تخطى إلى المحتوى

التعلم و التهييء للامتحان } 2024.

شروط الوجود أو الحياة ثلاثة و هي׃

أن تكون – أن تعمل – أن يكون لديك.

1- أن تكون يمكن أن نلخصها فيما يلي׃ أن يكون الإنسان قادرا على تحديد شخصيته عارفا لذاته وخصوصياته ؛ بما في ذلك؛ الحالة المادية، النفسية، التكوين التربوي …الخ.
2 – أن تعمل ׃ هذا اللفظ يعني العمل ، الحركة، تنفيذ شيء ما و بلوغ هدفك والرقي بمستواك .
3- أن يكون لديك׃ الإمتلاك ، أن تكون قادرا على إصدار آراء، وتتخذ وضعية أو اتجاها معينا ، وتتحمل مسؤولياتك.

سر النجاح يكمن في القدرة على الحركة والتحكم في مجريات الأمور. التكوين الشخصي ،والتجربة الشخصية للفرد، والتمتع بالذكاء ، و التواصل؛ كل هذه العناصر تيسر النجاح وتحقق طموح من يتبناها في حياته العملية.
إن معضلة الإمتحان والتهييء له غدت مشكلة يعاني منها جل التلاميذ إذا لم نقل الكل. فما هي الصعوبات التي تعترض سبيل المتعلم نحو تحقيق النجاح ؛ وما هي المراحل التي يجب تجاوزها من أجل ولوج غمار الإمتحان في أحسن الظروف وبمعنويات مرتفعة.
سوف نركز في عرضنا على عنصرين مهمين وهما ׃ عملية التعلم ؛ والتهييء القبلي للإمتحان.

_ 1 ٭ التعلم ׃ هو عملية تغيير دائم في طريقة التفكير و معالجة مختلف المواضيع مع التحكم في كيفية بلوغ نتيجة معينة. إن التعلم الذي يؤثر فعلا في سلوك الإنسان وتصرفاته هو ذاك التعلم الذي يمارسه عن طواعية وعن قناعة ؛ حيث يكتشف الفرد الحل بنفسه معتمدا على إمكاناته وطريقة تحليله الخاصة للوضعية أو السياق اللذين يوجد فيهما. فالأستاذ لا يمكن له أن يقوم بعمل المتعلم ؛ لذا وجب على التلميذ أن يكون عنصرا فعالا وأن يشارك في إغناء الحصة و إثرائها بأسئلته واستفساراته حول النقاط الغامضة.
الصعوبة هي أصل التعلم ׃ التعلم يقترن بالصعوبة ؛ فالإنسان يتعلم ما لا يعرف فعله أو القيام به . نستنتج إذن أننا نريد تعلم الأشياء التي لم يسبق لنا أن مارسناها من قبل؛ وأنه لا يمكن الوصول إلى مبتغانا إلا بالعمل الجاد والجهد.
كما أن الرغبة في التعلم والاهتمام بالمواد الدراسية عاملان أساسيان يشجعان على البحث والمثابرة، إذ لا يمكن أن تتعلم أو تنتبه لموضوع لا يثير اهتمامك . فالحاجة منطلق التعلم ؛فهي تعتبر المحرك الرئيسي لنشاط الفرد؛ وهناك عدة أنواع من الحاجات׃
الحاجة إلى التواصل والتبليغ والتحاور؛
الحاجة إلى ربط علاقات المودة والإحترام؛
الحاجة إلى اكتساب المعرفة وتوظيفها واكتشاف المجهول؛
الحاجة إلى الإستقلالية .

ونرى أن هذين العنصرين الأخيرين مهمين ، لأن عملية التعلم تتم داخل المؤسسة التعليمية و خارجها( في البيت) ؛ وإذا لم يتدبر المتعلم هذا الأمر فإنه يقطع علاقته بالدراسة بمجرد مغادرته للمؤسسة التعليمية. أما الذي يرغب في التعلم ويعتمد على نفسه من أجل تطوير قدراته وتنمية ذكائه، فإنه ينظم عمله في بيته، ويقسم وقته من أجل إعطاء كل مادة حقها و يقوم بتمارين ،و يحل مشكلات جديدة لم يسبق له أن تناولها مع المدرس في الفصل الدراسي.
لذا وجب الإنتباه إلى ما يقدمه المدرس من شروحات أو توضيحات لأن ما يقال أكثر بكثير مما يدون في دفاتر الملخصات. يقول تامبال دوكلو ( Timbal Duclaux) في هذا الصدد ׃« ليس التدوين الجيد ،هو تدوين كل شيء، و لا عدم تدوين أي شيء، و لكنه تدوين الأساسي.»
يعبر المتعلم عبر تدوينه للنقاط المهمة عن اهتمامه و انتباهه، و أنه يشارك بطريقة فعالة في بناء معارفه التي تنتج عن فهمه؛ لأن عملية التعلم مقرونة بالفهم الذي يمكن المتعلم من تحديد المشكلة المطروحة والسياق الذي تنتمي إليه أو الذي وضعت فيه؛ من أجل اختيار المعارف الصالحة والضرورية للمعالجة.

