مقارنة بين الإنفلونزا الموسمية والإنفلونزا الوبائية .. وتأثيرهما على القلب
ماذا تنتظر؟ احصل فورا على لقاح مضاد للإنفلونزا الموسمية، إذ إن تمضيتك لساعة واحدة بانتظار التطعيم باللقاح، ستعوضك عن فترة طويلة قد تضطر فيها لمحاربة عدوى الإنفلونزا ـ أو أسوأ من ذلك، مثل الشفاء من نوبة قلبية حدثت بسبب عدوى تلك الإنفلونزا.
تحول الانتباه منذ بداية شهر أكتوبر الماضي إلى إنفلونزا الخنازير (التي تعرف رسميا بإنفلونزا «إتش1 إن1»)، وهذا مفهوم لأنها عدوى جديدة، كما أنه لا يعرف شيء عن الأضرار التي ستحدثها.
إلا أن الإنفلونزا المعتادة هي عدوى لا ينبغي الاستهانة بها، فهي تقضي على 36 ألف شخص كل سنة في الولايات المتحدة، وتقود إلى تنويم 200 ألف مصاب بها في المستشفيات، وإلى نفقات تصل إلى 10 مليارات دولار تشمل نفقات الرعاية الصحية وفقدان الإنتاجية.
ويختلف نوعا إنفلونزا «إتش1 إن1» والإنفلونزا الموسمية عن بعضهما في بعض الجوانب، إلا أنهما يتشابهان في بعضها الآخر، وأحد الجوانب المتشابهة أنهما قد يسببان مصاعب للقلب. ولذا فإن التطعيم بلقاحين لنوعي الإنفلونزا ضمان لحماية القلب.
الإنفلونزا تضر القلب
إن أي عدوى مهما كانت، يمكنها أن تلحق الضرر بالقلب وبالدورة الدموية. ولا تختلف الإنفلونزا عن ذلك، فهي تقود إلى صعوبة التنفس، وارتفاع ضغط الدم، وازدياد سرعة القلب، كما تزيد من حدوث الالتهابات، وكل هذا يزيد من إجهاد القلب.
والقلب السليم يكافح عادة كل هذه التغيرات من دون أي مشاكل. إلا القلب المريض أو الضعيف قد لا ينجح في ذلك.
كما أن بمقدور العدوى أن تقود إلى تفكك الترسبات الهشة المحتوية على الكولسترول الواقعة في الشرايين التاجية.
وبهذا فإن الخثرات الدموية التي تتكون بهدف سد مواقع التفكك تلك، يمكنها أن تسد أحد الشرايين، مؤدية إلى حدوث نوبة قلبية أو موت فجائي.
وعلى مر السنين ربطت الكثير من الدراسات الإنفلونزا مع مشاكل القلب والأوعية الدموية. فقد أظهر تحليل لـ39 دراسة وجود صلات مستمرة بين الإنفلونزا والنوبة القلبية والموت الناجم عن أمراض القلب والأوعية الدموية (مجلة «لانسيت الأمراض المعدية»، أكتوبر ـ تشرين الأول ـ 2024).
وليس هناك أي سبب يدعو إلى الاعتقاد أن إنفلونزا «إتش1 إن1» ستكون أقل خطرا على القلب، بل إن بعض الخبراء قلقون من أنها قد تكون مدمرة.
وقد حذر كبار اختصاصيي القلب والأوعية الدموية أثناء اجتماع الجمعية الأوروبية لاختصاصيي القلب والأوعية الدموية 2024 في برشلونة من أن إنفلونزا الخنازير مع القلب قد تشكل «خليطا» مميتا.
ورغم أن أكثر المصابين بأمراض القلب تزيد أعمارهم على 60 سنة ـ وهي مجموعة يبدو أنها أقل تقبلا للإصابة بعدوى فيروس «إتش1 إن1» ـ فإنه من المحتمل ظهور مضاعفات خطيرة، إذ أصيب مثل هؤلاء الأشخاص بعدواها.
ويتمثل أحد أسباب ذلك في أن إنفلونزا «إتش1 إن1» تصيب الرئتين بعدواها بدلا من القصبات التنفسية العليا، التي تصاب عادة أثناء العدوى بالإنفلونزا الموسمية.
ويؤدي تراكم السوائل سوية مع مشاكل التنفس الناجمة عن الإصابة بالإنفلونزا إلى إجهاد كبير لدى المصابين بعجز القلب، الذين يعانون بالفعل من تراكم السوائل في الرئتين.
أعراض الإنفلونزا
إن حدث وظهرت لديك أعراض مماثلة للإنفلونزا (التهاب البلعوم، حمى أو قشعريرة، صداع أو آلام في العضلات، إجهاد شديد، غثيان، تقيؤ أو إسهال) فلا توجد أي طريقة بسيطة لإخبارك بنوع إصابتك: الإنفلونزا الموسمية أو إنفلونزا الخنازير. والفحوصات المختبرية لفيروس «إتش1 إن1» هي السبيل الوحيد لتأكيد الاختلافات بين نوعي الإنفلونزا.
