الكرامة وذيل البقرة ! 2024.

الكرامة.. وذيل البقرة !

——————————————————————————–

هناك حكاية شعبية قديمة، عن فتاة تزوجت وكانت لا تزال صغيرة في السن لم تنضج ولم تعرف أمور الحياة..
تزوجت هذه الفتاة وفي ذهنها تصورعن الحياة الزوجية أنها الحياة الرومانسية الشاعرية حيث الزوج الذي سيطلب ودها ويبحث عن رضاها، وحيث الأحلام والآمال..
بعد أسابيع من الزواج، وبعد أن جاملها الزوج كثيراً، بدأت المشاكل الروتينية البسيطة تتسلل إلى حياتهما..
وبدأت الزوجة الصغيرة ترفع صوتها على زوجها..
كان الزوج العاقل في البداية يصبر عليها ويتحمل سوء أدبها، وإذا غضبت عليه يتودد إليها ويطلب صفحها، لكن بعد فترة، بدأت الأمور تزداد سوءاً، وأصبحت الفتاة تكثر من الخصام والشجار على أتفه الأسباب، والأدهى والأمر أنها لم تكن تعتذر يوماً عما يبدر منها من تصرفات..
وكانت تذهب إلى بيت أهلها ما بين فترة وأخرى بحجة أنها ((زعلانة))، وتنتظر الزوج الصبور أن يأتي إلى بيتهم ويطلب رضاها ويعيدها إلى البيت..
اعتقدت الفتاة أن هذه اللعبة مفيدة وممتعة، فأصبحت تمارسها لأتفه الأسباب..
وذات يوم تشاجرت مع زوجها على سبب بسيط فحملت ملابسها وذهبت إلى بيت أهلها، منتظرةً أن يأتي الزوج ليرضيها ويأخذها معه كالعادة إلى بيتهما..
ولم تعرف أن الزوج قد سئم من تصرفاتها ومن كثرة (زعلها)، وقرر هذه المرة ألا يذهب لإرضائها أبداً..
بقيت الزوجة هناك يوماً ويومين، وأسبوعاً، وأسبوعين وشهراً وشهرين..
والزوج لم يسأل عنها..
استغربت وكانت تسأل والدها كل يوم ألم يأت فلان لكي يحادثك في أمري، فيقول لا..
وتسأل مرة أخرى هل رأيته في المسجد؟ فيقول الأب (الذي كان هو الآخر قد سئم من تصرفات ابنته) نعم لقد رأيته وسلم علي لكنه لم يحادثني في أمرك، كل ما قاله حين رأيته قبل شهر هو: متى ما أرادت ابنتكم أن ترجع إلى بيتها ((حياها الله))..
وقعت الفتاة في حيرة شديدة، فهي تحب زوجها، ولا تريد أن تبقى هكذا، ولا تريد أن يتطور الموضوع إلى طلاق..
وفي نفس الوقت هي تريد أن يأتي الزوج بنفسه ليرضيها ويعتذر منها، ويأخذها إلى بيته..
فكرت عميقاً وعرفت أنه لم يخطئ في حقها، فكيف تريده أن يعتذر وأن يأتي لإرضائها؟
هل التي خرجت من البيت دون سبب يذكر..
طالت المدة وازداد ندم الزوجة وأسفها على خروجها من بيتها، ولكن كانت تريد حيلة للرجوع إلى بيتها، أي سبب، حتى لا تهدر كرامتها (بزعمها) برجوعها من تلقاء نفسها..
لم تجد الفتاة سوى حيلة طريفة ومضحكة..
خرجت من البيت وأخذت معها بقرة لأهلها، وحين وصلت لباب بيتها دفعت البقرة لتقتحم الباب، وهي تمسك بذيل البقرة!!
وحين دخلت البقرة من الباب ودخلت خلفها الزوجة الممسكة بالذيل..
فوجئ الزوج بهذا المنظر الغريب!
فقالت له وهي خجلة: ((مب أنا اللي جيت، البقرة هي اللي سحبتني!!))..

* * *

هذه القصة ببساطتها تذكرنا بأهمية تقديس الحياة الزوجية..
وأنها ليست لعبة تحد بين طرفين، إذ لا مكان للكرامة والكبرياء بين الزوجين..
والزوجة الحكيمة هي التي تعرف كيف تحافظ على بيتها دون انتظار لمن يحثها على ذلك، ولو كان ذيل بقرة!

تسلم اناملك علي الطرح الجميل
وياليت الزوجات يفهمو
الله عليكى ………….. كما قلتى

إذ لا مكان للكرامة والكبرياء بين الزوجين.

كل ما كانت تحافظ عليه فى جسدها من كل البشر ……….. شافه زوجها ………… ماذا تبقى

مشكوووووووووورة ام نورا

حبيبتى اغلى حبيبه
خليجية
حبيبتى eng n
خليجية

وأد البنات باسم الحرية والكرامة والمساواة 2024.

وأد البنات باسم الحرية والكرامة والمساواة
الغرب اليوم وأبناؤه بالرضاعة من بني الجلدة يمارسون دور ملك غسان بقوله لكعب: "ولم يجعلك الله بدار هوان ومضيعة فالحق بنا نواسيك"، فباسم القوانين الكونية وإنسانية المرأة تتم مواساة المرأة المسلمة في غير حاجة بنزع ثوب الوقار، ومحارة الحشمة ودثار الحياء، وبرفع شعار المساواة لتتمرد على المعلوم من الدين بالضرورة، وعلى القطعي الدلالة من نصوص الوحي ووأد نفسها باسم الحرية في علب النخاسة الليلية تؤثث بها جلسات معاقرة أم الخبائث، ومجالس الخنا، فتستنسخ أنوثتها كوجبة لإشباع نزوات المتهارشين من الذئاب والكلاب البشرية.
عالج القرآن الكريم موضوع بر الوالدين والنظام الأسري عمومًا بأسلوب ماتع، اتسم بربط علاقة الآباء بالأبناء بمقاربة الجزاء مرغبًا بالوعد ومرهبًا بالوعيد، ولا شك أن الواقف على الآي التي تناولت هذه العلاقة المقدسة لن يبذل كثير جهد ولن يصرف من إرسال بصره الوقوف الطويل ليكتشف ذلك المسلك القرآني، الذي يبتدىء بالأمر الإلهي في صيغة الخبر الذي يتناول باستيعاب طرفي الإيلاد؛ ثم ما يلبث ربنا جل جلاله أن يفرد الكلام عن الأم في سياق يذكر لها فضل الحمل والمخاض والفصال.

ولا شك أنها مواقف ومحطات عاشتها الأم في غياب أي تشكل ذاكري يحفظ لها هذا الفضل في وجدان الأجيال التي تربت وترعرعت بين البطن والحضن والظهر، ولا غرابة أن يتولى هذا الذكر عدلاً وفضلاً رب الإيجاد والإذن بالإيلاد سبحانه وتعالى.

ولا شك أن الأم مدرسة عقدية دورها كان وسيبقى رغم عبث العابثين وتجاسر المترفين هو تبعل الزوج المعيل وتربية الناشئة على معرفة الرسالة الإسلامية، التي تدين بها هي أولاً وتعمل على تمريرها لهم ثانيًا.