كي يحصل التلميذ على مردودية أحسن ونتائج مرضية ؛لا بد له من طريقة محكمة ومنهجية عمل لا تدع المجال للصدفة و الحظ.

المنهج أو الطريقة مجموعة قواعد يقينية وسهلة تتيح لكل الذين يلتزمون بها التزاما دقيقا أن لا يعتبروا صحيحا ما هو خاطئ. و للمنهج أربعة قواعد أساسية هي׃
1. قاعدة البداهة أو الوضوح ومؤداها تعليق الحكم وعدم قبول إلا ما يتميز بالبداهة أي أن يكون واضحا ومتميزا؛
2. قاعدة التحليل ؛ و أساسها تقسيم المفاهيم المركبة إلى عناصر بسيطة ومسائل أولية؛
3. قاعدة النظام ؛ أي تنظيم الأفكار بالانطلاق من البسيط إلى المركب وترتيبها بشكل يجعلها متسلسلة؛
4. قاعدة تعيين مختلف أجزاء كلية معينة ، والانتقال بواسطة حركة الفكر المتواصلة من حكم إلى آخر بطريقة تضفي الوضوح على المجموع.

بعدما حاولنا أن نبرز باختصار منهجية العمل ؛ نود أن نقترح كيفية تحليل موضوع و التعامل معه . فنحن لا نريد أن نقدم وصفات جاهزة و إلا سنكون قد تناقضنا مع مبدإ الاستقلالية والتحكم الذاتي للمتعلم في تدبير تعلمه.
كيفية تحليل موضوع׃
كتابة موضوع و الإجابة عن أسئلته ليس أمرا هينا كما يتخيله بعض التلاميذ؛ فغالبا ما يقتصر البعض منهم على سرد فقرة من الدرس أو أكثر وهذا خطأ شائع ؛ لأن المطلوب هو التحليل والإقناع . سنقدم بعض شروط الكتابة׃
· تحديد السياق الذي ينتمي إليه السؤال؛
· ضرورة وضع تصميم أو خطة عمل حتى يتجنب التلميذ الممتحن التكرار ويتبين له إذا كان قد أدرج جميع النقاط في الموضوع أم أنه نسي فكرة معينة؛
· دقة البرهنة والتنسيق بين الأفكار وعناصر الجواب؛
· الوضوح ׃ لا يكفي أن يكون الموضوع واضحا للتلميذ فقط ، بل يجب أن يكون الأمر مماثلا أيضا عند المتلقي ( الأستاذ المصحح).
يعتبر مشكل التعامل مع المدة الزمنية المخصصة لإجراء الامتحان من المشاكل التي يواجهها التلميذ؛ لذا وجب التركيز على الموضوع وتحديد المشكلة التي سيعمل على إيجاد حل لها ؛ وهذا لن يتم إلا إذا تمت قراءة السؤال وفهمه ؛ لأنه إذا فهم السؤال تبينت خطوط الجواب ؛ كما أنه لا بد من البحث عن المشكل المطروح من أجل تحديد المهمة الواجب القيام بها.
الثقة بالنفس والاعتماد على مجهوداته و قدراته الشخصية ، هما أهم شيء يجب أن يوليهما التلميذ الممتحن أهمية قصوى؛ فبدونهما لن يجرأ على كتابة أي شيء وسينتظر من يشير عليه أو يهمس له بما يجب أن يقوم به، في الوقت الذي يكون فيه صاحبه منهمكا بالإجابة على السؤال ، وهذه مضيعة للوقت تحول دون التوفق في إعطاء أجوبة مركزة.
نتمنى أن نكون قد ساهمنا بتحليلنا المتواضع في إثراء عملية التهييء للامتحان وكيفية معالجة الموضوع ؛ و أطلب من الله أن يوفق التلاميذ و يعينهم على اجتياز الامتحانات في أحسن الظروف، و أن ينير عقولهم و يكتب لهم النجاح.:101xv6:

م/ن
خليجية

الف شكر لكي غاليتي على الموضوع المميز
وما نحرم من ابداعاتك انشاء الله تعالى
انا بأنتظار المزيد من تألقك حبيبتي
مع خالص حبي وتقديري لكي….
$>>الألماسة<<$

خليجية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.