حسن الأخوة 2024.

حسن الأخوة

د/ خالد سعد النجار

عن ابن عمر -رضي الله عنه- قال -صلى الله عليه وسلم-:
( من استعاذكم بالله فأعيذوه، ومن سألكم بالله فأعطوه، ومن دعاكم فأجيبوه، ومن صنع إليكم معروفا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه ) ‌(1)

أجمل ما في المشاعر النبيلة أن تتحول إلى واقع عملي ولا تقف عند حدود الكلمات الصماء والشعارات الجوفاء، فالترجمة الفعلية لهذه المشاعر هي المؤشر والبرهان الأوحد على صدقها ونبلها، وتتجلى روعة المنهج الإسلامي في هذا النجاح الباهر في عملية التحول تلك التي خلقت في أبنائه نماذج شامخة في الإيثار والتعاون قلما نجد أمثالها في ظل المجتمعات التي تسودها القوانين الوضعية والفلسفات الأرضية، لتتفوق المناهج الربانية مرة أخرى على المناهج الوضعية التي ألقت بأتباعها من العلمانيين والقوميين في هوة سحيقة صاروا فيها عبيدا لنزواتهم ومصالحهم الشخصية وفق قانون شيطانهم الأكبر «الغاية تبرر الوسيلة».
قال تعالى {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب}[المائدة:2] إنها قمة في ضبط النفس وفي سماحة القلب .. ولكنها القمة التي لا بد أن ترقى إليها الأمة المكلفة من ربها لكي تقوم على البشرية لتهديها وترتفع بها إلى هذا الأفق الكريم الوضيء، وهو تكليف ضخم يجعل تعاون الأمة المؤمنة في البر والتقوى لا في الإثم والعدوان، ويخوفها عقاب الله ويأمرها بتقواه، ولقد استطاعت التربية الإسلامية بالمنهج الرباني أن تروض نفوس العرب على الانقياد لهذه المشاعر القوية والاعتياد لهذا السلوك الكريم، وكانت أبعد ما تكون عن هذا المستوى وهذا الاتجاه.
كان المنهج العربي المسلوك والمبدأ العربي المشهور «انصر أخاك ظالما أو مظلوما» .. كانت حمية الجاهلية ونعرة العصبية، كان التعاون على الإثم والعدوان أقرب وأرجح من التعاون على البر والتقوى، وكان الحلف على النصرة في الباطل قبل الحق، وندر أن قام في الجاهلية حلف للحق وذلك طبيعي في بيئة لا ترتبط بالله ولا تستمد تقاليدها ولا أخلاقها من منهج الله وميزان الله، ثم جاء الإسلام والمنهج الرباني للتربية ليربط القلوب بالله وليربط موازين القيم والأخلاق بميزان الله، جاء ليخرج العرب ويخرج البشرية كلها من حمية الجاهلية ونعرة العصبية وضغط المشاعر والانفعالات الشخصية والعائلية والعشائرية في مجال التعامل مع الأصدقاء والأعداء، والمسافة الشاسعة بين درك الجاهلية وأفق الإسلام هي المسافة بين قول الجاهلية «انصر أخاك ظالما أو مظلوما» وقول الله العظيم: {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان} وشتان شتان !! (2)
وقال -صلى الله عليه وسلم-:
– ( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة ) (3)
– ( المؤمن مرآة المؤمن والمؤمن أخو المؤمن يكف عليه ضيعته ويحوطه من ورائه ) (4)
– ( من لا يرحم الناس لا يرحمه الله ) (5)
– ( من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ) (6)
– ( من نفس عن غريمه أو محا عنه كان في ظل العرش يوم القيامة ) (7)
– ( من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة ) (8)
– ( ما من امرئ يخذل امرءا مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه و ينتهك فيه من حرمته إلا خذله الله تعالى في موطن يحب فيه نصرته، وما من أحد ينصر مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته ) (9)
– ( من لا يشكر الناس لا يشكر الله ) (10)
– ( من أتى إليكم معروفا فكافئوه فإن لم تجدوا فادعوا له ) (11)
– ( من صنع إليه معروف فقال لفاعله: جزاك الله خيرا فقد أبلغ في الثناء ) (12) ‌
وهذه حقيقة الفتوة، وهي أن يكون العبد أبدا في أمر غيره، وقيل هي أن لا تحتجب ممن قصدك، قال ابن عمر -رضي الله عنه-: لقد رأيتنا وما أحدنا بأحق بديناره ودرهمه من أخيه المسلم.
وقال الحسن: كنا نعد البخيل الذي يقرض أخاه (13)
وقال أبو الأعرج: لقد رأيتنا في مجلس زيد بن أسلم أربعين فقيها أدنى خصلة فينا التواسي بما في أيدينا، وما رأيت في مجلسه محاربين ولا متنازعين في حديث لا ينفعنا (14)
وقال ابن القيم: وما رأيت أحدا أجمع للفتوة من شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه وكان بعض أصحابه الأكابر يقول: وددت أني لأصحابي مثله لأعدائه وخصومه. وما رأيته يدعو على أحد منهم قط وكان يدعو لهم، وجئت يوما مبشرا له بموت أكبر أعدائه وأشدهم عداوة وأذى له، فنهرني وتنكر لي واسترجع، ثم قام من فوره إلى بيت أهله فعزاهم، وقال: إني لكم مكانه، ولا يكون لكم أمر تحتاجون فيه إلى مساعدة إلا وساعدتكم فيه. ونحو هذا من الكلام، فسروا به ودعوا له وعظموا هذه الحال منه فرحمه الله ورضي عنه (15)
قال المناوي: ( من استعاذكم ) أي من سأل منكم الإعاذة مستعيناً ( باللّه ) عند ضرورة أو حاجة حلت به أو ظلم ناله أو تجاوز عن جناية ( فأعيذوه ) أي أعينوه أو أجيبوه فإن إغاثة الملهوف فرض وفي رواية بدل أعيذوه أعينوه أي على ما تجوز الإعانة فيه {وتعاونوا على البر والتقوى} [المائدة:2] ( ومن سألكم باللّه ) أي بحقه عليكم وأياديه لديكم أو سألكم باللّه أي في اللّه أي سألكم شيئاً غير ممنوع شرعاً دنيوياً أو أخروياً ( فأعطوه ) ما يستعين به على الطاعة إجلالاً لمن سأل به فلا يعطى من هو على معصية أو فضول كما صرح به بعض الفحول ( ومن دعاكم فأجيبوه ) وجوباً إن كان لوليمة عرس وتوفرت الشروط المبينة في الفروع وندباً في غيرها ويحتمل من دعاكم لمعونة في بر أو دفع ضر ( ومن صنع إليكم معروفاً ) هو اسم جامع للخير ( فكافئوه ) على إحسانه بمثله أو خير منه ( فإن لم تجدوا ما تكافئوه فادعوا له ) وكرروا له الدعاء ( حتى تروا ) أي تعلموا ( أنكم قد كافأتموه ) يعني من أحسن إليكم أيّ إحسان فكافئوه بمثله فإن لم تقدروا فبالغوا في الدعاء له جهدكم حتى تحصل المثلية، ووجه المبالغة أنه رأى من نفسه تقصيراً في المجازاة فأحالها إلى اللّه ونعم المجازي هو، قال الشاذلي: إنما أمر بالمكافأة ليستخلص القلب من إحسان الخلق ويتعلق بالملك الحق (16)

