تخطى إلى المحتوى

رأي حول عمل المرأة 2024.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وكل عام وأنتم بخير ..

*

هناك فرق واضح بين عمل المراة عموما ، و بين عمل الزوجة .. فليست كل امراة زوجة و لها اولاد ، بالتأكيد يوجد فرق بين الوضعين . فالمرأة المتزوجة والتي عندها بيت و اولاد ، هذا عالم بحد ذاته . واذا كان الزوج يستطيع إعالة العائلة فلماذا لا يعتبر عمل المراة في بيتها عملا ؟ و اي عمل ! هو عمل لا ينتهي . و مجال التطوير والابداع فيه لا ينتهي ، والتربية لا تنتهي . وتبادل الخبرات فيه ايضا لا ينتهي .

دائما دعاة تحرير المرأة والمساواة لا يهتمون بهذا الجانب ، ولا يظهرون عمل المراة في المنزل انه عمل ، بل يعتبرونه من صور البطالة . كثير من الزوجات العاملات تحتاج الى شغالة في المنزل ، من باب سد الفراغ . و بصورة تشبه ان يستقدم الموظف رجلا يعمل في مكانه لكي يتوظف هو في وظيفة اخرى ! في ثقافة المساواة الزائفة الغربية ، عمل المرأة مثل عمل الرجل ، هذا امر مفروغ منه و حق لا بد ان يكون عندهم . و عمل المراة خارج المنزل في الاسلام تدعو له الضرورة فقط .

وإذا نظرنا الى الواقع ، فإن نسبة المتقدمات للتقاعد ، خصوصا المبكر ، اعلى عند النساء من الرجال . و هذا دليل على ان راحة المراة هي في بيتها و عالمها . والفكرة العلمانية ان المراة التي تعمل في بيتها تـٌقدَّم على انها امراة جاهلة وتعاني من الفراغ وغير ناجحة في المجتمع وغير عصرية ، ليست صحيحة على اطلاقها ابدا .

ومن ناحية اقتصادية : عمل المرأة في المنزل يكفي انه وفـّر الخادمة ومشاكل الخادمات ، وهو مجال للتوفير الاقتصادي ، فكم من امرأة تستطيع بحسن تدبيرها لمنزلها ان تؤمّن الملابس و المؤن الغذائية في مواسمها وتعمل على حفظها وتخزينها للايام القادمة بطريقة توفر الكثير من المال و الجهد ، هذا غير تفننها في ديكور المنزل وتنسيقه ، و غير الهوايات التي لا حصر لها تنتظر المرأة التي تعمل في منزلها ، و بعضها يصلح مجالا للكسب والابداع . وكثير من الآثار والقطع التراثية ومقتنيات المتاحف ، نجد انها من مشغولات المرأة المنزلية قديما ، من ملابس واكلات شعبية وأدوات زينة ومنسوجات و سجاد ، إلخ .

كذلك في مجال الثقافة ، فالمرأة التي تريد ان تتثقف ، بيتها افضل مكان لها ، فما الذي يمنعها من اقامة مكتبة جميلة ؟ و وسائل الاعلام الثقافية لا حصر لها ، كالانترنت . و مثل هذه الهوايات والابداعات تنشأ في جو المنزل الهادئ المريح ، بعيدا عن صخب اماكن العمل ومشاكل المواصلات وخطورتها . وليست الثقافة مربوطة بالخروج ولا حتى بالسفر ، فكثير من المثقفين لم يسافر من بلده ولا مرة ، و كثير من المسافرين هم تلاميذ عند هؤلاء الذين ربما يقل حتى خروجهم من منازلهم . اذا ليس الانتقال يساوي الثقافة على كل حال ، انما هي الرغبة في المعرفة . و وسائل الثقافة كثيرة ، خصوصا في هذا العصر ، فيستطيع الانسان ان يعرف كل ما في العالم وهو في بيته .

كثير من النساء الغربيات يحسدن المرأة الشرقية على استقرارها في منزلها . من لا يريد ان يكون حرا في وقته و ساعات نومه ؟ الغرب يتكلمون عن الحرية و هم يعانون من القيود المتنامية !! سواء امراة او رجل ..

هذه النظرة الاسلامية لعمل المرأة تخفف او تقضي على المشاكل الزوجية التي تنشأ بسبب المال ، و للمعلومية من اكثر اسباب الطلاق في الغرب : المشاكل الاقتصادية ، و سببها هو الاختلاف على من يصرف اكثر على المنزل .. و كل طرف يتهم الطرف الاخر بالتفريط بالمال بطريقة انانية .

و كون الرجل قوّام على المرأة ، هذا يضمن التبعية المحترمة لزوجها . اما فكرة المساواة التامة بما فيها القيادة والرأس بالرأس بين الزوجين ، فهذه الفكرة الغربية فاشلة ، وهي المسؤولة عن فشل اكثر حالات الزواج هناك ، والاحصاءات تثبت ذلك . وهناك اصل اخر يثبته الاسلام بخصوص المراة ، وهو التبعية الفطرية التي تعارض فكرة المساواة الكاملة . فسعادة المرأة في تبعيتها وليس في استقلالها كما تفعل الافكار الفردية والمساواة الغربية . الواقع حتى عندهم يثبت هذا الاصل الفطري ، حيث ثبت نجاح المراة كممرضة أو سكرتيرة او مضيفة أكثر من نجاحها كطبيبة أو طيارة أو مديرة . هذا ليس عائدا الى ضعف في القدرات كما قد يفهم البعض ، بل راجع الى فطرة المراة و ما تحبه .

