دعوة للخشوع والإطمئنان لنيل رضى الرحمن 2024.

الســــــلام عليـــــكم ورحمـــــة الله وبركــــاتـه
بسم االله وكفى وصلاتا وسلاما على من اصطفى
محمد وآله ومن إلى طريقهم قد اقتفى
فأما بعد يا أخيتي الحبيبة
كلنا نعلم ان الصلاة عماد الدين

لهذا انسج اليك كلماتي.. يا من الى نداء الرحمن سرتي.
همسة اهمسها في أذنيك فاسمعيها وعيها…
انه الخشوع.يا اخية…….اين انت منه ؟؟
الاتعلمين أن خشوعك في صلاتك من أسباب قبولها عند الله عز وجل ، وأن صلاتك سوف تعرض على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنون …
وانها سبب لنجاتك في الاخرة كما قال صلى الله عليه وسلم:
إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن صلحت فقد أفلح و أنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر، فإن انتقص من فريضته شيء، قال الرب عز وجل: ((انظروا هل لعبدي من تطوع فيكمل بها ما انتقص من الفريضة ثم تكون سائر أعماله على هذا))
إذن.. لما أراكِ في صلاتكِ تلتفتين.. وفي السماء تحدقين.. وتارة بخماركِ تلعبين..؟؟
الست في صلاتك تبحثين عن رضا الرحمن و والفوز بالجنان.. فما جدواها إذن إن كانت دون خشوع أو اطمئنان.
ألا تخشين قول المنان :
{ فويل للمصلين ، الذين هم عن صلاتهم ساهون }
هل تأملتي من الذي توعدهم ربنا بالويل..إنهم ليسوا بالكافرين ولا بالفاسقين بل إنهم مصليين إلا أنهم في صلاتهم ساهين..
ترضين أن تدخلي في زمرتهم ياغالية..؟؟. لا والله إن رضيتي أنتِ فأنا لا أرضاه لكِ من باب حبنا وأخوتنا في الله فلا يؤمن أحدنا حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه.
كيف لا وهي قرة العين.. اسمعي الى حديث نبينا المصطفى عليه الصلاة والسلام: « خمس صلوات افترضهن الله تعالى ، من أحسن وضوءهن ، وصلاهن لوقتهن ، وأتم ركوعهن وخشوعهن ؛ فكان له على الله عهد أن يغفر له ، ومن لم يفعل فليس لـه على الله عهد إن شاء غفر له ، وإن شاء عذبه » أخرجه أحمد ، وأبو داود واللفظ له ، وصححه الألباني
وايضا قال عليه الصلاة والسلام:
((ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها ،الا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب مالم تؤت كبيرة وذلك الدهر كله))[رواه مسلم
ومن هذا المنطلق أخية وجب عليك أن تحذري من وساوس الشيطان فهو عدو لك يوسوس لك في صلاتك كي يذهب خشوعك ويضيع صلاتك . فكلما عزمت السير الى الله عز وجل ، يقطع عليكِ طريقك….ولكي تقطعي أنتِ عليه الطريق
عليكِ بالالتزام بالاستعاذه بالله عز وجل منه والتثبت والصبر ولا تيأسي ، لأن الاستمرار في الاستعاذة منه يذهب عنك كيد الشيطان ومكره
قال تعالى:((ان كيد الشيطان كان ضعيفا))
وايضا تنفيد وصية الرسول المصطفى بنفث عن يسارنا ثلاثا كما جاء في حديث الخنزب

واليك فتوى للشيخ محمد بن العثيمين رحمه الله لمن يسهو في صلاته
س9: أنا امرأة أفعل ما فرضه الله علي من العبادات ، إلا أنني في الصلاة كثيرة السهو ، بحيث أصلي وأنا أفكر في بعض ما حدث من الأحداث في ذلك اليوم ، ولا أفكر فيه إلا عند البدء في الصلاة ، ولا أستطيع التخلص منه إلا عند الجهر بالقراءة فبم تنصحني؟
جـ : هذا الأمر الذي تشتكين منه يشتكي منه كثير من المصلين ، وهو أن الشيطان يفتح عليه باب الوساوس أثناء الصلاة فربما يخرج الإنسان وهو لا يدري عما يقول في صلاته ، ولكن دواء ذلك أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم وهو أن ينفث الإنسان عن يساره ثلاث مرات وليقل : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، فإذا فعل ذلك زال عنه ما يجده بإذن الله عز وجل وأنه يناجي الله تبارك وتعالى ويتقرب إليه بتكبيره وتعظيمه وتلاوة كلامه سبحانه وتعالى بالدعاء في مواطن الدعاء في الصلاة ، فإذا شعر الإنسان بهذا الشعور فإنه يدخل على ربه تبارك وتعالى بخشوع وتعظيم له سبحانه وتعالى ومحبة لما عنده من الخير وخوف من عقابه إذا فرط فيما أوجب الله عليه . ((الشيخ ابن العثيمين))
ولتعلمي يا درة غالية علي
ان ذكر الموت في الصلاة يدخل في قلوبنا رهبة وخوف من الله تعالى مما ينتج منه تسرب الخشووع اليها ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم:((أذكرالموت في صلاتك ، فإن الرجل اذا ذكر الموت في صلاته لحري أن يحسن صلاته ، وصلى صلاة رجل لا يظن أن يصلي غيرها..))
اما ان تكون صلاتنا مجرد الإتيان بحركات معينة والنطق بكلمات محددة يكفي لنقول أننا صلينا. لا والله فخير الخلق صلى الله عليه وسلم يقول : { إن العبد لينصرف من صلاته، ولم يكتب له منها إلا نصفها، إلا ثلثها، إلا ربعها، إلا خمسها، إلاسدسها، إلا سبعها، إلا ثمنها، إلا تسعها، إلا عشرها…}
فالواجب علينا الا نخرج من صلاتنا خائبين لم نؤدي منها إلا الحركات
، بل.. اجعلي قلبك فيها خاشعا مطمئنا و تلذذي بها و تذوقي حلاوتها.
فلن تسمى صلاتكِ صلاة إلا بتحقيقكِ لجميع شروطها و التي من أهمها الخشوع
ولتعلمي أيضا أن الخشوع هو من يجعل الصلاة خفيفة على المصلين، يقول الله عزوجل :
: {وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ، الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}
استحضار أنك في الصلاة ستقابل مباشرة ملك الملوك ورب الأرباب وبالتالي لا مجال للسهو أو التفكير في أمر من أمور الدنيا، سأعطي مثالا قريبا منا جميعا وهو من مجال التعليم، هناك من الأساتذة من يكره أن تنظر في الساعة في حصته لأن معنى هذا بالنسبة له أن محاضرته مملة. ..(ولله المثل الاعلى انسي هذا المثل.).
والله عز وجل أجل وأعظم وأجدر أن نقابله وكلنا خشوع وخضوع
واستحضري دائما اخية ان كل صلاة لنا تصعد إلى السماء، إن كانت صحيحة فهي تقول لك حفظك الله كما حفظتني وان كانت ناقصة فتقول لك ضيعك الله كما ضيعتني
فهذا من دواعي ان يستحضر القلب جلل امر هذه الطاعة التي من عظمها فرضت في السماء فيؤديها كما يرضاها الله ..ومن المهم ايضا ا لا تستعجلي في أداء الصلاة، فالعجلة قد تؤدِّي إلى ضياع بعض الخشوع، فالصلاة تحتاج إلى نفسٍ مجتمعة، وفكرٍ متدبِّر، وقلبٍ حاضر..
فعند قولك الله أكبر استحضري عظمة الله ملك الملوك، وجبَّار السماوات والأرض،

الفاتحة ابدأي قراءتها وكأنك تسمعين رد الله عز وجل..

عن النبى صلى الله علية وسلم قال: قال الله عزّ وجلّ : قسمت الصلاة بيني و بين عبدي نصفين ، و لعبدي ما سأل..

