تخطى إلى المحتوى

قصه عجيبه والله العبره خنقتني ___ 2024.

:dancegirl2gv7:كانت ليله بارده ما يعكرهدوءها الا ريحه المطهر اللي

يميز المستشفيات
بالرغم من اني ماكنت احس باي الم الا اني كنت اتقلب على
سريري
خايفه من بكره مادري ليش.
ابتسمت وانا اتذكر زوجي كان يقول لاتخافين يالعنود الطب
تطور وابلف بك العالم لين تشفين لا تخافين انا معك …
ابتسمت وانا اتذكر كلامه والخوف اللي بنظراته وهو يحاول
يطمني …
امي ياحبيلك يايمه طول الليل كانت تصلي وكل مافتحت عيوني
سمعت صوت همساتها تدعي لي وتضرع لله ..
ياحبيلك يايمه وياحبيلي لعيونك اللي مورمه من البكا ..
بالرغم من اني ماشوفها وهي تبكي…
:):):):):icon_mad::icon_mad::i con_mad::icon_mad:
اشياء كثيره تغيرت هالايام….
زواري كلهم تغيروا ماعاد يجيني احد من سني لا ماعاد ا:dancegirl2gv7::dancegirl2gv7 ::dancegirl2gv7:شوف
الا كبار العايله اللي يتصفون بالدين والعقل ….

شي غريب مادري وش سببه حتى الاحاديث اللي تطرح في غرفتي
كلها عن قوه الايمان والصبر..
وماعاد احد يذكر لي الامل في الشفاء ولا اخبار العايله
بنت عمي ولدت مادريت الا بالصدفه سمعت وحده تبارك لامها
في زيارتي ..
وش صاير ؟؟؟؟
والله شكيت انهم يعرفون عني شي انا ماعرفه يعني يمكن
الطبيب قال في حالتي شي .؟؟؟
بس طردت وساوسي بحجه ان الطب تطور والطبيب شكله مطمن على
وزوجي يقول اني ابشفى اكيد ***** الله

قطع صوت امي حبل افكاري وهي تناديني العنود قومي وانا
امك صلي ….
ابتسمت وانا اتذكر كيف امي تغيرت …..
امي اول من كثر حبها لي في البرد اذا اذن الفجر تهمس في
اذني اني اصلي وكنها ودها اني ماسمعها واذا ماقمت تعيمت
عني وسكت ..
وابعدت وهي تدعي ان الله يهديني…
غريبه من بدايه مرضي وهي حريصه على صلاتي تقومني بصوت
حزين مستسلم….
ابتسمت وقلتلها انا قايمه يمه …تنهدت وقالت الله يشفيك
يابنيتي ….
قلت يمه ليش انتي حزينه …ترى انا طيبه والله مافيني
الا العافيه بالذات اليوم ….
و….طلعت امي وانا اكلمها وتركتني .استغربت
…وسكت…..
وقمت اصلي ….

يوم سلمت وقبل لاقوم عن سجادتي الا باب الغرفه يدق !!!
الفجر؟؟ من جاي هالوقت شفت اخوي الكبير محمد يطل من
الباب
ابتسامته تنور وجهه الملتحي بس ابتسامه كلها حزن ….
قال كيف حالك يالغاليه ..اليوم …
وسلم على امي وانحنى يسلم على يدها

قلت الحمد لله بخير اليوم انا طيبه واظنهم اليوم
بيطلعوني …عندي احساس …

الغريب بالرغم من اني كنت ابي افرحه الا انه التفت عني
وراح للشباك وفتحه وقف عنده شوي وهو يتنفس بعمق ويذكر
الله …
وكأنه يحاول يطرد الشيطان …

بعدين قال بدون مايرفع عينه من الارض…ودي اغير اتجاه
سريرك يالعنود ….
وقبل لارد حرك السرير وخلاه من جهه القبله …
…ابتسمت قلت ليش؟؟؟؟؟؟
قال وهو مارفع عينه من الارض وبصوت مرتعش
افضل علشان اذا دعيتي الله تكونين مواجهه للقبله ….

قلت وانا اضحك : محمد اخاف ذي بدعه انتبه ….
ولاردعلي حط مصحف جنب سريري وخرج
وتركني ولحقته امي وانا ابتسمت وانا اتذكر المناقشات
الحاده
اللي كانت تدور بينا في امور الدين
كان دايم ينصحني ويوعظني وانا بالرغم من اني احترمه الا
اني كنت اناقشه في اي فكره يقولها
واقول اللي في خاطري وهو كان متقبل للمناقشه ويرد برحابه
صدر

رجعت لسريري وتمدت عليه فعلا هالمكان احسن من الاول هنا
اقدر اشوف الحديقه اللي برا
واشوف العصافير تغرد في الصبح تذكرت شباك غرفه بنتي ساره
اكيد العصافير متجمعها عنده الحين

ياما ازعجتني اصوات تغريدها وفتحت الشباك علشان افرقها
لاتقوم حبيبتي ساره وترتاع …
يوه وينك ياساره بكره بتنامين في حضني ان شاء الله
وابعوضك عن الايام اللي قضيتها بعيده عنك في المستشفى

بكره ابشم ريحتك ياعمري

دخلت امي قلت يمه ساره تراها الايام الاخيره يجيها
كوابيس عساك
وصيتي نوره عليها لاتفارقها لو دقيقه في الليل لين اجي..

قالت امي ماعليك انتي ساره مرتاحه فكري بنفسك بس ….

تمدت على سريري وانا اطالع الساعه على الحائط الدكتور
بيجي الساعه 10 وابقوله اني ابطلع خلاص ماله داعي اربك
اهلي وزوجي اكثر من كذا خاصه اخوي ماجد قرب عرسه
وسحبت مجله ازياء وفتحت على صفحه الموديل اللي اخترته
لزواج اخوي ماجد ….
واتخيلت شكلي وانا لابسته يوه ابقهر كثير من البنات
اللي ينافسوني في العايله …ابكسر عينهم
وقعدت افكر كيف اقنع الخياطه علشان توافق تخيطه بسرعه
وغفيت …..وقمت على صوت اخوي محمد يقرا قران عند راسي
وفتحت اعيوني وابتسمت له
قلت: محمد مابعد رحت البيت ؟؟؟ يوه وعملك ؟؟؟؟؟
مارد علي وكمل قرايه لين ختم السوره …

وهذا ابو ساره زوجي الحبيب اللي مسك يدي وقال وهو يبتسم
بحنان هاه العنود
عساك ماحسيتي بشي ….استغربت من سؤاله قلت لانا
ياخالد طيبه مافيني الا العافيه ودي اطلع الصراحه ….

قال الله يشفيك وابعد عني بسرعه لاشوف دموعه ….

وفي هاللحظه سمعنا دقات على الباب ودخلت الممرضه لتعلن
وصول الطبيب
وفي هاللحظه زوجي نقز من مكانه كانه مقروص وخرج بسرعه
واحد يبي يهرب
اما انا فرحت قلت للرضه بحماس خليه يدخل انا جاهزه
ودخل الطبيب
طبيبي يشبه اخوي محمد كثير مسلم ملتزم ملتحي ومحترم
ماذكر مره انه رفع عينه في عيني الا للضروه ….
وانا استحي منه مره
بس اثق فيه واعتبره زي اخوي ….
قال هاه كيف حالك يالعنود …
قلت الحمد لله يادكتور انا اليوم افضل يوم لي من بدايه
مرضي وابي اطلع خلاص اشتقت لبيتي
اخوي في هاللحظه طلع بسرعه وامي لحقته وتركوني الحالي مع
الطبيب والممرضه الظاهر كانوا يتوقعون انفجار لغم …

قال الطبيب بوجه جامد مافيه من الاحساس ذره وكأنه مو هو
اللي يتكلم الا كانه يحكي بلغه هو نفسه مايعرفها
قال العنود انا ابكتبلك خروج ..
ونور وجهي بابتسامه وانا ادس يديني تحت الغطوه لايشوفها
الطبيب
وكمل الطبيب كلامه بوجه جامد العنود انتي وحده مؤمنه
واكيد عارفه ان الموت حق ….

وسكت……………..تسارعت انفاسي وانا اقول ايه كمل
يادكتور

قال : حالتك ميؤس منها ….
وابطلعك علشان تقضين اخر ايامك في المكان اللي تحبينه

.
.
ورجع لصمته
.
.

