إن زواج أى امرأة بعد وفاة زوجها أو بعد الطلاق أمر طبيعى، لكن لا تنسى قبل الإقدام على هذه التجربة أن تتريثى وتستفيدى من تجربتك السابقة خاصةً إذا كانت تجربة طلاق.
قد تشعر المطلقة أن طلاقها هو النهاية للحياة التى كانت تحلم بها – أن تكون زوجة لرجل عظيم وتتفرغ هى لرعاية بيتها وأطفالها أو ربما تكون امرأة عاملة تعود لبيتها بعد يوم عمل طويل لتكمل رسالتها فى رعاية بيتها وأطفالها – لكن على أية حال الطلاق ليس نهاية العالم. رغم أن فترة ما بعد الطلاق عادةً ما تكون صعبة على المطلقة سواء من الناحية النفسية أو الاجتماعية وأحياناً من الناحية المادية إلا أنه بعد مرور الوقت الكافى لا يوجد مانع من أن تتخذ المطلقة قراراً بالزواج من إنسان آخر. الحياة تسير وربما تكون حياتك التالية أكثر نجاحاً وسعادة مع شخص آخر مستفيدة بتجربتك السابقة سواء من ناحية اختيار الشخص الأنسب لك أو من ناحية تجنب السلبيات التى أدت إلى الطلاق. فكرى فى النصائح الآتية قبل الإقدام على تجربة زواج جديدة.
أعطى لنفسك الوقت الكافى
إن إنهاء علاقة زوجية أياً كان السبب تجربة قاسية وستحتاجين إلى وقت لكى تبرئى منها. لا تتسرعى وتلقى بنفسك فى أول تجربة تقابلك معتقدة أن هذا سيضمد جراحك ويخفف من صدمتك. اشغلى نفسك وقومى بالاستمتاع بالأشياء التى ربما لم يكن لديك وقت للاستمتاع بها خلال علاقتك الزوجية الأولى. ركزى على الاهتمام بنفسك – اشتركى فى جيم، احضرى دروساً أو ندوات مفيدة، أو مارسى هواية لم يكن لديك الوقت لممارستها. وقد يفيدك أيضاً أن تتحدثى إلى أخصائى.
لا تفقدى الثقة بنفسك
أحياناً تبدو فكرة العودة إلى الزوج السابق فكرة مغرية، وربما تكون بالفعل فكرة صائبة إذا درستما مشاكلكما جيداً واستعنتما باستشارة أخصائى نفسى مختص بشئون الزواج والأسرة، لكن لا تنسى أن الطلاق قد حدث حتماً لأسباب فلا يجب أن تغفلى هذه الأسباب عند التفكير فى العودة إلى زوجك السابق.
فى نفس الوقت إذا قابلت الشخص المناسب وشعرت أنه الشخص الذى سيسعدك، لا تستمتعى إلى من يحاولون إثناءك دون مبرر مقنع ولا تفقدى الثقة بنفسك بل فكرى جيداً واستعينى بآراء ذوى الخبرة الذين تثقين بهم.
استفيدى من دروس الماضى
كل علاقة زوجية لها تحدياتها وعليك أن تعرفى نوعية المشاكل التى تستطيعين التعامل معها ونوعية المشاكل التى ليس لديك القدرة على التعامل معها. هذا هو أهم درس يجب أن تكونى قد استفدتيه من تجربتك السابقة. ما هى الصفات الشخصية المهمة بالنسبة لك؟ لا يوجد إنسان كامل، لكن يجب على سبيل المثال أن تحرصى على أن يكون الشخص الذى سيشاركك حياتك يتمتع بنفس المبادئ والأخلاقيات التى تتمتعين بها وأيضاً أن يكون لكما بعض الاهتمامات المشتركة.
كونى أمينة مع نفسك
ربما لا تجدين فى نفسك الرغبة فى الإفصاح عن سبب الطلاق لأحد لكن يجب أن تكونى أمينة مع نفسك. إذا لم يكن زوجك السابق مخلصاً، أو إذا كان مدمناً، أو حتى إذا كان إنساناً لا يحتمل، فكرى لماذا اخترتيه من البداية. هل كانت هناك علامات تجاهلتيها؟ هل اكتشفت متأخراً أنه ليس الشخص المناسب لك ولكن لم يكن لديك الشجاعة للانسحاب من العلاقة؟ هل استحوذت عليك رغبتك فى الزواج لدرجة أنك لم ترغبى فى النظر بعمق إلى شخصية الطرف الآخر؟ هل حدث بينك وبين زوجك بُعد وفتور لأسباب كان يمكن تجنبها؟ ما هو حجم مسئوليتك تجاه ما حدث؟
كونى واقعية
عندما تكونين أمينة مع نفسك بخصوص الأسباب التى أدت إلى إنهاء علاقتك السابقة، ستكونين أكثر واقعية عند التعامل مع تجربتك التالية. لا تتوقعى أن يصلح زواجك الثانى ما أحدثه زواجك السابق ولا تقعى فى نفس الأخطاء، لكن بالاستفادة من تجربتك السابقة وبالقوة التى خرجت بها من تلك التجربة، لا يوجد ما يمنع من تبادل مشاعر الحب مع إنسان آخر وتسعدى معه بعلاقة زوجية مستقرة.
عندما يكون لديك أطفال…
إن التفكير فى زواج جديد قد لا يكون سهلاً حتى ولو لم يكن لديك أطفال، فما بالك لو كان هناك أطفال. رغم أن وجود أطفال يتطلب الإمعان بشكل أكبر فى تلك العلاقة الجديدة إلا أنه لن يمنعك من الزواج إذا وُجد الشخص المناسب لك ولأطفالك.
استشيرى أولاً
تبعاً لعمر طفلك وظروف الطلاق، قد تحتاجين لبعض الجلسات الاستشارية المتخصصة – من قبل طبيب نفسى مختص بشئون الأسرة – قبل التفكير فى الزواج مرة أخرى. يشعر الأطفال عادةً أن كل الأحداث المحيطة إنما تدور حولهم هم وبالتالى فهم يحتاجون لاهتمام أكثر كما أنهم يحتاجون للشعور بالأمان والاطمئنان خلال مرحلة الطلاق وما بعدها. ستساعدك الاستشارات المتخصصة على رؤية الأمور بشكل صحيح واتخاذ القرار السليم فى المرة التالية.
كونى صادقة
عند بدء علاقة جديدة، كونى صادقة مع الإنسان الذى تنوين الارتباط به وأخبريه من البداية أنك مطلقة وأم. بهذه الطريقة تكونين قد أوضحت له الأمر وبناءً على هذه الحقيقة ستستمر العلاقة أو تنتهى تبعاً لرد فعل الطرف الآخر وعلى إحساسك الفطرى.
الأطفال يتمتعون بمشاعر حساسة أكثر مما نتصور، فإذا سألك طفلك إن كنت تنوين الزواج من أحد، كونى صادقة معه دون الدخول فى تفاصيل كثيرة. هذه فترة حرجة فى حياة طفلك، فلا تكذبى عليه لأنك إذا فعلت سيفقد طفلك الثقة بك.
أخبرى زوجك السابق
قد يكون هذا هو أصعب تحدى بالنسبة لك، لكن إذا كانت ظروف طلاقك تسمح، حاولى أن تخبرى زوجك السابق بأنك تنوين الزواج من إنسان آخر. إن حكمة زوجك السابق وتقبله للأمر ونظرته لمصلحة طفلكما بغض النظر عن أى شئ آخر سيساعد طفلكما على التأقلم بشكل أفضل مع الوضع الجديد.
إذا كان هذا مستحيلاً وواجهك زوجك السابق بعاصفة من الهجوم والتهديد، استعينى بمساعدة إنسان يحترمه زوجك السابق ويقدر رأيه. أنت لك الحق فى الزواج مرة أخرى دون أن يكون عليك عبء تحمل أى سلوك غير مقبول من زوجك السابق.
اختارى الوقت المناسب
تعرفى على الإنسان الذى تنوين الارتباط به قبل أن تعرفيه على طفلك. إن اختيار الوقت المناسب لتقديم هذا الإنسان لطفلك هو فى الواقع أمر ليس سهلاً لأنك قد لا ترغبين فى تقديمه لطفلك فى وقت مبكر لخوفك من احتمال عدم إتمام العلاقة، وفى نفس الوقت ربما لا تريدين الانتظار طويلاً حتى تعرفيه على طفلك وترين مدى تقبل كل منهما للآخر. كما أنك بالطبع تريدين أن يسمع طفلك منك أنت أولاً عن هذا الموضوع. راقبى حالة طفلك النفسية والمزاجية بشكل عام. إذا شعرت أنه متوازن وغير مضطرب وشعرت أن الوقت مناسب، حاولى عمل مقابلة تلقائية بينه وبين الإنسان الذى تنوين الزواج منه. إذا أظهر طفلك رد فعل سلبى، انتظرى وأعطيه بعض الوقت. لا تتعجلى، ستجدين فرصاً أخرى، فطفلك لازال متأثراً بطلاقك ولو كنت قد تمكنت أنت من تخطى تلك الأزمة ربما لم يتمكن هو بعد من التغلب عليها.
اختارى المكان المناسب
عند ترتيب المقابلة الأولى بين طفلك والإنسان الذى تنوين الارتباط به، حاولى أن تجعلى اللقاء بسيطاً وغير رسمى. إن وجود بعض أفراد الأسرة واختيار مكان عام مثل النادى أو مطعم يمكن أن يبعث فى طفلك الاطمئنان عما لو تمت المقابلة فى البيت بينهما هما الاثنين فقط. لا تتوقعى الكثير فى أول مقابلة، فلابد أن تمنحى طفلك الوقت الكافى.
كونى صبورة
من الطبيعى ألا يحب طفلك من البداية الشخص الذى تنوين الزواج منه بل ربما يشعر تجاهه بالكره. كونى مستعدة للتعامل مع هذه المشاعر بتفهم وصبر. كثير من الأطفال يتمنون أن يعود آباؤهم وأمهاتهم إلى بعضهم البعض وقد يحتاج هؤلاء الأطفال بعض الوقت حتى يستسلموا ويعرفوا أن هذه الأمنية لن تتحقق.
لا تتدخلى فى كل صغيرة وكبيرة
قد تشعرين برغبة فى التدخل فى كل تفاصيل علاقة طفلك بزوج المستقبل، لكن لا تفعلى ذلك. اتركيهما يتعرفان على بعضهما البعض بالمعدل الذى يناسبهما ولا تجبريهما على التصرف بشكل معين، فلابد أن يتوصلا هما لعلاقة ترضى كل منهما.
حياتك لم تنته لمجرد أنك مطلقة ولديك أطفال، فهو واقع تمر به الكثير من السيدات هذه الأيام. عندما تقررين الزواج مرة أخرى، كونى متعقلة، لا تتعجلى وركزى على الأشياء المهمة. البيت المستقر الآمن هو أهم شئ بالنسبة للطفل، فإذا استطعت أن تمنحيه هذا البيت مع زوج جديد، فأنت بذلك تمنحيه شيئاً حقاً له قيمة.
واصلي تألقك والله ولي التوفيق
بارك الله فيكي أختي …
ننتظر منك الكثير من خلال إبداعاتك المميزة يا أحلى وردة