ـ لقد مللنا من تلك الحياة المليئة بالمشكلات بيننا.
ـ كثير ما يحدث خلاف بيننا، ثم يتحول إلى شجار.
ـ نريد حلًا جذريًًا لاحتواء الأزمات التي تحدث في بيتنا.
أخي الزوج/ أختي الزوجة
إن سفينة الحياة الزوجية قد تعترضها بعض الأمواج العاتية المتلاطمة، التي تهدد سيرها، وقد تُحوِّل مجراها إلى وجهة لا يرضى بها ركابها، وتلك الأمواج هي الأزمات التي تنغص صفو الحياة الزوجية، وتهدد بقاءها، وقد تطيح بها، وتضع لها النهاية المؤلمة، ومن ثم وجب مواجهة تلك الأزمات.
دراسة خطيرة:
(في دراسة قام بها قسم علم النفس والاجتماعي بجامعة الأسكندرية، كانت النتيجة أن 45% من حالات الانفصال بين الأزواج، تقع في السنة الأولى من الزواج) [حتى يبقى الحب، محمد محمد بدري].
وإذا كانت تلك هي النسبة التي ترصد حالات الانفصال بين الأزواج، فإن الواقع العملي لكثير من البيوت القائمة، يؤكد أن الزوجين يعيشان كل على حده تحت سقف واحد، كل منهما له أسلوب حياته وأدواته الخاصة.
(فإن الحياة المعاصرة تثقل على الفرد بإشكالاتها ومتطلباتها وهمومها، وخاصة في مجتماعتنا حيث تعيش شريحة كبيرة من الناس حالة من الكلالة والخور الشديد، والسعي وراء غرائز قديمة ومستجدة، في ظل هزيمة يومية شاملة، وأمام واقع ضاغط بأكثر من شكل، ووسط عالم لا يترك لنا مجرد الحلم.
وفى ظل هذا الواقع تنبثق المشكلات الخاصة، في صورة مخاوف ومواقف انفعالية وأوهام وخيال وتصورات مرضية، تؤثر في الرجل والمرأة) [مشكلات وحلول، عبد الواحد علواني، ص (15-16) بتصرف].
وعلى هذا، تصبح منابع الخلافات بين الزوجين كثيرة، فالمواضيع التي يختلف بسببها الزوجين، قد تكون لها علاقة بأعمال المنزل، أو استخدام السيارة مثلًا، كما أنه قد يكون لها علاقة بحدة مزاج أحد الزوجين، أو اكتئاب أحدهما أو عادة التأخر في النوم، لدى أحد الزوجين.
إن هذا العصر الذي نعيش فيه الآن أيها الأزواج هو عصر القلق، وكثير التغير ويحتاج من الزوجين مرونة عالية في التعامل مع الأحداث، بالإضافة إلى سرعة اتفاق الزوجين حول كثير من الأمور في وقت الرخاء، حتى إذا جاءت شدة من الشدائد استطاع كلا الزوجان أن يعبرها بسلام (فالإنسان رجلًا كان أو امرأة ليس بالإنسان الكامل، وأنه لابد من مواقف الضعف أو العجز، ولذلك فإن من المفيد للزوجين، عندما تكون الأمور هادئة بينهما أن يتفقا على بعض الكلمات التي يحبان سماعها او لا يفضلان سماعها من الطرف الآخر، ويمكنهما الاتفاق على طريقة معينة للتعامل عندما يكون أحدهما أو كلاهما في حالة انزعاج أو غضب، فقد يتفقان مثلًا على أن تترك الزوجة زوجها وتذهب للقيام بأعمالها، عندما تراه في حالة غضب أو انزعاج، وألا تسأله ما السبب حتى يرتاح، وعندما يبادر هو فيخبرها بالأمر في الوقت المناسب) [التفاهم في الحياة الزوجية، مأمون مبيض، ص(208-209)، بتصرف].
فلابد أن يعلم الأزواج أن الأزمات والمشكلات هي أمر بديهي وطبيعي في الحياة الزوجية، بل وفي حياة الإنسان بصفة عامة، ولذا وجب ألا نهرب من مواجهة المشكلات، فالألم والمعاناة التي تصاحب الأزمات تكون طريقًا للنضج، فالوصول السهل المريح لا يدفعنا إلى النضج وتطوير أساليب حياتنا.
