تخطى إلى المحتوى

راحت و أخذت ضحكتي معها ، ليت الزمان يعود و أجبر بخاطرها روعة 2024.

  • بواسطة
نزلت و التلفون في يدها تلعب بشعرها و تضحك .. نزلت و وقفها اخوها الصغير اللي يناديها .. ردت عليه : نعم ؟
قال و هو رافع راسه ببراءة لانها اطول منه : شهد انا جوعان اقول حق ماما لكنها نايمة ما ترد علي
عقدت حواجبها و قالت : اوكي انت روح المطبخ وانا بسوي لك اكل الحين
راح للمطبخ و سوت له بطاطس و أكلها
طالعت ساعة يدها : غريبة امي للحين ما قعدت العادة تقعد قبل ديك الجيران ، و بتفكير : خل اركب اشوف شو سالفتها ..
ركبت و دخلت غرفة امها شافتها منسدحة على السرير و معطيتها جنبها .. هزتها شهد : ماما قومي تاخرتي نسيتي ان بنروح السوق افف كل هذا نوم
استغربت لما شافت امها ما تتحرك قلبها نغزها وو لفت امها جهتها و نادتها بس بعد ما ردت .. شهد انخنق صوتها لما شافت امها ما ترد و لا تتحرك و لا حتى تتنفس ، ضربت خد امها بخفه و هي كلها امل انها تصحى و ترد عليها .. ظلت على هالحال لين أيقنت ان امها جثة هامدة جثة بلا روح ، وقفت مصدومة و ما نزلت منها ولا دمعة من هول الصدمة .. تذكرت كل المواقف اللي مع امها شلون كانت امها تحبها و طيبة بزيادة و حنونة و هذا اللي مخلي شهد دائما تطول لسانها و تصرخ و هي في المقابل تبتسم بوجه الأم الغفور ! في هذي اللحظة اهتزت الدنيا عند شهد في هذي اللحظة ارتجفت اعضائها و ظلمت الدنيا في عيونها صرخت صرخة لو الجدران لها اذان كان سمعت .. جو الجيران يشوفون شصاير و انصدمو لما شافو ام زياد الطيبة الرحيمة الكريمة على سريرها و بنتها منهارة جنبها و فهموا انها ماتت ، زياد كان يراقب المنظر بذهول و حاضن الدب تبعه و مو فاهم ليش اخته تبكي و الكل متجمع .. شهد ما كانت حاسه بنفسها طردت الكل برى و قفلت الباب و نامت في حضن امها و كنها تكذب اللي صار و تظن ان امها الحين بتمسح على شعرها بس خاب رجاها لما شافت ايد امها ما تحركت .. دفنت راسها في صدر امها اللي ياما احتضنها في اوقات فرحها و حزنها ضحكها و بكاها .. عمرها ما تخيلت نفسها من دون امها ! هي من دون امها تضيع تنهار تتحطم .. عقب شوي جو الاسعاف و اخذوا جثة الام بعد معاناة مع شهد اللي ما رضت تتركها ..
مرت الايام و السنين و شهد تعاني باخوها زياد لوحدها لانه ابوها ما يدري عنهم و لا يعرفون شكله سافر و تزوج الخدامة و ترك اثنين في رقبها و هي ربتهم عن الف رجال لكنها ما دامت ! و الحين شهد صارت الام و الاب حق زياد لكن طيف امها ما فارق خيالها والحزن ما فارقها و هي تحس بالندم و الحسرة على كل مرة علت صوتها على امها ..

لا يحق لأي أحد أن يتكلم عن الفقد و الحزن ما لم يفقد أمه .. فلا شيء أثمن منها ..

منقول
خليجية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.