وسكت …..الطبيب..

وسكت كل شي في الغرفه

بس انا ماعاد اسمع الا صوت انفاسي وصوت اكوام الامل
اللي انهدت في قلبي ……

ومن الصدمه رميت غطوتي بعيد وقمت بحماس.
وكأني ابدافع عن حياتي وكأن الطبيب هو اللي يبي يسلبها
مني

وانحنيت ولاول مره احط عيني في عين طبيبي اللي مارفعها
عن الارض
وقلت بحماس دكتور…
لاتقول كذا انا طيبه دكتور…..
وش هالاكلام …دكتور كيف الطب يعجز عن حالتي انا
…انا ..
اصلا ابوساره قال انه بيلف بي العالم كيف المرض ينتصر
على شبابي وحيوتي انا اقوى منه اكيد

قال يالعنود الموت والحياه بيد الله والطب وسيله ومادري
يمكن يبقالك ساعات او ايام او اسابيع بس حالتك يالعنود
ماعاد نقدر نسيطر عليها …..
.
وسكت ….
.
وقبل لايطلع قال وكانه يبي يخف عني وابعطيك اقوي
المهدئات ولا رح تحسين بلالم في باقي ايامك ان شاء الله…
حسيت ساعتها اني مجوفه فاضيه من الداخل حسيت الدنيا سودا
حوليني
وبدت تتضح لي صور من بعيد في مخيلتي اول صوره شفتها كانت
صوره ساره بنتي وهي تضحك وعمرها شهور …
وبعدين شفت صوره زواجي وانا لابسه ابيض وزوجي ماسك يدي
بفخر ….
وهذي امي وهذي زميلتي في المدرسه شفتها مع اني من بدايه
الصيف ماقابلتها ولاكلمتها …
وهذولا عصافير غرفه ساره ….

واخر صوره شفتها قبل لافوق كانت فستان زواج ماجد اللي
اخترته من مجله الازياء ….
حسيت باختناق وضيق…
هذا حضن امي اللي دخلت علي وضمتني وابعدها عني بقوه
وقاومت علشان اتخلص من حضنها

وسمعت صوت زوجي يكلم الطبيب عند الباب طالعت امي بعصبيه
وقلت يمه مابي اشوف خالد …
كانت رغباتي اوامر في ذيك الساعه ركضت امي وردته من عند
الباب ..

ماكنت ابي اشوفه كنت متاكده اني مارح اتحمل شوفته هو
بالذات حسيت انه بيذكرني بايام الرخا وانا الحين في شده
وينكم ياهلي بس مابي غيركم

مابكيت ولانزلت مني ولا دمعه وكأن الخبر كان فوق مستوى
البكا بالعكس تحمست وقلت يالله ابطلع …

اكملت اجراءات خروجي وقبل لاطلع جت المريضه اللي بتاخذ
غرفتي طالعت عيونها فيها بريق امل تختلف تماما عن نظرتي
انا كانت نظرتي ميته عميقه مالها لمعه …
سبحان الله للامل بريق في العيون ….

وطلعت قلت لاخوي محمد مابي بيتي ابي اروح لغرفتي قبل لا
اعرف خالد ….
وفعلا اخوي بدون اوامري كان رايح لبيت اهلي …

ونزلت ودخلت البيت بس مالقيت في استقبالي الا خواتي
الكبار والبيت كانهم اخلوه لي
هذا بيت اهلي العامر اللي الكل داخل طالع الحين هادي
كانه مقبره؟؟؟؟

رحت لغرفتي ورميت عبايتي كنت ناويه اتحمم واغير ملابسي
واستعد علشان اضم ساره لصدري بس الحين…
غيرت راي مابي اشوف ساره
مابي اشعر انها معتمده علي في شي ابي اوكل امرها لله
…..
ونعم بالله ابخليها في وداعه الرحمن ومن يحفظ الودائع
مثل الله ….

دخلت امي وهمست بصوت واطي قالت العنود وش تبين تاكلين
؟؟؟؟
قلت ولاشي …قلتها بحزم وقوه يمه مابي شي 0000000

امي اول كانت دايم تتابع اكلي وتجبرني اني اكل حتى بعد
ماتزوجت كانت تحرجني عند زوجي اللي كان يضحك من حرصها
على اكلي وكأني طفله…

بس اليوم ولاول مره احترمت رغبتي وسكت وكانها تقول ماله
داعي الاكل مادام اخرته للدو
قالت يابنيتي زوجك يبي يشوفك قلت ..
.بصوت عالي وكاني اكلمهم من العالم الاخر لا مابي اشوفه

وطلعت ورجعت مره ثانيه قالت ترى خالد يقول اذا وافقتي
تشوفينه هو ينتظر في المجلس مع اخوك ….

بس انا قررت اني ماعذب احد واني اقضي اخر اوقاتي لحالي
قلت يمه روحي ان بغيتك ناديتك …

قالت ابقعد عندك اوسع صدرك …قلت يمه ماني فاضيه وقتي
قصير

طلعت وانا اتذكر الوقت اللي كنت اضيعه في امور تافهه
مثلا مجله الازياء اللي اخترت موديل زواج ماجد منها …

جلست في المكتبه ساعتين علشان اختارها واشتريها
والحين تركتها في المستشفى ونسيت رقم الصفحه ومارح البس
الفستان ابدا…
يالله ياوقتي اثرك كنت غالي الحين عندي اشياء كثيره ابي
اسويها بس ماعرفت زي الطالب اذا اعلن المدرس انه باقيله
عشر دقايق من وقت الامتحان وهو مابعد كتب في الورقه شي
بيسلم ورقته قبل العشر الدقايق ماتنتهي لانه رح يتوه بين
الاسئله وانا هذا شعوري …

ابدا بايش ولا ايش ….

جلست افكر شوي وطلعت ورقه وقلم قلت ابكتب وصيه…….
وصيه….؟؟؟؟

زي الافلام اللي كنت اتابعها ياما سهرت اطالع ناس
(اظنهم) اردى خلق الله وهم يفتعلون حكايات تافهه مالها
بالواقع صله …

ياخساره ذاك الوقت كان ربي نازل في السماء يقول هل من
مستغفر فاغفر له …هل من داعي فاجيبه…..
ياخساره ليتني قمت وصليت ودعيت ان الله يخليني لساره
وابوها ….
ياليتني على الاقل رحت لساره وضميتها لصدري ……

وفجاه رميت الورقه والقلم وقمت …وفتحت الدولاب وطلعت
فستان حرير كان خالد يحب يشوفه علي….
…ولبسته ولبست جزمه مناسبه …

وفكيت شعري وطلعت دهن العود وحطيته على شعري وقفت قدام
المرايه وتاملت صورتي….
يالله كم باقي من الوقت ويندس هالجمال في التراب كم باقي
من الوقت وتمشي الحشرات على هالخد النظر …

كنت اعتني بجسمي حمامات زيت وكريمات واكافح التجاعيد بس
ليتني وصلت لسن التجاعيد …
خساره الوقت الممل اللي قضيته وانا اوزع شرائح الخيار
على وجهي ياخساره ليتني رحت قريت سوره من القران ولا
لعبت مع ساره حبيبتي قبل لاتفقدني
وقفت وطالعت جسمي هالجسم الممشوق بيتمد في القبر بعد
ساعات…
ياترى ضلوعي هذي بتلتقي بضمه القبر …

ياترى رقبتي اللي ياما رفعت راسي لفوق بتنحني على صدري
ولا بتغل الى رجولي ….
وتذكرت كيف اصريت اني انضم لنادي وكيف احتلت على ابوساره
واستخدمت جميع الوسائل لين سحبت منه الموافقه سحب
بالرغم من انه ماكان موافق من قلبه ..
وكان كاره ويقول هالوقت انا اولى به يالعنود .

بس لا زواج ماجد قرب وكنت ناويه اكون فتنه الحفل فيه
….والحين الله ينجيني من فتنه الممات ..
طلعت علبه مجوهراتي ومسكت خاتم كبير اشتريته ايام زواجي
كانت في الخاتم نقوش تفحصت النقش وطرا على بالي طاري
ياترى انا كنت ازكي عن هالذهب ولا ..لا.. اظن ابوساره
كان يزكي عن ذهبي اظن بس ماني متاكده
ماقد سالته ابد …..

