أرواح الأحياء وأرواح الأموات تلتقي في البرزخ . 2024.

أرواح الأحياء وأرواح الأموات تلتقي في البرزخ .

وذلك بقوله تعالى : ﴿ اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ الزمر/42.

قال القرطبي – رحمه الله – :

قال ابن عباس وغيره من المفسرين : إن أرواح الأحياء والأموات تلتقي في المنام فتتعارف ما شاء الله منها ، فإذا أراد جميعها الرجوع إلى الأجساد : أمسك الله أرواح الأموات عنده ، وأرسل أرواح الأحياء إلى أجسادها .

وقال سعيد بن جبير : إن الله يقبض أرواح الأموات إذا ماتوا ، وأرواح الأحياء إذا ناموا ، فتتعارف ما شاء الله أن تتعارف ﴿ فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى ﴾ أي : يعيدها .

" تفسير القرطبي " ( 15 / 260 ) .

وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي – رحمه الله – :

وفي هذه الآية دليل على أن الروح والنفس جسم قائم بنفسه ، مخالف جوهره جوهر البدن ، وأنها مخلوقة مدبرة ، يتصرف اللّه فيها في الوفاة ، والإمساك ، والإرسال ، وأن أرواح الأحياء ، والأموات ، تتلاقى في البرزخ ، فتجتمع ، فتتحادث ، فيرسل اللّه أرواح الأحياء ، ويمسك أرواح الأموات .
" تفسير السعدي " ( ص 725 ) .

1. قال الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله – :
قال ابن القيم رحمه الله : " وقد دل على التقاء أرواح الأحياء والأموات أن الحيَّ يرى الميت في منامه ، فيستخبره ، ويخبره الميت بما لا يعلم الحيَّ ، فيصادف خبره كما أخبر " ، فهذا هو الذي عليه السلف ، من أن أرواح الأموات باقية إلى ما شاء الله ، وتسمع ، ولكن لم يثبت أنها تتصل بالأحياء في غير المنام ، كما أنه لا صحة لما يدَّعيه المشعوذون من قدرتهم على تحضير أرواح من يشاءون من الأموات ، ويكلمونها ، ويسألونها ، فهذه إدعاءات باطلة ، ليس لها ما يؤيدها من النقل ، ولا من العقل ، بل إن الله سبحانه وتعالى هو العالم بهذه الأرواح ، والمتصرف فيها ، وهو القادر على ردِّها إلى أجسامها متى شاء ذلك ، فهو المتصرف وحده في ملكه ، وخلافه لا ينازعه منازع ، أما مَن يدعي غير ذلك : فهو يدعي ما ليس له به علم ، ويكذب على الناس فيما يروجه من أخبار الأرواح ؛ إما لكسب مال ، أو لإثبات قدرته على ما لا يقدر عليه غيره ، أو للتلبيس على الناس لإفساد الدين والعقيدة .

خليجية

البرزخ البحري 2024.

خليجية
الصور الحديثة التي التقطت للبحار قد اثبت أن بحار الدنيا ليست موحدة التكوين .. بل هي تختلف في الحرارة والملوحة والكثافة ونسبة الأوكسجين .. وفي صورة التقطت بالاقمار الصناعية .. ظهر كل بحر بلون مختلف عن البحر الآخر .. فبعضها أزرق قاتم وبعضها أسود وبعضها أصفر .. وذلك بسبب اختلاف درجات الحرارة في كل بحر عن الآخر .. وقد التقطت هذه الصورة بالخاصية الحرارية وبالأقمار الصناعية ومن سفن الفضاء .. وظهر خط أبيض رفيع يفصل بين كل بحر وآخر قال تعالى : ( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ ) نجد أن وسائل العلم الحديث قد وصلت إلى تصوير البرزخ بين البحرين .. وبينت معنى ( لَّا يَبْغِيَانِ) بأن مياه أي بحر حين تدخل إلى البحر الآخر عن طريق البرزخ فلا تبغي مياه بحر على مياه بحر آخر فتغيرها.

.

يسلمو ياعسل
بارك الله فيك

رؤيا في عالم البرزخ 2024.