الهوامش
(1) رواه أبو داود ــ كتاب الأدب رقم 5099 باب في الرجل يستعيذ من الرجل، وأحمد ــ مسند المكثرين من الصحابة رقم 5484 والحديث رواه أيضا النسائي في باب الزكاة وابن حبان والحاكم، وقال النووي في رياضه: حديث صحيح، وصححه الألباني في صحيح الجامع للسيوطي (صحيح) انظر حديث رقم: 6021 في صحيح الجامع. (2) في ظلال القرآن ــ سيد قطب ــ أول سورة المائدة ص 839 بتصريف ‌ (3) رواه أحمد عن ابن عمر (صحيح) انظر حديث رقم: 6707 في صحيح الجامع (4) رواه أبو داود عن أبي هريرة (حسن) انظر حديث رقم: 6656 في صحيح الجامع (5) رواه أحمد والترمذي عن جرير ( صحيح ) حديث رقم:6597 في صحيح الجامع (6) رواه مسلم وأحمد عن أبي هريرة (صحيح) حديث رقم: 6577 في صحيح الجامع (7) رواه أحمد ومسلم عن أبي قتادة (صحيح) حديث رقم: 6576 في صحيح الجامع (8) رواه أحمد والترمذي عن أبي الدرداء (صحيح) حديث رقم: 6262 في صحيح الجامع (9) رواه أحمد وأبو داود عن جابر (حسن) انظر حديث رقم: 5690 في صحيح الجامع (10) رواه الترمذي عن أبي هريرة (صحيح) انظر حديث رقم: 6601 في صحيح الجامع (11) رواه الطبراني عن الحكم بن عمير (صحيح) انظر حديث رقم: 5937 في صحيح الجامع
(12) رواه الترمذي عن أسامة بن زيد (صحيح) انظر حديث رقم: 6368 في صحيح الجامع. (13) التبصرة لابن الجوزي (14) السير 5/316-317 (15) مدارج السالكين 2/344-345 بتصريف يسير (16) فيض القدير للمناوي 2/435

د/ خالد سعد النجار
alnaggar66@.com

خليجية
شكرلكم
مشكورهـ وجزاكـ الله خير
شكرلكم

حقوق الأخوة 2 2024.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فقد تكلمنا في مقال سابق عن بعض حقوق الصحبة والأخوة الخاصة التي تكون بين بعض المؤمنين، ونكمل بإذن الله تعالى ما بدأناه فنقول: إن من هذه الحقوق:

مواساة الأخ لأخيه بالمال:

وهي كما ذكر بعض أهل العلم على ثلاث مراتب: أدناها أن تقوم بحاجته من فضل مالك، أي ما زاد من مالك، فإذا احتاج وعندك فضل مال أعطيته ولم تحوجه إلى ذل السؤال، فإن أحوجته إلى السؤال مع علمك بحاجته فهذا غاية التقصير في حق أخيك.

والمرتبة الثانية أن تنزله منزلة نفسك ، وترضى بمشاركته إياك في مالك، قال علي بن الحسين لرجل: هل يُدخل أحدكم يده في كُم أخيه أو كيسه فيأخذ منه ما يريد بغير إذنه؟ قال: لا ، قال: لستم بإخوان.
وقال الحسن رحمه الله : كان أحدهم يشق إزاره بينه وبين أخيه .

وجاء رجل إلى أبي هريرة رضي الله عنه فقال: إني أريد أن أواخيك في الله. فقال: أتدري ما حق الإخاء؟ قال: عرفني. قال: ألا تكون أحق بدينارك ودرهمك مني . قال: لم أبلغ هذه المنزلة بعد. قال: فاذهب عني.

أما المرتبة الثالثة فهي أن تؤثره على نفسك، وتقدم حاجته على حاجتك، وهذه رتبة الصديقين وأعلى درجات المتحابين.

وقد مدح الله الأنصار بقوله: { ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة } ( الحشر:9).
وقد عرض الأنصار على إخوانهم المهاجرين أن يقتسموا معهم الأموال فعف المهاجرون عن أموال إخوانهم الأنصار، وكانت رأس الشاة تهدى للرجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيرسلها إلى أخيه مواساة له وإيثارا له بها حتى تدور على سبعة من الصحابة ثم ترجع إلى الأول، كل منهم يؤثر أخاه على نفسه.

إعانة الأخ بالنفس في قضاء حوائجه:

وهي من حقوق الأخ على أخيه ، وهي أيضا درجات كالمواساة بالمال، فأدناها القيام بحاجة الأخ عند السؤال وإظهار الفرح بهذا، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: " من نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلم ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه".( رواه مسلم).

والدرجة الثانية في المواساة بالنفس أن تجعل حاجته كحاجتك ، وقد كان بعض السلف يتفقد عيال إخوانه بعد موتهم ويقضي لهم حوائجهم، ويأتيهم كل يوم ، ويمونهم من ماله ، فكان الأولاد لا يفقدون بموت الأب إلا صورته.

والدرجة الأرقى والأسمى في المواساة بالنفس، أن يقدم حاجة أخيه على حاجته ولو أدى ذلك إلى تأخير حوائج نفسه، ولا ينتظر على ذلك مكافأة، فقد قضى ابن شبرمة رحمه الله حاجة لبعض إخوانه، فأهدى له الأخ هدية ، فقال ابن شبرمة: خذ مالك عافاك الله ، إذا سألت أخاك حاجة فلم يجهد نفسه في قضائها، فتوضأ للصلاة وكبر عليه أربع تكبيرات وعده من الموتى.

ترك المراء والمجادلة:

فإن المراء والمجادلة تقسي القلب وتزرع الحقد وتنبت الضغينة وترقق الورع في المنطق والفعل.
وغالبا ما يكون الباعث على المراء والمجادلة إظهار التميز، واحتقار المردود عليه بإظهار جهله وقلة علمه، أو الانتصار للرأي والنفس والرغبة في تجنب الوصف بالخطأ، ولا شك أن هذا يخالف هدي السلف رضي الله عنهم حيث كانوا يبادرون بالرجوع إلى الحق متى تبين لهم ولا يتكبرون عن الاعتراف بالخطأ ؛ ولهذا كثيرا ما رأينا منهم رجوعا عن فتاوى أو آراء دون تعصب أو تكبر.

كما كان السلف رضي الله عنهم يتحرزون من هذه الآفة ويربأون بأنفسهم وإخوانهم عن الوقوع في حبائلها، حتى قال بعضهم: من لاحى الإخوان وماراهم قلت مروءته ، وذهبت كرامته.
وقال عبد الله بن الحسن: إياك ومماراة الرجال؛ إنك لن تعدم مكر حليم ، أو مفاجأة لئيم.
وقال الحسن رحمه الله: إياكم والمراء؛ فإنه ساعة جهل العالِم، وبها يبتغي الشيطان زلته.

ولأن المراء والجدال يذهب حرارة الحب في الله ، وربما قضى على معاني الأخوة في النفوس، فقد رآه بعضهم الخسارة بعينها، حتى قال خالد بن يزيد بن معاوية: إذا كان الرجل مماريا لجوجا معجبا برأيه فقد تمت خسارته.
والمراء والمجادلة مع الإخوان ليست من حسن الخلق الذي أمرنا أن نتحلى به، نسأل الله أن يجنبنا المراء والجدل.

زيارته في الله

ويدخل في حق الأخ على أخيه أن يتفقده بالزيارة أحيانا، ليدخل عليه السرور ويظهر له مزيد اهتمام.
وكما هو معلوم فإن فضل الزيارة في الله كبير وعظيم، يكفي أن الله تعالى أرسل ملكا يبشر رجلا بمحبة الله عز وجل له لأنه يزور أخاه في الله ويحبه فيه.

كما بشر النبي صلى الله عليه وسلم الزائر بالجنة حين قال: " ألا أخبركم برجالكم من أهل الجنة؟ النبي في الجنة، والشهيد في الجنة، والصدِّيق في الجنة، والرجل يزور أخاه في ناحية المصر في الله في الجنة ".( رواه الطبراني وحسنه الألباني).

ومن روائع ما يحكى في التزاور في الله ما رواه الخطيب البغدادي في تاريخه عن النقاش قال: بلغني أن بعض أصحاب محمد بن غالب جاءه في يوم وحل وطين، فقال محمد: متى أشكر هاتين الرجلين اللتين تعبتا إلي في مثل هذا اليوم لتكسباني في الثواب، ثم قام بنفسه فاستقى له الماء ، وغسل رجليه.

سلام من الله عليهم ورحمة منه ورضوان، ونكمل إن شاء الله حديثنا عن بقية الحقوق في مقال آخر، والحمد لله رب العالمين.

شكرلكم

كيف نحمي أبنائنا من النزاعات بين الأخوة 2024.

أنها إحدى أكثر الأشياءِ المفجعة التي يمكن لأي أم وأب أن يشهداها، أشقاء يحاربون بعضهم البعض، ويتنازعون كأنهم ألد الأعداء.