وتفحصت النقش مره ثانيه وفركت جبهتي وانا اتسال ياتري
هالرسوم بتطبع في جبهتي واكوى بها ولا بينجيني الله .؟؟؟

تاملات غريبه طرت على بالي ….ومشى الوقت بسرعه وانا
بين ادويتي المهدئه وبين صلواتي وقراني …….
في الليلي طلعت من الغرفه ولقيت سجاده امي عند الباب…
امي مانامت تصلي وتدعي وجلست عندها والتفت علي….

نظراتها تجمع فيها حنان امهات الدنيا كلها ناضرتني نفس
نظراتها لي يوم كنت طفله ..
قالت تبين شي يابنيتي؟

قلت يمه ابي رضاك ..وانفجرت تبكي بكت …بكت….
وانا تحجرت الدموع في عيوني ولا دمعه هليتها

وانتظرت لين هدت وقالت انا راضيه عنك يابنتي ..
والله انك من بين اخوانك كلهم اقل وحده تعبتني في الحمل
والولاده والتربيه..
انا راضيه عنك يابنتي والله يرضى عنك ***** الله…

تنهدت براحه وقمت من عندها ومشيت لمحت اختي طالعه من
الغرفه اختي من اسبوع ماشفتها بس غطت وجهها بيدها وكأنها
شايفه شبح ودخلت لغرفتها بسرعه ..

ومشيت كنت ادور في البيت مثل مومياء اعدوها لتابوتها
امشي بطء كل اهل البيت سهرانين …..
وش هالليله الغريبه كل واحد ماخذ له زاويه وجالس الحاله

هالليله تشبه ليله السفر صح هي فعلا ليله سفر وتذكرت كيف
كنت اقلق في كل ليله سفر ولا انام صحيح ان سفري كان
سياحه الا اني اتقلب في فراشي وكل شوي اروح اتاكد ان
اغراضي جاهزه …

يوه اليوم سفرتي غير….. سفرتي مافيها رجعه ومفاجأه
وماني مستعده لها ابد …..
مشيت على صوت ترتيل اخوي محمد للقران كنت اتبع الصوت لين
دخلت عليه محمد اعز اخواني على قلبي…
مانسى اول ايام التزامه كيف كانوا اهلي يعلقون عليه
بحجه انه متشد ..
وكنت اشجعه اعرف ان هذا صالحه دنيا واخره وقلتله يصبر
عليهم ويحتسب وهو الربحان في الاخير ….

وفعلا بدى يجني ثمار صبره والحين الكل يثق فيه وياخذ
شوره…

جلست جنبه وهو يقرا تغيرت نبره صوته يوم دخلت وبدت
تتذب وباين كيف كان يكافح علشان يثبتها في مستوى واحد
وارتفع صوته علشان يسيطر على ضعفه
وانهى السوره والتفت علي …
قلت محمد …..وش انا مقبله عليه ….

ابتسم بحماس ودموعه تهل وقعد يحكيلي عن رحمه الله وهو
محافظ على ابتسامته الطيبه بالرغم من دموعه

وحكالي كيف ان الله رحيم بعباده وانه احن عليهم من الام
على ولدها ….

قلت محمد كيف الموت؟؟؟؟

قال ان شاء الله بيكون سهل ك…..

وقاطعته وقلت محمد وش البرزخ؟؟؟؟؟

كنت افكر بصوت عالي وابي احد يسمعني بس

قال البرزخ هي الحياه بين الدنيا والاخره و….

قلت محمد كيف بيكون حالي فيها…اذا مادعيتو لي ؟؟؟؟؟

ورفع ايدينه للسماء واجتهد بالدعا وانا طلعت من عنده
وبدون لاشعر ساقتني رجليني للمجلس كنت ابي اعرفر ابو
ساره هناك ولا راح ينام على سريره
اللي اعرف انه مايرتاح الا عليه

وجا في بالي فكره ياترى بيتزوج بعدي؟؟؟؟
اكيد انا اعرف ابو ساره مايحب الوحده …ياخساره

دخلت المجلس ورفع راسه لي تمنيت اني مالقيته …..
وتراجعت وناداني قال العنود تعالي ياحبي الاول والاخير

وبكى ساعتها بس بكيت…
انا كنت عارفه اني مارح اتحمل شوفته هو بالذات ….
قلت مالك عندي شي ياخالد خلاص الموت بيخطفني منك اليوم

يمكن اشوفك في الجنه كاننا من اهلها ان شاء الله

قال ان شاء الله انك من اهلها انا راضي عنك ياساره ومن
مات وزوجها عنها راض دخلت الجنه …..
قلت بس انا كنت مقصره معك كثير ..

قال بالعكس حياتي معك كانت حلم جميل ماتمنيت اني افيق
منه يالعنود …
كلشي معك كان له طعم حتى زعلك ودموعك وغضبك كنت في جنه
يالعنود وكنت متاكد انها مارح تستمر السعاده اللي كنت
فيها….

وقام وقف ورفع يده بحماس وقال العنود والله
مانساك….
وحرك يده بقوه وصرخ:
والله العظيم ماتغيبين عن بالي….
وهو يحلف انا كنت اتخيله وهو ماسك يد عروسه الجديده
ويطالعها بفرح وهي تبادله النظرات …

خساره كان زوج نموذجي وكنت احبه خساره الله يخلفه علي
….

وقمت طلعت وكملت رحلتي الكئيبه…
هالمره وقفت عند الباب اللي ساره تنام وراه وقفت وانا
احاول ابلع عبرتي

ترددت ادخل ولا لا …
ساره كانت متعلقه فيني كثير اول ايام مرضي كانت تبكي طول
الليل تبيني
بس في الاخير رضخت للظروف وتعلمت كيف تنام بعيد عن حضني

حاولت اني مادخل علشان خاطرها ليش اقلب مواجعها بس حسيت
اني اذا ماشفتها بتتحول اخر ساعاتي الى ثواني

ولاول مره اتصرف بانانيه وافتح الباب وادخل كانت اختي
نوره تنام جنبها على الارض….
وجلست وانحنيت على ساره وشميتها ….
ياحبيبتي ياساره….

وحست اختي نوره فيني وقامت مرتاعه وقالت: العنود؟؟؟

نوره ماشفتها من كم اسبوع بس ماسلمت عليها…
كنت اودع العالم وماني فاضيه اسلم قلت نوره انا ابنام
جنب ساره اليوم
وابعدت وهي متردده …
وتمدت جنب ساره وضميتها وبكيت
والتفت على نوره قلت نوره تراني كان ودي اشوف ساره وهي
تكبر كنت اتمنى اشوفها عروس

قوليلها في يوم زواجها يانوره …. الله يخليك

كنت ابيهم يذكروني ويترحمون علي بس في ذاك اليوم ولاّ
ساره ماظن انها بتهل دمعتها علي لانها ماعرفتني زين…

تذكرت حديث الرسول بما معنى حديثه عليه الصلاة والسلام ان الابن الصالح ينفع والدينه…

والتفت على ساره ودي اصب عليها التربيه كلها في ذيك
الساعه كنت ابيها تطلع صالحه…..
وتمدت جنبها ومادري كم من الوقت مر …..
ولاول مره اسمع صوت اذان الفجر ولاقدر اتحرك …

احس رجولي مكبله كاني في كابوس
عيني ثابته على سقف الغرفه …..
حاولت اتحرك ماقدرت وصورة ساره في عيوني وهي نايمه كنت
ابي اضمها ثانيه ماشبعت منها
اغيب عن الوعي واصحى ثانيه شفت العالم يصرخون حوليني
غرفه بنتي الهاديه امتلت بالناس

اللي يبكون هذي امي وهذا اخوي محمد وهذا زوجي وهذا واحد
ماعرفه اظنه طبيب جسمي الغض كان متشنج
والتفت سيقاني بعض
كنت ابي ابكي استغيث بس ماقدر اتحرك قلبني الطبيب يمين
ويسار كني خرقه بين يديه

وكلم اهلي وسمعت صوت بكا شديد …
واخر شي تذكرته كان …ابيات شعريه ماحفظها زين تقول
ولدتك امك يابن ادم باكيا
………………والناس حولك يضحكون سرورا
فاعمل ان تكون اذا بكوا
………………في يوم موتك ضاحكا مسرورا.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

