التعصب الديني 2024.

:0136:التعصب الديني والمذهبي

خليجية

تعرف موسوعة علم النفس والتحليل النفسي التعصب بأنه اتجاه نفسي لدى الفرد يجعله يدرك فرداً معينا او جماعة معينة او موضوعا معينا إدراكاً ايجابياً محباً او سلبيا كارها دون ان يكون لذلك ما يبرره من المنطق او الشواهد التجريبية . فالتعصب اذن اتجاه داخل النفس الانسانية يؤيد او يعارض اي موضوع خارجي وهذا التأييد ربما يأخذ صور متعددة الدرجات من تأييد تام الى رفض تام . ان مشكلة التعصب لدى الانسان المعاصر هي مشكلة اطلاق احكام لا مبرر لها ولا يفكر بالتراجع عنها وخصوصا الاحكام عن المذهب الديني ( سني – اباضي– شيعي – سلفي ) او عن الدين (الاسلامي – المسيحي ) هذه الاحكام يعتقد من يطلقها انها عين الصواب ولا شئ غيرها صحيح ، هذا الاطلاق المحكم للحكم على وصف الناس بأن هذا الشخص شيعي متعصب او سني متعصب او اباضي متعصب او سلفي متعصب او مسيحي متعصب او مسلم متعصب لا يختلف الأمر في شخصية مطلق هذا الحكم عما يحدث للفرد عندما تستبد به عوامل الصراع الداخلي فتعتل شخصيته ويختل توازنه ويصبح في عداد المرضى وهو ينم عن اضطراب في ميزان الصحة العقلية لدى الفرد او الجماعة .
ان اتهام الفرد لاي شخص كان في المجتمع ، يتعايش معه ، يشاركه المواطنة في نفس البلد ، يتفق معه في التكوين الجسدي كإنسان وفي السلوك وفي التعامل وفي المشاعر نحو قضية ما يكفي لأن يتسامى بسلوكه نحو الانسانية اكثر مما هو نحو المذهبية او الدينية المتعصبة بدعوة الحفاظ على المذهب وصيانته او الدين وحمايته .
اننا حين نناقش فكرة سيادة الاتجاهات التعصبية على سلوك الانسان المعاصر نضع فكرة التعصب الديني – المذهبي على رأس القوى التي تحرك الانسان وتوجه سلوكه وتكون بعد ذلك القوة الدافعه الاولى في كل تعاملاته وسلوكه ليحل محلها بالتدريج ويتقدم عليها دافع آخر وقوة اخرى اشد قوة واعصى بكثير من التعصب المذهبي او الديني وهي قوى العنف والعدوان والتدمير كما يقول سيجموند فرويد .
ان التعصب الديني والمذهبي يقود الانسان الى اشد انواع الفتنة داخل النفس وهو ما عبروا عنه جماعة التحليل النفسي بقولهم وهذا الصراع تدور رحاه في اعماق النفس الانسانية ، وكل نفس إنسانية تعتقد بهذا التوجه وتؤيده وتدعمه بما اؤتيت من القوة او المال او الدعم المعنوي او اشاعته بين افراد المجتمع الواحد او المجتمعات سوف يرتدي للعنف والسلوك العدواني ألف قناع وقناع فينتهي الامر به الى تقويض البناء النفسي للانسان اولا وتحويله الى سلوك حيواني ، ويقول عالم التحليل النفسي (فرج احمد فرج) على الاقل ما يصدر عن الانسان تشويهه للانسان الاخر وإلحاق الاذى به فإذا بالحب يتحول الى كراهية ، وإذا بالوفاء ينقلب الى غدرا، غدرا وخيانة .