يتعرض الآباء لاختبار هام عندما يستقبلا طفلهما الثاني. فهما لا يواجهان مشاعرهما فقط بل ومشاعر الطفل الأول الذي يعتقد بأنه يمتلك ميزات هذه المكانة بالولادة. ولكن هناك طرق للتَعامل مع قتال الأشقاءِ ومساعدتهم على التعلم من تجاربهم واختلافاتهم. فكلاهما أطفالك وأنت تحبهما بنفس المقدار. تذكّر بأنهم ليسوا مثل بعضهم البعض، لذا سيكون لديهم مستويات مختلفةَ من الفهم كما أن لديهم شخصيات مختلفة.

قد يكون النزاع حدثا شائعا في بعض العائلات التي تملك طفلين أو أكثر، لَكن لا يجب أن يكون هذا هو النمط دائما. على سبيل المثال يمكن أن يتعلم الطفل الأصغر الكثير من شقيقه الأكبر سنّاً. مثل التفاعل مع الآخرين، تكوين الصداقات، بالإضافة إلى تعلم كيفية التعامل مع الأشخاص الأكبر سنا في العائلة والأصدقاء، وتعلم المهام المنزلية. ووفقا للدراسات فأن الأشقاء الأصغر سنا يتعلمون الحديث مبكرا لأنهم يستمعون بحذر أكبر لأشقائهم الأكبر سنا ويقلدونهم. ولا تقتصر عملية التعلم على الصغار فقط بل يمكن للشقيق الأكبر أن يتعلم من شقيقه الأصغر.

يمكن أن يجلب القتال بين الأشقاءِ الكثير من التَوتّر بين الأفراد الآخرين من العائلة. وكوالد فقد تجد صعوبة في الحفاظ على هدوئك في الأوقات المرهقة مثل نزاع الأشقاء. ولكن لنزع فتيل الخلاف، من المهم أن تهدئ نفسك. فالاشتراك في النزاع لن يفيد، كذلك التحيز لطرف ما. تحدث إلى الأشقاء بنفس الوقت على انفراد وحاول أن تجد سبب المشكلة. ثم أجلسوا معا جمعيا وحاولوا الوصول إلى تفاهم.

من المهم أيضاً السماح للأطفال بحل مشاكلهم بدون تدخلك. اقتراح بعض الطرق التي يمكن من خلالها حل المشكلة ثم اترك الغرفةَ، ودعهم يفكرون في طرق لحل المشكلة وتنظيم أنفسهم. لا تقلل من تقدير ما يمكن أن يفعله أطفالَك، فقد تدهشك هذه المخلوقات الصغيرة.

أفضل حل هو مدح التصرف الجيد وليس الشخص وتجاهل التصرفات السيئة.

قتال الأشقاء حقيقة من حقائق الحياة ودائما سيكون هناك اختلافات في الرأي الأمر الذي سيؤدّي تباعاً إلى الحجج والقتال، وهذا لَيس أمرا غير عادي وأنت لَست الوالد الوحيد الذي يمر بذلك.

خليجية

مشكووورة ياا الغالية
مشكوره يا لغاليه

خليجية

من حقوق الأخوة 2024.

الحمد الذي ألف بين قلوب أوليائه فأصبحوا بنعمته إخوانا، والصلاة والسلام على البشير النذير الذي جمع الله به بين قلوب الموحدين فصاروا خلانا، وبعد:

فمن أجلِّ النعم التي ينعم الله بها على العبد أن يرزقه إخوة صالحين يألفهم ويألفونه، ويحبهم ويحبونه، ولا شك أن لهذه الأخوة حقوقا ينبغي القيام بها، وليس حديثنا هنا عن الحقوق العامة بين المسلمين ، إنما الحديث عن حقوق الأخوة الخاصة والتي نتكلم عنها في النقاط التالية:

أولا: الإخلاص في المحبة

ونعني بذلك ان يكون حبه لأخيه في الله خالصا لوجه الله تعالى لا لمصلحة دنيوية كما ثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :"ثلاث من كنّ فيه وجد بهن حلاوة الإيمان؛ أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار".

فليس الشأن أن تكون مُحِبا لأخيك، وإنما الشأن في هذه العبودية التي تمتثل ما أمر الله جل وعلا به، أن تكون محبتُك لهذا الخاص من الناس، أو محبتُك لإخوانك، لله لا لغرض من الدنيا.، وإذا كانت المحبة لله فإنه يرجى دوامها ، أما إذا كانت لغير الله فإنها في الغالب لا تدوم بل تضمحل كما قال القائل: ما كان لله دام واتصل وما كان لغير الله انقطع وانفصل، وقد تنقلب عداوة والعياذ بالله.

ثانيا: حفظ العرض

إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد قال في خطبته في حجة الوداع : "إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام…" الحديث، فعِرض المسلم على المسلم حرام بعامة، فكيف إذا كان بين المسلم والمسلم أخوّة خاصة وعقد خاص من الأخوة ، كيف لا يحفظ عرضه، وقد قام بينهما من الأخوة والمحبة الخاصة ما ليس بينه وبين غيره؟.

إذا كان المسلم مأمورا أن يحفظ عرض أخيه الذي هو بعيد عنه، فكيف بالذي بينه وبينه مودّة، وتعاون على البر والتقوى، وسعي في طاعة الله، وفي العبودية لله جل جلاله، واكتساب الخيرات، والبعد عن المآثم.

ولا شك أن هذا الحق يقتضي أمورا منها:

– السكوت عن العيوب وسترها، فمن كان بينه وبين أحد من المؤمنين أخوة خاصة فلا شك أنه سيطلع منه على ما لا يطلع عليه غيره فتبدو له بعض العيوب ومن حقوق الأخوة أن يستر الأخ على أخيه ويتغاضى عن هذه العيوب ولا يفشيها؛ إذ لو كان الآخر يعلم أن أخاه سيفشي عيوبه لتحرز منه، فلا يجوز للأخ أن يفشي عيب أخيه في حضوره ولا في غيبته، سواء كان هذا العيب يتعلق به أو بأهله أو غير ذلك؛ فإن المروءة وحقوق الأخوة تأبى على الصاحب الوفي أن يفشي عيب أخيه.

– حفظ سره وعدم البوح به، وهذا يختلف عما سبق من ستر العيب، فالسر هو ما بثه إليك مما استأمنك عليه سواء كان هذا السر متعلقا به أو بغيره ، والمجالس بالأمانات ، وكما ورد عند أبي داود رحمه الله من حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " الرجل إذا حدث الرجل بحديث ثم التفت عنه فهي أمانة".

والله عز وجل أمر بحفظ الأمانات، وقد كان السلف رضي الله عنهم يحفظون السر حتى إن أحدهم كان يحدث أخاه بسر من أسراره فإذا فرغ من حديثه سأله أوعيته؟ فيجيب الآخر بل نسيته ، زيادة ومبالغة في حفظ السر.

– ومن صيانة عرضه أن تصاحبه مصطحبا قول النبي صلى الله عليه وسلم: " من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه "، فلا تحاول أن تزعجه بأسئلة عما لم يخبرك به، بل تترك الأمر له إن رأى مصلحة في إخبارك بأمر ما أخبرك وإلا كتم عنك ، ولا يكون منك إلحاح يزعجه ويضجره.

ثالثا: حسن الظن

فنحن مطالبون بحسن الظن في المسلم بصفة عامة فكيف بمن كان بيننا وبينه خصوصية في العلاقة؟! إن الأمر حينئذ يكون أشد تأكدا، والله عز وجل يقول: { يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم…} ( الحجرات من الآية 12).

ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الظن فقال: " إياكم والظن؛ فإن الظن أكذب الحديث".

وقد كان السلف رضي الله عنهم ينأون بأنفسهم عن هذا الخلق الذميم، فتراهم يلتمسون الأعذار للمسلمين، حتى قال بعضهم: إني لألتمس لأخي المعاذير من عذر إلى سبعين، ثم أقول: لعل له عذرًا لا أعرفه.

وورد عن عمر رضي الله عنه قال: لا تظنن بكلمة خرجت من أخيك سوءا وأنت تجد لها في الخير محملا.