وهنا حسيت بقبله رطبه على خدي….
وفتحت عيوني لقيت وجه قريب من وجهي وابتسامه هبلى …
ساره…هذي ساره بنتي ضميتها وبكيت….بكيت ….
وش صار وين انا فيه ؟؟؟
وسمعت صوت خالد من دوره المياه وهو يغسل ويقول :العنود
وش فيك رجعتلك كوابيسك مره ثانيه؟؟
تعوذي من الشيطان وقومي يالله انا الغيت كل مواعيدي
علشان اوديك للخياطه …
وحمدت الله ان هذا كان تخيلات واني الى الان اقدر اضم ساره

صفحه الموديل اللي اخترته
لزواج اخوي ماجد ….
واتخيلت شكلي وانا لابسته يوه ابقهر كثير من البنات
اللي ينافسوني في العايله …ابكسر عينهم
وقعدت افكر كيف اقنع الخياطه علشان توافق تخيطه بسرعه
وغفيت …..وقمت على صوت اخوي محمد يقرا قران عند راسي
وفتحت اعيوني وابتسمت له
قلت: محمد مابعد رحت البيت ؟؟؟ يوه وعملك ؟؟؟؟؟
مارد علي وكمل قرايه لين ختم السوره …

وهذا ابو ساره زوجي الحبيب اللي مسك يدي وقال وهو يبتسم
بحنان هاه العنود
عساك ماحسيتي بشي ….استغربت من سؤاله قلت لانا
ياخالد طيبه مافيني الا العافيه ودي اطلع الصراحه ….

قال الله يشفيك وابعد عني بسرعه لاشوف دموعه ….

وفي هاللحظه سمعنا دقات على الباب ودخلت الممرضه لتعلن
وصول الطبيب
وفي هاللحظه زوجي نقز من مكانه كانه مقروص وخرج بسرعه
واحد يبي يهرب
اما انا فرحت قلت للرضه بحماس خليه يدخل انا جاهزه
ودخل الطبيب
طبيبي يشبه اخوي محمد كثير مسلم ملتزم ملتحي ومحترم
ماذكر مره انه رفع عينه في عيني الا للضروه ….
وانا استحي منه مره
بس اثق فيه واعتبره زي اخوي ….
قال هاه كيف حالك يالعنود …
قلت الحمد لله يادكتور انا اليوم افضل يوم لي من بدايه
مرضي وابي اطلع خلاص اشتقت لبيتي
اخوي في هاللحظه طلع بسرعه وامي لحقته وتركوني الحالي مع
الطبيب والممرضه الظاهر كانوا يتوقعون انفجار لغم …

قال الطبيب بوجه جامد مافيه من الاحساس ذره وكأنه مو هو
اللي يتكلم الا كانه يحكي بلغه هو نفسه مايعرفها
قال العنود انا ابكتبلك خروج ..
ونور وجهي بابتسامه وانا ادس يديني تحت الغطوه لايشوفها
الطبيب
وكمل الطبيب كلامه بوجه جامد العنود انتي وحده مؤمنه
واكيد عارفه ان الموت حق ….

وسكت……………..تسارعت انفاسي وانا اقول ايه كمل
يادكتور

قال : حالتك ميؤس منها ….
وابطلعك علشان تقضين اخر ايامك في المكان اللي تحبينه

.
.
ورجع لصمته
.
.

وسكت …..الطبيب..

وسكت كل شي في الغرفه

بس انا ماعاد اسمع الا صوت انفاسي وصوت اكوام الامل
اللي انهدت في قلبي ……

ومن الصدمه رميت غطوتي بعيد وقمت بحماس.
وكأني ابدافع عن حياتي وكأن الطبيب هو اللي يبي يسلبها
مني

وانحنيت ولاول مره احط عيني في عين طبيبي اللي مارفعها
عن الارض
وقلت بحماس دكتور…
لاتقول كذا انا طيبه دكتور…..
وش هالاكلام …دكتور كيف الطب يعجز عن حالتي انا
…انا ..
اصلا ابوساره قال انه بيلف بي العالم كيف المرض ينتصر
على شبابي وحيوتي انا اقوى منه اكيد

قال يالعنود الموت والحياه بيد الله والطب وسيله ومادري
يمكن يبقالك ساعات او ايام او اسابيع بس حالتك يالعنود
ماعاد نقدر نسيطر عليها …..
.
وسكت ….
.
وقبل لايطلع قال وكانه يبي يخف عني وابعطيك اقوي
المهدئات ولا رح تحسين بلالم في باقي ايامك ان شاء الله…
حسيت ساعتها اني مجوفه فاضيه من الداخل حسيت الدنيا سودا
حوليني
وبدت تتضح لي صور من بعيد في مخيلتي اول صوره شفتها كانت
صوره ساره بنتي وهي تضحك وعمرها شهور …
وبعدين شفت صوره زواجي وانا لابسه ابيض وزوجي ماسك يدي
بفخر ….
وهذي امي وهذي زميلتي في المدرسه شفتها مع اني من بدايه
الصيف ماقابلتها ولاكلمتها …
وهذولا عصافير غرفه ساره ….

واخر صوره شفتها قبل لافوق كانت فستان زواج ماجد اللي
اخترته من مجله الازياء ….
حسيت باختناق وضيق…
هذا حضن امي اللي دخلت علي وضمتني وابعدها عني بقوه
وقاومت علشان اتخلص من حضنها

وسمعت صوت زوجي يكلم الطبيب عند الباب طالعت امي بعصبيه
وقلت يمه مابي اشوف خالد …
كانت رغباتي اوامر في ذيك الساعه ركضت امي وردته من عند
الباب ..

ماكنت ابي اشوفه كنت متاكده اني مارح اتحمل شوفته هو
بالذات حسيت انه بيذكرني بايام الرخا وانا الحين في شده
وينكم ياهلي بس مابي غيركم

مابكيت ولانزلت مني ولا دمعه وكأن الخبر كان فوق مستوى
البكا بالعكس تحمست وقلت يالله ابطلع …

اكملت اجراءات خروجي وقبل لاطلع جت المريضه اللي بتاخذ
غرفتي طالعت عيونها فيها بريق امل تختلف تماما عن نظرتي
انا كانت نظرتي ميته عميقه مالها لمعه …
سبحان الله للامل بريق في العيون ….

وطلعت قلت لاخوي محمد مابي بيتي ابي اروح لغرفتي قبل لا
اعرف خالد ….
وفعلا اخوي بدون اوامري كان رايح لبيت اهلي …

ونزلت ودخلت البيت بس مالقيت في استقبالي الا خواتي
الكبار والبيت كانهم اخلوه لي
هذا بيت اهلي العامر اللي الكل داخل طالع الحين هادي
كانه مقبره؟؟؟؟

رحت لغرفتي ورميت عبايتي كنت ناويه اتحمم واغير ملابسي
واستعد علشان اضم ساره لصدري بس الحين…
غيرت راي مابي اشوف ساره
مابي اشعر انها معتمده علي في شي ابي اوكل امرها لله
…..
ونعم بالله ابخليها في وداعه الرحمن ومن يحفظ الودائع
مثل الله ….

دخلت امي وهمست بصوت واطي قالت العنود وش تبين تاكلين
؟؟؟؟
قلت ولاشي …قلتها بحزم وقوه يمه مابي شي 0000000

امي اول كانت دايم تتابع اكلي وتجبرني اني اكل حتى بعد
ماتزوجت كانت تحرجني عند زوجي اللي كان يضحك من حرصها
على اكلي وكأني طفله…

بس اليوم ولاول مره احترمت رغبتي وسكت وكانها تقول ماله
داعي الاكل مادام اخرته للدو
قالت يابنيتي زوجك يبي يشوفك قلت ..
.بصوت عالي وكاني اكلمهم من العالم الاخر لا مابي اشوفه

وطلعت ورجعت مره ثانيه قالت ترى خالد يقول اذا وافقتي
تشوفينه هو ينتظر في المجلس مع اخوك ….