إلا أن غالبية الأشخاص الأصحاء يشفون من هذه الأعراض للإنفلونزا الموسمية أو إنفلونزا «إتش1 إن1» بسرعة بعد أن يخلدوا إلى الراحة، ويتناولوا السوائل باستمرار، مع بعض حبوب «إيبوبروفين» أو «أسيتامينوفين» لتخفيف الألم والحرارة. إلا أن بعضا منهم سيحتاجون إلى أدوية من مضادات الفيروسات، أو إلى التنويم في المستشفى.
اطلب المساعدة الطبية إن كنت، أو كان الشخص الذي ترعاه، من المعانين من:
– الألم أو صعوبة التنفس
– تحول لون الشفتين إلى البنفسجي أو الأزرق
– الدوار الفجائي
– ظهور إسهال مستمر أو تقيؤ بحيث لا يقدر الجسم على الاحتفاظ بسوائله
– التشوش أو عدم الاستجابة.
الوقاية خير من العلاج
إن التطعيم باللقاح والمراقبة اليقظة أفضل أداتين لدرء عدوى الإنفلونزا. ولأن فيروس الإنفلونزا الموسمية يحتوي على خليط من الفيروسات يتغير من سنة لأخرى، فإن عليك التطعيم كل سنة.
إلا أن هذا اللقاح لا يضم لقاحا مضادا لإنفلونزا «إتش1 إن1»، فذلك لقاح منفصل.
وفي قائمة التطعيم بلقاح الإنفلونزا الموسمية، يحتل الأشخاص من كبار السن، والمصابين بأمراض القلب وأمراض الرئة والسكري والأمراض المزمنة الأخرى أعلى المراتب.
إلا أن ذلك يختلف بالنسبة لقائمة التطعيم بإنفلونزا «إتش1 إن1»، فالأشخاص المولودون قبل عام 1957 هم أقل من يتعرض، في الأكثر، للإصابة بهذا الفيروس مقارنة بالشباب.
إلا أن ذلك لا يعني عدم التطعيم بلقاحه، بل يعني أنهم ليسوا في المراتب الأولى في القائمة، أما المراقبة اليقظة فهي أكثر أهمية.
وعليك اتباع الإرشادات التالية لدرء الإصابة بالإنفلونزا:
– تكرار غسل يديك بالماء والصابون، أو بقطع قماش مشبعة بالكحول.
– لا تلمس عينيك، أنفك، وفمك، فالميكروبات تنتشر عبر هذه الملامسة.
– قم بتغطية أنفك وفمك بمنديل ورقي عند العطس والسعال، ثم ارمه في سلة القمامة. وإن كنت بلا منديل، فاعطس أو اسعل في كمّ ذراعك، أو في يديك.
– حاذر من ملامسة الأشخاص المرضى. والأطفال الصغار قد يكونون من ناقلي الفيروس، ولذا عاملهم برفق.
– وأخيرا إن كنت مصابا بالعدوى فقد يساعدك عقار «تاميفلو» أو عقار آخر مضاد للفيروسات، لتخفيف شدتها. الزم المنزل 24 ساعة بعد انتهاء الحمى لديك، وقلل من اتصالاتك مع الأقارب والأصدقاء.
– الاختلافات بين الإنفلونزا الموسمية وإنفلونزا الخنازير «إتش1 إن1»
الإنفلونزا الموسمية
– تظهر كل سنة خلال أشهر الشتاء تؤثر على 5 إلى 20 في المائة من سكان الولايات المتحدة تقضي على 500 ألف إلى مليون شخص سنويا، منهم 36 إلى 40 ألفا في الولايات المتحدة غالبية المصابين يشفون خلال أسبوع أو أسبوعين
– تتقبل عدواها الناس من كل الأعمار. إلا أن الوفيات تنحصر عموما بين كبار السن، والصغار جدا، والمصابين بأمراض القلب أو الأمراض المزمنة الأخرى
– التطعيم باللقاح فعال عموما
إنفلونزا «إتش1 إن1» وغيرها من أنواع الإنفلونزا الوبائية
– تظهر فجأة، في أي موسم
– قد تؤثر على عدد يصل إلى ثلث السكان
– الإنفلونزا الإسبانية لعام 1918 قضت على 50 مليون شخص، ونصف مليون في الولايات المتحدة. الحصيلة الكلية من ضحايا «إتش1 إن1» لا تزال مجهولة
– خلال أوائل فصل الخريف كانت عدوى «إتش1 إن1» خفيفة نسبيا. إلا أن ذلك قد يتغير بسرعة، إن تحوّر الفيروس نحو شكل أقوى
– الشباب يبدون أكثر تقبلا للإصابة بالفيروس مقارنة بكبار السن
– لقاح «إتش1 إن 1» كان فعالا في التجارب، إلا أنه من المبكر الحديث عن ذلك الآن.
دمتم فى حفظ الله