك أوردة المبيض وشريانها تصب في نفس المنطقة أي بين الصلب والترائب… كما أن الأعصاب المغذية للخصية أو للمبيض تأتي من المجموعة العصبية الموجودة تحت المعدة من بين الصلب والترائب.. وكذلك الأوعية اللمفاوية تصب في المنطقة نفسها، أي: بين الصلب والترائب. فهل يبقى بعد كل هذا شك أن الخصية أو المبيض إنما تأخذ تغذيتها ودماءها وأعصابها من بين الصلب والترائب؟…فالحيوانات المنوية لدى الرجل أو البويضة لدى المرأة إنما تستقي مواد تكوينها من بين الصلب والترائب، كما أن منشأها ومبدأها هو من بين الصلب والترائب، والآية الكريمة إعجاز كامل حيث تقول: {من بين الصلب والترائب} ولم تقل: من الصلب والترائب، فكلمة {بين} ليست بلاغية فحسب، وإنما تعطي الدقة العلمية المتناهية"اهـ (7).

وهذا الذي يذهب إليه بعض الناس لا أراه محتملًا؛ ذلك أن مبنى الكلام في قوله تعالى: {مما في بطونه من بين فرث ودم} يعني: من بطونه بين فرثٍ ودم، وموضع الامتنان أن يخرج اللبن خالصاً سائغاً لا يتأثر بالمجاورة للفرث والدم، بينما قوله تعالى: {يخرج من بين الصلب والترائب} إذا جُمع إلى قوله تعالى في سورة النساء: {وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم} كان في حمله على المعنى الذي يتبنونه تكلفاً ظاهرًا!

د.حسام الدين حامد

الهوامش

1) قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليس لنا نساء، فقلنا: ألا نستخصي؟ فنهانا عن ذلك (متفقٌ عليه).

2) Mak V. CUA Guideline: The workup of azoospermic males. Canadian Urological Association Journal 2024;4(3):163-167.

3) من موارد الزلل: أن يلتزم الإخوة المتصدون للرد على الشبهات بقلب الدليل على مثير الشبهة، بمعنى أن يجعل أحدهم من موضع الشبهة حجةً وإعجازًا، وهذا لا يصلح مع كل شبهة، وإن صلح فلا يستطيعه كل أحد، وبسبب الاستغراق في تطلب قلب الدليل قد يقع تغيير لمعنى النص يصل إلى حد التحريف والقول على الله بغير علم! وأوضح مظاهر هذا التضييق على النفس ما يقع من المهتمين بمسألة الإعجاز العلمي، فما أن يثير أحدٌ شبهةً تتعلق بمعارضة القرآن أو السنة لشيءٍ من مكتشفات العلم الطبيعي أو نظرياته، حتى يبادر أحدهم بالبحث عن "إعجازٍ علميٍّ" يحتج به على مثير الشبهة!! مع أن الذي يلزمه هو دفع دعوى التعارض وحسب، والزيادة على ذلك ليست شرطًا، ووقوعها ليس وعداً! وقد نكت ذلك السلوك نكتةً سوداء في قلوب كثيرٍ من المتأثرين بالشبهات، فصار يسأل وفي ذهنه أنك سترد على الشبهة بإثبات إعجازٍ علمي في المسألة، بل بلغ الأمر أن صار "عدم وجود إعجازٍ علمي" في حد ذاته شبهة، وكأنّ الإعجاز العلمي لازمٌ في كل آية وحديث!! وأخيراً..فلينظر أحدنا في هذا المسلك، وليتبين موضع قدميه، ولينظر أين وقف به التزام ما لا يلزم.!!

4) Oury F, Ferron M, Huizhen W, et al. Osteocalcin regulates murine and human fertility through a pancreas-bone-testis axis. J Clin Invest. 2024;123(6):2421–2433.

5) د. محمد علي البار، خلق الإنسان بين الطب والقرآن، صفحة 115.

6) Skandalakis’ Surgical Anatomy : John E. Skandalakis, Gene L. Colborn, Thomas A. Weidman, Roger S. Foster, Jr., Andrew N. Kingsnorth, Lee J. Skandalakis, Panajiotis N. Skandalakis, Petros S. Mirilas.

7) د. محمد علي البار، خلق الإنسان بين الطب والقرآن، صفحة 116.

8) Anthony Preus. Galen’s criticism of Aristotle’s conception theory. Journal of the History of Biology 1977; 21(10):65-85
Michael Boylan. The galenic and hippocratic challenges to Aristotle’s conception theory. Journal of the History of Biology 1984; 17(1):83-112.
Fouad R. Kandeel (2017). Male Reproductive Dysfunction: Pathophysiology and Treatment. P 3-4.
Michael Boylan. Galen’s conception theory. Journal of the History of Biology 1986; 19(1):47-77.
Heinrich von Staden. Herophilus: The Art of Medicine in Early Alexandria. Cambridge University Press. p. 288-296.

9) From Stanford Encyclopedia of philosophy: http://plato.stanford.edu/entries/ar…eek/#EarTraAra

10) Marcia C. Inhorn. Quest for Conception: Gender, Infertility and Egyptian Medical Traditions. University of Pennsylvania Press. p. 58.

11) فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني 18:437.

12) Angus McLaren. A History of Contraception from Antiquity to the Present Day. (Cambridge, MA: Basil Blackwell Ltd., 1990). p. 58.

13) Paul Carrick. Medical Ethics in the Ancient World.

مشكوووره على التفسير
جزاك الله خير
خليجية

من روائع الإعجاز العلمي والعددي في القران الكريم 2024.

خليجية

ربما الكثير منّا له معرفة بالإعجاز العددي والتقابلي للقرآن الكريم من حيث توافق عدد مرات ذكر الكلمة مع حسابها الزمني ، ككلمة الشهر التي ورد ذكرها 12 مرة بعدد شهور السنة ، وكلمة اليوم التي ذكرت 365 مرة بعدد أيام السنة وغير ذلك كثير..
في هذا الموضوع سوف أتطرّق إلى آيتين ، الثانية عن الإعجاز العلمي أما الأولى فشملت الإعجاز العلمي والعددي في وقت واحد ولذلك سأبدأ بها.

• في سورة الحديد إعجاز علمي و إعجاز عددي في آية واحدة، أما الإعجاز العلمي فهو قول الله جل وعلا: (وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس). يخبرنا الله أن الحديد نزل من السماء، لكن نحن نستخرج الحديد من الأرض، فكان المقدَّر أن يقال خلقنا الحديد لا (أنزلنا الحديد) ، بعض المفسرين يقولون أنزلنا بمعنى خلقنا، فيرد عليهم آخرون من المفسرين بأنه لو أراد الله أن يقول خلقنا لقال خلقنا ولكنه قال أنزلنا. البروفيسور (أرمسترونج) من أميركا وهو أحد أربعة في وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) عندما سئل سؤالاً عن كيفية خلق الحديد في الأرض؟أجاب: الحديد يستحيل أن يكون خلق في الأرض، الحديد لابد أن يكون قد خلق في السماء ونزل إلى الأرض، وذلك لأن تكوين ذرة حديد واحدة لما حسبناها وجدنا أنها تحتاج إلى طاقة مثل طاقة المجموعة الشمسية أربع مرات، فالحديد عنصر وافد من الكون.

