ما الفرق بين دعاء المسألة ودعاء العبادة ؟ 2024.

ما الفرق بين دعاء المسألة ودعاء العبادة ؟

الحمد لله
تستعمل كلمة "الدعاء" للدلالة على معنيين اثنين :
1- دعاء المسألة ، وهو طلب ما ينفع ، أو طلب دفع ما يضر ، بأن يسأل الله تعالى ما ينفعه في الدنيا والآخرة ، ودفع ما يضره في الدنيا والآخرة .
كالدعاء بالمغفرة والرحمة ، والهداية والتوفيق ، والفوز بالجنة ، والنجاة من النار، وأن يؤتيه الله حسنة في الدنيا ، وحسنة في الآخرة … إلخ .
2- دعاء العبادة ، والمراد به أن يكون الإنسان عابداً لله تعالى ، بأي نوع من أنواع العبادات ، القلبية أو البدنية أو المالية ، كالخوف من الله ومحبة رجائه والتوكل عليه ، والصلاة والصيام والحج ، وقراءة القرآن والتسبيح والذكر ، والزكاة والصدقة والجهاد في سبيل الله ، والدعوة إلى الله ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ….. إلخ .
فكل قائم بشيء من هذه العبادات فهو داعٍ لله تعالى .
انظر : "القول المفيد" (1/264) ، "تصحيح الدعاء" (ص 15- 21) .
والغالب أن كلمة (الدعاء) الواردة في آيات القرآن الكريم يراد بها المعنيان معاً ؛ لأنهما متلازمان ، فكل سائل يسأل الله بلسانه فهو عابد له ، فإن الدعاء عبادة ، وكل عابد يصلي لله أو يصوم أو يحج فهو يفعل ذلك يرد من الله تعالى الثواب والفوز بالجنة والنجاة من العقاب .
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله :
"كل ما ورد في القرآن من الأمر بالدعاء ، والنهي عن دعاء غير الله ، والثناء على الداعين ، يتناول دعاء المسألة ، ودعاء العبادة" انتهى .
"القواعد الحسان" (رقم/51) .
وقد يكون أحد نوعي الدعاء أظهر قصدا من النوع الآخر في بعض الآيات .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله – في قول الله عزّ وجلّ : (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ * وَلاَ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) الأعراف/55-56- :
" هاتان الآيتان مشتملتان على آداب نوعَيِ الدُّعاء : دعاء العبادة ، ودعاء المسألة :
فإنّ الدُّعاء في القرآن يراد به هذا تارةً وهذا تارةً ، ويراد به مجموعهما ؛ وهما متلازمان ؛ فإنّ دعاء المسألة : هو طلب ما ينفع الدّاعي ، وطلب كشف ما يضره ودفعِه ،… فهو يدعو للنفع والضرِّ دعاءَ المسألة ، ويدعو خوفاً ورجاءً دعاءَ العبادة ؛ فعُلم أنَّ النَّوعين متلازمان ؛ فكل دعاءِ عبادةٍ مستلزمٌ لدعاءِ المسألة ، وكل دعاءِ مسألةٍ متضمنٌ لدعاءِ العبادة .
وعلى هذا فقوله : (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فإنّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدّاعِ إِذَا دَعَانِ) يتناول نوعي الدُّعاء … وبكل منهما فُسِّرت الآية . قيل : أُعطيه إذا سألني ، وقيل : أُثيبه إذا عبدني ، والقولان متلازمان .
وليس هذا من استعمال اللفظ المشترك في معنييه كليهما ، أو استعمال اللفظ في حقيقته ومجازه ؛ بل هذا استعماله في حقيقته المتضمنة للأمرين جميعاً .
فتأمَّله ؛ فإنّه موضوعٌ عظيمُ النّفع ، وقلَّ ما يُفطن له ، وأكثر آيات القرآن دالَّةٌ على معنيين فصاعداً ، فهي من هذا القبيل .
ومن ذلك قوله تعالى : (قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلاَ دُعَاؤُكُمْ) الفرقان/77 أي : دعاؤكم إياه ، وقيل : دعاؤه إياكم إلى عبادته ، فيكون المصدر مضافاً إلى المفعول ، ومحل الأول مضافاً إلى الفاعل ، وهو الأرجح من القولين .
وعلى هذا ؛ فالمراد به نوعا الدُّعاء ؛ وهو في دعاء العبادة أَظهر ؛ أَي : ما يعبأُ بكم لولا أَنّكم تَرْجُونَه ، وعبادته تستلزم مسأَلَته ؛ فالنّوعان داخلان فيه .
