"عايش من أجل الأولاد" عندما يقهرك الواقع 2024.

"عايش من أجل الأولاد".. عندما يقهرك الواقع

خليجية المشاكل داخل البيوت لا حصر لها، لا ينجو منها إلا من رحم ربي، لكن هناك نوعا من المشاكل عندما يستبد بالزوجين يجعلهما على يقين بأن حياتهما معا باتت دربا من الخيال، وأن الانفصال نتيجة حتمية لا مفر منها، إلا أن ارتباطهما الشديد بأبنائهما وحرصهما على صالحهم يجعل كلا منهما يتخذ القرار الأصعب والأكثر قهرا في حياته: "سأستمر من أجل الأولاد …".
ولا شك أن هذا الشكل من الحياة له توابع ومآلات نفسية عديدة على الزوجين والأبناء، فما هو الأثر النفسي عليهم جميعا في ظل هذا الجو الذي لا يخلو من التناقضات والنزاعات، وأحيانا التظاهر والتمثيل؟ وما هي الحلول التي يقدمها المتخصصون والخبراء النفسيون لهؤلاء الأزواج؟ وكيف تتنوع هذه الحلول من مرحلة لأخرى؟ وأيهما أفضل عندما تصل العلاقة بينهما إلى هذا المنعطف.. أن يعقد الزوجان عقد مصالح مشتركة ويستمران معا ولا يكون بينهما سوى الاحترام -إن وُجِد- أم يكون الطلاق هو الحل الأجدى من أجل بداية جديدة لكل منهما؟

خطأ في الاختيار

تقول الدكتورة فيروز عمر، مستشارة ورئيس مجلس إدارة جمعية "قلب كبير" لتنمية الأسرة والمجتمع: هذا النوع من الأزواج لا يصل إلى اتخاذ هذا القرار إلا بعد أن يصطدم بنوع من المشكلات يكون سببه في الأصل خطأ في الاختيار، وهي مشكلات تستحيل معها الحياة وتنطوي على اختلافات جذرية عميقة بين الشخصيتين، مثل عدم التكافؤ على المستوى الاجتماعي والثقافي وعلى مستوى التفاهم وتصور الحياة والطموح، وقد عز عليهما ترك الأبناء تُشردهم الأحوال والظروف، فوافقا على الاستمرار من أجلهم، محاولين إظهار قدر من التوافق والاحترام أمامهم.
وتستطرد: ولهذا الوضع آثار سلبية على الأولاد، خاصة عندما يكون الزوجان غير ناضجين، وليسا على قدر المسئولية تجاه تنفيذ هذا الاتفاق، وعلى رأس هذه السلبيات ما يقوم به أحد الزوجين من تنفيث لغضبه وعدم رضاه عن الحياة مع الطرف الآخر في الأولاد، فيكون دائم الصراخ، ويتعمد إصدار الأوامر باستمرار والضغط على الأولاد أثناء أي توجيهات، مما يضاعف الضغوط على الأبناء ويضخم من الحِمل النفسي عليهم، فينتج عن ذلك فقدان الأمان الاجتماعي الذي يضربه الأبوان في مقتل، ويصبح الأولاد متناقضين بسبب فقدانهم للمرجعية أو القدوة.