روى البخاري ومسلم عن سمرة بن جندب -رضي الله عنه- قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مِمَّا يُكْثِرُ أنْ يَقُولَ لأصحابه: هل رأَى أحدٌ منكم من رؤيا ؟
فَيَقُصُّ عليه ما شاء الله أن يقصَّ، وإنه قال لنا ذَاتَ غَدَاةٍ:
إنه أتاني اللَّيْلَةَ آتيان، وإنَّهُما ابْتَعَثَانِي، وإنَّهُمَا قالا لي: انطَلِقْ، وإنَّي انطلقتُ معهما، وإنَّا أتَيْنا على رَجُلٍ مُضْطَّجِعٍ، وإذا آخرُ قائمٌ عليه بصَخْرةٍ، وإذا هو يَهْوِي بالصخرةِ لرأْسِهِ، فَيَثْلَغُ رَأْسَهُ فَيَتَدَهْدَهُ الحَجرُ ها هنا، فَيَتْبَعُ الحجرَ فيأخُذُهُ، فلا يرجِعُ إليه حتَّى يصِحَّ رأْسُهُ كما كان، ثم يعود عليه، فيفعلُ به مثلَ ما فعلَ المرةَ الأولى.
قلتُ لهما : سبحانَ الله ! ما هذا ؟
قالا لي: انْطَلِقْ ، انْطَلِقْ
فأتينا على رَجُلٍ مُسْتَلْقٍ لقفاهُ، وإذا آخرُ قائمٌ عليه بِكَلُّوبٍ من حديد، وإذا هو يأتي أَحَدَ شِقَّيْ وَجْهِهِ، فَيُشَرْشِرُ شِدْقَهُ إلي قَفاهُ، ومِنْخَرَهُ إلى قفاهُ، وَعَيّنَهُ إلى قفاهُ ثم يتحَوَّلُ إلى الجانب الآخر، فَيَفْعَلُ به مثل ما فَعَل بالجانب الأول، فما يفْرَغُ من ذلك الجانب حتى يصِحَّ ذلك الجانبُ كما كان، ثم يعود عليه، فيفعَلُ مثلَ ما فَعَلَ المرّةَ الأولى.
قلتُ : سبحان الله !! ما هذا ؟
قالا لي : انْطَلِقْ ، انْطَلِقْ
فانطَلَقنا، فَأَتيْنا على مثل التَّنُّورِ [أعلاهُ ضَيِّق، وأسفله واسعٌ تَتَوقَّدُ تحته نارٌ]، فإذا فيه لَغَطٌ وأصواتٌ، فاطّلَعْنا فيه، فإذا فيه رجالٌ ونساءٌ عُراةٌ، وإذا هُمْ يأتيهم لَهبٌ من أسفلَ منهم، فإذا أَتاهم ذلك اللَّهبُ ضَوْضَوْا، [فإذا ارتقت ارتفعوا، حتى كادوا أن يخرُجوا، وإذا خَمَدَتْ رَجَعُوا فيها.]
قلتُ لهما : ما هؤلاء ؟
قالا لي انْطَلِقْ ، انْطَلِقْ
فانطَلَقنا، فَأتينَا على نَهْرٍ أحْمَرَ مِثْل الدَّم وإذَا في النَّهْرِ رجُلٌ سابِحٌ يسْبَحُ، وإذا على شط النهر رَجُلٌ قَدْ جَمَعَ عنْدهُ حِجَارَة كَثيرة، وإذا ذلك السابح يسْبَحُ ما سَبَحَ، ثم يأتي ذلك الذي قَد جَمَعَ عنْده الحجارة، فَيَفْغَرُ فَاهُ، فَيُلْقِمُهُ حَجَرا، فيَنْطَلِقُ فيَسْبَحُ، ثم يرجعُ إليه، كُلَّما رَجع إليه فَغَر فَاهُ، فأَلْقَمَهُ حجرا،
قلتُ لهما : ما هذا ؟
قالا لي : انْطَلِقْ ، انْطَلِقْ
فانطَلَقْناَ، فَأَتيْنا على رَجُل كَرِيه المَرْآة، أَو كَأكْرَهِ مَا أنت رَاءٍ رجُلا مَرْأى، وإذا عندَهُ نَارٌ يَحُشُّهَا ويَسْعَى حَوْلَهَا.
قلتُ لهما : ما هذا ؟
قالا لي : انْطَلِقْ ، انْطَلِقْ
فانطَلقنا، فَأَتيْنا على رَوْضَةٍ مُعَتَّمَةٍ مُعْشِبَةٍ، فيها من كل نَوْر الرَّبيع، وإذَا بيْنَ ظَهْرَيْ الرَّوَضةِ رَجُلٌ طَوِيلٌ، لا أكادُ أرى رَأْسَهُ طُولا في السَّمَاءِ، وإذا حَوْلَ الرَّجُلِ من أكثر ولْدَانٍ رأيتُهم قَطُّ.
قلتُ لهما : ما هذا ؟ ما هؤلاء ؟
قالا لي: انْطَلِقْ ، انْطَلِقْ
فانطَلقنا، فَأَتيْنا على دوْحةٍ عَظيَمة، لم أرَ دَوْحَة قطّ أعظَم منها ولا أحْسَن