ومن ذلك قوله تعالى : (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) غافر/60 ، فالدُّعاء يتضمن النّوعين ، وهو في دعاء العبادة أظهر ؛ ولهذا أعقبه (إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي) الآية ، ويفسَّر الدُّعاء في الآية بهذا وهذا .
وروى الترمذي عن النّعمان بن بشير رضي الله عنه قال : سمعتُ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول على المنبر : إنَّ الدُّعاء هو العبادة ، ثمّ قرأ قوله تعالى : (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) الآية ، قال الترمذي : حديث حسنٌ صحيحٌ .
وأمَّا قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ) الآية ، الحج/73 ، وقوله : (إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثًا) الآية ، النّساء/117 ، وقوله : (وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَدْعُونَ مِنْ قَبْلُ) الآية ، فصلت/48 ، وكل موضعٍ ذكر فيه دعاءُ المشركين لأوثانهم ، فالمراد به دعاءُ العبادة المتضمن دعاءَ المسألة ، فهو في دعاء العبادة أظهر …
وقوله تعالى : (فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدّينَ) غافر/65 ، هو دعاء العبادة ، والمعنى : اعبدوه وحده وأخلصوا عبادته لا تعبدوا معه غيره .
وأمَّا قول إبراهيم عليه السّلام : (إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعاء) إبراهيم/39 ، فالمراد بالسّمع ههنا ااء الطّلب ، وسَمْعُ الربِّ تعالى له إثابته على الثناء ، وإجابته للطلب ؛ فهو سميعُ هذا وهذا .
وأمَّا قولُ زكريا عليه السّلام : ( ولم أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا ) مريم/4 ، فقد قيل : إنَّه دعاءُ لسّمع الخاص ، وهو سمعُ الإجابة والقبول ، لا السّمع العام ؛ لأنَّه سميعٌ لكل مسموعٍ ، وإذا كان كذلك ؛ فالدُّعاء : دعاء العبادة ودعالمسألة ، والمعنى : أنَّك عودتَّني إجابتَك ، ولم تشقني بالرد والحرمان ، فهو توسلٌ إليه سبحانه وتعالى بما سلف من إجابته وإحسانه ، وهذا ظاهرٌ ههنا .
وأمَّا قوله تعالى : (قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ) الآية ، الإسراء/110 ؛ فهذا الدُّعاء : المشهور أنَّه دعاءُ المسألة ، وهو سببُ النّزول ، قالوا : كان النّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يدعو ربه فيقول مرَّةً : يا الله . ومرَّةً : يا رحمن . فظنَّ المشركون أنَّه يدعو إلهين ، فأنزل اللهُ هذه الآيةَ .
وأمَّا قوله : ( إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ ) الطّور/28 ، فهذا دعاءُ العبادة المتضمن للسؤال رغبةً ورهبةً ، والمعنى: إنَّا كنَّا نخلص له العبادة ؛ وبهذا استحقُّوا أنْ وقاهم الله عذابَ السّموم ، لا بمجرد السّؤال المشترك بين النّاجي وغيره : فإنّه سبحانه يسأله من في السّموات والأرض ، (لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا) الكهف/14 ، أي : لن نعبد غيره ، وكذا قوله : (أَتَدْعُونَ بَعْلاً) الآية ، الصّافات/125 .
وأمَّا قوله : (وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ) القصص/64 ، فهذا دعاءُ المسألة ، يبكتهم الله ويخزيهم يوم القيامة بآرائهم ؛ أنَّ شركاءَهم لا يستجيبون لهم دعوتَهم ، وليس المراد : اعبدوهم ، وهو نظير قوله تعالى : (وَيَوْمَ يَقولُ نَادُوا شُرَكائِي الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فلمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ) الكهف/52 " انتهى .
"مجموع فتاوى ابن تيمية" (15/10-14) باختصار . وانظر أمثلة أخرى في "بدائع الفوائد" لابن القيم (3/513-527) .
والله أعلم .

