ﻗﺼﺔ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺻﺎﻟﺢ ﻋﻠﻴﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ
ﺃﺭﺳﻠﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﻗﻮﻡ ﺛﻤﻮﺩ ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻗﻮﻣﺎ
ﺟﺎﺣﺪﻳﻦ ﺁﺗﺎﻫﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﺯﻗﺎ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ
ﻋﺼﻮﺍ ﺭﺑﻬﻢ ﻭﻋﺒﺪﻭﺍ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ ﻭﺗﻔﺎﺧﺮﻭﺍ
ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺑﻘﻮﺗﻬﻢ ﻓﺒﻌﺚ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺻﺎﻟﺤﺎ
ﻣﺒﺸﺮﺍ ﻭﻣﻨﺬﺭﺍ ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﻛﺬﺑﻮﻩ ﻭﻋﺼﻮﻩ
ﻭﻃﺎﻟﺒﻮﻩ ﺑﺄﻥ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﺂﻳﺔ ﻟﻴﺼﺪﻗﻮﻩ
ﻓﺄﺗﺎﻫﻢ ﺑﺎﻟﻨﺎﻗﺔ ﻭﺃﻣﺮﻫﻢ ﺃﻥ ﻻ ﻳﺆﺫﻭﻫﺎ
ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﺃﺻﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﻛﺒﺮﻫﻢ ﻓﻌﻘﺮﻭﺍ
ﺍﻟﻨﺎﻗﺔ ﻭﻋﺎﻗﺒﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺼﺎﻋﻘﺔ
ﻓﺼﻌﻘﻮﺍ ﺟﺰﺍﺀ ﻟﻔﻌﻠﺘﻬﻢ ﻭﻧﺠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﺻﺎﻟﺤﺎ ﻭﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ .
ﺍﻟﻤﺴﻴﺮﺓ
ﺳﻴﺮﺗﻪ :
ﺇﺭﺳﺎﻝ ﺻﺎﻟﺢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻟﺜﻤﻮﺩ :
ﺟﺎﺀ ﻗﻮﻡ ﺛﻤﻮﺩ ﺑﻌﺪ ﻗﻮﻡ ﻋﺎﺩ ، ﻭﺗﻜﺮﺭﺕ
ﻗﺼﺔ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻣﻊ ﺛﻤﻮﺩ .
ﻛﺎﻧﺖ ﺛﻤﻮﺩ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺗﻌﺒﺪ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ ﻫﻲ
ﺍﻷﺧﺮﻯ ، ﻓﺄﺭﺳﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﻴﺪﻧﺎ " ﺻﺎﻟﺤﺎ "
ﺇﻟﻴﻬﻢ .. ﻭﻗﺎﻝ ﺻﺎﻟﺢ ﻟﻘﻮﻣﻪ ) : ﻳَﺎ ﻗَﻮْﻡِ
ﺍﻋْﺒُﺪُﻭﺍْ ﺍﻟﻠّﻪَ ﻣَﺎ ﻟَﻜُﻢ ﻣِّﻦْ ﺇِﻟَـﻪٍ ﻏَﻴْﺮُﻩُ (
ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮﻟﻬﺎ ﻛﻞ ﻧﺒﻲ .. ﻻ
ﺗﺘﺒﺪﻝ ﻭﻻ ﺗﺘﻐﻴﺮ ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻖ ﻻ
ﻳﺘﺒﺪﻝ ﻭﻻ ﻳﺘﻐﻴﺮ .