بس انا قررت اني ماعذب احد واني اقضي اخر اوقاتي لحالي
قلت يمه روحي ان بغيتك ناديتك …

قالت ابقعد عندك اوسع صدرك …قلت يمه ماني فاضيه وقتي
قصير

طلعت وانا اتذكر الوقت اللي كنت اضيعه في امور تافهه
مثلا مجله الازياء اللي اخترت موديل زواج ماجد منها …

جلست في المكتبه ساعتين علشان اختارها واشتريها
والحين تركتها في المستشفى ونسيت رقم الصفحه ومارح البس
الفستان ابدا…
يالله ياوقتي اثرك كنت غالي الحين عندي اشياء كثيره ابي
اسويها بس ماعرفت زي الطالب اذا اعلن المدرس انه باقيله
عشر دقايق من وقت الامتحان وهو مابعد كتب في الورقه شي
بيسلم ورقته قبل العشر الدقايق ماتنتهي لانه رح يتوه بين
الاسئله وانا هذا شعوري …

ابدا بايش ولا ايش ….

جلست افكر شوي وطلعت ورقه وقلم قلت ابكتب وصيه…….
وصيه….؟؟؟؟

زي الافلام اللي كنت اتابعها ياما سهرت اطالع ناس
(اظنهم) اردى خلق الله وهم يفتعلون حكايات تافهه مالها
بالواقع صله …

ياخساره ذاك الوقت كان ربي نازل في السماء يقول هل من
مستغفر فاغفر له …هل من داعي فاجيبه…..
ياخساره ليتني قمت وصليت ودعيت ان الله يخليني لساره
وابوها ….
ياليتني على الاقل رحت لساره وضميتها لصدري ……

وفجاه رميت الورقه والقلم وقمت …وفتحت الدولاب وطلعت
فستان حرير كان خالد يحب يشوفه علي….
…ولبسته ولبست جزمه مناسبه …

وفكيت شعري وطلعت دهن العود وحطيته على شعري وقفت قدام
المرايه وتاملت صورتي….
يالله كم باقي من الوقت ويندس هالجمال في التراب كم باقي
من الوقت وتمشي الحشرات على هالخد النظر …

كنت اعتني بجسمي حمامات زيت وكريمات واكافح التجاعيد بس
ليتني وصلت لسن التجاعيد …
خساره الوقت الممل اللي قضيته وانا اوزع شرائح الخيار
على وجهي ياخساره ليتني رحت قريت سوره من القران ولا
لعبت مع ساره حبيبتي قبل لاتفقدني
وقفت وطالعت جسمي هالجسم الممشوق بيتمد في القبر بعد
ساعات…
ياترى ضلوعي هذي بتلتقي بضمه القبر …

ياترى رقبتي اللي ياما رفعت راسي لفوق بتنحني على صدري
ولا بتغل الى رجولي ….
وتذكرت كيف اصريت اني انضم لنادي وكيف احتلت على ابوساره
واستخدمت جميع الوسائل لين سحبت منه الموافقه سحب
بالرغم من انه ماكان موافق من قلبه ..
وكان كاره ويقول هالوقت انا اولى به يالعنود .

بس لا زواج ماجد قرب وكنت ناويه اكون فتنه الحفل فيه
….والحين الله ينجيني من فتنه الممات ..
طلعت علبه مجوهراتي ومسكت خاتم كبير اشتريته ايام زواجي
كانت في الخاتم نقوش تفحصت النقش وطرا على بالي طاري
ياترى انا كنت ازكي عن هالذهب ولا ..لا.. اظن ابوساره
كان يزكي عن ذهبي اظن بس ماني متاكده
ماقد سالته ابد …..

وتفحصت النقش مره ثانيه وفركت جبهتي وانا اتسال ياتري
هالرسوم بتطبع في جبهتي واكوى بها ولا بينجيني الله .؟؟؟

تاملات غريبه طرت على بالي ….ومشى الوقت بسرعه وانا
بين ادويتي المهدئه وبين صلواتي وقراني …….
في الليلي طلعت من الغرفه ولقيت سجاده امي عند الباب…
امي مانامت تصلي وتدعي وجلست عندها والتفت علي….

نظراتها تجمع فيها حنان امهات الدنيا كلها ناضرتني نفس
نظراتها لي يوم كنت طفله ..
قالت تبين شي يابنيتي؟

قلت يمه ابي رضاك ..وانفجرت تبكي بكت …بكت….
وانا تحجرت الدموع في عيوني ولا دمعه هليتها

وانتظرت لين هدت وقالت انا راضيه عنك يابنتي ..
والله انك من بين اخوانك كلهم اقل وحده تعبتني في الحمل
والولاده والتربيه..
انا راضيه عنك يابنتي والله يرضى عنك ***** الله…

تنهدت براحه وقمت من عندها ومشيت لمحت اختي طالعه من
الغرفه اختي من اسبوع ماشفتها بس غطت وجهها بيدها وكأنها
شايفه شبح ودخلت لغرفتها بسرعه ..

ومشيت كنت ادور في البيت مثل مومياء اعدوها لتابوتها
امشي بطء كل اهل البيت سهرانين …..
وش هالليله الغريبه كل واحد ماخذ له زاويه وجالس الحاله

هالليله تشبه ليله السفر صح هي فعلا ليله سفر وتذكرت كيف
كنت اقلق في كل ليله سفر ولا انام صحيح ان سفري كان
سياحه الا اني اتقلب في فراشي وكل شوي اروح اتاكد ان
اغراضي جاهزه …

يوه اليوم سفرتي غير….. سفرتي مافيها رجعه ومفاجأه
وماني مستعده لها ابد …..
مشيت على صوت ترتيل اخوي محمد للقران كنت اتبع الصوت لين
دخلت عليه محمد اعز اخواني على قلبي…
مانسى اول ايام التزامه كيف كانوا اهلي يعلقون عليه
بحجه انه متشد ..
وكنت اشجعه اعرف ان هذا صالحه دنيا واخره وقلتله يصبر
عليهم ويحتسب وهو الربحان في الاخير ….

وفعلا بدى يجني ثمار صبره والحين الكل يثق فيه وياخذ
شوره…

جلست جنبه وهو يقرا تغيرت نبره صوته يوم دخلت وبدت
تتذب وباين كيف كان يكافح علشان يثبتها في مستوى واحد
وارتفع صوته علشان يسيطر على ضعفه
وانهى السوره والتفت علي …
قلت محمد …..وش انا مقبله عليه ….

ابتسم بحماس ودموعه تهل وقعد يحكيلي عن رحمه الله وهو
محافظ على ابتسامته الطيبه بالرغم من دموعه

وحكالي كيف ان الله رحيم بعباده وانه احن عليهم من الام
على ولدها ….

قلت محمد كيف الموت؟؟؟؟

قال ان شاء الله بيكون سهل ك…..

وقاطعته وقلت محمد وش البرزخ؟؟؟؟؟

كنت افكر بصوت عالي وابي احد يسمعني بس

قال البرزخ هي الحياه بين الدنيا والاخره و….

قلت محمد كيف بيكون حالي فيها…اذا مادعيتو لي ؟؟؟؟؟

ورفع ايدينه للسماء واجتهد بالدعا وانا طلعت من عنده
وبدون لاشعر ساقتني رجليني للمجلس كنت ابي اعرفر ابو
ساره هناك ولا راح ينام على سريره
اللي اعرف انه مايرتاح الا عليه

وجا في بالي فكره ياترى بيتزوج بعدي؟؟؟؟
اكيد انا اعرف ابو ساره مايحب الوحده …ياخساره

دخلت المجلس ورفع راسه لي تمنيت اني مالقيته …..
وتراجعت وناداني قال العنود تعالي ياحبي الاول والاخير

وبكى ساعتها بس بكيت…
انا كنت عارفه اني مارح اتحمل شوفته هو بالذات ….
قلت مالك عندي شي ياخالد خلاص الموت بيخطفني منك اليوم

يمكن اشوفك في الجنه كاننا من اهلها ان شاء الله

قال ان شاء الله انك من اهلها انا راضي عنك ياساره ومن
مات وزوجها عنها راض دخلت الجنه …..
قلت بس انا كنت مقصره معك كثير ..

قال بالعكس حياتي معك كانت حلم جميل ماتمنيت اني افيق
منه يالعنود …
كلشي معك كان له طعم حتى زعلك ودموعك وغضبك كنت في جنه
يالعنود وكنت متاكد انها مارح تستمر السعاده اللي كنت
فيها….

وقام وقف ورفع يده بحماس وقال العنود والله
مانساك….
وحرك يده بقوه وصرخ:
والله العظيم ماتغيبين عن بالي….
وهو يحلف انا كنت اتخيله وهو ماسك يد عروسه الجديده
ويطالعها بفرح وهي تبادله النظرات …

خساره كان زوج نموذجي وكنت احبه خساره الله يخلفه علي
….

