إختصاصي التغذية ثامر محمد أبو العزم يطلع قارئات «سيدتي» على بعض الأطعمة التي تحظى بسمعة سيئة، وهي في واقع الأمر بريئة من هذه الإتهامات!
.
الرياض ـ وليد الشيخ
اللحوم الحمراء
كان من الشائع قديماً أن للحوم الحمراء تأثيراً صحياً سيئاً على الجسم، وذلك اعتقاداً أنها تؤثّر على صحة القلب، وأنها تساعد على زيادة احتمالات الإصابة بالجلطات القلبية وأمراض الشرايين وارتفاع ضغط الدم. ولهذا السبب، إبتعد الكثيرون عن تناول اللحوم الحمراء واستبدلوها باللحوم البيضاء المتمثلة في السمك والدواجن. إلا أن الدراسات الحديثة أوضحت أنّ اللحوم الحمراء يمكن أن تحتوي على دهون أقل من تلك الموجودة في الدجاج: فمئة غرام من لحم الدجاج يمكن أن تحتوي على 129 سعرة حرارية أي أقل مما تحتويه الكمية عينها من اللحوم الحمراء التي تصل إلى 135 سعرة حرارية. ولكن حجم الدهون في الكمية ذاتها في الدجاج تصل إلى 4.8 غرامات، بينما هي فقط 4.5 غرامات في اللحم الأحمر!
وفضلاً عن ذلك، إن قطعة من اللحم الأحمر يمكن أن تعطي الشخص الذي يتناولها ثلاثة أضعاف معدن الحديد الذي يزوّد الجسم بالطاقة التي يحتاجها، كما أنها توفر للجسم قرابة أربعة أضعاف من معدن الزنك الذي يحتاجه الجسم لتقوية جهاز المناعة.
وقد يتساءل البعض: هل اللحوم الحمراء تعتبر من الدهون المشبعة التي تضرّ بالقلب والشرايين؟ والإجابة هي أن لحم الدجاج يمكن أن يكون أفضل في هذه الناحية، ولكن بدرجة بسيطة.
ويستنتج من ذلك: أنَّ تناول اللحوم الحمراء لأيام قليلة في الأسبوع الواحد لن يكون مؤذياً للجسم، بل ستشكّل جزءاً هاماً من نظامه الغذائي.
«الآيس كريم»
إعتادت بعض الأسر على تناول علبة كبيرة من «الآيس كريم» خلال السهرة يومياً، وبالطبع فإن هذا التصرف لا يعدّ أبداً من الأمور المفيدة للصحة، ولكن رغم الإشاعات التي طالت «الآيس كريم» مؤخراً، إلا أنه ليس بهذا السوء. فهو لا يحتوي على كميات كبيرة من الدهون بعكس أنواع الحلويات الأخرى، كما أنه لا يجعلك تطلبين تناول المزيد والمزيد منه، كما أن عملية هضمه تتمّ بشكل بطيء، ويتمّ فرز سكره تدريجياً في الجسم.
ويقول الخبراء إن 75 غراماً من «الآيس كريم» تحتوي على 6 غرامات من الدهون و114 سعرة حرارية، وأنها تكون أفضل خيار بعد الغداء من قطعة صغيرة من الفطيرة الحلوة التي تحتوي على 511 سعرة حرارية و43 غراماً من الدهون.
الخبز الأبيض
من المعتقدات الخاطئة الابتعاد عن تناول الخبز الأبيض، واستبداله بالخبز المصنوع من حبة القمح الكاملة أي الخبز الأسمر، وذلك بحجة أن الخبز الأسمر غني بالألياف، وهذا الإعتقاد صحيح، إلا أنه لا يعني أبداً أن نبتعد نهائياً عن تناول الخبز الأبيض، وذلك لأن الخبز الأبيض القليل الألياف له ميزة أخرى تتمثّل في مساعدة الجسم على امتصاص كمية أكبر من معدن الكالسيوم، حيث إن الألياف تعوق عملية امتصاص الجسم للكالسيوم.
الزبدة
تتّجه شريحة كبيرة من الناس إلى استخدام الزبدة النباتية المستخرجة صناعياً من الزيوت النباتية، وذلك في الوقت الذي يتجنّبون فيه تناول الزبدة الطبيعية المستخرجة من الحليب، وهذا السلوك يعتبر منطقياً ومقبولاً خصوصاً بالنسبة لأولئك الذين يعانون من ارتفاع نسبة «الكوليسترول» أو بعض المشكلات الصحية الأخرى. ولكن، إذا كانت صحتك جيدة ولا تعانين من «الكوليسترول»، فإنه من غير المنطقي أن تتخلّي نهائياً عن الزبدة الحيوانية. فمن المعلوم أنّ 10 غرامات من الزبدة الطبيعية يمكن أن تعطي الشخص ثمانية غرامات من الدهون، والتي تعتبر ربع الكمية التي تحتاجها المرأة في نظامها الغذائي اليومي، وسدس الكمية التي يحتاجها الرجل في نظامه الغذائي اليومي. وأكّد الخبراء أن الزبدة هي أحد المصادر الطبيعية القليلة لفيتامين D الذي يحتاجه الجسم بشكل ضروري في غذائه اليومي، كما أن الزبدة الطبيعية المستخرجة من حليب البقر الذي تمّت تغذيته على العشب تقوم بتزويد الجسم بالمواد المقاومة للتأكسد «البيتا كاروتين»، والتي تساعد على حماية الرئتين والقلب.