وقد أدرك المتربصون بالأمة قديمًا وحديثًا هذه المنزلة والأهمية التي تحظى بها المرأة في مقام الدور الحضاري المنوط بالأم، أو بمشروع الأم أو مؤسسة الأم، فلا عجب ولا تعجب أن تساق بين يدي مشروعي الإغراب والاغتراب، كل هذه الحشود من النسوة المبشرات الواصلات الموصولات بمشاريع الحداثة الحائفة، وأن تؤسس النوادي والمحافل والجمعيات والمنتديات، وأن تغدق الأموال بسخاء مثير، وأن تسال أودية من الحبر مخلفة وراءها ومن بين يديها ركامًا من المصنفات والمظان التي سعى مؤلفوها إلى صد المرأة عن سبيل رسالتها، وإبعادها عن دينها وتسفيرها عن مسلاخها العقدي باسم التحرير والتكريم والمساواة والنضال من أجل الحقوق والحريات.

ولست أدري أي علة اشتراك مسبورة تدفعني بترادف خواطر إلى ربط ما يقع للمرأة اليوم من بسط يد المتربص بنداء الاحتضان، وتبني صراخ الجنس الحداثي منها وبث ضجيج شكوى نسوة المجتمع المدني في جغرافيا الإسلام والمسلمين، بملمح محاكاة ما وقع أيام النبوة المباركة لكعب بن مالك أحد الثلاثة الذين تخلفوا عن مشهد تبوك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي غمرة تلك القَدَرَة التي صورها القرآن الكريم في أبلغ تصوير حيث قال ربنا جل جلاله: {وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّىٰ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ} [التوبة:118].

وقد بلغت ذروة هذا الضيق سقف الأمر باعتزال الزوجات، ونهي النبي عليه الصلاة والسلام صحابته مباشرة الثلاثة بالعبارة والإشارة، حيث حكى كعب قائلاً: "فبينا أنا أمشي بسوق المدينة إذا نبطي من أنباط أهل الشام ممن قدم بالطعام يبيعه بالمدينة يقول من يدل على كعب بن مالك؟ فطفق الناس يشيرون له حتى إذا جاءني دفع إلي كتابًا من ملك غسان فإذا فيه: أما بعد فإنه بلغني أن صاحبك قد جافاك ولم يجعلك الله بدار هوان ولا مضيعة فالحق بنا نواسيك، فقلت لما قرأتها وهذا أيضًا من البلاء فتيممت بها التنور فسجرته بها".

ولسنا هنا في معرض بيان الكلام بتفصيل هادف عن هذا الجيل ومواقفه الصلبة القوية، التي تكسر على صلد صفوانها كل ميل وإقعاد وصد عن صراط الله المستقيم، ولكن المراد لفت الانتباه إلى حقيقة أن مكر القوم وكيدهم هو اجترار وعود على بدء مستمر بنحو غير منقطع العدوان، وأن العدو كان ولم يزل قريبًا من حركاتنا وسكناتنا.

ولذلك فكما اعتقد ملك غسان حال علمه بواقعة الثلاثة، أن مناخ ما سماه بالمجافاة هو حال يسمح بتسور محراب أخوة العقيدة وخرق صرح التفاف الجماعة حول سيد الخلق عليه الصلاة والسلام، يعتقد المتربصون اليوم أن فرض ميراث الابنة والأم والجدة، وكذا شعائر التعدد والحجاب والنقاب، وآية الوقر في البيت، وحديث ناقصات عقل ودين هو ثغرة وقعت عليها أيدي المستشرقين قديمًا وتبقى ثلمة مخوف بالنسبة لعامة المسلمين بله خاصتهم.

والغرب اليوم وأبناؤه بالرضاعة من بني الجلدة يمارسون دور ملك غسان بقوله لكعب: "ولم يجعلك الله بدار هوان ومضيعة فالحق بنا نواسيك"، فباسم القوانين الكونية وإنسانية المرأة تتم مواساة المرأة المسلمة في غير حاجة بنزع ثوب الوقار، ومحارة الحشمة ودثار الحياء، وبرفع شعار المساواة لتتمرد على المعلوم من الدين بالضرورة، وعلى القطعي الدلالة من نصوص الوحي ووأد نفسها باسم الحرية في علب النخاسة الليلية تؤثث بها جلسات معاقرة أم الخبائث، ومجالس الخنا، فتستنسخ أنوثتها كوجبة لإشباع نزوات المتهارشين من الذئاب والكلاب البشرية، من الذين يرفضونها كزوجة ثانية ولا يتوانون عن أكل محنود لحمها، وذائب شحمها، وإلباسها سفور الموضة وقياس خصرها وردفها، وابتسامة ثغرها، وبياض سنها، وتتويجها بعد هذا بتاج الجمال واستشراف حشرها عارية كأي سلعة وراء الواجهات الزجاجية في أرقى الشوارع الغربية، معروضة للبيع البخس لطلاب المتعة العابرة، والترويج لبضاعتهم بدء من كبسولة "الشمبوان"، وانتهاء بعروض أفخم السيارات عبر توظيف وجهها في مقاربة استشهارية بين حجم العرض والطلب.

وتقريبا لهذا الزيف الحداثي يحضرني ما كتبه محمد قطب رحمه الله في كتابه "واقعنا المعاصر" إذ قال: "في مظاهرة النسوة في ميدان النيل -ميدان التحرير حاليًا- وأمام ثكنات الجيش الإنجليزي سنة 1919م تجمعت النسوة أمام ثكنات قصر النيل وهتفن ضد الاحتلال وبدون مقدمات ظاهرة، خلعن الحجاب وألقين به على الأرض وسكبن عليه البترول وأشعلن فيه النار وتحررت المرأة".

وليس يدري المرء أي علاقة بين تحرير مصر من الاحتلال وتحرر نسوة مصر من حجابهن، خاصة إذا عُلم أن ما وقع كان سنة 1919م بينما لم تنل مصر استقلالها الصوري الذي أبقى على القواعد العسكرية البريطانية إلا في سنة 1922م، مع التنبيه على استمرار التدخل البريطاني في الشؤون المصرية الداخلية والخارجية إلى اليوم، ولكنها لعبة الإجمال ودعوى الكمال في ثوب الركس والنذالة والنقصان، وحرص المترفين على الميل بإيماننا وإيمائنا كل الميل.

كما ليس يدري المرء كيف يتسنى له الجمع بين ركام الأضداد الذي خلفه هؤلاء، فقد يسجلون حضورهم وضجيجهم ويرفعون ويرفعن عقيرة المواجهة من أجل القفز على حقيقة سن اقتدار الفتاة على تحمل عبء ميثاق الزوجية، لكنهم يغيبون ويتغيب ركزهم وركزهن وأعراض الصغيرات بله الصغار يتاجر بها في أروقة الفنادق المسجلة وفي رياضات المدن السياحية، بل تجدهم وتجدهن يشعلن السروج احتجاجًا على عقوبة الإعدام وتطبيقها في حق القاتل المغتصب، ثم يسجلون مناورتهم في لون أفقع من الأسود فيطالبون بتحرير قانون إجازة الإجهاض.

