ــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم
الآيات 1
( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذى خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء ، واتقوا الله الذى تساءلون به والأرحام ، إن الله كان عليكم رقيبا )
يأمر الله خلقه بتقواه
التقوى : عبادة الله وحده وطاعته فى كل الأمور فى السر والعلانية
وينبه الله الناس على أنه يستحق ذلك بتوضيح قدرته التى خلقهم بها من نفس واحدة وهو آدم عليه السلام
( وخلق منها زوجها ) وهى حواء
( وبث منهما رجالا كثيرا ونساء ) : وجعل ذريتهما كثيرة من الرجال والنساء ونشرهم فى الأرض
( واتقوا الله الذى تساءلون به والأرحام ) : اتقوا الله الذى تسألون بعضكم به عند التعاهد
فيقول الرجل للآخر " أسألك بالله وبالرحم " لأهمية الرحم بينهم
بالعامية تقولون " وحياة ربنا وحياة أبوك "
فالله مراقب لجميع أحوالكم وأقوالكم وأفعالكم
الآيات 2
( وآتوا اليتامى أموالهم ، ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب ، ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم ، إنه كان حوبا كبيرا )
يأمر الله بإعطاء اليتامى حقوقهم من أموالهم التى ورثوها عندما يبلغون سن الحلم ، وينهى عن الإستيلاء على أموال اليتامى وضم أموالهم إلى أموالكم
( ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب ) : لا تعجل بالرزق الحرام قبل أن يأتيك الحلال
فقد كان بعض الناس يأخذ مثلا الشاة السمينة من غنم اليتيم ويعطى اليتيم الشاة الضعيفة … وهكذا
( ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم ) : لا تخلطوا أموال اليتامى مع أموالكم فتأكلوها جميعا
( إنه كان حوبا كبيرا ) : وهذا ظلما عظيما
الآية 3 ـ 4
( وإن خفتم ألا تقسطوا فى اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع ، فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ، ذلك أدنى ألا تعولوا * وآتوا النساء صدقاتهن نحلة ، فإن طبن لكم عن شئ منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا )
ثم يقول سبحانه وتعالى :
إذا كان تحت كفالتكم يتيمة ويريد الزواج منها ويخشى أن يعطيها مهرا مثل التى من مثيلتها لابد له أن يعدل ويعطيها مثل مثيلتها من النساء
وإلا لا تنكحها ولك اثنين وثلاث وأربع غيرها ممن يطيب لك
وهذا المعنى أوضحته السيدة عائشة
( فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ) : إن خفتم من تعداد النساء ألا تستطيعوا أن تعدلوا بينهن فاقتصر على الزواج بواحدة
أو ما عندكم من جوارى فإنه لا يجب العدل بين الجوارى ولكن يستحب العدل بينهن
( ذلك أدنى ألا تعولوا ) : وهذا حل حتى لا تجوروا على النساء ولا تعلوا عليهن
( وآتوا النساء صدقاتهن نحلة ) : واعطوا النساء ما فرضتم من الصداق بطيب نفس … وهو ما يعرف لدينا مؤخر الصداق فلابد من أن يدفعه الرجل لزوجته وهى معه وليست إذا طلقت كما يحدث الآن والبعض يأكله حتى بعد الطلاق
فإذا طابت نفسها عنه وتركته فلا حرج أن تأخذوه طيبا
الآيات 5 ـ6
( ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التى جعل الله لكم قياما وارزقوهم فيها واكسوهم وقولوا لهم قولا معروفا * وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم ، ولا تأكلوها إسرافا وبدارا أن يكبروا ، ومن كان غنيا فليستعفف ، ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف ، فإذا دفعتم إليهم أموالهم فأشهدوا عليهم ، وكفى بالله حسيبا )
ينهى الله عن تمكين السفهاء من التصرف فى أموال الناس التى بها معايشهم وتجاراتهم ( قياما )
والسفيه هو المجنون أو الصغير الذى لا يقدر المسئولية وناقص العقل وناقص الدين والذى فلس وزادت عليه الديون ولا يقدر على أدائها ويجوز الحجر على هؤلاء .
