تقنية طبية تعمل على إعادة نمو الثدي من خلال خلايا الجسم
تزامنًا مع إعلان باحثون استراليون عن أنهم سيبدأون في استخدام أسلوب معالجة مبتكر بتقنية مماثلة في غضون ستة أشهر، تكشف صحيفة التايمز اللندنية النقاب عن ذلك العلاج الجديد الذي يهدف إلى إعادة إنماء ثدي من خلال خلاياها الشخصية بعد التعرض لعملية استئصال في المنطقة ذاتها، وتقول إنه قد يصبح متاحاً للمرة الأولى في بريطانيا العام المقبل.
وتفيد الصحيفة كذلك بأنه يجرى التخطيط الآن لإجراء تجربة على التقنية العلاجية الجديدة، التي تحث الأنسجة الدهنية على ملء سقالة على شكل ثدي مزروعة تحت الجلد، في الربيع المقبل بوساطة جراحون بإحدى المستشفيات اللندنية.
وتلفت الصحيفة في الوقت ذاته إلى أنه في حالة نجاح التجارب، فستمثل الطريقة الجديدة تحولا ً في مسار عملية إعادة بناء الثدي، إذ ستتيح وسيلة بديلة لعمليات زرع السيليكون والسالين، التي ستحقق على الأرجح نتائج تجميلية أفضل وملمس يبدو أفضل من الناحية الطبيعية.
كما تشير الصحيفة إلى أن التقنية الجديدة، المتوقع لها أن تقوم بتجديد الثدي في غضون ثمانية أشهر تقريبا ً، من الممكن أن يستعان بها في عمليات تكبير حجم الثدي، رغم أنها ستستخدم في الأساس لمعالجة مرضى السرطان.
وفي حديثه مع الصحيفة، قال البروفيسور كيفاه مقبل، من معهد لندن للثدي ومستشفى سان جورج، إنه سيسعى للحصول على إجازة من اللجنة الأخلاقية التابعة له في محاولة لتجربة التقنية الجديدة خلال الشهر المقبل، ويأمل أن يفلح في ذلك للبدء في معالجة المرضى بحلول مارس المقبل.
وفي هذا الإطار، تشير الصحيفة إلى أن الطاقم البحثي الاسترالي، بقيادة البروفيسور واين ماريسون، من معهد برنارد أوبراين للجراحة المجهرية في ملبورن، قد حصل بالفعل على الموافقة الأخلاقية للقيام بتجربة تضم ستة سيدات، ليبدأها في غضون ستة أشهر من الآن.
في حين عاود مقبل ليشير إلى أن أول مرضاه سيكونوا سيدات لم يُصبن بالسرطان لمدة عامين على الأقل، وذلك للحماية من إمكانية تحفيز نمو الخلايا السرطانية التي تتبقى عقب العملية الجراحية.
وهنا نقلت عنه الصحيفة قوله :" تلك هي الخطوة المقبلة في جراحات إعادة بناء الثدي.
ومن المحتمل أن تكون تطورا ً مثيراً للغاية. كما أعتقد أنها ستثبت نجاحا ً، وستسمح لنا بإعادة إنماء الثدي الدهني الذي سيبدو أفضل من الناحية الطبيعية".
كما شدد على ضرورة استخدام التقنية الحديثة في التجارب السريرية فحسب، لأسباب ليس أقلها تجدد مخاطر إصابة المريض بالسرطان.
وتشير الصحيفة إلى أن التقنية الجديدة، التي أطلق عليها الباحثون الاستراليون اسم "نيوبيك"، تتم من خلال إزالة جزء من خلايا الدهنية، ثم العمل على تعزيز تركيز الخلايا الجذعية بداخلها في المختبر.
وبعدها، تُزرع سقالة متوافقة حيويا ً أسفل جلد المريض، لخلق تجويف يتناسب مع حجم ثديها الآخر. ثم يتم حقن الدهون المعززة بوساطة الخلايا الجذعية بداخل التجويف، حيث ستنقسم الخلايا لملئه. كما يتم توصيل التجويف بأوعية دموية تحت الذراع.
وقالت الصحيفة إن الطاقم الاسترالي، الذي يطور الأسلوب الجديد منذ عشرة أعوام، قام باختباره مؤخرا ً على مجموعة من الخنازير، التي نمت لديها أثداء جديدة في غضون ستة أسابيع.
من جهته، يقول فيليب مارزيلا، مدير العمليات التنفيذي بمعهد برنارد أوبراين، إن التقنية ترتكز على قدرة الجسم الشخصية على ملء الفراغات الداخلية.
وتابع من خلال حديثه مع الصحيفة بقوله :" نأمل في أن يكون للتقنية الجديدة تأثير واسع حول العالم.
فهناك عدد كبير من السيدات اللائي لا يخضعن لجراحات تجميلية لأي سبب من الأسباب، ولا يخضعن أيضاً لعمليات زرع السيليكون في الثدي، أما التقنية الجديدة فستمنحهم أنسجتهم مرة أخرى.
كما نعتقد أنها ستخفف من وطأة الصدمة التي تنتاب عندما تُبَلَّغ بأنها مصابة بسرطان في الثدي، وذلك بعد أن تعرف أن بمقدورها إنماء أثدائها مرة أخرى".
كما أشار فيليب إلى أنه في خلال عشرة أعوام من الآن، قد تستخدم تلك التقنية في الجراحات التجميلية الخاصة بالأنف وغيرها من أجزاء الجسم.
وفي الوقت الذي يشير فيه الباحثون إلى أن التقنية الجديدة ستعني بتكوين ثدي جديد يتكون بالكامل من الدهون، وبدون أنسجة ثدي وظيفية وقنوات لبنية، تنبأ البروفيسور مقبل بأنه سيكون ممكنا ً في نهاية المطاف إعادة إنماء أنسجة ثدي أكثر تخصصاً.
وتابع هنا بقوله :" رغم أن المسألة لازالت بعيدة للغاية، إلا أنه يمكن استخدام الخلايا الجذعية الثديية في تجديد الثدي بأكمله، بما في ذلك الحلمات والقنوات اللبنية".
من جانبه، رحب أنطوني هولاندر، أستاذ هندسة الأنسجة في جامعة بريستول البريطانية، بنتائج الدراسة، وقال :" هذا المفهوم بسيط، والوسيلة البسيطة غالبًا ما تعني أنها وسيلة جيدة".
أما سارة كانت، من إحدى الجمعيات العاملة في مكافحة سرطان الثدي فتقول :" هذا جزء استثنائي من بحث أولي.
وقد يقود إلى تحسين عملية إعادة بناء الثدي بعد الجراحة.
وستعني المرحلة المقبلة بمعرفة مدى فاعلية وأمان التقنية الجديدة على الأشخاص، وحينها فقط سننجح في تقييم إمكانياتها الحقيقية".
دمتم فى حفظ الله