الجميع خاسرون

ويتفق الدكتور عمرو أبو خليل -اختصاصي الطب النفسي- مع الدكتورة فيروز في أن الأبناء لا يخرجون من هذا الاتفاق سالِمين، خصوصا مع مرور الوقت الذي يؤكد لهم تدريجيا أن الأبوين على خلاف عميق، فيصابون بفقدان الثقة فيمن حولهم، بالإضافة للقلق المرضي ومعظم أمراض الخوف كالرهاب أو الفوبيا، كما يصابون ببعض التفاعلات الهيستيرية والوسواس القهري والشعور بالذنب؛ حيث يشعر كل منهم أنه سبب مباشر في أن يعيش أبوه وأمه حياة لم يكن راضيا عنها.
ويستطرد د. عمرو أن هذا النوع من الأبناء عندما يكبر عادة يكون رافضا للزواج بسبب الجو الذي نشأ فيه، ولا يتزوج إلا تحت ضغط العائلة، وغالبا ما يفشل في حياته الزوجية، كما أن السلبيات تنال الزوجين أيضا إلى جانب الأبناء، وعادة ما يصابون بأمراض الاكتئاب والانزواء والخرس الزوجي، بالإضافة إلى العدوانية وردود الأفعال الهيستيرية، والأمراض النفسجسمية من آلام بالظهر، وتنميل مستمر بأجزاء من الجسم، والقُرح، والقولون العصبي، ومن أخطر ما يواجهه هذان الزوجان أزمة منتصف العمر.. فتكون أعنف وأقوى في تلك الحالات، وربما تدفع أحدهما إلى تكوين علاقات خارج الإطار الشرعي، أو الاستغراق في بعض الأمور الصبيانية، أو الانحراف السلوكي، أو الزهد المبالغ فيه واللجوء للتنسك.
أما الأستاذة أميرة بدران، مستشارة اجتماعية، فترى أن من يتخذ هذا القرار من الأزواج ينقسمون إلى نوعين: نوع ناضج، وهو قليل، ممن يستطيعون السيطرة على انفعالاتهم وترجيح مصلحة أبنائهم، وتكون نسبة نجاحهم في ذلك كبيرة، وربما يحققون هدفهم بدلا من الطلاق الذي كان سيضر كل الأطراف، وهم أشخاص من وجهة نظرها يقدرون المسئولية ويقاومون بداخلهم الخلافات وتوابعها ويتعاملون معا بكل احترام، مؤمنين بأن الزواج هو خطوة في الحياة، وإن كانت قد فشلت فلديهم حلم آخر لا يقل أهمية عندهم وهو الأبناء.
أما النوع الآخر وهو نوع غير ناضج لا يقوى نفسيا على الالتزام بما تم الاتفاق عليه، فيكون الزوجان دائما على موضع خلاف في التفاصيل وأمام الأبناء، ولا يكفان عن الصراخ والشجار معا، ويتنافس كل طرف منهما على فرض أسلوبه ومدرسته التربوية، ولا يتورع عن كشف ذلك أمام الأولاد، وهذا النوع تكون حالات الأمراض والمعاناة النفسية التي يواجهها الأبناء على يديه أكبر وأعمق وأخطر، ويكون نتاجها إما ابنا يتسول المشاعر لدى الآخرين من أصدقاء أو أقارب أو معارف، أو ابنا يرفض فكرة أنه في حاجة إلى شيء -أي شيء- من أي أحد، فيكون عدوانيا رافضا أشكال التعامل التي تحمل أي نوع من الشفقة، وكلما نضج الزوجان وقدرا مسئولياتهما كانت وطأة هذا المناخ أقل على الأبناء.

هيا بنا ننتقم

وتوضح الأستاذة أميرة أن الطفل قد ينشأ أحيانا عدوانيا بسبب هذا النوع من الحياة، ويفكر دائما في الانتقام من أبيه وأمه، ويكون الانتقام هنا على شكلين، الأول إيجابي عن طريق الرفض الصريح لكل الطلبات والتوجيهات، وأحيانا التعدي بالضرب أو السب وبكل المظاهر الصريحة التي تشعره أنه يأخذ حقه من هذين الأبوين اللذين -من وجهة نظره- قد أنشآه في جو لم يكن يتمناه.
وفي الشكل الثاني ينتقم انتقاما سلبيا بأن يسعى للفشل إن كان أبواه يريدان منه النجاح، أو ينحرف سلوكيا بدافع الانتقام منهما ويصدمهما في كل ما كانا يتمنيان أن يرياه في ابنهما، إلا أنها تعود فتؤكد أن ليس كل الأبناء يفعلون ذلك، خاصة إن كان الأب والأم قد ركزا في التعامل معهم على جزئية الحب والحنان، وأشبعا الأبناء بوازع ديني يجذبهم نحو والديهم.