ولك أن تنفق عليهم من كسوة وطعام وأحسن لهم فى الصلة والبر
وتتضمن الآية البر والإحسان للعائلة فى النفقة والبر
واختبروا اليتامى حتى سن البلوغ فإذا وجدتم صلاح دينهم وتعقلهم يرفع عنهم الحجر وتدفع لهم أموالهم
و يقول لمن كان وليا على يتيم لا تأكلوا أموال اليتامى بدون حاجة ضرورية
من كان غنيا فليستعفف عن مال اليتيم ولا يأكل منه شئ
ومن كان فقيرا فله أن يأخذ القليل بقدر رعايته له كأجر
بالمعروف : بالحسنى
وعندما تجدوا أنهم اصبحوا قادرين على إدارة أموالهم ادفعوها إليهم وأشهدوا عليهم حتى لا ينكر أحدهم تسلم ماله
والله رقيب عليكم وشاهد عليكم .
( وللرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قل منه أو كثر ، نصيبا مفروضا * وإذا حضر القسمة أولوا القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه وقولوا لهم قولا معروفا * وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا * إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون فى بطونهم نارا ، وسيصلون سعيرا )
الآية 7 تعنى أن الجميع سواء فى حكم الله فى الوراثة بحسب ما فرض الله لكل منهم
وإذا حضر قسمة الميراث أقرباء ممن ليس لهم فى الميراث فاجعلوا لهم من التركة نصيب إرضاء لنفوسهم وقولوا لهم قولا لينا
ومن يحب أن تعامل ذريته الضعيفة من بعده بخير وتقوى الله عليه أن يعامل ذرية غيره بالخير ولا يأكل أموال اليتامى ظلما وينصح ذريته بالقول الحق
فمن يأكل أموال اليتامى ظلما فكأنما يأكل النار فى بطنه يوم القيامة وله عذاب النار
الآية 11
( يوصيكم الله فى أولادكم ، للذكر مثل حظ الأنثيين ، فإن كن نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك ، وإن كانت واحدة فلها النصف ، ولأبويه لكل واحد منهما السدس مما ترك إن كان له ولد ، فإن لم يكن له ولد وورثه أبواه فلأمه الثلث ، فإن كان له إخوة فلأمه السدس من بعد وصية يوصى بها أو دين ، آباؤكم وأبناؤكم لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعا ، فريضة من الله ، إن الله كان عليما حكيما )
يفسر الله توزيع الميراث
يبدأ بأن يأمر بالعدل بين الذكور والإناث
فرض للذكر ضعف ما للأنثى حيث هو مكلف بالنفقة
وكانت فى الجاهلية تحرم الأنثى من الميراث
ولو كانت بنتين فقط فلهما الثلثين …….والثلث الباقى لباقى الورثة
ولو كانت نساء أكثر من اثنتين فلهن جميعا الثلثان
ولو كانت بنتا واحدة فلها النصف
وإن كان له أبوان على قيد الحياة فلكل منهما السدس
وإن لم تكن إلا بنت واحدة لها النصف وللأبوين كل واحد منهما السدس
ولو انفردت الأم والأب بالميراث فللأم الثلث والأب يأخذ الثلثان
ان كان الوالدان ومعهما زوجة أو زوج فى حالة وفاة الزوجة ولا توجد أبناء يأخذ الزوج النصف والزوجة الربع
والأم فى هذه الحالة تأخذ ثلث الباقى
إن لم يكن هناك أولاد وتوجد الأبوين وأخوة فالأب يرث الثلثان والأم ترث السدس فقط والباقى لباقى الورثة
وإن لم يوجد ورثة آخرين فالأب يأخذ الباقى
وقال العلماء لو كان الأخوة واحدا تأخذ الأم الثلث ولو كانوا أكثر لا تأخذ إلا السدس
وذلك بعد استيفاء الديون وتطبيق الوصية
ولا وصية لوارث
وهذا التقسيم من الله لأن النفع والضرر يعلمه الله
وهذا فرض من الله العليم الحكيم فى أمره
الآية 12
