يعرف علماء النفس الثقة بالنفس على انها هي إحساس الانسان بقيمة نفسه من بين ما يحيط به من اشياء,
ونرى انعكاسات هذه الثقة في كل حركة من حركات الانسان وكل سكنة من سكناته, فعندما يتصرف الإنسان بشكل طبيعي دون قلق أو رهبة فتكون تصرفاته مسيطر عليها والتحكم بها يكون
سهلا وبعيدا عن تأثيرات الاخرين.
و قد يكتسب الانسان الثقة بالنفس من البيئة التي تحيط به والناس الذين يتعايش معهم وتتأتى من عوامل عدة منها القدرة على تجاوز الصعوبات و المواقف المحرجة.. والحكمة في التعامل مع
الاخرين وتوطين النفس على تقبل النتائج مهما كانت .
ولا شك أن الثقة بالنفس تعتبر من العوامل الهامة التي تساعد على استقرار ورقي حياة الإنسان وتطورها,وكلما ازدادت ثقة الإنسان بنفسه كلما أصبح أكثر قدره على مواجهة مصاعب الحياة
ومتطلباتها وهمومها ولكن إذا ما تجاوزت الثقة بالنفس الحد المطلوب والمعقول فإنها بذلك تصبح وبالا وخطرا على صاحبها لأنها في هذه الحالة ستتحول إلى غرور.
أن الثقة بالنفس ليست صعبة المنال أو هي من المعوقات الشديدة للإنسان ,ولكن تحتاج الى الصبر والعمل بجد لكي نصل إلى ما نطمح إليه ,من خلال تحديد المسار والأهداف والثقة بالنفس
أولالأنك اكثر من غيرك معرفة بمواقع القوة والضعف في نفسك .
اذن دعني اتوقف هنا وأتسأل كيف نزرع الثقة في أبنائنا ؟!
ان تدريب الطفل على تحمل المسؤولية ومساعدته على تحقيق ذلك من أهم الامور لأن أي نجاح يحققه في هذا المجال يدفعه إلى مزيد من المحاولات ويزيد من ثقته بنفسه.. ومن المهم ان
يكون تشجيعنا لأطفالنا تشجيع نابع عن دراية بمواقع الخير عندهم والبحث عن مكامن القوة في أنفسهم ومحاولة زرع الثقه بهم حتى لايؤثر ذلك على شخصيتهم اثناء الكبر.
ومن ناحية أخرى علينا الابتعاد عن تكليف أبنائنا ما لا طاقة لهم عليه ولا نصفهم بصفات غير مرغوب بها,قد تودي الى احساسهم بعقدة النقص.. ونخلق منهم اناسا مترددون ومهزومون
وانطوائيون , وعلى العكس من ذلك عندما نتعامل معهم برفق واحترام ومحاولة إشراكهم في بعض الأمور والقرارات المهمة ,ونترك لهم متسع من الاختيار مراعين بذلك العمر والمرحلة
التي هم فيها ليحسوا بان لهم كيانهم المسقل.
وان من أهم الاشياء هي مدح أبنائنا أمام الاخرين وعدم توبيخهم أمام الزملاء والضيوف وان اخطئوا يمكن إعطاء إشارة بسيطة عن الخطأ الذي أحدثه كي لا يتكررهذا الخطاء في المرات
القادمة.
وإتاحة الفرصة لهم أن في تكوين علاقات اجتماعية مع زملائهم وأن يتحدثوا عما يجول في أذهانهم بدون ردع او وازع من الخوف فهذا ينمي لديهم الشعور بانهم أشخاص لهم ماكانتهم بين والديهم ومجتمعهم.