عندما يتحول التعصب المذهبي – الديني الى سادية :

ان التعصب المذهبي خصوصا والتعصب الديني عموما لابد ان يأخذ مسار العنف شاء الفرد المتعصب ام ابى ، ولا فرق بين متعصب ناعم لطيف او متعصب خشن ، كلاهما تنبع اتجاهات التعصب لديهما من ذات مريضة عقليا ، فالمتعصب مريض عقليا يحرض الناس الى لبس رداء المرض بصورة التعصب ، اما سكوته فهو تعبير بما يجول بداخله من نزعات لا يعرفها الا من خبر النفس الانسانية ودرس علم نفس الاعماق بدقة العارف بالنفس لذا فهو يعبر "المتعصب" الى نزعة التمرد الموجودة بداخله وفي نفسه لكل ما هو معتدل ومحايد وموضوعي وعقلاني خصوصا في مجال العقيدة الدينية كأن يكون المتعصب شيعيا ام سنيا ام سلفيا (مسلما او مسيحيا) فإن المتعصب يقحم نفسه في شؤون الاخرين ويجعل من الهوة تباعد بينه وبين الناس الاخرين .
يقول "مصطفى زيور" ان تبرير التعصب هو في اختبار كبش الفداء ، فالشيعي يجعل من السني كبش الفداء بسبب تعصبه ، والسني يجعل من الشيعي كبش الفداء لموالاته او تأييده لجهة معينة او لسياسة معينة في بلد مثل العراق وكذلك الحال في لبنان وبعض الدول التي يتواجد فيها الكثير من الاتباع لهذين المذهبين ، او بين المسلمين والمسيحين ، وتفسير ذلك ان الشيعي او السني او السلفي المتشدد او المسيحي الصق التهمة بالمقابل وابعدها عن نفسه وهي النرجسية بذاتها
( النرجسية نسبة الى نرجس في الاسطورة اليونانية الذي اغرم بحب نفسه ) .
ان التعصب وسيلة للدفاع عن النفس ، واية نفس يقصدها ، هي اوهام القدرة المطلقة التي تبعث الشعور بالامان وتزوده بالطمأنينة في حضور الاخرين من الاشياع والتابعين للمذهب او الجماعة او الدين . وبذلك فان القائد او الامير او المرجع الديني الذي يجيز العنف السادي كسلوك في اقامة هذا المذهب والحفاظ على بيضة الدين من الاخرين المعادين للمذهب او الدين فأنه يشير الى تلك المتعة واللذة التي يستشعرها الانسان عندما يلحق الاذى بغيره من الناس تتجلى السادية في علاقة الفرد بالاخرين المغايرين له بالمذهب او الدين حتى وان كانت دعوات الدين الصادقة بنبذ العنف والعدوان ضد الآخر من المغاير بالمعتقد مهما كان نوعه ، الا ان الحيلة الشرعية تأخذ بنظر الاعتبار في التفسير والتأويل تحت غطاء الايات القرانية او النصوص الانجيلية او الفتاوى المذهبية او ما قاله السلف الصالح .
ان دراسة المنحرفين من "الساديين" تبين لنا كما يقول"فرج احمد فرج" "ان لدى هذا الصنف من المرضى المنحرفين "يصبح الاذى في ذاته مصدر متعة ولذة ، وفي اقصى حالات السادية وأكملها يقوم فعل "القتل" مقام فعل التقرب للمذهب والاعتقاد الجازم باحقيته التامة في السيادة على الجميع ، وعلى الجميع الخضوع له بدون مناقشة ، وهي الصورة الصارخة للتعصب المذهبي او الديني عندما يأخذ صور صارخة من تمزيق الاوصال وبتر الاعضاء وبقر البطون وحز الرؤوس وقطعها من الوريد الى الوريد بحجة الجهاد او محاربة الكافر من المذهب الآخر او التنكيل بالخارجين عن الدين او عن المذهب لغرض اصلاح سنة النبي محمد (ص) او من يعادون مذهب آل البيت (ع).
اما الصورة المخففة واللطيفة والمحسنة والتي يدعي من يؤمن بأنه من غير المتعصبين كلما تحدثت معه وقال لك انني غير متعصب ولكني من محبي آل البيت او من يؤمن بالسلف الصالح او انه لا يفرق بين سني او شيعي او مسلم او نصراني او يهودي والناس لدي سواسية الا بافعالهم فالسلوك المتوقع لدى هذه الشريحة من الناس يكون في صور مثل توجيه الاهانه والتجريح والقسوة والغلظة في القول والاتهام وتحميل جميع من يؤمن بهذا المذهب او ذاك بأنه مع المحتل او مع المجاهدين او مع السلطة والنظام او من المستفيدين من الكل .
ان التعصب الديني والمذهبي يوفر الوقود الكافي لاشعال انواع الانفجارات داخل المجتمع الواحد مهما كان متماسكا ، هذا الوقود ينجح في ممارسة الافعال السادية بعينها ضد الاخرين من المذاهب والاديان الاخرى المتمثلة في القتل ، الضرب ، الاعتداء ، التعذيب، التشفي والتحقير ، التجريح ، الاهانة والاذلال ، الاتهام بالباطل والاعتقال .. الخ هذه الصور من السادية المنظمة التي تمارس تحت غطاء المذهب الديني او الاختلاف في الدين انما هي تتستر بقناع السلطة –سلطة الدولة في ممارساتها الاعتقال والتعذيب وغير ذلك وترى الدراسات النفسية المتخصصة بذلك : ربما يقابل تعصب الدولة وممارستها العنف المنظم بعنف جماهيري منظم كما هو حال المذاهب والميليشيات التابعة لها او الجماعات الارهابية المنظمة او العقائدية حتى يصل التعصب بقيادته الى مشارف الحرب الاهلية ولنا ادلة واقعية في عالمنا المعاصر في دول عديدة او هي على شفا ذلك .