أما الإعجاز العددي ، يقول بعض الباحثين:نحن عندنا معجزة في الحديد، لكن من الناحية الرقمية، فيقولون الحديد له وزن ذري ومعه خمسة أوزان ذرية، الوزن الذري الأوسط 57، وزن الذرة 57، افتح المصحف.. إذا فتحت أي مصحف الآن ستجد سورة الحديد رقمها في المصحف 57، الوزن الذري للحديد 57 ورقم سورة الحديد 57، ثم إن العدد الذري للحديد 26، وآية الحديد في سورة الحديد رقمها 26 إذا حسبنا البسملة آية، وبالتأكيد هذه ليست مصادفة أن يكون رقم السورة هو الوزن الذري ورقم الآية هو العدد الذري.

• الآية الثانية هي (أن تضل إحداهما فتذكّر إحداهما الأخرى)
والسؤال هنا لماذا شهادة امرأتين بشهادة رجل واحد ؟؟
البعض يقولون: للتذكير عند النسيان ، وهناك من يقول : المرأة تفكر بعواطفها أو أن العاطفة تتغلب علي عقلها أحيانا في اتخاذ قراراتها..وهذا ماكنت أظنه أنا أيضاً حتى عرفت التعليل الحقيقي لهذا الأمر من الشيخ عبد المجيد الزنداني في حلقة استضافه فيها الأستاذ جاسم المطوع وسأله هذا السؤال فكانت الإجابة على لسان الشيخ كما يلي:
جئت بهذه الوثيقة ، فقد تمكنوا من تصوير مركز الدماغ في ذروة نشاطه ، وهي مأخوذة عن مجلة ( التايمز ) الأمريكية في 31 يوليو 1995 وتبين أن:المرأة عندما تتكلم يشتغل عندها مركزان (مركز الذاكرة ومركز الكلام) ، أما الرجل فمركز واحد ، وهذا يفسر لنا لماذا المرأة تتكلم أكثر من الرجل ، كذلك الصورة توضح أن مركز الذاكرة عندما يتكلم الرجل يبقى على حاله ناشطاَ ، بينما المرأة إذا تكلمت انشغل جزء من الذاكرة ، فيغطي على بعض المعلومات ، فما الحل ؟ نأتي بامرأتين واحدة تتكلم والثانية تسمع ، وهذا تعليل قوله تعالى ( أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى ) .
هذا والله أعلم

الموضوع عجبني كثير وحبيت ان الفائدة تعم الجميع
وانتظروني في اكمال سلسة الاعجاز العلمي في القرآن الكريم

مشكوره انا احب العجاز العلمي كثير واعرف حاجات واجده لسى ماعرف اكتب
الله يعطيك العافيه
تحياتي
الله يعطيك العافيه
تحياتي
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
وتسلميييييييييين يالغاااليه على مواضيـعكـ المميزهـ,,
لا عدمنــــا كـ يالغلااااا..
بانتظار جدييدكـ,,ودمت بود..

كيف فهم السلف الإعجاز العلمى فى القرآن دون امتلاك التكنولوجيا الحديثة 2024.

[frame="3 10"]

هذه الأسئلة موجهة من أجانب غير مسلمين

ساعدت التكنولوجيا الحديثة العلماء المعاصرين لفهم الإعجاز العلمي في القرآن والأحاديث النبوية ، كيف يمكن للأسلاف من المسلمين فهم هذا الإعجاز دون امتلاك التكنولوجيا الحديثة؟

الإجابة :

ساعدت التكنولوجيا الحديثة العلماء المعاصرين في فهم الإعجاز العلمي في القرآن والأحاديث النبوية ، ولما كان العلم يتغير على الدوام لتغير النظريات العلمية واكتشاف الأحدث من السنن الكونية والأنسب من المخترعات العصرية كان هذا الإعجاز العلمي غير ثابت لعدم ثبات القواعد والقوانين العلمية التى بني عليها ، فهو يتغير مع ظهور كل حقيقة علمية جديدة

وذلك يدلنا على أن أهل كل عصر يأخذون من الإعجاز العلمي المعاصر لهم ما يناسب عصرهم ، وقد يكون ذلك سبقاً علمياً عظيماً لهم ولكنه قد يلحقه النقص أو التغير بعده ، ومن هنا نعرف أن المسلمين الأولين عرفوا من الإعجاز العلمي ما ناسب عصورهم وما كان يقتضيه مستوى العلم والنظريات العلمية المعاصرة لهم وكلٌ يفهم على قدره بحسب زمنه

والحقيقة المطلقة ربما لم يصل إليها أحد بعد بل ربما لم نصل إليها نحن ولا مَنْ في عصرنا بل ربما لا يلحقها من يأتى قريباً منا بعدنا ، لأن العلم يتطور باستمرار وقد أشار إلى هذه الحقيقة الله عز وجل في قوله {وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} النحل8

[/frame]

جزاك الله خير الجزاء ونفع بك ونور قلبك بنور الايمان وسدد خطاك
بارك الله فيك

خليجية

جزاااااااااااااااااكم الله خيررررررررررررررررررررررررر

مع سلسلة من الإعجاز العلمى فى القرآن 2024.

معا فى ملكوت الله

( العلم فى القرآن الكريم )

***مع سلسلة إعجاز القرآن

قال الله تعالى : ( إن فى خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولى الألباب * الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون فى خلق السموات والأرض ، ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار *) آل عمران 190 ، 191
وقال سبحانه : ( سنريهم آياتنا فى الآفاق وفى أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق …) فصلت 53

فهيا معا نسبح بين آيات القرآن الكريم لنرى ما أنبأنا وعلمنا من آيات يذكر لنا قوانين وظواهر علمية على لسان رسوله محمد صلى الله عليه وسلم النبى الأمى الشريف من قبل ألف وربعمائة سنة حتى يأت العلم المجرد ليكشف عنها بعد جهود وأبحاث دائبة .
ولنبدأ المسيرة : مع علم الحياة

قال تعالى :
( إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله ……) البقرة 172

وعلم الحياة الحديث يشرح لنا الحكمة من ذلك كما يلى :
الميتة :
عندما يموت الكائن الحى تنشط ما يعرف ببكتريا التعفن وتفرز مواد سامة بالجسم ، ومن تناولها فقد أدخل سموما فى جسده
الدم :
يحتوى الدم على مواد سامة مثال البولينا وحمض البوليك التى يتخلص منها الجسم بواسطة الكليتان ، فهل من المنطقى أن نتناولها كغذاء .
لحم الخنزير :

يتغذى الخنزير على القمامة والروث ، وتدخل الدودة الشريطية جسمه مع الغذاء ، وتستقر فى عضلاته ( اللحم الأحمر ) ، وهى من نوع تينيا سوليم وهذه الدودة لها درجة مقاومة عالية للحرارة والتقطيع ، فهى مقسمة إلى أجزاء ، وكل جزء يعتبر دودة كاملة ، يحتوى على الأعضاء التناسلية المؤنثة والمذكرة ، فإذا قطعت واحدة نمت وكونت دودة كاملة مرة أخرى تصل إلى عشرة أمتار أو اكثر فإذا دخلت قطعة واحدة منها جسم الإنسان ، نمت وأصبحت دودة كاملة تسد الأمعاء وتؤدى إلى الوفاة
أما هذه الدودة فى الأبقار هى من نوع تينيا ساجيناتا التى تستقر فى الأمعاء ويمكن الإستغناء عن الأمعاء أو تنظيفهامما بها .