( ولكم نصف ما ترك أزواجكم إن لم يكن لهن ولد ، فإن كان لهن ولد فلكم الربع مما تركن ، من بعد وصية يوصين بها أو دين ، ولهن الربع مما تركتم إن لم يكن لكم ولد ، فإن كان لكم ولد فلهن الثمن مما تركتم ، من بعد وصية توصون بها أو دين ، وإن كان رجل يورث كلالة أو امرأة وله أخ أو أخت فلكل واحد منهما السدس ، فإن كانوا أكثر من ذلك فهم شركاء فى الثلث ، من بعد وصية يوصى بها أو دين غير مضار ، وصية من الله والله عليم حليم )
دائما التوزيع بعد آداء الدين أو إيفاء الوصية
إذا ماتت الزوجة وليس لها أبناء فلزوجها نصف ما تركت
ولو كان لها ولد فللزوج الربع
وإذا مات الزوج وليس له أولاد فللزوجة الربع
وإن كان له ولد فلها الثمن فقط
مع العلم بأن لو كان الرجل متزوج أكثر من زوجة يشتركن كلهن فى ما خصص لواحدة
ولو كان رجل ليس له ولد ولا والد ( كلالة ) : وله أخ وأخت فكل واحد يرث السدس
ولو كانوا أكثر من ذلك يشترك الأخوات فى الثلث الذى هو من حق الأثنين
وصية غير مضار : أى يجب لتنفيذ الوصية أن تكون على العدل وليس الإضرار
وهذا حكم الله العليم الحليم بعباده
( تلك حدود الله ، ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها ، وذلك الفوز العظيم * ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين )
وهذه الفرائض التى فرضها الله فى أحكام المواريث من حدود الله فلا تعتدوها
ومن أطاع الله ورسوله جزاؤه الجنة بها أسباب النعيم كلها خالدا فيها
ومن غير أحكام الله وقسمته فهو لا يرضى بما قسم الله وحكم به وهذا ليس له إلا الجحيم والعذاب المؤلم المهين
ومعنى جنات تجرى من تحتها الأنهار : أى بها أسباب النعيم والمتع فى المأكل والمشرب ، أنهارالماء العذب التى تنبت الفواكه وأنهار العسل المصفى وأنهار اللبن وأنهار الخمر التى لا تذهب العقل ومعنى مكنيا عن الخير كله
الآيات 15 ، 16
( واللآتى يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم ، فإن شهدوا فأمسكوهن فى البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا * واللذان يأتيانها منكم فأذوهما ، فإن تابا وأصلحا فأعرضوا عنهما ، إن الله كان توابا رحيما )
فى بداية الإسلام كان حكم المرأة الزانية تحبس فى البيت لا تخرج منه حتى الموت
وبعد ذلك نزلت سورة النور ونسخ الحكم وأصبح الجلد لغير المحصنة والرجم للمحصنة
( يجعل الله لهن سبيلا ) : إقامة الحد عليهما
واللذان يفعلان الفاحشة يؤذون بالشتم والضرب بالنعال وهذا كما أوضحنا فى بدء الرسالة ونسخ بإقامة الحد
ولو تابا وامتنعا عن الذنب فارفعوا عنهما الأذى ولا تعنفوهما فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له
الآيات 17 ـ 18
( إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب
فأولئك يتوب الله عليهم ، وكان الله عليما حكيما * وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إنى تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار ، أولئك أعتدنا لهم عذابا أليما )
يقبل الله التوبة ممن عمل السوء بجهل ثم يتوب
ولا يقبل الله التوبة ممن يعمل الذنب ويعلم بخطأه ويصر على فعله ويؤجل التوبة فإذا تاب بعد ذلك فلا يقبل منه توبة
وللتائب من الذنب قبول توبته النصوح مالم يغرغر
أما الكافر فلا توبة له إلا بأن يقلع عن كفره
والله يعلم الصادق فى توبته من غيره وهو حكيم فى حكمه
ونتيجة لعلمه كانت حكمته وكان يعفو عن كثير ، وكان يقبل التوبة عن عباده الذين علم عن طبيعة ضعف النفس البشرية ، وعن عداوة الشيطان لها ، وعن أهوائها وغرائزها
فقال : ( يوم نقول لجهنم هل امتلأتوتقول هل من مزيد ) .
