وهذه الاختلافات مسموح أن تشمل جوانب الحياة كلها، ولكن بعيدا عن الجانب الفكرى، حيث إن غياب التوافق الفكرى ووجود حالة من الاختلاف الفكرى يسبب مشكلات كبيرة فى الأسرة, بسبب وجود طرفين كل منهما يفكر بطريقة مختلفة عن الآخر.
وكلمة مختلفة تعنى متضادة و(خاصة لأن الفكر يكون اتجاهين مع أو ضد) وبالتالى ستكون رغباتهم متضادة، ومن هنا ستبدأ المشكلة لأن كل طرف يرغب فى إقناع الآخر برأيه وإن لم يقتنع الآخر سيلجأ أحد الأطراف لأسلوب الاستهزاء والسخرية، وهذا من شأنه خلق حاجز كبير بين الزوجين ويكسر مشاعر الود بينهما، حتى يقوم أحدهم بالتنازل عن وجهة نظره.
وتشير شيماء فؤاد إلى أن أهم شىء فى العلاقة الثنائية هو شعور طرف بتقدير الآخر له عندما يتنازل عن رأيه، وإلا سيصيبه حالة من الندم والإحباط ويؤدى لتفاقم وتراكم المشكلات, لهذا يجب أن يتوافر التكافؤ الفكرى حتى تكون الاتجاهات واحدة أو حتى تكون متقاربة,
ومثال لذلك هذه القصة:
فتاة مرهفة الحس من مجتمع ريفى تزوجت من زوج تعليم جامعى وأسرة لا يوجد بها أمى واحد، فجميعهم حاصلون على تعليم جامعى ولكن كانت ثقافتهم تساوى لا شىء، ملحوظة هناك فرق بين الثقافة والعلم، وبالتالى فكرهم ووعيهم مشبع بالجهل.
هذه الفتاة وضعت طفلتها الأولى ومنذ ذلك الحين إلى عشرة أيام وهى حزينة تجهش بالبكاء بين الحين والآخر وعندما تُسأل عن السبب لا تجد سبباً تجيبهم به سوى أنها لا تستطيع السيطرة على حالة الضيق المفاجئ التى انتابتها وصارحتهم أنها أحيانا لا تطيق الطفلة فاتهمت بالدلال تارة، بالإضافة لاتهامات أخرى، وخلال العشرة أيام لم يجدوا تفسيراً منطقياً (فى حدود معرفتهم) لما يحدث لها سوى أن بها مـساً
فى حين أن الفتاة تتعرض فقط لحالة تعرف باكتئاب ما بعد الولادة التى تحدث لـ 33% من النساء وهى ضمن من ساقهن القدر ليصابوا به.
اكتئاب ما بعد الولادة يمكن تداركه وعلاجه ببساطة عن طريق الرعاية وجرعات الحب الكبيرة والكثيرة حتى تنقضى وتعود الأم لحالتها الطبيعية لترعى طفلها وبيتها
مجرد الجهل بهذه المعلومة أدى إلى طلاق الفتاة وتشويه سمعتها، لذلك لابد من توافر حالة من التوافق الفكرى والعقلى حتى نتفادى مشكلات أسرية كثيرة.