(الاتهام بالتعصب .. يتضمن الشعور بالتعصب )

يستخدم اطباء النفس الشعور بأنه اليقظة والوعي وهو يعتمد على سلامة اجزاء بعينها من الدماغ وبخاصة بعض اجزاء اللحاء المخي والتكوين الشبكي ، اما التحليل النفسي فيرى ان الشعور هي مجموعة وظائف نظام "الإدراك – الشعور" وهو يدل على كيفية العملية العقلية تبعاً للشعور او عدم الشعور بها. اما كلمة الشعور كمصطلح فهي معبرة عن هذه الحالة او تلك كما وردت في موسوعة علم النفس والتحليل النفسي . ان ما يهمنا هو كيف يتضمن الاتهام بالتعصب من شخص ما تجاه شخص آخر بأنه متعصب ، هذا الاتهام ينبع منه شعور بالتعصب اسقطة الاول على الثاني وهو في الحقيقة اسقاط الكراهية على الشخص الآخر"المنافس" ( الاسقاط : اصطلاح يقصد به إلصاق صفة ذاتية بشخص آخر تفادياً من رؤيتها في الذات)

ان اي شخص يتهم شخصا آخر بانه متعصب هو دليل على ان الشخص يحمل مشاعر التعصب في حنايا نفسه وهو يحمل بذور المرض العقلي وخصوصا في موضوع التعصب الديني وان هذا الشخص يحمل في حنايا نفسه كل محرضات ودوافع الكراهية نحو الاخرين .لذا فان التعصب والشعوربه يقود صاحبه ليتخذ درعا يتقي به شر الاخرين من الناس مهما كان دينهم او مذهبهم لذا فهو اتخذ من التعصب وسيلة للدفاع عن النفس والتوحد بالمذهب او الطائفة دفاعا به حب الذات وكارها للاخرين . فكل متعصب مريض وكل متعصب سادي وكل من يتهم الاخر بالتعصب تنم عن ذاته مشاعر التعصب. خليجية

منقول

بارك الله فيك

حكم التعصب القائم بين الجماهير في كرة القدم 2024.

