أرواح الأحياء وأرواح الأموات تلتقي في البرزخ . 2024.

أرواح الأحياء وأرواح الأموات تلتقي في البرزخ .

وذلك بقوله تعالى : ﴿ اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ الزمر/42.

قال القرطبي – رحمه الله – :

قال ابن عباس وغيره من المفسرين : إن أرواح الأحياء والأموات تلتقي في المنام فتتعارف ما شاء الله منها ، فإذا أراد جميعها الرجوع إلى الأجساد : أمسك الله أرواح الأموات عنده ، وأرسل أرواح الأحياء إلى أجسادها .

وقال سعيد بن جبير : إن الله يقبض أرواح الأموات إذا ماتوا ، وأرواح الأحياء إذا ناموا ، فتتعارف ما شاء الله أن تتعارف ﴿ فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى ﴾ أي : يعيدها .

" تفسير القرطبي " ( 15 / 260 ) .

وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي – رحمه الله – :

وفي هذه الآية دليل على أن الروح والنفس جسم قائم بنفسه ، مخالف جوهره جوهر البدن ، وأنها مخلوقة مدبرة ، يتصرف اللّه فيها في الوفاة ، والإمساك ، والإرسال ، وأن أرواح الأحياء ، والأموات ، تتلاقى في البرزخ ، فتجتمع ، فتتحادث ، فيرسل اللّه أرواح الأحياء ، ويمسك أرواح الأموات .
" تفسير السعدي " ( ص 725 ) .

1. قال الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله – :
قال ابن القيم رحمه الله : " وقد دل على التقاء أرواح الأحياء والأموات أن الحيَّ يرى الميت في منامه ، فيستخبره ، ويخبره الميت بما لا يعلم الحيَّ ، فيصادف خبره كما أخبر " ، فهذا هو الذي عليه السلف ، من أن أرواح الأموات باقية إلى ما شاء الله ، وتسمع ، ولكن لم يثبت أنها تتصل بالأحياء في غير المنام ، كما أنه لا صحة لما يدَّعيه المشعوذون من قدرتهم على تحضير أرواح من يشاءون من الأموات ، ويكلمونها ، ويسألونها ، فهذه إدعاءات باطلة ، ليس لها ما يؤيدها من النقل ، ولا من العقل ، بل إن الله سبحانه وتعالى هو العالم بهذه الأرواح ، والمتصرف فيها ، وهو القادر على ردِّها إلى أجسامها متى شاء ذلك ، فهو المتصرف وحده في ملكه ، وخلافه لا ينازعه منازع ، أما مَن يدعي غير ذلك : فهو يدعي ما ليس له به علم ، ويكذب على الناس فيما يروجه من أخبار الأرواح ؛ إما لكسب مال ، أو لإثبات قدرته على ما لا يقدر عليه غيره ، أو للتلبيس على الناس لإفساد الدين والعقيدة .

خليجية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.