فانظر إلى عجيب المفارقة بين صراخهم من أجل حياة كل مغتصب أفاك أثيم وضجيجهم بالمقابل، منادين بإعدام البراءة في مهدها قبل الاستهلال الأول، حتى إذا عجزوا وعجزن وجدتهم ووجدتهن يسجلون ويسجلن حضورهم وحضورهن إلى جانب الأم العازبة، تلك التي يعرّف الغرب مفهومها بأنها التي تجد نفسها وحيدة مع طفل أو أطفال بعد موت أو فراق أو هجران الحليل أو الخليل، مع وضع خط عريض تحت مسمى (الخليل) المقصود أصالة في مقام هذا الدرك، وإلا فكل المعطيات على الأرض تذهب إلى استحالة وضع قيد العزوبة إلى جانب الأم ولو بعد موت الحليل.

هذا وإن عقيدتنا تفتح أمامنا هامشًا من الاطمئنان مصدره أن الغلبة استشرافًا هي في صف حظنا بعد صبرنا ومصابرتنا، سيما وأن ارتفاع حالات الطلاق المتكتم على أرقامها بقصد لا بغيره، وكذا ارتفاع طابور العنوسة بين صفوف النساء يعضد من صحة وسلامة ما استشرفناه من مآلات مفاوز.

وليس ثمة ما نزكي به هذا الاستشراف وحتمية وقوعه أفضل مما حكاه الأستاذ الكاتب (عبد الفتاح إسماعيل غراب) في كتابه (العمل التنصيري في العالم العربي) عندما قال: "ومن التجارب التي قامت بإجرائها بعض المنظمات التنصيرية على النساء خاصة لاختبار عملها التنصيري أثناء احتلال فرنسا للجزائر، ومن أجل القضاء على القرآن في نفوس شباب الجزائر، قامت فرنسا بتجربة عملية فتم اختيار عشر فتيات جزائريات مسلمات من قبل الحكومة الفرنسية، وأدخلتهن في مدارسها ولقنتهن الثقافة الفرنسية، وعلمتهن اللغة الفرنسية وألبستهن الثياب الفرنسية، وبعد أحد عشر عامًا من الجهود هيأت لهن حفلة تخريج رائعة دعي إليها الوزراء والمفكرون والصحفيون.

ولما بدأت الحفلة فوجئ الجميع بالفتيات الجزائريات يدخلن بلباسهن الإسلامي الجزائري، فثارت الصحف الفرنسية وتساءلت: ماذا فعلت فرنسا في الجزائر إذًا بعد مرور مائة وثمانية وعشرين عامًا؟ فأجاب لكوست -وزير المستعمرات الفرنسي- بحسرة: "وماذا أصنع إذا كان القرآن أقوى من فرنسا".

ولا شك أنها لحظة انتصار قابلة للتكرار والعود بشرطه، وهو الكائن بإذن الله وحوله وقوته مصداقًا لقوله تعالى: {يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ . هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [التوبة-32-33].

شكرا
ممنونه لكي
مشكورة حبيبتى
الله يعطيكي الف عاآفيهه حبيبتي

الكرامة الإنسانية في القرآن الكريم 2024.

اختصَّ الله – عزَّ وجل – النَّوع الإنساني من بين خلقه بأنْ كرَّمه وفضَّلَه وشرَّفه، فلإنسان شأنٌ ليس لسائر المخلوقات؛ فقد خلَقَه البارئُ تعالى بيده، ونفخ فيه من روحه، وأسجد له ملائكته؛ إكرامًا واحترامًا، وإظهارًا لفضله، واتَّخذ – سبحانه – من هذا الإنسانِ الخليلَ والكليمَ، والولِيَّ والخواصَّ والأحبار، وجعله مَعْدِنَ أسراره، ومَحلَّ حكمته، وموضِعَ مثوبته.

وهذه الورقة ما هي إلاَّ بيان لبعضِ مكرمات الله تعالى لِهذا الإنسان، والتي يُمكن استخلاصها من القرآن الكريم على النَّحو التالي:

أولاً: تكريم الذات:

إنَّ تكريم الإنسان في القرآن هو تكريم لِذَاته الإنسانية: وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ [التغابن: 3]، وتكريمٌ لِدَوره في إعمار الأرض: هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا [هود: 61]، فهذا التَّكريم هو اسم جامعٌ لكلِّ الخَيْر والشَّرَف والفضائل[1].

ثانيًا: الإيجاد:

من إكرام الله للإنسا أنْ أوجَدَه بعدما لم يكن شيئًا مذكورًا، ولا يُعرف له أثر؛ قال – عزَّ وجلَّ -: هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا [الإنسان: 1]، والمعنى أنه كان جسَدًا مصوَّرًا، ترابًا وطينًا، لا يُذْكَر ولا يُعرَف، ولا يُدْرَى ما اسْمُه؟ ولا ما يُراد به، ثُمَّ نَفَخ فيه الرُّوح فصار مذكورًا، وقال يحيى بن سلام: لم يكن شيئًا مذكورًا في الخَلْق، وإن كان عند الله شيئًا مذكورًا[2].

ثالثًا: خِلْقتُه على الفطرة:

من كرامة الإنسان أنْ خلَقَه الله مَجْبولاً على الإيمان؛ قال سبحانه: فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ الَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ الَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ [الروم: 30]، ومعناه: أنَّه تعالى ساوى بين خلْقِه كلِّهم في الفطرة على الجبِلَّة المستقيمة، لا يُولَد أحدٌ إلاَّ على ذلك، ولا تَفاوُتَ بين الناس في ذلك[3].

وزيادةً في تكريم الذَّات الإنسانية فإنَّ الإيمان بالله لا يكون وراثيًّا، كما لا يكون منَّةً ولا أمرًا مفروضًا, ولكن يكون بفِعْل إرادة فرديَّة حُرَّة، وهداية ربَّانيَّة نورانيَّة: وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ [الكهف: 29]، لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ [البقرة: 256]، يَهْدِي الَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ [النور: 35].

ولتأكيد على الحُرِّية الإنسانيَّة التكريمية تَرِد في القرآن الكريم آياتٌ عديدة تُذَكِّر النبِيَّ – صلَّى الله عليه وسلَّم – بِحُدوده الدَّعَوية، ومن هذه الآيات:

مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ الَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا [النساء: 80].

قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ [الأنعام: 104].

فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ [الزمر: 41].

فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ * لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ * إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ [الغاشية: 21 – 23].

رابعًا: الخلافة وإعمار الأرض:

تعكس خلافة الإنسان في الأرض أسْمَى مراتب التَّكريم الإِلَهي؛ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ [البقرة: 30].

خامسًا: تسخير ما في الكون لِخِدمة الإنسان:

ولِتَحقيق هذه الخلافة سخَّر الله – عزَّ وجل – للإنسا السَّماوات والأرض وما بينهما؛ الَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ * وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الَّيْلَ وَالنَّهَارَ * وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ الَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ [إبراهيم: 32 – 34]، وقال تعالى أيضًا: أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ الَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي الَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ [لقمان: 20]، ذكَر نِعَمَه على بني آدم وأنَّه سخَّر لَهم ما في السماوات من شَمْس وقمر ونُجوم، وملائكة تَحُوطهم وتجرُّ إليهم منافِعَهم، وما في الأرض عامٌّ في الجبال والأشجار والثِّمار، وما لا يُحصى؛ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ [لقمان: 20]؛ أيْ: أكملها وأتَمَّها[4].