قالا لي : ارْق فيها
فَارتَقَيْنَا فيها إلى مَدينةٍ مبنيَّة بلبِنٍ ذَهَبٍ ولَبِنٍ فِضَّةٍ، فَأتينا بابَ المدينةِ، فَاْستفتحنا، ففُتِحَ لنا، فدخلناهَا، فَتَلَقَّانَا رِجالٌ شَطْرٌ من خَلقِهم كأحْسَنِ ما أنتَ رَاءٍ، وشَطْر منهم كأقْبَح ما أنتَ رَاءٍ،
قالا لهم: اذْهَبُوا فَقَعُوا في ذلك النهر،
قال: وإذَا نَهَرٌ مُعْتَرِضٌ يجري كأنَّ مَاءهُ الْمحض في البياض، فَذَهَبَوا، فَوَقَعُوا فيه، ثم رَجعوا إلينا قد ذَهب ذلك السوءُ عنهم، فصارُوا في أحْسَنِ صُورَةٍ ،
قالا لي : هذه جَنَّةُ عَدْنٍ ، وهَذَاك منزلكَ
قال : فَسَما بَصري صُعُدا ، فإذا قَصْرٌ مِثْلُ الرَّبَابةِ البيضاء
قالا لي : هَذا منزلُك
قلتُ لهما : بارك اللَّهُ فيكما، فَذَرَانِي فأدْخُلَهُ
قال : أما الآنَ فلا ، وأنت دَاخِلُهُ
قلت لهما : فإني رأَيتُ منذُ الليلة عجبا، فما هذا الذي رأيتُ ؟
قالا لي : أمَا إنَّا سَنُخْبِرُك
أمَّا الرجل الأول الذي أتيتَ عليه يُثْلَغُ رأْسُه بالحجَرِ، فإنَّهُ الرجلُ يأخذ القرآن، فيرفُضُه، وينام عن الصلاة المكتوبة.
وأنّ الرجل الذي أتيتَ عليه يُشَرْشَرُ شِدْقُه إلى قفاه، ومِنْخَرُه إلى قفاه، وعينه إلى قفاه، فإنه الرجل يَغْدُو من بيته، فيكذِبُ الكَذْبة تبلغُ الآفاق.
وأما الرِّجال والنساءُ العراةُ الذين هم في مثل بناء التَّنُّور، فإنهم الزُّنَاةُ والزَّواني.
وأما الرَّجُلُ الذي أتيتَ عليه يَسبْحُ في النهر، ويُلْقَمُ الحجارةَ، فإنه آكلُ الرِّبا.
وأما الرجلُ الكريه المرْآة الذي عند النار يَحُشُّها ويسعى حولها، فإنه مالِكٌ خازنُ جهنم.
وأَما الرجل الطويل الذي في الروضة، فإنه إبراهيم، وأما الْوِلْدَانُ الذين حَوْلَه، فكل مولود مات على الفِطْرة.
فقال بعضُ المسلمين : يا رسول الله : وأولاد المشركين ؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وأولادُ المشركين.
وأَما القوم الذين كانوا شَطْرٌ منهم حَسَنٌ، وشطر منهم قبيحٌ، فإنهم قومٌ خَلَطُوا عملا صالحا وآخر سيئا، تجاوَزَ اللَّهُ عنهم.
_________________________
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
ابتعثاني : الابتعاث : الإنباه والإثارة من النوم.
يهوي : الهوي : الوقوع من العلو إلى السفل.
فيثلغ : الثلغ : الشدخ ، وقيل : هو أن يضرب الشيء اللين بالشيء الصلب حتى ينشدخ.
فيتدهده : التدهده : التدحرج.
بكلوب : حديدة معوجة الرأس يُنشل بها اللحم ويعلق.
فيشرشر : يقطع ويشق.
لغط: ضجة وجلبة.
ضوضوا : أصوات الناس وغلبتهم.
فغر فاه : إذا فتحه.
كريه المرآة : أي : قبيح المنظر.
يحشها : حش النار يحشها : إذا أوقدها.
معتمة : أي : طويلة النبات.
نور الربيع : زهر الربيع.
بين ظهري : أي : بينهم.
دوحة عظيمة : الشجر العظام.
المحض في البياض : الخالص منه.
جنة عدن : جنة إقامة
سما صعدا : ارتفع بصره إلى فوق.
الربابة : السحابة البيضاء.
خليجية[/IMG]
خليجية
خليجية