فلا ينبغي للمسلم أن يترك للشيطان على نفسه سبيلا في إيقاع العداوة بينه وبين إخوانه من خلال سوء الظن؛ فإن الشيطان يريد إيقاع العداوة بين الناس:{ إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء…} ( المائدة من الآية 91).
ونكمل بقية الحقوق في مقال قادم إن شاء الله ، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين.

مشكوره على الطرح المتميز
جزاكي الله خير
شكرلكم

خواطر إسلامية في المحبة و الأخوة في الله 2024.

:0136:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

خواطر إسلامية في المحبة و الأخوة في الله

الخاطرة الاولى

ما أجملها من أخوة ، وما أروعها من نفحات إيمانية عذبة ، يستشعرها الأخو تجاه أخيه..فتسري في عروقه سريان

الماء الزلال بعد فورة عطش شديد ،فيثلج صدرة ، ويروى ضمؤه ، ليعود للقلب نقاءه ,,وللنفس صفاؤها..فتطمئن الروح

وتعود لتنشر أريج الود والحب من جديد .

الخاطرة الثانية

كم من أمنيات عشناها ، فصارت ذكريات ، ذكريات تثير شجون المحبين ،

فللقلب معها خفقات….

وللدمع فيها دفقات….

وفي الصدر منها لهيب وزفرات.

الخاطرة الثالثة

لا يستطيع اللسان التعبير عن كل ما في النفس تجاههم ، ولكن تأبى النفس إلا أن تبين بعض ما يتلجلج في الصدر ..

ويشتعل في الأعماق

ومع عودة الذكريات…… يعود الأمل .

الخاطرة الرابعة

وبعد الوصال لابد من إرتحال ، تغرب الشمس وكأن أشعة غروبها سيوف تعمل في الغروب ، فيخفق القلب صراعاً ..

ويناديه الركب الراحل …وداعــــــاً ….

ويهتف اللسان والقلب …قفوا….قفوا .

وأخيراً

اللهم إنك تعلم أن هذه القلوب قد إجتمعت على محبتك ..والتقت على طاعتك … وتوحدت على دعوتك …وتعاهدت على نصرت شريعتك..

فوثق اللهم رابطتها ….وأدم ودها…وأهدها سبلها ..واملئها بنورك الذي لا يخبو .

واشرح صدورها بفيض الإيمان بك وجميل التوكل عليك…وأحيها بمعرفتك..وأمتها على الشهادة في سبيلك ..

إنك نعم المولى ونعم النصير

اللهم آمـــــيــــــــــن
اللهم إنك تعلم أن هذه القلوب قد إجتمعت على محبتك ..والتقت على طاعتك … وتوحدت على دعوتك …وتعاهدت على نصرت شريعتك..

فوثق اللهم رابطتها ….وأدم ودها…وأهدها سبلها ..واملئها بنورك الذي لا يخبو .

واشرح صدورها بفيض الإيمان بك وجميل التوكل عليك…وأحيها بمعرفتك..وأمتها على الشهادة في سبيلك ..

ما أجمل تلك لمشاعر التي خطها لنا قلمك الجميل هنا
لقد كتبت وابدعتِ
كم كانت كلماتكِ الرائعه في معانيها
شكرا لكي على ردك المميز

قلمي يكتب ويحكي عن مافي داخلي

كيف نحول الغيرة بين الأخوة إلى وسيلة بناءة 2024.

الغيرة شعور نفسي بتميز الآخرين عنا، تتحول أحيانا إلى عرض نفسي لابد من علاجه، فغيرة الأشقاء من بعضهم شعور طبيعي، إلا انه يتحول لمشاعر سلبية خطيرة، إذا دعمه الآباء بالتفرقة اللاشعورية في التعامل بين الأخوات.

الغيرة واقع وحقيقة

ولإطفاء نار الغيرة داخل الأسرة وكيفية تحويل مشاعر الغيرة الملتهبة بين الأخوات إلى وسيلة بناءة تخدم الأسرة والمجتمع معا، والعديد من النصائح الذهبية لأسرة سعيدة يحدثنا الدكتور مصطفى عابدين أستاذ علم النفس حيث يقول: الغيرة شعور مؤلم يظهر فى حالات كثيرة مثل ميلاد طفل جديد للأسرة، أو شعور الطفل بخيبة أمل فى الحصول على رغباته، ونجاح طفل آخر فى الحصول على تلك الرغبات، أو الشعور بالنقص الناتج عن الإخفاق والفشل، والغيرة أحد المشاعر الطبيعية الموجودة عند الإنسان كالحب، ويجب أن تقبلها الأسرة كحقيقة واقعة ولا تسمح فى نفس الوقت بنموها، فالقليل من الغيرة يفيد الإنسان، فهى حافز على التفوق، لكن الكثير منها يفسد الحياة، ويصيب الشخصية بضر بالغ، وما السلوك العدائى والأنانية والارتباك والانزواء إلا أثر من آثار الغيرة على سلوك الأطفال.

وإذا أصبحت الغيرة عادة من عادات السلوك وظهرت بصورة مستمرة فإنها تصبح مشكلة، لاسيما حين يكون التعبير عنها بطرق متعددة، والغيرة من أهم العوامل التى تؤدى إلى ضعف ثقة الطفل بنفسه، أو إلى نزوعه للعدوان والتخريب والغضب، والواقع أن انفعال الغيرة انفعال مركب، يجمع بين حب التملك والشعور بالغضب، وقد يصاحب الشعور بالغيرة إحساس الشخص بالغضب من نفسه ومن إخوانه الذين تمكنوا من تحقيق مآربهم التى لم يستطع هو تحقيقها، وقد يصحب الغيرة كثير من مظاهر أخرى كالثورة أو التشهير أو المضايقة أو التخريب أو العناد والعصيان، وقد يصاحبها مظاهر تشبه تلك التى تصحب انفعال الغضب فى حالة كبته، كاللامبالاة أو الشعور بالخجل، أو شدة الحساسية أو الإحساس بالعجز، أو فقد الشهية أو فقد الرغبة فى الكلام.

فالشعور بالغيرة أمر خطير يؤثر على حياة الطفل ويسبب له صراعات نفسية متعددة، فهى تمثل خطراً داهما على توافقه الشخصى والاجتماعى، بمظاهر سلوكية مختلفة منها التبول اللاإرادي أو مص الأصابع أو قضم الأظافر، أو الرغبة فى شد انتباه الآخرين، وجلب عطفهم بشتى الطرق، أو التظاهر بالمرض، أو الخوف والقلق، أو بمظاهر العدوان السافر.

فالغيرة تدور إذا حول عدم القدرة على أن نمنح الآخرين حبنا ويحبنا الآخرون بما فيه الكفاية، وبالتالى فهى تدور حول الشعور بعدم الطمأنينة والقلق تجاه العلاقة القائمة مع الأشخاص الذين يهمنا أمرهم. والغيرة فى الطفولة المبكرة تعتبر شيئاً طبيعيا حيث يتصف صغار الأطفال بالأنانية وحب التملك وحب الظهور، لرغبتهم فى إشباع حاجاتهم، دون مبالاة بغيرهم، أو بالظروف الخارجية، وقمة الشعور بالغيرة تحدث فيما بين 3 – 4 سنوات، وتكثر نسبتها بين البنات عنها بين البنين.

التفرقة أم المشاكل

وعلى ذلك يجب ضرورة التأكيد على عدم إثارة مشاعر الغيرة بين الأخوات من خلال التفرقة غير المقصودة بينهم كالاهتمام بطفل دون الآخر لأسباب خاصة به ولا يتفهمها الطرف الآخر، فلابد أن يتوخي الآباء الحذر في إظهار عواطفهم نحو الأبناء حتى ولو كان هذا الابن يستحق رعاية اكثر بحكم ظروفه سواء كان الأصغر أو أن يكون مريضا او مسافرا لبعض الوقت، فالحكمة مطلوبة في التعامل مع الأبناء حتى لا يشعروا بالتفرقة بينهم وأكبر مثال على ذلك مشاعر الغيرة التي حولت اخوة سيدنا يوسف عليه السلام لمحاولة التخلص منه لاعتقادهم الخاطئ ان أباهم يفضله عنهم لأنه كان اصغرهم فقط وهنا نتحدث عن تصرف أولاد أحد الأنبياء، فإننا نلتمس العذر للإنسا العادي أن ينتابه هذا الشعور.
عندما يشاركه الثاني !