فالمرأة تعرف ان الرجل لا يستطيع ان يقوم بدورها بالشكل الكامل ولا بالسهولة التي تستطيع ان تفعلها , فالله قال ( الرجال قوامون على النساء بما فضّل الله بعضهم على بعض ) ، فكلٌ أفضل في دوره ، والتبعية هي نابعة من الاستقلالية ، فإذا استقلت المرأة – اي تـُركت على حريتها – تبِعـَت بطبيعتها وباختيارها ، ولا تعتبر المرأة أن هذا ذل بل هو عز ، لأنها تعلم ان دورها ضروري ولا يمكن الاستغناء عنه . و تعلم المرأة بمدى قوة تأثيرها على الرجل التي منحها الله كتعويض عن القوامة ، و قوة تأثيرها على الرجل تزداد كلما ازداد خضوعها الاختياري . المرأة عنيدة ولا يمكن اخضاعها بالقوة ، حتى لو اوهمت الرجل انها خضعت ، فهي لا تخضع الا باختيارها ، اذا رأت أن ذلك الرجل يستحق ، ومنطقيا : لا يقود السفينة قبطانان في وقت واحد . لو دخلت دائرة او مكتب شركة ، ستجد الرؤساء و المرؤوسين ، ولن تجد اندادا متساوين . مما يدل على ان فكرة المساواة الكاملة فكرة غير طبيعية ولا منطقية ولا واقعية حتى ، ولا يطبقونها في مناحي الحياة الاخرى ولا في العمل . والشيء الذي لا يمكن تطبيقه على كل الاحوال ليس قانونا ، وبالتالي ليس حقا ، والمطالبة به ليست حقا . كان عليهم ان يطبقوا المساواة في شركاتهم ، اليس من يعمل فيها بشراً مثلهم ؟ اذا الواقع يثبت ان تطبيق المساواة الكاملة ليس سهلا ، بل مستحيلا .

و لو زرت حياة الازواج الذين يتصور المجتمع انهم يمارسون المساواة ، ستجد سيطرة احدهما على الاخر بطريقة او بأخرى ، مما يعني انه لا وجود حقيقي للمساواة . و المساواة تُطلب في حالة الصراع ، والزواج الطبيعي ليس صراعا بل وئاما ، اي وئام يحتاج إلى تبعية .

ولو دخلنا في خيال العشاق ، لرأينا العاشق يتخيل الرقة والخضوع والتبعية ، ولرأينا في خيال العاشقة الشخص المتكامل الذي تسلّم قيادها له وتقف معه وتسنده راضية مرضية . وهذا هو اوج سعادتها . لا يمكن تخيّل عاشقة تتمنى ان تسيطر على معشوقها ، أو تراه ندا مشاكسا تدور الحياة بينهما من خلال القسمة على اثنين مستخدمين الالة الحاسبة في كل شيء وبالتساوي حتى في المطبخ .

فكرة التبعية الطبيعية لا يستطيع ان يستوعبها من يؤمن بالصراع ، فهي خاصة بمن يرون أن الوئام هو الاصل . ولو طبـّق هذه الفكرة من يؤمنون بالمساواة والصراع ، سيرون انها ظلم للمرأة ، كما هو حاصل عند مفكري الغرب والماديين الذين يؤمنون بالصراع .

إذاً في الحقيقة : اعماق المرأة ترفض المساواة قبل ان يرفضها الرجل ، و هي فكرة من مفرزات السوق الغربي ليست الا . يتكلمون عن المساواة ، ويقولون : Ladies First في نفس الوقت !!

وما دام الرجل يساهم في الكسب ، فالمرأة تساهم في التوفير والتدبير . و الحنان من صفات المرأة ومطلوب فيها ، وهو من صور الخضوع . نعم تستطيع المرأة ان تقوم بكل شيء يقوم به الرجل تقريبا ، ولكن ليس هذا مطابق تماما لفطرتها . لذلك لم يحدد الاسلام أعمالا محددة للمرأة ، و تستطيع تقريبا ان تعمل في اي مجال ما دامت ملتزمة بحشمتها وعفافها الداخلي قبل الخارجي . لان العفاف الخارجي لا يفيد ما لم يوجد العفاف الداخلي .

ولست أدري لماذا تتزيّن المراة ! أنا شخصيا لا اعتبره حقا للمرأة أن تظهر زينتها و مفاتنها ، وأعتبره اعتداء غير مباشر ، لأن المتضرر هو طرف آخر ، مع أن كل امراة تتزين و بشكل دائم اكثر بكثير مما هو موجود عند الرجال ، ولأن الرجل لا يحس بإحترامه كإنسان ، بل يشعر انه حيوان تـُراد استثارته . لو ارادت المراة لعوملت مثل معاملة الرجال . وهذه هي المساواة الحقيقية التي يقدمها الاسلام ، وهذه المساواة هي في الحقوق والواجبات بين الجنسين ، بحيث يُنظر إلى الرجل مثل ما يُنظر إلى المرأة ، والعكس . وهذا ما اسميه المساواة في النظرة والخطاب ، واذا كانوا يدّعون المساواة بالرجل ، فلماذا يريدون للمراة ان تتجمل وتظهر مفاتنها ؟ لماذا الرجل محتشم ف يلبسه اكثر من المرأة ؟ ولماذا تعامل من قبل الرجال بنوع من التدليل الخاص ؟ هذا لا يعني مساواة . اذا مساواتهم خدعة . فهم يقدمون المراة في كل شيء ، في الطابور ، خصوصا عندما تكون جميلة . وهذا لا يعني مساواة .

ثم ان تدليل المرأة هو أكثر شيء يفسد المرأة . وهو الذي يعوقها عن بناء شخصيتها وعقلها واعتمادها على سلوكها . لا صلاح للمرأة ولا للرجل الا بالمساواة في الحقوق والواجبات ، اما مبدأ السيدات اولا ، فلا يعني المساواة في الحقوق والواجبات ، فكأن دور المراة ان تتزين وتتبرج ، ودور الرجال التدليل ، وهذا الواقع اضر بالمرأة اكثر مما نفعها ، كما قال احد الكتاب الفرنسيين : ربما اننا نعطي المراة فرصة لتتكلم ، حتى نسمع مرور الكلمات على لسانها . وهذا احتقار للمرأة وليس تكريما له ، كأنه يقول : أنه لا يهمني ما تقوله المراة ، ولكن يهمني طريقة كلامها وصوتها .

قال تعالى (ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها ) . لأن هذا الذي ظهر ليس مقصودا ، ليس بقصد الإغراء ولفت الانتباه . ولا أرى من كرامة المرأة أن تؤثر في الآخرين بشيء غير عقلها وأخلاقها ، فالمرأة التي تريد اغراء الرجال هي تشعر بالنقص في عقلها ، فتضطر للجذب من خلال جسمها ، وليس فضيلة ً الفخر بشيء لم تفعله . اذا احترزت المرأة من هذه الاشياء ، وكانت محتاجة للعمل ، فما الذي يمنع ؟

اذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه .. فكل رداء يرتديه جميل ..

