عندما ذهبت مع طالباتي في رحلة مدرسية لدار المسنين والمعاقين
الذين والله هم الأصحاء ونحن المعاقين…وقمنا بزيارة بعض الحالات فدخلنا
على نساء قد بلغن من العمر عتيا فمنهن من استقبلتنا بالابتسامة ومنهن من وجدناها
مجرد أنفاس مضطربة وأعين شاخصة………وأقول في نفسي يالله ما أضعف الإنسان…….
وتجمعت تلك العبرات حتى أحست أنها خنقتني حتى دخلت على أزهار …
وهي فعلا زهرة مشرقة….أزهار هي فتاة في ريعان شبابها مثلي ومثلك…
ولكن ماأرى أمامي الا فتاة قد شلت أركانها الأربع فبعدما كانت هي التي تقوم
بنفسها فتنظف نفسها وتأكل وتشرب وتناموتقلب نفسها أثناء النوم دون مساعدة أحد
الآن…………
لا شيء من هذا كله …بعد حادث سيارة….وعندما سألتها كم صار لك وأنتي بهذا الحال؟؟؟؟؟
أجابت : 8 سنوات ……………….عندها لم اتمالك نفسي فسقطت مني تلك الدموع حاولت اخفائها فرآتني ….
أتعلمين بماذا ردت علي أخيتي …
ردت بإبتسامة عريضة في وجهها الذي يشع نورا ثم قالت:
أتظنين أني حزينة أو يائسة …لا والله ( انظري اصبحت هي التي تواسيني ) …
أنا كنت حزينة وشقية عندما كنت هناك وهي تشير إلى النافذة …….
لكن عندما دخلت هذا المكان فوالله الذي لا إله الا هو أني أسعد انسانة وبراحة لا يعلمها الا الله…
ولو سألتيني كم عمري لأجبتك : 8سنوات لأني………….
لم أعرف ربي الا من ثمان سنين
فلله حقا درها ………خرجت من عندها وهي كالجبل الراسي …
وبعد ذلك بأيام رجعت لذلك المستشفى لان مازال هناك بعض المرات أريد أن آتيها
وياليتني لم آتيها……….
فأول غرفة دخلتها فإذا بفتاة قمة في الجمال ولكنها هناك مده على سرير أبيض دون حراك ……..ما خطبها ؟؟؟؟
وبجانبها امرأة مسنة …سلمت وسألت عن حالها…فنظرت لي بنظرة حزن شديد قتلني….ثم أخبرتني قصتها العجب…..(ارعي لي السمع جيدا ان كنت أما)
قالت: أنا أمها وهي متزوجة ولديها طفلين ….كنت اضع سجادتي لأصلي صلاة المغرب وطفليها أمامي يلعبون …فجاءت فضربت أحدهما بشدة لأنه جاء أمامي
فغضبت منها ……..ودعوت عليها وياليتني ما دعوت…
قلت ….جعلك الغيبوبة الي ما تقومين منها……….آآآآآآآآآآآآآآآه لما ؟؟؟؟؟؟؟
أما تعلمين أنك أم يستجاب لك ……وهي الآن من 3 سنوات وهي بهذه الغيبوبة
أرأيت أخيتي …تمالكي نفسك عند الغضب ولا تدعي الا بخير …
ياله ما أضعفني وأضعفك………….
خرجت من عندها وقلبي يعتصر ألما لحال هذه الفتاة أسأل الله لها الشفاء عاجلا غير آجلا………..
أكملت سيري في تلك المرات وعند أحدها أحست أن الأرض تهتز من شدة ذلك الصوت…
يارباه ما هذا ؟؟؟؟؟؟………صوت غناء في هذا المكان ….نساء قد يأتيهم الموت في أي لحظة ومزامير الشيطان تغني عندهم وبهذا الصوت العالي…….
قلت في نفسي حسبي الله ونعم الوكيل على هؤلاء الموظفين الذين لا يخافون الله ..
وياليت كان الأمر كذلك…
أكملت خطاي لأصل لمكان الصوت…اقسم أني دخلت الغرفة وأنا واضعة أصابعي في أذناي من شدة علو الصوت …وعندما دخلت كانت الصدمة…………
عجوز قد احدودب ضهرها…. وشاب شعرها …وتجعد وجهها …وشلت رجلاها..
وبيدها ذلك الريموت لذلك التلفاز أمامها….وقد وضع على قناة غنائية ماجنة ..وقلت يالله مسكينة ماتعرف تغير القناة فأسرعت للتلفاز فغيرت القناة وضعته على المجد.. فالتفت أريد أن أسلم عليها …فإذا بذلك الوجه تغير ..وبدأت تصرخ علي بأعلى صوتها……….أتعلمون ماذا قالت؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
عسى الله ياخذ روحك ….رديه بسرعة على القناة الي قبل شوي …رديه رديه
ياقليلة الحياء..اقسم لكن اني انهرت لحظتها اقتربت منها …قلت: يا يمه اسمعيني
هذا حرام اذكري الله أحسن لك من هذا ………
صرخت وتقول : رديه رديه عسى الله ما يوفقك ……يا ستر يا ستر …..
خرجت من عندها وقلبي يحترق حزنا عليها وأقول …..ياترى كيف كان شباب هذه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
آآآآآه حقا ما أضعفني وأضعفك…….
أخيتي في نهاية مطافنا اعلمي أني وأنتي لن نودع هذه الدنيا
الا بالضحك أو بالبكاء كما استقبلناها بالبكاء……….
ولدتك امك باكيا مستصرخا والناس حولك يضحكون سرورا …فإعمل لنفسك ان تكون اذا بكوا فى يوم موتك ضاحكا مسرورا
نقلت لك أخيتي ما شاهدته والله على ما اقول شهيد
وأصلي على محمد صلى الله عليه وسلم والحمد لله رب العالمين
منقول
بإنتظار القادم والمميز ..{ دوماً
تقبلي مروري ..{ همسة حنان