ومع بداية الزواج تستعد الأسرة لاستقبال مولودها الأول بفارغ الصبر وتهتم بكل طلباته وتراقب كل تحركاته باهتمام كبير وبعد فترة تحمل الأم وترزق بمولود آخر قد يثير مشاعر الغيرة لدى الطفل الأكبر خاصة لدى الأسرة غير الواعية لضرورة عدم إهمال طرف على حساب آخر تحت دعوى ان الأصغر اولى بالرعاية، وهنا على الام ان تهيئ الطفل الاكبر لاستقبال شقيقه الاصغر حتى ان هناك بعض الاسر تحضر هدايا للشقي الاكبر وتدعي انها من أخيه وبذلك تحمي الطفل من الشعور بالاهمال وتطفئ نار الغيرة لديه.

كما لابد ان تعمل الأم على مشاركة الأخ الأكبر في تعليم وتربيه الأخ الأصغر، فداخل كل منا رغبة بالاهتمام بشخص ما ويكون مسؤولا عنه فليكن هذا الشخص الاخ الاصغر وفي نفس الوقت يجب ألا تتعامل مع الابن الأكبر على انه كبير ولايجب تدليله ولابد ألا يخطئ ويتحمل المسؤولية كاملة لمجرد انه يكبر الأصغر بسنتين أو أكثر فهذا خطأ كبير تقع فيه بعض الأسر.

وعن كيفية مواجهة نيران الغيرة داخل الأسرة يقول الدكتور مصطفى: لابد أولا من إشعار الطفل بقيمته ومكانته فى الأسرة والمدرسة وبين الزملاء وتعويده على أن يشاركه غيره فى حب الآخرين، وتعليمه أن الحياة أخذ وعطاء منذ الصغر وأنه يجب على الإنسان أن يحترم حقوق الآخرين، ونبث الثقة فى نفس الطفل لتخفيف حدة الشعور بالنقص أو العجز عنده.

بالإضافة لضرورة توفير علاقات قائمة على أساس المساواة والعدل، دون تميز أو تفضيل أحد على آخر، مهما كان جنسه أو سنه أو قدراته، وتعويد الطفل الأناني على احترام وتقدير الجماعة، ومشاطرتها الوجدانية، ومشاركة الأطفال فى اللعب وفيما يملكه من أدوات، كما إن إغداق امتيازات كثيرة على الطفل المريض يثير الغيرة بين الأخوة الأصحاء، وتبدو مظاهرها فى تمني السوء والكراهية للطفل المريض أو غير ذلك من مظاهر الغيرة الظاهرة أو المسترة ولعل هناك بعض محاضر الحوادث التي سجلت بعض العنف والعدوان من الأخوة الكبار لمن هم اصغر سنا كاستعمال بعض الأدوات الحادة عند اللعب معهم او على الاقل يوجه غيرته الى تدمير ادواته وألعابه الخاصة.

لذلك يجب على الآباء الحزم فيما يتعلق بمشاعر الغيرة لدى الطفل، فلا يجوز إظهار القلق والاهتمام الزائد بتلك المشاعر، كما أنه لا ينبغى إغفال الطفل الذى لا ينفعل، ولا تظهر عليه مشاعر الغيرة مطلقاً، وفى حالة ولادة طفل جديد لايجوز إهمال الطفل الكبير وإعطاء الصغير عناية أكثر مما يلزمه، فلا يعط المولود من العناية إلا بقدر حاجته، وهو لا يحتاج إلى الكثير، الذى يضايق الطفل الأكبر عادة كثرة حمل المولود.

ويجب عليهم ايضا أن يهيئوا الطفل إلى حادث الولادة مع مراعاة فطامه وجدانياً تدريجياً بقدر الإمكان، فلا يحرم حرماناً مفاجئاً من الامتياز الذى كان يتمتع به، والأهم من ذلك ضرورة تفادي المقارنة الصريحة واعتبار كل طفل شخصية مستقلة لها استعداداتها ومزاياها الخاصة بها مع تنمية الهوايات المختلفة بين الاخوة كالقراءة والرياضات المختلفة وألعاب الكمبيوتر وغير ذلك، وبذلك يتفوق كل فى ناحيته، ويصبح تقيمه وتقديره بلا مقارنة مع الآخرين.

المساواة أعظم الحلول

يجب المساواة فى المعاملة بين الابن والابنة، فمعظم الاسر في مجتمعاتنا الشرقيه تفضل الولد عن البنت نتيجة لرغبة الاباء الشديدة فيمن يرث مهنتهم او تجارتهم ويستندون عليه مستقبلا وهذا يفسر تفضيلهم للذكر عن الأنثي، وهذه التفرقة فى المعاملة تؤدى إلى شعور الأولاد بالغرور وتنمو عند البنات غيرة تكبت وتظهر أعراضها فى صور أخرى فى مستقبل حياتهن مثل كراهية الرجال وعدم الثقة بهم وغير ذلك من المظاهر الضارة لحياتهن، لذلك اذا عرفت أسباب الغيرة كان من السهل علاج أعراضها وحماية أفراد الأسرة منها.

ودمتم بحفظ الله

خليجية

شكرا على الطرح الجميل
وبانتظار جديدك دوما !!!
تقبلي مروري

يسلمو حبي

الحقوق التي تتقوى بها أواصر الألفة والمحبة والأخوة في الله 2024.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحقوق التي تتقوى بها أواصر الألفة والمحبة والأخوة في الله
1 : ــ أن يجتنب الظلم فإنه ظلمات يوم القيامة ، وأن يراعي حقوق الأخوة الإيمانية : فعن أبي هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم : ( حق المسلم على المسلم ست : إذا لقيته فسلم عليه ، وإذا دعاك فأجبه ، وإذا استنصحك فانصح له ، وإذا عطس فحمد الله فشمّـته ، وإذا مرض فعده ، وإذا مات فاتبعه ) مختصر صحيح مسلم 1418 .

وعن أبي أمامة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم : ( من بدأ بالسلام ، فهو أولى بالله ورسوله ) صحيح الجامع 6121

2 : ــ أن يتلطف بالنصح له : قال الله تعالى ( والعصر إن الإنسان لفي خسر . إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوْا بالحق وتواصوْا بالصبر ) سورة العصر .

قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى :

تغمــــــــــــــــــدني بنصحك في انفرادي ……………………. وجنبي النصيحة في الجماعـــة

فإن الـنــــــــــــــصح بين النــــــاس نوع ……………………. من التوبيخ لا أرضى استماعـه

وإن خالفتــــــــــــــــــني وعصيت قولي ……………………. فلا تجـــزع إذا لم تعط طاعــــة .

وقال أيضا : " من وعظ أخاه سرا فقد نصحه وزانه ، ومن وعظه علانية فقد فضحه وشانه " .

3 : ــ المشاركة الوجدانية : وذلك بالتواصل ، والتزاور في الله ، والتباذل في الله ، وإظهار الحرص عليه : فيفرح لفرحه ويحزن لحزنه ، يسأل عنه إن غاب ، ويتفقد أحواله ، فإن كان مريضا عاده ، أو كان ناسيا ذكّره ، يرحب به إذا دنا ، ويوسع له إذا جلس ، ويصغي له إذا تحدّث ، ويواسيه بماله إن احتاج إليه ، ويعينه على قضاء حاجته ، ويؤثره على نفسه ولو كان به خصاصة . فعن ابن عمر رضى الله عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم : ( أحب الناس إلى الله أنفعهم ، وأحب الأعمال إلى الله تعالى سرور تدخله على مسلم ، أو تكشف عنه كربة ، أو تقضي عنه دينا ، أوتطرد عنه جوعا، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في المسجد شهرا ، ومن كف غضبه ستر الله عورته ، ومن كظم غيظا ، ولو شاء أن يمضيه أمضاه ، ملأ الله قلبه رضى يوم القيامة ، ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له ، أثبت الله قدمه يوم تزل الأقدام ، وإن سوء الخلق ليفسد العمل ، كما يفسد الخل العسل ) حديث حسن . السلسلة الصحيحة 906 .