فإذا قال العبد الحمد لله رب العالمين،قال الله : حمدني عبدي
و إذا قال الرحمن الرحيم ، قال الله تعالى : أثنى علي عبدي

و إذا قال مالك يوم الدين، قال الله : مجدني عبدي
فإذا قال إياك نعبد و إياك نستعين،قال الله : هذا بيني و بين عبدي و لعبدي ما سأل

فإذا قال (اهدنا الصراط المستقيم .صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ) ،قال الله : هذا لعبدي و لعبدي ما سأل

رواه مسلم عن أبى هريرة

والصلاة في أوَّل الوقت أَعْون على الخشوع، وقبل ذالك إحسان الوضوء والتمعن في حركات الصلاة ومعانيها لانها كلها عبودية وخضوع لله عز وجل ونفس الأمر بالنسبة للقرآن والأدعية المأثورة عن الرسول صلى الله عليه وسلم

استبعاد المشاغل كلِّها في وقت الصلاة، كان أبو الدرداء يقول من فقه الرجل أن ينهي حاجته قبل دخوله في الصلاة؛ ليدخل في الصلاة وقلبه فارغ

الإتيان بمراسيم الدخول على الله عز وجل كما سماها الشيخ هاني حلمي وبقلب حاضر وفكر حي: الوضوء طهارة للظاهر (بغسل أكثر الجوارح عرضة للادران) والباطن (لان الرسول صلى الله عليه وسلم قال أن غسل كل عضو تطهير له من الذنوب)
.فكان سلفنا الصالح يجتهد في ادائها ايم اجتهاد.
والمعروف من صحابة رسول الله ان عبد الله ابن الزبير كان يقف كالوتد حتى تقف الطير على راسه والحمد لله ان ارانا في امتنا من وقف الطير على راسه

أما ما سمعنا عن امام اهل المدينة العابد الزاهد حاتم الاصم رحمه الله تعالى فكان يقول

إذا حضرتني الصلاة أحسنت وضوؤها

واستحضرت قبل البدء فيها أن الجنة عن يميني والنار عن يساري والكعبة بين يديي
وأن الصراط تحت قدمي وأن ملك الموت ورائي ينتظرني ليقبض رووحي
واسلمها بالاخلاص ولا ادري هل قبلت مني ام لا …!!!
هذا حال سلفنا يا غالية
كيف لا وهم يرجون ان يكونوا ممن اثنى الله عليهم فقال:
{ قد أفلح المؤمنون ، الذين هم في صلاتهم خاشعون }

إلى قوله تعالى
{ والذين هم على صلواتهم يحافظون . أولئك هم الوارثون . الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون }
أرأيت يا غالية ثمرة الخشوع إنه الفوز ياغالية وأي فوز… فوز بالفردوس الذي هو وسط الجنة وأعلى الجنة ومنه تفجر أنهار الجنة…هل من عاقل يستبدل التبر بالبعر.!!.؟؟..لا وربي ..

واليك يا حبيبة وصفة ابتكرت لمثيلاتي ومثيلاتك ممن يسهون في صلاتهم.

وقد تم اختبارها على ا لكثيرين وكانت نتائجها ايجابية بفضل من الله
وهذه النشرة الدوائية
العلااااااااااااااااااج العجيييييييييييييييب

التركيبة.

.قليل من الخوف وبعض الرجاء..وكمية لازمة من الاخلاص

الفعاليه العلاجيه:
االخشوع في الصلاة وتلذذ بها ان شاء الله

وايضا اظهار الذل والانكسار لله وذلك لان الله خقلنا للعباده

تحذير

أختي الكريمه-اعلمي حفظك الله- أن الخشوع ما هو إلا ثمرة لصلاح القلب واستقامة الجوارح ولا يحصل ذلك لا بمعرفة الله جل وعلا،والإيمان به وبملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره،ومعرفة أمره والعمل به ،ومعرفة نهيه واجتنابه ،والإيمان برسول الله صلى الله وسلم واتباعه.ثم اقتران ذلك كله بالإخلاص

دواعي الاستعمال:
*اذا كنت ممن تعاني من عدم الخشوع

*اذا كنت من الذين يشرعون في الصلاة ويبدأ الشيطان بسرد الخيال

* اذا كنت من الذين ينتهون من صلاتهم

ولا يشعرون بتلذذ ولابراحة
* إذا كنت فعلا تريد الخشوع
فجربوا هذه الوصفه العلاجيه الجديده
الجرعه الدوائيه
الجميل في الوصفة انك مهما اخذت منها فلن تتضرر وايضا استعمالها في كل اوقات الصلوات النوافل منها والمفروضات
وهذه الدواء الوحيد في العالم الذي يناسب كل الفئات العمريه ولا يكون له اي اعراض جانبيه
ارشادات الاستعمال:
*معرفة الله
* تعظيم قدر الصلاة
*الاستعداد للصلاة
*اتخاذ السترة
*فقه الصلاة
*تكبيرة الإحرام
*التأمل في دعاء الاستفتاح

*تدبر القرآن في الصلاة

*التذيل لله في الركوع
*استحضار لقرب من الله في السجود

كيف يمكن المساهمه في انجاح العلاج

*اختيار الملبس المناسب

*الاستعاذة من الشيطان

*ملازمة التوبة والاستغفار والاجتهاد في قيام الليل.

* الإكثار من النوافل فإنها أسباب لمحبة الله.

*الإخلاص والصدق مع الله

* عدم الالتفات في الصلاة
*التأني في الصلاة والطمأنينة فيها

*تخصيص مكان معين للصلاة يكون معدا جيدا (سجادة لا تحمل رسومات، مصحف قريب من اليد، السواك، المسك، …) ويكون بعيدا ما أمكن عن الضوضاء، وكذلك تخصيص لباسا جميلا ومعطرا للصلاة…

وهنا بطاقة تبين لك عوائق الخشوع

وأخرى تبين لك بعض الأسباب المعينة

والمهم من هذا كله هو إخلاص النية لله

ولا ننسى دائما وابدا :((( اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك))

وختاما يا درة علي غالية .أهديك هذا الفلاش

فلاش الا صلاتي

وبهذا يا أخية تكوني قد علمتي ثواب الله للخاشعين وعقابه للساهين

فهل تسهين في صلاتك بعد اليوم…؟؟؟

حبيبتي ..الله الله في الخشوع….جعلني الله واياك ممن قال فيهم

{ … إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغباً ورهباً وكانوا لنا خاشعين}

واخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

خليجية

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مغربيه وافتخر خليجية
خليجية

اختي الغالية
اشكرك من قلبي على مرورك الكريم
وكلماتك التي زينت صفحتي
لكي مني كل تحية وتقدير
أختك فى الله التائبة

خليجية
خليجية

تفسير سورة الرحمن 2024.

سورة الرحمن
الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2)
الرحمن علَّم الإنسان القرآن؛ بتيسير تلاوته وحفظه وفهم معانيه.
خليجية خَلَقَ الإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4) خليجية
خلق الإنسان, علَّمه البيان عمَّا في نفسه تمييزًا له عن غيره.
خليجية الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ (5) خليجية
الشمس والقمر يجريان متعاقبَين بحساب متقن, لا يختلف ولا يضطرب.
خليجية وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ (6) خليجية
والنجم الذي في السماء وأشجار الأرض, تعرف ربها وتسجد له, وتنقاد لما سخرَّها له مِن مصالح عباده ومنافعهم.
خليجية وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ (7) خليجية
والسماء رفعها فوق الأرض, ووضع في الأرض العدل الذي أمر به وشرعه لعباده.
أَلا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ (8) وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ (9)
لئلا تعتدوا وتخونوا مَن وَزَنتم له, وأقيموا الوزن بالعدل, ولا تُنْقِصوا الميزان إذا وَزَنتم للناس.
خليجية وَالأَرْضَ وَضَعَهَا لِلأَنَامِ (10)فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الأَكْمَامِ (11) وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ (12) خليجية
والأرض وضعها ومهَّدها؛ ليستقر عليها الخلق. فيها فاكهة النخل ذات الأوعية التي يكون منها الثمر, وفيها الحب ذو القشر؛ رزقًا لكم ولأنعامكم, وفيها كل نبت طيب الرائحة.
خليجية فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (13) خليجية
فبأي نِعَم ربكما الدينية والدنيوية- يا معشر الجن والإنس- تكذِّبان؟ وما أحسن جواب الجن حين تلا عليهم النبي صلى الله عليه وسلم هذه السورة, فكلما مر بهذه الآية, قالوا: "ولا بشيء من آلائك ربَّنا نكذب, فلك الحمد", وهكذا ينبغي للعبد إذا تليت عليه نعم الله وآلاؤه, أن يُقرَّ بها, ويشكر الله ويحمده عليها.

خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ (14) وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ (15)

خلق أبا الإنسان, وهو آدم من طين يابس كالفَخَّار, وخلق إبليس, وهو من الجن من لهب النار المختلط بعضه ببعض.
خليجية فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (16) خليجية
فبأي نِعَم ربكما- يا معشر الإنس والجن- تكذِّبان؟
خليجية رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ (17) خليجية
هو سبحانه وتعالى ربُّ مشرقَي الشمس في الشتاء والصيف، ورب مغربَيها فيهما, فالجميع تحت تدبيره وربوبيته.
خليجية فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (18) خليجية
فبأي نِعَم ربكما- أيها الثقلان- تكذِّبان؟
خليجيةمَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ (19) بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لا يَبْغِيَانِ (20) خليجية
خلط الله ماء البحرين – العذب والملح- يلتقيان. بينهما حاجز, فلا يطغى أحدهما على الآخر, ويذهب بخصائصه, بل يبقى العذب عذبًا, والملح ملحًا مع تلاقيهما.
خليجيةفَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (21) خليجية
فبأي نِعَم ربكما- أيها الثقلان- تكذِّبان؟
خليجية يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ (22) خليجية
يخرج من البحرين بقدرة الله اللؤلؤ والمَرْجان.

خليجيةفَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (23) خليجية
فبأي نِعَم ربكما- أيها الثقلان- تكذِّبان؟
وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالأَعْلامِ (24)
وله سبحانه وتعالى السفن الضخمة التي تجري في البحر بمنافع الناس, رافعة قلاعها وأشرعتها كالجبال.
خليجية فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (25) خليجية
فبأي نِعَم ربكما- أيها الثقلان- تكذِّبان؟
خليجية كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ (27) خليجية
كل مَن على وجه الأرض مِن الخلق هالك, ويبقى وجه ربك ذو العظمة والكبرياء والفضل والجود. وفي الآية إثبات صفة الوجه لله تعالى بما يليق به سبحانه, دون تشبيه ولا تكييف.
خليجية فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (28) خليجية
فبأي نِعَم ربكما -أيها الثقلان- تكذِّبان؟
يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ (29)
يسأله مَن في السموات والأرض حاجاتهم, فلا غنى لأحد منهم عنه سبحانه. كل يوم هو في شأن : يُعِزُّ ويُذِلُّ, ويعطي ويَمْنع.
خليجية فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (30) خليجية
فبأي نِعَم ربكما -أيها الثقلان- تكذِّبان؟
خليجية سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلانِ (31) خليجية
سنفرُغ لحسابكم ومجازاتكم بأعمالكما التي عملتموهما في الدنيا, أيها الثقلان- الإنس والجن-, فنعاقب أهل المعاصي, ونُثيب أهل الطاعة.
خليجيةفَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (32) خليجية
فبأيِّ نِعَم ربكما- أيها الثقلان- تكذِّبان؟
يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلا بِسُلْطَانٍ (33) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (34)
يا معشر الجن والإنس, إن قَدَرْتم على النفاذ من أمر الله وحكمه هاربين من أطراف السموات والأرض فافعلوا, ولستم قادرين على ذلك إلا بقوة وحجة, وأمر من الله تعالى(وأنَّى لكم ذلك وأنتم لا تملكون لأنفسكم نفعًا ولا ضرًا؟). فبأي نِعَم ربكما – أيها الثقلان- تكذِّبان؟

خليجية يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلا تَنْتَصِرَانِ (35) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (36) خليجية
يُرْسَل عليكم لهب من نار, ونحاس مذاب يُصَبُّ على رؤوسكم, فلا ينصر بعضكم بعضًا يا معشر الجن والإنس. فبأي نِعَم ربكما- أيها الثقلان- تكذِّبان؟
خليجية فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ (37) خليجية
فإذا انشقت السماء وتفطرت يوم القيامة, فكانت حمراء كلون الورد, وكالزيت المغلي والرصاص المذاب؛ من شدة الأمر وهول يوم القيامة.

خليجية فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (38) خليجية
فبأي نِعَم ربكما- أيها الثقلان- تكذِّبان؟
فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌّ (39) خليجية
ففي ذلك اليوم لا تسأل الملائكة المجرمين من الإنس والجن عن ذنوبهم.
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (40) خليجية
فبأي نِعَم ربكما -أيها الثقلان- تكذِّبان؟
يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالأَقْدَامِ (41) خليجية
تَعرِف الملائكة المجرمين بعلاماتهم, فتأخذهم بمقدمة رؤوسهم وبأقدامهم, فترميهم في النار.
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (42) خليجية
فبأي نِعَم ربكما -أيها الثقلان- تكذِّبان؟
هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ (43)يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ (44) خليجية
يقال لهؤلاء المجرمين -توبيخًا وتحقيرًا لهم-: هذه جهنم التي يكذِّب بها المجرمون في الدنيا: تارة يُعذَّبون في الجحيم, وتارة يُسقون من الحميم, وهو شراب بلغ منتهى الحرارة, يقطِّع الأمعاء والأحشاء.
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (45) خليجية
فبأي نِعَم ربكما -أيها الثقلان- تكذِّبان؟
وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46) خليجية
ولمن اتقى الله من عباده من الإنس والجن, فخاف مقامه بين يديه, فأطاعه, وترك معاصيه, جنتان.
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (47) خليجية
فبأي نِعَم ربكما -أيها الثقلان- تكذِّبان؟
ذَوَاتَا أَفْنَانٍ (48) خليجية
الجنتان ذواتا أغصان نضرة من الفواكه والثمار.
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (49) خليجية
فبأي نِعَم ربكما -أيها الثقلان- تكذِّبان؟
فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ (50) خليجية
في هاتين الجنتين عينان من الماء تجريان خلالهما.
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (51) خليجية
فبأي نِعَم ربكما -أيها الثقلان- تكذِّبان؟
فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ (52) خليجية
في هاتين الجنتين من كل نوع من الفواكه صنفان.
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (53) خليجية
فبأي نِعَم ربكما -أيها الثقلان- تكذِّبان؟

مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ (54)
وللذين خافوا مقام ربهم جنتان يتنعمون فيهما, متكئين على فرش مبطَّنة من غليظ الديباج, وثمر الجنتين قريب إليهم.
خليجية فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (55) خليجية
فبأي نِعَم ربكما -أيها الثقلان- تكذِّبان؟
خليجية فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ (56) خليجية
في هذه الفرش زوجات قاصرات أبصارهن على أزواجهن, لا ينظرن إلى غيرهم متعلقات بهم, لم يطأهن إنس قبلهم ولا جان.
خليجية فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (57) خليجية
فبأي نِعَم ربكما -أيها الثقلان- تكذِّبان؟
خليجية كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ (58) خليجية
كأن هؤلاء الزوجاتِ من الحور الياقوتُ والمَرْجانُ في صفائهن وجمالهن.
خليجية فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (59) خليجية
فبأي نِعَم ربكما -أيها الثقلان- تكذِّبان؟
خليجية هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلا الإِحْسَانُ (60)فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (61) خليجية
هل جزاء مَن أحسن بعمله في الدنيا إلا الإحسان إليه بالجنة في الآخرة؟ فبأي نِعَم ربكما -أيها الثقلان- تكذِّبان؟
خليجية وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ (62)فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (63) خليجية
ومن دون الجنتين السابقتين جنتان أخريان. فبأي نِعَم ربكما -أيها الثقلان- تكذِّبان؟
خليجية مُدْهَامَّتَانِ (64)فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (65) خليجية
هاتان الجنتان خضراوان, قد اشتدَّت خضرتهما حتى مالت إلى السواد. فبأي نِعَم ربكما -أيها الثقلان- تكذِّبان؟
خليجية فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ (66)فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (67) خليجية
فيهما عينان فوَّارتان بالماء لا تنقطعان. فبأي نِعَم ربكما -أيها الثقلان- تكذِّبان؟

خليجية فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ (68) خليجية
في هاتين الجنتين أنواع الفواكه ونخل ورمان.
خليجية فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (69) خليجية
فبأي نِعَم ربكما -أيها الثقلان- تكذِّبان؟
خليجية فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ (70) خليجية
في هذه الجنان الأربع زوجات طيبات الأخلاق حسان الوجوه.
خليجية فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (71) خليجية
فبأي نِعَم ربكما -أيها الثقلان- تكذِّبان؟
خليجية حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ (72) خليجية
حور مستورات مصونات في الخيام.
خليجية فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (73) خليجية
فبأي نِعَم ربكما -أيها الثقلان- تكذِّبان؟
خليجية لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ (74) خليجية
لم يطأ هؤلاء الحور إنس قبل أزواجهن ولا جان.

خليجية فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (75) خليجية
فبأي نِعَم ربكما -أيها الثقلان- تكذِّبان؟
خليجية مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ (76) خليجية
متكئين على وسائد ذوات أغطية خضر وفرش حسان.
خليجية فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (77) خليجية
فبأي نِعَم ربكما -أيها الثقلان- تكذِّبان؟
خليجية تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ (78) خليجية
تكاثرت بركة اسم ربك وكثر خيره, ذي الجلال الباهر, والمجد الكامل, والإكرام لأوليائه.

حبيب الرحمن 2024.

