تخطى إلى المحتوى

وجاءت سكرة الموت بالحق 2024.

لا أعرف كبف سأبدأ … وهل المقدمات ستغني موضوعي بمشاعري يومها …
كنت وحدي كعادتي أجهز الطعام وأتزين لزوجي قبل مجيئه وأعد ابنتي لاستقبال والدها …
وبينما كنت مشغولة في المطبخ … صرخت ابنتي صوتا ً مفاجئا ً … وكنت قد وضعت اللقمة في فمي … خفت عليها وجريت مسرعة … وكنت لو رحمة الله مسرعة إلى قدري …
أخطأت اللقمة طريقها وما هي إلا ثواني حتى اختنقت بها …
أحاول أخراجها لا أستطيع … أسعل بعنف … لا فائدة …
انظر إلى ابنتي التي كانت تنظر إليها وجلة وتبكي بمرارة … حاولت الاقتراب منها … لم أستطع …
الموبايل بعيد وزوجي بقي له ساعة ليعود وأنا وحدي …
نعم يبدو أنها النهاية …
مر شريط حياتي بسرعة … مرت علي أخطائي بسرعة …
يارب …
ابنتي تبكي وأنفاسي تضعف …
تمنيت أن أبكي …
أبكي على نفسي …
أبكي من خوفي …
وبكاء ابنتي يرن في رأسي … ليتني كنت قادرة أبكي مثلها …
ونوبة سعال عنيف يجرح الحلق ويؤذي الجيوب الأنفية ويسبب لي صداع عنيف يخرج اللقمة أخيرا ً …
لقد عدت إلى الحياة …
ولكن …
لقد ارجعني الله لأعمل صالحا ً …
أعطاني فرصة لأتوب عن ذنوبي …
فهل أنا فاعلة ؟؟؟
بصراحة … نسيت أو تناسيت … وما زلت كما أنا …
لما نفسي تعاندني …
ألم يكن بيني وبين الموت لحظات ؟؟؟!!!!!!!
لمتى سأظل هكذا …
هيا يا أم هدى …
اسجدي لله شاكرة تائبة …
اغسلي قلبك بدموعك …
الله أعطاك فرصة أخرى فاشكريه عليها واستغليها أحسن استغلال …
يا رب … رحمتك أرجو فلا تكلني لنفسي طرفة عين …
يا رب … اغفر ذنوبي وأعفو عني …
يا رب … ظلمت نفسي … فأغفر لي ذنبي …
يارب … أحمدك على نعمك علي …
يارب … لا تقبض روحي إلا وأنت راض عني …
إلى متى يا أخواتي ؟؟؟؟ …
باب التوبة مفتوح لنا والموت أقرب من نبضنا …
إلى متى يا أخواتي …
هذه الغفلة …
إلى متى يا أخواتي …
نرى أنفسنا صالحات … وذنوبنا أكثر من لحظات عمرنا …
نعم نظن في نفسنا الصلاح …
ولن نكتشف حقيقتنا إلا عندما يواجهنا الموت وجها ً لوجه …
عندها ستمر علينا أخطائنا كلها … تمر علينا والقلب يعصره الأسى … والنفس ترغب بالعودة لتتوب …
يا ترى هل سأسلم في كل مرة …
أم أن الموت بجانبي ينتظر أن أنهي موضوعي …
وهل سأنهيه ؟؟ ..
وأنتي …
هل سيطول بك العمر حتى تنهيه ؟؟؟ …
آسفة يا أخوات …
ولكن قلبي مملوء بتلك اللحظة التي خفت فيها أن أقف في حضرة الله …
خوفي هذا أليس دليل تقصيري ؟؟؟ …
أخواتي …
مسكينة التي تغتر بالدنيا وطول البقاء …
مسكينة أنت يا نفسي …

منقول.
خليجية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.