4 : ــ أن يعطيه من لسانه ما يحب أن يسمع منه : فيدعوه بأحب أسمائه إليه ، يستقبله بالإبتسامة الحنون التي تترك أثرها في القلب ، وبالكلمة الطيبة . وأن بيين محبته له في الله تعالى بقوله : " إني أحبك في الله " . فعن مجاهد مرسلا قال : ( إذا أحب أحدكم أخاه في الله فليعلمه ، فإنه أبقى في الألفة ، وأثبت في المودة ) صحيح الجامع 280 . الصحيحة 1199 .

5 : ــ أن لا يحاول التطلع إلى خباياه ليستكشف أسراره ، فلا يتحسس ، ولا يتجسس ، ولا يحقّـر ، ولا يجادله في باطل ، ولا يكثر العتب عليه فيملّه ، ولا يلحّ عليه في السؤال فيتوتر وكأنه تحقيق : فعن المغيرة بن شعبة خليجية قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم : ( إن الله حرّم عليكم : عقوق الأمهات ، ووأد البنات ، ومنعاً وهات ، وكره لكم قبل وقال ، وكثرة السؤال ، وإضاعة المال ) مختصر مسلم 1757 . صحيح الجامع 1749 .

6 : ــ أن يكف عنه لسانه فلا يذكر له عيبا في غيبته أو حضوره ، وأن يبلغه ثناء الناس عليه ، مظهرا اغتباطه بذلك ، يشكره إن أحسن ، ويكظم غيظه إن أساء : وأن يبتعد عن الغيبة والنميمة والقذف ، وعن النفاق ، الرياء ، والحقد ، والحسد ، وأن ويحسن الظن ، ويستر العيوب ، ويعفو عن الزلات ، ويتغاضي عن الهفوات ، فالمؤمن يطلب المعاذير ، والمنافق يطلب العثرات . وكل ابن آدم خطاء .

عن أبي هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم : ( من شر الناس ذو الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه ، وهؤلاء بوجه ) رواه البخاري . صحيح الجامع 5917 .

7 : ــ الإهداء عند الإستطاعة : فعن أبي هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم : ( تهادوا تحابوا ) صحيح الجامع 3004 .

على أن لا تتحول الهدية بين الأخوة في الله إلى غير ذلك ، من جلب منفعة ، أو دفع مضار بالواسطة ، أو بالرشوة على حساب الآخرين ، فإن هذا مخلّ بالأخوة ، ومنقِص من أجرها إن كانت لغير الله خالصة .

وأن يراعى عدم التكلف والتقليد في الهدية ، والإرهاق المادي والذي بسببه قطعت أرحام وترك التواصل والتزاور في الله حرجا من مشقة التكليف للهدية ، عند عدم القدرة عليها مع كثرة الأهل والأرحام ، والاخوة في الله .

وقد قالوا : " من سقطت كلفته ، دامت ألفته ، ومن خفت مؤونته دامت مودته " .

8 : ــ حفظ وقت الأخ في الله تعالى ، والحرص على عدم إضاعته وهدره فيما لا ينفع : وذلك بمراعاة أوقات الزيارة والإتصال ، ليعينه على قضاء حاجاته الخاصة ، فلا يحرجه مع أهل بيته ، أو يشغله بغير ضرورة . قال الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحي منكم والله لا يستحي من الحق ) الأحزاب 53 .

9 : ــ الوفاء ، وحسن العهد ، وإظهار الحرص عليه ، والدفاع عنه إذا اقتضت الضرورة : فعن أبي هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم : ( المؤمن مرآة المؤمن ، والمؤمن أخو المؤمن ، يكف عليه ضيعته ، ويحوطه من وراءه ) الصحيحة 926 .

وعن عائشة – رضى الله عنه – قالت : قال رسول الله صل الله عليه وسلم : ( إن حسن العهد من الإيمان ) صحيح الجامع 2056 .

وعن البراء – خليجية – قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم : ( من ذبّ عن عرض أخيه في الغيبة كان حقا على الله أن يعتقه من النار ) صحيح الجامع 6240

4 : ــ النظر في عواقب الأمور ، والحذر من الشهوات ، والفتن ، والمعاصي ، وتقلب القلوب : فقد كان من دعاء رسول الله خليجية : ( اللهم يا مقلب القلوب والأبصار ، ثبت قلوبنا على دينك ) .

وعن أنس – خليجية – قال : قال رسول الله خليجية : ( إن القلوب بين أصبعين من أصابع الله يقلبها ) صحيح رواه (حم ، ت ، ك ) صحيح الجامع 1685 .

وعنه – خليجية – قال : قال رسول الله خليجية : ( ما تواد إثنان في الله فيفرق بينهما إلا بذنب يحدثه أحدهما ) صحيح الجامع 5603 .

وقال الله تعالى : ( من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفّ إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون . أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون ) هود 15 ـ 16 .

5 : ــ الدعاء له ولمن يحب ، بخير حيا وميتا . قال رسول الله خليجية : ( إذا دعا الرجل لأخيه في ظهر الغيب قال الملك : آمين ، ولم مثل ذلك ) رواه مسلم .

قال أحد الصالحين : [ أين مثل الأخ الصالح ؟ إن اهل الرجل إذا مات يقسمون ميراثه ، ويتمتعون بما خلّف ، والأخ الصالح ينفرد بالحزن مهتما بما قدِم أخوه عليه ، وما صار إليه ، يدعو له في ظلمة الليال ، ويستغفر له وهو تحت أطباق الثرى ] منهاج المسلم ص 112 .

والحرص على جوامع الكلم من دعاء النبي خليجية .

ومنها ما رواه أبو هريرة عنه قال : قال رسول الله خليجية : ( اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري ، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي ، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي ، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير ، واجعل الموت راحة لي من كل شر ) رواه مسلم .


أسأل الله تعالى أن يجمعنا على منابر من نور يوم القيامة مع المتحابين في جلاله ، وأن يظلنا في ظله يوم لا ظل إلا ظله .

خليجية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا ونفع بنا وبكم

توكل على الله وفوض الأمر اليه وارض بحكمه
وألجأ اليه واعتمد عليه فهو حسبك وكافيك .
صل على الحبيب || عليه الصلاة والسلام

الأخوة الغائبة 2024.

عندما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يؤسس مجتمعا راسخا في الإيمان , مطبقا لسلوكياته على الأرض , منفذا لتعاليم التشريع في معاملات الناس وأخلاقهم وآمالهم وأحلامهم , وضع الأسس الأولى لذلك المجتمع بناء على أمرين أساسيين , المسجد كمؤسسة مركزية نورانية والأخوة نموذج تطبيقي دافعي ملهم .

ومفهوم الأخوة الإيمانية مفهوم عميق في الرؤية الإسلامية, فهو يتعدى مفاهيم الصداقة والمعرفة والزمالة والصحبة وغيرها من التعريفات الاجتماعية للأفراد مع بعض .

فلكأنه استعار لفظ الأخوة التي اختصت دوما بالأشقاء من دم ولحم ومن صلب واحد إلى نوع آخر ميثاقه الإيمان وعموده المحبة ودافعه الثواب والأجر يحيطه الصدق , ويؤمنه الإخلاص , فنزلت آيات القرآن الكريم تضبط الميثاق وتبين السبيل " إنما المؤمنون إخوة " فجعلت الإيمان دليل الأخوة وفي آية أخرى " فأصبحتم بنعمته إخوانا " , فجعل النعمة كأنها قد جسمت فصارت أخوة متحركة .

وأخوة أخرى منبثقة عن الأخوة الإيمانية العامة سعى النبي صلى الله عليه وسلم إلى بثها بين ثنايا المجتمع الناشئ في المدينة , وكأنه يطرح بين خيوط الثوب المنسوج الجديد خيوطا أكثر قوة وأشد متانة تميز الثوب وتشده وترفع قيمته .

تلكم هي الأخوة الخاصة التي تنشأ بين اثنين أو اكثر , تلاقوا في طاعة الله لم يجمع بينهم دنيا , ولم تغوهم مصلحة , ولم يغرهم زخرف , بل كان لقاؤهم في الله طلبا للثواب , وكانت علاقاتهم في الله تزيد الإيمان يوما بعد يوم .

فكلما زادت أخوتهم زاد إيمانهم , فهي أخوة لا تزيد بالعطاء ولا تنقص بالمنع , إذ قيمتها الأساسية لا تتعلق بالمنافع الدنيوية .

