أ.د / أحمد بن محمد الشرقاوي
أستاذ بكلية أصول الدين جامعة الأزهر
السؤال :
إجازة الصيف أقبلت,ولا أريد لأبنائي تضيعها بما يغضب الله,فكيف أستغل هذه الإجازة لي ولأولادي بما يرضي الله ويعود علينا بالنفع؟ علماً أن لدي من الأبناء 3, أحدهم ولد في سن المراهقة, وبنت في العاشرة من عمرها,وطفل صغير لا يتجاوز عمره 5سنوات.
الجواب :
بارك الله فيك يا أخيَّتي وزادك الله حرصا ، وأصلح الله ذريتك وجعلهم قرةَ عينٍ لك ، ولا شك أن الإجازة سلاحٌ ذو حدين فإما أن نستثمرها وإما أن نهدرها ، وقديما قالوا : النفس إن لم تشغلها شغلتك ، ومن قل عمله كثرت شهواته ، ومن قل علمه كثرت شبهاته ، وقال الشاعر :
إن الشباب والفراغ والجدة *** مفسدة للعقل أي مفسدة
فالفراغ مع المال والشباب فتنةٌ كبيرةٌ ، فلا بد إذا من شغل أوقاتنا وملء فراغنا بكل مفيد نافع لنقطع الطريق على شياطين الإنس والجن ، ونغتن الفرصة في النهوض بأنفسنا والارتقاء بها قال تعالى ) وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا{7} فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا{8} قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا{9} وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا{10} ( وقال صلى الله عليه وسلم (اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ : شَبَابَكَ قَبْلَ هَرَمِكَ ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ ، وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ ، وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغْلِكَ ، وَحَيَاتِكَ قَبْلَ مَوْتِكَ ) رواه النسائي في السن الكبرى والحاكم في المستدرك وقال هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وافقه الذهبي .
وهذه خطوات عملية للانتفاع بالإجازة الصيفية :
أولا : الاستفادة من حُلَقِ القرآن وهي منتشرة في طول البلاد وعرضها ، والقرآن خير ما يشغلُ وقتنا ويُعمِّرُ بيوتنا ، وهو رياضٌ مزهرةٌ وآفاقٌ رحيبةٌ عجيبةٌ ولذَّاتٌ روحيةٌ .
ثانيا : تخصيصُ وقتٍ لزيارة الحرمين الشريفين إن تيسر ذلك فما أطيب أن نقضي أياما وليالي في هذا الجوار الكريم .
ثالثا : أنصح بتعليم فتياننا وتدريبهم على المهارات التي لا غنى عنها كالسباحة وركوب الخيل ، وهناك دوراتٌ مخصصةٌ لذلك .
رابعا : كما أنصح بتعليم فتياتنا ما ينفعهم في حياتهم المستقبلية وفي رسالتهم التي تنتظرهم ، فيتعلمن الطبخ والمهن اليدوية كالتطريز والحياكة وغيرها وهناك مراكز مخصصةٌ لذلك .
خامسا : الصيف فرصةٌ للنهوض بمستويات أبنائنا العلمية من خلال الدورات ودروس التقوية التي تنهض بمستواهم العلمي ، وتدفع بهم إلى التفوق والريادة .
سادسا : الاهتمام بالرياضة البدنية ، فالعقل السليم في الجسم السليم ، والصيف فرصة للالتحاق بالأندية وممارسة الرياضات كالمشي والجري وغيرها من الرياضات النافعة .
سابعا : تنمية الجانب الروحي عن الأبناء وذلك بمجالس الذكر والتلاوة والتدبر وقيام الليل .
تنمية الجانب الثقافي لأبنائنا بتعويدهم على القراءة ويستحب مساعدتهم في اختيار الكتب النافعة الممتعة مع تنوعها
ثامنا : الاعتدال في المأكل والمشرب ، وتجنب الكسل ، فقد تعود كثير من الأبناء أن يناموا إلى الظهر ، فيضيعوا يومهم في النوم الذي لا يجلب سوى الكسل والوخم وما يتبع ذلك من حسرات .
تاسعا : ضرورة تنظيم الأوقات والمحافظة عليها وصرفها في كل مفيد نافع فالوقت أمانة ومسئولية والوقت نعمة إلهية .
عاشرا : الاستفادة من الإجازة في صلة الأرحام والتسابق إلى فعل الخير .
حادي عشر : الحرص على الصحبة الطيبة المباركة ، وتجنب أصدقاء السوء ومجالس السوء .