الحل ممكن

يرى الدكتور عمرو أبو خليل أن الحلول في مثل هذه الحالات ممكنة من البداية، من قبل أن يتخذ الزوجان هذا القرار إن كان بينهما تفاهم حقيقي، ويقترح على الزوج أن يلجأ إلى الزيجة الثانية، مع الإبقاء على الزوجة الأولى وحفظ حقوقها، بل الإعلاء من شأنها أمام الزوجة الثانية، وتأكيد أن زوجته الأولى تمثل قيمة في حياته.. ناصحا الزوجة ألا تعطل هذا الحل ولا ترفضه رفضا قاطعا؛ لأن هناك حالات لم تحل مشاكلها إلا مع الزواج الثاني، الذي بالطبع يؤدي بها إلى مواجهة خسارة، وهي زواج زوجها عليها، إلا أنها في المقابل تكسب باقي الأشياء كلها وتحل ما يقرب من 80% من المشكلة.
ويتابع: إن لم يكن هذا الحل ممكنا يكون الطلاق حلا لهذا المستوى من الخلاف الذي وصل إلى طريق مسدود، لكنه طلاق تحت مظلة قوله تعالى: {وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللهُ كُلاًّ مِّن سَعَتِهِ}، والسعة هنا تكون على كل المستويات: مادية واجتماعية ونفسية.
ويؤكد الدكتور عمرو أنهما إن كانا بالفعل يحبان أبناءهما فسيتفقان على ما يشبه عقد المصالح بينهما، بأن يكون طلاق عقلاء ناضجين وليس طلاق خلاف وشد وجذب ومعركة يريد كل طرف فيها أن ينتصر، بل سيكون طلاقا تتحقق من خلاله المصالح ويحترم فيه كل طرف الآخر مع الحرص كل الحرص على فعل ما فيه مصلحة الأبناء بعد الطلاق بقدر المستطاع، وهذا يختلف على حسب الشخصية وطباعها.

تصالحوا مع الواقع

أما على مستوى العلاج النفسي فقد اتفق الدكتور عمرو أبو خليل والأستاذة أميرة بدران والدكتورة فيروز عمر على أن العلاج ينقسم إلى جزأين، أولهما معرفي بمعنى أن الابن هنا يجب أن يتصالح معرفيا مع واقعه، وأن يدرك أن الأب والأم لم يكونا يهدفان إلى شيء سوى مصلحته، وأنهما حتى لو تسببا في فقدانه للأمان الاجتماعي فإن ذلك لم يكن عن قصد، بل إنهما امتنعا عن الانفصال لأجله ولأجل إخوته، وأنه يجب أن ينظر إلى ذلك على أنه تضحية لا يقبلها إلا المحب المخلص.
ويشيرون إلى أن الابن عليه أيضا أن يدرك أن الحياة بين يديه، والقرار أيضا بين يديه، وأن هناك الكثير من الأهداف في الحياة التي يمكن تحقيقها، وأن الدنيا لم تنته بعد، وأن يتم تذكيره بالمواقف الطيبة التي بدرت من أبيه أو أمه أثناء حياته معهما، وأن أمامه الفرصة لأن يُجنب أسرته ما لاقاه هو من عدم أمان واستقرار داخل أسرته، ما دام أنه قد فهم أن هذا شيء مُضر نفسيا واجتماعيا.
أما الجانب الآخر، كما يقول المستشارون، فهو الجانب السلوكي.. ويتوقف على نوعية المرض النفسي الذي يعانيه الابن أكثر من أي مرض آخر، فإن كان انطوائيا يتم تدريبه على الاندماج بالمجتمع وتوصيته بالاقتراب من زملائه وأقرانه بشكل متدرج، فمثلا في الأسبوع الأول يتم وضع هدف له وهو الاطمئنان على زملائه والاستماع إليهم، والأسبوع التالي مشاركتهم قضاياهم واهتماماتهم بنسبة معينة، ثم يتم تطوير هذا الاندماج شيئا فشيئا، ويكون حريصا على رصد كل ما يعجبه ويجذبه ويُشعره بالتغيير في هذا الأمر، هذا بالطبع بعد قيامه بزيارة الطبيب النفسي، حيث تكون لديه الرغبة الفعلية في حدوث التغيير.
أما بالنسبة للأب والأم فيؤكد الاستشاريون الثلاثة أنه لا يوجد ما يعوض علاقة الرجل ب واحتياجه إليها كما عاش يحلم بها، وكذلك ليس من السهل عليها أن تتخذ قرارا بأن تعيش مع رجل حالة من التمثيل أو الزواج المشوه بسبب أولادها، ولذلك تكون معاناتهما أكبر.
ويتفقون أنه ليس هناك خلاف على فائدة نفس أسلوب العلاج معهما مع اختلاف التفاصيل، غير أنهما ربما يشعران بجزء من التعويض أو شبه التعويض عندما يريان أبناءهما قد حققوا أمنياتهم أو نجحوا في حياتهم العملية، كما أنه في حالة نجاح كل من الأب والأم في زرع الحب في أولادهم يكون ذلك أيضا جزءا من التعويض؛ لأن هذا الحب سيُرد إليهما رعايةً ومودةً وتسامحًا في آخر حياتهما، في وقت يكونان فيه أحوج إلى أبنائهما من أي وقت مضى