وقال : ( وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد ) .
وقال : ( هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ ) .
هذا هو الوعيد والوعد من الرحمن .. إن جهنم لمن أصر علي المعصية إنها تطلب المزيد من العصاة الذين لم يسعدهم الحظ بنفس لوامة منيبة إلي الله ، لمن تكبر وتجبر ، لمن أبي الإنقياد إلي الحق .
لأن .. ( ـــــــــ إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ــــــــــ )
لمن لم يكن له نصيب من سعادة النفس ، وتحقيق الذات في قدرتها علي النجاه من غضب الله ، وجمح شهواتها والإمساك برباطة جأشها عن الإنزلاق مع الأهواء .
ولكن الذين استطاعوا أن يقولوا لرغباتهم ونفوسهم ..لا.. هؤلاء الأمنون من الفزع الأكبر يوم القيامة،الأمنون عند سؤال القبر ، المزحزحون عن النار ( لايمسهم السوء ) يوم القيامة ( ولا هم يحزنون ) .
الدنيا دار متاع زائل ، قليل ، تذهب عن قريب ،والآخرة هى الدار التى لاتزول والنعيم المقيم ، لازوال لها ولا انقضاء وثواب لا انتقال منه .
احذر أن تنعم برحمة الله ومغفرته ثم تعود لما كنت عليه
احذر من أن يقسوا قلبك وتسخر من المعصية وتستصغرها وتصر عليها ،
احذر من اليأس من رحمة الله فيحنوا قلبك على الشيطان وتستسلم لأوامره .. ثم يأت الموت بغته ، ذلك الذى نفر منه فنلاقيه فى المسير ، أو على الفراش ، أو فى شربة ماء أو فى ضحكة من القلب ، أو فى كلمة ، فلا يعلم الغيب إلا العليم القدير ويقول : ( ذلك ما كنت منه تحيد ) ق 19
ماذا تقول غدا وقد أصررت ، ماذا تقول غدا وقد استضعفت ، ماذا تقول غدا وقد ضيعت ، انتظرت إقتراب اللقاء وقد أتاك بغته ، ماذا تقول غدا وقد سخرت ، ماذا تقول غدا وقد عصبت على عيناك فلم تعد ترى غير المعصية ، وصممت أذناك فلم تعد تسمع إلا الضلال والمضلين ، ماذا تقول إذا سئلت عما فعلت ، وعن عمرك فيما أفنيت؟؟
تساؤلات وتساؤلات … هل لنا من توبة ؟
سألها نادمون .. سألها خائفون .. سألها هاربون .
فأما النادمون فبشراهم بالندم والعودة والإنابة إلى الله .
وأما الخائفون فسعداهم، فهذا طريق الرجوع والخلاص .
أما الهاربون … فهؤلاء الذين يبررون لأنفسهم أن لا توبة ولا مغفرة ويبرر لهم الشيطان أعمالهم ، هاربون إلى الشيطان ليحقق لهم أسبابا موهمة ليستمروا على الضلالة ، هاربون من أنفسهم إلى الشيطان .
قال لهم الرحمن عودوا فإنى أنا الغفور الرحيم ، ولكنهم يغمضون أعينهم ويصمون آذانهم حتى لا يعودوا ، أستحوذ عليهم الشيطانفأمتعهم بالمعصية وآيسهم من رحمة الله ونسوا قوله تعالى : ( إنه لا ييئس من روح الله إلا القوم الكافرون ) يوسف 87
وإنه لا يقنط من رحمة الله إلا الظالمون .
( يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها ، ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة ، وعاشروهن بالمعروف ، فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا )
كان الناس فى الجاهلية إذا مات الرجل فإن أحد أقاربه يتزوجها ، وإن أرادوا يزوجوها فعلوا ، وإن أرادوا عدم تزويجها لم يسمحوا لها بذلك ويسبق للتزوج بها من يلقى عليها ثوبا
وكذلك كان من عادتهم أن لو كان للرجل جارية فإن أحد أقاربه يلقى عليها ثوبا ، فإن كانت جميلة تزوجها وإن كانت دميمة حبسها حتى الموت
ولهذا نزلت الآية بالنهى عن تزويج المرأة رغما عن إرادتها كأنهم يرثونها مع الميراث
ثم يقول سبحانه لا تضروا النساء فى العشرة لتترك صداقها وحقوقها لتتخلص من معاشرة زوجها
إلا إذا زنت المرأة فلا حقوق لها وله الحق من مضايقتها لتخلع نفسها
ويأمر الله الرجال بالمعاشرة الطيبة
فمن يجد شيئا يكرهه فى زوجته حتما سيجد فيها صفات أخرى يحبها
وعسى أن يجعل الله الخير فى الدنيا بالصبر عليها
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " خيركم خيركم لأهله ، وأنا خيركم لأهلى " .
الآيات 20 ـ 22
( وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج وآتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا ، أتأخذونه بهتانا وإثما مبينا * وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذن منكم ميثاقا غليظا * ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف ، إنه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا )
وإذا أراد رجل أن يسرح زوجته ويتزوج بأخرى فعليه دفع كل مالها من مؤخر صداق وحقوقها كامله وأى شئ أعطاه لها فهو من حقها ولو كان ملايين
ويوبخ الله الرجل الذى يتعدى حدود الله ويقول كيف لك أن تأخذ صداقها وقد كانت بينكم معاشرة وأفضى بعضكم لبعض وكان بينكم عهود وميثاق أمام الله واستحللت فرجها
ومن يأخذ منها شئ فهذا ذنب كبير تعاقب عليه ( كمن سرق )
ويحرم الله الزواج من زوجة الأب فهى أصبحت كالأم بمجرد عقد الأب عليها ، وهذا مثله كالزنا والفاحشة يكرهه الله وبئس الطريق
ما قد سلف : ما كان يحدث قبل نزول آية التحريم فهو يغفره الله وينتهى عنه
الآيات 23 ، 24
( حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم وخالاتكم وبنات الأخ وبنات الأخت وأمهاتكم اللاتى أرضعنكم وأخواتكم من الرضاعة وأمهات نسائكم وربائبكم اللاتى فى حجوركم من نسائكم الاتى دخلتم بهن فإن لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح عليكم وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم وأن تجمعوا بين الأختين إلا ما قد سلف ، إن الله كان غفورا رحيما * والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم ، كتاب الله عليكم ، وأحل لكم ما وراء ذالكم أن تبتغوا بأموالكم محصنين غير مسافحين ، فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة ، ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة ، إن الله كان عليما حكيما )
ما يحرم من النسب يحرم من الرضاعة
تحرم من الرضاعة ما فوق الثلاث رضعات
أم الزوجة تحرم بمجرد العقد سواء دخل عليها أم لا
الربيبة : هى بنت الزوجة تحرم فى حالة الدخول بالأم ، وإن لم يدخل بالأم حل الزواج منها ( فإن لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح عليكم )
فى حجوركم : تعيش معه وأمها فى مسكن واحد
وتحرم زوجة الإبن
وحرم الجمع بين الأختين
( المحصنات من النساء ) : تحرم المرأة المتزوجة …………..وقيل العفيفة لا تنكح إلا بعد إعطائها مهرها والشهود والولى
( إلا ما ملكت أيمانكم ) : المرأة فى حالة السبى من الحرب
( كتاب الله عليكم ) : كتب الله عليكم ذلك
( وأحل لكم ما وراء ذلك ) : ما هو غير ذلك فهو حلال