سادسًا: استيعاب الإنسان للعلوم الدنيوية:

قال – عزَّ وجلَّ -: وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا [البقرة: 31]، الظاهر أنَّ الأَسْماء التي علُمِّهَا آدم هي ألفاظ تدلُّ على ذوات الأشياء التي يَحتاج نوع الإنسان إلى التَّعبير عنها؛ لِحَاجته إلى ندائها أو استحضارها، أو إفادة حصول بعضها مع بعض، وهي – أيِ: الإفادة – ما نُسمِّيه اليوم بالأخبار أو التَّوصيف، فيَظهر أنَّ المراد بالأسماء ابتداءً أسماءُ الذَّوات من الموجودات، مثل الأعلام الشخصيَّة، وأسماء الأجناس من الحيوان والنَّبات، والحجَر والكواكب، مِمَّا يقع عليه نظر الإنسان ابتداءً، مثل اسم جنَّة وملَك، وآدم وحواء وإبليس، وشجرة وثَمَرة، ونجد ذلك بحسب الُّغة البشريَّة الأولى.

وتعليم الله تعالى آدمَ الأسماءَ إمَّا بطريقة التلقين بِعَرض المسمَّى عليه، فإذا أراه لُقِّن اسمه بصوتٍ مَخْلوق يسمعه، فيَعْلم أنَّ ذلك الفظ دالٌّ على تلك الذَّات بعِلْم ضروري، أو يكون التعليم بإلقاء علم ضروريٍّ في نفس آدم بحيث يَخْطر في ذهنه اسْمُ شيءٍ عندما يُعْرَض عليه، فيضع له اسْمًا بأنْ ألْهَمَه وضْعَ الأسماء للأشياء؛ ليُمَكِّنه أن يفيدها غيْرَه، وذلك بأن خلق قوَّة النُّطق فيه، وجعله قادرًا على وضع الُّغة كما قال تعالى: خَلَقَ الْإِنْسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ [الرحمن: 3 – 4]، وجَميع ذلك تعليمٌ؛ إذِ التعليم مصدر علَّمَه، إذا جعله ذا عِلْم، مثل أدَّبه، فلا ينحصر في التَّلقين وإن تبادر فيه عُرْفًا، وأيًّا ما كانت كيفيَّة التعليم، فقد كان سببًا لتفضيل الإنسان على بقيَّة أنواع جنسه بقوَّة النُّطق وإحداث الموضوعات الُّغوية للتعبير عمَّا في الضمير، وكان ذلك أيضًا سببًا لِتَفاضُل أفراد الإنسان بعضهم على بعض، بِمَا ينشأ عن النُّطق مِن استفادة المجهول من المعلوم، وهو مبدأ العلوم[5].

سابعًا: إيداع مفاتيح المعرفة والإدراك في الإنسان:

ولاِسْتيعاب الإنسان للعلوم وتعلُّمِها وتعليمها, أودَع فيه اللهُ – تعالى – بعض مفاتيح المعرفة (التفكُّر, النَّظر, العقل, البصر, القلب, الُّب…).

قال سبحانه: أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ الَّهُ [الأعراف: 185].

أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ الَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى [الروم: 8].

أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا [الحج: 46].

وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ [آل عمران: 7].

فهذه المفاتيح المعرفيَّة تَسْمو بالإنسان إلى الطَّاعة والخضوع لله تعالى: إِنَّمَا يَخْشَى الَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ [فاطر: 28]، وتُجَرِّده عن التَّبَعية المُطْلقة والتقليد الأعمى.

والنَّظرُ والتفكُّر والتعقُّل، والاستدلال بالأدلَّة التي نصَبَها الله لِمَعرفته من أوجَبِ الواجبات بعد الإيمان الفطري الجبلِّي بالله تعالى, وإلى هذا ذهب البخاريُّ – رحمه الله – حيث بوَّب في كتابه (باب العلم قبل القول والعمل لقول الله – عزَّ وجلَّ – : فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّهُ [محمد: 19]).

ثامنًا: إلغاء الوساطة بين العبد وربه:

ولتأكيد على احترام كرامة الإنسان وحُرِّيته؛ ألغى الشَّارع الحكيم أيَّ وساطة بين الله – عزَّ وجلَّ – وعبْدِه, هذه الوساطة التي تُفْسد التحنُّث والتعبُّد لله، والاعتقاد الجازِمَ به سبحانه, كاتِّخاذ كُفَّار مكَّة الأصنام واسطةً، وقولِهم: مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى الَّهِ زُلْفَى [الزمر: 3]، وقد تَحُول بين السَّائل ومُناجيه: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ [البقرة: 186].

قال أبو جعفر: يعنِي – تعالى ذِكْرُه – بذلك: وإذا سألك يا محمَّد عبادي عنِّي: أين أنا؟ فإنِّي قريبٌ منهم، أسْمَع دُعاءهم وأُجيب دعوة الدَّاعي منهم، وقد اختُلِف فيما أنزلت فيه هذه الآية، فقال بعضُهم: نزلَتْ في سائلٍ سأل النبِيَّ – صلَّى الله عليه وسلَّم – فقال: يا محمَّد، أقريبٌ ربُّنا فنناجيه؟ أو بعيد فنناديه؟ فأنزل الله: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ [6].

تاسعًا: حقوق الإنسان:

ومِمَّا يصون كرامة الإنسان في الإسلام ضمانُه لِحُقوقه، وترتيبه على الإخلال بها والتعدِّي عليها جُملةً من الحدود، ومن أبرز هذه الحقوق:

• حقُّ المساواة:

قال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ الَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ الَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ [الحجرات: 13].

• حق الحياة:

قال تعالى: مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا [المائدة: 32].

• حق الملكيَّة:

قال تعالى: وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ الَّهِ وَالَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [المائدة: 38].

• حق الحُرِّية:

قال سبحانه: إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ الَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ [المائدة: 33].

• حق العِرْض الشريف:

قال – عزَّ وجلَّ -: الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ الَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِالَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ [النور: 2].

——————————————————————————–

[1] أبو السعادات المبارك الجزري, "النهاية في غريب الحديث والأثر", تحقيق: طاهر أحمد الزاوي, محمود الطناحي, المكتبة العلميَّة, بيروت, طبعة 1399ه, حرف الكاف (باب الكاف مع الراء).

[2] محمد بن علي الشوكاني, "فَتْح القدير الجامع بين فنَّيِ الرواية والدراية من علم التفسير", (5/482).

[3] إسماعيل بن عمر بن كثير أبو الفداء, "تفسير القرآن العظيم", (4/572).

[4] تفسير ابن كثير, سورة لقمان الآية: 20.

[5] الطاهر بن عاشور, "التحرير والتنوير"، (1/233)، وما بعدها.

[6] محمد بن جرير الطبري, "جامع البيان من تأويل آي القرآن", (2/164).