حياة البرزخ 2024.

انا بكيت من القصه هذي وانتم الله اعلم ادخلوا وشوفوها بنفسكم

هاي صراحه انا شف هالقصه و اثرت فيني كثير

صحوت من النوم فجأة في عيني نور غريب وقوي جدا استعجبت أمر النور من
أين أتى
واندهشت عندما وجدت الساعة تشير إلى الساعة 3 صباحا وأن مصباح الغرفة
كان
طافياً؟ !
حارت تساؤلاتي من أين هذا النور ؟؟؟ !!!
وعندما التفت ؟؟؟ فزعت جداً … وجدت نصف يدي داخل الجدار
أخرجتها بسرعة
خرجت يدي
فنظرت إليها بعجب ؟؟ !!
أرجعتها إلى الجدار مرة أخرى فوجدتها دخلت
اندهشت ؟؟ !!

ما الذي يحصل؟؟

بينما أنا بين تساؤلاتي إذا بي أسمع صوت ضحك

نظرت إلى ناحية الصوت فوجدت أخي نائماً بجانبي

ورأيته يحلم

يحلم بأنه يركب سيارة حديثه
وانه ذاهب إلى حفلة كبيره جداً

لناس أغنياء جداً

وانه في أبهى حله وليكون أجمل من في الحفلة

وكان سعيد جداً وكان يضحك

ابتسمت من روعة المنظر … ولكن !!

شدني انتباهي إلى واقعي … ما الذي يحصل؟؟؟

فقمت من سرير
ركضت إلى حجرة أمي … لطالما ركضت إليها في مرضي وتعبي

جلست إلى جوار رأسها وقمت أناديها بصوت خافت … أمي …
أمي ولكن أمي لا تستجب لي .. فقمت أوكزها برقة … ولكنها لا ترد … وكأني
لا

ألمسها ..!!

بدأ الخوف يتملكني … وأخذت أرفع صوتي قليلاً .. أمي … أمي ..!!

صرخت … ولكن لم لا تستجيب لي …. هل مات ؟؟؟

وأنا في ذهولي وصعقتي بتخيل موت أمي …. إذا بها تفوق من نومها كمن
كانت بكابوس

كانت فزعة جداً وتلهث … وتنظر يمنة ويسرة … فبرق دمعي على عيني
وقلت بصوت

خافت: أمي أنا هنا .

فلم ترد علي …

أمي ألا تريني ؟؟؟ !!

أمي ؟؟؟؟

ورحت أقول أمي بكل عجب أمي … أمي

أمي ..

أمي ..

وكانت تضع كفها على صدرها لتهدئ روعة قلبها

وتقول بسم الله الرحمن الرحيم

ثم التفت إلى أبي … وبدأت توضقه من نومه ..

فأجابها برود.. نعم؟

فقالت له قم لأطمئن على ولديّ

فرد أبي: تعوذي من الشيطان ونامي

فقالت أمي:أنا قلقة جداً … أشعر بضيق … وضنك يملأ صدري .. وأشعر أن
هناك

مصيبة

وأنا أنظر إليها بذهول … وكنت أعلم جيداً إحساس الأم لا يخيب

فقلت : يا أمي أنا هنا … ألا تريني يا أماه … أمي

فقامت أمي ومشت إلى حجرتي حاولت أن أمسك لباسها … لكن لم أستطع
الإمساك به …

وكأن يدي تخترقه

ركضت إلى أمامها وقفت … ماداً ذراعي لها …

فإذا بها تمر مني ؟؟ !!

فأخذت ألحقها وأصيح أماه … أماه ؟؟ !

والدي كان خلفي … فلم ألتفت إليه … كي لا يتجاهلني …

دخلت امى إلى حجرتي وأخي وأشعلت المصباح ..

الذي كان مضاءً بنظري

صقعت عندما وجدتني نائماً على سريري

فنظرت إلى يدي باستنكار … من ذاك … ومن أنا …

كيف أصبحت هنا وهنا

وقطع سيل اندهاشي صوت أبي : كلهم بخير .. هيا لنم .

فردت أمي : انتظر أريد أن أطمئن على محمد .

ورأيتها تقترب من سريري .

وتنظر إلي بعين حرص

وتزيد قرباً من النائم على سريري .

وتضع يدها على كتفه… محمد …. محمد

لكنه لم يرد …. فصحت أنا أمي .. أنا هنا أمي

بدأت تضربه على كتفه بقوه … وتصيح … محمد …. محمد

لوت وجهه إليها وتلطمه …. محمد …. محمد …. وبدأت تعوي وهي تقول
….محمد

… محمد

فركضت إليها …. أبكي على بكائها … أمي … أمي
أنا هنا يا أمي … ردي علي أماه … أنا هنا

وفجأة صرخت ولقيت الصرخة توجع قلبي

بكيت

وقلت لها أمي لا تصرخي … أنا هنا

وهى تقول: محمد

فركض أبي إلى سرير

وضع يده على صدري … ليسمع نبضي …

وآلمني بكاء أبي بهدوء … وبهدوء يضع يده على وجهي ويمسح بوجهه على
حبيني

فتقول أمي : لم لا يرد محمد

والبكاء يزيد وأنا لا أعرف ما العمل

استيقظ أخي الصغير على الصوت أمي وهو يسال ما الذي يحصل؟؟

فردت أمي صارخة: أخاك مات يا احمد ..

مات

فبكيت أقول: أمي أنا لم أمت .. أمي أنا هنا … والله لم أمت ….
ألا تريني

أمي …. أمي

أنا هنا انظري إلي

ألا تسمعيني

لكن بدون أمل

رفعت يدي ….لأدعو ربي

ولكن لا يوجد سقف لمنزلنا

ورأيت خلق غير البشر وأحست بألم رهيب

ألم جحظت له عيناي وسكت عنه آلامي

نظرت لأخي فوجدته يضرب بيده على رأسه وينظر إلى ذاك السرير قلت له:
اسكت أنت

تعذبني

لكنه كان يزيد الصراخ

وأمي تبكي في حضن أبي

وزاد والنحيب

وقفت أمامهم عاجزاً ومذهول

رفعت راسي إلى السماء وقلت: يا رب ما الذي يحصل لي يا رب

وسمعت صوت من حولي … آتياً .. من بعيد … بلا مصدر

تمعنت في القول سمعي

فوجدت الصوت يعلو … ويزيد …. وكأنه قرآن

نعم إنه قرآن والصوت بدأ يقوى ويقوى ويقوى

هزنى من شدته

كان يقول :" لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ
غِطَاءكَ

فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ "

شعرت به مخاطباً إياي .