اذا النية هي بيت القصيد . قال تعالى : ( ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن) . في الحقيقة : أن هناك حاجة في اعماق الجنسين إلى التفاهم على المستوى الانساني وليس على المستوى الحيواني . هذا لا يكون ال في حالة العفاف المشترك حينها يرى الرجل الكرأة كأنسان ، وترى المرأة الرجل كإنسان . مترفعين عن مستوى الغرائز . لكن يعوق هذا الشيء سوء التفاهم والافكار المسبقة .

لنتخيل لو وُزّع عمل المراة المثالية في منزلها ، ربما يوزع على اكثر من 20 شخص ! فالطبخ له متخصصوه ، وغسيل الملابس له متخصصوه ، والتنظيف له متخصصوه ، ورعاية الاطفال لها مراكز متخصصة .. التفصيل ، الخياطة ، الديكور ، الحديقة ، الحلويات ، التموين ، الإدارة ، المشتريات ، التمريض .. إلخ .. كل هذا و أكثر ولا يعتبرون عمل المراة عملا !!

بقي علينا نحن أن نعتبر عمل الزوجة في منزلها عملا و وظيفة سامية . حينها سيكون له ادبيات ومبادئ ودروس ومحاضرات بل ومناهج واقسام في الجامعات ، و حينها سوف نتخلص من وضع المرأة المسرفة لتتحول وظيفتها الى وظيفة منتجة ، فعمل المراة في المنزل لا ينبغي ان يكون عملا استهلاكيا فقط ، بل لا بد من جانب انتاجي كأي عمل يستهلك و ينتج ، ويكون انتاجه اكثر من استهلاكه . هذا اذا عرفنا ان التوفير بحد ذاته مكسب ، و افضل مكسب .

الجميع يعرف مدى حب المرأة العاملة للاجازات ! وهذا يدل على تعلقها بمنزلها وحاجته اليها وحاجتها اليه اكثر من الرجال . بناء على الاصل ، وهو قوله تعالى : (و قرن في بيوتكن) . مع العلم ان ظروف المراة لها خصوصية تقتضي اجازات اكثر ، لكن المعروف عنها أنها تـُسرّ بالاجازات ولا تتضايق منها . و هذه الخصوصية لا تفتح مجالا للمساواة الكاملة . مما يعني ان فكرة المساوة بين الجنسين في كل شيء هي فكرة خيالية و غير واقعية ، فالبيولوجيا فرّقت بينهما ، اما المساواة في الحقوق وفي الواجبات وفي التكريم والانسانية ، فهذا امر مفروغ منه بموجب القران .

و كون المرأة تعمل والرجل يعمل خارج المنزل ، هذه بيئة خصبة لمشاكل زوجية سببها المال ، اكثر من كون المال في يد الرجل . ومن المفارقات العجيبة ان تسمع من الازواج ممن لهم زوجات عاملات : تكرار الشكوى من انانية زوجته و بخلها أكثر بعد ان صارت عاملة . و هناك شعور ممضّ يحسه الزوج وهو يرى زوجته تملك حسابا بنكيا خاصا ، و ربما تعمل بالاسهم والعقارات من دون أن يدري ، في الوقت الذي تطالبه بالنفقة الشرعية الكاملة .

هنا يحدث شرخاً في جدار المودة والرحمة بين الزوجين . والازواج في هذه الحالة يوضّحون شكواهم بان المراة تلعب على خطين في التعامل معهم بطريقة براجماتية : خط المعاصرة ، و خط الشرع ، و تستفيد من كليهما . وهذا الكلام لا يشمل بالطبع الجميع . لكن الشكوى موجودة .

وكون الرأة تعمل في بيتها ، لا يعني هذا فرض عزلة على مشاركتها في المجتمع والنشاطات الاجتماعية ، ولا عزلة عن التعليم ولا عن الثقافة ، بل العكس تماما ، لأن وقتها اوسع . لنستمع الى صوت الطبيعة ، بعيدا عن فكرة السلطوية ، الذكورية او الانثوية . الطبيعة قرّبت المرأة من المنزل ، لأنها هي التي تنجب الاطفال وترضعهم ، وبالتالي فهي الادرى بشؤون المنزل ، ومن غير المعقول التناوب في مثل هذه المهمات بين الرجل والمرأة .

يتبع بإذن الله ..

===========

ملاحظة :- الموضوع قرأته وعجبني و حبيت اتناقش فيه معكم

12 قراءة ولا رد واحد

لييييييه؟


أنا لا أطالب ألا يساعد الرجل زوجته في المنزل و يترك العمل لها حتى تسمى ربة منزل .. الحياة شراكة وتعاون في كل شيء ، سواء في عمل المرأة فتكون هي القائدة ، أو عمل مناط بالزوج فيكون هو القائد ..

أيهما الأصل : أن تعمل المرأة في الخارج أو تعمل في المنزل وبشكل عام ؟ أم أن نطالب بإلغاء المنزل و توزيع الأطفال على المؤسسات و كلٌ يتناول وجبته السريعة من أي مكان؟

إن الأصل هو المنزل ، المنزل عمل ، وإذا احتاجت المرأة أن تعمل خارج المنزل ، فمن يمنعها ؟؟ حتى هذه الحقيقة البسيطة لم يعترف بها أي من الليبراليين و دعاة المساواة ومورّدي الثقافة .. على الأقل رحمة بالأطفال ، حتى لا يكونوا ضحية .. فهل يستطيع الأطفال إن يعبروا عن مثل هذا المعنى ؟ لا يستطيعون أن يعبروا عن معنى : نريد دفء المنزل ، نريد أهلنا حولنا وان يربونا هم وليس غيرهم .. من يسمع لصوت الأطفال في وسط معمعة الأفكار المادية الغربية ؟؟ كل ما يهم تلك الفئات هو أن يتفتت المنزل بأي شكل ..