خليجية
شكرلكم
خليجية
شكرلك

تاج الكرامة 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تاج الكرامة

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده…
أما بعد :

فإن القرآن العظيم بما فيه من معان وعبر وحكم وقصص وأمثال وأخلاق وعقائد يبعث السرور في نفس الحزين ويشبع الجائع ويطفئ ظمأ العاطش ويريح جسد المتعب ويشجي أذن السامع ويوسع أفق المتأمل والمتدبر فيه ويحيي القلوب الميتة ويشفي الضمير المريض ويوقظ الإحساس النائم
، إن هذا القرآن ينبوع لا ينضب ونهر متدفق ومنهل عذب ومورد ثري ،
فطوبى لمن نهج نهجه وسار على هديه ونهل من معينه فعمل بأوامره وانتهى عن نواهيه
وتدبر معانيه فتوصل إلى ما يأمله ويبتغيه فهو عظمة المسلم ولا تكمل إلا في مصاحبته فهذا كلام الله نزله ليوجه هذه الأمة وليسيرها عقيدة وأخلاقًا وعبادة وسلوكًا ومعاملة إلى الله فهدى للتي هي أقوم ،
فهو قوة عظيمة ونور ساطع وبلسم شاف ونبع صاف فهو كتاب الله فيه نبأ ما كان قبلكم وخبر ما كان بعدكم ، وحكم ما بينكم هو الفصل ليس بالهزل ،
من تركه من جبار قصمه الله ،
فهو حبل الله المتين والذكر الحكيم والصراط المستقيم ،
هو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسن ولا يشبع منه العلماء ولا يخلق على كثرة الرد ولا تنقضي عجائبه ،
هو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا
{ إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2) }
سورة الجن،
من قال به صدق ومن عمل به أجر ومن حكم به عدل
ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم ،
ومن استكفى به كفاه
ومن طلب من الشفا شفاه
ومن طلب احتمى به في ظل من أنزله حماه
ولكن من طلب الهدى من غيره أضله الله وأعماه وأخزاه
لهذا كان القرآن مصدر حياة المصطفى صلى الله عليه وسلم وعزة وكرامة هذه الأمة إن هي تمسكت به ،
{وَكُلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ}
(120) سورة هود

يخرج الناس من الظلمات إلى النور :

القرآن أنزل على قلب محمد صلى الله عليه وسلم ليخرج الناس من الظلمات إلى النور ، ليبني أمة ويقيم نظامًا وينشر حضارة
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا}
(174) سورة النساء.

يربي الأجيال :

القرآن يربي الأجيال على مائدة القرآن لتكون أهلا لحمل أمانة هذا الدين والدعوة إليه وقيادة البشرية إلى صراط الله المستقيم
{ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ}
(89) سورة النحل

يخاطب الفطرة والعقل :

القرآن يخاطب الفطرة والعقل ويسلك مسالك الإقناع ويحرك الشعور ويستثير الوجدان
{اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاء وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ}
(23) سورة الزمر .

يدعو إلى التأمل :

القرآن يطوف بالقلب أقطار السموات والأرض ، يدعو إلى التأمل و إلى التفكير في جوانب الحياة
{كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ}
(29) سورة ص .

يوجه النظر إلى التاريخ وعبر الغابرين :

القرآن يوجه النظر إلى التاريخ وعبر الغابرين بقص القصص وحديث الأخبار
{أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا}
(82) سورة النساء

في منهجه أعجب أسلوب :

القرآن في منهجه أعجب أسلوب وأبدع طريقه وأصدق نبأ وأحسن قصص وأجمع عبراً
{قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا}
(88) سورة الإسراء

حوى من الحكم أعجبها :

القرآن حوى من الحكم أعجبها ومن وسائل التربية والإيمان أنجعها
ومن القصص والأحاديث أصدقها وأعذبها
{وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}
(52) سورة الشورى .
في القرآن قصص وعبر وعظات يتجلى فيها عظم البلاء وحسن العاقبة .

يبين سنة الله في الصراع بين الحق والباطل :

القرآن يبين سنة الله في الصراع بين الحق والباطل والتنازع بين الخير والشر
{وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}
(23) سورة البقرة

فيه دعوة إلى الإيمان بالله وحده :

في القرآن دعوة إلى الإيمان بالله وحده وإفراده بالعبادة وبيان مصير الصراعات في الدنيا والعواقب في الأخرى
{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ}
(175) سورة الأعراف .
في ثنايا القرآن يتبين طريق أهل الخير وطريق أصحاب السعير .

حوى على التوحيد :

القرآن حوى على التوحيد والأحكام والسير والسياسة وطلب المعاش وعلاقات الخلق بالله وببعضهم ،
وضم دروسًا وعبرًا ،
لصلاح الدين والدنيا معًا
{وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَى مِن دُونِ اللّهِ وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ}
(37) سورة يونس .
فعد إليه وتأمل فيه واتله آناء الليل وأطراف النهار
{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ}
(37) سورة ق .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

بقلم الشيخ/
بدر بن نادر المشاري

جزاكى الله خير

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة aroa خليجية
جزاكى الله خير

اختي الغالية
اشكرك من قلبي على مرورك الكريم
وكلماتك التي زينت صفحتي
لكي مني كل تحية وتقدير

خليجية
خليجية

الكرامة في بلاد المسلمين بين القِطّة والإِنسان 2024.

لقط حيوان متواضع ألوف، خلقه الله- تعالى- لمنافع كثيرة، وقد تعددت أسماؤه، ومن الطريف فى هذا المجال ما يُحْكَى أَنَّ أعرابيا صاد هِرًّا فلم يعرفه، فتلقاه رجل فقال: ما هذا السِّنَّوْر؟ و لَقِيَ آخر، فقال: ما هذا الهر؟ ثم لَقِيَ آخر؛ فقال: ما هذا القط؟ ثم لَقِيَ آخر؛ فقال: ما هذا الضّيون؟ ثم لَقِيَ آخر؛ فقال: ما هذا الخيدع؟ ثم لَقِيَ آخر؛ فقال: ما هذا الخيطل؟ فقال الأعرابى: أحمله وأبيعه لعل الله تعالى يجعل لى فيه مَالًا كَثِيرًا !! فلما أتى إلى السوق قيل له: بكم هذا؟ فقال: بمائة. فقيل له: إنه يساوى نصف درهم. فرمى به، وقال: ما أكثر أسماءه، وأقلّ ثمنه!

وقد ورد النهي عن تعذيب القط في حديث مشهور أخرجه الشيخان البخاري ومسلم ونَصُّهُ : أنَّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال: «عذّبت امرأة فى هرّة سجنتها حتى ماتت فدخلت فيها النار، لا هى أطعمتها وسقتها إذ حبستها، ولا هى تركتها تأكل من خشاش الأرض» والمقصود بخشاش الأرض : أي حشراتها وهوامها كالفأرة ونحوها.

وقد جاء ذكر كيفية تعذيب هذه المرأة في حديث رواه الإمام البخاري في أكثر مِنْ موضع مِنْ صحيحه ، ونَصُّهُ أنَّ النبى صلّى الله عليه وسلم قال: « دَنَتْ مِنِّي النار- أي اقتربت- ، فإذا امرأة تخدشها هرة قلت: ما شأن هذه قالوا: حبستها حتى ماتت جوعا، لا أطعمتها ولا أرسلتها تأكل من خشاش الارض»

وهذا الحكم لا يَخُصُّ القطة وحدها بل هو عام في سائر الحيوانات، كما أنَّ العقاب المذكور لا يَخُصُّ هذه المرأة وحدها ، بل مَنْ عَمِلَ عَمَلَهَا استحق مثل عقوبتها، وإنما أخبر بذلك رسول الله لتحذر أمته مثل هذا العمل.

