س : الأخ : خ . ن . ن – من الرياض أرسل إلينا رسالة ومعها نسخة من ورقة توزع بين الناس ، وتضمن حديثا منسوبا للنبي صلى الله عليه وسلم وفيه : من تهاون بالصلاة عاقبه الله بخمس عشرة عقوبة إلى آخر ما جاء في الورقة ، ويسأل عن صحة ذلك الحديث .
ج : هذا الحديث مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم ، لا أساس له من الصحة ، كما بين ذلك الحافظ الذهبي رحمه الله في ( الميزان ) ، والحافظ ابن حجر في
( لسان الميزان ) ، فينبغي لمن وجد هذه الورقة أن يحرقها ، وينبه من وجده يوزعها؛ دفاعا عن النبي صلى الله عليه وسلم من كذب الكذابين .
وفيما ورد في القرآن العظيم والسنة الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم في تعظيم شأن الصلاة والتحذير من التهاون بها وعيد من فعل ذلك ما يشفي ويكفي ، ويغني عن كذب الكذابين ، مثل قوله سبحانه : حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ وقوله سبحانه : فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا وقوله سبحانه : فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ والآيات في هذا المعنى كثيرة .
وقول النبي صلى الله عليه وسلم : العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر خرجه الإمام أحمد ، وأهل السن بإسناد صحيح ، وقوله صلى الله عليه وسلم :
بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة أخرجه مسلم في صحيحه .
وقوله صلى الله عليه وسلم لما ذكر الصلاة يوما بين أصحابه : من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة ومن لم يحافظ عليها لم تكن له نورا ولا برهانا ولا نجاة وحشر يوم القيامة مع فرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف رواه الإمام أحمد بإسناد حسن .
قال بعض العلماء في شرح هذا الحديث : وإنما يحشر يوم القيامة من ضيع الصلاة مع هؤلاء الكفرة؛ لأنه إن ضيعها بسبب الرئاسة شابه فرعون ، ومن ضيعها بسبب الوزارة والوظائف الأخرى شابه هامان وزير فرعون ، فيحشر معه يوم القيامة إلى النار ، ومن ضيعها بسبب المال والشهوات شابه قارون الذي خسف الله به وبداره الأرض ، بسبب استكباره عن اتباع الحق ، من أجل ماله الكثير واتباعه الشهوات فيحشر معه إلى النار ، وإن ضيعها بسبب التجارة وأنواع المعاملات شابه أبي بن خلف – تاجر أهل مكة – من الكفرة ، فيحشر معه يوم القيامة إلى النار .
نسأل الله العافية من حالهم وحال أمثالهم .
وجزاك الله كل خير تنبية رائع