أخي المسلم أختي المسلمة أعلموا يرحمكم الله أن سفينة النجاة في الوصول الى جنات النعيم والنجاة من نار الجحيم هي في الخوف والرجاء من رب الأرض والسماء تخافه فلانعصيه وترجوه فتقبل على طاعته للفوز بجنته وأنت في هذه الدنيا عبد وأمة بين الإحسان والإساءة فإن احسنت فاستغفر الله واسأله القبول وإن اسأت فتب الى الله من ذنبك وأكثر من الطاعات فإن الحسنات يذهبن السيئات وإياك وتقنيط الشيطان وأعلم أن الله هو الغفور الرحيم :
قال صلى الله عليه وسلم : ( لو يعلم المؤمن ماعند الله من العقوبه ماطمع في جنته احد ، ولو علم الكافر ماعند الله من الرحمة ما قنط من جنته أحد )
أخرجه مسلم ( 4/2109 )
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لايموتن أحدكم الا وهو يحسن الظن بالله )
اخرجه مسلم (4/2205)
قال مطرف كنا نأتي زيد بن صوحان فكان يقول : ياعباد الله أكرموا وأجملوا ، فإنما وسيلة العباد الى الله عز وجل خصلتان : الخوف والطمع.
وعن مطرف أنه تلا هذه الآية : ( وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم وإن ربك لشديد العقاب )
فقال فلو يعلم الناس قدر مغفرة الله ورحمة الله وعفو الله وتجاوز الله لقرت أعينهم ، ولو يعلم الناس نكال الله ونقم الله وبأس الله وعذاب الله ما رقأ لهم دمع ولا أنتفعوا بطعام ولا شراب .
وقال يحى بن معاذ الرازي :
الإيمان ثلاثه : الخوف والرجاء والمحبة ، وفي جوف الخوف ترك الذنوب ، وفيه النجاة من النار ، وفي جوف الرجاء الطاعة ، وفيه وجوب الجنة ، وفي جوف المحبة إحتمال المكروهات ، وبه تجد رضا الله عز وجل .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( قال الله تعالى : سبقت رحمتي غضبي )
أخرجه مسلم (4 / 2108 )
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( إن الله عز وجل خلق مائة رحمة منها رحمة يتراحم بها الخلق وتسع وتسعون رحمة ليوم القيامة ).
أخرجه مسلم (4 /2109 )
وعن أبي ربعي حنظلة بن الربيع الأسدي الكاتب أحد كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لقيني أبو بكر رضي الله عنه فقال كيف أنت يا حنظلة قلت نافق حنظلة قال سبحان الله ما تقول قلت نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرنا بالجنة والنار كأنا رأي عين فإذا خرجنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات نسينا كثيرا قال أبو بكر رضي الله عنه فوالله إنا لنلقى مثل هذا فانطلقت أنا وأبو بكر حتى دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت نافق حنظلة يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وما ذاك قلت يا رسول الله نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة كأنا رأي العين فإذا خرجنا من عندك عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات نسينا كثيرا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لو تدومون على ما تكونون عندي وفي الذكر لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم ولكن يا حنظلة ساعة وساعة ثلاث مرات رواه مسلم قوله ربعي بكسر الراء والأسيدي بضم الهمزة وفتح السين وبعدها ياء مكسورة مشدة وقوله عافسنا هو بالعين والسين المهملتين أي عالجنا ولاعبنا والضيعات المعايش .
عن أبن عباس_ رضي الله عنهما_ قال: كنت خلف النبي صلي الله عليه وسلم يوما فقال: (( يا غلام، إني أعلمك كلمات: أحفظ الله يحفظك، أحفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فأسال الله، وإذا أستعنت فاستعن بالله، واعلم: ان الأمة لو اجتمعت علي إن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وان اجتمعوا علي إن يضروك بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام، وجفت الصحف))([93]). رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح. وفي رواية غير الترمذي: ((أحفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، واعلم إن ما أخطاءك لم يكن ليصيبك، وما أصابك أم يكن ليخطئك، واعلم إن النصر مع الصبر، وان الفرج مع الكرب، وان مع العسر يسرا)).
فلذا أخي أختي في الله أجعل الخوف من الله عز وجل ديدنك مادمت حيا فإذا حضرك الموت فغلب الرجاء وأحسن الظن بربك .
اسأل المولى عز وجل أن يوفقنا جميعا الى الخوف منه ومن عذابه وكذلك حسن الظن بالله ورجاء بلوغ جنته.