إن أي ضرر يجري على المنزل فالضحية هم الأطفال ، و يـُحفر ذلك في نفوسهم دون أن يستطيعوا التعبير عنه . أين هذا الوضع المشتت من وضع الأطفال الذين يعيشون في ألفة و في كنف والديهم ؟

الطفولة مرحلة حساسة , والصغير محتاج جدا إلى الكبير الذي يثق به و ليس هناك أكثر من الوالدين يستحق ثقة الطفل . إن الصورة الغربية التي يطالبون بها ليست صورة مثالية حتى نتمناها لأطفالنا .. فالأطفال هناك يعودون آخر النهار ليأكلوا و يناموا و يذهبوا إلى المدرسة من الصباح , وبالتالي تكون المدرسة أكثر حضوراً في حياتهم من المنزل , و يعرفون مربياتهم ومدرّساتهم أكثر من أمهاتهم فضلا عن آبائهم .. والزوج يعمل والزوجة تعمل و يتناول أفراد العائلة أكثر الوجبات خارج المنزل وكلٌ على حدة , تلك الوجبات السريعة التي ينتقدها الأطباء صحيا , وهي إن كانت سريعة في التجهيز فهي بطيئة في التخزين ومليئة بالمواد الحافظة والكيماويات , وكأن المنزل أصبح فندقا للمبيت ..

لا شك أن هذا الوضع غير مثالي, فأين ستكون المثالية فيه ؟! أم لأن الغرب يفعلون كذلك أصبح مثاليا – وهذا يكفي عند أكثر المستسلمين فكريا – ؟ ..

هذه الصورة الغربية تشبه حالة اليتم للأطفال الذين يتربون في الملاجئ برعاية غير ذويهم والدولة مسؤولة عن رعايتهم , واليتم ليس مثاليا مهما كانت الرعاية . و العقلاء في الغرب يشتكون من مشاكل تفكك المنزل . ومهما كانت تلك الجهات التي نرمي أطفالنا عندها ، فلن يكونوا مثل والديهم ، بل أن بعضهم يقسو على الأطفال ، ولا يستطيع الطفل حتى التعبير .. كل هذا في حمّى المال وجمع المال ..

انظروا للمقاطع في اليوتيوب عن تولي الأجانب للأطفال ، إما على شكل خادمات أو مربيات أو مدارس .. اكبر صدمة للطفل هي أول دخوله للمدرسة ، كلنا نتذكر أول يوم .. حيث نرى الأطفال يبكون ، لماذا ؟ لأنهم فـُصلوا عن والديهم وعن جو المنزل و ألفته .. وكأنهم القوا فجأة في بحر لا ساحل له .. لو كان هذا الوضع هو الوضع الطبيعي و الأفضل لما بكوا.

وهنا لا يقل أحد بأني أطالب بإلغاء المدارس !! مثلما جعلني أحدهم مطالباً بإلغاء عمل المرأة .. !!

أنا امثـّل على بعض الآثار النفسية لدى الصغار كلما حـُرموا من جو الأسرة .. نستطيع أن نرى هذا المنظر المأساوي في كل عام مع بداية الدراسة في الصف الأول الابتدائي .

إن نشر الوعي بأهمية المنزل وإقامة الحوارات والندوات حول هذا الموضوع سوف تخلق وعيا تنعكس فوائده على المجتمع .

هلا بك
وشكرا لاثارتك هذا الموضوع لانه موضوع له اراء
ووجهات نظر كثير باختلاف الشخصية

بالنسبة لى اعتبر ان عمل المراة مهم وغير مهم
كيف ذلك ساجيبك

احيانا نحتاج للمراة فى مجالات معينة مثل الطب النسائى والمعلمة فى مدرسة
البنات فهنا يكون مهم

اما فى حالات كثيرة فيكون غير مهم

وانا ضد من تقول لى ان العمل اثبات للذات والشخصية
مع انى عملت فترة بمجال المحاماة الا اننى لم ارتاح لوجودى بين الرجال
مع العلم انى نجحت فى مجالى
ول تكلمنا من حيث تربية الاطفال واهمال المراة العاملة لبيتها
سنجد الكثيير والكثيير من النماذج
لذلك اجد من وجهو نظرى الخاصة ان عمل المراة ليس بالضرورة القصوى

اسفة على الاطالة
تقبلى ودى واحترامى

إذا كان الزوج يعمل والزوجة تعمل كذلك وكلاهما يحصلان على المال فهل تتحقق العدالة بينهما إذا كان مال الزوجة يعود لها فقط بينما الزوج ينفق ماله على شؤون الأسرة؟؟ .. ليس في هذا عدالة ، لأن المنزل والأطفال لكليهما وليس للزوج وحده .

هناك من يرى/أو ترى أن عمل الزوجة خارج المنزل حق لها وواجب، مثلما أن عمل الزوج خارج المنزل واجب ( من باب المساواة الغربية ) ، وبنفس الوقت نجده/أو نجدها مؤيداً الشرع القائل أن النفقة تقع على كاهل الزوج مهما كانت الزوجة غنية !! فهنا انتقائية ، فمرة مع الغرب ومرة مع الشرق ، وهذا تحايل .

ومن هنا تنشأ كثير من المشكلات الزوجية سواءً ظهرت إلى السطح على شكل خصام أو طلاق ، أو بقيت في نفس الزوج مسببةً صدعاً في العلاقة العاطفية ، لأنه يشعر بالاستغلال والظلم ، والشعور بالظلم يفسد المودة ، ولنتصور رجلاً يكدح ويشقى لأجل أن يصرف على جميع حاجات امرأة (حتى لو كانت تملك مال قارون) ، كيف سيحبها ؟

حتى لو أذن الزوج لزوجته بأن تأخذ من ماله ، هذا الإذن الذي يأتي غالباً بالضغوط وليس عن طريق الرضا الحقيقي ، فيمكن للزوجة أن تحصل عن طريق الضغوط والزن والتكرار والدموع على أشياء أكثر من هذا.

