"خرجت إلى فناء المنزل مستنجدة بشقيق زوجي وبالجيران، فتبعتني الخادمة لتمنعني من الصراخ، وكانت تجرني إلى الداخل إلا أنها لم تتمكن، فتراجعت عندما سمعت أصوات الناس، خرجت جارتي مع زوجها، وكذلك زوجة شقيق زوجي أم ظافر، فأشرت إليهم نحو الشقة لينقذوا الطفلين، وكانت الخادمة شرعت بإغلاق باب غرفة المعيشة بإحكام، ومزقت البطانيات والمخدات ووزعتها حول فيصل وشامان، وأضرمت فيهما النار، ثم أحرقت نفسها، وعندما رأينا الدخان يخرج من تحت باب الغرفة انتابني خوف شديد وفقدت الوعي"…
يلتقط طرف الحديث جارهم عبد الله الحارثي، ويقول: عندما اقتحمت الغرفة فوجئت بالخادمة جالسة وسط النار ولا تحرك ساكنًا، بينما الطفلان يصرخان، فتعجبت كيف يمكنها إضرام النار في نفسها ولا تشعر بالألم، ولا يصدر منها صراخ أو استغاثة، ثم توجهت سريعًا نحو فيصل إلا أنّ الخادمة تشبثت به ليحترق معها، وبصعوبة تمكنت من تخليص فيصل منها، وتأخرت في إنقاذ شامان الذي أخذت ألسنة النار واللهب في التهامه، ثم رجعت إلى الغرفة فلم أجد شامان، فاعتقدت أنّ النار التهمته، بحثت في أرجاء الغرفة، وكان الدخان منتشرًا، وكدت أختنق ولم أجده، ولم تستسلم الخادمة، بل هجمت عليّ محاولة حرقي ومنعي من إنقاذ شامان، ولم تعطني أيضًا الفرصة لإنقاذها، وبينما أنا كذلك تدخل رجال الدفاع المدني لإخماد الحريق، وعلمت أنّ شامان تم إنقاذه من قبل زوجة عمه……
توجهت للاطمئنان على التوأم فيصل وشامان، وكانت حالتهما حرجة جدًّا، حيثُ تأثر فيصل بحروق من الدرجة الثانية والثالثة في رأسه ووجهه ورقبته ويده ورجله اليسرى، إلا أنّ إصاباته أقل من شامان، لأنه كان أثناء الحريق على فراش ممدود على الأرض، أما شامان فقد كان على كرسي الأطفال وهو مصنوع من البلاستيك، فكانت حروقه أكبر من الدرجة الثالثة والرابعة العميقة، حتى إنّ بعض رؤوس أصابعه قد تفحمت حرقًا، وذلك بسبب التأخر في إنقاذه واعتراض وتدخل الخادمة.
منقول
واله مو قادره اصدق في ناس بهيك وحشيه
ربي ما يسامحها لا دنيا ولا اخره
يعطيكي الف عافيه عالنقل الميز