وهي أخوة تضع الإيثار خلقا لها , فليست الأزمة في السير أبدا تحدث بين اثنين يسيران في الطريق مادام الطريق متسعا لهما , إنما تبين الحقائق عندما يضيق الطريق فلا يصبح ممكنا أن يمر فيه إلا واحد فقط , فعندئذ من يمر ! أنت أو صاحبك ؟! ..

والإيثار الأخوي هنا يدفعك أن تقدم صاحبك في الخيرات كلها إيثارا على نفسك مهما كان بك حاجة " ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة "

ولا يزال الموقف الرباني الإيماني المعجز الذي كان في أحد الغزوات , لما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن بعض أصحابه فقيل له أنهم مجروحون أو شهداء , فأمر بتفقدهم , فذهبوا إليهم فوجدوا أربعة لم يقضوا نحبهم بعد , فسألوهم هل لكم من حاجة , فقال الأول : شربة ماء , فجئ له بالماء فإذا بأخيه المجروح بجواره يطلب الماء , فقال أعطوه قبلي , وفعل الثاني ذلك مع الثالت و الثالث مع الرابع , كلهم يطلب أن يسقى أخوه قبله وهو في آخر رمق من الحياة , فلما عاد من الرابع إلى الأول فكان قد مات إلى الثاني إلى الثالث إلى الرابع حتى ماتوا جميعا , وقد آثروا على أنفسهم شربة الماء في آخر رمق من الحياة .

وخلق آخر يحوي الأخوة فيلفها بحزام عفيف فيربطها برباط فروسي علوي سامق وهو خلق المروءة , فالأخوة والمروءة صنوان يكادان أن يجتمعا في معظم الماهية .

فالأخوة تعني النجدة والمسارعة في الخيارات , والمدافعة عن الأخ إن ظلم , وتقويمه إن انحرف وتصويبه إن تردد , ونصحه إن جهل , والمسابقة اليه في الفضائل , وتكاد تلك المعاني أن تجمع في معنى المروءة , فلكأنما صارت الأخوة في ميثاق الإسلام مروءة متحركة وإيثارا معجزا , فما أروعها من مبادرة تجمع النفوس وتربي القلوب على طريق واحد بينما الكفوف في الكفوف والقلوب تدعم القلوب .

أوضح نموذجها الأمثل النبي صلى الله عليه وسلم مع صاحبه إذ يخشى صاحبه عليه بينما هم في الغار في رحلة المدينة فيقول لو نظر أحدهم تحت قدمه لرآنا يا رسول الله ويخلد القرآن الموقف الصادق من الصاحب الصدوق الصديق " إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا " .

وأخوة تجعل أحدهما – المهاجري – وقد آخاه النبي صلى الله عليه وسلم بأنصاري كريم قد عرض عليه شطر ماله , واحدى زوجاته , يقول له بارك الله لك في زوجك وأهلك دلني على السوق , فينتج الصدق خيرا وتنتج المروءة بركة فيصير نتاج غنى مبارك .

قال بن اسحاق وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصحابه من المهاجرين والأنصار فقال تآخوا في الله أخويين أخوين ثم أخذ بيد علي بن ابي طالب فقال : هذا أخي , وكان حمزة بن عبد المطلب وزيد بن حارثة أخوين وإليه أوصى حمزة يوم أحد , وكان جعفر بن أبي طالب ومعاذ بن جبل أخوين , وكان أبو بكر الصديق وخارجة بن زهير أخوين , وكان عمر بن الخطاب وعتبان بن مالك أخوين , وكان أبو عبيدة بن الجراح وسعد بن معاذ أخوين , وكان عبد الرحمن بن عوف وسعد بن الربيع أخوين , وهما صاحبا قصة السوق السابقة , وكان الزبير بن العوام وسلمة بن سلامة أخوين , وكان الزبير وعبد الله بن مسعود أخوين , إلى غير ذلك من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين خلدوا على صفحات التاريخ نماذج معجزة من تطبيقات الأخوة معنى ومبنى .

فتجد الأخوة التي قسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم تجمع الأغنياء بالفقراء , والأحرار بالموالي ,وإنما تقربهم الأخوة وتحببهم .

أخرج الطبراني قول النبي صلى الله عليه وسلم " ما من رجلين تحابا في الله بظهر الغيب إلا كان أحبهما إلى الله أشدهما حبا لصاحبه " , وأخرج مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه , أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن رجلا زار أخ له في قرية أخرى فأرسل الله تعالى على مدرجته ملكا فلما أتى عليه قال : من تريد ؟ قال : اريد أخا لي في هذه القرية , قال : هل لك عليه من نعمة تربها عليه , قال لا غير أني احببته في الله تعالى , قال إني رسول الله إليك فإن الله قد أحبك كما أحببته فيه .

بل إن النبي صلى الله عليه وسلم , يضع القيمة الكبرى الجاذبة للأخوة في الله والمحبة فيه بقوله عن الله عز وجل في الحديث القدسي " قد حقت محبتى للذين يتحابون من أجلي " أخرجه أحمد

إن الناظر في حال الأخوة في الله في هذه الأزمان لينكسر قلبه لما يرى من أخوة ظاهرية بلا عمق , ومن علاقات قائمة على المصلحة الشخصية ومن تقارب وصحبة في السراء دون الضراء , ومن أخوة قائمة على التحزب لجماعة أو حزب , أو تبعية لشخص ما , أو من أخوة مؤقتة غير مستمرة تتغير بتغير الأحوال " فما أكثر الإخوان حين تعدهم .. ولكنهم في النائبات قليل " .

قال الشافعي : من صدق في أخوة أخيه ,قتل علله , وسد خلله , وعفا عن زللـه .

وقال أبو الدرداء : إذا تغير أخوك وحال عما كان عليه فلا تدعه لأجل ذلك فإن أخاك يعوج مرة ويستقيم مرة

الأخوة الصادقة عز الدنيا والآخرة 2024.

من مقومات المجتمع المسلم ودعائم نهضته ودليل خيريته أن تتصف سلوكيات أفراده بقيم وأخلاق تضمن لهم حياة يسودها الحب والتراحم والتعاون والتسامح والإيثار والبذل والعطاء، وحب الخير للغير .. فلا قيمة لحياة ولا سعادة ولا راحة لإنسان يعيش في مجتمع تسوء فيه الأخلاق، وتضمحل فيه القيم، ويسود الشر بديلاً عن الخير، وتطغى الرذيلة، وتتلاشى الفضيلة، وتمتلئ القلوب بالحقد والغل والحسد والضغائن، وتظهر فساد ذات البين وسوء الظن، وتضعف أواصر المحبة والأخوة والتعاون والتسامح من حياة الأفراد. والله جلا وعلا عندما خلق الخلق دلهم على أسباب سعادتهم في الحياة الدنيا والآخرة، وحذرهم من طرق الفساد والضلال والانحراف، قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [النحل:97].

أخوك هو نفسك
قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات:10] فمن بصائر القرآن وأنواره في البناء التربوي والاجتماعي أن مكانة الأخ المسلم هي مكانة النفس.
قال تعالى: {لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ}[النور:12] والمرء غالبا يظن بنفسه خيرا، فالمقصود هنا: (ظنوا بإخوانهم)، والمعنى: كما لا يحب الإنسان أن يظن به غيره إلا خيراً، كذلك يجب أن يظن الأمر ذاته بغيره، فلا يظن به سوءا، ولا يتكلم عنه إلا خيراً، كما لا يحب أن يتكلم أحدٌ عنه إلا بالخير .. قال الطبري: "وهذا عتاب من الله تعالى ذكره أهل الإيمان به فيما وقع في أنفسهم من إرجاف من أرجف في أمر عائشة بما أرجف به، يقول لهم تعالى ذكره: هلا أيها الناس إذ سمعتم ما قال أهل الإفك في عائشة ظن المؤمنون منكم والمؤمنات بأنفسهم خيرا .. وقال: {بأنفسهم}، لأن أهل الإسلام كلهم بمنزلة نفس واحدة، لأنهم أهل ملة واحدة".
وقال تعالى: {فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً} [النور:61] والإنسان إذا دخل على بيت أحد من الناس فإنه يسلم عليهم، وليس على نفسه، فقد قال الله في البداية: {لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا}[النور:27] فجعل الله أهل البيوت بمثابة الأنفس، وقد روى الطبري عن الحسن وابن زيد في قوله: {فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ} قال: إذا دخل المسلِّمُ سُلِّم عليه، كمثل قوله: (وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ) إنما هو: لا تقتل أخاك المسلم.