الإسلام لم يقل أنه يجب أن تعمل المرأة خارج المنزل ، بل ربط ذلك بالحاجة ، والأصل هو بيتها ومصالح عائلتها ، ومادام الزوج لا يستفيد من معونتها المادية ، إذاً سيستفيد من بقائها في المنزل ، فلماذا الالتفاف على الشرع؟! ، فيتم قبوله من ناحية وتركه وإهماله من نواحٍ أخرى ؟ فتتكلم المرأة كثيراً عن الشرع إذا كان الأمر يتعلق بالنفقة والمال أكثر من أي موضوع آخر .

وأزيدكم من الشعر بيتاً ، فهناك بعض المذاهب تلزم الزوج ليس فقط بالنفقة الكاملة ، بل بتأمين خادمة وليس خادمة فقط ، بل ومؤنسة لتسليها وتروي لها القصص والنكات ، وكل هذا على حساب الزوج ، فهو يكدح وهي تتسلى !! من الجميل أن النساء لم يطالبن بهذا حتى الآن على الأقل !

وهناك بعض المذاهب التي تقول أن الزوج لا يحق له أن يطلب من زوجته ولا كوباً من الماء لأن هذا عمل الخادمة ! كم هو مسكين هذا الزوج ، فلا خادم له ولا مؤنس ولا مساعد ولا حتى بكوب ماء ، ترى ماذا يستفاد من هذا الزواج ؟ فالرجل يستطيع أن يطلب من صديقه كوباً من الماء وعوناً مالياً أيضاً ، أما زوجته فلا .. وعليه مع هذا أن يحبها ويقدر مجهودها وهي لم تقدم له ولا حتى كوباً من الماء !

والزوجة التي ترى أن لها حقاً في تكوين مستقبلها ، بينما لا حق للزوج بذلك ، فهذه قمة الرأسمالية بل الإمبريالية النسائية .

والمسؤولية كلها على عاتق الرجل ، فحين تحدث مشكلة في البيت ينادون الزوج ، وحين تحصل مشكلة لأحد الأبناء ينادون الأب أيضاً ، وهو المسؤول عن السكن وصيانة كل شيء، وحتى إعداد طعامه ليس من مسؤولية الزوجة -بناءً على الآراء السابقةً من بعض المذاهب- ، وليس بناءً على الواقع .

وهناك من يرى/أو ترى أن عمل المنزل مجرد مجهود جسدي خالٍ من التفكير والإبداع ، بينما العمل خارج المنزل يحتاج إلى إعمال العقل أكثر ، وهذا فرق غير دقيق، لأن أكثر الأعمال والوظائف روتينية كما نعرف ، بل إن بعضهم قد لا تتجاوز طريقة عمله 4 أو 5 حركات مكررة (كفتح مظروف ، أو ضرب ختم ، أو تأشير، أو عد أوراق وتدبيس ، أو تكييس) ، وأكبر مشكلة الموظفين التي يذكرونها هي الروتين والتكرار والملل والعمل دون جدوى واضحة .

وهناك نقطة مهمة يجب أن ننتبه لها ، وهي أن مجال الإبداع محدود في الوظائف العامة والشركات ، لأنه مرتبط بموافقات الآخرين وتقييماتهم ومراقبتهم ، أما في المنزل فالمرأة هي سيدة القرار الأولى وليس هناك سوى زوجها ، بينما في الوظيفة فهناك قائمة من المدراء والرؤساء الذين يجب إقناعهم حتى يستطيع الموظف الذكي أن يقدم إنجازاً .

وحتى من قال أن الزوج يسخر من عمل الزوجة ، فالأمر أسهل بلا شك ، لأنه أولاً شخص واحد فقط (وليس قائمة من الرؤوساء والمدراء)، و ثانياً ليس هو المسؤول المباشر عن إدارة المنزل لأنه يعمل خارجه ،و ثالثاً أن للمرأة تأثيراً وضغوطاً على زوجها لا ينكرها أحد ، إذاً حرية قرار المرأة في المنزل أكثر من حريتها في العمل ، فهناك مدراء ومراقبين ومفتشين ، و يادوب الموظف أن يؤدي ما طُلب منه مع الملل ، وكم من الموظفين من ندموا على شدة إخلاصهم وتفكيرهم لصالح العمل؛ لأن مجهوداتهم لا تُقدر ومشاريعهم تُحبط ، يكفي أنه يقال للموظف أو الموظفة أن المكتب ليس "منزلاً " لكم! .. حتى نفهم أين تكون الحرية في القرار والتصرف !!

التعامل مع الزوج والأطفال ليس مملاً وليس فيه روتين ، ولا نجد امرأة تشتكي من أنها ملت من زوجها وأطفالها ، بل هي في اشتياق دائم لهم ، أما الموظفة فليست في اشتياق لرزم المعاملات وزحمة المواصلات ، وضجيج المصانع ، فالخروج إلى العمل ثقيل ، والعودة منه خفيفة ، والخروج من المنزل ثقيل ، والعودة إليه خفيفة.

لاشك أن أي عمل تقوم به المرأة خارج المنزل هو أقل تشعباً وتنوعاً من أي عمل داخل المنزل ، إلا إذا كانت وظيفتها رئيسة وزراء أو سكرتيرة عامة للأمم المتحدة ، وكذلك الأعمال المنزلية ليست روتينية ، والإنسان الروتيني والنمطي سيكون هو هو، سواءً عمل في المنزل أو خارج المنزل ، إذا هذا ليس فرقاً واضحا وبارزاً، ومقياساً إن كان له وجود أصلا ، فالإنسانة المبدعة مبدعة أين ما كانت ، والبليدة والكسولة بليدة أين ما كانت وفي أي وظيفة تستلمها .

أما عن التطرق في الحديث والنقاش حول الترقيات والعوائد المادية وما الى ذلك ، فهذا كله على حساب الأطفال والزوج ، وقلب الأم يحاسب نفسه على أي تقصير في حق الأطفال ، هذا الحديث يصلح أن يكون لشاب يكون نفسه ، وليس لأم مسؤولة عن أطفال ضعفاء ويحتاجون أمهم في كل لحظة ، و يتألم الأطفال كلما فقدوها . لا شك أن هذا القلب يتعذب إذا رأتهم يحبون الخادمة أو الحاضنة أكثر من أمهم و يسمونها ماما .. لأن أمهم تعود من العمل منهكة ولا تراهم إلا في آخر النهار ، و ربما حملت معها مشاغل العمل الى المنزل ، وإذا كانت في العمل فإن بالها مشغول على منزلها وأطفالها ..