ما أهل به لغير الله :

فهيا إلى الجزارين فى المذابح لنسألهم ، إنهم أكدوا أن الذبيحة التى لايذكر اسم الله عليها لا ينتفض جسمها بالقدر الذى ينتفض به جسم الذبيحه التى ذكر عليها اسم الله ، وهذا الإنتفاض من شأنه أن تتخلص الذبيحة من أكبر كمية مما بها من دم وما به من سموم فتصبح صحية وسليمة للإستعمال الآدمى

النبات والإعجاز العلمى فى القرآن

معا إلى سورة يس الآية 80 حيث يقول تعالى :

( الذى جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون )

علمنا من آيات كثيرة ثم من إستخدام الإنسان للشجر كوقود من حرق جذوع الشجر كأخشاب أو الفحم المتكون من دفن هذه الجزوع فى باطن الأرض ، اذ تقوم بكتيريا التحلل بتحويل الخشب إلى فحم يستخرجه عمال المناجم .

ولكن ماذا عن الشجر الأخضر …؟

لابد وأنها إشارة لما يساعد على الإشتعال :

يمتلئ الشجر الأخضر بما يعادل 75% من وزنه ماء فكيف يمكن استخدامه كوقود واشعال النار بالرغم من أن خصائص الماء لإطفاء النار وعدم الإشتعال ..؟

ولكن علم الأحياء والنبات يشهد بأن الأجزاء الخضراء من ورقة النبات تقوم بعملية البناء الضوئى لتصنيع الغذاء فى هذا المعمل الصغير ، وذلك بامتصاص غاز ثانى أكسيد الكربون واستبداله بغاز الأكسيجين تطرده وبدون هذا الغاز لا يمكن أن توقد نيران فهو يساعد على الإشتعال .

كما أنه توجد نوعان من الشجر إذا حكت عودان منه أخضران فإنهما تشتعلان

خلق الإنسان

يقول تعالى فى سورة المؤمنون 12 ـ 14 : ( ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين * ثم جعلناه نطفة فى قرار مكين * ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة ، فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر ، فتبارك الله أحسن الخالقين )

وفى نفس المعنى نجد قوله تعالى فى سورة الحجر 26 يقول : ( ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمأ مسنون …)
فالصلصال هو الطين المنتن ( حمأ مسنون ) إذا جف وأصبح أجوف فيصلصل أى يحدث صوت صلصلة عند دخول الهواء فيه

وذلك هو العلم الحديث الذى أثبت بالفحص أن الطين المنتن يتكون فى تركيبه من العناصر التى هى نفسها المكونة لجسم الإنسان وأساسها الأكسيجين والهيدروجين والنيتروجين والكربون والكبريت والكالسيوم والحديد والنحاس

والآية 13 من سورة المؤمنون ( ثم جعلناه نطفة فى قرار مكين ) فالقرار المكين هو المستقر المتمكن من الحفاظ على الجنين وهو الرحم ، والنطفة هى المشيج من نطفة الرجل والمرأة
ثم تتوالى الآيات فى شرح تطور الجنين فى رحم الأم فتصبح النطفة علقة وهو دما متجمدا يتعلق بجدار الرحم ثم تنمو فتتحول إلى مضغة وهى قطعة لحم بقدر ما يمضغ ، ثم يبدأ ظهور العظام ويكسوه اللحم ثم يبدأ تصنيف الخلايا والأنسجة والأجهزة ثم جسد متكامل ، فيصبح خلقا جديدا يشبه الأبوين
وتبارك الله أحسن الخالقين .

فمن أين لمحمد صلى الله عليه وسلم علم تطور الجنين فى رحم الأم ، إن هو إلا وحى يوحى

ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
وهذا هو قوله تعالى ( …. يخلقكم فى بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق فى ظلمات ثلاث … ) الزمر 6

والمقصود بالظلمات الثلاث ظلمة الرحم وظلمة عدم الإبصار وظلمة الجهل
ثم أمرنا بالتعلم لنخرج من ظلمة الجهل بعد الخروج من ظلمة الرحم ثم التنعم بالإبصار

أعتاد رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب لينام أن ينفض الفراش مكان منامه ثلاث مع ذكر الله

والعلم الحديث أثبت وجود حشرة دقيقة لا ترى بالعين المجردة لايمكن التغلب عليها لا بالغليان ولا بالغسيل ولا غيره
تسبب الحساسية والهرش وتوجد مع التراب وهى من قوارض الحشرات الدقبقة

وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى .

والآن نذهب إلى سورة البقرة لنتعرف على الحكمة من عدة المرأة المطلقة والأرمل

بداخل رحم المرأة كمبيوتر

توجد خلايا مناعية تبطن الغشاء المخاطى المبطن لرحم المرأة .
عند دخول ماء الرجل إلى داخل الرحم يحدث له ما يشبه الفيش والتشبيه للتعرف عليه وتسجيله كما تسجل المعلومات على هارد الكمبيوتر حيث أن لكل حيوان منوى لرجل بصمة معينة مثل بصمات الأصابع تميزه عن ماء الرجل الآخر .

فإذا دخل أكثر من ماء كما فى حالة البغايا والزانيات ـ أعاذنا الله ـ فإنه يحدث خلل فى معلومات الخلايا المناعية فتحدث اللخبطة فى المعلومات والسرطانات فى الرحم كما لو دخلت فيروسات على هارد الكمبيوتر وتدمره ,
ولهذا كان من الحكمة فى أن الله حرم الزنا منعا لإختلاط الأنساب وأيضا منعا لأذى المرأة بالسرطانات .

وكانت من هذا المنطلق وجود عدة للمطلقة وعدة للأرملة قبل الإرتباط بزوج آخر حتى تنتهى شفرة الزوج وتمحى من على الخلايا المناعية المسجلة على جدار الرحم واستقبال شفرة جديدة
وتختلف عدة المطلقة عن عدة الأرملة لأن المطلقة نفسيا أقل وفاء من وفاء الأرملة ، فتحتاج الأرملة فترة أطول وهى ثلاثة قروء ( حيضات ) ، أو أربعة أشهر وعشرة أيام وهى فترة أطول من الفترة التى تحتاجها المطلقة التى هى ثلاثة أشهر فقط لتتخلص من هذه الشفرة وتنساها الخلايا المناعية وتكون على استعداد لأستقبال شفرة جديدة لها بصمة جديدة من رجل آخر .

قال تعالى :
( والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء ولا يحل لهن أن يكتمن ما خلق الله فى أرحامهن إن كن يؤمن بالله واليوم الآخر ، وبعولتهن أحق بردهن فى ذلك إن أرادوا إصلاحا ، ولهن مثل الذى عليهن بالمعروف ، وللرجال عليهن درجة ،
والله عزيز حكيم ) .. البقرة 226

هذا أمر من الله للمطلقات بعد الدخول بهن بأن ينتظرن ثلاثة حيضات بدون زواج وبعدها يتزوجن إن أردن على أن تغتسلن من الحيضة الثالثة

ولا يحل للمطلقة أن تكتم ما فى بطنها من حمل إن وجد

وقوله ( إن كن يؤمن بالله واليوم الآخر ) تهديد لهن إن فعلن غير ذلك

وزوجها الذى طلقها أحق بردها مادامت فى عدته إذا كان يريد خيرا

وقوله ( ولهن مثل الذى عليهن بالمعروف ) تعنى بأن على الرجال أداء حقوق أيضا لهن بالمعروف

وللرجال على النساء فضل ( درجة ) فى الخلق والنفقة وطاعة الأمر
والله عزيز ذو انتقام لمن خالف أمره حكيم فى أوامره

وقال تعالى :

فى الآية 234

( والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا ، فإذا بلغن أجلهن فلا جناح عليكم فيما فعلن فى أنفسهن بالمعروف ، والله بما تعملون خبير )
وهذا أمر للنساء اللواتى يتوفى عنهن أزواجهن
عدتهن أربعة أشهر وعشرة ليال ( وهذا للمدخول بهن والغير مدخول بهن سواء )
فالآية عامة
* وغيرالمدخول بها لها الصداق كاملا وعليها عدة ولها ميراث
* أما المدخول بها فعدتها وضع الحمل وليس ارتباط بعدد الشهور فلو وضعت بعد اسبوع كانت نهاية عدتها

فإذا انتهت العدة لها ان تتزوج طيبا

أما التى طلقت بدون أن يدخل الزوج بها فلا عدة لها .