حبيب الرحمن حبيبى يا خير خلق الله
أنت النبى المصطفى اختارك الإله
من أجلنا تحملت الكثير ما بين تعب واه
لم تعرف اليأس يوما يا رحمة مهداة
قرة الأعين ونور القلوب
ومصباح أضاء وأزال الكروب
لرؤيتك تشتاق عينى
ولصوتك تتلهف اذنى
وحبك ملك الروح منى
فلم يخل منه مكان
صفاء النفس أنت ونبع من حنان
هلت علينا ذكرى هجرتك فتذكرت ما كان
قست عليك أهل مكة فخرجت منها وهى أعز مكان
ولولا أن أجبروك ما خرجت يا خير إنسان
لأجلك نسج العنكبوت خيوطًا وباض الحمام
ليحمى حبيبا ليس لغيره فى القلب مكان
واستقبلت المدينة بالترحاب يا نور الزمان
طلع البدر علينا جاء محمد فاستبشروا
بنور يزيل ظلمة الخوف ويحمل الأمان.
ردودكم يلا
خليجية
تشكراتى

كلمات لها سحر خاص
جمال بلا حدود

كلمات تعجز حروفي
مجارات جمالها
ابداع وتميز
فها انا احتضن حروفها بعيني
واتأمل جمالها
فلكي كول عبارات الشكر
متألقه دائما
تقبلي مروري
وتواضع ردي
ودي غاليتي

آبار

تابع تفسير سورة الرحمن من اية 29 الى اية 41 2024.

{ 29-30 } { يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ }

أي: هو الغني بذاته عن جميع مخلوقاته، وهو واسع الجود والكرم، فكل الخلق مفتقرون إليه، يسألونه جميع حوائجهم، بحالهم ومقالهم، ولا يستغنون عنه طرفة عين ولا أقل من ذلك، وهو تعالى { كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ } يغني فقيرا، ويجبر كسيرا، ويعطي قوما، ويمنع آخرين، ويميت ويحيي، ويرفع ويخفض، لا يشغله شأن عن شأن، ولا تغلطه المسائل، ولا يبرمه إلحاح الملحين، ولا طول مسألة السائلين، فسبحان الكريم الوهاب، الذي عمت مواهبه أهل الأرض والسماوات، وعم لطفه جميع الخلق في كل الآنات واللحظات، وتعالى الذي لا يمنعه من الإعطاء معصية العاصين، ولا استغناء الفقراء الجاهلين به وبكرمه، وهذه الشئون التي أخبر أنه تعالى كل يوم هو في شأن، هي تقاديره وتدابيره التي قدرها في الأزل وقضاها، لا يزال تعالى يمضيها وينفذها في أوقاتها التي اقتضته حكمته، وهي أحكامه الدينية التي هي الأمر والنهي، والقدرية التي يجريها على عباده مدة مقامهم في هذه الدار، حتى إذا تمت [هذه] الخليقة وأفناهم الله تعالى وأراد تعالى أن ينفذ فيهم أحكام الجزاء، ويريهم من عدله وفضله وكثرة إحسانه، ما به يعرفونه ويوحدونه، نقل المكلفين من دار الابتلاء والامتحان إلى دار الحيوان.

وفرغ حينئذ لتنفيذ هذه الأحكام، التي جاء وقتها، وهو المراد بقوله:

{ 31-32 } { سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلَانِ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ }

{ سَنَفْرُغُ لكم أيها الثقلان فبأي آلاء ربكما تكذبان } أي: سنفرغ لحسابكم ومجازاتكم بأعمالكم التي عملتموها في دار الدنيا.

{ 33 } { يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ }

أي: إذا جمعهم الله في موقف القيامة، أخبرهم بعجزهم وضعفهم، وكمال سلطانه، ونفوذ مشيئته وقدرته، فقال معجزا لهم: { يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ } أي: تجدون منفذا مسلكا تخرجون به عن ملك الله وسلطانه، { فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ } أي: لا تخرجون عنه إلا بقوة وتسلط منكم، وكمال قدرة، وأنى لهم ذلك، وهم لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا، ولا موتا ولا حياة ولا نشورا؟! ففي ذلك الموقف لا يتكلم أحد إلا بإذنه، ولا تسمع إلا همسا، وفي ذلك الموقف يستوي الملوك والمماليك، والرؤساء والمرءوسون، والأغنياء والفقراء.

{ 35-36 } { يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنْتَصِرَانِ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ }

ثم ذكر ما أعد لهم في ذلك الموقف العظيم فقال: { يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شواظ من نار [ونحاس فلا تنصران فبأي آلاء ربكما تكذبان } أي: يرسل عليكما] لهب صاف من النار.

{ ونحاس } وهو اللهب، الذي قد خالطه الدخان، والمعنى أن هذين الأمرين الفظيعين يرسلان عليكما يا معشر الجن والإنس، ويحيطان بكما فلا تنتصران، لا بناصر من أنفسكم، ولا بأحد ينصركم من دون الله.

ولما كان تخويفه لعباده نعمة منه عليهم، وسوطا يسوقهم به إلى أعلى المطالب وأشرف المواهب، امتن عليهم فقال: { فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ }

{ 37 } { فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ }

{ فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ } [أي] يوم القيامة من شدة الأهوال، وكثرة البلبال، وترادف الأوجال، فانخسفت شمسها وقمرها، وانتثرت نجومها، { فَكَانَتْ } من شدة الخوف والانزعاج { وَرْدَةً كَالدِّهَانِ } أي: كانت كالمهل والرصاص المذاب ونحوه { فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ } أي: سؤال استعلام بما وقع، لأنه تعالى عالم الغيب والشهادة والماضي والمستقبل، ويريد أن يجازي العباد بما علمه من أحوالهم، وقد جعل لأهل الخير والشر يوم القيامة علامات يعرفون بها، كما قال تعالى: { يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ }

{ 41 } { يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ }

وقال هنا: { يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ } أي: فيؤخذ بنواصي المجرمين وأقدامهم، فيلقون في النار ويسحبون فيها، وإنما يسألهم تعالى سؤال توبيخ وتقرير بما وقع منهم، وهو أعلم به منهم، ولكنه تعالى يريد أن تظهر للخلق حجته البالغة، وحكمته الجليلة.

تسلم أنا ملكـ ع الطرح المميز

جزاكي الله كل خير

تقبلي مروري و ودي

ويستاهل التقييم

تنزيه بيوت الرحمن من معازف الشيطان 2024.

تنزيه بيوت الرحمن من معازف الشيطان

خالد بن سعود البليهد

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبيا محمد وآله وصحبه أجمعين. وبعد فإن من الأمور المبكية المحزنة ما حدث في الآونة الأخيرة من ظاهرة خطيرة في بيوت الله من سماع النغمات الموسيقية المنبعثة من الهواتف الجوالة في كثير من المساجد والأحوال مع قلة النكير والنصيحة واتخاذ الإجراءات الواقية من ذلك.

إن وجود هذه الظاهرة وكثرتها لهو دليل على استخفاف الفاعلين واستهانتهم بحرمات الله وقلة تعظيمهم لشأن الصلاة. فإن كانوا مصرين فالجرم عظيم وإن كانوا متهاونين وهو الغالب عليهم فلا عذر لهم عند الله لأنهم مفرطون في التعظيم الواجب وترك صيانة بيوت الله من العبث واللغو الذي لا يليق بها.

إن بيوت الله من أطيب البقاع وأحبها إلى الله كما ورد في الأثر: (أحب البقاع إلى الله المساجد و أبغض البقاع إلى الله الأسواق). رواه أحمد . وإنها بنيت للتسبيح والتهليل والتكبير وقراءة القرآن والصلاة وغير ذلك مما يكون من جنس العبادة.إنها دور الله وحقها التعظيم والإجلال والصيانة من كل دنس حسي ومعنوي. قال تعالى: (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ). وقال تعالى: (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ). وفي سنن أبي داود قالت عائشة رضي الله عنها: (أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ببناء المساجد في الدور وأن تنظف وتطيب).

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم ينهى عن كل قول وعمل يدنس المسجد وينقص حرمته ويفسد مهابته مما يقصد به الدنيا والمال. كما ثبت في السنة عن نهيه عن إنشاد الضالة كما في صحيح مسلم أنه قال: (من سمع رجلاً ينشد ضالةً في المسجد فليقل : لا ردها الله عليك فإن المساجد لم تبن لذلك). ونهى عن البيع والتجارة فيه بقوله: (إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع في المسجد فقولوا : لا أربح الله تجارتك). رواه الترمذي. فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن أمور مباحة في الأصل لكونها ذريعة إلى امتهان المسجد وصرفه عن الغاية والهدف الذي بني من أجله فكيف والعياذ بالله ارتفاع معازف الشيطان هذه النغمات الموسيقية في المسجد أثناء الصلوات المفروضات فياله من منكر عظيم.

