المعاشرة الزوجية بين الزوجين هي مؤشر دقيق وحساس لطبيعة العلاقة النفسية والروحية بينهما، فهي تعكس درجة ارتباطهما مع بعضهما البعض، وتعكس مدى الاندماج والمحبة التي زرعها الله في نفس كل منهما تجاه الآخر، لذلك فإن على الرجل والمرأة معرفة بعض الأمور المتعلقة بالمعاشرة الزوجية، وتحقيق جوانب الرضا والحب والحنان للشريك، فكثيراً ما تزول المشاكل والخلافات على فراش الزوجية.
بيد أن بعض النساء يعانين من عدم معرفة بعض الأمور المتعلقة بالمعاشرة الزوجية، ليس كرهاً في الزوج أو بعداً عن المعاشرة الناجحة، ولكن بسبب الجهل في بعض الأمور.. ومن هذه الأخطاء:
الاستجابة المتأخرة للمعاشرة:
تعاني الكثير من النساء المتزوجات حديثاً من عدم وجود استجابة منها للمعاشرة الزوجية مع الزوج الجديد، وذلك لأسباب نفسية، ولعدم تعودها على وجود رجل في حياتها يشاركها الفراش والمنزل بشكل كامل. وقد تقصر فترة عدم الاستجابة أو تطول بحسب طريقة التعامل بين الزوجين.
ومن الأخطاء التي تقع فيها بعض النساء: اعتقادها أن المعاشرة الزوجية أمر مستحيل، وأنه لا يمكن وجود اتصال مع زوجها، وقد تستمر في رفض تقبّل وجود الزوج معها في فراش الزوجية، الأمر الذي يؤثر سلباً على قدرة الزوج، حيث يسبب الفشل المتكرر له حالة نفسية تؤدي لوجود ضعف مؤقت أو دائم لدى الزوج.
المبادرة:
بسبب صفة الخجل التي ترافق الكثير من النساء، فإن الكثير من المتزوجات ينتظرن المبادرة الدائمة من الزوج للمعاشرة الزوجية، ويقتصر دورهنّ على الرضا أو الرفض، تبعاً لعدّة أمور، منها الحالة النفسية، ومنها الإجهاد أو التعب أو الحزن أو الغضب أو غيرها. إلا أن الرجل يفضّل بين الحين والآخر أن تبادر زوجته إلى دعوته، ولو بشكل غير مباشر لفراش الزوجية.. إذ يضطر بعض الأزواج للمبادرة بشكل دائم في المعاشرة، الأمر الذي يجعلهم يصلون أحياناً إلى الملل من هذا الدور، وقد يشعرون بوجود نقص أو خلل في العلاقة، أو يعتقدون بوجود برود دائم لدى الزوجة.. لذلك فإن المبادرة في بعض الأحيان سوف تزيد وتعمّق العلاقة بين الزوجين، فالله سبحانه وتعالى شرع وأباح للزوجين بعضهما البعض.
لا تفكري بما لا تملكين أمره:
تعاني بعض الزوجات من التفكير الدائم بعض الأمور المزعجة خلال المعاشرة الزوجية، الأمر الذي يوجد حاجزاً نفسياً بين الزوجين. ومن هذا التفكير مثلاً، تركيز الزوجة على شكل بطنها، أو سمنتها الزائدة، أو غيرها من الأمور التي لا تستطيع تغييرها. وقد تركز على بعض الأمور الثانوية، كالماكياج، أو درجة الإضاءة في الغرفة أو غيرها من الأمور التي لا يفيد التفكير فيها خلال هذه الأوقات.
لا تتهمي الزوج دائماً:
تعتقد بعض الزوجات أن عزوف الأزواج عن المعاشرة الزوجية هو دليل على نقص المحبة منه تجاهها، وهذه من الأخطاء الشائعة، إذ تؤكد الدراسات العلمية أن الزوج قد تثنيه عن المعاشرة الزوجية أسباب عديدة، منها: التعب، والإرهاق، والانشغال بأمور فكرية، والمرض، والخوف، والديَن وغيرها، وهذا ليس له علاقة بمحبّة الزوج لزوجته. لذلك فإن على الزوجة أن تراعي هذه الظروف لدى الزوج، وأن تقدّر الأيام التي لا تستطيع هي فيها معاشرة زوجها لأسباب عديدة، مع أنها تحبه، لذلك فإن انشغال الزوج أحياناً عن المعاشرة لا يدل على نقص محبته لها.
لا تستمعي لنصائح صديقاتك:
تجد بعض الزوجات أنفسهنّ رهينة للأفكار المسبقة عن المعاشرة الزوجية، بسبب الأحاديث السابقة مع الأخوات أو الصديقات، أو بسبب تجارب النساء الأخريات. وهذه التجارب عادة ما تكون مختلفة عن المعاشرة الزوجية مع الزوج، إذ إن لكلّ زوجين علاقتهما المميزة والمختلفة عن غيرهما. وينصح الخبراء الزوجات بإلغاء كل الأفكار السابقة، وخوض تجربة الزواج والمعاشرة الزوجية بكل خصوصيتها مع الزوج.