إنها حكمة الخالق 2024.

احمد كان غلاما صغيرا فى حجر والده ..
ما تراه الا ضاحكا او لاعبا .. واصابه الم فى راسه.. صبر عليه .. ثم اشتد عليه الالم.. حاولوا علاجه بشتى الطرق فلم يفلحوا ..
بدا راسه يكبر وينتفخ شيئا فشىء .. وصار ما بين جلد راسه وعظمه .. قيح وصديد ..لا يدرون له علاجا .. حتى ثقل راسه وغاب عن وعيه .. طرحوه على الفراش .. فى بيت قديم .. جدرانه طين .. وسقفه من جذوع النخل ..
ينتظرون موته .. مضت عليه ايام وهو على هذا الحال .. لا يكاد يتحرك .. وفى ليلة مظلمة .. كان السراج يشتعل معلقا فى سقف الغرفة .. واخوه جالس عند راسه يترقب ..
وفجاة اذا بعقرب سوداء تخرج من بين اخشاب السقف .. وتمشى على الجدار وكانها متوجهة نحو احمد ..
كان اخوه يراها .. لكنه لا يتحمس بالدفاع عنه .. فلعلها ان تلدغه فيرتاح ويرتاحون !! اقبلت العقرب على احمد .. قام اخوه مبتعدا .. يرقبها من بعيد .. وصلت الى الراس المريض .. مشت عليه .. ثم لدغته ..
ثم تحركت قليلا فلدغت .. ثم تحركت الى موضع اخر من الراس فلدغت .. وجعل القيح والصديد يسيل بغزارة من انحاء راسه ..
والاخ ينظر اليه مندهشا ..!!
ثم مشت العقرب تخوض فى هذا القيح والصديد .. حتى وصلت الى الجدار فصعدت عليه .. وعادت من حيث اتت .. دعا الاخ اباه واخوته فاقبلوا عليه ..
فلم يزالوا يمسحون الدم والصديد .. حتى ذهب انتفاخ الراس ..
وفتح الغلام عينيه .. ثم قام معهم ..

فكم من محنة فى طيها منحة .. ورب صابر كانت عاقبة صبره الفرج وافضل العبادات انتظار الفرج .. الامر الذى يجعل العبد يتعلق قلبه بالله وحده .. وهذا ملاحظ على اهل المرض او المصائب وخصوصا اذا يئس المريض من جهة المخلوقين ..
وحصل لهم الاياس منهم .. وتعلق قلبه بالله وحده ..
وقال: يارب .. ما بقى لهذا المرض الا انت .. فانه يحصل له الشفاء باذن الله .. وهو من اعظم الاسباب التى تطلب بها الحوائج ..

خليجية[/IMG]
الصبر جميل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.