وفى هول الصوت

وجدت أيدي تمسك بي

ليسوا مثل البشر

يقولوا: تعال .

قلت لهم ومن انتم؟

وماذا تريدون؟

فشدوني إليهم فصرخت

أتركوني

لا تبعدوني عن أمي وأبي … وأخي …

هم يظنوا أني مت …

فردوا : وأنت فعلاً ميت

قلت لهم: كيف وأنا أرى وأسمع وأحس بكي شيء

ابتسموا وقالوا: عجيب أمركم يا معشر بشر أتظنون أن الموت نهاية الحياة؟

ألا تدرون أنكم في البداية؟

وحلم طويل ستصحون منه

إلى عالم البرزخ

سألتهم أين أنا ؟؟ … وإلى أين ستأخذوني؟؟

قالا لي: نحنا حرسك إلى القبر

ارتعشت خوفا

أي قبر؟

وهل ستدخلوني القبر

فقالا: كل ابن آدم داخله

فقلت: لكن ..!

فقالا: هذا شرع الله في ابن آدم

فقلت: لم أسعد بها من كلمة في حياتي .. كنت أخشاها ويرتعد لها جسمي
…. وكنت

أستعيذ الله منها وأتناساها .

لم أتخيل أني في يوم من الأيام داخل إلى القبر .

سألتهم وجسمي يرتعش من هول ما أنا به: هل ستركوني في القبر وحدي؟

فقالا: إنما عملك وحده معك .

فاستبشرت وقلت وكيف هو عملي؟؟ أهو صالح؟

…….

وحطم صمتنا صوت صريخ أحدهم فالتفت أليه … ونظرت إلى آخر .. فوجدته
مبتسماً

بكل رضا

وكل واحد منهم لديه نفس الاثنين مثلي ..

سألتهم: لم يبكي؟!

فقالا: يعرف مصيره. كان من أهل الضلال

قلت: أيدخل النار؟ واسترأفت بحاله

وهذا؟؟ وكان متبسماً سعيداً رضياً .. أيدخل الجنة؟؟

ماذا عني؟

أين سأكون ؟

هل إلى نعيم مثل هذا أم إلى جحيم مثل ذاك؟

أجيبوني ..

فردا: هما كانا يعلمان أين هما في الدنيا. والآن يعلمون أين هم في
الآخرة .

وأنت؟! كيف عشت دنياك؟؟

فرددت : تائه؟ .. متردد؟

قليلٌ من العمل الصالح وقليل من الطالح؟

أتوب تارة وأعود بالمعاصي كما كنت؟

لم أكن أعلم غير أن الدنيا تسوقني كالأنعام .

فقالا: وكيف أنت اليوم هل ستضل متردداً تائهاً؟

فصرخت :ماذا تقصد .. أواقع في النار أنا؟

فقالا: النار … رحمة الله واسعة

ولا زالت رحلتك طويلة .

نظرت خلفي … فوجدت عمي وأبي وأخي يبكون خلفي

يحملون صندوق على أكتافهم

ركضت مسرعاً إليهم

صرخت .. وصرخت … ولم يرد علي أحد

أمي كانت بين الناس تبكي … تقطع قلبي وذهبت إليها … فقلت أماه …
لا تبكِ

أنا هنا أسمعيني … أمي … أمي … أدعي لي يا أمي وقفت بجانب
أبي : وقت

في أذنه: أبي …. استودعتك الله وأمي يا أبي … فلترعاها … وتحبها
كما

أحبتنا .. وأحبناك …

صرخت إلى أخي …. أحب إلى من نفسي … وقلت له … محمد فلترك الدنيا
خلفك ….

إياك ورفقة السوء وعليك بالعمل الصالح … الخالص لوجه ربك … ولا
تنسى أن

تدعوا لي وتصدق لي .. وتعتمر لي … فقد انقطع عملي .. فلا تقطع عملك
حتى

بعد موتك … فقد فاتني … ولم يفتك أنت … وتذكرني ما دامت بك الروح
وإياك

والدنيا فإنها رخيصة ولا تنفع من زارها … وقفت على رأسهم كلهم …
وصرخت

بكل صوتي :وداعاً أحبتي .. لكم يحزني فرقكم … ولكن إلى دار المعاد
معادنا .. نلتقي على

سر متقابلين .. أن كنا من أصحاب اليمين ..