تسلمى يا قمر
الله يعطيك العافيه
عن جد يعطيكى العافيه حبيبتى

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة البنوته مروه خليجية
عن جد يعطيكى العافيه حبيبتى

خليجية

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام نورا خليجية
تسلمى يا قمر
الله يعطيك العافيه

خليجية

حسن التعامل مع الأولاد 2024.

د. بدر عبد الحميد هميسه
hamesabadr@.com

أولادنا هم القطعة الغالية من قلوبنا وأرواحنا ، هم دمنا وأكبادنا التي تمشى على الأرض ، هم امتدادنا في هذا الوجود .
أولادنا هم تلك السنابل الخضراء في صحراء حياتنا ، هم العين الثرة الصافية والوحيدة في صحراءنا هم الظل الوارف الذي نفئ إليه عند الهجير ، هم النور الذي يتلألأ في أعيننا فنبصر ونرى وقد لا يتمنى الإنسان الحياة لنفسه ؛ لكنه يطلبها لأولاده ، قد لا يطلب السعادة لنفسه ؛ لكنه يرجوها لأولاده فهم زينة الحياة الدنيا ، وفتنة واختيار يرى الله من خلاله نجاحنا أو فشلنا . هم قرة أعيننا ، ومهج أرواحنا ، إذا حللنا كانت سعادتنا في أن تمتع أعيننا كل لحظة برؤيتهم ، لا نشبع إلا إذا شبعوا ، ولا ننام إلا إذا ناموا ، ونكسوهم ونتعرى ، ندفئهم ولا نبالى أن يأكلنا البرد .
إذا ارتحلنا تركنا أرواحنا معهم ، فلا نهنأ في غربتنا بطعام ولا شراب ولا نوم ، فإذا ما أكلنا وجدناهم على مائدة الطعام ، وإذا تقلبنا في الأسرة شغلنا بهم فخاصمنا النوم .
قد لا يحب الإنسان لشقيقه أن يراه أفضل منه وأعلى منه ، ولكنه يرجو ذلك لولده ، بهم تحلو الحياة ، وبوجودهم يستجلب الرزق وتتنزل البركات والرحمات .
قال حِطَّانُ بنُ الْمُعَلَّى:

لَوْلاَ بُنيَّاتٌ كَزُغْبِ الْقَطَا * * * رُدِدْنَ مِنْ بَعْضٍ إلَى بَعْضِ
لَكانَ لِي مُضْطَرَبٌ وَاسِعٌ * * * فِي الأَرْضِ ذاتِ الطُّولِ وَالْعَرْضِ
وَإنما أوْلاَدُنَا بَيْنَنا * * * أكْبَادُنَا تَمْشِي عَلى الأرْضِ
لَوْ هَبَّتِ الرِّيحُ عَلى بَعْضِهِمْ * * * لاَمْتَنَعَتْ عَيْني مِنَ الْغَمضِ