ذكر الله الجبال ليدلنا على حركة الأرض

يقول تعالى : ( وترى الجبال تحسبها جامدة وهى تمر مر السحاب ) النمل 88

فإذا تدبرنا سويا وتخيلنا فى معنى الآية ، فإننا نرى الجبال ثابتة بلا حراك … ؟

هذا بالطبع للواقف على الأرض ينظر إليها ، ولكن ماذا عن ما إذا ركبنا طائرة وعلونا بعيدا بعيدا فى السماء ، ثم نظرنا إلى هذه الجبال ، نراها كما وصف الخالق جل وعلا تشبه السحاب ، فسبحانه لم يقل تراها كالسحاب ولكن قال : ( وهى تمر مر السحاب ) وهذا يدل على أنها تدورفي حركة دائرية فتبدو كسحابة ، فالناظر إلى أذرع المروحة فتبدوا واضحة تماما ، وعند دورانها تبدو كسحابة .

نفهم بالقياس أن الجبال بالنسبة إلى الأرض كأذرع المروحة للمروحة ، وأن الأرض تدور فتدور معها الجبال فتبدوا كسحابة .

ألم بقل لنا الله فى كتابه بذلك أن الأرض ليست ثابتة وإنما تتحرك حركة دائرية .

وما نوع الحركة …؟

يظهر واضحا فى قوله تعالى : ( …..يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل …..)

يدل على أن الأرض تدور حول نفسها

وقوله تعالى : ( لا الشمس ينبغى لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل فى فلك يسبحون ) يدلنا على أن مسار الشمس يختلف عن مسار القمر يختلف عن مسار الأرض ، وارتباطهم بذكر الليل والنهار يدل على إرتباط وعلاقات هذه المسارات سويا ، فالأرض تدور حول نفسها وحول الشمس والقمر يدور حول نفسه وحول الأرض وبالتالي حول الشمس

وقوله تعالى : ( وله اختلاف الليل والنهار)

وقوله : ( يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل )

يشرح تكون الفصول الأربعة واختلاف طول الليل والنهار فيها يدل على دوران الأرض حول الشمس فى حركة بيضاوية ليستقيم إيلاج الليل فى النهار.

ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ

سبحان الذى قال ( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى )

الإعجاز العلمي في التين و الزيتون 2024.

الإعجاز العلمي .. في (التين و الزيتون)

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد

عدد مافى علم الله صلاة دائمة بدوام ملك الله

معلومة خطيرة مادة الميثالويثونيدز

هي مادة يفرزها مخ الانسان و الحيوان بكميات قليلة.

وهي مادة بروتينية بها كبريت لذا يمكنها الاتحاد بسهولة مع الزنك والحديد والفسفور

وتعتبر هذه المادة هامة جدا لحيوية جسم الانسان

(خفض الكوليسترول – التمثيل الغذائي – تقوية القلب – وضبط التنفس ).

ويزداد افراز هذه المادة من مخ الانسان تدريجيا بداية من سن 15 حتى سن 35 سنة.

ثم يقل افرازها بعد ذلك حتى سن الستين.

لذلك لم يكن من السهل الحصول عليها من الانسان.

أما بالنسبة للحيوان فقد وجدت بنسبة قليلة.

لذا اتجهت الانظار للبحث عنها في النباتات.

وقام فريق من العلماء اليابانين بالبحث عن هذه المادة السحرية و التي لها أكبر الأثر

في ازالة أعراض الشيخوخة، فلم يعثروا على هذه المادة الا في نوعين من النباتات ..

(التين والزيتون)

سبحان الله

وصدق الله العظيم اذ يقول في كتابه الكريم:

{ و التين والزيتون (1) وطور سنين(2)

وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِين (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ }

تفكر في قسم الله سبحانه وتعالى بالتين والزيتون وارتباط هذا القسم

بخلق الانسان في أحسن تقويم ثم ردوده الى أسفل سافلين.

وبعد أن تم استخلاصها من التين والزيتون،

وجد أن استخدامها من التين وحده أو من الزيتون وحده لم يعط الفائدة المنتظرة

لصحة الانسان الا بعد خلط المادة المستخلصة من التين مع مثيلتها من الزيتون.

قام بعد ذلك فريق العلماء الياباني بالوقوف عند أفضل نسبة من النباتين لاعطاء أفضل تأثير.

كانت أفضل نسبة هي 1 تين : 7 زيتون

قام الأستاذ الدكتور/ طه ابراهيم خليفة بالبحث في القران الكريم فوجد أنه ورد ذكر

التين مرة واحدة أما الزيتون فقد ورد ذكره صريحا ستة مرات ومرة واحدة

بالاشارة ضمنيا في سورة المؤمنون

{ و شجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للاكلين }

قام الأستاذ الدكتور/ طه ابراهيم خليفة بارسال كل المعلومات التي جمعها من

القران الكريم الى فريق البحث الياباني.

وبعد أن تأكدوا من اشارة ذكر كل ما توصلوا اليه في القران الكريم

منذ أكثر من 1445 عام، أعلن رئيس فريق البحث الياباني اسلامه

وقام فريق البحث بتسليم براءة الاختراع الى الأستاذ الدكتور/ طه ابراهيم خليفة.

بسم الله الرحمن الرحيم

{ و التين والزيتون (1) وطور سنين(2) وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِين (3)

لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5) إ

ِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (6)

فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ (7) أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ ( 8 )}

صدق الله العظيم

م
ن
ق
و
ل

خليجية
جزاكي الله خيرا

الإعجاز القرآني اهتزازات التربة 2024.