وهذ يؤكد – بما لا يدع مجالا للشك – أنَّ الإساءة إلى الحيوان وتعذيبه وعدم الرفق به يعتبر جريمة في نظر الشريعة الإسلامية، وقد جاءت تعليقات الأئمة الفضلاء تؤكد هذا المعنى، فالإمام الصنعاني يقول: "والحديث دليل على تحريم قتل الهرة لأنه لا عذاب إلا على فعل محرّم"

ويرى ابن حجر الهيثمي أنَّ مِن أعظم الإساءة الى الدابة أن يضربها صاحبها ضربا موجعا بغير حق أو يحبسها أو لا يقوم بكفايتها أو يحملها فوق الطاقة. أَمَّا الإمام النووي فيعلق قائلا: "إن المرأة كانت مسلمة وإنها دخلت النار بسببها، وهذه المعصية ليست صغيرة بل صارت بإصرارها كبيرة". وقد ورد في السنة ما يدل على أنَّ البهائم تقتص من ابن آدم يوم القيامة نظير ما ظلمها أو جوعها.

والسؤال الذي يطرح نفسه : اذا كان هذا هو عقاب الله لمن عَذَّبَ حَيَوَانًا، فكيف بِمَنْ عَذَّبَ من كرّمه الله وخلقه بيده ونفخ فيه من روحه ؟! بل كيف بِمَنْ عَذَّبَ مسلما لا لشيء إِلاَّ لأجل هوى الْمُعَذِّبُ وإرْضَاءً لخياله المريض؛ والله عز وجل يقول: {والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا} [سورة الأحزاب 58]، فمن آذى مؤمنا حَيًّا أو مَيِّتًا بغير ذنب يوجب ذلك فقد دخل في هذا الوعيد، يعلق شيخ الاسلام ابن تيمية على هذه الآية بقوله: لا نعلم خلافا في أنَّ الذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات لا تسقط عقوبتهم بالتوبة. أَمَّا ابن القيم (المتوفى سنة 751هـ) فيقول مُتَعَجِّبًا: وإِذا كانت امْرَأَةٌ قد دَخَلَتِ النَّارَ في هِرَّةٍ حَبَسَتْهَا حتى مَاتَتْ جُوعًا وَعَطَشًا، فَرَآهَا النَّبِيُّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – في النَّارِ وَالْهِرَّةُ تَخْدِشُهَا في وَجْهِهَا وَصَدْرِهَا، فَكَيْفَ عُقُوبَةُ مَنْ حَبَسَ مُؤْمِنًا حتى مات بِغَيْرِ جُرْمٍ؟

أقول : رحمك الله يابن القيم، تتعجب ممن حبس مؤمنا !! فما عساك تقول لو عشت في زماننا هذا ورايت هؤلاء الذين يجوّعون عباد الله ويمنعونهم من قضاء حوائجهم حتى الموت؟ ورأيت من يحبسون شيوخا رُكَّعًا وأطفالا رُضَّعا ، ورأيت عمليات القتل للأطفال والنساء والشيوخ والعجائز، ورايت أهل الكفر ينقلون المشتبه بهم من بلادهم الى بلاد المسلمين ليتم تعذيبهم بشكل أكبر وبفَنٍّ واتقان!؟ حَقًّا إِنَّ هذا بالفعل فصل حزين في تاريخ أمتنا.

اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ هؤلاء ، اللهم لا تحشرنا معهم ، اللَّهُمَّ خذهُمْ على غِرَّةٍ ، وأنزل عليهم بَأْسك وَهُمْ في سَكْرَة ، وقَرّب مَسَافَةَ الْعَذَابِ بينهم وبين مَنْ أهلكت مِنَ الأمم، مصداقا لقولك: {وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ} [سورة هُود: 83].

جزاك الله خيرا
فعلا لفته جميلة جدا
شكرلك
جزاك الله خير

كلامك مهم جدا

احسنتي الطرح

اللهم انصر المظلوم على الظالم
اللهم انا ظُلمنا فأنصرنا على من ظلمنا*
اللهم انا هجرنا من بيوتنا فأنصرنا على من ظلمنا ** آميييييييين
http://fashion.azyya.com/495483.html

الآستقامة طريق اولةالكرامة واوسطةالسلامةواخرة الجنة 2024.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ
والصلاة والسلام علي : سيد المستقيمين ، وسيد الأنبياء والمرسلين ، صلاة وسلاما عليه وعلي صحابته الأخيار، وأهله وذريته الأطهار.
المنهج المستقيم والطريق القويم هو: دين الله تعالي(قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا)
وهو الذي نسأل الله إياه كلما قرأنا فاتحة الكتاب : (اهدنا الصراط المستقيم)
هؤلاء الذين أنعم الله عليهم: هم الذين اتبعوا أوامره، واجتنبوا نواهيه، وتحروا مواطن رضاه ، وتنحوا عن مواطن غضبه سبحانه ، حتى صار ذلك هدفهم ، وفي إطاره يدور سلوكهم، وبه تسطبع تصرفاتهم .
وليس هذا الهدي بالأمر الهين ، بل هو الذي يتحاج مجاهدة جادة ، وعزيمة راشدة ، وإرادة قوية ، ومثابرة مستمرة .
حيث إن السير علي هذا الصراط المستقيم، بما يصير معه المرء مستقيما : يمكنه من أن يكون عضوا نافعا في بيئته، خيرا في مجتمعه، قدوة صالحة لغيره.
وهذا ما أراده النبي صلي الله عليه وسلم للصحابي الذي قال له : قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه غيرك.
فقال له : " قل آمنت بالله ، ثم استقم"
نتائج الاستقامة
لو استقام الفرد، وطبق ما أراده الله منه، وتجنب ما نهاه الله عنه.
ولو استقامة الأسرة…
ولو استقامت الأمة…
ولو استقام المسئولون..
لانعدمت ـ أو كادت ـ الرذائل، والفواحش، والضعف والخنوع ، والتبعية الذليلة، من صفوف الأمة.
ولسادت ـ أو كادت ـ الفضائل والمكارم، والقوة والعزة، والاستقلالية الراشدة، والتفوق البناء، في جموع هذه الأمة الخيرة.
وفوق هذا وذاك ، لنالت هذه الأمة أفرادا وجماعات ـ أحلي وأغلي وأجمل ما يتمناه إنسان في الآخرة.
فإن جزاء الاستقامة في الآخرة : يكون بالخير في أحرج الأوقات وأصعب الأزمات.
حيث يقول عز وجل(إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا).
أي لا خوف عليهم من أهوال ما هو آت ، ولا هم يحزنون علي ما فات.
كما يقول سبحانه: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ).
أي هؤلاء المستقيمون، الذين أطاعوا الله فرضي عنهم : لهم يوم القيامة ثمانية أشياء:
1-تتنزل عليهم الملائكة بالبشارات.
2-تثبتهم (ألا تخافوا).
3-تطمئنهم (ولا تحزنوا)
4-تفرحهم (وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون).
5-تصارحهم (نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة).
6-تكشف لهم النعم (لكم فيها ما تشتهي أنفسكم).
7-تبين لهم سعة النعيم (ولكم فيها ما توعدون).
8-تعرفهم فضل الله تعالي عليهم(نزلا من غفور رحيم).
ويقول العلماء: هذه البشارات من الملائكة تكون في أحرج الأوقات وأصعب الأزمات.
وهي :
ساعة سكرات الموت.
وفي القبر.
ويوم الحشر.
ألا من مراجع لنفسه..!!
ألا هل من مشمر…؟!!
ألا هل نستقيم..؟!!
والاستقامة على صراط الله المستقيم يجب أن تكون بصدق نية وإخلاص وإتباع .. فعلى المستقيمين دائماً تجديد النية والعزم للعمل الصالح مع سلامة القلب من أمراضه وتطهير النفس من أدرانها لأنها تعلق بها فتوهنها وتبعدها عن فعل الطاعات .. وعليهم بكثرة الذكر والاستغفار والتوبة والدعاء .. فرسول الله إمام المتقين وأتقى المستقيمين , الكامل المبرأ من فوق سبع سماوات كان لا يفتر لسانه من الذكر والاستغفار ويكثر دائماً من الدعاء في كل أحواله وأقواله وأفعاله ..
وقد ذخرت السنة النبوية بأدعية مباركة , نطقها الفم النبوي الطهور , فجاءت كالبلسم الشافي لكل داء . ومن وجد المأثور لا يلتفت إلى سواه .
(( اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها )) .
((اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع , وقلب لا يخشع , ونفس لا تشبع , ودعوة لا يستجاب لها )) .
ذكر ابن قيم الجوزية – رحمه الله – في كتابه / طريق الهجرتين . الطريق الموصل إلى الاستقامة في الأحوال والأقوال والأعمال . أمور كثيرة يمكن الرجوع إليها ..