و يجب أن نعلم أن فكرة المساواة تـُنسي المرأة دورها الفطري ، وتجعل المرأة تفكر وكأنها رجل ، بينما هناك ضحايا لتفكيرها بذاتيتها أكثر من واقع الرجل ، لأنه إذا اهتم بمستقبله وبناء ثروته فله ما يبرر له ذلك ، لأنه مسؤول عن مستقبل أسرته ، و مع هذا فلا يجب عليه التمادي في طلب الدنيا على حساب أسرته أيضا . لكن المصيبة إذا كانت الأم كذلك .. فماذا بقي للأطفال المغلوب على أمرهم ؟

هكذا أفكار الأنانية والطموح المستوردة من الغرب تجعل الإنسان لا يحس الا بنفسه ، وأفكارهم كلها مبنية على الأنانية التي يسمونها تلطيفا بالفردية ، حتى نفهم أفكار الغرب يجب أن نضع أمام أعيننا الأنانية ، لا توجد أم تحب أن يكتشف ابناؤها إذا كبروا أن أمهم كانت أنانية ومهملة لهم ، و كل همها أن تبني نفسها في المجتمع ومكانتها فيه وكأنها رجل ، وكل هذا على حساب الأب الذي تطالبه حتى بأدوات الزينة التي تلبسها ، وربما بمستلزمات وظيفتها حتى تطور نفسها على أكتافه وأكتاف الأطفال المساكين .

الموازنة صعبة دائما ولا يستطيع الإنسان أن يحمل اهتمامين في وقت واحد دون أن يطغى أحدهما على الآخر ، وإذا كانت الأم تفكر بنفس تفكير الرجل من ناحية بناء المستقبل والتطور الوظيفي وما الى ذلك وبناء الثروة والشخصية الاجتماعية ومنافسة الرجال ، فلا بد أنها ستشعر أنها قصرت في حق زوجها وأطفالها ، وسيمر عليها هذا الشعور في أوقات كثيرة ، وتقول لقد أخذني بريق المال عن الإهتمام بزوجي وبيتي وأطفالي ، وهذا هو واقع المرأة الغربية ، فهي مشغولة ببناء نفسها كما الزوج مشغول بذلك .. وهذا مايفسر سبب فشل الزواج .

مطالب المساواة لا تقف عند حد ، وإذا حملت المرأة العربية هذا الشعار وتحمست له فسوف تصل الى نفس وضع المرأة الغربية ، وبالتالي فالمجتمع يمشي وراء المرأة ويتغير بسببه ، وبالتالي سيكون مجتمعنا مجتمعا غربيا 100 % ، وإذا كان هذا هو هدف دعاة المساواة فهذا شأنهم ، وإذا لم يكونوا يعرفون هذه النتيجة فعليهم أن ينتبهوا ، لأنه من يمشي على خطط أحد ما ، فسيصل إلى ما وصلوا اليه ، لذا يجب أن أكرر : يجب أن نصنع أفكارنا بأنفسنا لا أن نستوردها من الخارج – نحن أمة تعيش على الاستيراد من قطع الغيار الى الأفكار ..

ثم : هل الخوف من الاستقلال يـُعالج بالاستقلال؟ ، البيت تحفظه المودة والألفة ، فلماذا لا يتم التركيز على إيجاد الحب والمحبة في المنزل بدل التركيز على الاحتياطات الخارجية المادية وتكوين الأرصدة ؟ إن هذه الاحتياطات لا تصنع الحب ، بل هي من عوامل طردها ..

فالمرأة برقة شعورها تستطيع أن تجس شعور الزوج و تعرف مكانتها عنده ، وتعمل على إزالة مايقف بينها وبينه تبعا لمعرفتها من خلال شعورها وإحساسها الذي لا يخطيء . لا توجد امرأة لا تعرف ربما أدق التفاصيل في حياة زوجها ، فلماذا لا تركز قدراتها المخابراتية لاكتشاف ما يزعجه من سلوكها أو سلوكه وتعمل على إصلاحه ، مشكلة المرأة أنها تعتمد على عقلها و تهمل كنزا ثمينا بداخلها هو الإحساس .

وقد يقول البعض ان دور ربة المنزل ليس جميلا ولافائدة من ورائه و أنه بحد ذاته مضني ويستهلك الكثير من الوقت والجهد دون تحقق عائد مادي او معنوي كبير ..

لكن من يقوم بهذا الدور إذا كانت كل النساء تفكر هكذا ؟ هل سيأتي اليوم الذي سنفقد فيه دور الأمومه وحنانه ودفئه ؟ وتصبح الأم شيئا من الماضي والتراث ؟ وتحل الدولة والشركات محل الأسرة مثلما تربي الشركات العجول و الدجاج تحت شعار أنهم مختصين ، ويمكن الاستعانة بالهرمونات بدافع الجدوى الاقتصادية ، وتكون المؤسسات هي التي ترعى أفراد الأسرة ؟ وتصبح مطاعم الوجبات السريعة هي التي تغذي الأسرة ؟

حينها على الأسرة السلام ، وبالتالي على المجتمع السلام ، فالأسرة من خواص الإنسانية .. إن الحيوانات ليس عندها أسرة سوى في فترة حضانة قصيرة ، والفكر الغربي يتجه بالإنسان الى الحيوانية ..

رحم الله أمهاتنا وجداتنا ، فقد عشن يعتصرن أنفسهن حنانا وإخلاصا وعطاءاً الى آخر العمر ، والمخضرمين في هذه التحولات السريعة يلاحظون أن الجدّات أكثر حنانا من الأمهات ، فكيف ستكون البنات و بنات البنات ما دام الفكر المادي الغربي هو المسيّر لحياة المجتمعات ؟ ونظرة أسى الى الأجيال القادمة التي ستربيها الشركات كما تربى الدواجن من قبل مختصين ! وهل سيقال حينئذ أن الجنة تحت أقدام الأمهات ؟

ويتصور البعض أن من ابسط ما تتوقعه امراة متزوجة وعلى عاتقها حجم كبير من المسؤوليات : الترفيه ، و أن اوضح صوره هي التنزه والمطاعم والسفر ..إلخ ..

