وأشاروا إلى أن تلك الدراسة التي توصلوا من خلالها لهذا الكشف ربما تساعد العلماء على فهم مشكلات التحدث التي يعاني منها مرضى السكتات الدماغية على نحو أفضل. ففي أثناء التحدث، يتوجب على الشخص اختيار كلمة واحدة من مجموعة كلمات متنافسة.
وعلى سبيل المثال، إذا كان يريد الشخص ذكر اسم حيوان بعينه، فعليه أن يختار كلمة كلب من بين كلمات أخرى منها القطة والحصان وغيرها من الاحتمالات.
وإذا كان يريد الشخص وصف الحالة المزاجية لأحد الأشخاص، فعليه أن يختار كلمات منها "سعيد"، "حزين" ، "شاطح"، أو أي صفات أخرى تكون أكثر ملائمة. وأرادت دكتور تاتيانا سكنور، أستاذ علم النفس المساعد بجامعة رايس الأميركية، أن تحدد ما إذا كانت منطقة بعينها في المخ ، يطلق عليها اختصارا ً ( lifg ) ، ضرورية بالنسبة لتحديد عملية التنافس على اختيار الكلمة الصحيحة.
هذا وقد قامت دكتور سكنور وهي مجموعة من زملائها بمقارنة صور مسحية للمخ من 16 متطوع سليم صحيا ً و 12 آخرين يعانون من فقدان القدرة على الكلام، وهو اضطراب لغوي مكتسب ينتج عن الإصابة بالسكتات الدماغية.
كما وجد الباحثون أنه في الوقت الذي تستجيب فيه منطقتين بالمخ، ( lifg ) ، واللحاء الزمني اليساري، للصراع المتزايد بين الكلمات التي يتم التنافس عليها من أجل إختيار بعض منها أثناء الحديث، وتبين أن منطقة ( lifg ) فقط هي المنطقة الضرورية لحسم المنافسة على اختيار الكلمات بشكل ناجح.
وقال بيان صحافي صادر عن الجامعة أن منطقة ( lifg ) تشمل جزئية يطلق عليها اسم "بروكا"، على اسم العالم الفرنسي الشهير خلال القرن التاسع عشر "بول بييرا بروكا". وهي الجزئية المسؤولة عن جوانب إنتاج الحديث، وتجهيز وفهم اللغة.
وقد تم نشر نتائج هذه الدراسة في العدد الحالي من وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم، وهي الدراسة التي غطت تجربتين حيث حدد الأشخاص أسماء سلسلة من الصور والصراع بين زيادات الكلمات مع تحديد أسماء المزيد من الصور