وقفة : ما لفرق بين الاستقامة والالتزام ؟

في اللغة العربية فرق بين الكلمتين .
فالاستقامة : تعني الاعتدال والانتصاب وإزالة الاعوجاج . فالكلمة من : قوم , ويقال في التعجب : " ما أقومه " أي ما أكثر اعتداله . ويقال : استقام له الأمر : أي اعتدل له . ومن ذلك معنى قوله تعالى : " ذلك دين القيمة " أي دين الأمة المستقيم .
وكذلك قوله تعالى : " واتقوه وأقيموا الصلاة ". " وأن أقيموا الدين .." . " وأقيموا الوزن بالقسط " . " وأقيموا الشهادة له " . " فاستقم كما أمرت " . " قال قد أجيبت دعوتكما فاستقيما .. " . " إنما إلهكم إله واحد فاستقيموا إليه .. " . وغيرها من الآيات .
والالتزام : تعني الثبات والدوام . ولزم الشيء : أي لم يفارقه . وهذا الالتزام وعدم المفارقة تكون على أي شيء سواء كان شيء حسن أم قبيح , وسواء كان مستقيم أم معوج . ومن ذلك قوله تعالى : " وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه " . " وألزمهم كلمة التقوى " . " أنلزمكموها وأنتم لها كارهون " . " فقد كذبتم فسوف يكون لزاماً " . وغيرها من الآيات .
فالاستقامة لا تكون إلا في الشيء الحسن المعتدل الخالي من الاعوجاج , لذلك وصف الله تعالى صراطه بالمستقيم كما في قوله سبحانه في سورة الأنعام آية 153 :
( وإن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل ) .
ففرق كبير بين كلمتي الاستقامة والالتزام .
وهناك فرق بين قولنا " ملتزمون " و " مستقيمون " وإن كانت كلمة
" ملتزمون " أصبحت هي المصطلح الشائع بين الناس فيوصف بها المستقيمون , وكل مستقيم ملتزم , ولكن ليس كل ملتزم مستقيم .
هذا هوالمعنى اللغوي العربي الصحيح للكلمتين .
ودليل ذلك كثير في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة . ومنه قوله تعالى : في سورة الأحقاف آية 13 : " إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولاهم يحزنون " . قال تعالى : "استقاموا " ولم يقل
" التزموا " .
ومن السنة النبوية حديث أبي عمرة سفيان بن عبد الله الثقفي قال : قلت : يا رسول الله : قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحد غيرك , قال : " قل أمنت بالله ثم استقم " . أيضاً قال له " استقم " ولم يقل له : " التزم "
وقال في حديث آخر : عندما أتاه رجل من الصحابة يستأذنه في الجهاد , فسأله عن أبويه فأخبره أن له أم , فقال : " الزمها فإن الجنة تحت أقدامها " وفي رواية أخرى " الزم رجلها , فثم الجنة " . أي داوم واثبت عندها . فالفرق في المعنى واضح بين كلمتي " استقم و التزم " .
لذلك كلمة " مستقيمون " أصح وأفضل من كلمة " ملتزمون "
إن أصبت ووفقت فمن الله ، وإن أخطأت وقصرت فمن نفسي ومن الشيطان .
اللهم : اجعلنا من المستقيمين ، وارزقنا هذه البشارات، وأرض عنا يا رب العالمين..
وصلى اللهم على محمد وآله وصحبه أجمعين .

بارك الله فيكي موضوع رائع يا روعة انتي

ويستاهل احلى تقييم

خليجية
خليجية
خليجية

الكرامة اهم من الحب مشوقة 2024.

:11_1_123[1]:

كرامتي أهم من الحب

في محكمة الجيزة للأحوال الشخصية وقفت الزوجة تطلب الطلاق من زوجها الذي لم يراعي معها سيرة الحب جمعتهما …. وبعد أن عاشا معا سنوات جميلة كان الحب هو دستور البيت السعيد.

تتحدث الزوجة في اعترافاتها أمام المحكمة وتصف نفسها في علاقتها بزوجها بأنها كانت الزوجة والأم والأخت والابنة له .. و كانت تتعامل معه في بعض اللحظات على أنه ابنها المحتاج إلى جرعة حنان ليس فيها رغبة أو غرائز … وأحيان أخرى كانت الأخت التي تقدم النصح والارشاد …. ولكن مع مرور السنوات بدأ الحب يهرب من منزلنا السعيد …. وصار زوجي لا يطيق التواجد في البيت …. وعندما حاولت استعادته وجدته يثور في وجهي … ويعلن التمرد رافضا العودة إلى حديقة الحب .. حاولت مرة أخرى .. وكانت كرامتي ثمن ذلك فاعتدى علي بالضرب أمام أسرتي التي كانت حاضرة من أجل ابرام اتفاقية الحب والسلام ؟

و أيقنت أنني انهزمت في مشاعري .. ولم يعد هناك أمل في عودة العلاقات بعد أن عرفت أن زوجي نسى أيام الحب الأولى ….. اليوم أنا لا أطلب مال أو نفقة منه بل أريد إنهاء وجودي معه كامرأة …. لا أريد الحياة مع رجل نسى حبه واحترامه لي …. وأصبح يعاملني كامرأة غير مرغوب فيها )) …. وأمام اصرار الزوجة على طلبها قضت المحكمة بمنحها الطلاق.

علاقة حب وسط زحام المولد انتهت في محكمة الأحوال الشخصية


لم يصدق الحضور في محكمة الأحوال الشخصية أن الفتاة الجميلة ذات الملابس البسيطة حضرت من أجل اثبات نسب طفلتها الوحيدة ضد " ابن الذوات " الذي خدعها باسم الحب وهرب منها حتى لا يعترف بنسب الطفلة ثمرة زواجهما العرفي.