ماذا نفعل عندما تأتي الأزمات؟
نرى الأزواج عندما يواجهون بعض المشكلات في حياتهم، ينقسمون على ثلاثة أقسام:
ـ الأول، لا يستطيعون مواجهة المشكلات، فتجد الزوجان سرعان ما يستسلمون للمشكلات التي تحدث في حياتهم الزوجية، ولا يجيدون التعامل معها.
ـ الثاني، يحاول أن يجد حلولًا سريعة للمشكلة دون التوصل إلى حل جذري للمشكلة.
ـ الثالث، يستطيعون أن يجدوا حلولًا جذرية للمشكلات.
وحتى يستطيع كلا الزوجان أن يصنفا نفسهما في طريقة حلهما للمشكلات، نسوق إليكما أخي الزوج/ أختي الزوجة هذا الاختبار لحل المشكلات:
ضع في المربّع المجاور لرقم كلٍ من البيانات التالية التعليق الذي يصف مدى اقتراب أو ابتعاد هذا البيان عن شخصيتك وتفكيرك وممارستك الواقعية في حل المشكلات.
أ- غالبًا ب– كثيرًا ج- أحيانًا د– نادرًا ? – أبدًا
1- فور أن أختار حلًّا فإنني أرسم خطةً للتنفيذ وتسلسلًا للخطوات اللازمة لإتمام الأمر.
2- بعد تنفيذ حلٍّ ما فإنني أتبعه فورًا بالبحث عن طرقٍ لتحسين الفكرة وتجنّب المشكلة في المستقبل.
3- حتّى أتجنّب توجيه نظري إلى الوجهة غير المجدية وطرح الأسئلة غير الصحيحة فإنّني أحرص علي تحديد معالم كل مشكلةٍ تحديدًا دقيقًا قبل محاولة حلّها
4- اهتمّ اهتمامًا كبيرًا بالنظر إلى المشكلات من اتجاهاتٍ مختلفة وتوليدِ حلولٍ متعددة.
5- أهتم بالمسائل السياسيّة (تفاعلات الأشخاص والمجموعات) وبالمضاعفات الأخرى الناجمة عن التغييرات التي أقترحها حتّى يتفهّمني الآخرون ويؤيّدوا حلّي المقترح.
6- أقيم الحلول المحتملة تقييمًا شاملًا دقيقًا بالمقارنة مع المعيار المحدّد مسبقًا
7- أقوم منهجيًا بالبحث والرصد لاكتشاف المسائل التي يمكن أن تنشأ عنها مشكلات في المستقبل.
8- عندما يرسو قراري على حلّ فإنني أمضي في تنفيذه مهما كانت المعارضة
9- كثيرًا ما يحدث معي أن يتسع نطاق المشكلات الصغيرة ويصبح حلّها معقّدًا جدًا
10- أطرح على نفسي الكثير من الأسئلة المختلفة حول طبيعة المشكلة
11- بعد تنفيذ حلّي فإنني أطمئن تمامًا وأنصرف إلى جدول أعمالي المنتظم
12- أركّز على صيانة جريان العمليات الحالية جريانًا سلسًا وأرجو أن لا تكون المشكلات من نصيبنا
13- أقيّم الحلول الممكنة بالتزامن مع تفكيري فيها ودراستي لها
14- عندما أحتاج حلًا لمشكلةٍ ما فغالبًا ما تتوفر لديّ كل المعلومات التي أحتاجها لإيجاد الحل
15- لدى التقييم والمقارنة بين الحلول فإنني أتريّث وأخصّص وقتًا للتفكير في كيف ينبغي عليّ أن أختار
16- صناعة القرار هي الخطوة الأخيرة في عملية حل المشكلة لديّ
تجميع الدرجات:
في البيانات ذات الأرقام:1- 2- 3- 4- 5- 6- 7- 10- 15- احسب لنفسك درجات على النحو التالي:
أ- غالبًا = 5 ب– كثيرًا = 4 ج- أحيانًا = 3
د– نادرًا = 2 ? – أبدًا = 1
وفي البيانات ذات الأرقام 8- 9- 11- 12- 13- 14- 16- احسب الدرجات على النحو التالي:
أ- غالبًا = 1 ب– كثيرًا = 2 ج- أحيانًا = 3
د– نادرًا = 4 ? – أبدًا = 5
بعد تعيين درجتك في كل بيان اجمع النتائج ثم امض إلى تحليل النتائج.