لم يجبني أحد …. كلهم يبكون … ولم يسمعني أحد … تقطع قلبي من
وداعهم بلا وداع

لم أتمنى قبل ذهابي إلا أن يسمعوني

وشدني صحبي .. وأنزلوني

وضعوا روحي على جسدي في قبري

ورأيت أبي يرش على جسدي التراب

حتى ودعني .. وأغلق قبري

لا يشعرون بما أشعر

وأحسدهم على الدنيا … لطالما كانت مرتع الحسنات ولم آخذ منها شيء

لكن لا ينفعني ندم

كنت أبكى وكانوا يبكون

كنت أخاف عليهم من الدنيا

وأتمنى إذا صرخت أن يسمعوني

وخرجوا كلهم وسمعت قرع جزمهم:g[106

وبدأت حياتي …. في البرزخ ..

لا إله إلا الله … لا إله إلا الله …. لا إله إلا الله

منقول بتصرف للفائدة والأجر .

إذا كان نشرها سيرهقك فلا تنشرها فأنك لا تستحق
ثوابها
> >
اتمنى انها اعجبتكم

يسلمو عسوله

لكن سبق طرحها

بانتظار جديدك..

الأرواح في البرزخ – تزاور وتلاقي 2024.

"ليس سرور يعدل لقاء الإخوان، ولا غم يعدل فراقهم" هكذا وصف أسلافنا شوق الأخ لأخيه ولهفته للجلوس معه ومنادمته، ولم يبتعدوا في وصفهم عن الحقيقة، فما من أحدٍ إلا ويجد في مجالسة الأحباب والخلاّن لذّة وأنساً لا يجده في متع الحياة الأخرى، فهو الشراب الطهور الذي يروي ظمأ النفوس، والبلسم الشافي لمتاعب الكدّ والعمل، والمنُسي لجراحات الروح، ولولا هذه اللقاءات وتلك المجالس ما قوي أحدٌ على تحمّل المشاقّ والمصاعب.

وتلك نعمةٌ منّ الله بها على البشريّة عموماً وعلى المؤمنين خصوصاً، ولا يقدر هذه النعمة قدرها إلا من فقدها، وإذا كان الوصالُ مكتوباً ومقدوراً على الناس في الدنيا، فكيف الحال بعد الموت؟ وهل كتب الله التلاقي والتزاور، والحوار والحديث، بين الأرواح في المرحلة البرزخيّة؟

لا شكّ أن إثبات هذه القضيّة الغيبيّة أو نفيها لا يمكن أن تكون وسيلته هي العقل المجرد، وإنما مردّ ذلك إلى النصّ الشرعي؛ لأن المسألة خبرٌ من الأخبار عن عالمٍ ليس للبشريّة قدرة على إدراكه أو استنتاجه، وسوف نستعرض في ما يلي ما ورد من أدلّة شرعيّة حول هذه ا لقضية .

إننا نجد أن عدداً من العلماء أثبتوا للأرواح نوعاً من اللقاء والحديث وفق ما تقتضيه النصوص الشرعيّة الصحيحة، ومن جملة هؤلاء العلماء: الإمام القرطبي، وشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم، والسيوطي، والآلوسي، مبيّنين الفرق بين المؤمنين والكافرين في أحوال لقاءاتهم وحدودها.

وقد استدلّ العلماء بحديث عبد الله بن عمرو بن العاصي رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إن أرواح المؤمنين تلتقي على مسيرة يوم، ما رأى أحدهم صاحبه قط) رواه أحمد، ورأوا أن الحديث السابق يُثبت أصل اللقاء.

وثمّة عددٌ آخر من الأحاديث الصحيحة التي تنصّ على حصول اللقاء بين أرواح المؤمنين وفرحهم به، كما تذكر طرفاً من أحاديثهم على وجه التفصيل، منها حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إذا حضر المؤمن أتته ملائكة الرحمة بحريرة بيضاء فيقولون: اخرجي راضية مرضيا عنك إلى روح الله وريحان، ورب غير غضبان، فتخرج كأطيب ريح المسك، حتى أنه ليناوله بعضهم بعضا، حتى يأتون به باب السماء فيقولون: ما أطيب هذه الريح التي جاءتكم من الأرض، فيأتون به أرواح المؤمنين فلهم أشد فرحاً به من أحدكم بغائبه يقدم عليه، فيسألونه: ماذا فعل فلان؟ ماذا فعل فلان؟ فيقولون: دعوه فإنه كان في غم الدنيا، فإذا قال: أما أتاكم؟ قالوا: ذهب به إلى أمه الهاوية، وإن الكافر إذا احتضر أتته ملائكة العذاب بمسح فيقولون: اخرجي ساخطة مسخوطا عليك إلى عذاب الله عز وجل، فتخرج كأنتن ريح جيفة، حتى يأتون به باب الأرض، فيقولون: ما أنتن هذه الريح حتى يأتون به أرواح الكفار) رواه النسائي في السنن.