فتاة المولد نالت تعاطف الجميع عندما بدأت تسرد حكايتها قالت (( أنا فتاة مصرية … ولكنني لست مثل ملايين الفتيات اللاتي لهن أسر تهتم بهن وتراعي شئونهن … أنا فتاة وحيدة لأسرة تعيش وتكسب رزقها من زبائن المولد الذي تشهده مدن مصر …. والدي احترف العمل في المولد بعد أن أحضر عددا من بنادق الرش التي يتنافس عليها الشباب لاطلاق طلقات الرش وإصابة الهدف …. عدم استقرار أسرتي جعلني لا ألتحق بالمدرسة فأسرتي كانت دائمة الترحال ….. حتى منزلنا البسيط لم نستقر به كثيرا بسبب كثرة إقامة والدي ووالدتي في المولد …. في السنوات الأولى من طفولتي كنت أقيم مع جدتي باستمرار بسبب خوف أبي من أن يفقدني في زحام المولد …. وعندما رحلت جدتي أصبحت أقيم مع أسرتي في المولد باستمرار …. حياة المولد جعلتني أعرف أشياء أكبر من عمري …. ظروف الحياة وضيق المساحات التي نعيش فيها جعلتني أعيش مشاهد من الحياة دون رتابة ….. لم يكن في حياتي خوف أو عيب … كنت أرى كل شئ مباح في حياة المولد فالنساء في المولد لا يرفضن غزل الرجال بل بعضهن يدفعن الرجال للتحرش بهن …. كنت أرى ذلك وأنا في سنوات الصبا الأولى …. وأصبحت أعيش بعقل امرأة ناضجة رغم أنني لم أكمل سنواتي العشر ولأن عجلة الزمن لا تتوقف …. كبرت ودخلت حياة المولد …. أدير كشك والدي … جمالي الفائق جعل الشباب يتوافد على الكشك لاطلاق الأعيرة من بنادق الرش …. الكل كان يتمنى أن ينال مني ابتسامة أو الفوز بساعة حب …. و رغم سعادتي بذلك إلا أنني كنت أخجل من نظرات الشباب … وذات ليلة كان والدي جالسا على سريره شارد الفكر …. اقتربت منه …. حاولت أن أعرف سبب شروده .. فقال لي في لحظة حنان: " لاشيئ أنا فقط أفكر بك ….. وأخاف عليك من الغد ".. قلت له : " لا تقلق بنتك راجل " .. قال : " يا ابنتي أنا كل يوم قلبي بيتمزق عندما أرى الشباب يتوافد على البنادق ليس حبا في إطلاق طلقات الرش …. ولكن رغبة في التقرب منك …. وكثيرا ما سمعت همس بعض الشباب وهم يتحدثون عنكي كفتاة للمتعة ، و أود أن أصرخ وأقول لا …. ولكن انتى سبب الرخاء وسعة الرزق التي نعيش فيها يوميا نكسب من وجودك أكثر من 20 جنيها …. لولا وجودك معنا ما عرفنا المال " …. اقتربت من والدي وقلت له : " لا تخف وربنا يسترها أهم شيء أنا.. هل أجاري الشباب أم لا ؟ … نعم أنا أعرف ماذا يريد الشباب؟! وأعلم أنني جميلة ولو طاوعت نفسي للشيطان سوف أكسب كثيراً … ولكنني سوف أخسر نفسي … هل تصدق يا أبي … أنني حزنت ذات يوم عندما كنت بوسط البلد ودخلت معرض ملابس قالتلي فيه صاحبة المعرض أنني أصلح للعمل عارضة للأزياء ، فاعتذرت و تركتها وأنا أعلم أنني سوف أربح كثيرا ولكنني لست فتاة ليل أو بنت ذوات حتى أنفع في هذه المهنة … وأخاف على نفسي في الدخول في هذا العالم …. شباب المولد تكفيهم نظرة …. أما الأثرياء يرغبون جسدي كاملا … أنا أود أن أكون امرأة شريفة تكسب بجهدها " ….. وانتهى حواري مع أبي وخرجت الى المولد … وكانت نهايته قد اقتربت لكن في وسط زحام … تقدم نحو بنادقي شاب بثياب تدل على أنه من الأثرياء …. طلب مني أن يشارك في اللعب بأحد البنادق.. أسلوبه الرقيق جعلني أعامله بالمثل … ظل أكثر من ساعة يلعب على إصابة الهدف … ولكنه أصابني أنا بالحب …. كانت نظراته لي كلها اعجاب وحب … لا أدري لماذا وافقت على تبادل الحوار معه وتركت البنادق لأبي وخرجت معه في المولد … كان ذو حديث مبهر …. جعلني أصرح له بكل شئ …

قال لي: "حرام تكوني هنا.. انت مكانك قصر فجمالك مثل الأميرات بل يزيد فهو جمال ساخن لامرأة كل شئ فيها رائع " …. لم أعرف كيف مرت ساعات طويلة معه … وتكرر لقائي به مرة أخرى … وفي ذات مرة طلب مني أن أركب معه السيارة حتى نطوف في وسط الشوارع … رفضت في البداية لكنه أصر فخرجنا معا وفي التجول في أحدى الحدائق إلى الذهاب إلى الشقة حيث وقعت في الخطيئة واستيقظت على هول الكارثة لكنه حاول أن يطمئني …. ومنذ تلك اللحظة بدأت اللقاءات تتكرر وأنا اختلق الأعذار لمقابلته إلى أن علمت أنني حامل وفي الشهر الثالث فطلبت منه وضع حد لعلاقتنا وشعرت بأنه يحاول التهرب مني ووجه لي اللوم على أنني لم أتفادى ذلك وطلب مني إجراء عملية اجهاض ، فرفضت …. ووصلنا إلى اتفاق للزواج عرفياً حتى يقدمني لاحقاً لأسرته في ظروف أفضل … ومع مرور الأيام اكتشفت الخدعة …. فقد سافر الى الخارج دون أن يخبرني و تركني أواجه الحياة بمفردي …. في صندوق البريد أرسل لي شيك بمبلغ مالي يساعدني على الحياة ويطلب مني أن أنسى ما حدث بيننا …. كدت أن اصاب بالجنون ورفعت هذه القضية لاثبات نسب ابنتي التي أطلقت عليها اسم " فرح " )) …. وتكمل قصتها قائلة (( في المحكمة وقف حبيب الأمس أمامي …. لم ينكر ما حدث ولكنه قال أنه لم يكن يعلم أنني حامل … ووصف ما حدث بأنه نزوة !! … و كسبت قضية النسب لطفلتي …. ولكنني خسرت حبي وحياتي معه … هو يرغب في أن أكون له زوجة في الظلام …. أو امرأة للمتعة وليس زوجة وأم لأطفاله …. وعندما خرجنا معا من المحكمة …. تقدم نحو والدي وقدم له بعض المال ووعده بارسال مثله في كل وقت نحتاج فيه للمال …. وطلب مني أن أنسى ما حدث فهو يعتبر خطأ الأمس نزوة … انصرفت عنه بسرعة ودموعي تسابق خطواتي واحساس مؤلم يحاصرني بأنني بعت نفسي وأصبحت امرأة للمشاهدة والعرض والإستهلاك وليس للزواج )) ..

:icon_evil:

موضوع مميز مميز مميز جدا جدا جدا تسلمي ياقمر حلو كثير
كانت الناس بتقول مفيش كرامه في الحب
لكن مع تجارب شخصيه أنا متأكده إن أهم حاجه في الحب الكرامه حتي لو هخسر حبي عشان كرامتي فأنا مش محتاجه الحب ده