تخطى إلى المحتوى

تفسير لسورة الإنسان 2024.

  • بواسطة
تفسير سورة الإنسان

بسم الله الرحمن الرحيم
الآيات 1 ـ 3

(هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا *إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا *إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا )

1 ـ يخبر الله عن أنه أوجد الإنسان من بعد أن كان لا شئ يذكر ومن حقارة وضعف
2 ـ ثم جعله ( أمشاج ) خلايا مختلطة من الرجل والمرأة ثم جعله أطوار نطفة ثم علقة ثم جعل له السمع والبصر ليطيع ويكفر
3 ـ ثم هداه للخروج من بطن أمه ثم هداه إلى الطريق فهو إما أن يطيع ربه ويشكر وإما كافرا يبتعد عن الطاعة

الآية 4

(إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلاسِلا وَأَغْلالا وَسَعِيرًا )

وهذا جزاء الكافرين المكذبين يوم القيامة ، السلاسل والأغلال والسعير وهو اللهيب والحريق فى نار جهنم

الآيات 5 ـ 7

(إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا *عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا *يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا )

أما هؤلاء الأبرار المقربون من الله شرابهم الكافور من عين من شراب ممزوج من الكافور والزنجبيل
وهى تنبع معهم أينما ذهبوا ( يفجرونها )
لأنهم كانوا يطيعون الله وإذا نذروا يوفون بنذورهم ويتعبدون ويخشون الله ويخشون عذابه الذى حذر فى يوم تكون فيه الشر منتشر ( مستطيرا )

وقد نهى الله ورسوله عن النذر ولكن من فعل فعليه بالوفاء به .

الآيات 8 ـ 12

(وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا *إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلا شُكُورًا *إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا *فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا *وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا )

وهذه نزلت فى على بن أبى طالب
قال ابن عباس :

أنزلت فى على بن أبى طالب رضى الله عنه أجر نفسه يسقى نخلا بشئ من الشعير ، ليلة حتى أصبح وقبض الشعير وطحن ثلثه فجعلوا منه شيئا ليأكلوا يقال له الخزيرة ، فلما تم إنضاجه ، أتى مسكين فأخرجوا إليه الطعام ، ثم عمل الثلث الثانى ، فلما تم انضاجه أتى يتيم فأطعموه ، ثم عمل الثلث الباقى فلما تم إنضاجه أتى أسير من المشركين فأطعموه ، وطووا يومهم ذلك ، فأنزلت هذه الآية.

وبالمثل كل مؤمن فعل فعله
ويريدون من ذلك وجه الله وحده وإرضاءه
لأنهم يخشون يوم القيامة ( عبوسا ) الضيق ( قمطريرا ) الطويل مثله كمن يعبس بوجههويتقلص جبينه من الهول
وهؤلاء يقيهم الله من شر هذا اليوم ويبدل العبوس بالسرور والفرحة
ويدخلهم الجنة جزاء لهم ويلبسهم الحرير وينعمهم جزاء بما صبروا على طاعة الله

الآيات 13 ـ 22

(مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ لا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلا زَمْهَرِيرًا *وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلا *وَيُطَافُ عَلَيْهِم بِآنِيَةٍ مِّن فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا *قَوَارِيرَ مِن فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا *وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلا *عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلا *ويَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَّنثُورًا *وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا *عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا *إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاء وَكَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُورًا )

وهذا هو عطاء للمؤمنين بالجنة
ـ يتربعون على سرر من فرش حرير ولا يعانون حر شمس ولا برد أجواء
ـ وتنزل عليهم قريبة من رؤسهم الأغصان بالثمار تظلل عليهم ويأكلون من خيراتها وينالون منها وقت وحيث يشاؤن
ـ ويمر عليهم الخدم بأوانى الطعام والشراب أكواب من فضة وقوارير من زجاج صاف على مقدار ارتوائهم لا تزيد ولا تنقص وهذا معنى ( قدروها تقديرا )
وقال أكواب تعنى من الفضة وقوارير تعنى من الزجاج الصاف
ـ ويمرون عليهم بكئوس ( أى خمر ) من شراب الزنجبيل
وقال من قبل كافور لأنه بارد وهنا زنجبيل حار فيتعادل هذا مع ذاك
ـ من عين تنبع تسمى سلسبيل
ـ ويطوف على أهل الجنة ولدان ( مخلدون ) أى أعمارهم لا تتغير ويظلون على هذه السن فى الجنة دوما ، وأشكالهم جميلة كأنهم اللؤلؤ المبعثر هنا وهناك ، ومنظرهم جميل
ـ … ووترى يا محمد نعيما عظيما بالجنة غير ما ذكر وملكا واسعا وسلطانا باهرا
ـ ولباس أهل الجنة هو الحرير الخالص ( سندس ) الأخضر والحرير ذو اللمعان ( استبرق ) له بريق
ـ ويلبسون الأساور الفضة وشرابهم مطهر
ـ كل هذا نتيجة لسعيكم فىسبيل إرضاء ربكم فى الدنيا وطاعته

الآيات 23 ـ 26

( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنزِيلا * فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا * وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلا * وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلا طَوِيلا )

يا محمد لقد أنزلنا عليك القرآن العظيم فبما هذا الكرم عليك اصبر على قضاء الله واعلم أنه سيدبرك بحسن قضاؤه
ولا تطع الكافرين الفاجرين بأفعالهم ( آثما ) ولا تطع الكافرين ( هو كفر
القلب والعقيدة )
واستعين بذكر الله فى أول النهار وآخره وأثناء الليل .

الآيات 27 ـ 31

(إِنَّ هَؤُلاء يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءهُمْ يَوْمًا ثَقِيلا * نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلا * إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلا * وَمَا تَشَاؤُونَ إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا * يُدْخِلُ مَن يَشَاء فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا )

ويقول الله عن الكفار والفجار بأنهم تخدعهم محبة الدنيا والمنصب والجاه والمال وما فى الدنيا من مغريات ويتركون الآخرة وراء ظهورهم وينسون يو القيامة الثقيل
فالله خالقهم بدقة ولو شاء دمرهم وخلق بدلا منهم قوما آخرين
وهذه تذكرة لمن أراد أن يهتدى بالقرآن
ولا يقدر أحد أن يؤمن إلا بإذن الله عندما يجده يستحق الهداية فإنه يهديه والله حكيم فى تصرفه عليم بكل شئ
يرحم من يشاء ويعذب الظالمين
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
تمت بحمد الله تعالى .

جعله الله بميزان حسناتكم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.