رقم الفتوى (1990)

موضوع الفتوى التعصب القائم بين الجماهير في كرة القدم

السؤال س: ما حكم التعصب القائم بين الجماهير المختلفة كل ينحاز إلى فريقه؟

الاجابـــة

يَحْرُمُ هذا التعصب إذا كان بغير مُبرر، وبغير دليل، وقد حدث من آثار هذا التعصب كثرة الخلافات، والمنازعات، والمخاصمات، من ذلك التعصب للمذاهب الاعتقادية، ونصرة تلك
العقيدة مع ظهور بطلانها، كتعصب الرافضة لمُعتقدهم مع ما يظهر فيه من البُطلان، والخُرافات، والأكاذيب،

فيتمسكون بها ويردون لأجلها الأدلة الواضحة الصحيحة، وكذلك التعصب للاعبين؛ فإن هذه الفرق، وهذه

النوادي كلهم من أهل اللهو، واللعب، ومصلحتهم تختص بهم بما يحصل لهم من الجوائز، ومن تقوية

الأبدان، ونشاط العضلات، ولا يحصل شيء من ذلك لمن يُشجع هذا الفريق، أو يتحامل على هذا الفريق، وإنما

يحصل هؤلاء المُتعصبون على الخلافات، والمُنازعات بحيث أن بعضهم يُعادي أخاه، ويُقاطع قريبه إذا

كان كُلٌ منهما ينتمي لفريق.

عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
خليجية

:sdfsg::sdfsg::sdfsg:

جزاك الله خير بارك الله فيكى
موضوع مهم ويحتاج التقيم فعلا
مشكوره ياغلا
جزاكى الله خير ياشروق ربنا يهدينا يارب

موقف الاسلام من التعصب 2024.

السلام عليكم جميعاً أتمنى أن تكونوا في كامل الصحة والعافية يا رب ….
قرأت موضعاً في كتاب ، وأعجبني كثيراً فقررت أن كتبه وأضفت بعض الأشياء عليه موضوع بعنوان ( موقف الإسلام من التعصب ) أتمنى بأن ينال اعجابكم …

انطلقت ع
انطلقت الدعوة الإسلامية في مجتمع كان يسوده التعصب الأعمى للقبيلة، وتجمع أفراده مشاعر الولاء للأهل والأقارب تحت شعار " انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً " ، وقد عبر الشاعر الجاهلي عن هذا التعصب الأعمى بقول:
ومـا أنــا إلا من غزية إن غوت غويت وإن ترشد غزية أرشد
وتمثلت مظاهر هذه العصبية الجاهلية في الغزو والثأر، والتعصب للعشيرة والعادات والتقاليد الموروثة عن الآباء والأجداد.
وقد استطاعت الدعوة الإسلامية في عهد الرسول _ صلى الله عليه وسلم _ وصحابته الكرام ، إخراج الناس من حماة هذه العصبية ومساوئها إلى سماحة الإسلام ورحمته، حيث حلت رابطة العقيدة والإيمان محل رابطة العصبية الضيقة ، وأصبح الإيمان والعمل الصالح أساس التفاضل بين الناس ، قال تعالى : " يأيها الناس إنا خلقنكم من ذكر وأنثى وجعلنكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عن الله أتقكم إن الله عليم خبير (13) " الحجرات .
فأصبح هؤلاء الناس، بعد اعتناقهم لهذا الدين العظيم، إخوة تسود بينهم المحبة والتضامن والتكافل
، بعد أن كانوا أعداء مختلفين متخاصمين، قال تعالى:"واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم(103) " آل عمران.

مفهوم التعصب
يقوم التعصب على تحيز الشخص إلى طائفة أو مذهب أو قوم أو فكر، فيدفعه ذلك إلى الاعتقاد بأن ما يحمله أو ينتمي إليه هو الصواب الذي لا يحتمل الخطأ، وما عداه هو الباطل المرفوض.