إن الوقوف بين يدي الله ومناجاته لأمر عظيم يفرق منه المؤمن ويشعر بهيبة الموقف وعظم الملك الجبار الذي يقف بين يديه ويخاطبه ويناجيه يرجو رحمته ويخاف عذابه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مبينا عظم الموقف: (إن أحدكم إذا كان في الصلاة كان الله قبل وجهه فلا يتنخمن أحد منكم قبل وجهه في الصلاة). متفق عليه. وعند النسائي: (إن أحدكم إذا قام في صلاته فانه يناجي ربه وإن ربه بينه وبين القبلة). وقال صلى الله عليه وسلم: (أيها الناس إن المصلي إذا صلى فإنما يناجي ربه تبارك وتعالى فلينظر بما يناجيه و لا يجهر بعضكم على بعض). رواه أحمد.

إن تساهل بعض المسلمين اليوم بهيبة المسجد وعظم الموقف لهو حالة مرضية تدل على ضعف الإيمان وقلة البصيرة والذهول عن الوعد والوعيد وكثرة الغفلة ولو أن أحدهم وقف أمام ملك من ملوك الدنيا أو مسئول لرأيته خاشعا ساكنا لا يشتغل بأمر إلا بالإنصات وحسن الحديث وهذا أمر طبيعي لا يعاب عليه المرء ولكن المصيبة أن لا يعامل رب هذا الملك بمثل معاملته أو أعلى منه.

إن الانسان يستطيع أن يتخلص من هذه العادة المنكرة بإغلاق الجوال نهائيا للتفرغ للعبادة فإن لم يفعل فليضعه على الوضع الصامت أو يبرمجه على برنامج الإنصات أوقات الصلوات وهو متوفر في جميع المراكز. ومع ذلك فإن ظهر منه تقصير مرة واحدة ثم ندم واستغفر فيتجاوز عنه ويغتفر ولكن أن يستمر هذا السلوك معه في كثير من الأحيان ويصر عليه مع مناصحته ويرى أن الأمر سهل لا يحتاج إلى إنكار ومبالغة فهذا والله منكر لا يسع السكوت عليه.

إن الذي ينبعث من جواله نغمات موسيقية داخل المسجد واقع في عدد من المفاسد:
1- كون هذا النغمة منكر مخالف للشرع.
2- أنه استهان بحرمة المسجد ومهابته.
3- أنه فرط بتعظيم شعائر الله.
4- أنه أفسد على الناس صلاتهم.
5- أذهب الخشوع عن نفسه وغيره.

إن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن إيذاء المصلين بالروائح الكريهة كما قال: (من أكل البصل و الثوم والكراث فلا يقربن مسجدنا فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم). رواه مسلم. وهذا إيذاء حسي فكيف بمن يؤذي المصلين إيذاء معنويا أشد يشغلهم عن التعقل والتدبر في صلاتهم ويقطع عنهم الخشوع والسكينة. و والله لو تفكر وتأمل هذا المتساهل في شناعة فعلته لأيقن أنه متعد على حرمة المسجد والصلاة وحقوق المصلين لو تصور مثلا حضور فرقة موسيقية إلى باحة المسجد وقيامها بالأغاني داخل المسجد وأثناء الصلاة فكيف سيكون الحال لا شك أنه سينفر من ذلك ويقوم بأشد الإنكار عليهم لظهور المنكر وفعله هو من جنس فعلهم وإن كان أخف مخالفة ومرتبة لأنه نقل صوت الموسيقى داخل المسجد وهذا هو عين المنكر الذي نهى عنه الشرع ولا يختلف حكم التحريم في كلتا الحالتين وإن كانا يتفاوتا في درجة التحريم. وهو آثم شرعا والواجب عليه أن يتوب ويكف عن ذلك ويستغفر الله ويقدر قدره.

إن الواجب على كل مسلم أن يعظم حرمة المسجد ويصونه من كل دنس حسي ومعنوي ويكون معظما لشعائر الله لتعظيمه لله وإجلاله لأحكامه وشرعه قال تعالى: (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ). وقال تعالى: (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ).

إن الواجب على الأمة أن تنهض وتجتهد في إنكار هذا المنكر الذي يغزو بيوت الله ويصيب المؤمن في مقتل في أعظم أحواله وأجمل أوقاته وأطيب أفعاله في محراب عبادته. إن على الإمام مسؤولية عظيمة في الحد من هذا المنكر وتقليله في التنبيه للمصلين قبل الدخول في الصلاة وتوعية المصلين بحرمة هذا العمل أثناء الكلمات وتكرار التوجيه. وكذلك جماعة المسجد إذا تعاونوا لهم دور عظيم في النصيحة والإنكار كل على حسب استطاعته وقدرته. وكذلك المسئولون عن الشؤون لدينية على عاتقهم مسؤولية عظيمة في إزالة هذا المنكر وتقليل وقوعه في مساجد المسلمين عن طريق النشرات وعقد اللقاءات والبحث مع العلماء والمختصين عن وسائل وقائية تمنع وقوعه في الأصل أو تقلله وتحد من انتشاره ومن اهتم لأمر وتكلف إصلاحه وصدق العزم حري بأن يوفقه الله. والعالم المسلم التقني الذي يخترع جهازا مناسبا للقضاء على هذا المنكر في المساجد له ثواب عظيم في حفظ عبادات الناس وتعظيم الصلاة ويرجى أن يكون عمله من السنة الحسنة والوقف الذي لا ينقطع ثوابه.

أما أن يترك الحبل على الغارب ولا يحرك هذا المنكر ساكنا في المسلمين ولا تقوم جهود وأعمال كبيرة تناسب كثرته وانتشاره في المساجد في الوقت الذي نحظر فيه تشغيل الجوال أو استعماله في أماكن وأحوال لأجل سلامتنا في الأبدان فهذا والله من الحرمان من الخير وضعف الغيرة وقلة الاهتمام بهذه الشعيرة العظيمة التي شدد في أمرها رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام.

خالد بن سعود البليهد
عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة
[email protected]
5/4/1430

اسم الله الرحمن الرحيم 2024.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسم الله تعالى: الرحمن الرحيـــــم من أسماء الله عزَّ وجلَّ الحسنى: الرحمن الرحيــــم .. فهو ذو الرحمة الواسعة الشاملة لجميع خلقه سبحـــانه وتعالى، {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} [البقرة: 163] .. والرحمن من الأسماء الخاصة به سبحانه ولا يجوز أن تُنسب لغيره .. قال تعالى {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ..} [الإسراء: 110]

ورود الاسمين في القرآن الكريم
وقد ذُكر اسمه تعالى (الرحمن) في القرآن 57 مرة، أما اسمه (الرحيـــم) فذُكر 114 مرة.

معنى الاسمين في حق الله تعالى

الرحمن والرحيـــم اسمان مشتقان من الرحمة، والرحمة في اللغة: هي الرقة والتعطُّف ..

و(رحمن) أشد مبالغة من (رحيـــم) .. ولكن ما الفرق بينهما؟

الرحمن: هو ذو الرحمة الشاملة لجميع الخلائق في الدنيا، وللمؤمنين في الآخرة .. أي: إن رحمته عامة تشمل المؤمن والكافر في الدنيا، وخاصة بالمؤمنين فقط في الآخرة .. قال تعالى {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5]، فذكر الاستواء باسمه (الرحمن) ليعم جميع خلقه برحمته.
الرحيـــــم: هو ذو الرحمة للمؤمنين يوم القيامة، كما في قوله تعالى {.. وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا} [الأحزاب: 43] .. فخص برحمته عباده المؤمنين.
يقول ابن القيم "الرحمن دال على الصفة القائمة به سبحانه والرحيم دال على تعلقها بالمرحوم، فكان الأول للوصف والثاني للفعل. فالأول دال أن الرحمة صفته والثاني دال على أنه يرحم خلقه برحمته وإذا أردت فهم هذا فتأمل قوله: {.. وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا} [الأحزاب: 43]، { .. إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 117] .. ولم يجيء قط رحمن بهم فعُلِم أن الرحمن: هو الموصوف بالرحمة، ورحيم: هو الراحم برحمته" [بدائع الفوائد (2:34)]