تحليل النتائج:
16 – 36
إنك تنظر إلى المشكلات نظرةً سلبية "مصائب" ولا ترى فيها فرص وإمكانيات القيام بتغييرات ممتعة وضرورية.
37 – 58
أسلوبك في معالجة المشكلات أقرب إلى "مرة تصيب ومرة تخيب". تفلح أساليبك أحيانًا وتخفق أحيانًا، وفي كثير من الأحيان لا تعرف لم حدث ما حدث.
59 – 80
أنت محل للمشكلات، يعرف ماذا يصنع، ممتلئٌ بالثقة شأنه شأن السبّاح الذي يعوم في بركةٍ عمقها متر مثلما يعوم في بركةٍ عمقها ألف متر.
الطريق إلى حل المشكلات:
1- تفاهم الزوجين:
فأول طريق لحل المشكلات بين الزوجين هو الفهم الحقيقي لطبيعة الحياة الزوجية، (فالحياة عامة، والحياة الزوجية بصفة خاصة لها أصول وقواعد تحكمها، ويجب الإلمام بها ومعرفتها بشكل يُمكِّن من ممارستها بكفاءة وفعالية، وإلا فإن الفشل سيكون غالبًا النتيجة المتوقعة.
فالإنسان إما أن يكسب وإما أن يخسر في حياته، ومعرفة قوانين الحياة والسنن الكونية، وأصول الحياة الزوجية وأسسها، يثمر في نجاح تلك الحياة الزوجية والأسرية، لأن من يدرك حقائق الأمور يستمتع بثمار معرفته، ومن ثم فهو ينسجم مع ما حوله، إنه إنسان يمتلك زمام الأمور بحق إذ لا يرتكب أخطاء حمقاء، لأنه أدرك أن هناك صيغة محددة للنجاح، ولأنه اكتسب المعرفة اللازمة لإيجاد النتائج التي يريدها) [استراتيجيات الحياة، القيام بكل ما هو فعال ومفيد، د. فيليب ماكجرو، ص(41-42)].
2- الود والحب:
إن الضغوط التي قد تسببها المشكلات للزوجين كبيرة، وهذا قد يؤدي إلى أن يتصرف أحد الزوجين بغضب مع شريك حياته، مما قد يولد توترات وضغوط أكثر على الزوجين، ولذلك وجب على الزوجين حتى يتغلبا على الأزمات في حياتهما الزوجية أن يتقبلا مشاعر بعضهما، بالإضافة أن يبادر أحد الزوجين إلى الاعتذار إلى الآخر إن تصرف بسوء معه.
فيجب تجنب السخرية والاستهزاء بين الزوجين، فإن الإهانة تُكثف معنى "ما وراء الرسالة" مما يحجب كلمات الرسالة التي قد يقولها أحد الزوجين، فهي تؤدي إلى السخرية والاستفزاز للطرف الآخر، وتقوم بتصعيد الإهانات المتبادلة، ولا تتيح أي فرصة للتحاور الإيجابي بين الزوجين.
ماذا بعد الكلام؟
ـ لابد للزوجين أن يعلما أن المشكلات هي حالة طبيعية في الحياة الزوجية، ولكن التحدي يكمن في قدرتهما على حل الأزمات.
ـ على الزوج والزوجة، أن يقيِّما نفسهما في قدرتهما على حل المشكلات من خلال الإجابة اختبار حل المشكلات الذي أوردناه.
ـ لا داعي لمزيد من السخرية والاستهزاء، بين الزوجين، وإذا بادر من أحد الزوجين بتصرف يسيء إلى شريك حياته، فليعتذر عن ذلك، وليخفف من التوتر المحيط بالحياة الزوجية، بابتسامة اعتذار لشريك عمره.