أحذر ان تكون قاطع لرحمك فمن فعل هذه الكبيرة فهو ملعون مبغوض ولايقبل عمله ولا يدخل الجنة فأحذر ان تكون منهم وقم بصلة رحمك ولو بزيارة او مكالمة او رسالة أو كلمة طيبة
أعلم أن قاطع الرحم ملعون في كتاب الله فقد قال الله تعالى ( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ ( ) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ) و قال علي بن الحسين لولده يا بني لا تصحبن قاطع رحم فإني وجدته ملعونا في كتاب الله في ثلاثة مواطن
أعلم أن قاطع الرحم من الفاسقين الخاسرين فقد قال الله تعالى ( وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ ( ) الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ )
أعلم أن قاطع الرحم تعجل له العقوبة في الدنيا ولعذاب الأخرة أشد وأبقى فعن أبي بكر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه بالعقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم ) رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه
أعلم أن قاطع الرحم لا يرفع له عمل ولا يقبله الله فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( إن أعمال بني آدم تعرض على الله تبارك وتعالى عشية كل خميس ليلة الجمعة فلا يقبل عمل قاطع رحم ) حسنه الألباني
أعلم أن قاطع الرحم قاطع للوصل مع الله فعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الرحم معلقة بالعرش تقول من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله ) رواه البخاري ومسلم وهذا لفظه
أعلم أن قطع الرحم سبب في المنع من دخول الجنة فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا يدخل الجنة قاطع رحم ) رواه الترمذي
اما الذي يصل رحمه فقد فاز بإذن الله بخير الدنيا والآخرة
الذي يصل رحمه أخذ الإيمان بالله واليوم الآخر فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه ) رواه البخاري
الذي يصل رحمه فاز بإذن الله بزيادة العمر وبسط الرزق فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه ) رواه البخاري ومسلم . والمراد بزيادة العمر هنا إما : البركة في عمر الإنسان الواصل أو يراد أن الزيادة على حقيقتها فالذي يصل رحمه يزيد الله في عمره فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية : الرزق نوعان : أحدهما ما علمه الله أن يرزقه فهذا لا يتغير . والثاني ما كتبه وأعلم به الملائكة فهذا يزيد وينقص بحسب الأسباب .
الذي يصل رحمه كانت صلة الله للواصل فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ من خلقه قالت الرحم هذا مقام العائذ بك من القطيعة قال نعم أما ترضين أن أصل من وصلك واقطع من قطعك قالت بلى يا رب قال فهو لك ) رواه البخاري ومسلم.
الذي يصل رحمه من أعظم أسباب دخول الجنة : عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن رجلا قال يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم ) رواه البخاري ومسلم
الذي يصل رحمه اطاع لله عز وجل فهي وصل لما أمر الله به أن يوصل ، قال تعالى مثنيا على الواصلين ( وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ )
الذي يصل رحمه يشيع المحبة بين اقاربه فبسببها تشيع المحبة ، وبهذا يصفو عيشهم وتكثر مسراتهم
الذي يصل رحمه وحرص على إعزازهم أكرمه أرحامه وأعزوه وأجلوه وسودوه وكانوا عونا له فبذلك يكون أخذ خير الدنيا والآخرة بإذن الله
لاتقل انني اصل رحمي وهم لايصلونني
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجل جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني وأحسن إليهم ويسيئون إليَّ وأحلم عنهم ويجهلون عليَّ، فقال صلى الله عليه وسلم ( لئن كنت قلت فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك ) رواه مسلم. والمل هو الرماد الحار، فكانه شبه ما يلحقهم من الألم والإثم – والحالة هذه – بما يلحق آكل الرماد الحار . كما قال صلى الله عليه وسلم ( ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل إذا قطعت رحمه وصلها ) رواه البخاري.
معنى الحديث : إن صلة الرحم ليست في أن يكتفي الإنسان بصلة من وصله فهذه تسمى مكافأة… بل أعظم ما يكون من الصلة هي في وصل من حصلت منه القطيعة
الحمدلله رب العالمين على نعمة الاسلام
الحمدلله رب العالمين على نعمة الاسلام