فالرحمنُ الذي الرَّحْمَةُ وَصْفُهُ، والرحيمُ الراحمُ لِعِبَادِهِ،،

آثـــــار الإيمان بهذين الاسمين

1) إثبــــات صفة الرحمة لله ربِّ العالمين .. فصفة الرحمة من صفات الله تعالى الثابتة بالكتاب والسُّنَّة، وهي صفة كمال لائقة بذاته كسائر صفاته العلى، لا يجوز لنا أن ننفيها أو نعطلها لأن ذلك من الإلحــــاد في أسمائه سبحـــانه وتعالى.
وقد يُلحد البعض بهذه الصفة دون أن يشعر، حينما يعترض على الابتلاءات التي تعتريه هو أو غيره .. ولا يدري أن تلك الابتلاءات من رحمة الله عزَّ وجلَّ بعبـــــاده .. عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يود أهل العافية يوم القيامة حين يعطى أهل البلاء الثواب، لو أن جلودهم كانت قرضت في الدنيا بالمقاريض" [رواه الترمذي وحسنه الألباني]

فأهل البلاء أكثر احساسًا برحمة الله تعالى؛ لإنها سابغة عليهم،،

2) جلاء آثـــــار رحمة الله على الخلق ..
انظر إلى ما في الوجود من آثار رحمته الخاصة والعامة .. فبرحمته سبحانه وتعالى أرسل إلينا رسوله صلى الله عليه وسلم، وأنزل علينا كتابه وعصمنا من الجهالة، وهدانا من الضلالة ..
وبرحمته عرفنا من أسمائه وصفاته وأفعاله ما عرفنا به أنه ربنا ومولانا، وبرحمته علمنا ما لم نكن نعلم، وأرشدنا لمصالح ديننا ودنيانا ..
وبرحمته أطلع الشمس والقمر، وجعل الليل والنهار، وبسط الأرض، وجعلها مهادا وفراشا، وقرارا، وكفاتا للأحياء والأموات .. وبرحمته أنشأ السحاب وأمطر المطر، وأطلع الفواكه والأقوات والمرعى .. وبرحمته وضع الرحمة بين عباده ليتراحموا بها، وكذلك بين سائر أنواع الحيوان.
وكان من تمام رحمته بهم أن جعل فيهم الغني والفقير، والعزيز والذليل، والعاجز والقادر، والراعي والمرعي، ثم أفقر الجميع إليه، ثم عمَّ الجميع برحمته. [مختصر الصواعق بتصرف (2:121,124)]
ومن رحمته: أن نغصَّ عليهم الدنيا وكدرها؛ لئلا يسكنوا إليها، ولا يطمئنوا إليها .. ويرغبوا في النعيم المقيم في داره وجواره، فساقهم إلى ذلك بسياط الابتلاء والامتحان ..

فمنعهم ليعطيهم، وابتلاهم ليعافيهم، وأماتهم ليحييهم،، [1]

3) رحمة الله واسعة ..

يقول الله جلَّ وعلا {..وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ..} [الأعراف: 156]

فرحمة الله عزَّ وجلَّ عــــامة واسعة، هي للمؤمنين في الدارين .. يقول الله تبارك وتعالى {..فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ} [الأعراف: 156]
وفتح الله تعالى أبـواب رحمته للتائبيــن .. فقال تعالى {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53]
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طَمِع بجنته أحد، ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من جنته أحد" [متفق عليه]
وسمى الله تعالى وحيـــه إلى أنبيــائه رحمة .. كما في قوله تعالى مُخبرًا عن نبيه نوح عليه السلام {قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآَتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ} [هود: 28] .. فجعل الوحي والعلم والحكمة، رحمة.
ويقول تعالى عن نبينا صلى الله عليه وسلم { .. وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} [النحل: 89]

4) رحمة الله تغلب غضبه ..
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "إن الله حين خلق الخلق كتب بيده على نفسه: إن رحمتي تغلب غضبي" [رواه الترمذي وقال الألباني: حسن صحيح] .. وهذا الحديث موافق لمعنى قوله تعالى {..كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ..} [الأنعام: 54] .. فالله تعالى أوجب على نفسه ولا يوجب أحدٌ على الله.

5) لله جلَّ ثناؤه مائة رحمة ..
كل رحمة منها طباق ما بين السماء والأرض .. فأنزل منها إلى الأرض رحمة واحدة نشرها بين الخليقة ليتراحموا بها، فبها تعطف الوالدة على ولدها، والطير والوحش والبهائم، وبهذه الرحمة قوام العالم ونظامه. [مختصر الصواعق (2:124)]
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الله تعالى خلق يوم خلق السموات والأرض مائة رحمة كل رحمة طباق ما بين السماء والأرض، فجعل منها في الأرض رحمة فبها تعطف الوالدة على ولدها والوحش والطير بعضها على بعض وأخر تسعا وتسعين فإذا كان يوم القيامة أكملها بهذه الرحمة" [رواه أحمد وصححه الألباني، صحيح الجامع (1767)]

فيا لعظم رحمة الله تعالى في هول هذا الموقف العصيب ..

ولكن هذا ليس دعوة للعصاة ليزدادوا عصيانًا، بل هو دعوة للمؤمنين ليزدادوا قربًا ومحبة من ربِّهم الرحيـــم،،

6) الله سبحانه وتعالى أرحم بعبـــاده من الأم بولدهـــا ..
عن عمر بن الخطاب قال: قدم على النبي صلى الله عليه وسلم سبي، فإذا امرأة من السبي قد تحلب ثديها تسعى إذا وجدت صبيًا في السبي أخذته فألصقته ببطنها وأرضعته. فقال لنا النبي صلى الله عليه وسلم "أترون هذه طارحة ولدها في النار؟"، فقلنا: لا، وهي تقدر على أن لا تطرحه. فقال "لله أرحم بعباده من هذه بولدها" [متفق عليه]
7) نِعَم الله سبحانه وتعالى رحمة ..
وقد سمى الله سبحانه بعض نعمه بالرحمة، كالمطر في قوله تعالى {وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ .. } [الأعراف: 57]
وسمى رزقه بالرحمة، في قوله تعالى {وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُلْ لَهُمْ قَوْلًا مَيْسُورًا} [الإسراء: 28] .. أي: إذا سألك أقاربك وليس عندك شيء وأعرضت عنهم لعدم وجود ما تنفقه عليهم .. فعليك أن تعدهم باللين إنه إذا جاء رزق الله (الرحمة)، فسنصلكم إن شاء الله.
وسمى الله كتابه العزيز بالرحمة .. فقال تعالى {..وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} [النحل: 89]
وسمى الله عزَّ وجلَّ الجنة بالرحمة .. وهي أعظم رحمة خلقها الله لعباده الصالحين، قال تعالى {وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [آل عمران: 107]

حظ المؤمن من اسمي الله الرحمن الرحيــــم

(موجبــــات الرحمة)

فالرحمة بمثابة الوقود الذي سيدفعك للعمل والحركة، فلابد أن تأخذ بتلك الأسبــاب التي توجب الرحمة وتعتمد على الله وحده ليوفقك للعمل الصالح .. ومن موجبـــات الرحمة:

1) رحمة النــــاس ..

الرحمة من الأخلاق العظيمة التي حضَّ الله سبحـانه عباده على التخلُّق بها .. ومدح بها أشرف رسله خليجية، فقال جلَّ وعلا {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 128] … ومن أسمائه خليجية: "نبي الرحمة" [حسنه الألباني، مختصر الشمائل (316)]
ومدح النبي خليجية أفضل أصحابه من بعده بهذه الصفة، فقال خليجية "أرحم أمتي بأمتي : أبو بكر .." [رواه الترمذي وصححه الألباني] .. فكأن من يتصف بالرحمة ينال درجة الصديقين، وهي أعلى الدرجـــات عند الله تعالى.
وبيَّن أن الرحمة تنــال عبــاده الرحمــاء .. كما قال خليجية "فإنما يرحم الله من عباده الرحماء" [متفق عليه] ..
والشقي هو الذي نزعت من قلبه الرحمة .. قال صلى الله عليه وسلم "من لا يرحم الناس، لا يرحمه الله" [متفق عليه] .. وعن عائشة قالت: جاء أعرابي إلى النبي خليجية فقال: أتقبلون الصبيان ؟ فما نقبلهم! . فقال النبي صلى الله عليه وسلم "أو أملك لك أن نزع الله من قلبك الرحمة" [متفق عليه]

2) القرآن ..

قال تعالى {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا} [الإسراء: 82]

فقراءة القرآن رحمة، وتدبُّر القرآن رحمة، وكل تعلَّقٌ للمؤمن بكتـــاب الله جلَّ وعلا مستوجبٌ لنزول الرحمة.

3) صلاة أربع ركعــات قبل العصر ..

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "رَحِم الله امرءًا صلى قبل العصر أربعًا" [رواه أحمد والترمذي وحسنه الألباني] .. وهي ليست من السُنن المؤكدة، لكن تُستنزل بها الرحمــات.

4) المكوث في المسجد ..

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا يزال أحدكم في صلاة ما دام ينتظرها ولا تزال الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في المسجد: اللهم اغفر له اللهم ارحمه، ما لم يُحدِث" [رواه الترمذي وصححه الألباني]

5) عيـــادة المرضى ..