ﻓﻮﺟﺊ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ﻣﻦ ﻗﻮﻡ ﺻﺎﻟﺢ ﺑﻤﺎ
ﻳﻘﻮﻟﻪ .. ﺇﻧﻪ ﻳﺘﻬﻢ ﺁﻟﻬﺘﻬﻢ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺑﻼ ﻗﻴﻤﺔ ،
ﻭﻫﻮ ﻳﻨﻬﺎﻫﻢ ﻋﻦ ﻋﺒﺎﺩﺗﻬﺎ ﻭﻳﺄﻣﺮﻫﻢ
ﺑﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ . ﻭﺃﺣﺪﺛﺖ ﺩﻋﻮﺗﻪ
ﻫﺰﺓ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ .. ﻭﻛﺎﻥ
ﺻﺎﻟﺢ ﻣﻌﺮﻭﻓﺎ ﺑﺎﻟﺤﻜﻤﺔ ﻭﺍﻟﻨﻘﺎﺀ
ﻭﺍﻟﺨﻴﺮ . ﻛﺎﻥ ﻗﻮﻣﻪ ﻳﺤﺘﺮﻣﻮﻧﻪ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ
ﻳﻮﺣﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻳﺮﺳﻠﻪ ﺑﺎﻟﺪﻋﻮﺓ
ﺇﻟﻴﻬﻢ .. ﻭﻗﺎﻝ ﻗﻮﻡ ﺻﺎﻟﺢ ﻟﻪ :
ﻗَﺎﻟُﻮﺍْ ﻳَﺎ ﺻَﺎﻟِﺢُ ﻗَﺪْ ﻛُﻨﺖَ ﻓِﻴﻨَﺎ ﻣَﺮْﺟُﻮًّﺍ ﻗَﺒْﻞَ
ﻫَـﺬَﺍ ﺃَﺗَﻨْﻬَﺎﻧَﺎ ﺃَﻥ ﻧَّﻌْﺒُﺪَ ﻣَﺎ ﻳَﻌْﺒُﺪُ ﺁﺑَﺎﺅُﻧَﺎ ﻭَﺇِﻧَّﻨَﺎ
ﻟَﻔِﻲ ﺷَﻚٍّ ﻣِّﻤَّﺎ ﺗَﺪْﻋُﻮﻧَﺎ ﺇِﻟَﻴْﻪِ ﻣُﺮِﻳﺐٍ (62)
) ﻫﻮﺩ (
ﺗﺄﻣﻞ ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﻗﻮﻡ
ﺻﺎﻟﺢ . ﺇﻧﻬﻢ ﻳﺪﻟﻔﻮﻥ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ
ﺷﺨﺼﻲ ﺑﺤﺖ . ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻟﻨﺎ ﺭﺟﺎﺀ ﻓﻴﻚ .
ﻛﻨﺖ ﻣﺮﺟﻮﺍ ﻓﻴﻨﺎ ﻟﻌﻠﻤﻚ ﻭﻋﻘﻠﻚ
ﻭﺻﺪﻗﻚ ﻭﺣﺴﻦ ﺗﺪﺑﻴﺮﻙ ، ﺛﻢ ﺧﺎﺏ
ﺭﺟﺎﺅﻧﺎ ﻓﻴﻚ .. ﺃﺗﻨﻬﺎﻧﺎ ﺃﻥ ﻧﻌﺒﺪ ﻣﺎ ﻳﻌﺒﺪ
ﺁﺑﺎﺅﻧﺎ؟ ! ﻳﺎ ﻟﻠﻜﺎﺭﺛﺔ .. ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻳﺎ ﺻﺎﻟﺢ
ﺇﻻ ﻫﺬﺍ . ﻣﺎ ﻛﻨﺎ ﻧﺘﻮﻗﻊ ﻣﻨﻚ ﺃﻥ ﺗﻌﻴﺐ
ﺁﻟﻬﺘﻨﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺟﺪﻧﺎ ﺁﺑﺎﺋﻨﺎ ﻋﺎﻛﻔﻴﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ ..
ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻳﻌﺠﺐ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻣﻤﺎ ﻳﺪﻋﻮﻫﻢ
ﺇﻟﻴﻪ . ﻭﻳﺴﺘﻨﻜﺮﻭﻥ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻭﺍﺟﺐ ﻭﺣﻖ ،
ﻭﻳﺪﻫﺸﻮﻥ ﺃﻥ ﻳﺪﻋﻮﻫﻢ ﺃﺧﻮﻫﻢ ﺻﺎﻟﺢ
ﺇﻟﻰ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ . ﻟﻤﺎﺫﺍ؟ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ
ﺫﻟﻚ ﻛﻠﻪ ﺇﻻ ﻷﻥ ﺁﺑﺎﺋﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﺒﺪﻭﻥ
ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻟﻬﺔ .
ﻣﻌﺠﺰﺓ ﺻﺎﻟﺢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ :
ﻭﺭﻏﻢ ﻧﺼﺎﻋﺔ ﺩﻋﻮﺓ ﺻﺎﻟﺢ ﻋﻠﻴﻪ
ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ، ﻓﻘﺪ ﺑﺪﺍ ﻭﺍﺿﺤﺎ ﺃﻥ
ﻗﻮﻣﻪ ﻟﻦ ﻳﺼﺪﻗﻮﻧﻪ . ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺸﻜﻮﻥ ﻓﻲ
ﺩﻋﻮﺗﻪ ، ﻭﺍﻋﺘﻘﺪﻭﺍ ﺃﻧﻪ ﻣﺴﺤﻮﺭ ،
ﻭﻃﺎﻟﺒﻮﻩ ﺑﻤﻌﺠﺰﺓ ﺗﺜﺒﺖ ﺃﻧﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﻣﻦ
ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻴﻬﻢ . ﻭﺷﺎﺀﺕ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ
ﺗﺴﺘﺠﻴﺐ ﻟﻄﻠﺒﻬﻢ . ﻭﻛﺎﻥ ﻗﻮﻡ ﺛﻤﻮﺩ
ﻳﻨﺤﺘﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﺑﻴﻮﺗﺎ ﻋﻈﻴﻤﺔ .
ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻮﻥ ﺍﻟﺼﺨﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ،
ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﺃﻗﻮﻳﺎﺀ ﻗﺪ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ
ﺭﺯﻗﻬﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ . ﺟﺎﺀﻭﺍ ﺑﻌﺪ ﻗﻮﻡ
ﻋﺎﺩ ﻓﺴﻜﻨﻮﺍ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﺘﻲ
ﺍﺳﺘﻌﻤﺮﻭﻫﺎ .
ﻗﺎﻝ ﺻﺎﻟﺢ ﻟﻘﻮﻣﻪ ﺣﻴﻦ ﻃﺎﻟﺒﻮﻩ
ﺑﻤﻌﺠﺰﺓ ﻟﻴﺼﺪﻗﻮﻩ :
ﻭَﻳَﺎ ﻗَﻮْﻡِ ﻫَـﺬِﻩِ ﻧَﺎﻗَﺔُ ﺍﻟﻠّﻪِ ﻟَﻜُﻢْ ﺁﻳَﺔً
ﻓَﺬَﺭُﻭﻫَﺎ ﺗَﺄْﻛُﻞْ ﻓِﻲ ﺃَﺭْﺽِ ﺍﻟﻠّﻪِ ﻭَﻻَ
ﺗَﻤَﺴُّﻮﻫَﺎ ﺑِﺴُﻮﺀٍ ﻓَﻴَﺄْﺧُﺬَﻛُﻢْ ﻋَﺬَﺍﺏٌ ﻗَﺮِﻳﺐٌ
) (64) ﻫﻮﺩ (
ﻭﺍﻵﻳﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﻌﺠﺰﺓ ، ﻭﻳﻘﺎﻝ ﺇﻥ ﺍﻟﻨﺎﻗﺔ
ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻌﺠﺰﺓ ﻷﻥ ﺻﺨﺮﺓ ﺑﺎﻟﺠﺒﻞ
ﺍﻧﺸﻘﺖ ﻳﻮﻣﺎ ﻭﺧﺮﺟﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﻗﺔ ..
ﻭﻟﺪﺕ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ
ﻟﻠﻮﻻﺩﺓ . ﻭﻳﻘﺎﻝ ﺇﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻌﺠﺰﺓ ﻷﻧﻬﺎ
ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺸﺮﺏ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻲ
ﺍﻵﺑﺎﺭ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻓﻼ ﺗﻘﺘﺮﺏ ﺑﻘﻴﺔ
ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ،
ﻭﻗﻴﻞ ﺇﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻌﺠﺰﺓ ﻷﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺪﺭ
ﻟﺒﻨﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻟﺸﺮﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻓﻲ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺸﺮﺏ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻓﻼ
ﻳﺒﻘﻰ ﺷﻲﺀ ﻟﻠﻨﺎﺱ . ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺎﻗﺔ
ﻣﻌﺠﺰﺓ ، ﻭﺻﻔﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ
ﺑﻘﻮﻟﻪ ) : ﻧَﺎﻗَﺔُ ﺍﻟﻠّﻪِ ( ﺃﺿﺎﻓﻬﺎ ﻟﻨﻔﺴﻪ
ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻧﺎﻗﺔ ﻋﺎﺩﻳﺔ
ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﻣﻌﺠﺰﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ .
ﻭﺃﺻﺪﺭ
ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻣﺮﻩ ﺇﻟﻰ ﺻﺎﻟﺢ ﺃﻥ ﻳﺄﻣﺮ ﻗﻮﻣﻪ
ﺑﻌﺪﻡ ﺍﻟﻤﺴﺎﺱ ﺑﺎﻟﻨﺎﻗﺔ ﺃﻭ ﺇﻳﺬﺍﺋﻬﺎ ﺃﻭ
ﻗﺘﻠﻬﺎ ، ﺃﻣﺮﻫﻢ ﺃﻥ ﻳﺘﺮﻛﻮﻫﺎ ﺗﺄﻛﻞ ﻓﻲ
ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﺃﻻ ﻳﻤﺴﻮﻫﺎ ﺑﺴﻮﺀ ،
ﻭﺣﺬﺭﻫﻢ ﺃﻧﻬﻢ ﺇﺫﺍ ﻣﺪﻭﺍ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ ﺑﺎﻷﺫﻯ
ﻟﻠﻨﺎﻗﺔ ﻓﺴﻮﻑ ﻳﺄﺧﺬﻫﻢ ﻋﺬﺍﺏ ﻗﺮﻳﺐ .
ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﺗﻌﺎﻇﻤﺖ ﺩﻫﺸﺔ ﺛﻤﻮﺩ
ﺣﻴﻦ ﻭﻟﺪﺕ ﺍﻟﻨﺎﻗﺔ ﻣﻦ ﺻﺨﻮﺭ ﺍﻟﺠﺒﻞ ..
ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺎﻗﺔ ﻣﺒﺎﺭﻛﺔ . ﻛﺎﻥ ﻟﺒﻨﻬﺎ ﻳﻜﻔﻲ
ﺁﻻﻑ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻷﻃﻔﺎﻝ . ﻛﺎﻥ
ﻭﺍﺿﺤﺎ ﺇﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺠﺮﺩ ﻧﺎﻗﺔ ﻋﺎﺩﻳﺔ ،
ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﺁﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ . ﻭﻋﺎﺷﺖ ﺍﻟﻨﺎﻗﺔ
ﺑﻴﻦ ﻗﻮﻡ ﺻﺎﻟﺢ ، ﺁﻣﻦ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺁﻣﻦ
ﻭﺑﻘﻲ ﺃﻏﻠﺒﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻨﺎﺩ ﻭﺍﻟﻜﻔﺮ .
ﻭﺫﻟﻚ ﻷﻥ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻄﻠﺒﻮﻥ ﻣﻦ
ﻧﺒﻴﻬﻢ ﺁﻳﺔ ، ﻟﻴﺲ ﻷﻧﻬﻢ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺍﻟﺘﺄﻛﺪ
ﻣﻦ ﺻﺪﻗﻪ ﻭﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﻪ ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻟﺘﺤﺪﻳﻪ
ﻭﺇﻇﻬﺎﺭ ﻋﺠﺰﻩ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺒﺸﺮ . ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻠﻪ
ﻛﺎﻥ ﻳﺨﺬﻟﻬﻢ ﺑﺘﺄﻳﻴﺪ ﺃﻧﺒﻴﺎﺀﻩ ﺑﻤﻌﺠﺰﺍﺕ
ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻩ .
ﻛﺎﻥ ﺻﺎﻟﺢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ
ﻳﺤﺪﺙ ﻗﻮﻣﻪ ﺑﺮﻓﻖ ﻭﺣﺐ ، ﻭﻫﻮ
ﻳﺪﻋﻮﻫﻢ ﺇﻟﻰ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ ،
ﻭﻳﻨﺒﻬﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺪ ﺃﺧﺮﺝ ﻟﻬﻢ
ﻣﻌﺠﺰﺓ ﻫﻲ ﺍﻟﻨﺎﻗﺔ ، ﺩﻟﻴﻼ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﻗﻪ
ﻭﺑﻴﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺩﻋﻮﺗﻪ . ﻭﻫﻮ ﻳﺮﺟﻮ ﻣﻨﻬﻢ
ﺃﻥ ﻳﺘﺮﻛﻮﺍ ﺍﻟﻨﺎﻗﺔ ﺗﺄﻛﻞ ﻓﻲ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻠﻪ ،
ﻭﻛﻞ ﺍﻷﺭﺽ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻠﻪ . ﻭﻫﻮ ﻳﺤﺬﺭﻫﻢ
ﺃﻥ ﻳﻤﺴﻮﻫﺎ ﺑﺴﻮﺀ ﺧﺸﻴﺔ ﻭﻗﻮﻉ ﻋﺬﺍﺏ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ . ﻛﻤﺎ ﺫﻛﺮﻫﻢ ﺑﺈﻧﻌﺎﻡ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻬﻢ : ﺑﺄﻧﻪ ﺟﻌﻠﻬﻢ ﺧﻠﻔﺎﺀ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ
ﻗﻮﻡ ﻋﺎﺩ .. ﻭﺃﻧﻌﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺎﻟﻘﺼﻮﺭ
ﻭﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﺍﻟﻤﻨﺤﻮﺗﺔ ﻭﺍﻟﻨﻌﻴﻢ ﻭﺍﻟﺮﺯﻕ
ﻭﺍﻟﻘﻮﺓ . ﻟﻜﻦ ﻗﻮﻣﻪ ﺗﺠﺎﻭﺯﻭﺍ ﻛﻠﻤﺎﺗﻪ
ﻭﺗﺮﻛﻮﻩ ، ﻭﺍﺗﺠﻬﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ
ﺑﺼﺎﻟﺢ .
ﻳﺴﺄﻟﻮﻧﻬﻢ ﺳﺆﺍﻝ ﺍﺳﺘﺨﻔﺎﻑ ﻭﺯﺭﺍﻳﺔ :
ﺃَﺗَﻌْﻠَﻤُﻮﻥَ ﺃَﻥَّ ﺻَﺎﻟِﺤًﺎ ﻣُّﺮْﺳَﻞٌ ﻣِّﻦ ﺭَّﺑِّﻪِ !؟
ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﻔﺌﺔ ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺁﻣﻨﺖ
ﺑﺼﺎﻟﺢ : ﺇِﻧَّﺎ ﺑِﻤَﺎ ﺃُﺭْﺳِﻞَ ﺑِﻪِ ﻣُﺆْﻣِﻨُﻮﻥَ
ﻓﺄﺧﺬﺕ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﻔﺮﻭﺍ ﺍﻟﻌﺰﺓ ﺑﺎﻹﺛﻢ ..
ﻗَﺎﻝَ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺍﺳْﺘَﻜْﺒَﺮُﻭﺍْ ﺇِﻧَّﺎ ﺑِﺎﻟَّﺬِﻱَ ﺁﻣَﻨﺘُﻢْ ﺑِﻪِ
ﻛَﺎﻓِﺮُﻭﻥَ . ﻫﻜﺬﺍ ﺑﺎﺣﺘﻘﺎﺭ ﻭﺍﺳﺘﻌﻼﺀ
ﻭﻏﻀﺐ .
ﺗﺂﻣﺮ ﺍﻟﻤﻸ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﻗﺔ :
ﻭﺗﺤﻮﻟﺖ ﺍﻟﻜﺮﺍﻫﻴﺔ ﻋﻦ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺻﺎﻟﺢ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﻗﺔ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻛﺔ . ﺗﺮﻛﺰﺕ ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﺍﻟﻜﺮﺍﻫﻴﺔ ، ﻭﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﻤﺆﺍﻣﺮﺓ ﺗﻨﺴﺞ
ﺧﻴﻮﻃﻬﺎ ﺿﺪ ﺍﻟﻨﺎﻗﺔ . ﻛﺮﻩ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻭﻥ
ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ، ﻭﺩﺑﺮﻭﺍ ﻓﻲ
ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺃﻣﺮﺍ .
ﻭﻓﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ، ﺍﻧﻌﻘﺪﺕ ﺟﻠﺴﺔ
ﻟﻜﺒﺎﺭ ﺍﻟﻘﻮﻡ ، ﻭﻗﺪ ﺃﺻﺒﺢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺄﻟﻮﻑ
ﺃﻥ ﻧﺮﻯ ﺃﻥ ﻓﻲ ﻗﺼﺺ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺘﺪﺍﺑﻴﺮ ﻟﻠﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺃﻭ
ﻣﻌﺠﺰﺍﺗﻪ ﺃﻭ ﺩﻋﻮﺗﻪ ﺗﺄﺗﻲ ﻣﻦ ﺭﺅﺳﺎﺀ
ﺍﻟﻘﻮﻡ ، ﻓﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺨﺎﻓﻮﻥ ﻋﻠﻰ
ﻣﺼﺎﻟﺤﻬﻢ ﺇﻥ ﺗﺤﻮﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻠﺘﻮﺣﻴﺪ ،
ﻭﻣﻦ ﺧﺸﻴﺘﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺧﺸﻴﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ .
يتبع … في الاسفل
ﻳﺠﺐ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻪ ﻹﻧﻬﺎﺀ ﺩﻋﻮﺓ ﺻﺎﻟﺢ .
ﻓﺄﺷﺎﺭ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﻘﺘﻞ ﺍﻟﻨﺎﻗﺔ
ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﻗﺘﻞ ﺻﺎﻟﺢ ﻧﻔﺴﻪ .
ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺳﻼﺡ ﺍﻟﻈﻠﻤﺔ ﻭﺍﻟﻜﻔﺮﺓ ﻓﻲ
ﻛﻞ ﺯﻣﺎﻥ ﻭﻣﻜﺎﻥ ، ﻳﻌﻤﺪﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻮﺓ
ﻭﺍﻟﺴﻼﺡ ﺑﺪﻝ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﻭﺍﻟﻨﻘﺎﺵ ﺑﺎﻟﺤﺠﺞ
ﻭﺍﻟﺒﺮﺍﻫﻴﻦ . ﻷﻧﻬﻢ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻖ
ﻳﻌﻠﻮﺍ ﻭﻻ ﻳﻌﻠﻰ ﻋﻠﻴﻪ ، ﻭﻣﻬﻤﺎ ﺍﻣﺘﺪ ﺑﻬﻢ
ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺳﻴﻈﻬﺮ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﻳﺒﻄﻞ ﻛﻞ
ﺣﺠﺠﻬﻢ . ﻭﻫﻢ ﻻ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺼﻠﻮﺍ
ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ، ﻭﻗﺮﺭﻭﺍ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺤﻖ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻯ ﺷﻮﻛﺘﻪ .
ﻟﻜﻦ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻗﺎﻝ : ﺣﺬﺭﻧﺎ ﺻﺎﻟﺢ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﺴﺎﺱ ﺑﺎﻟﻨﺎﻗﺔ ، ﻭﻫﺪﺩﻧﺎ ﺑﺎﻟﻌﺬﺍﺏ
ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ . ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺳﺮﻳﻌﺎ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ
ﻳﺆﺛﺮ ﻛﻼﻡ ﻣﻦ ﺳﺒﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻮﻝ
ﺍﻟﻘﻮﻡ : ﺃﻋﺮﻑ ﻣﻦ ﻳﺠﺮﺃ ﻋﻠﻰ ﻗﺘﻞ
ﺍﻟﻨﺎﻗﺔ . ﻭﻭﻗﻊ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺗﺴﻌﺔ ﻣﻦ
ﺟﺒﺎﺑﺮﺓ ﺍﻟﻘﻮﻡ . ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﺭﺟﺎﻻ ﻳﻌﻴﺜﻮﻥ
ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ، ﺍﻟﻮﻳﻞ ﻟﻤﻦ
ﻳﻌﺘﺮﺿﻬﻢ .
ﻫﺆﻻﺀ ﻫﻢ ﺃﺩﺍﺓ ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ . ﺍﺗﻔﻖ ﻋﻠﻰ
ﻣﻮﻋﺪ ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﻭﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ .
ﻭﻓﻲ
ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﺤﺪﺩﺓ . ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻨﺎﻗﺔ
ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻛﺔ ﺗﻨﺎﻡ ﻓﻲ ﺳﻼﻡ . ﺍﻧﺘﻬﻰ
ﺍﻟﻤﺠﺮﻣﻮﻥ ﺍﻟﺘﺴﻌﺔ ﻣﻦ ﺇﻋﺪﺍﺩ
ﺃﺳﻠﺤﺘﻬﻢ ﻭﺳﻴﻮﻓﻬﻢ ﻭﺳﻬﺎﻣﻬﻢ ،
ﻻﺭﺗﻜﺎﺏ ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ . ﻫﺠﻢ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻨﺎﻗﺔ ﻓﻨﻬﻀﺖ ﺍﻟﻨﺎﻗﺔ ﻣﻔﺰﻭﻋﺔ . ﺍﻣﺘﺪﺕ
ﺍﻷﻳﺪﻱ ﺍﻵﺛﻤﺔ ﺍﻟﻘﺎﺗﻠﺔ ﺇﻟﻴﻬﺎ . ﻭﺳﺎﻟﺖ
ﺩﻣﺎﺋﻬﺎ .
ﻫﻼﻙ ﺛﻤﻮﺩ :
ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﺎﻟﺢ ﺑﻤﺎ ﺣﺪﺙ ﻓﺨﺮﺝ
ﻏﺎﺿﺒﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻣﻪ . ﻗﺎﻝ ﻟﻬﻢ : ﺃﻟﻢ
ﺃﺣﺬﺭﻛﻢ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﻤﺴﻮﺍ ﺍﻟﻨﺎﻗﺔ؟
ﻗﺎﻟﻮﺍ : ﻗﺘﻠﻨﺎﻫﺎ ﻓﺄﺗﻨﺎ ﺑﺎﻟﻌﺬﺍﺏ
ﻭﺍﺳﺘﻌﺠﻠﻪ .. ﺃﻟﻢ ﺗﻘﻞ ﺃﻧﻚ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ؟
ﻗﺎﻝ ﺻﺎﻟﺢ ﻟﻘﻮﻣﻪ : ﺗَﻤَﺘَّﻌُﻮﺍْ ﻓِﻲ ﺩَﺍﺭِﻛُﻢْ
ﺛَﻼَﺛَﺔَ ﺃَﻳَّﺎﻡٍ ﺫَﻟِﻚَ ﻭَﻋْﺪٌ ﻏَﻴْﺮُ ﻣَﻜْﺬُﻭﺏٍ
ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻏﺎﺩﺭ ﺻﺎﻟﺢ ﻗﻮﻣﻪ . ﺗﺮﻛﻬﻢ
ﻭﻣﻀﻰ . ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﻭﻋﺪﻩ ﺍﻟﻠﻪ
ﺑﻬﻼﻛﻬﻢ ﺑﻌﺪ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ .
ﻭﻣﺮﺕ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ ﻣﻦ
ﻗﻮﻡ ﺻﺎﻟﺢ ﻭﻫﻢ ﻳﻬﺰﺀﻭﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ
ﻭﻳﻨﺘﻈﺮﻭﻥ ، ﻭﻓﻲ ﻓﺠﺮ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ :
ﺍﻧﺸﻘﺖ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻋﻦ ﺻﻴﺤﺔ ﺟﺒﺎﺭﺓ
ﻭﺍﺣﺪﺓ . ﺍﻧﻘﻀﺖ ﺍﻟﺼﻴﺤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ
ﻓﻬﻠﻚ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺣﻲ . ﻫﻲ ﺻﺮﺧﺔ
ﻭﺍﺣﺪﺓ .. ﻟﻢ ﻳﻜﺪ ﺃﻭﻟﻬﺎ ﻳﺒﺪﺃ ﻭﺁﺧﺮﻫﺎ
ﻳﺠﻲﺀ ﺣﺘﻰ ﻛﺎﻥ ﻛﻔﺎﺭ ﻗﻮﻡ ﺻﺎﻟﺢ ﻗﺪ
ﺻﻌﻘﻮﺍ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﺻﻌﻘﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ
لامانة منقول
لاتنسونا بصالح الدعاء
اللهم اعتق كاتبها وناشرها وقاريها ولمن وهبت من اجله من النار
يارب يارب احفظ عمي خالد وابنته وادخلهم جنتك وارزقهم ولاتبعد بيني وبينهم ولاتقبض روحهم الا وانت راضي عنهم وحقق امانيهم …امين … اسالك بالله تقول امين