أصبحت مشكلات الفم والأسنان، بحسب تقارير منظمة الصحة العالمية، رابع الأمراض المكلفة علاجيا في الدول الصناعية، وتزيد المشكلة لدى كبار السن بسبب جفاف الفم الناتج عن تناول بعض الأدوية.
وفي هذا السياق أوضحت الدكتورة نهى منصور إبراهيم الحازمي، أخصائية علاج أسنان وطب أسنان وقائي نائبة رئيس اللجنة المنظمة لفعاليات الأسبوع الخليجي لصحة الفم والأسنان، أن البكتيريا توجد في الفم ومعظمها غير مؤذٍ وعادةً ما تكون دفاعات طبيعية للجسم، والعناية الصحية الجيدة بالفم مثل تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط يومياً تجعل هذه البكتيريا تحت السيطرة، ومع ذلك يمكن أن تنمو البكتيريا الضارة في بعض الأحيان وتخرج عن نطاق السيطرة وتسبب العدوى عن طريق الفم مثل تسوس الأسنان وأمراض اللثة، وبالإضافة إلى إستخدام بعض الأدوية التي تُقلل تدفق اللعاب والتي تخل بالتوازن الطبيعي للبكتيريا في الفم وتجعل من السهل على البكتيريا دخول مجرى الدم.
وركزت الدكتورة نهى الحازمي على مشكلتين شائعتين لهما تأثير على صحة وجمال الأسنان، هما: إصفرار الأسنان ورائحة الفم الكريهة.
حيث تقول:أن أسباب إصفرار الأسنان متعددة ومنها ما يلي:
– الطعام والشراب: كشرب القهوة والشاي والمشروبات الغازية أو تناول الأطعمة التي تحتوي على صبغات فتسهم في تغير لون الأسنان.
– إستخدام منتجات التبغ: كتدخين السجائر والنارجيلة ومضغ منتجات التبغ.
– عدم توفر العناية الصحية بالأسنان: كعدم تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط بشكلٍ صحيح لإزالة البلاك أو القهوة أو التبغ من على الأسنان والتي تعمل على تغير لون الأسنان.
– بعض الأمراض التي تؤثر سلبا في طبقة المينا (وهي الطبقة الخارجية التي تعطي الصلابة للأسنان) كما تؤثر بعض الأمراض في عاج السن (الطبقة التحتية للسن أسفل طبقة المينا) وفي جميع الحالات تؤدي إلى تغير لون الأسنان.
– قد تسهم بعض طرق العلاج أو طرق الكشف عن الأمراض في تغير لون الأسنان مثل الإشعاعات المستخدمة للرأس والرقبة أو العلاج الكيميائي في حالة الإصابة بالسرطان.
– بعض الأدوية: مثل بعض المضادات الحيوية إذ يعرف دواء تيتراسايكلن (Tetracycline) بتأثيره في لون الأسنان عندما يتم وصفه للأطفال الصغار (أقل من 8 سنوات) والذين لم يكتمل نمو أسنانهم بعد.
– التقدم في العمر: فالطبقة الخارجية للمينا تضعف مع تقدم العمر وتزول تدريجيا مخلفة اللون الأصفر الطبيعي للطبقة التحتية وهي عاج السن.
– الإستخدام المفرط للفلورايد: سواء من المصادر البيئية (مثل شرب مياه الآبار التي تحتوي على نسب عالية من الفلورايد والمعادن) أو تلك الموجودة في معجون الأسنان وغسول الفم إذا قام الطفل (أقل من ست سنوات) ببلعها.
– الكدمات والصدمات على الفم: فعندما يسقط شخص أو يتلقى ضربة قوية على أسنانه فقد يؤدي ذلك إلى موت عصب السن وبالتالي تغير لون السن إلى اللون الرمادي.
أما علاج إصفرار الأسنان فيتطلب تغيير بعض العادات اليومية، مثل الإقلاع عن التدخين وشرب القهوة، والإعتناء بالأسنان وذلك بتنظيفها بالفرشاة والخيط بإنتظام والإقلال من مصبغات الأسنان التي سبق ذكرها ومراجعة طبيب الأسنان كل 6 أشهر لتنظيف أسنانك.
كما يُمكن عمل تبييض للأسنان تحت إشراف طبيب الأسنان، مع عدم إستخدام أي منتج يباع في الصيدليات إلا بعد إستشارة طبيب الأسنان لأنه في حالة تبييض الأسنان وهي مصابة بالتسوسات أو في حالة وجود حساسية مسبقة فيها، فإن مبيضات الأسنان تلك قد تفاقم من المشكلة.
مشكلة رائحة الفم الكريهة:
تنتج رائحة الفم الكريهة عادة من عدم اتباع إرشادات نظافة الفم والأسنان، فعدم تفريش الأسنان واللسان يوميا وعدم استخدام خيط الأسنان يؤدي إلى إبقاء جزيئات الطعام في الفم خاصة الأطعمة ذات الرائحة النفاذة كالبصل والثوم مما يوفر بيئة مناسبة لنمو وتكاثر البكتيريا التي تفرز الرائحة الكريهة.
كما أن الإصابة بأمراض أو مشكلات صحية خارج الفم مثل مشكلات في المعدة أو الإلتهاب المتكرر للوزتين وتقيحها أو مشكلات في الجيوب الأنفية وغيرها تسهم في ظهور رائحة الفم الكريهة.
وأهم الإرشادات لمكافحة رائحة النفس الكريهة هي:
– تفريش الأسنان بعد كل وجبة طعام.
– تفريش اللسان الذي يعتبر أكبر مخزن للبكتيريا في الفم.
– تغيير فرشاة الأسنان بأخرى جديدة كل شهرين أو ثلاثة شهور.
– إستخدام خيط الأسنان مرة كل يوم على الأقل لضمان إزالة بقايا الطعام الدقيقة والبلاك من بين أسنانك والأماكن التي تعجز فرشاة الأسنان العادية عن الوصول إليها، وعلى مستخدمي طقم الأسنان إزالة الطقم قبل النوم وتنظيفه جيداً قبل إستخدامه بعد الإستيقاظ من النوم.
– مراجعة طبيب الأسنان بإنتظام على الأقل مرتين في السنة؛ للتأكد من صحة الفم والأسنان بدقة.
– التوقف عن التدخين فوراً.
– شرب الماء بكثرة؛ لترطيب الفم والحلق بإستمرار وزيادة كمية اللعاب في الفم.