وعنه رضي الله عنه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إن المؤمن يصعد بروحه إلى السماء، فتأتيه أرواح المؤمنين فيستخبرونه عن معارفهم من أهل الأرض، فإذا قال: تركت فلانا في الدنيا: أعجبهم ذلك، وإذا قال: إن فلانا قد مات، قالوا: ما جيء به إلينا) رواه البزار، فالحديث يبيّن سؤال أرواح المؤمنين الذين ماتوا في السابق للروح الصاعدة عن أحوال أهل الأرض ومن مات منهم ومن بقي، ويعلمون أن بعضهم قد ذُهب به إلى العذاب.

وقريبٌ منه حديث أبي أيوب رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إن نفس المؤمن إذا مات يتلقى أهل الرحمة من عباد الله كما يتلقون البشير في الدنيا، فيقولون: انظروا صاحبكم يستريح، فإنه كان في كرب شديد. ثم يسألونه ما فعل فلان؟ ما فعلت فلانة؟ هل تزوجت؟ فإذا سألوه عن أحد قد مات قبله قال: هيهات قد مات ذاك قبلي، فيقولون: إنا لله وإنا إليه راجعون، ذُهب به إلى أمه الهاوية، فبئست الأم وبئست المربية)رواه الطبراني وصححه الألباني.

ولأبي قتادة رضي الله عنه حديثٌ يدلّ على ما هو أكثر من اللقاء الأوليّ الحاصل بين الأرواح الحديثة والأرواح السابقة، فيه إثباتٌ للتزاور الحاصل بين تلك الأرواح، ونصّ الحديث مرفوعاً: ( إذا ولي أحدكم أخاه فليحسن كفنه، فإنهم يبعثون في أكفانهم ويتزاورون في أكفانهم) رواه البيهقي في شعب الإيمان وصححه الألباني بمجموع طرقه.

وعن خزيمة بن ثابت رضي الله عنه قال: رأيت في المنام كأني أسجد على جبهة النبي -صلى الله عليه وسلم-، فأخبرت بذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: (إن الروح لتلقى الروح) رواه أحمد، إلا أن الحديث لا يخلو من كلام في سنده وفي متنه.

ومن ناحيةٍ أخرى، فإن بين يدينا أدلّة صحيحة غير صريحة قد يُفهم منها ثبوت التزاور والتلاقي، منها قوله تعالى: { ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا} (النساء:69)، وقول النبي –صلى الله عليه وسلم- في الحديث المتواتر: (المرء مع من أحب)، فهذه المعيّة مجملةٌ قد يكون من دلالاتها المعيّة في الحياة البرزخيّة، كما قال الإمام ابن القيم: "وهذه المعية ثابتة في الدنيا وفي الدار البرزخ وفي دار الجزاء، والمرء مع من أحب في هذه الدور الثلاثة".

ويستدلّ الإمام ابن القيم على مسألتنا بقوله تعالى: { ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون* فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون*يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين} (آل عمران:169-171) فيقول: "وقد أخبرنا الله سبحانه وتعالى عن الشهداء بأنهم أحياء عند ربهم يرزقون، وأنهم يستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم، وأنهم يستبشرون بنعمة من الله وفضل. وهذا يدل على تلاقيهم من ثلاثة أوجه، أحدها: أنهم عند ربهم يرزقون، وإذا كانوا أحياء فهم يتلاقون، الثاني: أنهم إنما استبشروا بإخوانهم لقدومهم ولقائهم لهم، الثالث: أن لفظ يستبشرون يفيد في اللغة أنهم يبشر بعضهم بعضا، مثل: يتباشرون".

وثمّة آثار عن الصحابة تدلّ على اعتقاد عددٍ من الصحابة والتابعين بحصول اللقاء بين أرواح المؤمنين، فيها ما هو صريحٌ في دلالته وفيها ما هو محتمل، منها من ذُكر عن محمد بن المنكدر أنه دخل على جابر بن عبد الله رضي الله عنه وهو في النزع الأخير، فقال له: " أقرئ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مني السلام "رواه أحمد في مسنده وابن ماجة في سننه، وتنسب كتب التاريخ لصحابيين جليلين قولهما في لحظات الحياة الأخيرة: " اليوم ألقى الأحبة، محمدًا وحزبه"، وهما عمار بن ياسر وأبو هريرة رضي الله عنهما، الأمر الذي قد يشير إلى أنهما قد استقرّ عندهما مسألة تزاور الموتى وتلاقيهم في حياة البرزخ.

وقد تواترت رؤى الصالحين التي تفيد حصول التزاور، ويذكر الإمام ابن القيم في كتابه "الروح" عدداً منها، يقول صالح بن بشير: "رأيت عطاء السلمي في النوم بعد موته، فقلت له: يرحمك الله لقد كنت طويل الحزن في الدنيا، فقال: أما والله لقد أعقبني ذلك فرحاً طويلاً وسروراً دائما، فقلت: في أي الدرجات أنت؟ قال: مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين".