وغضب معاوية على يزيد فهجره، فقال له الأحنف: يا أمير المؤمنين، أولادنا أكبادنا، وثمار قلوبنا، وعماد ظهورنا، ونحن لهم سماء ظليلة، وأرض ذليلة، وبهم نصول على كل جليلة. إن غضبوا فأرضهم، وإن سألوك فأعطهم، وإن لم يسألوك فابتدئهم، ولا تنظر إليهم شزراً فيملو حياتك، ويتموا وفاتك.
ولأهمية الأولاد في حياتنا فقد أمرنا الله عز وجل بأن ندرك قيمة هذه المسئولية الكبرى ، فنعمل من البداية على تنشئهم تنشئة طيبة صالحة قال جل شأنه(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) . التحريم : آية : 6 .
وفى حديث أيوب بن موسى عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ما نَحَلَ والد ولداً من نُحْلٍ أفضل من أدب حسن " . رواه الترمذي ، ونحل : أعطى ، ونحل : عطية وهبة ابتداء من غير عوض .
والصبي حينما يولد فإنه " يولد على الفطرة الخالصة ، والطبع البسيط فإذا قوبلت نفسه الساذجة بخلق من الأخلاق نقشت صورته في لوحة ثم لم تزل تلك الصورة تمتد شيئاً فشيئا حتى تأخذ بجميع أطراف النفس وتصير كيفية راسخة فيها مائلة لها من الانفعال بضدها " . محمد نور عبد الحفيظ سويد : منهج التربية النبوية للطفل ص 157 .
ومن هنا كان النبي صلى الله عليه وسلم بتعهد الصغار منذ البداية ويربطهم ابتداءً بطاعة الله عز وجل ، قال صلى الله عليه وسلم : " مروا أولادكم بالصلاة ، وهم أبناء سبع سنين ، واضربوهم عليها وهم أبناء عشرٍ . ". رواه أحمد وأبو داود والحاكم ، وإسناده حسن.
فالتأديب كما قيل مثله كمثل البذر ، والمؤدب كالأرض ، فمتى كانت الأرض رديئة ضاع البذر فيها ومتى كانت صالحة نشأ ونما ، فتأمل بفراستك من تخاطبه وتؤدبه وتعاشره ، ومل إليه بقدر صلاح ما ترى من أوابه .
قال الشاعر : صالح بن عبدالقدوس :

وإن من أدبته في زمن الصبا * * * كالعود يسقى الماء في غرسه
حتى تراه مورقا ناضرا * * * بعـد الذي أبصرت من يبـسـه
والشيخ لا يترك أخلاقه * * * حتى يوارى في الثرى رمسـه
إذا ارعوى عاد إلى جهلـه * * * كذي الضنى عادا إلى نكسـه

