تخطى إلى المحتوى

لقاح تجريبي حقق نجاحا في الحد من الإصابة بالايدز 2024.

  • بواسطة
خليجية
لقاح تجريبي واعد .. حقق نجاحا في الحد من الإصابة بالمرض الأيدز
خليجية
أعلن باحثون تايلانديون وأميركيون الخميس الماضي تحقيق سبق علمي، مع نجاح لقاح تجريبي في الحد من مخاطر الإصابة بفيروس «إتش آي في» المسبب لمرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز).

ويأتي هذا النجاح بعد نشر نتائج أوسع تجربة من نوعها في العالم شملت أكثر من 16 ألف متطوع، أجراها برنامج أبحاث الإيدز التابع للجيش الأميركي ووزارة الصحة التايلاندية، وقال الباحثون إن اللقاح يقلل مخاطر الإصابة بالإيدز بحدود الثلث تقريبا.

وقال الخبير الأميركي، الكولونيل جيروم كيم المسؤول في البرنامج في بانكوك «إنه تقدم علمي على درجة كبيرة من الأهمية، ويعطينا الأمل بإمكانية التوصل إلى لقاح فعال على المستوى العالمي في المستقبل». وأضاف في مقابلة صحافية «إنه أول برهان على قدرة لقاح مضاد للإيدز على الحماية من الإصابة بالمرض»، ووصف وزير الصحة التايلاندي ويتاوا كاوبارادي نتيجة التجربة كذلك بأنها «سبق علمي».

مزيج من لقاحين
واللقاح هو في الواقع مزيج من لقاحين أعدا مسبقا ولم ينجح كل منهما على انفراد، في كبح ضراوة الفيروس، وبدأت تجربة اللقاح الجديد في أكتوبر (تشرين الأول) 2024 على متطوعين معرضين بدرجة متوسطة للإصابة بفيروس الإيدز في مقاطعتين تايلانديتين بالقرب من بانكوك.

واللقاحان القديمان المستخدمان في تكوين اللقاح الجديد هما «الفاك» من إنتاج شركة «سانوفي ـ افنتيس»، ولقاح «إيدزفاكس» من إنتاج «فاكس ـ جن انكوربوريشن».

ورحبت الأوساط العلمية بنتائج تجربة اللقاح، خصوصا أن شركة «مارك» الدوائية اضطرت في عام 2024 لوقف تجربتين سريريتين في مرحلة متقدمة على لقاح للإيدز بعد أن تبين أنه يعزز مخاطر الإصابة بمرض الإيدز.

وبلغت نسبة فعالية اللقاح في خفض مخاطر الإصابة بمرض الايدز 31.2 في المائة. وكان المتطوعون من رجال ونساء تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عاما، وما كانوا يحملون فيروس الإيدز لدى بدء التجربة. وكانت نسبة مخاطر تعرضهم لعدوى الإيدز متوسطة.

وتلقى نصف المتطوعين اللقاح والنصف الباقي لقاحا وهميا، ومن ضمن عينة اللقاح الوهمي أصيب 74 من أصل 8198 بفيروس الإيدز، مقارنة مع 51 من 8197 في العينة التي تلقت اللقاح التجريبي.

تقدم علمي
ورحبت منظمة الصحة العالمية وبرنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز بنتائج الأبحاث التي اعتبرتها «مشجعة». وقالت المنظمة والبرنامج في بيان مشترك إن «نتائج الدراسة التي تشكل تقدما علميا مهما، هي الأولى التي تبرهن أنه يمكن الوقاية من الإيدز باستخدام لقاح، وهي على قدر كبير من الأهمية».

وقالت الأمم المتحدة إن النتائج الحالية لا تسمح بالترخيص باستخدام اللقاح، وإنه ينبغي القيام بتجارب أخرى لتحديد إن كان يمكن الحصول على النتائج ذاتها في أماكن أخرى من العالم أم لا.

واكتشف مرض الإيدز لأول مرة في 1981، وتسبب منذ ذلك الحين في وفاة 25 مليون إنسان على الأقل، في حين يعيش 33 مليونا آخرون حاملين فيروس الإيدز أو مصابين بالمرض. وتكمن خطورة المرض في أنه يدمر الخلايا المناعية فيجعل الجسم فريسة للأمراض الانتهازية.

ومن بين خمسين لقاحا تجريبيا خضعت لتجارب على البشر، لم ينجح سوى اثنين في المرور عبر المراحل التجريبية الثلاث المعتمدة، لكنهما فشلا.

ولا يزال نحو ثلاثين لقاحا بانتظار تجربتها، وقالت شركة «سانوفي ـ باستور»، المختصة في اللقاحات، وهي تابعة لشركة «سانوفي ـ افنتيس»، إن النتائج «على تواضعها» هي أول برهان ملموس على أنه يمكن للفيروس المضاد للإيدز أن يصبح حقيقة في يوم من الأيام.

وقالت المؤسسة العالمية للقاح الإيدز، وهي تحالف من الباحثين والممولين والسياسيين والمحامين ومن بينهم مؤسسة «بيل ومليندا غيتس»، إنه «يوم تاريخي خلال 26 عاما من العمل لتطوير لقاح للإيدز»، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية. وعلقت جمعية «المبادرة الدولية للقاح الإيدز»، التي تعمل على تشجيع الأبحاث للتوصل إلى لقاح، بأن نتائج التجربة «مشجعة وتشكل انجازا علميا مهما».

وعلى صعيد آخر، أعلن باحثون أميركيون في مقال نشرته مجلة «ساينس» العلمية في بداية سبتمبر الحالي، أنهم اكتشفوا مضادين حيويين يمكن أن يشكلا أساسا للتوصل إلى لقاح فعال، وينتج المضادان الحيويان بصورة طبيعية من قبل عدد قليل من الأشخاص الحاملين لفيروس الإيدز والقادرين على شل فعالية عدد كبير من النسخ الفيروسية المنتشرة عبر العالم.

ختان الذكور
كانت دراسات علمية سابقة قد أفادت بأن ختان الذكور يقلل من فرص إصابتهم بالفيروس المسبب للإيدز بنسبة كبيرة، فقد أقرت منظمة الصحة العالمية وخبراء دوليون في الشؤون الصحية اعتبار ختان الذكور وسيلة لمقاومة مرض الإيدز في مارس (آذار) عام 2024.

وقالت المنظمة إنها ستضيف الختان إلى قائمة الوسائل التي تستخدم لمقاومة المرض بعد أن أثبتت أبحاث أجريت في أفريقيا أن الختان بين الرجال يقلل من خطر إصابتهم بالفيروس بنسبة 50 في المائة.

إلا أن دراسة حديثة نشرت في يونيو هذا العام أشارت إلى أن ختان الذكور المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسب لا يقلل خطر نقل العدوى إلى النساء.

وقد فندت نتائج الدراسة (نشرت في دورية «لانسيت» العلمية) نتائج تجارب سابقة، أجريت قبيل ثلاث سنوات في أفريقيا، خلصت إلى أن الختان بإزالة الغلفة من العضو الذكري ساعد في خفض معدلات الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسب بين الرجال بواقع النصف.

دمتم فى امان الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.