تعتبر صفراء حديثى الولادة من اهم الاعراض المرضية واكثرها شيوعا فى الاسابيع الاولى من عمر الطفل، وتنتج الصفراء من تجمع مادة البليروبين ( وهى احد نواتج تكسير كرات الدم الحمراء فى دم الطفل) وهناك اسباب كثيرة تؤدى الى زيادة نسبة البليروبين فى الدم عن معدلها الطبيعى وبالتالى حدوث الصفراء نوجزها فيما يلى:
1- زيادة معدل تكسير كرات الدم الحمراء كما فى حالات عدم توافق فصائل دم الام والجنين كاختلاف عامل Rh او وجود عيوب خلقية فى كرات دم الجنين أونقص بعض الانزيمات فيها.
2- بعض العيوب فى تعامل الكبد مع مادة البيليروبين كنقص بعض البروتينات فى غشاء الكبد والتى تقوم بنقل البيليروبين من الدم الى داخل خلايا الكبد او نقص فى الانزيم الذى يقوم بدمج البيليروبين مع بعض المواد الاخرى حتى يسهل على الكبد افرازها.
3- عدم قدرة الكبد على افراز البيليروبين المدمج الى القنوات المرارية نتيجة لنقص بعض الانظمة المسئولة عن حمل البيليروبين من خلال الكبد الى القنوات المرارية او وجود انسداد بالقنوات المرارية.
على الرغم من تعدد الاسباب المرضية لهذه الحالة الا ان اكثر انواع الصفراء شيوعا هو ما يسمى بالصفراء الفسيولوجية وينتج هذا النوع من الزيادة الطبيعية فى معدل تكسير كرات الدم الحمراء بعد الولادة مما ينتج عنه زيادة تكوين مادة البيليروبين فى الوقت الذى يكون فيه الكبد غير مكتمل النمو بالدرجة التى تسمح له بالتعامل مع هذه الكميات المتزايدة فينتج عن هذا تراكم مادة الصفراء فى الدم
وتحدث الصفراء الفسيولوية فى قرابة 50 من الاطفال مكتملى النمو وقرابة 60 من الاطفال المبسترين. وتكمن خطورة الصفراء بصفة عامة فى ان مادة البيليروبين غير المندمج يمكنها عبور الحاجز المخى واختراق خلايا المخ واصابة بعضها مما قد ينتج عنه تلف تلك الخلايا واصابة بعض مراكز المخ بالضمور مما قد ينتج عنه اصابة الطفل باعاقة ذهنية او حركية او كلاهما فيما بعد.
وعلى ذلك يجب التعامل مع هذه الحالة باهتمام شديد ولابد من عرض الطفل على طبيب اطفال متخصص فى امراض حديثى الولادة حتى يتمكن من تقييم الحالة التقييم الامثل الذى يحدد على اساسه اسلوب العلاج فهناك عوامل كثيرة تشارك مجتمعنا فى تحديد العلاج الامثل منها العمر الجنينى والعمر الزمنى بعد الولادة والحالة العامة للطفل والنشاط الحركى والقدرة على الرضاعة ونسبة الصفراء بالدم وهناك الكثير من الاطباء يرتكبون خطا فادحا حين يعتمدون على نسبة صفراء الدم فقط فى تحديد اسلوب العلاج، فلا يمكن ان يعالج طفل مكتمل العمر الجنينى ويتمتع بصحة جيدة بنفس الطريقة التى يعالج بها طفل مبستر وناقص الوزن حتى وان تساوت نسبة الصفراء فى كلاهما وتنوع اسلوب علاج الصفراء ما بين العلاج الطبى بعض العقاقير او العلاج بالاشعة الضوئية من خلال تعرض جسد الطفل لأشعة فوق بنفسجية بطول موجى معين واخيرا قد يكون العلاج الحاسم والمنقذ تغير دم الطفل. وبالطبع كل اسلوب من هذه الاساليب له دواعيه وله مضاره وعلى هذا فاختيار نوع العلاج يعتمد على العوامل سابقة الذكر ولابد من تقييم الحالة بواسطة طبيب متخصص فى امراض حديثى الولادة.
بسم الله الرحمن الرحيم
يعطيك العافيه
مشكوره علي المعلومه
مشكوره