تخطى إلى المحتوى

زيد بن ثابت مفتي المدينة وجامع القرآن 2024.

خليجية
كان زيد بن ثابت من أكثر الصحابة إتقاناً لحفظ القرآن وتفانياً في جمعه، وباركه الرسول – صلى الله عليه وسلم – بالدعاء، وشهد له الصحابة بالسبق والتقدم في العلم والحكمة، و‏كان ضليعاً في المواريث والفقه، ولقب بالإمام الكبير وشيخ القراء ومفتي المدينة.
ويقول الدكتور محمد متولي منصور – الأستاذ بجامعة الأزهر – هو زيد بن ثابت بن الضحاك بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار بن ثعلبة الأنصاري من بني النجار أخوال الرسول – صلى الله عليه وسلم – بالمدينة، والملقب بأبي سعيد وأبي خارجة.
كان يتيماً يوم قدم الرسول – صلى الله عليه وسلم – المدينة، فقد توفي والده يوم بُعاث وسنه لا تتجاوز إحدى عشرة سنة، وأسلم وهو صغير مع المسلمين من أهله، وعكفت أمه على تربيته وتعليمه وحثه على الجهاد في سبيل الله، ففي غزوة بدر ذهب إلى الرسول – صلى الله عليه وسلم – يرجوه أن يخرج معهم في سبيل الله في تلك الغزوة، فلما أشفق عليه الرسول – صلى الله عليه وسلم – لصغر سنه ورده رداً كريماً، حزن حزناً شديداً فوعده الرسول – عليه الصلاة والسلام – بالغزوة المقبلة.
خليجية
وأذن له بالجهاد في غزوة الخندق، وفي يوم تبوك أمره النبي – صلى الله عليه وسلم – بحمل راية بني النجار بدلاً من عُمارة بن حزم، فقال عُمارة: يا رسول الله بلغك عني شيء، قال الرسول – صلى الله عليه وسلم: “لا، ولكن القرآن مقدم، وزيد أكثر أخذاً منك للقرآن”.
صفاته
عرف زيد بالعقل الراجح وحدة الذكاء، وجودة الذهن ونعمة الحفظ الجيد والذاكرة القوية ومحبة العلم، ويروى أن بعض رجال قومه أتوا به إلى الرسول – صلى الله عليه وسلم – وأخبروه أنه قد حفظ سبع عشرة سورة من القرآن الكريم. فعرض عليه النبي – عليه الصلاة والسلام – أن يتعلم كتاب اليهود “التوراة” فقد قال له الرسول: “يا زيد تعلم لي كتاب يهود فإني والله ما آمنهم على كتابي”. ويروى أيضاً أنه تعلمه في نحو أسبوعين وأتقنه تماماً، وكان يكتب له إليهم، وإذا كتبوا إليه قرأ له – عليه الصلاة والسلام.
ويروى عن ثابت بن عبيد عن زيد بن ثابت قال: قال لي رسول الله – صلى الله عليه – وسلم: “أتحسن السريانية”، قلت لا، قال: “فتعلمها فإنه تأتينا كتب”، قال فتعلمتها في سبعة عشر يوماً، قال الأعمش كانت تأتيه كتب لا يشتهي أن يطلع عليها إلا من يثق به، من هنا أطلق عليه
خليجية
لقب “ترجمان الرسول صلى الله عليه وسلم”.
وكان أكثر الصحابة إتقاناً لحفظ القرآن، وأداء لقراءته، وضبطاً لإعرابه ولغاته مع فهمه لما يقرأ، فكلفه الرسول – صلى الله عليه وسلم – لعدله ورويته وبراعته وإتقانه في التعلم والحفظ وأمانته ودقته في النقل، بكتابة الوحي الذي يتنزل عليه – صلى الله عليه وسلم – وداوم على كتابة وقراءة القرآن على الرسول – صلى الله عليه وسلم – بعضه أو كله وشهد العرضة الأخيرة للقرآن، وقال أنس: جمع القرآن على عهد رسول الله أربعة، كلهم من الأنصار: أبي، ومعاذ وزيد بن ثابت وأبو زيد.
حرب الردة
لما وقعت حرب الردة قتل عدد كبير من حفظة القرآن في معركة اليمامة، فبعث إليه خليفة المؤمنين أبو بكر، وكان عنده عمر بن الخطاب فقال له: يا زيد إن عمر أخبرني أن عدداً كبيراً من حفظة القرآن قد قتلوا، وإنه يعرض علي أن نقوم بجمع القرآن، وإنك رجل شاب عاقل لا نتهمك، قد كنت تكتب الوحي لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – فتتبع القرآن فأجمعه.
وقال زيد: كيف نفعل شيئاً لم يفعله الرسول – صلى الله عليه وسلم. ولكن عمر ظل يناقش زيداً حتى شرح الله صدره لذلك، كما شرح صدر أبي بكر، وقال: فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن

بارك الله فيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.