وقال عبد الله بن المبارك: "رأيت سفيان الثوري في النوم، فقلت له: ما فعل الله بك؟ قال: لقيت محمداً وحزبه".

وقال صخر بن راشد: "رأيت عبد الله بن المبارك في النوم بعد موته، فقلت: أليس قد مت؟ قال: بلى، قلت: فما صنع الله بك؟ قال: غفر لي مغفرة أحاطت بكل ذنب، فسألته عن سفيان الثوري فقال: بخ بخ! ذاك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا".

وقال مسمع بن عاصم: "رأيت عاصماً الجحدري في منامى بعد موته بسنتين، فقلت: أليس قد مت؟ قال: بلى، قلت: وأين أنت؟ قال: أنا والله في روضة من رياض الجنة أنا ونفر من أصحابي، نجتمع كل ليلة جمعة وصبيحتها إلى بكر بن عبد الله المزني، فنتلقى أخباركم. قلت: أجسامكم أم أرواحكم؟ قال: هيهات، بليت الأجسام، وإنما تتلاقى الأرواح".

وذكر ابن أبي الدنيا عن يقظة بنت راشد قالت: "كان مروان المحلمي لي جاراً، وكان قاضيا مجتهدا، فمات فوجدتُ عليه وجدا شديدا –أي حزنت عليه-، فرأيته فيما يرى النائم، قلت: أبا عبد الله ما صنع بك ربك؟ قال: أدخلني الجنة، قلت: ثم ماذا؟ قال: ثم رفعت إلى أصحاب اليمين؟ قلت: ثم ماذا؟ قال: ثم رفعت إلى المقربين، قلت: فمن رأيت من إخوانك؟ قال: رأيت الحسن وابن سيرين وميمون".

وما تمّ ذكره من المرويّات السابقة لم يكن المقصود منه الاستدلال بها؛ فإن المنامات -كما يقول العلماء- يُستدلّ لها ولا يستدلّ بها، وإنما القصد الاستئناس بذكرها.

وصفوة القول أن النصوص الشرعيّة تؤيّد ثبوت التزاور والتلاقي بين لمؤمنين على جهة الأنس والمنادمة، أما أرواح الكفار فيحصل لها الاجتماع والتلاقي دون أن يفضي اللقاء إلى مثل هذه المنادمة، وليس هو من باب التزاور لعدم ثبوت ذلك في الخبر، وأقصى ما يمكن إثباته هو إثبات أصل اجتماع الأرواح، يدلّ عليه حديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي مرّ معنا من قبل، وفيه: (..يأتون به أرواح الكفار) رواه النسائي في السنن.

وتدلّنا الأحاديث التي أخبر فيها النبي –صلى الله عليه وسلم- عن مشاهداته من عالم البرزخ أن أصل التلاقي موجود، بدلالة أنه يعذّبون سويّاً، فقد جاء في حديث سمرة رضي الله عنه قوله عليه الصلاة والسلام: (..فانطلقنا، فأتينا على مثل التنور، فإذا فيه لغطٌ وأصوات، فاطلعنا فيه، فإذا فيه رجال ونساء عراة، وإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم، فإذا أتاهم ذلك اللهب ضوضوا ) رواه البخاري، ومعنى (ضوضوا): أي صاحوا، واللغط: هي الأصوات المختلطة التي لا تُفهم.

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : ( رأيت ليلة أسري بي رجالاً تُقرض شفاههم بمقاريض من نار، فقلت : من هؤلاء يا جبريل ؟ فقال : الخطباء من أمتك يأمرون الناس بالبرّ وينسون أنفسهم ، وهم يتلون الكتاب أفلا يعقلون ؟! ) رواه أحمد، وتُقرض بمعنى تُقطّع.

ثم إن أرواح الكفار هي في مقام العذاب فهي في شغلٍ شاغل عن أي شيء آخر، يقول الإمام ابن القيم: "الأرواح قسمان: أرواح معذبة، وأرواح منعمة. فالمعذبة في شغل بما هي فيه من العذاب عن التزاور والتلاقي، والأرواح المنعمة المرسلة غير المحبوسة تتلاقى وتتزاور وتتذاكر ما كان منها في الدنيا وما يكون من أهل الدنيا".

وهكذا تلتقي الأرواح في حياة البرزخ وتجتمع اجتماعاً يكون على وجه النعيم أو العذاب، ويظلّون على تلك الحال في انتظار اللقاء الأكبر، حين يقول المؤمنون لبعضهم: { الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق} (الأعراف:43)، وترى الظالمين موقوفين عند ربهم: {يقول الذين استضعفوا للذين استكبروا لولا أنتم لكنا مؤمنين*قال الذين استكبروا للذين استضعفوا أنحن صددناكم عن الهدى بعد إذ جاءكم بل كنتم مجرمين*وقال الذين استضعفوا للذين استكبروا بل مكر الليل والنهار إذ تأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له أندادا} (سبأ:31-32).

م/ن