وقمت طلعت وكملت رحلتي الكئيبه…
هالمره وقفت عند الباب اللي ساره تنام وراه وقفت وانا
احاول ابلع عبرتي

ترددت ادخل ولا لا …
ساره كانت متعلقه فيني كثير اول ايام مرضي كانت تبكي طول
الليل تبيني
بس في الاخير رضخت للظروف وتعلمت كيف تنام بعيد عن حضني

حاولت اني مادخل علشان خاطرها ليش اقلب مواجعها بس حسيت
اني اذا ماشفتها بتتحول اخر ساعاتي الى ثواني

ولاول مره اتصرف بانانيه وافتح الباب وادخل كانت اختي
نوره تنام جنبها على الارض….
وجلست وانحنيت على ساره وشميتها ….
ياحبيبتي ياساره….

وحست اختي نوره فيني وقامت مرتاعه وقالت: العنود؟؟؟

نوره ماشفتها من كم اسبوع بس ماسلمت عليها…
كنت اودع العالم وماني فاضيه اسلم قلت نوره انا ابنام
جنب ساره اليوم
وابعدت وهي متردده …
وتمدت جنب ساره وضميتها وبكيت
والتفت على نوره قلت نوره تراني كان ودي اشوف ساره وهي
تكبر كنت اتمنى اشوفها عروس

قوليلها في يوم زواجها يانوره …. الله يخليك

كنت ابيهم يذكروني ويترحمون علي بس في ذاك اليوم ولاّ
ساره ماظن انها بتهل دمعتها علي لانها ماعرفتني زين…

تذكرت حديث الرسول بما معنى حديثه عليه الصلاة والسلام ان الابن الصالح ينفع والدينه…

والتفت على ساره ودي اصب عليها التربيه كلها في ذيك
الساعه كنت ابيها تطلع صالحه…..
وتمدت جنبها ومادري كم من الوقت مر …..
ولاول مره اسمع صوت اذان الفجر ولاقدر اتحرك …

احس رجولي مكبله كاني في كابوس
عيني ثابته على سقف الغرفه …..
حاولت اتحرك ماقدرت وصورة ساره في عيوني وهي نايمه كنت
ابي اضمها ثانيه ماشبعت منها
اغيب عن الوعي واصحى ثانيه شفت العالم يصرخون حوليني
غرفه بنتي الهاديه امتلت بالناس

اللي يبكون هذي امي وهذا اخوي محمد وهذا زوجي وهذا واحد
ماعرفه اظنه طبيب جسمي الغض كان متشنج
والتفت سيقاني بعض
كنت ابي ابكي استغيث بس ماقدر اتحرك قلبني الطبيب يمين
ويسار كني خرقه بين يديه

وكلم اهلي وسمعت صوت بكا شديد …
واخر شي تذكرته كان …ابيات شعريه ماحفظها زين تقول
ولدتك امك يابن ادم باكيا
………………والناس حولك يضحكون سرورا
فاعمل ان تكون اذا بكوا
………………في يوم موتك ضاحكا مسرورا.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

وهنا حسيت بقبله رطبه على خدي….
وفتحت عيوني لقيت وجه قريب من وجهي وابتسامه هبلى …
ساره…هذي ساره بنتي ضميتها وبكيت….بكيت ….
وش صار وين انا فيه ؟؟؟
وسمعت صوت خالد من دوره المياه وهو يغسل ويقول :العنود
وش فيك رجعتلك كوابيسك مره ثانيه؟؟
تعوذي من الشيطان وقومي يالله انا الغيت كل مواعيدي
علشان اوديك للخياطه …
وحمدت الله ان هذا كان تخيلات واني الى الان اقدر اضم ساره

صفحه الموديل اللي اخترته
لزواج اخوي ماجد ….
واتخيلت شكلي وانا لابسته يوه ابقهر كثير من البنات
اللي ينافسوني في العايله …ابكسر عينهم
وقعدت افكر كيف اقنع الخياطه علشان توافق تخيطه بسرعه
وغفيت …..وقمت على صوت اخوي محمد يقرا قران عند راسي
وفتحت اعيوني وابتسمت له
قلت: محمد مابعد رحت البيت ؟؟؟ يوه وعملك ؟؟؟؟؟
مارد علي وكمل قرايه لين ختم السوره …

وهذا ابو ساره زوجي الحبيب اللي مسك يدي وقال وهو يبتسم
بحنان هاه العنود
عساك ماحسيتي بشي ….استغربت من سؤاله قلت لانا
ياخالد طيبه مافيني الا العافيه ودي اطلع الصراحه ….

قال الله يشفيك وابعد عني بسرعه لاشوف دموعه ….

وفي هاللحظه سمعنا دقات على الباب ودخلت الممرضه لتعلن
وصول الطبيب
وفي هاللحظه زوجي نقز من مكانه كانه مقروص وخرج بسرعه
واحد يبي يهرب
اما انا فرحت قلت للرضه بحماس خليه يدخل انا جاهزه
ودخل الطبيب
طبيبي يشبه اخوي محمد كثير مسلم ملتزم ملتحي ومحترم
ماذكر مره انه رفع عينه في عيني الا للضروه ….
وانا استحي منه مره
بس اثق فيه واعتبره زي اخوي ….
قال هاه كيف حالك يالعنود …
قلت الحمد لله يادكتور انا اليوم افضل يوم لي من بدايه
مرضي وابي اطلع خلاص اشتقت لبيتي
اخوي في هاللحظه طلع بسرعه وامي لحقته وتركوني الحالي مع
الطبيب والممرضه الظاهر كانوا يتوقعون انفجار لغم …

قال الطبيب بوجه جامد مافيه من الاحساس ذره وكأنه مو هو
اللي يتكلم الا كانه يحكي بلغه هو نفسه مايعرفها
قال العنود انا ابكتبلك خروج ..
ونور وجهي بابتسامه وانا ادس يديني تحت الغطوه لايشوفها
الطبيب
وكمل الطبيب كلامه بوجه جامد العنود انتي وحده مؤمنه
واكيد عارفه ان الموت حق ….

وسكت……………..تسارعت انفاسي وانا اقول ايه كمل
يادكتور

قال : حالتك ميؤس منها ….
وابطلعك علشان تقضين اخر ايامك في المكان اللي تحبينه

.
.
ورجع لصمته
.
.

وسكت …..الطبيب..

وسكت كل شي في الغرفه

بس انا ماعاد اسمع الا صوت انفاسي وصوت اكوام الامل
اللي انهدت في قلبي ……

ومن الصدمه رميت غطوتي بعيد وقمت بحماس.
وكأني ابدافع عن حياتي وكأن الطبيب هو اللي يبي يسلبها
مني

وانحنيت ولاول مره احط عيني في عين طبيبي اللي مارفعها
عن الارض
وقلت بحماس دكتور…
لاتقول كذا انا طيبه دكتور…..
وش هالاكلام …دكتور كيف الطب يعجز عن حالتي انا
…انا ..
اصلا ابوساره قال انه بيلف بي العالم كيف المرض ينتصر
على شبابي وحيوتي انا اقوى منه اكيد

قال يالعنود الموت والحياه بيد الله والطب وسيله ومادري
يمكن يبقالك ساعات او ايام او اسابيع بس حالتك يالعنود
ماعاد نقدر نسيطر عليها …..
.
وسكت ….
.
وقبل لايطلع قال وكانه يبي يخف عني وابعطيك اقوي
المهدئات ولا رح تحسين بلالم في باقي ايامك ان شاء الله…
حسيت ساعتها اني مجوفه فاضيه من الداخل حسيت الدنيا سودا
حوليني
وبدت تتضح لي صور من بعيد في مخيلتي اول صوره شفتها كانت
صوره ساره بنتي وهي تضحك وعمرها شهور …
وبعدين شفت صوره زواجي وانا لابسه ابيض وزوجي ماسك يدي
بفخر ….
وهذي امي وهذي زميلتي في المدرسه شفتها مع اني من بدايه
الصيف ماقابلتها ولاكلمتها …
وهذولا عصافير غرفه ساره ….