المؤتمر العلمي الأول في إسلام آباد تقدم أحد علماء النبات فقال : هناك آية في القرآن تخبرنا عن حقائق عرفناها نحن الآن ففي عام 1827 م اكتشف عالم بريطاني اسمه براون أن ماء المطر إذا نزل إلى التربة أحدث لها اهتزازات تهتز حبيبات التربة .. حبيبات صغيرة تبلغ أكبر حبيبة من حبيبات التربة قطرها 3000,مم أكبر حبيبة في التربة .. هذه الحبيبات عبارة عن صفائح بعضها فوق بعض من المعادن المختلفة , صفائح متراصة إذا نزل المطر تكونت شحنات كهربائية مختلفة بين الحبيبات بسبب اختلاف هذه المعادن , وحدث تأين ( أي تحويل إلي إيونات والأيون هو ذرة من مجموعة ذرات ذات شحنة كهربائية فإذا نقص عدد الكهيربات في الذرة أصبحت أيونا موجبا وإذا زاد أصبحت ايونا سالبا ويسمى شطرا ) … فتهتز هذه الحبيبات بهذا التأين ، وبدخول الماء من عدة جهات إلى تلك الحبيبات فيحدث له اهتزاز , هذه الحبيبات المهتزة ( الاهتزاز له فائدة عظيمة إذ أن الصفائح متلاصقة بعضها مع بعض ) فالاهتزاز يوجد مجالا لدخول الماء بين الصفائح , فإذا دخل الماء بين الصفائح نمت ودبت هذه الحبيبات .. ربت والرباء والربو هو الزيادة لكن هناك ربا حلال وربا حرام هذا الرباء الذي هو في التربة حلال .. ربت أي زادت بسبب دخول الماء بين هذه الصفائح .. فإذا تشبعت بالماء أصبحت عبارة عن خزان للماء يحفظ الماء بين هذه الصفائح كأننا الآن مع خزانات معدنية داخل التربة .. النبات يستمد الماء طوال شهرين أو ثلاثة أشهر .. من أين ؟ من هذا الخزان يستمد وإلا لكان الماء يغور في التراب , وينزل تحت ويقتل النبات في أسبوع , لكن الخزانات تمده بهذا الماء . قال إذا نزل المطر اهتزت التربة .. من اكتشف هذا ؟ واحد اسمه براون عام 1827 وسميت هذه الاهتزازة اهتزازة براون مع أنها موجودة قبل أن يولد براون والذين يؤرخون العلم عليهم أن لا يقولوا : إن أول من ذكر هذا براون وإن أرادوا إنصافا فليقولوا : إن أول من ذكره القرآن كما سنرى الآن يقول الله جل وعلا ) وَتَرَى الأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ( سورة الحج .. من أخبر محمدا صلى الله عليه وسلم بهذه الدقائق ؟ من أخبره بأسرار البحر , وباطن الأرض , وطبقات الفضاء العليا , وأسرار السماء , وأسرار بداية الخلق ؟ من أخبره بذلك ؟ أليس هذا القرآن هو أكبر معجزة موجودة ؟ إنك إذا رأيت عصا موسى تتحول إلى حية تسعى , فأنت ترى آية واحدة أما هذا القرآن فكله آيات وكل آية فيه تدل على مصدرها وتحمل علما إلهيا ) قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادةً قُلِ اللّهِ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ ( سورة الأنعام اللهم قد بلغت ! اللهم فاشهد

منقوووووووووول

بارك الله فيك
جزاك الله الجنة

ربي يعطيكي العافية عالموضوع الرائع

بارك الله فيك

الإعجاز العلمي في الوضوء والقرآن و الطاقة 2024.

عالم فيزيائي : الوضوء يزيل آلام المفاصل والقرآن يزود الإنسان بالطاقة

أكد عالم الفيزياء السوري علي منصور كيالي

أن الوضوء له فوائد عظيمة من خلال إزالة الشحنات الكهربائية الضارّة

التي تنزل على الأرض وتصيب الإنسان بآلام المفاصل والروماتيزم

وقال الأستاذ في كلية حلب في سورية والمتخصص في الإعجاز العلمي

خلال محاضرة له بجائزة دبي الدولية للقرآن

بعنوان المادة والطاقة في القرآن

وأكد كيالي أن الإنسانية دائما في صراع بين المادة والطاقة

مشيرا إلى أن الطاقة السلبية يمثلها إبليس

مصدقا لما ورد في القرآن الكريم

حين قال بشأن المقارنة بينه وبين أبينا آدم عليه السلام

خلقتني من نار وخلقته من طين

وأوضح أن الطاقة نوعان :

منها الخيّرة ومنها الشريرة يجسدهما على الترتيب

قول الله عز وجل :

إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة

ألا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون

مشيرا إلى أن الملائكة تنزل بالطاقة الايجابية

أما الشياطين فهي تجسد الطاقة السلبية ، ويظهر ذلك في قول الحق:

قل هل أنبئكم على من تنزل الشياطين ، تنزل على كل أفاك أثيم

وذكر ان الطاقتين متنافرتان تماما ، منوّها إلى ان الله

جعل لكل شخص منا ملائكة لتحفظه

مستشهدا بقول الله عز وجل:

ويرسل عليكم حفظة

حبل الطاقة

وأكد كيالي أن الإنسان عندما يبتعد عن القرآن يتبعه الشيطان كطاقة شريرة

لافتا إلى أن هناك حبلا للطاقة يرسله الله على كل إنسان

موضحا أن المسلم في الصلاة يقرأ القرآن واقفا

بسبب ان هناك " شكرة " أعلى الرأس تعمل في ذلك الوقت

ولفت كيالي إلى أن القرآن الكريم فيه طاقة هائلة أظهرها قول الله عز وجل:

لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله

وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون

مؤكدا انه يستحيل أن يحدث أي عمل في الكون

إلا من خلال طاقة الله المباشرة

وقال إن القرآن الكريم أنزل ليلا كما قال الحق سبحانه وتعالى في كتابه الكريم:

إنا أنزلناه في ليلة مباركة

وقوله عز وجل : إنا أنزلناه في ليلة القدر

ولذا فإن الطاقة السامية والخيّرة تعمل ليلا وتتنزّل هذه الطاقة

مع الملائكة في ليلة القدر

وعند خيوط الفجر الأولى تنسحب الملائكة

وفي ذلك يقول القرآن : سلام هي حتى مطلع الفجر

ومشيرا إلى الآية الكريمة : إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قيلا

وأشار الدكتور كيالي إلى أن القرآن الكريم فيه طاقة هائلة

لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله

وقال إنه يستحيل القيام بأي عمل أو انتقال الإنسان

إلا من خلال طاقة الله المباشرة

فلا حول ولا قوة إلا بالله هي أصدق كلمة

حيث لا يمكن أن يفعل الإنسان شيئا إلا بقوة الله

وسيدنا إبراهيم عليه السلام يقول :

ربي اجعلني مقيم الصلاة أي أنني لا أمتلك أي طاقة حتى أؤدّي الصلاة

وإنما الذي يعين الإنسان ويعطيه القوة على ذلك هو الله سبحانه وتعالى

وقال إن الله عز وجل هو الذي يحمل الفلك والسفن في البحر

وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون

وإن نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم ولا هم ينقذون

وقال عز من قائل : وله الجوار المنشآت في البحر كالأعلام

وأضاف كيالي إن الطيور والطائرات يمسكها الله عزوجل في الهواء

فقال سبحانه : أو لم يروا إلى الطير فوقهم صافات ويقبضن ما يمسكهن إلا الرحمن

وقوله : ألم يروا إلى الطير مسخرات في جو السماء ما يمسكهن إلا الله

الوضوء والصلاة

وتحدث الدكتور كيالي عن أهمية الوضوء والصلاة للإنسان

فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في حديثه الشريف :