وديننا الحنيف ، وشريعتنا الإسلامية حوت خصال الخير والأدب لتقويم الأحداث ، وتعهدهم منذ الصغر ، قال ابن مسكويه : " والشريعة هي التي تقوم الأحداث وتعودهم الأفعال المرضية ، وتعد نفوسهم لقبول الحكمة وطلب الفضائل المرضية ، والبلوغ إلى السعادة الإنسية بالفكر الصحيح والقياس المستقيم " انظر : تهذيب الأخلاق لابن مسكويه ص 29 .
والآداب التي يتعامل بها الإنسان مع الناس في كبره هي صدى مباشر لما تعلمه في صغره . فماذا ننتظر من طفل عودناه منذ الصغر أن يطلب ما يطلب بأدب ؛ فيقول " من فضلك أعطني كذا " ولمن أعطاه يقول : جزاك الله خيراً ، أو شكر الله لك ، وإذا أخطأ نأسف واعتذر فماذا انتظر منه حينما يكبر ، إن ما نراه في الناس من سوء خلق وندرة أدب ، وجفاء في المعاملة ، لهو نتيجة طبيعية لسوء التأديب في الصغر . ورسولنا الكريم حينما كان يقبل الأطفال ويحنو عليهم ، كان يهدف من ذلك : غرس خلق الرحمة في نفوسهم ، وهذا الأعرابي الذي لم يعجبه تقبيل النبي لصبيانه فاستفهم متعجباً ومستنكرا فقال له النبي صلى الله عليه وسلم " أو أملك لك إن نزع الله من قلبك الرحمة ". البخاري : الأدب المفرد ص 35 .
وفى رواية لأبى هريرة أن صلى الله عليه وسلم قبل الحسن بن على وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالس ، فقال الأقرع : إن لي عشرة من الولد ما قبلت فيهم أحدا ، فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال : " من لا يرحم لا يرحم " . البخاري : الأدب المفرد ص 35 .
لذا فقد كان صلى الله عليه وسلم كلما مر بصبيان هش لهم وسلم عليهم. إنه الأدب النبوي الرفيع في التأديب والتهذيب .
وأول شئ كان يفعله النبى فى تربية الأطفال أنه كان يزرع فيهم ابتداء معنى التوحيد الخالص لله عز وجل وأن يتجه الإنسان فى كل شئ إلى ربه وخالقه ، حتى لا يصير ذنبا فى خلق الله بعد ذلك .
أخرج التذمرى عن ابن عباس – رضى الله عنهما – قال : كنتُ خلق النبى صلى الله عليه وسلم يوما فقال : " يا غلام .. إنى أعلمك كلمات :
– احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك .
– وإذا سألت فاسأل الله .
– إذا استعنت فاسعن بالله .
– واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشئ لم ينفعوك إلا بشئ قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشئ لم يضروك إلا بشئ قد كتبه الله عليك . رفعت الأقلام وجفت الصحف " أخرجه أحمد (1/293 ، رقم 2669) ، والترمذي (4/667 ، رقم 2516) وقال : حسن صحيح . والحاكم (3/623 رقم 6302) رقم : 7957 في صحيح الجامع .
ولقد كان صلى الله عليه وسلم يعود الأطفال على الصلاة خلفه حتى يشبوا على عبادة الله تعالى .
أخرج البخاري والترمذي وأبو داود عن أنس رضي الله عنه قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقاً ، وكان لي أخ يقال له أبو عمير وهو – فطيم – وكان إذا جاء قال : يا أبا عمير ما فعل النغير, والنغير طائر كان يلعب به .
يقول أنس بن مالك "وربما حضرت الصلاة وهو فى بيته فيأمر بالبساط الذى تحته فينكس ثم ينفخ ، ثم يقوم ونقوم خلفه فيصلى بنا " .
وفى حديث عبدالله بن عباس أنه بات عند ميمونه أم المؤمنين وهى خالته قال : فاضجعت فى عرض الوسادة ، واضجع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهله فى طولها فنام حتى انتصف الليل ، أو قبله بقليل أو بعده بقليل استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس يمسح وجهه بيده ، ثم قرأ العشر الآيات الخواتم من آل عمران ، ثم قام إلى شن معلقة فتوضأ منها ، فأحسن وضوءه ثم قام يصلى . قال ابن عباس : فقمت إلى جنبه فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده اليمنى على رأسي وأخذ بأذنى اليمنى ففركها وصلى ركعتين ثم ركعتين خفيفتين ثم خرج فصلى الصبح ". رواه ابن حزيمة في صحيحه ( 3/89 ) .
وعلى هذا الهدى النبوى الكريم ربى الصحابة أولادهم . وأول ما ينبغى أن يربى الأطفال عليه عبودية الله وتوحيده ، والأخلاق الكريمة وأول هذه الأخلاق الحياء . قال ابن مسكوية : " ولذلك أول ما ينبغى أن يتفرس فى الصبى ، ويستدل به عقله الحياء ؛ فإنه يدل على أنه قد أحس بالقبيح ، ومع احساسه به هو يحذره ويتجنبه ، ويخاف أن يظهر منه أو فيه ". ابن مسكويه : تهذيب الأخلاق ص 48 .
ثم بعد ذلك يعود على الآداب العامة مثل أدب الحديث ومخاطبة الكبار ، وأدب العطاس ، والتثاؤب فيعلم علم الحمد الله ثم إذا قيل له يرحمك الله ، أو بورك فيك ونحوه ن ويعلم الرد .
إلى غيرها من الآداب التى فصل القول فيها الفقهاء والمربون .
حكى عن محمد بن على القصار : أنه كان له أهل وولد ، وكانت له ابنة ، وكان جماعة من أصدقائه عنده يوما ، فصاحت الصبيه : يارب السماء يزيد العنب ، فضحك محمد وقال : قد أدبتهم بذلك حتى إذا احتاجوا إلى شئ يطلبونه من الله تعالى. الطوسى : اللمع ص 264 .
وهذه بعض وصاياهم لأبنائهم : قال رويم بن أحمد البغدادى لابنه : يا بنى اجعل عملك ملحاً وأدبك دقيقا ، أى استكثر من الأدب حتى تكون نسبته فى سلوكك من حيث الكثرة كنسبة الدقيق إلى الملح الذى يوضع فيه ، وكثير من الأدب مع قليل من العمل الصالح ، خير من كثير من العمل قلة الأدب "المحاسبي : رسالة المسترشدين ص 31 .
وقال إبراهيم بن الحبيب بن الشهيد ، قال لى أبى أئت الفقهاء والعلماء ، وتعلم منهم ، وخذ من أدبهم وأخلاقهم وخذ من أدبهم وأخلاقهم وهديهم فإن ذاك أحب لى من كثير من الحديث " . الخطيب البغدادي : الجامع لأخلاق الراوي ج1 ص 17 .
وقال بعض السلف لابنه : لأن تُعلم بابا من الأدب أحب إلى من أن تتعلم سبعين بابا من أبواب العلم " السمعانى : أدب الإملاء والاستملاء ص 11 .
وفى الحديث الشريف عن ابن عباس : أكرموا أولادكم واحسنوا أدبهم (رواه ابن ماجة) .
فالأب يستطيع أن يرقى بسلوك أولاده صعدا فى مدراج المثل العيا والمكارم الإنسانية الرفيعة ، والأب العاقل هو الذى يعرف كيف يتسرب إلى قلوب ابنائه ليغرس فيهم قيم الإسلام وآدابه النبيلة دون أن يرهقهم ، أو يجعلهم يحسون بالملل ، وهو فى ذلك تارة يربى بالموعظة ، وتارة بالقدوة ، وأخرى بالاثارة .
وهو في كلٍ مفتح العينين على سلوكياتهم وأخلاقهم ، وينمى ما فيها من خير وجمال ، ويعدل ما يحتاج إلى تعديل ، ويزيل ما يحتاج إلى إزالة ، وهكذا حتى يخرج للمجتمع جيلاً يؤمن برسالته ويعيش لقضايا أمته .
ولا ريب أن التربية السليمة هى الأساس الأول لصلاح المجتمع فالسلوكيات الدخيلة على المجتمع المسلم ما هى إلا أثر من أثار اختلال موازين التربية ، والتربية ليست مسئولية البيت وحده ؛ بل هى مسئولية يشترك فيها الجميع : البيت والمدرسة والمسجد ، والتلفاز ، والمذياع وكل أجهزة الأعلام.

