يعتبر الزواج أهم النظم الاجتماعية و أخطرها شأنا في حياة الإنسان و المجتمع ’ فهو الرابطة المشروعة بين الجنسين و عن طريقه تتحقق سلامة الأوضاع الاجتماعية و بقاء النوع , و السمو بالعلاقات بين الرجال و النساء إلى مستوى المشروعية و التنظيم بما يتفق مع القيم الإنسانية فقد يوفق الفرد في زواجه فيعيش سعيدا و قد لا يوفق فتصبح حياته شاقة و تعيسة , و الزواج الناجح هو الذي يقوم على الاختيار السليم لأن اختيار الشريك هو الأساس الأول في عملية الزواج , فنجاح الاختيار يترتب عليه نجاح الزواج فكثير من حالات فشل الزواج ترجع إلى الاختيار غير الموفق للشريك , و قد تطورت الحياة الاجتماعية و اختلفت باختلاف المجتمعات .
• الأسلوب التقليدي : هو أكثر أنماط و الأساليب في الاختيار للزواج : " و هو ذلك الأسلوب الذي يسمح بتدخل احد أو بعض أقارب الشريكين المنتظر زواجيهما في عملية الاختيار , و ينصح في تحكمه أو تحكمهم في تلك العملية " .( مصطفى سلماني ،1977، ص. 45 )
و تتبع قوة هذا الأسلوب أساسا من قوة العادات و التقاليد فارتباط هذا الأسلوب ببنية الأسرة الممتدة حيث سلطة رب العائلة و خضوع الأبناء لهم و قد ظهر بقوة مع نظام العائلة التقليدية .
• الأسلوب الذاتي : في هذا الأسلوب يختار الشخص الذي يعنيه الأمر الشريك المناسب بدون تدخل احد أو بقبول اقـل قدر من التدخل , و يكون باستشارة الأبناء لوالديهم قبل أن يقدموا على الزواج لكن الأمر لا يعدو الاستشارة التي لا تغير في اختيار الأبناء الشخصي( سامية حسن السعاتي ، 1981، ص. 65) .
و لا ننسى أن الاختيار الزواجي متأثر بعوامل داخلية و خارجية فهو من جهة متأثر ببعض العوامل الداخلية مثل الحاجة إلى العثور على رفيق و شريك مثالي و الصورة التي يكونها الشخص لنفسه عن شريك حياته على نحو ما ينبغي أن يكون , و من ناحية ثانية محدد ببعض الظروف الخاصة مثل محل الإقامة و العنصر الذي ينتسب إليه الشخص و الطبقة الاجتماعية التي ينتمي إليها باعتبارها مرحلة نفسية هامة .( مصطفى غالب ، 1991 ، ص .18 ) .