تؤكد العديد من الدراسات العلمية أن "الرياضة في الصغر.. كالنقش على الحجر"، وأنها تشكل حجر الزاوية في الحفاظ على الصحة العامة للإنسان، ويستوي في ذلك الرجال والنساء من كافة المراحل العمرية، حيث يبدأ تأثير الرياضة على الإنسان-كما يؤكد الخبراء- منذ الستة أشهر الأولى بعد ميلاده.
والرياضة هي الحل الأمثل للحصول على القوام الممشوق، الذي يعبر عن لياقة بدنية جيدة وحالة صحية متوازنة. وعلى الرغم من أهمية ممارسة التمرينات الرياضية بانتظام، إلا أنه من المهم أيضًا معرفة المدة التي ينبغي استغراقها في ممارسة هذه التمرينات، ومعرفة أنواع التمرينات الرياضية اللازمة التي ينبغي إتباعها في المراحل العمرية المختلفة.
وفي هذا الصدد يرى الخبراء أن الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة يظهر أكثر التطورات في حياته، ففي خلال السنة الأولى يتطور الطفل في كل شيء، حيث يبدأ في الاستجابة لبيئته ويتأقلم معها، فهو يحاول أن ينظم ويغير في الوظائف والقدرات الكامنة لديه ليصبح إنسانا صغيرا كاملا.
ويجب أن تبدأ التمارين الرياضية مع الطفل منذ لحظة ميلاده، حيث يحتاج الطفل في كل مرحلة عمرية إلى تمرينات خاصة لينمو صحيا، إذ تعزز هذه التمرينات نمو الطفل وتساعده على التطور للخطوة القادمة من نموه، كما أن الطفل في المراحل المبكرة يبدي استعدادا أكثر للتمارين الرياضية، فحب الحركة من السمات الرئيسية للأطفال في مراحل نموهم الأولى.
وتساعد التمارين الرياضية الطفل في التعامل مع البيئة المحيطة، كما تقوّي قدراته العقلية والجسمية، وتساعده على اكتساب الخبرات الحركية، وتقوّي من اعتماد الطفل على ذاته، كما تعزز مناعته ضد الأمراض، وتساعده لأن يكون اجتماعيا أكثر مع أقرانه.
وتلعب الأم دورا مهما خلال الشهور الأولى في تعويد طفلها على الرياضة، حيث أن الطفل في هذه المرحلة لا يكون قادرا على القيام بشيء ولكنه ينتظر دائما مساعدة أمه، وفي هذه المرحلة يكون معتادا على الاستلقاء طوال الوقت، لكنه بعد فترة يبدأ الجلوس ثم الوقوف ومن ثم المشي، وهناك العديد من التمارين التي يمكن أن تساعد الطفل عل النمو والتحكم في عضلاته خلال هذه المرحلة.
تمارين المهد
في الشهور الأولى، ينمو الطفل سريعا يوما بعد يوم، وعندما يكون مستلقيا على بطنه يستطيع رفع رأسه بزاوية مقدارها 45 درجة ، ويحرك رأسه يمينا ويسارا، وعندما يكون مستلقيا على ظهره فإنه يركز بصره على شيء ويحدق فيه، وبعد شهرين من الولادة يبدأ الطفل بالابتسام، وتتوثق علاقته بأمه ويكون أكثر سعادة، ويبدأ مع الشهر الثالث في إظهار طبيعته الاجتماعية البدائية ويحاول أن يعبر عن نفسه بالركل والمصافحة، وفي هذه المرحلة تبدأ الشخصية الفردية بالظهور، وتختفي الأفعال الانعكاسية البدائية، وتزداد القدرة الإرادية لديه.
وفي الشهر الرابع يبدأ الطفل في بالتصرف بطريقته الخاصة وينام ساعات أطول خلال الليل ويبقى مستيقظا ساعات أكثر خلال النهار، ويستطيع أن يمد يده ليتناول ما يريد، كما يستطيع أن يبقي رأسه في وضع ثابت، ويدعم الجزء الأعلى من جسمه بواسطة كلتا يديه عندما يكون مستلقيا على بطنه.
وفي الشهر الخامس يستطيع الطفل الجلوس مسندا ظهره إلى كرسي، ويستطيع أن ينقلب على ظهره أو بطنه بحرية، وأن يسند الجزء العلوي من جسمه ويديه ورجليه إلى الأعلى. ومن أهم التمارين في هذه المرحلة :
ضعي الطفل على الطاولة مستلقيا على ظهره، وضعي إبهامك في كفه وشدي ذراعيه بالأصابع الأخرى، وافعلي نفس الشيء بالذراع الأخرى، ارفعي إحدى الذراعين فوق رأس الطفل ببطء ثم أرجعيها، وارفعي الأخرى ثم أنزليها.
