وأشهد أن لا إله إلا الله البر الكريم , الرؤوف الرحيم , وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الهادي الى صراط مستقيم , والداعي الى دين قويم ,
صلوات الله وسلامه عليه وعلى سائر النبيين والصالحين..
أما بعد : فعن أَبِي مسعودٍ عُقبَةَ بْن عمْرٍو الأَنْصَارِيِّ رضي اللَّه عنه قال:
قال رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: "مَنْ دَلَّ عَلَى خَيْرٍ فَلهُ مثلُ أَجْرِ فَاعِلِهِ "رواه مسلم.
الدلالة على الخير يعنى أن يبين الإنسان للناس الخير الذى ينتفعون به في أمور دينهم ودنياهم .
فينبغي على الإنسان أن يكون دائماً دالاً على الخير , داعياً الى الله و لكن
لا يشترط أن يكون عالماً فاهماً في جميع أبواب العلم , بل يدعو بما علم وعرف ,
ولا يدعو بلا علم أبداً , فاذا فقهت في احكام الصلاة وعرفتها جيداً فادعو اليها,
واذا عرفت فضل صلاة الضحى وان ركعتي الضحى سنة وانه ينبغي للإنسان ان يصلى
ركعتين في الضحى وبينتها للناس ثم اتبعك الناس وصاروا يصلون الضحى
فلك مثل أجورهم من غير أن تنقص من اجورهم شيئاً
فعن أَبِي هريرة رضي اللَّه عنه أَن رسولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال:
"منْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ منْ تَبِعَهُ لا ينْقُصُ ذلِكَ مِنْ أُجُورِهِم شَيْئاً،
ومَنْ دَعَا إِلَى ضَلاَلَةٍ كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ لا ينقُصُ ذلكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئاً"
رواه مسلم.
وهكذا علم الناس بما علمت وعرفت ودلهم على ذلك , ففضل الله واسع , فتأتيك
جبال من الحسنات يوم القيامة على عملك هذا , فتخيل أي عمل تقوم به
ويكون فيه خير للناس يكون فيه أجر عظيم , والله يجازى الإحسان بالإحسان .
وينبغي على الانسان ان لا يستهين بأي شيء حتى ولو كان هذا العمل بسيط لقول
النبي صلى الله عليه وسلم ( بلغوا عنى ولو آية ) فهذا فيه تكليف من النبي صلى الله عليه وسلم .
ولكن على الانسان ان ينتبه ويأخذ في حسبانه أن يكون حكيماً في دعوته , فكل أناس لهم دعوة خاصة حسب ما يليق بحالهم
لقوله تعالى : "{ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ}
[النحل:125]
والله من وراء المقصد