واخر صوره شفتها قبل لافوق كانت فستان زواج ماجد اللي
اخترته من مجله الازياء ….
حسيت باختناق وضيق…
هذا حضن امي اللي دخلت علي وضمتني وابعدها عني بقوه
وقاومت علشان اتخلص من حضنها

وسمعت صوت زوجي يكلم الطبيب عند الباب طالعت امي بعصبيه
وقلت يمه مابي اشوف خالد …
كانت رغباتي اوامر في ذيك الساعه ركضت امي وردته من عند
الباب ..

ماكنت ابي اشوفه كنت متاكده اني مارح اتحمل شوفته هو
بالذات حسيت انه بيذكرني بايام الرخا وانا الحين في شده
وينكم ياهلي بس مابي غيركم

مابكيت ولانزلت مني ولا دمعه وكأن الخبر كان فوق مستوى
البكا بالعكس تحمست وقلت يالله ابطلع …

اكملت اجراءات خروجي وقبل لاطلع جت المريضه اللي بتاخذ
غرفتي طالعت عيونها فيها بريق امل تختلف تماما عن نظرتي
انا كانت نظرتي ميته عميقه مالها لمعه …
سبحان الله للامل بريق في العيون ….

وطلعت قلت لاخوي محمد مابي بيتي ابي اروح لغرفتي قبل لا
اعرف خالد ….
وفعلا اخوي بدون اوامري كان رايح لبيت اهلي …

ونزلت ودخلت البيت بس مالقيت في استقبالي الا خواتي
الكبار والبيت كانهم اخلوه لي
هذا بيت اهلي العامر اللي الكل داخل طالع الحين هادي
كانه مقبره؟؟؟؟

رحت لغرفتي ورميت عبايتي كنت ناويه اتحمم واغير ملابسي
واستعد علشان اضم ساره لصدري بس الحين…
غيرت راي مابي اشوف ساره
مابي اشعر انها معتمده علي في شي ابي اوكل امرها لله
…..
ونعم بالله ابخليها في وداعه الرحمن ومن يحفظ الودائع
مثل الله ….

دخلت امي وهمست بصوت واطي قالت العنود وش تبين تاكلين
؟؟؟؟
قلت ولاشي …قلتها بحزم وقوه يمه مابي شي 0000000

امي اول كانت دايم تتابع اكلي وتجبرني اني اكل حتى بعد
ماتزوجت كانت تحرجني عند زوجي اللي كان يضحك من حرصها
على اكلي وكأني طفله…

بس اليوم ولاول مره احترمت رغبتي وسكت وكانها تقول ماله
داعي الاكل مادام اخرته للدو
قالت يابنيتي زوجك يبي يشوفك قلت ..
.بصوت عالي وكاني اكلمهم من العالم الاخر لا مابي اشوفه

وطلعت ورجعت مره ثانيه قالت ترى خالد يقول اذا وافقتي
تشوفينه هو ينتظر في المجلس مع اخوك ….

بس انا قررت اني ماعذب احد واني اقضي اخر اوقاتي لحالي
قلت يمه روحي ان بغيتك ناديتك …

قالت ابقعد عندك اوسع صدرك …قلت يمه ماني فاضيه وقتي
قصير

طلعت وانا اتذكر الوقت اللي كنت اضيعه في امور تافهه
مثلا مجله الازياء اللي اخترت موديل زواج ماجد منها …

جلست في المكتبه ساعتين علشان اختارها واشتريها
والحين تركتها في المستشفى ونسيت رقم الصفحه ومارح البس
الفستان ابدا…
يالله ياوقتي اثرك كنت غالي الحين عندي اشياء كثيره ابي
اسويها بس ماعرفت زي الطالب اذا اعلن المدرس انه باقيله
عشر دقايق من وقت الامتحان وهو مابعد كتب في الورقه شي
بيسلم ورقته قبل العشر الدقايق ماتنتهي لانه رح يتوه بين
الاسئله وانا هذا شعوري …

ابدا بايش ولا ايش ….

جلست افكر شوي وطلعت ورقه وقلم قلت ابكتب وصيه…….
وصيه….؟؟؟؟

زي الافلام اللي كنت اتابعها ياما سهرت اطالع ناس
(اظنهم) اردى خلق الله وهم يفتعلون حكايات تافهه مالها
بالواقع صله …

ياخساره ذاك الوقت كان ربي نازل في السماء يقول هل من
مستغفر فاغفر له …هل من داعي فاجيبه…..
ياخساره ليتني قمت وصليت ودعيت ان الله يخليني لساره
وابوها ….
ياليتني على الاقل رحت لساره وضميتها لصدري ……

وفجاه رميت الورقه والقلم وقمت …وفتحت الدولاب وطلعت
فستان حرير كان خالد يحب يشوفه علي….
…ولبسته ولبست جزمه مناسبه …

وفكيت شعري وطلعت دهن العود وحطيته على شعري وقفت قدام
المرايه وتاملت صورتي….
يالله كم باقي من الوقت ويندس هالجمال في التراب كم باقي
من الوقت وتمشي الحشرات على هالخد النظر …

كنت اعتني بجسمي حمامات زيت وكريمات واكافح التجاعيد بس
ليتني وصلت لسن التجاعيد …
خساره الوقت الممل اللي قضيته وانا اوزع شرائح الخيار
على وجهي ياخساره ليتني رحت قريت سوره من القران ولا
لعبت مع ساره حبيبتي قبل لاتفقدني
وقفت وطالعت جسمي هالجسم الممشوق بيتمد في القبر بعد
ساعات…
ياترى ضلوعي هذي بتلتقي بضمه القبر …

ياترى رقبتي اللي ياما رفعت راسي لفوق بتنحني على صدري
ولا بتغل الى رجولي ….
وتذكرت كيف اصريت اني انضم لنادي وكيف احتلت على ابوساره
واستخدمت جميع الوسائل لين سحبت منه الموافقه سحب
بالرغم من انه ماكان موافق من قلبه ..
وكان كاره ويقول هالوقت انا اولى به يالعنود .

بس لا زواج ماجد قرب وكنت ناويه اكون فتنه الحفل فيه
….والحين الله ينجيني من فتنه الممات ..
طلعت علبه مجوهراتي ومسكت خاتم كبير اشتريته ايام زواجي
كانت في الخاتم نقوش تفحصت النقش وطرا على بالي طاري
ياترى انا كنت ازكي عن هالذهب ولا ..لا.. اظن ابوساره
كان يزكي عن ذهبي اظن بس ماني متاكده
ماقد سالته ابد …..

وتفحصت النقش مره ثانيه وفركت جبهتي وانا اتسال ياتري
هالرسوم بتطبع في جبهتي واكوى بها ولا بينجيني الله .؟؟؟

تاملات غريبه طرت على بالي ….ومشى الوقت بسرعه وانا
بين ادويتي المهدئه وبين صلواتي وقراني …….
في الليلي طلعت من الغرفه ولقيت سجاده امي عند الباب…
امي مانامت تصلي وتدعي وجلست عندها والتفت علي….

نظراتها تجمع فيها حنان امهات الدنيا كلها ناضرتني نفس
نظراتها لي يوم كنت طفله ..
قالت تبين شي يابنيتي؟

قلت يمه ابي رضاك ..وانفجرت تبكي بكت …بكت….
وانا تحجرت الدموع في عيوني ولا دمعه هليتها

وانتظرت لين هدت وقالت انا راضيه عنك يابنتي ..
والله انك من بين اخوانك كلهم اقل وحده تعبتني في الحمل
والولاده والتربيه..
انا راضيه عنك يابنتي والله يرضى عنك ***** الله…

تنهدت براحه وقمت من عندها ومشيت لمحت اختي طالعه من
الغرفه اختي من اسبوع ماشفتها بس غطت وجهها بيدها وكأنها
شايفه شبح ودخلت لغرفتها بسرعه ..

ومشيت كنت ادور في البيت مثل مومياء اعدوها لتابوتها
امشي بطء كل اهل البيت سهرانين …..
وش هالليله الغريبه كل واحد ماخذ له زاويه وجالس الحاله

هالليله تشبه ليله السفر صح هي فعلا ليله سفر وتذكرت كيف
كنت اقلق في كل ليله سفر ولا انام صحيح ان سفري كان
سياحه الا اني اتقلب في فراشي وكل شوي اروح اتاكد ان
اغراضي جاهزه …

يوه اليوم سفرتي غير….. سفرتي مافيها رجعه ومفاجأه
وماني مستعده لها ابد …..
مشيت على صوت ترتيل اخوي محمد للقران كنت اتبع الصوت لين
دخلت عليه محمد اعز اخواني على قلبي…
مانسى اول ايام التزامه كيف كانوا اهلي يعلقون عليه
بحجه انه متشد ..
وكنت اشجعه اعرف ان هذا صالحه دنيا واخره وقلتله يصبر
عليهم ويحتسب وهو الربحان في الاخير ….