اقلبي الطفل على بطنه وارفعي ذراعيه، وذلك لمد عضلات بطنه، بعد عدة مرات من هذا التمرين، ارفعي الجزء العلوي من جسم الطفل عن الأرض، وهذا التمرين يقوّي عضلات الظهر ويساعده على حمل رأسه بشكل أفضل.
ضعي الطفل على ظهره وأمسكي قدميه واضغطي عليهما بيديك، ثم اثني الركبتين واضغطي للأسفل –برفق- في اتجاه البطن.
بينما يكون الطفل ممدداً على ظهره، أمسكي جهة واحدة من كتفه وارفعيها برفق للأسفل، ثم أمسكي الذراع الأخرى واثني الكوع عدة مرات، ثم لفيها حول الكتف صانعة دوائر كبيرة، وراقبي مدى شعور الطفل بهذا التمرين.
مددي الطفل على ظهره وامسكي ذراعيه بيديك وادعمي الجزء الأمامي من الكتف في نفس الوقت، واجعلي ذراعيه يتقاطعان بحيث يشكلان حرف (X) . كرري هذا التمرين عدة مرات بتناسق.
اقلبي الطفل على بطنه، مدّي أصابعه وأمسكي بطنه وصدره برفق، ارفعيه برفق ببطء، إذا كان عمر الطفل أكبر، يمكنك أن تدعمي المنطقة الأمامية من الكتف بذراعيك جاعلة الطفل يتحرك كالعصفور.
ادعمي صدر الطفل وبطنه وهو ملقى على بطنه، لا ترفعي جسمه ولكن ساعديه برفع جسمه.
من 7 إلى 12 شهرا
تتميز هذه المرحلة بأن الطفل يبدأ خلالها في الحبو، ويستطيع أن يجلس من دون مساعدة ولكن ليس لفترة طويلة، ويصبح الطفل فضوليا يريد معرفة ما يدور حوله ويعبر عن اهتمامه بالأشياء، ويهز الطفل أي شيء يقع في يديه.
وإذا أمسكت الطفل من إبطيه فسيحاول أن يحافظ على وضعية الوقوف، مع ثني بسيط في الركبة، ولكنه لا يكون قادرا بعد على الوقوف، كما أن اتجاه النمو غالبا ما يكون من الرأس إلى القدم، وهذا هو السبب في أن الطفل ليس قادرا على التحكم برجليه في هذه المرحلة، ولكنه يستمر في تدريبهما بتكرار ثني الركبة ومدها وركل الأشياء.
ويحاول الطفل في هذه المرحلة أيضا شد كل ما يلمسه، ويرغب أن يكون أكثر حرية، ويستطيع إمساك الألعاب بيديه الاثنتين ورميها بعضها فوق بعض، كما يستطيع الجلوس بحرية لفترة معينة، والوقوف إذا أمسكنا يديه، ويعبر عن شعوره بطرق مختلفة فتتحرك يداه بمهارة أكثر، ويستطيع القبض على الأشياء الصغيرة بإصبعه .
وفي الشهر التاسع يبدأ الطفل بالتحرك هنا وهناك، وقد يضع إصبعه بين الباب والحائط، ومن الشهر العاشر يخطو الطفل أولى خطواته، وذلك حتى يصل إلى سنة واحدة من عمره فيستطيع التحكم في كافة عضلاته.
ومن أهم التمارين التي تدعم النمو في هذه المرحلة:
مددي الطفل على ظهره، واركعي للأسفل وأمسكي كاحل طفلك بيديك وضعيه في حضنك، ارفعي كاحليه للأعلى حتى يرتفع جسمه بأكمله، ثم أرجعيه ببطء في الاتجاه المعاكس، ( ابدئي من المنطقة السفلى ثم منطقة الظهر) ثم دحرجيه لوضعه على بطنه.
اركعي للأسفل واجعلي طفلك في وضع القرفصاء، امسكي منطقة حوض الطفل أو فخذيه العلويين وارفعيهما ببطء، حتى يرتفع جسم الطفل بحيث تبقى يداه ورجلاه على الأرض للدعم.
تمرينات العام الثاني
اركعي للأسفل وضعي طفلك واقفا في حضنك متوجها لك، ثم امسكي كتفيه لتدعميه جيدا وساعديه في التسلق عليك حتى يصل مستوى الأكتاف، ثم ارجعي قليلا إلى الخلف حتى تسهلي عملية تسلقه.
ألقي الطفل على ظهره، واركعي للأسفل أمامه ، امسكي يديه مباشرة بيديك أو استعملي عصا ممسكة بها من طرف والطرف الآخر يمسكه الطفل، ارفعي العصا عموديا حتى يستطيع الطفل شدها ومن ثم يقف، وهذا التمرين يقوي ذراع الطفل وعضلات كتفيه.
ضعي طفلك على بطنه، وامسكي وادعمي منطقة البطن عند الطفل ثم مدي أصابعك، وارفعي جسم الطفل وهدهديه يمينا ويسارا.