إن صلاة الجماعة تفضل صلاة الفرد أو الفذ بسبع وعشرين درجة

مبينا لماذا تفضل صلاة الجماعة بسبع وعشرين درجة

ذاكرا أن رصّ الصفوف في الصلاة وفي القتال تزيد الطاقة الخيّرة

والصلاة على الطريقة الإسلامية مرتبطة بالتبدلات الضوئية للشمس

أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل

وأضاف أن الوضوء بجانب أنه نظافة دائمة ومستمرة

لمدة خمس مرات في اليوم والليلة

إلا أن له فوائد عظيمة من خلال إزالة الشحنات الكهربية الضارة

التي تنزل على الأرض وتصيب الإنسان بآلام المفاصل والروماتيزم

ولافتا إلى أن عدم وجود الماء استبدله الله بالتيمم

وقال إن للماء طاقة عجيبة ولكن الإنسان أفقده هذه الطاقة

عن طريق توصيله للبيوت عبر الأنابيب

أو شربه من خلال الأواني البلاستيكية

ولكن أقرب مادة تعيد للماء حيويته وطاقته هي الفخار

خليجية

خليجية
سبحان الله العظيم و بحمده
بارك الله فيك اختي الغاليه و جزاك الله الفردوس الاعلى

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعودية2016 خليجية
خليجية

ياهلا حبيبتي
شرفتيني

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة الجزائر خليجية
سبحان الله العظيم و بحمده
بارك الله فيك اختي الغاليه و جزاك الله الفردوس الاعلى

ياهلا يا الغالية
يسلمووووووو على ردك الرائع
اهلا

الإعجاز العلمي في السنة النبوية 2024.

الإعجاز العلمي في السنة النبوية
المجيب د. محمد بن إبراهيم دودح
باحث علمي في هيئة الإعجاز العلمي في الكتاب والسنة
التصنيف الفهرسة/ السنة النبوية وعلومها/مسائل متفرقة
التاريخ 11/6/1429هـ

السؤال
أريد أن أعرف بعض الدلائل التي تثبت الإعجاز العلمي في السنة النبوية.

الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
السؤال عن دلائل تضمن السنة النبوية لأنباء علمية كشفها الزمان يستدعي الحديث عن تميزها عن النقل الشفهي للأسفار قبل الإسلام، وعن تميز القرآن الكريم بميزات فريدة، ومستعينًا بالعلي القدير أوجز الجواب على النحو التالي:
1- طبيعة النقل الشفهي للأسفار قبل الإسلام:
الاختلاف والتناقض هو طبيعة النقل الشفهي والتدوين بعد أكثر من جيل للأسفار قبل الإسلام؛ خاصة مع نسيان سياق الحدث، واختلاط التاريخ بتفسير الوقائع خارج إطارها، واختلاف المفاهيم واحتياجها لمستند، فقد استهلت آخر مدونة معتمدة لدى الكنائس اليوم والمسماة بإنجيل يوحنا بقول لم تذكره رغم أهميته في العقيدة كل المدونات الأسبق: (في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله..، والكلمة صار جسدًا)، يُؤَلِّه الكاتب المسيح عليه السلام بجرأة، ويؤرخ للحدث ويسميه "الكلمة" كما لو كان شاهد عيان، فيكشف غرضه ابتداءً بعبارات متعسفة تفتقد للحبكة، ويفضح إجماع المحققين اقتباسه من الفلسفة اليونانية لأن لفظ "الكلمة" في الأصل اليوناني لوجوس Logos وتعني العقل الأول كما وضعها هيراقليطس اليوناني، وتبناها فيلون الفيلسوف اليهودي، وحتى كلمة الله ترجمة للأصل اليوناني زيوس Zeus؛ اسم كبير آلهة اليونان، فهل استندت مدونة يوحنا إلى أقوال المسيح عليه السلام، أم إلى المعتقدات الفلسفية الوثنية؟! هكذا إذن نشأت بذور الخلاف في تاريخ النصرانية، فأدت إلى مجمع نيقية الأول عام 325م للتصويت حول طبيعة المسيح عليه السلام: أهو نبي مؤيد مُسْتَجَاب الدعوة، خاصة أن عبارة "ابن الله" ليست مستندًا لأنها من مجازات اليهود، حتى إنهم وصفوا أنفسهم جميعا بأنهم "أبناء الله" أي أحباؤه؛ أم أن عجائب أفعال المسيح عليه السلام لا تصدر عن بشر إلا يكون؛ كما أشاع قديما كهنة الفراعنة، ذو طبيعتين بشرية وإلهية: إله مولود من إله، ومع تعذر مستند يُعول عليه إلا العبادات الوثنية لم يقم التصويت كذلك على أساس رأي الأغلبية في مسألة لا مجال فيها أصلا للتصويت، حيث اعتمد الملك قسطنطين الرأي بتأليه المسيح عليه السلام الذي اختاره 318 فقط من أصل 1800 أسقف (أقل من 18 %)، وبهذا تجنب تمزق مملكته وتفرق رعيته، وحقق مصلحة سياسية بفرض الرأي المطابق للموروث الوثني في تأليه العظماء على حساب تعاليم المسيح عليه السلام، وإعدام الأناجيل التي تؤرخ له كبشر اختارته العناية الإلهية نبيًا معلمًا في بني إسرائيل حتى كشفت الآثار حديثًا وثائق شيوع دعوته بعده لتوحيد الله كسابقيه، وقرر من بعد 150 أسقفا في مؤتمر القسطنطينية الأول سنة 381م اعتبار الروح إله لتكتمل أطراف معتقد التثليث Trinity على نهج التثليث الوثني في المعتقدات الوثنية القديمة التي سادت في مصر والهند وبلاد ما بين النهرين، وحتى الأناجيل المعتمدة في الكنائس حاليًا لم تستطع إخفاء الحقيقة إذا استثنينا الأسفار التي اتهمها البروتستانت بالكذب والتلفيق واستبعدوها، وأبقى عليها الكاثوليك والأرثوذكس، وإن جعلوها درجة أقل باسم الأسفار القانونية الثانية، فقد أعلنت الأسفار القانونية أن المسيح عليه السلام: "قضى الليل كله في الصلاة لله" لوقا 6/12، وأنه: "كان يعتزل في البراري ويصلي" لوقا 5/16، وأنه قال: "لأنه مكتوب للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد" متى 4/10، وقال: "الحق الحق أقول لكم إنه ليس عبد أعظم من سيده، ولا رسول أعظم من مرسله" يوحنا 13/16، وعندما سُئِل: "يا معلم أية وصية هي العظمى في الناموس؟" متى 22/36، أجاب قائلا: "الرب إلهنا رب واحد" مرقس 12/29، وقال: "هذه هي الوصية الأولى والعظمى" متى 22/38، وقال: "لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء" متى 5/17، وقد أعلن مرارا أنه عليه السلام رسول الله: "ليعلم العالم أنك أرسلتني" يوحنا 17/23، وقال: "أنا لا أقدر أن أفعل من نفسي شيئا.. لا أطلب مشيئتي بل مشيئة.. الذي أرسلني" يوحنا 5/30، وقال: "الذي يؤمن بي ليس يؤمن بي بل بالذي أرسلني" يوحنا 12/44، وقال: "الحق الحق أقول لكم إن من يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني فله حياة أبدية" يوحنا 5/24، ولما دعاه أحدهم صالحًا قال: "ليس أحد صالحًا إلا واحد وهو الله" متى 19/17، ومرقس 10/18، ولوقا 18/19، وما زال قوله عليه السلام يؤرق مضجع كل فطين بريء؛ لم يُقيده تقليد ولم تُعمه طائفية ولم يُفزعه رهاب الحقيقة: "من رذلني ولم يقبل كلامي فله من يُدينه؛ الكلام الذي تكلمت به هو يُدينه في اليوم الأخير" يوحنا 12/48.
2- تميز القرآن الكريم بميزات فريدة في تاريخ الوحي:
لا يَعرف التاريخ غير القرآن الكريم كتابا يُنسب للوحي رددته حتى ألسنة الصغار غيبًا وتناقلته الأجيال محافظةً على قراءاته منذ العهد النبوي، وليس تباين القراءات إلا من باب التيسير عند نزول القرآن الكريم في ألفاظ يسيرة مراعاةً لتباين ألسنة الصحابة، بينما لا يستطيع أي قسيس أن يردد الأسفار غيبًا من أي إنجيل وأي ترجمة شاء، وصدق القائل مرارًا في كتابه لتطرق الحجة الأسماع الواعية: "وَلَقَدْ يَسّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذّكْرِ فَهَلْ مِن مّدّكِرٍ" القمر 17 و22 و32 و40، والقرآن الكريم هو الكتاب الوحيد المحفوظ مصداقًا لقوله تعالى: "إِنّا نَحْنُ نَزّلْنَا الذّكْرَ وَإِنّا لَهُ لَحَافِظُونَ" [الحجر:9]، فقد سجله كتبة الوحي في حينه، وتم جمعه في صحيفة واحدة جامعة بقيت هي المرجع الوحيد منذ عهد الصحابة؛ بالإضافة إلى الترتيل Recitation غيبًا لجميع أجيال الأمم التي بلغها الإسلام، وهي ميزة فريدة لم ينلها سواه، وهو الكتاب الوحيد المتحدَّى بإعجاز مبانيه ومعانيه، فقد كان الجواب على طلب العرب عند تنزيله آية حسية شاهدة أن جُعل هو نفسه آية التحدي؛ خاصة لاشتماله على أسرار الخلق شهادةً على نزوله بعلم الخالق في قوله تعالى: "وَقَالُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مّن رّبّهِ قُلْ إِنّمَا الاَيَاتُ عِندَ اللّهِ وَإِنّمَآ أَنَاْ نَذِيرٌ مّبِينٌ. أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنّآ أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَىَ عَلَيْهِمْ إِنّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَىَ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ. قُلْ كَفَىَ بِاللّهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيداً يَعْلَمُ مَا فِي السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ" [العنكبوت:50-52].
3- تميز السنة النبوية عن النقل الشفهي قبل الإسلام:
تميز التدوين بعد الأحداث لحياة النبي محمد عليه الصلاة والسلام بميزة افتقدتها جميع المدونات التاريخية ذات الأصل الشفهي سواه؛ وهي التحري والتحقيق في حال الرواة ومضمون النقل ووضع قواعد قام عليها "علم الحديث"، ولا مناص من الاعتراف بفيض الوحي في مضامين الموروث النبوي؛ وإلا كيف تُفسر الأنباء المستقبلية في السنة النبوية التي وقعت بالفعل، وتلك الأنباء العلمية التي صدقتها الكشوف اليوم في مجالات متنوعة كالطب وعلوم الأرض!، وليس من الإنصاف وقد صدقتها الأيام نسبتها إلى الزَّعم ونزعها من سلة الوحي، فلم ينطق عليه الصلاة والسلام بنبأ تباهيًا؛ وقد نطق بالقرآن الكريم وفيه من العتاب ما ليس له سابقة في أي كتاب آخر يُنسب للوحي، وصدق المُعطي الوهَّاب القائل في كتابه العزيز: "وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىَ. إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحَىَ" [النجم:3-4].
4- دلائل الوحي في السنة النبوية:
المُتَتَبِّع لأنباء الغيوب في السنة النبوية التي لا يقف عليها في القرن السابع الميلادي إلا الخالق يجد أنه تعالى قد أوقف نبيه على الكثير منها لتكون دلالةً على صدقه؛ وإن لم تبلغ كثرة وتنوع أنباء الغيب في القرآن الكريم، فقد أخبر عليه الصلاة والسلام مرارًا عن انتشار الإسلام وظهوره على الأديان، وهو أمر لا يقطع فيه مجازفةً بتخمين، وفي المأثور قوله عليه الصلاة والسلام: (إن أمتي سيبلغ ملكُها ما زوي لي منها وأعطيتُ الكنزين الأحمرَ والأبيض)، قال النووي: "وهذا الحديث فيه معجزاتٌ ظاهرة وقد وقعت كلُّها..، والمراد كنزي كسرى وقيصر..، فقد أعلمه الله بانتشار دينه"، وقوله: (ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين)، ولم تَمْضِ بالفعل في تاريخ الإسلام عقود قليلة إلا وبلغ آفاق الأرض، ولا يقع هذا بسيف وإنما رحبت به الأمم لعقيدته وتشريعاته البسيطة وخطابه للفطرة والضمير واحتكامه للعقل ودعوته للعدل؛ وإلا كيف تُفسِّر دخول أمم كالمغول في الإسلام وهم الغازين المنتصرين!، وكيف تُفسِّر تزايد أعداد المسلمين الغربيين اليوم وهم الأكثر حضارةً وتقدمًا تقنيًّا!.
ومن دلائل النبوة قوله عليه الصلاة والسلام مُتَنَبِّئًا قبل معركة بدر: (يُقتل رجل من أهل بيتي ويُقتل أناس من أصحابي)، فصدقت الأحداث النبوءة، حيث استشهد حمزة بن عبد المطلب وسبعون من أصحابه، ومن إخباره بالمغيبات برهانًا على أنه كان موصولا بالوحي فيما أنبأ في حديثه غير القرآن الكريم نبوءته عليه الصلاة والسلام بفتح مصر في رواية مسلم: (إنكم ستفتحون مصر..، فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها فإن لهم ذمةً ورحماً)، ومما بشّر به صلى الله عليه وسلم فتحقق بعده كما أخبر تمامًا فتح اليمن ثم الشام ثم العراق بنفس الترتيب، وانتقال المسلمين إلى تلك البلاد تاركين المدينة في قوله صلى الله عليه وسلم: (تُفتح اليمن..، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، وتُفتح الشام..، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، وتُفتح العراق..، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون)، قال النووي: "قال العلماء في هذا الحديث معجزاتٌ لرسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنه أخبر بفتح هذه الأقاليم وأن الناس (ينتقلون) بأهاليهم إليها ويتركون المدينة، وأن هذه الأقاليم تُفتح على هذا الترتيب (ووقع) جميعُ ذلك كذلك".
وقد وقع الأمر كما أخبر صلى الله عليه وسلم بغزو أُناس من أمته في البحر ومعهم الصحابيَّة أم حرام بنت ملحان بن خالد الأنصارية خالة الصحابي أنس بن مالك، وزوجة الصحابي عبادة بن الصامت رضي الله عنهم جميعاً، وإحدى خالات الرسول صلى الله عليه وسلم من الرضاع، وذلك في رواية البخاري: "وضع رأسه ثم استيقظ وهو يضحك، فقلت وما يضحكك يا رسول الله؟ قال: ناس من أمتي عرضوا على غزاة في سبيل الله..، قالت: فقلت يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم، قال: أنت من الأولين"، وكانت بالفعل أول شهيدة في البحر عام 27هـ في زمن معاوية بن أبي سفيان، وما زال قبرها قائمًا في جزيرة قبرص إلى اليوم يشهد لحديثه عليه الصلاة والسلام بالوحي، و"النبوة" في الأصل تعني النبوءة بغيبي يُعلمه اللهُ تعالى للنبي، فكيف يُسْتَبْعَد إذن إخباره عليه الصلاة والسلام بالمغيبات العلمية!، يقول العلي القدير: "فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النّبِيّ الاُمّيّ الّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتّبِعُوهُ لَعَلّكُمْ تَهْتَدُونَ" [الأعراف:158].
ومن دلائل النبوة في المغيبات العلمية قوله صلى الله عليه وسلم وفق رواية ابن ماجة: "لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا"، وجاءت الكشوف العلمية تصديقًا للخبر؛ فمع انتشار الإباحية في المجتمعات الغربية -بزعم الحرية الشخصية إلى حد الغواية الإعلامية، والدعوة جهارًا إلى الرزيلة، وتبني حكومات للشذوذ رسميا- ظهرت أمراض جنسية، وانتشرت كالطاعون لم تكن معهودة من قبل، فظهر مرض الزهري Syphilis بعد الغزو الفرنسي لإيطاليا عام 1494م مع صحبة فريق رسمي من الغانيات لتسلية الجنود، وتفيد الوثائق التاريخية انتشار "الباروكة" لتغطية إصابة الرأس في أوروبا قبل أن تُصبح تقليدًا منذ بداية القرن السادس عشر الميلادي بين الملوك واللوردات والقضاة وحتى القساوسة، وقائمة عواقب الإباحية طويلة، وهي أكثر الأوبئة انتشارا اليوم خاصة في المجتمعات التي تدعي الديمقراطية والحرية؛ ومنها على سبيل المثال السيلان gonorrhea والهربس Herpes، وفي عام 1979م ظهر مرض فقدان المناعة المكتسبة والمعروف باسم الإيدز Aids لأول مرة في الولايات المتحدة الأمريكية، وهو يرجع إلى فيروس Virus يهاجم جهاز المناعة، ويُفقد الجسم نظام دفاعه، فيصبح عرضة لغزو أنواع من الفطريات والبكتريا لا تقوى على إصابته في الظروف الاعتيادية حتى تقضى عليه، أو يظل رهنًا للألم والأوجاع، إن هذا الحديث يكشف لنا عن سنة العقوبة للمجتمعات التي تسعى نحو الرزيلة وتنتهك الفضيلة وإن ادعت الرَّشَاد، ومثله كدليل على الوحي في السنة النبوية أنباء عديدة شملت خفايا في علم الأجنة كتخلق الجنين من الأبوين، والوقاية من الأمراض، ووضع قاعدة الحجر الصحي قبل أن يُصبح اليوم قانونًا مدنيًّا وإشارات في علم الوراثة وعلم الجغرافيا كتحديد قبلة مسجد صنعاء.
ومن أظهر الأدلة على الوحي في السنة النبوية قوله صلى الله عليه وسلم في رواية مسلم: "لا تقوم الساعة.. حتى تعود أرض العرب مروجا وأنهارا"، فهو يتنبأ بتغير مناخي يُصيب الأرض يرجع فيه الحزام الصحراوي الذي يشمل شبه الجزيرة العربية إلى سابق عهده من وفرة الأمطار وكثرة الأنهار وازدهار الرياض والمزارع والمراعي، ولا يُتصور أن تصدر تلك النبوءة مجازفةً بالتخمين في صحراء جزيرة العرب التي تخلو حتى اليوم من نهر واحد ويسود أغلبها الجفاف، ويمتد جنوبها الربع الخالي القاحل متاهةً للعابر ومهلكًا لمن لم يتزود بالزاد والماء، وذلك قبل أن يتحدث أحد اليوم عن تغير مناخي وشيك يصيب الأرض، وقبل أن يكتشف البترول في جزيرة العرب وعلى أطرافها ليشهد لمحمد صلى الله عليه وسلم بالنبوة الخاتمة لأنه بقايا لمواد عضوية مطمورة ومخلفات غابات قديمة متحللة، وقبل أن يُعثر على أشجار متحجرة في مناطق قاحلة، وقبل أن يُكتشف باستخدام الرادار حديثًا نظام الأنهار القديم في جزيرة العرب، وقبل أن تُعرف خريطة بطليموس التي رسمها في القرن الثاني قبل الميلاد، وتظهر فيها بوضوح أنهار عديدة تصب في البحر الأحمر غربًا، والمحيط الهندي جنوبًا، والخليج العربي شرقًا، ولا تفسير إلا فيض الوحي في السنة النبوية شهادةً من الله تعالى العليم وحده بكل الأسرار، ودليلا على صدقه عليه الصلاة والسلام.

