السكن فوق الماء سر من الاسرار التي سجلت لسكان جنوب العراق القدماء الذين نقلوها فيما بعد الى أسلافهم الذين استوطنوا هذا الجزء من العالم الذي شهد فجر أولى الحضارات وحتى سنوات قريبة قبل ان يتم تجفيف الأهوار بعد حرب الخليج الثانية، حيث كان الناس يمارسون حياتهم الطبيعية وهم فوق مياه الأهوار العراقية التي تحمل بيوتهم ومدارسهم ومراكزهم الصحية التي أقيمت معظمها من قصب البردى. يقول العالم العراقي كولدن علي الشاوي مخترع المدن العائمة لـ«الشرق الأوسط»
ويقول الشاوي ان مساحة كل جزيرة تبلغ 800 متر مربع تبنى من جذوع النخيل والقصب ويجري طلاؤها بمادة القير الاسود، اما الهيكل الخارجي فتستخدم فيه صفائح الالمنيوم الخفيف الوزن، اما بخصوص ارضية الجزيرة فيمكن استخدام طبقة خفيفة من الخشب. ويصل العمر التقريبي لهذه المدن اكثر من 100 عام شرط عدم انخفاض مستوى الماء عن (1.5) متر مكعب وكلما ازداد عمق المياه أصبح بالامكان زيادة عدد جذوع النخيل لتصبح مساحة الجزيرة اكبر.
وتصل كلفة بناء جزيرة من طابقين بين 30 و35 مليون دينار عراقي (11 الى 13 ألف دولار) علماً ان تكلفة بناء الدار الواحدة من الاسمنت والحديد تقارب كلفة جزيرة واحدة. ويشكو المخترع العراقي من مطاردة النظام العراقي السابق له، لكنه يواجه الآن اهمال واضطهاد القوات الأميركية كما يقول.
ويحمل الشاوي براءة عدة اختراعات منها: تحويل الطاقة الشمسية الى تبريد (الماء والهواء)، إقامة الشلالات السياحية الباردة من خلال دفع الماء الى الجبل ونزول مياه باردة اعتماداً على الطاقة الشمسية، تصعيد مياه النهر الى ارتفاع 70 مترا وتوليد الطاقة الكهربائية باساليب جديدة وسفن تتحدى الغرق.
المصدر .. صحيفة الشرق الأوسط