تخطى إلى المحتوى

البركة 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم

تعريف البركة
قال الراغب: "البركة هي ثبوت الخير الألهي في الشيء". قال تعالى: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ [الأعراف: 96]. وسمي بذلك لثبوت الخير فيه ثبوت الماء في البِرْكة..[1] والمبارك ما فيه ذلك الخير[2].

قال ابن القيم – رحمه الله -: " البركة حقيقتها الثبوت واللزوم والاستقرار، فمنه برك البعير: إذا استقر على الأرض، ومنه المبرك: لموضع البروك"، وقال صاحب الصحاح: " وكل شيء ثبت وأقام فقد برك، والبَرْك الإبل الكثيرة، والبِرْْكة بكسر الباء كالحوض، والجمع البِرَك " ذكره الجوهري قال: يقال وسميت بذلك لإقامة الماء فيها، والبركاء: الثبات في الحرب والجد فيها.

قال الشاعر:
ولا ينجي من الغمرات إلا *** بَرَاكَاءُ القِتَالِ أو الفرارُ

والبركة: النماء والزيادة، والتبريك الدعاء بذلك، ويقال باركه الله وبارك فيه، وبارك عليه، وبارك له، وفي القرآن: أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا [النمل: 8 ]، وفيه: وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ [الصافات:113] تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا [الأنبياء: 81] وفي الحديث: {وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ }[3]، وفي حديث عبدالرحمن بن عوف أنه قال لسعد بن الربيع – رضى الله عنهما -: {بارَكَ اللَّهُ لَكَ فِي أَهْلِكَ وَمَالِكَ }[4]، والمبارك الذي قد باركه الله، كما قال المسيح – عليه السلام – وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ [مريم:31] وكتابه مبارك، قال تعالى: وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ [الأنعام: 92] ، وقال تعالى كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ [ص: 29]، وهو أحق أن يسمى مباركاً من كل شيء لكثرة خيره ومنافعه، وجوه البركة فيه، والرب تعالى يُقال في حقه تبارك ولا يقال مبارك[5].

قال ابن الأثير – رحمه الله – عند شرحه ما جاء في حديث الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- { بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ}[6] أي أثبت له وأدم ما أعطيته من التشريف والكرامة، وهو من برك البعير إذا ناخ في موضع فلزمه، وتُطلق البركة أيضاً على الزيادة، والأصل الأول[7].

وقال ابن القيم – رحمه الله – " فهذا الدعاء يتضمن إعطاءه من الخير ما أعطاه لآل إبراهيم وإدامته وثبوته له، ومضاعفته له وزيادته، هذا حقيقة البركة"[8].

وبهذا يتضح أن البركة هي ثبوت الخير ودوامه، أو كثرة الخير وزيادته، أو هما معاً[9].

بارك الله فيك اخيتي
وجعله الله في ميزان اعمالك
اختك ام ورد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.