وفعلا بدى يجني ثمار صبره والحين الكل يثق فيه وياخذ
شوره…

جلست جنبه وهو يقرا تغيرت نبره صوته يوم دخلت وبدت
تتذب وباين كيف كان يكافح علشان يثبتها في مستوى واحد
وارتفع صوته علشان يسيطر على ضعفه
وانهى السوره والتفت علي …
قلت محمد …..وش انا مقبله عليه ….

ابتسم بحماس ودموعه تهل وقعد يحكيلي عن رحمه الله وهو
محافظ على ابتسامته الطيبه بالرغم من دموعه

وحكالي كيف ان الله رحيم بعباده وانه احن عليهم من الام
على ولدها ….

قلت محمد كيف الموت؟؟؟؟

قال ان شاء الله بيكون سهل ك…..

وقاطعته وقلت محمد وش البرزخ؟؟؟؟؟

كنت افكر بصوت عالي وابي احد يسمعني بس

قال البرزخ هي الحياه بين الدنيا والاخره و….

قلت محمد كيف بيكون حالي فيها…اذا مادعيتو لي ؟؟؟؟؟

ورفع ايدينه للسماء واجتهد بالدعا وانا طلعت من عنده
وبدون لاشعر ساقتني رجليني للمجلس كنت ابي اعرفر ابو
ساره هناك ولا راح ينام على سريره
اللي اعرف انه مايرتاح الا عليه

وجا في بالي فكره ياترى بيتزوج بعدي؟؟؟؟
اكيد انا اعرف ابو ساره مايحب الوحده …ياخساره

دخلت المجلس ورفع راسه لي تمنيت اني مالقيته …..
وتراجعت وناداني قال العنود تعالي ياحبي الاول والاخير

وبكى ساعتها بس بكيت…
انا كنت عارفه اني مارح اتحمل شوفته هو بالذات ….
قلت مالك عندي شي ياخالد خلاص الموت بيخطفني منك اليوم

يمكن اشوفك في الجنه كاننا من اهلها ان شاء الله

قال ان شاء الله انك من اهلها انا راضي عنك ياساره ومن
مات وزوجها عنها راض دخلت الجنه …..
قلت بس انا كنت مقصره معك كثير ..

قال بالعكس حياتي معك كانت حلم جميل ماتمنيت اني افيق
منه يالعنود …
كلشي معك كان له طعم حتى زعلك ودموعك وغضبك كنت في جنه
يالعنود وكنت متاكد انها مارح تستمر السعاده اللي كنت
فيها….

وقام وقف ورفع يده بحماس وقال العنود والله
مانساك….
وحرك يده بقوه وصرخ:
والله العظيم ماتغيبين عن بالي….
وهو يحلف انا كنت اتخيله وهو ماسك يد عروسه الجديده
ويطالعها بفرح وهي تبادله النظرات …

خساره كان زوج نموذجي وكنت احبه خساره الله يخلفه علي
….

وقمت طلعت وكملت رحلتي الكئيبه…
هالمره وقفت عند الباب اللي ساره تنام وراه وقفت وانا
احاول ابلع عبرتي

ترددت ادخل ولا لا …
ساره كانت متعلقه فيني كثير اول ايام مرضي كانت تبكي طول
الليل تبيني
بس في الاخير رضخت للظروف وتعلمت كيف تنام بعيد عن حضني

حاولت اني مادخل علشان خاطرها ليش اقلب مواجعها بس حسيت
اني اذا ماشفتها بتتحول اخر ساعاتي الى ثواني

ولاول مره اتصرف بانانيه وافتح الباب وادخل كانت اختي
نوره تنام جنبها على الارض….
وجلست وانحنيت على ساره وشميتها ….
ياحبيبتي ياساره….

وحست اختي نوره فيني وقامت مرتاعه وقالت: العنود؟؟؟

نوره ماشفتها من كم اسبوع بس ماسلمت عليها…
كنت اودع العالم وماني فاضيه اسلم قلت نوره انا ابنام
جنب ساره اليوم
وابعدت وهي متردده …
وتمدت جنب ساره وضميتها وبكيت
والتفت على نوره قلت نوره تراني كان ودي اشوف ساره وهي
تكبر كنت اتمنى اشوفها عروس

قوليلها في يوم زواجها يانوره …. الله يخليك

كنت ابيهم يذكروني ويترحمون علي بس في ذاك اليوم ولاّ
ساره ماظن انها بتهل دمعتها علي لانها ماعرفتني زين…

تذكرت حديث الرسول بما معنى حديثه عليه الصلاة والسلام ان الابن الصالح ينفع والدينه…

والتفت على ساره ودي اصب عليها التربيه كلها في ذيك
الساعه كنت ابيها تطلع صالحه…..
وتمدت جنبها ومادري كم من الوقت مر …..
ولاول مره اسمع صوت اذان الفجر ولاقدر اتحرك …

احس رجولي مكبله كاني في كابوس
عيني ثابته على سقف الغرفه …..
حاولت اتحرك ماقدرت وصورة ساره في عيوني وهي نايمه كنت
ابي اضمها ثانيه ماشبعت منها
اغيب عن الوعي واصحى ثانيه شفت العالم يصرخون حوليني
غرفه بنتي الهاديه امتلت بالناس

اللي يبكون هذي امي وهذا اخوي محمد وهذا زوجي وهذا واحد
ماعرفه اظنه طبيب جسمي الغض كان متشنج
والتفت سيقاني بعض
كنت ابي ابكي استغيث بس ماقدر اتحرك قلبني الطبيب يمين
ويسار كني خرقه بين يديه

وكلم اهلي وسمعت صوت بكا شديد …
واخر شي تذكرته كان …ابيات شعريه ماحفظها زين تقول
ولدتك امك يابن ادم باكيا
………………والناس حولك يضحكون سرورا
فاعمل ان تكون اذا بكوا
………………في يوم موتك ضاحكا مسرورا.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

وهنا حسيت بقبله رطبه على خدي….
وفتحت عيوني لقيت وجه قريب من وجهي وابتسامه هبلى …
ساره…هذي ساره بنتي ضميتها وبكيت….بكيت ….
وش صار وين انا فيه ؟؟؟
وسمعت صوت خالد من دوره المياه وهو يغسل ويقول :العنود
وش فيك رجعتلك كوابيسك مره ثانيه؟؟
تعوذي من الشيطان وقومي يالله انا الغيت كل مواعيدي
علشان اوديك للخياطه …
وحمدت الله ان هذا كان تخيلات واني الى الان اقدر اضم ساره

قلت لا مابي اروح للخياطه مابي اتركم ياخالد طلع من
دوره المياه وهو مبتسم بتعجب وقال وزواج ماجد ؟؟؟؟

قلت عندي فستان عادي ابلبسه…..وابتسم وكانه مو مصدق
كلامي وفتحت الشباك وشفت العصافير ..واستنشقت هواء نقي
وحمدت الله ان ذيك الليله الرهيبه كانت مجرد حلم ……
بس حلم ممكن يصير من يضمن حياته ؟؟؟
وقررت اني استعد لها من اليوم……
مثل ماقال الشاعر ….
لولا الهرم و الفقر و الثالث الموت … يا
الادمى بالكون ياعظم شانك
سخّرت ذرات الهوا تفهم الصوت … وخليتها اطوع من تحرك بنانك
جماد تكلمها وهي وسط تابوت … تاخذ و تعطي ما صدر من بيانك
وعزمت من فوق القمر تبني بيوت … من يقهرك لوهو طويل زمانك
لولا الثلاث وشان من قدر الفوت … نفذت كل اللي يقوله لسانك******
اللهم يارب أحسن خاتمتنا واقبضنا اليك في احسن صورة انت ترغبها لعبادك يارب العالمين

يسلموؤوؤوؤ
يسلمو على القصه لكن احس ان القصه متلغبطه والاحداث تنعاد و… مش عارفه حاسه اني ما فهمت القصه!! 🙁
مشكورة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.