جزاك الله كل خير حبيبتي
خليجية

الإعجاز النبوي في مكافحه الاوبئه 2024.

——————————————————————————–

الإعجاز النبوي
نعيش اليوم على شفا انتشار وباء جديد إنه "أنفلونزا الخنازير" ومع أن العلماء يصرحون بأن أكل لحم الخنزير آمن ولا يضر، إلا أننا كمسلمين نعتقد أن أكل لحم الخنزير هو السبب في انتشار هذا الفيروس. فلولا الاهتمام بالخنازير ورعايتها وتربيتها والاحتكاك بها لم يصل هذا الفيروس إلى شكله القاتل.

وعلى كل حال يعتبر هذا الفيروس وباء مثله مثل أنفلونزا الطيور، والسارس، وجنون البقر… وكلها أوبئة جديدة لم يكن لأحد علم بها من قبل. ولكن العلماء يؤكدون أن أي الفيروسات لديها القدرة على التطور وتغيير شكلها ومقاومة الأدوية. ولذلك كانت هذه الفيروسات وباءً حصد أرواح المليارات من البشر عبر التاريخ.

والنبي صلى الله عليه وسلم أمر باتخاذ إجراء وقائي يدل على أنه رسول من عند الله! ففي زمنه لم يكن لأحد علم بطريقة انتشار الأوبئة أو أنه من الممكن أن يحمل الإنسان هذا الفيروس ويبقى أياماً دون أن يشعر بوجوده.

ولذلك فالمنطق يفرض في ذلك الوقت أن يأمر الناس أن يهربوا من الطاعون، ولكن ماذا قال عليه الصلاة السلام؟

يقول عليه الصلاة والسلام: (الطاعون بقية رجز أُرسل على طائفة من بني إسرائيل، فإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها فراراً منه، وإذا وقع بأرض ولستم بها فلا تهبطوا عليها) [رواه البخاري ومسلم].

وانظروا معي إلى هذه الوصفة النبوية الرائعة، وهي ما يسميه العلماء بالحجر الصحي.

حتى الإنسان الذي يبدو صحيح الجسم وهو في بلد الوباء، لم يسمح له النبي صلى الله عليه وسلم بمغادرة هذا البلد حتى انتهاء الوباء. وهذا ما يقوله الأطباء اليوم، بل إنهم يمنعون السفر والتنقل بين البلد الموبوء والبلدان الأخرى حرصاً على عدم انتشار الوباء.

ولو تأملنا اليوم كل الإصابات التي انتشرت في أوربا أو آسيا أو في بعض البلدان العربية، نجدها صادرة من أناس قدموا من أمريكا أو المكسيك حيث تقع بؤرة المرض.

ولذلك فإن هذا الحديث الشريف يمثل معجزة نبوية نراها ونلمسها في عصرنا هذا، ويمثل طريقة صحيحة في الطب الوقائي، ويمثل سبقاً علمياً يشهد على صدق هذا النبي وعلى صدق رسالة الإسلام