الحمدلله الذي من على المسلمين بقتح أعمال الخير أمامهم وجعل لهم من القرب ما يستمر ثوابها ولا ينقطع بالموت رفعه في درجاتهم فله الفضل والمنة والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين الذي ما من خير إلا دل أمته عليهى وما من شر إلا حذرهم منه نبينا وإمامنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
ففي موضوعي هذا سوف أتكلم عن فضل شهر الله المحرم ويوم عاشوراء في نقاط أسأل الله السداد
أولا:فضل الإكثار من صيام التطوع في شهر محرم
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل)صحيح مسلم 1163(202))
فمما يسن صيامه شهر المحرم وهو الذي يلي شهر ذي الحجة وهو الذي جعله الخليفة الراشد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أول شهور السنة وصومه أفضل الصيام بعد رمضان (الشرح الممتع على زاد المستقنع: (6/468-469) والظاهر أن المراد جميع شهر المحرم (مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح
(4/467)) ولكن حيث ورد أنه صلى الله عليه وسلم لم يصم شهرا كاملا إلا رمضان
ثانيا:فضل صيام يوم عاشوراء
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال (ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء وهذا الشهر يعني شهر رمضان) صحيح البخاري (2017)ومعنى يتحرى أي يقصد صومه لتحصيل ثوابه والرغبة فيه (فتح الباري: (4/292))
ثالثا:استحباب صيام يوم التاسع مع عاشوراء
عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال (حين صام رسول الله صلى الله عليه ويلم يوم عاشوراء وأمر بصيامه قالوا يا رسول الله إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا التاسع قال فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم )صحيح مسلم(1134(1133)))
قال الشافعي وأصحابه وأحمد وإسحاق وآخرون يستحب صوم التاسع والعاشر جيعا لأن النبي صلى الله عليه وسلم صام العاشر ونوى التاسع مع العاشر ألا يتشبه باليهود في إفراد العاشر وفي الحديث إشارة إلى هذا(شرح صحيح مسلم(4/267-268))
وختاما الحمدلله على كل حال والصلاة والسلام على أفضل صادق في الأقوال والأفعال سيدنا محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بديع الجمال رفيع الجلال وعى آله واصحابه وعلى سائر العلماء والمجتهدين وعلى تابعيهم بإحسان غلى يوم الدين وعلى أشياخنا هداة الطالبين والحمدلله رب العالمين
على الموضوع .