دماء على الإسفلت 2024.

كثيرة هي اللحظات التي تصفعنا فيها الحياة على وجوهنا..صفعات مؤلمة..

عديدة هي المرات التي نندفع فيها مع تيار الحياة..بعيون مغمضة..نحو المجهول..

فرحين مستبشرين..منطلقين كعصافير صغيرة..الى ان نصطدم بالحقيقة..

حقيقة تمتد كيد قاسية..لتهوي بأكُفِّ الألم و الفجيعة..على خدود

كانت حتى وقت قريب متوردة بلون الفرح..حقيقة تسحب كل ألوان الربيع..

لا تترك غير السواد و الندوب والألم..انها حقيقة الموت..

حقيقة بشعة كذبابة مهشمة الضلوع رأيتها تحت مجهر..حقيقة كالليل

الذي يدركنا مهما هربنا منه..يا لها من حقيقة.

الموت ذلك الطائر الذي ينثر الاحزان و الآلام في القلوب..

تلك الريح التي تهب لتعصف بالآمال و الاحلام و السعادة..

في كل يوم تقتنص يد الموت حياة المزيد من الناس..

يرحلون و لا يتركون في قلوب

الاهل و الصحاب..غير إبر رفيعة من الحزن و الالم.

قبلهم رحل الكثيرون..و لا زال مسلسل الرحيل و نزيف الفراق

يطول و يطول كحلقات سلسلة اجنبية..و السبب حرب الطرق.

يعتصر قلبي الالم..و يذبحني احساس عارم بالعجز..حين اتذكر

كل الراحلين..و حين اتخيل اسماء القادمين على درب الرحيل..

و الذين لن تسعفهم الحياة لتناول وجبة العشاء مع العائلة..

و بالمقابل سيتناول الاخرون عشاءهم الاخير.

صرت اخاف اكثر..اخاف ان اخسر انسانا عزيزا..اخاف ان

تقتل الطريق احبابي..اخاف ان يمد الي الحزن كأسه السامة..

فأجرع الألم حتى الثمالة..الطريق قد تقتلني أنا ..قد تقتلك أنت..

قد تقتل من نحب..و انا لا املك الا ان اقول لكم..

رفقا بانفسكم يا اخواني..نحن نحبكم..نسعد بوجودكم..

اياكم ان تقدموا انفسكم قربانا للسرعة المجنونة..تأخروا كما

شئتم ..سننتظركم..المهم ان تصلوا سالمين.

مطر مطر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.