( أن تبتغوا بأموالكم محصنين غير مسافحين ) : تتزوجوا بأموالكم وليس بالزنا
( أجورهن فريضة ) : تفرضوا لهن مهرا
( ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة ) : زواج المتعة إذا انقضت المدة فليس لها بعد ذلك شئ وهى منه بريئة ولابد أن تستبرئ ما فى رحمها منه
ولا ميراث بينهما
والله يعلم ما يدور بين الزوجين وله الحكمة من تشريعه
الآية 25
( ومن لم يستطع منكم طولا أن ينكح المحصنات المؤمنات فمن ما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات ، والله أعلم بإيمانكم ، بعضكم من بعض ، فانكحوهن بإذن أهلهن وآتوهن أجورهن بالمعروف محصنات غير مسافحات ولا متخذى أخدان ، فإذا أحصن فإن أتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب ، ذلك لمن خشى العنت منكم ، وأن تصبروا خير لكم ، والله غفور رحيم )
ومن لم يكن معه مالا ليتزوج من الحرائر العفيفات فله أن يتزوج من الإماء والله يعلم بواطن الأمور
ويستأذن مولى الأمة فهو ولى أمرها ولا زواج إلا بإذنه
وادفعوا لهن مهورهن بطيب نفس ولا تبخسوهن حقوقهن استهانة بها أنها أمة ( جارية )
وتعففوا عن الزنا بهن
ولا تتخذوا منهن خليلة
فإذا تزوجن وأتين الزنا فعليهن نصف عقاب الحرائر
( ذلك لمن خشى العنت منكم ) : وهذا مصرح لمن لا يمتلك مهر الحرائر ويخشى الوقوع فى الزنا ولا يصبر على شهوته
ولو صبرتم كان أفضل من التزوج بالجارية
والله غفور رحيم
( يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليم حكيم * والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما * يريد الله أن يخفف عنكم ، وخلق الإنسان ضعيفا )
يبين الله للمؤمنين ما أحل لهم وما حرم ويرشد إلى الطرق الحسنة الحميدة فى طرق السابقين
ويريد أن يتوب عليهم من الإثم والمحارم وهو يعلم ما يصلح للناس وحكيم فى شرعه وأقداره وأفعاله وأقواله
ويريد الله أن يخفف عن المؤمنين فى شرعه وأوامره ونواهيه لما يعلم من ضعف الإنسان فى همته وعزائمه
الآيات 29 ـ 31
( يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ، ولا تقتلوا أنفسكم ، إن الله كان بكم رحيما * ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا ، وكان ذلك على الله يسيرا * إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما )
ينهى الله المؤمنين عن يأكل بعضهم أموال البعض بالباطل ( أى بالرشوة والقمار والربا والسرقة والإغتصاب )
و لهم أن تكون بينهم تجارة يرضى كلا منهم بها وبطريق مشروع
ومن يفعل ذلك فكأنما قتل نفسه وأخيه
والله رحيم بكم فيما يأمركم به
ومن يأكل مال أخيه باطلا فسوف يعذبه الله فى نار جهنم خالدا فيها وهذا سهل على الله
ومن ينتهى عن ويتجنب المحارم فإن الله غفور رحيم يكفر عنه سيئاته ويدخله الجنة
الآيات 32 ، 33
( ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض ، للرجال نصيب مما اكتسبوا ، وللنساء نصيب مما اكتسبن ، واسئلوا الله من فضله ، إن الله كان بكل شئ عليما )
ينهى الله عن تمنى الرجل مال الآخر أو ما أعطاه الله من نساء أو أولاد أو ما يراه خيرا
فكلٌ له جزاء عمله إن خيرا فخيرا وإن شرا فشرا
وللرجال نصيبهم الذى قسم الله من الميراث وللنساء نصيبهم
واسألوا الله وادعوه يرزقكم من فضله
والله أعلم بمن يستحق الخير ومن لا يستحق
( ولكل جعلنا موالى مما ترك الوالدان والأقربون ، والذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم ، إن الله كان على كل شئ شهيدا )
ولكل منكم أيها الناس جعلنا عصبة من أقاربه ووالداه ليرثهم
ومن عقدتم لهم أيمان أن يرثوكم لابد أن يعطوا نصيبهم الذى تعاقدتم لهم به ( تدخل فى الوصية )
وقيل أن عندما آخى الرسول بين المهاجرين والأنصار أصبح لهم عند بعض ميراث الأخوة ثم نسخت بنزول الآية
والله شهيد بينكم على ذلك