كنت أقرأ في كتاب مفتاح دار السعادة للعلامة ابن القيم – رحمه الله تعالى –
فوقعت على فصل ظريف بعنوان
( تأمل حكمة الله تعالى في كثرة بكاءالأطفال وما لهم فيه من المنفعة )
فرأيت عجباً !!!
استوقفتني عبارات ابن القيم – رحمه الله تعالى – في هذا الفصل
حيث ذكر عن الأطباء والطبائعيين بأنهم شهدوا منفعة بكاء الأطفال وحكمته !
وقالوا :
في أدمغة الاطفال رطوبة لو بقيت في أدمغتهم لأحدثت أحداثا عظيمة
فالبكاء يسيل ذلك ويحدره من أدمغتهم
فتقوى ادمغتهم وتصح
:frasha18::frasha18::frasha18:
وايضا
فإنالبكاء يوسع عليه مجاري النفس .. ويفتح العروق .. ويقوى الأعصاب
وكم للطفل من منفعة و مصلحة فيما تسمعه من بكائه وصراخه
فإذا كانت هذه الحكمة في البكاء الذي سببه ورودالألم المؤذي
وأنت لا تعرفها ولا تكاد تخطر ببالك
فهكذا إيلام الأطفال فيه وفي أسبابه وعواقبه الحميدة من الحكم
ما قد خفي على أكثر الناس
ثمّ تأملت حرص الناس على إسكات الطفل إن هو بكى !
فكلما بكى طفل من حولهم كلما سارعوا إلى إسكاته
بأيّ وسيلة وبأيّ أسلوب حتى وإن لم يكن تربوياً !!
ولذا نرى الأطفال يستخدمون هذا السلاح للضغط على من حولهم
وخصوصاً الأمّ لتلبي كل متطلباتهم
:15_5_13[1]::15_5_13[1]::15_5_13[1]::15_5_13[1]:
وقد أعجبتني إحدى الأمهات بكى طفلها بين يديها في إحدى المناسبات
ولم تلتفت إلى بكائه فلما زاد بكاؤه أشارت عليهاالنساء من جليساتها بالالتفات إليه
فأجابتهنّ بأسلوب لبق :
بأن طفلها لايشكو من جوع أو عطش فقد تعاهدته بذلك قريباً
كما لايشكو من ألم لأنني أميّز أسلوب بكائه إذاأصابه ذلك
أيضاً تمّ تبديل مايلزم من ملابسه الداخلية قبل قليل
فبادرتها النساء :
مم يشكو إذاً ؟
قالت : يريدني أكون على ما تهواه نفسه
ما به إلا دلال زائد وأنا دون ذلك
أنا في مجال تربية لهذا الطفل
فلن أدعه يفرض عليّ مايريد كما يريد
:088::088::088::088::088:
أخواتي – ولازال الكلام لها –
إنّ أيّ أم ستقفز عند أدنى صوت بكاء تسمعه قد تتعبكثيراً
وتأمّلن حال الكثير من الأمهات اللاتي يلتفتن بزيادة مفرطة إلى هذا قدمللن وسئمن
في ظلّ وجود طفل ذكيّ يختبر استجابة أمّه عند كل ملمّة
قالت النساء :
متى سيتوقف طفلك عن بكائه ؟
قالت : بعد قليل
وستلاحظن ذلك جيّداً
وما هي إلادقائق
حتى عاد إلى وضعه الطبيعي من اللعب ونحوه
:frashagirls::frashagirls::fra shagirls:
أختى الأم :
مادمت مطمئنة على وضع طفلك من حيث عدم الجوع والعطش
ومن حيث تبديل مايلزم تبديله من ملابسه الداخلية
ولم تتغيّر طبقة صوت بكائه من ألم قد أصابه
فما الذي يقلقك ويفزعك ويقيمك من مجلسك وهوأمام ناظريك ؟
لابأس دعيه يبكي قليلاً لتحققي ما أشار إليه ابن القيم – رحمه الله تعالى – :
" في أدمغة الاطفال رطوبة لو بقيت في أدمغتهم لأحدثت أحداثا عظيمة
فالبكاءيسيل ذلك ويحدره من أدمغتهم فتقوى ادمغتهم وتصح
وأيضا فإن البكاء يوسع عليه مجاريالنفس ويفتح العروق ويقوى الأعصاب "
وكم للطفل من منفعة ومصلحة فيما تسمعه من بكائه وصراخه