وقال تعالى: {وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُم}[الحجرات:11] والإنسان عندما يلمز لا يمكن أن يلمز نفسه إنما يلمز غيره، إلا أن الله جعل الغير بمثابة النفس، ولذا قال الطبري: "وقوله {وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ} يقول تعالى ذكره: ولا يغتب بعضكم بعضا أيها المؤمنون، ولا يطعن بعضكم على بعض .. فجعل اللامز أخاه لامزاً نفسه، لأن المؤمنين كرجل واحد فيما يلزم بعضهم لبعض من تحسين أمره، وطلب صلاحه، ومحبته الخير".
وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم هذا وفصله، ففي صحيح مسلم عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رضي الله عنه قال رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وآله وسلم-: "مثل الْمؤمنينَ في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الْجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الْجسد بالسهر والحمى".
وفي البخاري عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه".

حب الخير للغير
كان أنس بن مالك رضي الله عنه إذا أصبح دهن يده بدهن طيب لمصافحة إخوانه.
ومن سلامة صدر ابن عباس رضي الله عنهما أنه شتمه رجل فرد عليه قائلًا: "أتشتمني وفيّ ثلاث خصال؛ إني لا آتي على آية إلاّ تمنيت أن جميع الناس يعلمون منها ما أعلم، ولا سمعت بقاضٍ عادل إلاّ فرحت ودعوت له وليس لي عنده قضية، ولا سمعت بالغيث في بلد إلاّ حمدت الله وفرحت، وليس لي ناقة ولا شاة".
قال أبو سليمان الدارني: "إني لأضع اللقمة في فم أخٍ من إخواني فأجد طعمها في حلقي".
وقال محمد بن مناذر: "كنت أمشي مع الخليل بن أحمد فانقطع شسعي فخلع نعله، فقلت ما تصنع؟! قال أواسيك في الحفاء" أي لا يريد أن يمشي منتعلًا وأخوه بلا نعل.
وقال مجاهد: "صحبت ابن عمر أريد أن أخدمه، فكان هو الذي يخدمني".
ونقل الإمام المناوي عن أحدهم قوله: "لي ثلاثين سنة في الاستغفار عن قولي الحمد لله، وذلك أنه وقع ببغداد حريق، فاستقبلني رجل فقال نجا حانوتك، فقلت الحمد لله. فمذ قلتها وأنا نادم، حيث أردت لنفسي خيراً دون المسلمين".

أخوة العلماء الربانيين
قال الفاروق عمر رضي الله عنه: "ما حاججت أحدًا إلاّ وتمنيت أن يكون الحق على لسانه".
وهذا الشافعي رحمه الله يقول عنه يونس الصدفي: ما رأيت أعقل من الشافعي، ناظرته يوماً في مسألة ثم افترقنا، ولقيني فأخذ بيدي ثم قال: يا أبا موسى ألا يستقيم أن نكون إخواناً وإن لم نتفق في مسألة.
وكان الشافعي حينما يحدث عن أحمد – وهو من تلاميذه – فلا يسميه تكريمًا له، وإنما يقول: حدثنا الثقة من أصحابنا أو أخبرنا الثقة من أصحابنا".

ويذكر الإمام أحمد عن ابن راهويه وكان يخالفه في أمور فيقول: "لم يعبر الجسر إلى خرسان مثل إسحاق بن راهويه، وإن كان يخالفنا في أشياء، فإن الناس لم يزل يخالف بعضهم بعضًا"
وكان الوزير ابن هبيرة رحمه الله، ممن نال العلم والفقه والوزارة معاً، وكان له مجلس حافل بالعلماء من أرباب المذاهب الأربعة، وبينما هو في مجلسه إذ ذكر مسألة من مفردات الإمام أحمد -يعني أن الإمام أحمد تفرد في هذه المسألة عن الأئمة الثلاثة مالك والشافعي وأبي حنيفة-، فقام فقيه من فقهاء المالكية يقال له أبو محمد الأشيري فقال: بل قال بهذا الإمام مالك، فقال ابن هبيرة: "هذه الكتب" وأحضرها، وإذا هي تنص على أن هذه المسألة من مفردات الإمام أحمد، فقال أبو محمد الأشيري: بل قال بذلك الإمام مالك، فتكلم العلماء الذين حضروا هذا المجلس، فقالوا: بل هي من مفردات الإمام أحمد، قال: بل قال بذلك الإمام مالك، فغضب ابن هبيرة وقال: أبهيمة أنت؟، أما تسمع هؤلاء العلماء يصرحون بأنها من مفردات الإمام أحمد، والكتب شاهدة بذلك، ثم أنت تصر على قولك.
فتفرق المجلس، فلما انعقد المجلس في اليوم الثاني جاء الفقيه المالكي وحضر كأن شيئاً لم يكن، وجاء ابن هبيرة، وجاء العلماء، فأراد القارئ على عادته أن يقرأ ثم يعلق الوزير ابن هبيرة، فقال له: قف، فإن الفقيه الأشيري قد بدر منه ما بدر بالأمس، وحملني ذلك على أن قلت له ما قلت، فليقل لي كما قلت له، فلست بخير منكم، ولا أنا إلا كأحدكم، فضج المجلس بالبكاء، وتأثروا جداً من هذه الأخلاق العالية الرفيعة، وارتفعت الأصوات بالدعاء والثناء، وجعل هذا الخصم الأشيري يعتذر ويقول: أنا المذنب، أنا الأولى بالاعتذار، والوزير ابن هبيرة يقول: القصاص القصاص، فتوفق أحد العلماء وقال: يا مولانا إذا أبى القصاص فالفداء، فقال الوزير له: حكمه يحكم بما شاء، احكم بما تريد، فقال هذا الفقيه: نعمك علي كثيرة فأي حكم بقي لي، فقال: قد جعل الله لك الحكم علينا بما ألجأتنا به إلى الافتيات عليك، فقال: عليّ بقية دين منذ كنت بالشام، فقال الوزير ابن هبيرة: يعطى مائة دينار لإبراء ذمته وذمتي، فأحضر له المال، وقال له ابن هبيرة: عفا الله عنك وعني، وغفر الله لك ولي".

جزاك الله خير

مشكوووره

جزاك الله خير
شكرلكم

الأخوة في الله 2024.

وقفة مع آية :
﴿ قال إني أنا أخوك فلا تبتئس بما كانوا يعملون﴾

– الأصل في الأخوة أن يذهب الأخ عن أخيه البؤس والحزن، ويبعث في نفسه الطمأنينة بالود والقرب منه.
ما أجمل الحياة حين تضيق بك الدنيا فتجد فيها أخا عزيزا أو صديقا حميما يشاركك أحزانك و يُواسيك في همومك. و يفرح بفرحك ….
﴿ اشدد بهِ أزري وأشركهُ في أمري كي نُسبحك كثيراً ونذكرك كثيرا ﴾

سئل حكيم: كيف تعرف ود أخيك؟ فقال: يحمل همي، ويسأل عني، ويسد خللي، ويغفر زللي، ويذكرني بربي.
فقيل له: وكيف تكافئه؟ قال: أدعو له بظهر الغيب.

قال ابن تيمية رحمه الله: مثل الأخوة في الله كمثل اليد والعين، إذا دمعت العين مسحت اليد دمعها، وإذا تألمت اليد بكت العين لأجلها.
اللهم اجمع قلوبنا على الحب والمودة في طاعتك.
اللهم آمين
❤❤❤❤❤

رووووووووووووووووووعه
احبك في الله شوشو

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محبوبه زوجها خليجية
رووووووووووووووووووعه
احبك في الله شوشو

ايي كرومة خجلتيني
خليجية
❤احبك الله الذي احببتني فيه ❤

اللهم آمين

بارك الله فيك

ماشاءالله الله يديم المحبة في الله

جزاك الله خيرا على هذا الموضوع