إن انتشار مثل هذه الأفكار سيسبب عزوف الشباب عن الزواج ، لأنه لا أحد يحب أن يدخل بصراع مع امرأة تنظر اليه بالندية في كل شيء و كأنه متزوج من رجل .. و هل التنزه والمطاعم والسفر أشياء بسيطة ؟ إن هذه الأشياء التي يقال عنها انها من أبسط الضروريات ، هذه تعتبر من ضروريات الأغنياء !! وإلا فماذا بقي لهم ؟؟!! هذه الأشياء بالذات تستهلك المال كما تستهلك النار الحطب ..

المتآلفون والمتفاهمون يستطيعوا أن يرفهوا عن أنفسهم بأبسط من هذا دون الاضطرار للديون ، وإذا كانت هذه أبسط الحقوق فما هي أصعب الحقوق يا ترى ؟

الحقيقة أن نموذج الزوجة على النمط الغربي فاشل وغير قابل للزواج ومؤهل للصراع والمشاكل والتي تصبح مصائباً عند وجود الأطفال إلا في حالات نادرة لا تخلو من وحدة القيادة ، فسفينة لها قبطانان سوف تغرق ، و لذلك نفهم كثرة العنوسة والعزوف عن الزواج ، وذلك بسبب عدم الخضوع ، والازدواجية في قيادة المنزل .. مثل حياة الـ roommate ( الزميل المشارك في الغرفة ) على مبدأ النصف بالنصف والمساواة في كل شيء ، بل أن مشكلة النصف بالنصف وعدم المساواة هي العدو الذي يهدد الزواج والأسرة ، وهي مشكلة لا يمكن حلها و تجعل الجميع يعاني ولا يدرون ما السبب ، و هي فكرة خبيثة تؤدي الى تحلل المجتمعات من خلال تحلل الأسرة بدعوى المساواة .

الزواج رابطة مقدسة ، ونمط حياة الزوجة داخل في حياة الزوج ، فإذا كان الزوج يذهب الى مباهج الحياة و يتركها في المنزل فحينها قد تكون ردة فعل الزوجة اما البحث عن عمل خارج المنزل او اهمال واجباتها كزوجة أو أمور أخرى ..

أما إذا كان لا يستطيع تحمل الأعباء المادية أو أن عمله لا يسمح له ، أو أن صحته لا تسمح له أو غير ذلك ، فمن واجب المرأة الوفية غير الأنانية أن ترتبط حياتها بحياة زوجها لا أن تشذ عنه وتنشز عن خط حياته ، والنشاز ضد الانسجام ، فالزوجان يجب أن يكون لهما حياة واحدة لا أن يكون لهما حياتان مختلفتان عن بعضهما فلا يربطهما إلا روابط شكلية لا قيمة حقيقة لها على نموذج المساواة والندية الغربي ، ولنفترض أن الزوج كان مريضا ومحتاجا لها ، هل تذهب الى مباهج الحياة وتتركه حتى لو أعطاها الإذن ؟ ، وكيف تكون مبسوطه وحال زوجها صعبه؟ ، أو أنه يستدين ويستلف وهو كاره لأجل أن يرضي نزواتها وغرورها في التسلية والسفر والترفيه الذي لا يعود بفائدة حقيقية على الأسرة ، فما الترفيه إلا مسكن وقتي وليس حلا لأي مشكلة ، والزيادة فيه تدخل في باب الإسراف والسفاهة ، أعرف كثير من الأزواج ضيعوا أموالهم وهم يسافرون بزوجاتهم مع أن هذه الأموال كانت كافيه لشراء سكن ليؤمن مستقبل العائلة والأطفال ، وبعضهم يستدين لكي يسافر بزوجته التي تعودت ان تقضي كل إجازة في بلد سياحي غير الذي رأته من قبل ، لأن العودة الى نفس البلد تسبب لها الملل ، وهذا مايحذره زوجها المسكين أشد الحذر ، خصوصا أن هذه الأماكن السياحية فرصة للمستغلين وترتفع بها الأسعار أكثر من غيرها .

ثم إن المغالاة في فكرة الترفيه لا تدل على وجود حياة ممتلئه وأهمها العمل ، والفراغ أكبر أبواب الترفيه ، الحياة المليئة بالإنجاز وملء الوقت هي الأقل حاجة للترفيه والترويح عن النفس .

شخصيا تعجبني المرأة التي تشارك زوجها في العمل حتى خارج المنزل و يعجب بها الناس ، ولا أنسى منظرا رأيته وأنا صغير ، وهو لأحد أقاربي هو و زوجته كانا يبينان منزلهما ، وكانت تعمل معه بكل جد ، أعجبني ذلك المنزل ، لقد كان جميلا ومتقناً وأعجبني تلك العلاقة الحميمة بينهما كزوجين .

الصحابيات كنَّ يشاركن أزواجهن في الحروب و يسافرن معهم ، و هذه ليست من صور الاستقلالية التي ينادي بها البعض ، بل هي من صور التبعية الى آخر رمق .. و تراثنا العربي والشعبي يحفظ نماذج خالدة لزوجات وفيات تبعن أزواجهن الى آخر رمق ، و خلدهن أزواجهن في الأدب العربي والشعبي حينما اختطفهن الموت قبلهم ؛ من أمثال جرير و نمر بن عدوان ومحمد بن لعبون و الشريف جبارة وغيرهم الكثير، فهل كانوا يرثون امرأة مستقلة عنهم و يبكون لعدم ثقتهن بهم ؟ أم لأنهم سلّمن أزواجهن كل شيء وخدموا ازواجهن وأولادهن بكل حب و وفاء الى آخر نبضة في قلوبهن ؟

وقفة إكبار وصمت لمثل هذه النساء اللاتي لا نتمنى أن يكون وجودهن في صفحات الكتب فقط ، ولا يمكن لرجل أن يحسد رجلاً لأن زوجته مستقلة ، ولا يتعامل معها الا بموجب اتحاد فيدرالي أو كونفدرالي .. و من شاهد مسلسل نمر بن عدوان أو قرأ قصته فسيعرف حجم المعاناة وألمه ، لأنه قتل زوجته بالخطأ والتي لشدة وفائها وتبعيتها له ( اقصد التبعية غير المفروضة ) لم ترد أن تزعجه وهو نائم ، لأنها خافت أن تُسرق فرسه فذهبت لتربطها بعد أن تجللت عباءته من البرد ، لكنه استيقظ على صهيل الفرس الأثيرة لديه ، و رأى كأن رجلا يحاول أن يفك رباطها ويسرقها وإذا به قد قتل زوجته الوفية التي خدمته الى آخر لحظه من لحظات الوفاء والتبعية .