عن جابر قال: قال رسول الله خليجية "من عاد مريضًا لم يزل يخوض الرحمة حتى يجلس، فإذا جلس اغتمس فيها" [رواه مالك وأحمد وصححه الألباني]

6) طاعة الله ورسوله خليجية ..

فهي من أعظم أسبــاب الرحمة .. وكلما كان العبد أطوَّع لله، كان أكثر استحقاقًا لاستنزال الرحمة به .. قال تعالى {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [آل عمران: 132]

7) الإحســـان ..

فالإحســـان يبدأ من الإتقان وتجويد العمل، ويصل إلى المنزلة العظمى من منازل الإيمان وهي: أن تعبد الله كإنك تراه .. كما جاء في حديث جبريل حينما سأل النبي خليجية عن الإحسان، فقال "أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك" [رواه مسلم] .. وهذه المنزلة العظمى تقتضي مراقبة الله جلَّ وعلا في السر والعلن.

فإن كنت تريد أن تتنزل عليك الرحمة: راقب قلبـــك وحالك في الخلوات ..

فإن كنت مستقيم الحال في خلوتك، فاعلم أن هذا من أعظم أسبـــاب استنزال الرحمة عليك .. يقول تعالى {..إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} [الأعراف: 56]

كيف ندعو الله باسميه الرحمن الرحيم؟

1) اثن على الله عزَّ وجلَّ في كل حالك وأكثِر منه بين الخلائـــق .. فتتحدث بنعمته ورحمته عليــك، وتقول: يـــا لرحمة الله.
وافرح برحمة الله تعالى إذا تنزلت عليك .. قال تعالى {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس: 58]
2) أن يُكثر العبد من سؤال ربِّه الرحمة .. فيقول: اللهم ارحمني، اللهم ارحمني.
فإذا دعوت الله، فاعزم في الدعــاء ولا تتردد .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا دعا أحدكم فلا يقل اللهم اغفر لي إن شئت .. ارحمني إن شئت .. ارزقني إن شئت، وليعزم مسألته إنه يفعل ما يشاء ولا مكره له" [رواه البخاري]

اللهم رحمتك نرجو، فلا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين،،

خليجية

خليجية

خليجية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
اسأل الله لنا ولكم الاخلاص والقبول
صلوا على رسول الله
فداك نفسي وكل ما املك يا رسول الله
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

الشاعر السعودي عبد الرحمن العشماوي يرثي الشيخ احمد 2024.

منقول
[font=]الشاعر السعودي عبد الرحمن العشماوي يرثي الشيخ احمد ياسين رحمه الله

[font=]أكسبوكَ من السِّباقِ رِهانا @@ فربحتَ أنتَ وأدركوا الخسرانا

هم أوصلوك إلى مُنَاكَ بغدرهم @@ فأذقتهم فوق الهوانِ هَوانا

إني لأرجو أن تكون بنارهم @@ لما رموك بها، بلغتَ جِنانا

غدروا بشيبتك الكريمة جَهْرةً @@ أَبشرْ فقد أورثتَهم خذلانا

أهل الإساءة هم، ولكنْ ما دروا @@ كم قدَّموا لشموخك الإحسانا

لقب الشهادةِ مَطْمَحٌ لم تدَّخر @@ وُسْعَاً لتحمله فكنتَ وكانا

يا أحمدُ الياسين، كنتَ مفوَّهاً @@ بالصمت، كان الصَّمْتُ منكَ بيانا

ما كنتَ إلا همّةً وعزيمةً @@ وشموخَ صبرٍ أعجز العدوانا

فرحي بِنَيْلِ مُناك يمزج دمعتي @@ ببشارتي ويُخفِّف الأحزانا

وثََّقْتَ باللهِ اتصالكَ حينما @@ صلََّيْتَ فجرك تطلب الغفرانا

وتَلَوْتَ آياتِ الكتاب مرتِّلاً @@ متأمِّلاً تتدبَّر القرآنا

ووضعت جبهتك الكريمةَ ساجداً @@ إنَّ السجود ليرفع الإنسانا

وخرجتَ يَتْبَعُكَ الأحبَّة، ما دروا @@ أنَّ الفراقَ من الأحبةِ حانا

كرسيُّكَ المتحرِّك اختصر المدى @@ وطوى بك الآفاقَ والأزمانا

علَّمتَه معنى الإباءِ، فلم يكن @@ مِثل الكراسي الراجفاتِ هَوانا

معك استلذَّ الموتَ، صار وفاؤه @@ مَثَلاً، وصار إِباؤه عنوانا

أشلاءُ كرسيِّ البطولةِ شاهدٌ @@ عَدْلٌ يُدين الغادرَ الخوَّانا

لكأنني أبصرت في عجلاته @@ أَلَماً لفقدكَ، لوعةً وحنانا

حزناً لأنك قد رحلت، ولم تَعُدْ @@ تمشي به، كالطود لا تتوانى

إني لَتَسألُني العدالةُ بعد ما @@ لقيتْ جحود القوم، والنـكرانا

هل أبصرتْ أجفانُ أمريكا اللَّظَى @@ أم أنَّها لا تملك الأَجفانا؟

وعيون أوروبا تُراها لم تزلْ @@ في غفلةٍ لا تُبصر الطغيانا

هل أبصروا جسداً على كرسيِّه @@ لما تناثَر في الصَّباح عِيانا

أين الحضارة أيها الغربُ الذي @@ جعل الحضارةَ جمرةً، ودخانا

عذراً، فما هذا سؤالُ تعطُّفٍ @@ قد ضلَّ من يستعطف البركانا

هذا سؤالٌ لا يجيد جوابَه @@ من يعبد الأَهواءَ والشيطانا

يا أحمدُ الياسين، إن ودَّعتنا @@ فلقد تركتَ الصدق والإيمانا

أنا إنْ بكيتُ فإنما أبكي على @@ مليارنا لمَّا غدوا قُطْعانا

أبكي على هذا الشَّتاتِ لأُمتي @@ أبكي الخلافَ المُرَّ، والأضغانا

أبكي ولي أملٌ كبيرٌ أن أرى @@ في أمتي مَنْ يكسر الأوثانا

يا فارسَ الكرسيِّ، وجهُكَ لم يكنْ @@ إلاَّ ربيعاً بالهدى مُزدانا

في شعر لحيتك الكريمة صورةٌ @@ للفجر حين يبشِّر الأكوانا

فرحتْ بك الحورُ الحسانُ كأنني @@ بك عندهنَّ مغرِّداً جَذْلانا

قدَّمْتَ في الدنيا المهورَ وربما @@ بشموخ صبرك قد عقدتَ قِرانا

هذا رجائي يا ابنَ ياسينَ الذي @@ شيَّدتُ في قلبي له بنيانا

دمُك الزَّكيُّ هو الينابيع التي @@ تستقي الجذور وتنعش الأَغصانا

روَّيتَ بستانَ الإباءِ بدفقهِ @@ ما أجمل الأنهارَ والبستانا

ستظلُّ نجماً في سماءِ جهادنا @@ يا مُقْعَداً جعل العدوَّ جبانا[/font][/font]

قصيدة اكثر من رائعة
تستحق التقييم عن جدارة
تسلم ايدك لين
خليجية

قصه ارحم الناس يرحمك الرحمن .,,!! جميلة 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

صباح /مساء / الخير والفل والياسمين انا جبت لكم موضوع وان شاء الله ينال اعجبكم

ارجوا ان تسفييدوا من القصه…, اليتيم اخوك في الله ……..,,

هذه القصة حقيقة عن لسان احدى الثقات يقال له ابو عبدالله

يقول ابو عبدالله

أن أخ زوجتة الأرمل لديه مجموعة من الابناء الصغار وكان هو العائل الوحيد لهم يلبسهم ويأكلهم ويقوم على شؤونهم ولم يرضى ان يدخل عليهم زوجة أب وكان يعيش هذا الرجل مع ابيه وامه الطاعنين في السن ويقدر الله ان يحصل لهذا الرجل حادث يموت على اثرها .. فيترك خلفه الاطفال الصغار لوحدهم مع ابويه الطاعنين في السن ليأتي القدر بعدها ب شهر فلا تندمل جراح الاسرة وتموت الجدة ويبقى الاطفال الصغار مع جدهم الشيخ الكبير .هنا قامت خالتهم بالذهاب الى بيت أبيها يوم وفاة الام وقالت يا أبي سأخذ اولاد اخي لأربيهم لعلمها ان والدها لن يقدر على رعايتهم ولتحمل عنه هذا الحمل الكبير وكان زوجها ابو عبدالله خير معين لزوجته فأخذوا الاطفال وجمعوهم مع اطفالهم ليصلوا قرابة ال 13 طفل فمع مهنة ابو عبدالله البسيطة الا انهم تحملوا المشاق لتربية الأيتام وتربية اطفالهم بروح الرضا والمحبة .. وفي أخر العام الدراسي وبدء الأجازة الصيفية قرر ابو عبدالله ان يصطحب الاولاد لأداء العمرة فذهبوا الى الاراضي المقدسة ومن بعد اداء العمرة اخذ الاولاد الى جدة للسياحة واخذوا لهم شقة وارتاحوا وفي اليوم التالي انطلقوا الي البحر