موقف الإسلام من التعصب
حذر الإسلام من التعصب الأعمى، ونهى عنه، لما له من أثار سيئة مدمرة كإثارة الفتن، وغرس مشاعر الحقد والكراهية، وسفك الدماء بين الناس، ومنع الآخرين من ممارسة حقوقهم المشروعة، كحق التعبير وإبداء الرأي.
وقد أرسى الإسلام، من خلال مبادئه الإنسانية السامية، أحكاماً وقواعد للتعامل بين الناس والتعارف بينهم، تقوم على العدل والمساواة في الحقوق والواجبات، وأكد الإسلام أن أصل الإنسان واحد، وأن الناس متساوون في الحقوق العامة، قال الرسول _ صلى الله عليه وسلم _ :" يا أيها الناس ألا إن ربكم واحد وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على أعجمي ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى". رواه أحمد في مسند الأنصار حديث رقم 22391 .
فالإسلام منع أن يكون معيار التفاضل بين الناس، قائماً على أساس العرق أو اللون أو اللغة أو الجنس، ووضح أن هذا الاختلاف إنما هو دليل على قدرة الله تعالى عز وجل، وليس للتفاضل، قال تعالى:" ومن ءايته خلق السموت والأرض واختلف ألسنتكم وألونكم إن في ذلك لأيت للعلمين (22). " الروم.
والإسلام لم يمنع أن يكون الإنسان له روابط وصلات غريزية كرابطة الدم والمصالح الشخصية، إلا أنه يريد أن يجعل ولاء المسلم لعقيدته ودينه أولاً، ولا يجوز تفضيل أي رابطة عليها ، قال تعالى :" قل إن كان ءاباؤكم وأبناؤكم وإخونكم وأزوجكم وعشيرتكم وأمول اقترفتموها وتجرة تخشون كسادها ومسكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتى الله بأمره والله لا يهدى القوم الفسقين(24)." التوبة .
فولاء المسلم لعقيدته، لا يتعارض مع مشاعره الفطرية في الميل إلى الأهل والعشيرة والوطن وغير ذلك ويدل على ذلك أن الرسول – صلى الله عليه وسلم _ نظر إلى مكة مودعاً حينما أخرجه قومه منها ، قائلاً :" والله أنك لخير أرض الله وأحب أرض الله إلى الله ، ولولا أني أخرجت منك ما خرجت ." رواه الترمذي في كتاب المناقب حديث رقم 2860 . ، وعندما سئل _ صلى الله عليه وسلم _ :" أمن العصبية أن يحب الرجل قومه ؟ قال : لا ولكن من العصبية أن يعين الرجل قومه على الظلم." رواه ابن ماجة في كتاب الفتن حديث رقم 3939 . ، وليس من التعصب المذموم أن ينتصر المسلم للحق ويعمل على رفع الظلم عن إخوانه المسلمين ، ويعمل على تحقيق الخير والمنفعة لهم ، بل هو من الأمور الواجبة على المسلم.

من صور التعصب
تتعدد صور التعصب حسب منشئها النفسي أو المعرفي فقد ينشأ التعصب في مجتمع إذا وجد بيئة مناسبة له، من حالات نفسية كالغضب والحقد، أو دوافع فكرية تؤثر في العمل والسلوك، قائمة على الجهل وسوء الفهم أو سوء الظن، ومن صور التعصب :

أولاً: التعصب للقوم
كان لتقسيم الاستعمار للعالم الإسلامي إلى دول قطرية ، يفصلها عن بعضها حدود مصطنعة،أثار سلبية على وحدته،وهذا لا ينسجم مع دعوة الإسلام إلى وحدة الأمة الإسلامية وتوحد الصف والتعاون والتكافل والتضامن فيما بينهم، قال تعالى:" إن هذه أمتكم أمة وحدة وأنا ربكم فاعبدون (92)." الأنبياء . ، إن التعصب القومي يعني الانتماء الأعمى لدولة من الدول القطرية الحديثة التي أقيمت على أساس قومي، والتمييز ضد الدول والشعوب الأخرى، وبصورة تؤدي إلى الاحتكاك بين هذه الدول، بسبب النظرية الفوقية، والنزاع على المصالح دون مراعاة للعدل في توزيع الثروات، والذي أدى تاريخياً إلى نشوب حروب مدمرة.