لماذا يجلّ الناس مثل هؤلاء النساء إذا كانت التبعية شيء سيء كما تقولين ؟ إن هؤلاء الآن في أقصى صور التبعية ، والتي ليس أعلى منها إلا تلك البدوية الشجاعة الوفية التي جعلت من جسمها متراساً لبندقية زوجها وهو يقاتل في أرض مكشوفة لكي تتلقى بجسمها رصاص الأعداء حماية له ولكي يسدد رميه بطريقة أفضل .. ليس بعد هذا المنظر شيء تستطيع أن تفعله المرأة و يكون أكثر وفاء ، فصرن مضرب الأمثال و خلدهن التاريخ والأدب ..

لو قالت وضحاء لزوجها نمر إذهب واربط فرسك بنفسك ، فأنت المسؤول عنها من باب المساواة ، فهل ستدخل التاريخ وتكون قدوة لغيرها ؟ ، لا أظن احدا يحتقر (وضحاء) لأنها كاملة الأنوثة ، فالأنوثة ليست تميعا و إغوائاً .. الأنوثة دور كدور الرجولة ، فلولا الأنوثة لم تكن الرجولة . إن صور الوئام هذه مبنية على مرادفة الزوجة لزوجها .

وإذا قيل ان المرأة رديف للرجل ، فكيف تُفهم كلمة – رديف للرجل – ؟ لمن القيادة ؟ هل لها أم له ؟ أم لكل منهما قيادته الخاصة ؟ البعض يريد أن تستقل المرأة عن الرجل و بنفس الوقت تعيش معه ، ولكني أطلب أفضل من هذا ، وهو أن يندمج الزوجين ويكونان شيئا واحدا دون أن يستقل أحدهما عن الآخر ، وهذا مطمح لكل زوج وكل زوجة .

الإسلام الحقيقي يكرس علاقة الزواج ، أما الأفكار الليبرالية والغربية عن الزواج فهي تجعل من الزواج أسما أكثر منه مضمونا ، فهي تجعل الزوجين شريكين في غرفة ، ولكن لكل منهما حياته الخاصة وأفكاره الخاصة ، ولا أظن مسلمة يعجبها مثل الوضع ولا حتى مسلم .

إن نهاية فكرة الاستقلال هو الاستقلال ، وأن تكون وحيدة . و دعاوى التغريب دعاوى متطرفة لأنها تحتقر ربة المنزل وتطالب بخروج جميع النساء لحاجة أو لغير حاجة ، أنا أقف بجانب بناء الأسرة السليم وليس بهدمها كما يفعل دعاة المساواة والتغريب ؛ لأن الأسرة في تلك المجتمعات الغربية تآكلت و وصل التآكل الى الزواج نفسه ، خاصة إذا علمنا أن نصف السكان تقريبا في الدول الاسكندنافية مولودون بلا زواج ، و يحملون أعلى نسبة في الملحدين بالعالم وأعلى نسبة انتحار و أمراض نفسية بالعالم .. فهم وصلوا الى هذه الحال من خلال الخطوات الأولى كدعاوى المساواة والاستقلالية الى آخره ، ومسيرة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة .

الإسلام الحقيقي لا ينظر الى المرأة مثل نظرة الكنيسة ، ولا ينظر الى المرأة على أنها مصدر فتنة سواء شاءت أم لم تشأ .. الإسلام يعول على النية ، بدليل قوله تعالى ( ولا يضربهن بأرجلهن ليعلم مايخفين من زينة) أي – نية الإثارة والإغراء – ، لأن ذلك الضرب يحدث صوت الخلاخل الذهبية التي تلبسها المرأة بقصد لفت النظر .

الإسلام ساوى بين الرجل والمرأة في الآدمية ، وجعل الحساب لكليهما مربوطاً بالنية ، والإسلام منع من إظهار الزينة ، لأن هذا اعتداء على الرجال ، وطالبها بالحشمة ، ولم يطالبها بهذا الشيء إلا لأنه سيكون هناك رجال ، ولن تعيش معزولة لوحدها بدون ذنب إلا لكونها امرأة ، فالإسلام في الحقوق والواجبات عامل الجنسين بسواسية تامة ، لأنها بشر ، ومثلما يحاسب الرجل على النية تحاسب المرأة على النية ، وهذا ليس تقليل من شأن المرأة ، بل احترام لآدميتها .

ويدعي البعض ان عمل المرأة كفيل بأن يحقق ذاتها ، ولكن كيف يتم اثبات الذات؟ من يحاول اثبات ذاته هو من ليس له ذات ثابتة ، وهذا شعور نقص ..

نحن نتكلم عن الإنسان السوي وليس المريض بمشاعر النقص ، لا يوجد أحد يخرج للشارع لكي يثبت ذاته ، وإثبات الذات ليس هدفا نبيلا في حد ذاته ، فهو ينتج الغرور الناتج بدوره عن شعور نقص ، وهذا يذكرنا باستعراض بعض الأطفال ليلفتوا الأنظار اليهم ، لو قيل ان الواجب هو الذي يحتم ذلك لكان الأمر أفضل من وجهة نظري من فكرة إثبات الذات .

فكرة أن عمل المرأة خارج المنزل هو وحده طريق الإبداع ، هذه كلمة مضللة ، بل حتى عن الرجال ، فكل من يبدع منهم فهو يبدع في مجاله الخاص وفي منزله ، وليس في مجال يحكمه الروتين و خالي من الاستقلالية ، هذا في الأكثر .

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.