تخطى إلى المحتوى

استمتعوا من هذا البيت 2024.

مَهْوى أفئدة المؤمنين وهداية الله للعالمين
استمتعوا من هذا البيت

أشار القرآن الكريم الى مكانة البيت الحرام في اكثر من موضع،
منها قوله تعالى:
«إن أول بيت وضع للناس للذي بكة مباركا وهدى للعالمين، فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا».

فهو اول بيت اس على توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له،
وهو اول بيت وضع للناس للعبادة وإقامة ذكر الله
منذ امر الله ابراهيم ان يرفع قواعده وان يخصصه للطائفين والعاكفين والركع السجود.

وبكة من اسماء مكة
، قيل: سميت بذلك لانها تبك اعناق الظلمة والجبابرة

فكم من جبار قصد البيت بسوء فأهلكه الله.

وقيل: لان الناس يتباكون فيها،
اي يزدحمون.

عن ابي ذر رضي الله عنه قال:
قلت:
يا رسول الله اي مسجد وضع اول:
قال: «المسجد الحرام»،
قلت: ثم اي؟
قال: المسجد الاقصى.
قلت: كم بينهما؟،
قال: اربعون سنة.
قلت: ثم أي؟
قال: «ثم حيث ادركتك الصلاة فصل فكلها مسجد».

هذا البيت جعله الله مباركا وجعله هدى للعالمين،
وجعله مثابة للناس اي محلا تشتاق اليه النفوس وتحن.

ولا ينصرف عنه منصرف
وهو يحس انه قد قضى منه وطره
ولو تردد عليه كل عام،

ولعل ذلك استجابة من الله تعالى لدعاء خليله ابراهيم في قوله:
«فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون».

كما جعل الله هذا البيت آمنا
، فهو بمنزلة الامن لكل خائف،
وليس هذا لمكان آخر في الارض.

كان الرجل يلقى فيه قاتل ابيه او اخيه فلا يعرض له بسوء.

ولذلك قال سبحانه يمن على العرب به
: «أولم يروا أنا جعلنا حرما آمنا ويتخطف الناس من حولهم».

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«إن هذا البلد حرمه الله يوم خلق السموات والارض
فهو حرام بحرمة الله الى يوم القيامة،
وانه لم يحل القتال فيه لأحد قبلي
ولم يحل لي الا في ساعة من نهار،
فهو حرام بحرمة الله الى يوم القيامة،
لا يعضد شوكه ولا ينفر صيده، ولا تلتقط لقطته الا من عرفها».

ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب هذا البيت،
وقال وهو يودع مكة في طريقه الى المدينة وقت الهجرة:
«والله إنك لخير ارض الله واحب البلاد الى الله ولولا ان قومك اخرجوني منك ما خرجت».

وقال صلى الله عليه وسلم:
استمتعوا من هذا البيت،
فإنه هدم مرتين، ويرفع في الثالثة.

وقد هدمت الكعبة قبل البعثة ثم بنيت،
ثم هدمها السيل
وبنتها قريش والنبي صلى الله عليه وسلم معهم وسنه خمس وثلاثون سنة
في قصة الرداء المشهورة.

د. جمعة علي الخولي

تحياتي

عاشقة الماضي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.