جلس الاطفال يلعبون ويمرحون الى منتصف اليل وعندما قرروا العودة الى سكنهم طلب أبو عبدالله من الجميع الركوب الى السيارة ومع كثرة الاطفال ماشاء الله وتعب الاب والام أخذ كل طفل مكانه واستغرق في النوم .عند وصولهم الى الشقة القى كل طفل بنفسه وراحوا في سبات عميق وبعدما رتبت الام كل شي القت هي الاخرى بنفسها وراحت في نوم عميق .. مع اذان الفجر صحيت الام واخذت تغطى هذا وتعدل من نوم هذا الى انها لم تجد أبنتها ليلى فقد نسوها وصحى الاطفال على صوت الاب الذي يقول بصوت عالي ابحثي هنا وهناك وكانت الام كما نقله لنا ابو عبدالله في هدوء من امرها فقالت دعنا نرجع للبحرقد تكون في مكاننا هناك على شاطيء البحر.. فركبت الام والاب السيارة منطلقين الى مكانهم الذين كانوا عليه على الشاطي فأذا هم يرون ابنتهم ليلى تجلس على تلك الحصاة الكبيرة وتنظر الى البحر في طمأنينة وهدوء ولم يبدو عليها الخوف والقلق وعند ما شاهدت اهلها جريت نحوهم وقالت يا امي لماذا قلتم ان خالي ((أب الاولاد)) قد مات لقد كان معي طيلة الليلة واول ما اتيتم تركني

وذهب ..!؟

هنا بكت الام والاب وعرفوا ان الله قد حفظ ابنتهم لحسن معاملتهم لهؤلاء الايتام

سبحان الله قصة مؤثرة و رائعة شكرا لك
تحياتي

تسلمين يا قمر على القصة المؤثرة

اللهم ارحمنا فوق الارض وتحت الارض ويوم العرض عليك

يا رحمان يا رحيم ارحم جميع المسلمين
يالله انت خير الحافظين

أختاه عودي إلى الرحمن 2024.

قالت وفي عينها من رمشها كحل
قف وانتظرني فقد أودى بي الحول

أنا الغريبة يا عمري وكم نــظرت
إليك عيــــني بقلب ملؤه الوجل

والولهى على مضـــضأنا المحبة
فكن رحيمـــــا وقف يا أيها الرجل

لاتتركني فإني بت مغرمــــة
بحسن وجهـــــك لما اختاره الخجل

صددت عني فكاد الصد يقتلـــني
وغبت عني فكـــــاد العقل يختبل

فكرت أنساك لكني كواهــــمة
ظنـــت بأن قلوب الغيد تنتقل

فرحت أرسل طرفي في الوجوه فما
علـــمت قلبي إلا فيك يشتغل

ينام كل الورى حولي ولا أحــد
يدري بأن فؤادي منك يشتعل

فكن شفوقا وجد لي بالوصال فمـا
أريـد غيرك أنت الحب والأمل

جد لي ولا تك مـــغرورا فما أحد
رأى جــــمالي إلا إغتاله الغزل

ألا ترى قدي المياس لو نظـــرت
إليه أجمل مـن في الأرض تختجل

ووجهي الشمس هل للشمس بارقة
إذا شخــصت إليها فهي ترتحل

فقلت والحزن مرسوم على شـــفتي
وفي فــــؤادي من أقوالها دخل

أختاه لا تهتكي ستر الــــحياء ولا
تضيعي الدين بالدنيا كمن جهلوا

والله لو كنت من حور الجــنان لما
نظرت نحوك مهما غرني الهدل

أختاه إني أخاف الله فاســـــتتري
ولتعلــــمي أنني بالدين مشتمل

تمسكي بكتاب الله واعتصـــــمي
ولا تكوني كمن أغراهم الأجل

أختاه كوني كأسماء التي صـــبرت
وأم ياســــــر لما ضامها الجهل

كوني كفاطمة الزهراء مؤمنــــة
ولتعلمي أنــــها الدنيا لها بدل

كوني كزوجات خير الخلق كلهمو
من علم الـناس أن الآفة الزلل

من صانت العرض تحيا وهي شامخة
ومن أضاعـته ماتت وهي تنتعل

كل الجراحات تشفى وهي نافـــذة
ونافذ العرض لا تجدي له الحيل

من أحصـنت فرجها كانت مجاهدة
كمريم ابنت عمران التي سألوا

ومن أضاعته عاشت مثل جاهلة
تريـد تسير من قد عاقه الشلل

أختاه من كانت العلياء غايته
فـــــليس ينظر إلا حيث تحتمل

أختاه من همه الدنيا سيخسرها
ومن إلى الله يسعى سوف يتصل

أختاه إنا إلى الرحمن مرجعنــــا
وســــوف نسأل عما خانة المقل

أختاه عودي إلى الرحمن واحتشمي
ولا يـــــغرنك الإطراء والدجل

توبي إلى الله من ذنب وقعت به
وراجعي النفس إن الجرح يندمل

الرحمن الرحيم اسمان عظيمان 2024.

خليجية
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

الرحمن الرحيم

هما اسمان عظيمان من أسماء الله الحسنى
دالان على أن الله ذو الرحمة الواسعة

قال ابن عباس :
هما اسمان رقيقان أحدهما أرق من الآخر

والرحمن هو ذو الرحمة الشاملة لجميع المخلوقات فى الدنيا
ولذلك ربط هذا الاسم باستوائه على العرش
فقال تعالى :
{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى طه5
فاستوى على العرش باسمه الرحمن لأن العرش محيط بالمخلوقات قد وسعها
و الرحمة محيطة بالخلق واسعة لهم

والرحيم ذو الرحمة الخاصة بالمؤمنين يوم القيامة
قال تعالى :

{وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً الأحزاب43

ولكن هل تأملت يوما فى رحمة الله بك

دعنا نتأمل قليلا فى بعض آثار رحمة الله بنا

{فَانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ ٌ الروم50

من رحمته أرسل إلينا خير رسله و جعلنا خير أمة و أنزل إلينا أكمل الشرائع و أفضل الكتب

من رحمته أن هدانا للإسلام و أدخل فى قلوبنا الإيمان و حببه إلينا و زينه فى قلوبنا

من رحمته أنزل الماء و أنبت الزرع و سخر الحيوانات

من رحمته تسليط أنواع البلاء على العبد وامتحانه له ليمحصه و يقربه منه
فى الأثر إن المبتلى إذا دُعِى له " اللهم ارحمه "
قال الله : كيف أرحمه من شئ أرحمه به

من رحمته تنغيص الدنيا حتى لا يركن العبد إليها و لكى يزداد رغبة فى الآخرة وزهدا فى الدنيا

فمنعهم ليعطيهم و ابتلاهم ليعافيهم و أماتهم ليحييهم

ولكن كيف ننال أكبر قدر من رحمة الله عز و جل ؟؟؟
لتنال الرحمات أسباب

الإيمان بالله و الإعتصام به

{فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً النساء175

طاعة الله و رسوله

{وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ آل عمران132
{وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ النور56 لولا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ النمل46

تدبر القرآن واتباع القرآن
{وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ الأعراف204
{وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ الأنعام155

التقوى
{أَوَعَجِبْتُمْ أَن جَاءكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِّنكُمْ لِيُنذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُواْ وَلَعَلَّكُمْ
تُرْحَمُونَ الأعراف63
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ يس45
{اتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ الحجرات10
{اتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ الحجرات10

الإستغفار
{لوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ النمل46

رحمة الإنسان بالآخرين
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
َإِنَّمَا يَرْحَمُ اللَّهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ
رواه البخارى

هيا ندعو الله باسمه الرحمن أن ينزل علينا من رحماته
اللهم رحمتك نرجو فلا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين أبدا

:0154: منـ إختيــاراتـي لكمـ :0154:

بارك الله فيك موضوع رائع جدا
تسلمـــــــي ـــ .
اللهم رحمتك نرجو فلا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين أبدا

أمين ,,,,

جزاك الله خير ,,, ووفقك إلى مايحب ويرضى

وياك يالغلا ,, تسلمي والله