ثانياً: التعصب للرأي
ويقصد به أن يتعصب الإنسان لرأيه ، ويتمسك به، ويعتقد أنه صحيح لا يحتمل الخطأ، بينما يرى رأي غيره خطأ لا يحتمل الصحة، وبالتالي فإنه يرفض أراء الآخرين ويعاديها، حتى ولو كانت صحيحة دون نظر أو تمحيص ، وهذا يعني إلغاء الأخر وعدم الاعتراف بحقوقه وحريته في إبداء الرأي .
وأمثال هؤلاء يرفضون أسلوب الحوار والنقاش ويميلون إلى الجدل العقيم والجمود.
وقد نهى الإسلام عن هذا السلوك ، وشرع الشورى التي تحمي الإنسان من التعصب للرأي، وعدم تقبل رأي الآخرين أو الدخول معهم في حوار هادف بناء للتوصل إلى أفضل الآراء وأقومها.
ولقد ضرب لنا الرسول _ صلى الله عليه وسلم _ مثالاً رائعاً في الشورى، فبالرغم من تأييده بالوحي، كان يستشير أصحابه ومن حوله ويأخذ برأيهم إذا كان في ذلك الحق.
ومن صور التعصب للرأي ما نراه من تعصب لدى الأفراد والجماعات لحزب أو مذهب أو فكرة مما يدفع إلى النظر إلى الآخرين بازدراء واحتقار وجفاء، ويصل الأمر أحياناً إلى الخصومة والعداء.
وسيرة السلف الصالح من هذه الأمة، تدل على رفضهم لمبدأ التعصب للرأي أو المذهب، حيث كانوا يتقبلون أراء الآخرين، حتى ولو كانت مخالفة لأرائهم.
ومن أمثلة ذلك قول الأمام الشافعي رحمة الله:" رأيي صحيح يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب".
إن دعوة الإسلام تقوم على الحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن، قالت تعالى:"ولا تجدلوا أهل الكتب إلا بالتي هي أحسن (46)." العنكبوت . ،فإذا كان هذا الأمر الرباني مطلوباً مع غير المسلمين، فمن باب أولى الالتزام به مع المسلمين، إذ أن الخلاف في الرأي لا يفسد الود، ولا يجوز أن يكون سبباً للتعصب والتفرقة والعداء.

أثار التعصب
حارب الإسلام التعصب بجميع أشكاله وصوره، لما له من أثار سلبية على الفرد والمجتمع، ومن أبرز هذه الآثار :
1- يدفع التعصب بصاحبه إلى سلوكيات غير مقبولة تتنافى مع الفضيلة، فقد يظلم ويستبد، استخفافاً بالآخرين وبآرائهم، وقد يكذب انتصاراً لرأيه وفكره ومذهبه.
2- يؤدي التعصب الفكري إلى التطرف والغلو والتشدد، كالتطرف الديني أو الفكري أو المذهبي.
3- يؤدي التعصب إلى التمييز على أساس العرق أو الجنس أو اللون، مما يؤدي إلى حرمان الآخرين م حقوقهم وكرامتهم الإنسانية التي أقرها الإسلام ومنحها لجميع البشر على السواء.
4- التعصب يعمل على تمزق الأمة الإسلامية وفرقتها واختلافها، مما يؤدي إلى انتشار العداوة والبغضاء بين أفراد المجتمع، ويشغلهم ذلك عن البحث في القضايا المهمة والأساسية التي تضمن عزة المسلمين وكرامتهم.
خليجية[/IMG]

خليجية
بارك الله فيك وجزاك كل الخير …
مشكوررررة أم حبيبة

يعطيكي العافية

ع طروحاتكـ

المبدعه