أحسست بالاختناق
أردت أن أستبدل هذه السماء
بسماء حقيقية..شفافة..صافية
بسماء أرى انعكاس البحر فيها
أرى خيوط الشمس فيها
بسماء يختلف ليلها عن نهارها
تتباهى نجومها .. و يبتسم قمرها
بعيدا عن كل هذه الذرات الجاثمة هنا
لا تفرق بين اليوم و الأمس
لا يختلف غدها عن الذي قبله
تشكو أقدام المارة .. دون أن تفكر لماذا؟!
سئمت
نعم سئمت هذه الظلمات
فأنا خلقت في الضياء .. و حولي نسمات الحياة
سأرتفع عن ها هنا
ها هي ملامح البحار .. و ظلال صنعتها الأنوار
سأرتفع أكثر
ها هي الحياة ..
مضيئة.. نقية .. فسيحة
و ها هي الأمواج .. كما سمعت عنها دوما
ترتمني بين الشطآن ..
و أرى المياه بيضاء
و السماء زرقاء
و الكون مشمس نهارا
يستمد ضياء من الأنجم ليلاً
و القمر يتعهده كل شهر بالزيارة ..
أين تلك الخبايا التي يعظمونها ؟!
و أين ذلك النحيب الذي شكى الأقدام تدوس الرمال ؟!
ليس لها مكان بين نبضات الحياة هنا
ستبقى مجرد زفرات .. حبيسة تلك الطبقات
المتشكلة من الذرات
و تتراءى أمامي الآية : " ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا "
سكنت النور
و لن أرضى أن أكون بين الرماد
فلماذا تعجبون ؟!
ياعمري