خليجية

السبع المستحيلات عند البنات والأولاد ه 2024.

المستحيلات السبع عند الشباب والبنات

نبتدي بالشباب

> > 1- مستحيل يمسك كتاب او يقراه (طبعا يموت ولا يكتسب معلومة) ..

> > 2- مستحيل تمر قدامه بنت وما يطالعها ( غصب يبي يشوف) ..

> > 3 – مستحيل ما يأخذ فره على الشوارع قبل النوم ( لازم يشوف أحوال الجو و يقارنها مع النشرة الجوية ) . .

> > 4 – مستحيل تقول له اخته ابغى مشوار ويقول طيب من اول مرة ( لازم شوي من التعذيب والذل ) . .

> > 5 – مستحيل ان يعرف شيء عن بيتهم (اصلا زين اذا يعرف لون غرفته ) ..

> > 6 – مستحيل يقوم من النوم مايقول وين الاكل ( اكيد همهم بطونهم ) ..

> > 7- مستحيل يفكر يتزوج قبل 25 حتى وان كان مقتدر مالياً ( طبعا لازم يستمتع بحياته بالقز والتدوير وبعدين يصير خير )..

> > ضحكتوا يا البنات الحين الدور عليكم..

>>1-مستحيل تشوف شي في السوق ما يعجبها (لولا أن السياره ما تكفي للأغراض كان خذت كل السوق)..

> > 2- مستحيل تطلب منها طلب وتسوي من أول مره (تنتظر عشر دقائق بعد الخصم طبعا)..

> > 3- مستحيل تقوم ترتب غرفتها من نفسها (لازم هذرة علشان الترتيب)..

> > 4- مستحيل تكتم سر أحد قالها عليه (لازم تقول لأي أحد حتى لو أمها ما تعرف تنام لو ما تكلمت)..

> > 5- مستحيل تهتم بشي غير بشرتها ( تحط أنواع الفواكه والخضار عشان بشرتها)..

> > 6- مستحيل تنسى العطر قبل ما تطلع طبعا مو كلهم ( تحط من كل نوع مره لين توصل ريحتها الشارع)..

> > 7- مستحيل تلقى بنت قلبها مو أبيض..

هههههههههههههههههههههههههههههه ههههه

تفاعلو معي بنات

خليجية

عندما يكبر الأولاد * 2024.

سيكون البيت خالياً من الفوضى والازعاج و لن تجد رسومات مضحكة على جدران المنزل او اي ملصقات أو رسومات مليئة بالألوان على باب البراد
عندما يكبر الأولاد
سأجلس لأقرأ كتابي المفضّل دون أن يأتي ابني الصغير لأمسح له أنفه أو ابنتي الصغيرة لتقفز عليّ و تضمني و تغمرني بالحب أو أن يضع يده الدبقة على صفحات كتابي
عندما يكبر الأولاد
لن أجد قطعاً من التفاح الفاسد أسفل السرير أو أصداف متناثرة على مكتبة غرفة الجلوس ولن اجد احد يكسر المزهريات الموجوده بالمنزل
عندما يكبر الأولاد
لن اجد احد يلعب لعبته المفضله في جواليخليجية
عندما يكبر الأولاد
لن أستمع لصراخهم و هم يتجادلون من سيدخل الحمام أولاً فأضحك في سرّي من كلماتهم
عندما يكبر الأولاد
لن تجد احد يزورك في منتصف الليل خائفا من حلم او كابوس ويكون سريرك مأمنا لهم
عندما يكبر الأولاد
سأمر أمام آلة كرات العلكة دون أن أضطر لأقف أمامها و سأمشي في السوبر ماركت دون أن أقلق لمروري في قسم الحلويات أو الألعاب
عندما يكبر الأولاد
لن أضطر لتحضير الشوربه على شكل احرف أو تقشير الفواكه و صفّها على شكل قطار
عندما يكبر الأولاد
أنا أعلم أن الحياة ستكون مختلفة فهم سيغادرون العش و البيت سيصبح فارغاً و هادئاً و وحيداً و أعلم أن ذلك لن يعجبني أبداً
و لكن عندما يعودون إليّ مع أولادهم سأعود لذكرياتي القديمة و أعيشها ثانيةخليجية
فعلاً تخيلت الموقف ففاضت عيني من الدمع ……
استمتعوا بكل لحظة مع الأولاد فأحداث اليوم هي ذكريات
خليجية
ام حمزة

قسم بالله انا بكيت وجسمى قشعر

معاكى حق والله العظيم

يارب بارك لنا فى اولادنا

وارزق كل مشتاقة بالذرية الصالحة يارب

حبيبتى

موضوع اكثر اكثر من رائع

هنيئا لجميع الأمهات

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة *ام جوجو* خليجية
ام حمزة

قسم بالله انا بكيت وجسمى قشعر

معاكى حق والله العظيم

يارب بارك لنا فى اولادنا

وارزق كل مشتاقة بالذرية الصالحة يارب

حبيبتى

موضوع اكثر اكثر من رائع

ربنا يبارك لنا فى ابنانا ويحفظهم من كل سوء
اهلا بكى اسعدنى ردك
خليجية

الله يبارك لكل ام في اولادها ** والاولاد دائما يبقون بحاجة الى الاهل**