روعه

أركان العبادة فأن انتفض ركن فسدت العبادة 2024.

أركان العبادة، فإن انتقض ركن فسدت العبادة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً، أما بعد:
في هذه الحلقة نذكر أموراً أخرى تتعلق بالعبادة، التي شمل معناها الوجود، وعمت كل موجود، سوى الله تعالى، فالكل يعبد الله كما قال -تعالى-:{تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا} (44) سورة الإسراء.
ومن الأمور التي سنتحدث عنها: ركنا العبادة.
للعبادة ركنان أساسيان لا تقوم إلا عليهما جميعاً، فإن انتقض ركن فسدت العبادة، ولا يقبل الله إلا ما توفر فيه ذانك الركنان:
الأول: الإخلاص لله تعالى.
الثاني: اتباع الشرع في جميع العبادات من غير ابتداع.
والأول هو أساس الدين الذي قال الله عنه:{وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء} (5) سورة البينة ) ومعنى الإخلاص: تصفية الإرادة والتوجه إلى الله -تعالى- بالعمل، وتخليص العبادة من شوائب الرياء، وحب الفخر، والسمعة.. ومن الإخلاص-أيضاً- احتقار العبد عمله أمام نعم الله عليه، فمن أعجب بعمله أحبط وهو لا يشعر! ولهذا كان العجب بالأعمال وتضخيمها في النفس من محبطات الأعمال، وقد أطلق بعض السلف على ضرورة تجنب العجب قوله: إخلاص الإخلاص، أي أن الإخلاص يحتاج إلى تخليصه من العجب بالعمل، فلو أن عبداً صلّى في غرفة مغلقة مظلمة لا يراه إلا الله فهذا لا شك أنه إخلاص؛ لأن العمل كان مقصوداً به الله، دون حب الرؤية من أحد، ولكن بقي شيء هام جداً، وهو ألا يعجب العبد بعمله هذا، وتوسوس له أنه من عباد الله المقربين، وأنه قد عمل عملاً كبيراً!! بل يحمد الله ويستغفر بعد هذا العمل، ويعلم أنه لو بات الليل ساجداً، والنهار صائماً، لما وفى حق نعمة من نعم الله -عز وجل- فكيف بركعة أو ركعتين؟!
ولهذا قال بعض السلف الصالح: لأن أنام الليل إلى الفجر فأصبح مستغفراً خير من أن أقوم الليل كله فأصبح معجباً -أي معجباً بالعمل-.. وليس معنى هذا دعوة للنوم عن العبادة!! لكن فيه تنفيراً وزجراً عن العجب بالنفس – والعياذ بالله-.
وقد جاء في الإخلاص أحاديث كثيرة تبين أنه ركن وأساس في العبادة فعن أبي هريرة – رضي الله عنه – في وصف أسعد الناس بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قال: لا إله إلا الله خالصاً من قلبه)) رواه البخاري ، وفي الصحيحين من حديث عتبان أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((فإن الله قد حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله ))
وجاء في حديث الأعمال بالنيات ما يبين أهمية ذلك الأساس ((إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى)).. الحديث, متفق عليه.
وكان عمر بن الخطاب يقول: (اللهم اجعل عملي كله صالحاً، واجعله لوجهك خالصاً، ولا تجعل فيه لأحد شيئاً).
وأقوال السلف ومواقفهم في هذا الركن العظيم لا تحصى كثرةً واستفاضةً، وهم قد حققوا ذلك واقعاً في حياتهم – رضي الله عنهم جميعاً-.
الركن الثاني: إتباع الشرع في العبادات
والمقصود بهذا أن يأتي الإنسان بالعبادات موافقة للشريعة الإسلامية اتباعاً لكتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، فلا يقبل الله -تعالى- أي قربة أو عبادة تخالف شريعة الله، وإن ظن صاحبها أنها قربة فهي وبال عليه وكربة؛ لأن التقرب يكون بما شرع الله – عز وجل- ولهذا يقول -تعالى- في بيان أهمية هذا الركن وما قبله:{فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} (110) سورة الكهف، والعمل الصالح هو الموافق للشرع، وما خالفه فهو الفاسد، وقوله: (وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًاً) نفي الشرك عن العبادة، وهو معنى الإخلاص ..
وقد حذر النبي -صلى الله عليه وسلم- من زاد في الدين أو أحدث عبادة يظنها قربة وطاعة، وبين أنها مردودة عليه فقال: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) رواه البخاري ومسلم.
وكان -صلى الله عليه وسلم- يقول في خطبته يوم الجمعة : ((أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدى هدي محمد -صلى الله عليه وسلم- وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة)) خرجه مسلم في صحيحه.
وعن العرباض بن سارية قال: وعظنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- موعظة ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب، فقلنا: يا رسول الله! إن هذه لموعظة مودع، فماذا تعهد إلينا ؟ قال: ((قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك، من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ، وعليكم بالطاعة وإن عبداً حبشياً، فإنما المؤمن كالجمل الأنف، حيثما قيد انقاد )) رواه ابن ماجه وصححه الألباني.
وقال الله عن أهمية اتباع الرسول في شرعه:{قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } (31) سورة آل عمران.
فتبين بهذا أن العبادة لا تصح إلا بهذين الركنين العظيمين وهما الإخلاص والمتابعة للنبي -صلى الله عليه وسلم-.
وقد جاء عن السلف الصالح ما يبين اشتراط ذلك للعبادة في كلامهم، وأن العبد لا تقبل منه العبادة إلا بهذين الأساسين العظيمين، يقول الفضيل بن عياض في قوله الله:{لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًاُ} قال: أخلصه وأصوبه، قالوا: يا أبا علي، ما أخلصه وأصوبه؟! قال: إن العمل إذا كان خالصاً ولم يكن صواباً لم يقبل، وإذا كان صواباً ولم يكن خالصاً لم يقبل، حتى يكون خالصاً صواباً، والخالص: أن يكون لله، والصواب: أن يكون على السنة).نسأل الله بإسمه الأعظم أن يرزقنا الإخلاص والقبول وحسن الخاتمة وصلى اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين

خليجية[/IMG]

خليجية
سلمت يداك
جـــــزآآكـ الله الفردوس

الفرق بين العادة والعبادة 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم

العبادة: ما أمر الله به ورسوله تقربا إلى الله وابتغاء ثوابه.

العادة: ما اعتاده الناس فيما بينهم من المآكل والمشارب والملابس والمعاملات ونحوها.

والأصل في العادات الحل إلا ما قام الدليل على منعه؛ كتقليد المسلمة للكافرة، وتقليد المسلم للكافر، وتشبه المرأة بالرجل، وتشبه الرجل بالمرأة وغيرها.

وقد يكون أداء بعض الواجبات الدينية عادة عند البعض؛ فهو بصلي ما دام بين معارفه وأهله؛ فإذا سافر بعيدا ترك الصلاة، فمثل هذا صلاته كانت عادة وليست عبادة، ولو كانت عبادة لاستمر عليها وما تركها.

كذلك المرأة التي تلبس العباءة في مجتمعها فإذا سافرت إلى بلاد أخرى خلعت عباءتها وتبرجت تبرج الجاهلية، فمثل هذه كان لباسها عادة وليس عبادة.

فإذا كان الباعث على العبادة الرياء أو المداهنة فإنها لا تقبل عند الله تعالى؛ لقوله جل وعلا: (فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا) [سورة الكهف، 110]

ولقوله صلى الله عليه وسلم: ((إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرىء ما نوى…)) [رواه الشيخان]. والله أعلم.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

شكرا جزيلا على موضوعك الاكثر من رااااااائع.
جزاك الله الجنة من غير حساب ولا سابق عذاب.

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد.